- براندي؟
ذلك هو نوع الشراب الذي احتسته في الفيلا الخاصة به , ردت قائلة :
- كلا, افضل شراب بارد.
فأمر بكأس كونياك وكأس شراب بدون تعليق . وقال مخاطباً مال:
- لقد كنا قد عزمنا على ان نقنعك بالغناء.
- انا عادة ما افعل ذلك يا احبابي, عند حلول الساعة الواحدة.
- انني قد وعدت بأن اعيد لوسي إلى المنزل عند منتصف الليل.
ارتفعت حواجب مال الكثة بالشعر قليلاً, وقال مبتسماً نصف ابتسامة:
- سوف ابحث ذلك.
رفع لوران كأسه امام كأس لوسي ليشربا نخب السهرة . ولكنها اخذت تتفكر . علام يشرب النخب؟ قبلة ؟ ياللمساء , لم تكن سوى قبلة. لقد كان عشرات من الرجال قد قبلاها من قبل ذلك.إنه لم يتحقق يقيناً من التأثير غير الوادي الذي فعلته تلك القبلة عليها. إذ ان اعضاء جسمها بدت كما لو كانت تتحول إلى سائل ذائب, وكانت كل لمسة منه تجعل عروقها تغلي . يالها من استجابة فيزيائية بدنية تتسم بالتوتر والشغف. إنها حتى لا تثق فيه.منتديات ليلاس
ابتسم, وراحت عيناه تسعى للنظر إلى عينيها , فواجدهما, لقد كانت نظرة حميمة جداً. إن بشرته عند الحنايا في محياه تجعدت قليلاً في ثنايا ظريفة حينما ابتسم , تمتم قائلاً:
- انت تشبهين سندريلا بجمالك الفاتن , وشعرك المنهدل السائب.
- حقاً؟
ووضع كأسه فوق المنضدة, واقترب لينزع احد دبابيس شعرها . ثم نزع دبوساً آخر , دبوساً ثالثاً.
وجلست لوسي بغير حراك, حتى خلع آخر دبوس ولم يبق بعد المزيد, واسترسل شعرها الطويل الأشقر في تموجات جعدة شعثاء منهدلاً حول كتفيها .
قال لوران منتقداً:
- هذا فضل. منتديات ليلاس
ثم مشط شعرها بأصابعه ببطء , قالت :
- حسبت انك تحبه وهو مشبوك بالدبابيس.ريحانة
هز رأسه , وصرح:
- في المرة القادمة , اتركيه منهدلاً مثلما هو عليه الآن .
غير ان افكار لوسي تدبرت قوله , وظنت انه ربما لا يكون هناك مرة ثانية , إذ كيف يتسنى ذلك, في الوقت الذي لم يكن هو فيه اميناً او صريحاً معها؟
وقد سرح بانتباهها العزف الخلاب على آلة الجيتار فسرحت بعيداً عنه. إن السيد مال وقد جاء دوره للغناء. لقد استدعى بيدور من بين الكواليس داخل البار, واخذ يستعد للطرب.


نهاية الفصل

الفصل الخامس

إنه يوم الثلاثاء , في ساعة مبكرة من الظهيرة. وقد كان يوماً حاراً. وكانت لوسي ترتدي حلة صفراء تناسب الشاطئ, والبنطلون الشورت , وقبعة للحماية من الشمس , غطت بها رأسها.
قادت القارب الذي استأجرته لقضاء مشاوير النهار ببطء عبر السواحل مدينة فيلا كارلوس الوعرة, وهبطت الطريق الموازية للساحل المنحدرة التي تؤدي إلى كالا كورب. كان خوان وصوفي كلاهما يتسكعان على ظهر زورق سان فيليب. وتوجه الاطفال لزيارة والدي خوان في اليابسة بإحدى قرى ألا يور يوم الثلاثاء عند الظهيرة , وقامت صوفي بعمل التعليقات بدلاً من لوسي التي سمح لها بأن تأخذ الظهيرة كأجازة.
