كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 13 - تعالي - كاترينا بريت - روايات عبير - قلوب عبير القديمة
الليل يلفهما بجماله الساحر . كيف باستطاعتها التفكير في مثل هذا الجو ؟ كورتيس قربها وعليها ان تعيش الحاضر معه . وما ان فكرت بحبها له حتى اختفت جميع الشكوك . قال لها حالماً بعدما شطط على الضفة الأخرى :
- تشبهين تمثال العذراء مريم . لكن ارجوك , عودي الى الحياة .
ولما وصلا الى المنزل خرجا الى الشرفة . احاطها بذراعيه وهمس قائلاً :
- الليل لنا يا حبي , انه ينادينا , هل تسمعينه ؟
- نعم , اسمعه .
وبنعومة وضعت ذراعيها حول عنقه , فانحنى نحوها وحملها بسرعة وادخلها الى الغرفة .
فيليسيا تحب الشمس وحرارتها الى درجة انها تبدو كالتفاحة الناضجة . عندما لا تستحم في البحيرة تخرج الى الشرفة وتتأمل الطبيعة باسترخاء وابتهاج . ذات يوم سمعت صوتاً يناديها . قال كليفورد ستافوردلي باناقة مصطنعة :
- سيدة مونرو , جئت اقترح عليك الافادة من سيارتي للذهاب الى باريس . يسعدني ان ألبي طلبك .
اجابته بتهذيب مصطنع :
- اشكرك, يا سيد تسافوردلي , لكن لدي سيارتي الخاصة . هذا لطف منك ان تفكر بي.
قال من دون انزعاج :
- مرة اخرى , ربما ...
- اخشى الا يكون هناك مرة اخرى .
- هل حذرك احد مني . للأسف . والا لكنا امضينا اوقاتاً ممتعة معاً.
- انت مخطئ كلياً. لكنك وقعت على امرأة متزوجة تبحث عن رفقة الرجال .
- يا لهذا الخلاص غير المتبادل , انه محزن حقاً.
- ماذا تعني ؟
- اعني , زوجتي ... وزوجك . لا شك انك على علم بالأمر , لقد وقعا في غرام بعضهما البعض من زمان بعيد . انا آسف لنورا , فلم يعد لها بعد الآن سوى حظ واحد وذلك بانتظار النهاية .
- لا اصدق كلمة واحدة مما تقوله . انت كاذب . اذهب واحتفظ بهذه التكهنات الوقحة لنفسك . اذهب .
لم تعد تحتمل وجوده دقيقة واحدة . فدخلت الى غرفتها مسرعة . ثم قررت الخروج لتهدئة انفعالها , واجتازت طريقاً ضيقاً باتجاه البحيرة الى وصلت الى باب الحديقة . وبدلاً من فتحه. وبدلاً من فتحه , اتكأت عليه لاهثة ومضطربة : لقد صدقت كل ما سمعته من فم ستافوردلي.
ظلت جامدة مكانها وقد عمتها الغيرة . ثم عادت الى الفيللا بخطوات بطيئة والافكار والهواجس تملأ عقلها . استحمت ثم تمددت في سريرها وراحت تذرف دموعاً سخية .
في المساء ارتدت ثوباً بسيطاً وسمعت دقات ساعة الحائط. انها السابعة مساء . لقد تأخر كورتيس بالمجيء . انتابها القلق وقررت النزول الى الصلون . بعد قليل يمعت محرك السيارة , فراح قلبها يطرق بقوة جنونية . في البدء لم تر الا نقطة بيضاء تتمايل قرب كورتيس . اخيراً , تقم كورتيس منها ترافقه نورا ستافوردلي , التي قالت معتذرة :
- انا آسفة , لقد اصريت على المجيء مع كورتيس لأقدم لك اعتذاري. انا التي حجزته في مكتبه الى هذه الساعة المتأخرة . آمل ان تسامحيني .
فقال كورتيس في الحال :
- مساء الخير يا حبيبتي , آسف لتأخري . اقترح في ان ندعو نورا الى العشاء كي نقاصصها.
|