كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 13 - تعالي - كاترينا بريت - روايات عبير - قلوب عبير القديمة
تردد قبل ان يقول بصوت حنون :
- أنا لست في سن الزواج , لكن اعدك بأن اكون عاقلاً .منتديات ليلاس
وذات يوم , بعد اسبوع من عيد ميلادها دخلت فيليسيا الى الصالون الصغير الذي تطل نوافذه العالية على الريف الأخضر, لتجد والدتها جالسة امام مكتبها , ومنهمكة في تحضير الشيكات لتفي ديون بلان. استاءت فيليسيا لهذا الأمر , لأن ما تفلعه والدتها لا يمكنه الا تشجيع بلان على الاستمرار في هذه الحياة . اقتربت منها وقالت :
- امي, هل فكرت مرة بالأذى الذي يلحق ببلان عندما تسددين ديونه بكل طيبة خاطر ؟ آن له ان ينضج ويتحمل وحده مسؤولياته كاملة . وذات يوم سيتزوج , وتصرفك هذا سيسيء اليه والى زوجته.
اكملت الفيرا عملها واضعة الشيكات في ظروف مختلفة . ثم التفتت لتتفحص تعبير ابنتها القلقة . ابتسمت لها وقالت بنعومة :
- انه سن الطيش , فقط لا غير. اساعده قليلاً . اي شيء يمكن ان يحدث له ؟ ولم لا ادعه يتمتع بما يعيشه الآن والعالم الحالي مزدحم بالكوارث التي لا تحصى ولا تعد .
- بالفعل . وكيف سيجابه الكوارث اذا استمريت في العناية به كولد صغير؟
- انت تغارين منه . اغلقي الموضوع الآن , ارجوك.
- أنا أغار منه ؟ لو كان الأمر صحيحاً لتركتك تتصرفين من دون ان اتدخل. انا احب بلان وهذا كل ما في الأمر, وربما احبه اكثر منك , لأنني لا اقدر ان ادمره كما تفعلين .ريحانة
توجهت فيليسيا نحو احدى النوافذ ونظرت الى الحديقة وتابعت كلامها بصوت مبحوح :
- اخاف عليه . اخاف عليه من النساء , كنورا ستافوردلي مثلاً. اخاف ان تؤذيه . نعم اخاف ايضاً على مستقبله . لا يصغي الى كلامي ويفعل ذلك ما دمت انت هنا مستعدة للاستسلام لكل نزواته ؟
ران صمت قصير . اقتربت الفيرا من ابنتها ووضعت ذراعها على كتفيها المرتجفين وقالت بصوت استرضائي :
- حبيبتي , هل تعتقدين انني لست قلقة عليه ؟ لقد فهمت , بعد فوات الأوان , انني مخطئة , لكن اذا لم اساعده بدفع ديونه يفلس كما ترين وتعرفين, وبلان مثلك ولد في جو الترف . وانا شجعته على تذوقه . لكنه سيمل ذات من هذا الهوس وسيعود الى رشده.
اغتاظت فيليسيا وابتعدت عن والدتها بسرعة ونظرت اليها وجهاً لوجه وقالت :
- ألا تريدين ان يتزوج بلان؟ تريدينه لك وحدك ولداً ابدياً.
- فيليسيا ماذا تقولين ... اسكتي !
- شكراً جزيلاً !
صحيح ان فيليسيا تتألم كثيراً لفقدان حنان والدتها وعطفها . لكنها حزينة اكثر لتصرف والدتها تجاه بلان. لقد حرمتها من علاقة ثمينة , علاقة ام لابنتها . لتفعم اخيها الى درجة الاختناق.
سمعت فيليسيا الباب ينغلق ببطء, فأرادت ان تتبع والدتها , لكنها غيرت رأيها . الفيرا لم تبذل أي جهد لفهم ابنتها . فتحت فيليسيا باب الصالون وخرجت الى العشب الأخضر بخطوات اكيدة. نظرت نحو الأفق وتمنت لو كان بامكانها ان تتكهن بمستقبلها ومستقبل اخيها . بتحد وضعت يديها في جيبي فستانها القطني وأكملت سيرها . هذه المرة كانت تتصور بأنهما سيقفان معاً على طريقة لانقاذ بلان من واقعه المرير وجعله يفكر بالمستقبل.
|