نظرت صوفي إلى الصوت الصادر على مقربة من ساحل الطريق الأسفلتي , فرأت لوسي التي صاحت قائلة :
- هل نفذت التذاكر؟
ردت صوفي قائلة :
- اجل, لقد بيعت كلها . إنه يوم حار, والسياح سوف يطيرون عائدين غداً. كما تعلمين . لقد باعت فانيسا كل التذاكر , وليس هناك من يتردد بعد الطلب التذاكر لعلمهم انها نفذت.ريحانة
قالت لوسي باحتجاج :
- يجب عليك ان تعرضي للبيع تذاكر الغد. إذ يتعين ان نبيع شطراً منها من اجل رحل الغد. إنها سوف تباع . اوه, لقد كانت فانيسا تبحث عنك يا لوسي . بعض اصدقائها يعتزمون التوجه إلى بالما لقضاء عدة ايام قليلة على ظهر العبارة. وبوسعهم ان يجدوا مكاناً لك, كم قالت , إذا اردت ان تذهبي معهم.
- ولكن الزورق...
- إن الزورق لن يغرق في غيابك وابتعادك.ريحانة
كشرت لوسي عن ابتسامة . يالها من إشارة دقيقة تلك التي صدرت عن صوفي . إن العمل دائماً يأتي في المرتبة الثانية في حياة صوفي : إذ انها تترك المشكلات لتنحل بنفسها , او تؤجلها لحسمها عندما يتحولن إلى ازمات مستعصية . وكانت تخفي شخصيتها من تحت انبساط اساريرها المظهرية, عقلاً داهية دائب العمل. ورأت صوفي ان لوسي مصابة بالاحباط والاكتئاب , فراحت تبحث عن طريقة كي تزيل عنها بعضاً مما تلاقيه , وتخفف عنها, وترفع من روحها المعنوية . قالت لوسي :
- سوف اتولاه أنا, وافكر في ذهابي معهم.منتديات ليلاس
- هل سوف تعودين على وقت العشاء؟
- حوالي السادسة مساء , سوف اعود , ربما قبل ان تعودي انت للمنزل.
- هل سوف تصطادين الكافي من الأسماك لطهوها؟
- اشك في ذلك.
- إلى اللقاء إذن, ولتستمتعي بالرحلة .
- اتمنى لك وقتاً طيباً.

انطلقت لوسي إلى كوخ خوان , وراحت تفتش بداخله عن عدة واشياء الصيد.
لقد كانت تخطط وتعتزم السفر إلى فورتيلز تلك القرية الواقعة على الساحل الشرقي للجزيرة , التي كانت تتنامى وتتسع سريعاً لتصبح مركزاً لأولئك الذين يستمتعون ويقومون بالترفيه في اجازتهم والقيام بألعاب الماء.منتديات ليلاس
تخيرت عوداً للصيد قابلاً للطي, ووضعته بعناية على احد جانبي القارب, وتفحصت للمرة الثانية الحقيبة الكائنة على المؤخرة , وتحتوي على كل شيء تحتاجه او قد يعوزها , وابحرت ملوحة إلى خوان وصوفي .
وفكرت في التوجه إلى بالما حينما زمجرت بالقارب عبر شواطئ مدينة فيلا كارلوس, ربما يتعين عليها ان تذهب اية جهة نائية فحسب حتى تتمكن من الإبتعاد عن ميناء ماهون. حتى فوزنتيلز لم تكن بعيدة بمافيه الكفاية . إن بالما ربما كانت اكثر جمالاً .
لم يبدو لخوان وصوفي انه من العدل , برغم ذلك , ان يتصرفا مع لوسي على هذا النحو , بطريقة كفيلة بكسر قلبها , في حين ان الموضوع كله والمسألة كلها لا تعدو ان تكون شيئاً تافهاً.
