كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 13 - تعالي - كاترينا بريت - روايات عبير - قلوب عبير القديمة
وصباح اليوم التالي لعيد ميلادها الخامس والعشرين , فتحت فيليسيا عينيها وشعرت باحباط وانحطاط . نظرت الى غرفتها الأنيقة بستائرها المخملية البرونزية المتدلية فوق النوافذ العالية , ثم الى البساط الكريمي الذي يفترش الأرض , وادركت انها بلغت من العمر ما يكفي للبدء في التفكير بحياة جديدة .
تعيش فيليسيا في قريتها الهادئة حياة مؤمنة , خالية من المشاكل اليومية العصرية, وتتمتع بجمال الطبيعة وهدوئها الساحر. منزلها الذي يعود الى العائلة منذ دهور عديدة مبني بشكل ابراج ثلاثة, ومن هنا اسمه ابراج نورتن , ويقع في زاوية نائية من الريف , قرب نهر شفاف يهدر في الوادي ويجلب للمنظر الخلاب رطوبة وسكوناً لا مثيل لهما . كانت فيليسيا تحب منزلها وأرضها حباً كبيراً.
في الصباح الباكر تقوم بنزهة يومية على صهوة حصانها ساندي فيتطاير شعرها في الريح ويخفق قلبها على ايقاع خطوات الحصان فوق العشب والخشار. احياناً , يرافقها والدها في هذه النزهة, واحياناً شقيقها التوأم عندما يكون في عطلة . علاقاتها العائلية على احسن وجه, فهي تعرف تماماً بأنها كنز ثمين بالنسبة الى والدها . ومن جهتها , كانت تجد الكولونيل فالنورتن انساناً مثالياً, أنيقاً وموضع ثقة . يقوم بواجبه كرجل قروي وكأبن المنطقة , وعلى افضل وجه . اما والدتها الفيرا فالنورتن فلم يكن يهمها الا ارضاء جميع رغبات ابنها .
وهذا الأخير, يملأ حالياً وظيفة كابتن في الحرس الملكي . انه وسيم وصاحب كبرياء ويحب النساء. كانت فيليسيا تحبه محبة كبيرة , فمنذ طفولتهما الأولى يتمتعان معاً بفرح وبهجة عيد ميلادهما المشترك وخاصة في حفلة الأمس التي نالت نجاحاً كبيراً, حيت تطايرت فيليسيا من رقصة الى رقصة, فطلب يدها عدد كبير من الرجال, لكنها كانت متواضعة وتعرف ان ذلك ربما يعود الى الجو الساحر للسهرة وينتهي معه .منتديات ليلاس
نعم, كانت السهرة رائعة, لكن الآن وبينما خادمتها انيتا تفتح النوافذ لتدخل الى الغرفة هواء الصباح المنعش , شعرت فيليسيا فجأة بصحو بادر . ومن دون سبب واضح اجتازتها قشعريرة مضطربة . وفي هذه اللحظة بالذات تهيأ لها انها تتقدم كالعمياء نحو كارثة تنتظرها في آخر الطريق.
ناولتها انيتا فطور الصباح , وبابتسامتها الاعتيادية راحت فيليسيا تقص عليها اخبار العيد المبهج , ولما بدأت تعدد اسماء الرجال الذين طلبوا يدها رمقتها انيتا بنظرة واضحة مشيرة الى يدها الفارغة من خاتم الخطوبة. هذا العناد للتهرب من المسؤوليات, ومن اي ارتباط حقيقي يؤلم الخادمة كثيراً, خاصة عندما تفكر بحياتها الباهتة وقد اصبحت الآن عانساً.منتديات ليلاس
- لو كانت اتمتع بجزء بسيط من مؤهلاتك , لتزوجت في سن مبكرة .
قهقهت فيليسيا بصوت عال , فالعلاقة التي تربطها بأنيتا ليست علاقة سيدة بخادمتها , انما علاقة صداقة حقيقية . كانت الفتاة تثق بها ثقة عمياء وتعرف ان ما تبوح به لا يتعدى جدران الغرفة. ظلت تتابع سرد وقائع السهرة الى ان قاطعتها انيتا قائلة :
- لا اذكر ان والدك دعا السيدة ستافوردلي . لكن هل صحيح ان شقيقك بلان وقع في حبها ؟ فهي تكبره سناً , أليس كذلك؟
- باستطاعة بلان ان يدعو من يشاء في سهرة عيد ميلاده ... للأسف انه لا يستطيع مقاومة إغرائها .
نورا ستافوردلي فتاة جذابة وتحب الاغراء . جميلة ولها شهرة كبيرة في المغامرات العاطفية المتعددة . لا يبدو ان العمر قد اثر بها وبجمالها . شعرها كثيف وطبيعي , ولا مجال لرؤية أي تجعيدة على وجهها الذي تعتني بزينته بفن واضح.
|