كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 13 - تعالي - كاترينا بريت - روايات عبير - قلوب عبير القديمة
جلس من جديد ولم تعي فيليسيا نظراته المشتعلة المحدقة بها , ذلك لانشغالها بنورا ستافوردلي, المتألقة اكثر من العادة , ببشرتها البيضاء وشعرها الناري وفستانها المذهب الذي يلمع تحت اشعة شمس المغيب . واذا كانت نورا قد تلقت ضربة قاسية لدى سماعها تصريحات كورتيس الا انها لم تظهر عن صدمتها . احمرت قليلاً , وبحركة انيقة مدت يدها الى فيليسيا, لكن الفتاة تجاهلت هذه الحركة مما جعل نورا تتقلص وتقول :
- اقدم لكما التهاني الحارة , عليّ الآن الالتحاق بأصدقائي , قريباً سيبدأ الفصل الثاني.
لم يكن ما قالته نورا عذراً. اذ رأت فيليسيا ان كورتيس ينهض من مكانه , ويتأبط ذراعها ويأخذها الى المسرح . والفصل الثاني كان أروع من الأول . تنهد كورتيس الى الفتاة بمرح وسألها :
- اذن , يا آنسة فالنورين, ما رأيك بفكرة الزواج هذه؟ وقبل أن تعطيني الجواب ارغب في القول بأن كل اعتراض مرفوض.
مد لها الكأس وضحك لاحمرار وجهها . فهمست تقول :
- يبدو ان ليس لي اختيار.
- لديك اختيار واحد وهو ان تتزوجيني .
- هل تحصل دائماً على ما تريده , بهذه الطريقة ؟
- دائماً.منتديات ليلاس
هل خانتها مخيلتها ام انها سمعت حقاً ضحكات نورا ستافوردلي الساخرة في هواء الليل الصافي؟ ولما سألها كورتيس ان تعانقها لتظهر له عن موافقتها , اجابته بجفاف:
- ليس هنا المكان المناسب لمثل هذا .
- لقد تصورت انه المكان المثالي لهذه الأمور . لكن كما تريدين . بامكاني الانتظار .
كان ينظر اليها بدهشة, فشعرت بخوار والدم ينبض في صدغيها .
وفي طريق العودة, اوقف كورتيس سيارته على حافة طريق صغيرة هادئة . ثم وضع ذراعه حول كتفيها ورفع ذقنها بأصبع حازمة ثم انحنى نحوها . ومن دون كلمة , عانقها . فكانت تتأجج بفرح حار ممزوج بالخوف, وراحت ترتجف من شدة الانفعال .
استعادت انفاسها بعد ان ابتعد عنها قليلاً, وراح يضحك ويقول :
- حبيبتي , كل كنت شرساً معك؟ انها غلطتك, لأنك جذابة كثيراً. آه لقد نسيت ان اقدم لك الخاتم.
وفي هذه اللحظة ادخل الخاتم في اصبعها وسألها :
- هل يعجبك ؟
نظرت باعجاب الى حجر السفير البراق الذي يضيء الظلمة وقالت :
- انه رائع حقاً!
- لأنه بلون عينيك الزرقاوين .
ولما وصلا الى ابراج نورتن, كانت نوافذ غرفة المكتبة ما زالت مضاءة , فقالت فيليسيا :
- ما زال والدي مستيقظاً.
- حسنا اود رؤيته.
كان الكولونيل يتصفح كتاباً عندما دخلا اليه . تقدم منه كورتيس متأبطاً ذراع فيليسيا وقال بوضوح وصوت مرتفع :
- انا آسف لازعاجك في مثل هذه الساعة , يا سيدي , لكنني احمل نبأ كبيراً. لقد طلبت من ابنتك ان تتزوجني , فهل انت موافق؟
|