ان رجلاً قد طلب منها الخروج على العشاء ذات مرة, وقبلها مرة واحدة. اما لوسي فقد كانت تضع نصب عينيها دائماً انها حتى لا تثق في لوران, ولكنها ههنا كانت اكثر اكتئاباً بسبب فشله في ملاطفتها كما كان حوف يعمل معها حينما نبذها وتخلى عنها. غباء , كان ذلك كل ماحدث . حماقة قصوى من جانبها.منتديات ليلاس
ولوسي لم تذكر حتى لوران امام فانيسا. لقد بذلت اقصى ماتستطيع كي تكون جزلة مبتهجة طوال الاسبوع المنصرم, ولكن كان من الواضح ان ذلك لم ينطل على صوفي . ولن ينطل عليها هي ايضاً. ومهما كان مقدار ابتسامتها كبيراً , كان لا يزال ثمة ألم مؤرق في مكان ما من منطقة قلبها. على اية حال , لقد اخبرت نفسها من حين لآخر بأنه لا داعي لذلك, وبالرغم من محاولتها , إلا انها كانت لا تزال ترمق الفيلا الخاصة به في كل مرة يمر زورق سان فيلي من امام الرصيف الخشبي الواقع على جانب ميناء ماهون . ولكنها لم تظفر منه بنظرة او لمحة . بل هي لم تتأكد حتى مما إذا كان باقياً على الجزيرة ام سيرحل.
حمقاء , يالك من حمقاء وفتاة طائشة . آنسة , راحت لوسي تحادث نفسها . لقد استقر الرأي على عدم تكوين علاقات رومانسية , إن ذلك هو عين ما أردت , أليس كذلك؟ تمتعي ببقية فصل الصيف بمفردك.
مضت ببطء عبر ماهون, ويطول الطريق المؤدي إلى اليابسة نحو ألا يور . وعلى طول جانب الطريق, كانت اشجار التين الشوكي مزدهرة , وكانت على الحوائط والسقوف الخاصة بالبيوت الصغيرة ثمار الفاوون, الشمام الأصفر ممتلئة ناضجة ملقاة في ضوء الشمس حتى تزداد نضجاً.
وفي وسط الجزيرة , اخذ الطريق يعلو ويرتفع متسلقاً , ملتفاً حول جبل نورو او مونت تورو , وهو اطول الجبال شهوقاً في جزيرة مينوركا , وعليه احد الأديرة في القمة . توقفت لوسي عند جانب الطريق , وشربت عصير البرتقال, قبل ان تعاود قيادة القارب متوجهة إلى عرض البحر .
ومضت عبر المياه بجوار الطريق المحاذي وقد تعلق نظرها على غابات اشجار الصنوبر , ثم ظهرت فوق كالا بلانكا, رأس الخليج الكبير حيث تقع فورنيلز.
وكانت آخر مرحلة من مراحل الرحلة البحرية , هي الاسترخاء بمتعة تحت التل ذي الظلال الوارقة , واللمحات الأثيرية العارضة القادمة من البحر التي تنعشها.ريحانة
كانت فوريتلز مزدحمة , على الرغم من ان الوقت كان وقت القيلولة النوم ظهراً , وفقاً لمعايير جزيرة مينوركا , وكان بعض السياح لا يزالون يتناولون طعام الغذاء في المقاهي على طول حافة الماء, بينما كان الآخرون يتجولون حول الشوراع الضيقة البيضاء التي تبدو كما لو كانت مغسولة بالماء, بالقرية القديمة التي اشتهرت بصيد الأسماك.

وفي الخليج كان شعاعات لونية تميز موضع مصدات الريح . ركنت لوسي قاربها بجوار حواجز الأمواج القريبة من الميناء, وتجولت بطول نهايته , وفردت عود الصيد, وساتقرت جالسة تغفو في ضوء الشمس . ولم يكن يهمها حقاً صيد الأسماك, لقد كان عود الصيد ماهو إلا ذريعة وقد اعترفت لنفسها بذلك, حتى لا تحضر معها اية مراجع او كتب دراسية مقررة عليها.منتديات ليلاس
كان الجو حاراً إبان سطوع شمس الظهيرة وتوسطها عرضة السماء, اما حواجز الأمواج فقد حمتها من الرياح التي هبت عبر الخليج . وبعد برهة , شعرت لوسي بالنعاس.
استيقظت متباطئة, ونظرت فيما حولها . كان عود الصيد لا يزال مسنداً حيث تركته, بينما كان الخيط ضارباً في اعماق الخليج والميناء , إلا ان طعم السمك , لابد وان يكون قد اكله السمك منذ فترة طويلة.
تحركت الشمس ناحية الغروب. نظرت لوسي في ساعتها , ياللسماء , لقد اصبحت الساعة الآن الخامسة والنصف. وهي قد قالت لصوفي انها سوف تعود ادراجها من اجل تناول العشاء على الساعة السادسة. فأخذت تحزم حقائبها وحاجياتها بسرعة وعجلة وشقت طريقها إلى القارب.
وما ان وصلت وكادت تقترب من قمة الهضبة فوق كالا بلانكا حتى بدأ المحرك يصدر ضوضاء مكتومة بأصوات متقطعة. فأصدرت انيناً مكبوتاً. وتوقفت لحظة, ثم حاولت ان تعيد تشغيل المحرك. وفي هذه المرة رفض المحرك ان يلتقط شرارة الشوط على الإطلاق.
وضاع منها دقائق عشر اخرى سدى في محاولتها تشغيل القارب , وقد تلطخت بالأقذار مينوركا, معروف انها آخر مكان بالنسبة إلى أي شخص يحاول ان يذرعها جيئة وذهاباً بحثاً عن البنزين, لأن كل فرد على الجزيرة علم كيف يعز تزويدها به في محطات البنزين.
علمت لوسي ذلك. كان ثمة جراج في ألابور , كانت موقنة بذلك. وكان يقع على بعد خمسة اميال من المكان الذي تكمن فيه , ولم تستطع التفكير في آخر يكون اكثر اقتراباً. فعادت إلى القارب , ووضعت قدميها على البدال , وبدأت في تشغيله يدوياً بأقدامها.
بمرور الوقت لاحت في الأفق منازل الأبور , وكانت حينذاك قد غرقت في العرق . اما الساعة فقد اشارت إلى السابعة إلا ربعاً, ولايزال امامها بعد رحلة بحرية مطولة, ينبغي خوضها متى ماتزودت بالوقود . وهي لا محالة لن تصل على موعد العشاء.ريحانة
واستقر الرأي لديها على ان تتناول وجبة العشاء عند سنيور وسنيورة ربيرو والدي خوان.
اما سينورة ريبرو فقد كانت خارج المنزل عندما وصلت إلى منزلهما الصغير , فقد كانت تعبد مانويل , وماريا , وكارا إلى والديهم . واما سنيور ريبرو فقد اصر على ان تنتظر لوسي حتى تعود. فأخذت تشرب الكثير من القهوة. بعد ذلك ظهرت سنيورة ريبرو , وشرعت تعد وجبة دسمة من شراح لحوم الحمل والنقانق. لقد كانت وجبة لذيذة , غير انها لم تكن جاهزة لتأكل حتى الساعة التاسعة مساء. ولذلك, كانت الساعة العاشرة تقريباً حينما وجدت لوسي نفسها تلوح مودعة إياهما , وتشرع مرة ثانية في الإنطلاق على الطريق متوجهة إلى ماهون.منتديات ليلاس
لا مشكلة . لم يكن صوفي وخوان من النوع الذي يصاب بالهلع . فإذا كان لديهما هاتف, لكانت استطاعت ان تخبرهما بأنها سوف تتأخر , غير انها لم يكن لديهما هاتف, ولذلك لم تتصل, وهما لن يظنا التفكير بشأن مصيرها إلا عند حلول منتصف الليل الذي يكون وقتاً لا يزال مبكراً برغم ذلك.
وعندما وصلت الفيلا في تمام الساعة العاشرة والنصف, كانت صوفي وخوان يشاهدان عرضاً هزلياً ساخراً في التليفزيون قالت لوسي :
- آسفة لتأخري على طعام العشاء.

ثم جلست في غرفة المعيشة, وبين فقرات العرض التليفزيون , كانت تشرح لماذا تأخرت عن موعدها. اصدر خوان صوتاً يشبه صوت الخنزير , قائلاً:
- يحتمل ان تفيدك ممارسة الرياضة في التخفيف من وزنك .
اصدرت صوفي صوتاً كالأنين قائلة:
- لا تخبرني بذلك. إنك بذلك تهزأ بي!
ثم نظرت في الاتجاه الاسفل ومسحت بنظرها الترهلات التي انتشرت في جسمها عقب ولادة كارا, ولم تتمكن من المحافظة على رشاقتها من بعد ذلك. , وقالت مخاطبة لوسي :
- لقد حدث شيء مؤسف اليوم , ولكنها غلطتي أنا؟
- وماهي غلطتك؟
- لقد فاتك لقاؤك مع رفيقك , لقد تلقيت خطاباً لك هذا الصباح, وصل إلى زورق سان فيليب. ولكنني نسيت ان اعطيك إياه عندما وصلتي إلى الميناء.
- رفيقي؟
- لوران, لقد جاء ليدعوك للخروج معه في وقت مبكر من هذا المساء, ولكن بطبيعة الحال لم تكوني موجودة .ريحانة
احدقت لوسي . لقد كتب لوران خطاباً لها؟ ولقد جاء يبحث عنها؟ وهي قد فاتها اللقاء به؟ كيف يمكن لصوفي ان تتعامل مع الموضوع بتلك البساطة؟
- ألا تزالين تحتفظين بالخطاب؟
نهضت صوفي , وبدأت في دس يديها في جيوبها , وهي تقول :
- إنه في مكان ما ههنا.
واخيراً فتحت مظروفاً ابيض , متسخاً بعض الشيء , ثم سلمته له . كان مكتوباً عليه بخط جميل منسق وحاسم: لوسي , زورق سان فيليب.
كانت الإشارة بداخله وجيزة جداً , تقول :
- عزيزتي لوسي , هل تستطيعين الخروج معي الليلة على العشاء؟ سوف امر عليك عند الساعة الثامنة والنصف ؟ اتصلي بي هاتفياً في الساعة السادسة إذا لم تكوني مستعدة . لوران.
وكتب رقم تليفونه على الركن الايمن اعلاه . قالت صوفي :
- لقد قلت لك إنها غلطتي أنا. كما اتصلت به واخبرته ايضاً بأنها غلطتي . توقعنا ان تعودي في اية لحظة , ولذلك انتظرك هنا لمدة ساعة او اكثر. ولكن بعد ذاك لم يكن لدينا اية فكرة عن المكان الذي ذهبتي اليه , ولذا فقد استسلم واذعن. لقد قلت انني اشعر بالأسف الشديد.ريحانة
ثم اصدرت ابتسامة تنم عن الاعتذار, واردفت :
- هل السينيورة ريبيرو قدمت لك العشاء؟
- هل قال شيئاً قبل ان ينصرف؟
- ليس الكثير. اعتقد انه اصيب بالإحباط وخيبة الأمل , غير انه كان ساحراً في حالته تلك.
نهضت لوسي واقفة على قدميها , وقالت :
- سوف اعود ثانية بعد عشر دقائق .
- الى اين انت ذاهبة؟
- سوف استخدم الهاتف.
كان ثمة صندوق هاتف في مهبط الطريق, فطلبت رقم من هنا. وكان صوت الجرس يدق ويدق, غير انه لم يكن احد يجيب او يرد. واخيراً وضعت لوسي الهاتف, ومشت عائدة في الظلام.
امضت لوسي ليلة مؤرقة لم تنم خلالها. على الأقل كان يريد ان يراها. غير انه كان بصدد ان يشرح لها كل شيء؟ هل كان ثمة شيء للشرح , أم كانت هي حمقاء غبية منذ البداية حين تشككت وارتابت فيه؟