كاتب الموضوع :
سارة منصور دوار الشمس
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "
الفصل الرابع عشر
عبست ملامحها امام صوفي تفكر بالماضي وبما حكى لها شريف عن ماضي والدتها ،غريب ! فما ذكره لها كان رجلا فقيرا يعمل بالمواشي بالعزب وقام بتطليقها لأنه عاجز عن اعطاء حقوقها ،تتذكر آخر أيام نجلاء وكم كانت تخرف وهي غائبة عن الوعي بإسم عاصم دائما مقرونا باسم أمنية كم اوجعها الكلام المتقطع الذي تحاول امها جاهدة ان تقوله وتوصله لها بشكل واضح وهى لا تفهم شيء ولكن ما كان واضحا كلماتها المتقاطعة اثر نفسها الثقيل بألا تخبر شريف عن حقيقة أمنية .
"يا بنتي اين ذهبتي ؟"
خرجت منة من شرودها تسبل اهدابها بتوتر قائلة بغرابة " لا ...انه ليس هو ،طليق والدتي كان فلاحا وفقير "
تريد صوفي ان تشرح أكثر ولكنها تخاف من ان يتم إمساكها فردت مسرعة قبل ان تبتعد وتذهب الى غرفتها بعد ان سمعت صرير باب الغرفة المجاورة "انا متأكدة مليون بالمئة ،لا استطيع ان اوضح اكثر ،وارجوك لا تخبري* جدتي وامي عما قولته ،سلام ،اراك لاحقا "
نادت منة عليها بفضول معتقده انها بوابة لأسرار ماضي والدتها المجهول ،ولكن لما هي خائفة من لميس وحسناء ،هنا تأكدت ان هناك شيء كبير يعرفونه قد يهدد وجودهما هنا .
رجعت منة الى داخل غرفتها واغلقت بابها بعد ان اشارت لها صوفي بأن تصمت وتدخل الى الغرفة ،و أول ما جاء بخاطرها.. الأشياء التي كانت تحتفظ بها والدتها بجيب حقيبة صغيره كانت تخفيها معها دائما تحت ملابسها بخزانة الملابس ورأتها منة فى بعض الاحيان ،لذا كانت اول شيء تأخذها معها وهي تهرب من العزبة ،هرعت تبحث عنها بين ملابسها* وما إن وجدتها قلبت بين محتوياتها حتي رأت الصور ، لمحت صورة لوالدتها بجانب فتاة عشرينية تشبه الى حد ما خالتها ،كانتا بعمر الزهور بالعزبة ومعهم شاب رافعا كلتا ذراعيه على اكتفافهما بلطف وكأنه يعانقهما بمحبة وهما سعيدتان للغاية ،تحاول ان تدقق بملامح الشاب ،انه لا يشبه بتاتا شريف كما ان شريف اصغر من نجلاء ولميس* بعدة سنوات ،ولا يشبه احد من اخوالهما ،فهل يمكن ان يكون عاصم لا تجزم انه هو فهي لم تري ملامحه جيدا حين كانت بمنزله، كان بدين قليلا باختلاف الصورة ان كان هو .
عزمت على اخبار أمين بهذا الأمر ،ربما هذا الرجل يساعدهما او يضرهما ان علم انهما مع لميس ،كما ان نوايا لميس وحسناء ستكشف حقيقتهما بإخفاء امر عاصم عنهما.
* * * * * * * * * (ظ£ظ£)
كان يعمل أمين ليل نهار دون راحة تُذكر ،النوم هو المكافئة الوحيدة التي يحصل عليها بآخر اليوم أصبح اكثر طموحه هو الحصول على ساعات اكثر لنوم ،فشدة العمل والضغط المتراكم عليه أنساه نفسه وحتى اصبح يشفق على منة التى تحاول جاهدة ان تجد وقت وتتحدث معه فكلما يراها* ويجلس معها ما يلبث سوى لحظات ويرمي جسده على الفراش ، حتي جاء يوم الجمعة الذي انتظره ليجلس معها ولكن قد غلبه النوم بالصباح ولم يستيقظ الا بموعد الذهاب للعمل بالدكان مساءا ، يفكر بأن يتركه للفراغ قليلا لمنة ولكنه برغم كل المساوئ الا انه سعيد ان المال يجري بجيبه* ولن يحتاج لشيء وخاصة منة لن يجعلها تحتاج لشيء ايضا كل ذلك يهون عليه ساعات العمل الصعبة ،وتلك هي الضريبة التي يدفعها الرجال ،فلتنتظر منة قليلا حين يجد مأوي لهما ولن يجعلها تحتاج لتكلم معه . استأذن من رأفت ان يذهب مبكرا فلم يتأخر بإجابة طلبه ،بحق الرجل يعامله معامله حسنة حقا ،رغم الشك بماضيه والكلمات الغريبة التى اخبرها به قبلا عن قتل والده لوالدته من اجل خالته فهل كان يخرج سيناريو عليه حتي لا يشعر بتكبره ويري ان حالهما لا يختلف عن الاخر بمشاكل الاسرة .
تنهد وهو يدخل من باب المنزل ويتمني الا ينام ويتحمل السهر قليلا حتي يجلس مع شقيقته ولو ساعة واحدة ، وكالعادة يدخل من باب المنزل ليرى صوفي واقفة امامه تحدق به بغرابة وكأنها تريد ان تقول شيئا وهو لا يريد ان يعطيها المجال لكي تتحدث معه ،رائحتها كالدخان* وكم يشمئز من وجودها حولهما وكم يشعر بالتهديد على شخصية منة منها فالبنت تحبها ولا يعرف كيف وهى مستفزة جدا ،صعد بسرعة الى الغرفة ولم يسمح لها بفرصة لكي تخبره بحقيقة الامر الذي يشغل بالها مع عاصم ،فعلمت ان منة لم تتكلم معه بعد ، همست بين نفسها " ما الذي يؤخرها الى ذلك الوقت ،مهلا هل خافت ..لا لا كانت لتأتي وتفتح معي الحوار* مجددا..،اف !"
* * * * * * * ****
.
"اهلا اهلا حبيبتي ،الحمد لله انك مستيقظة "
يهتف بها أمين مبتسما وهو يغلق باب الغرفة عليهما .
"طبعا لا يوجد نوم فالامتحانات على الابواب ،وعندي منافس اريد ان اغلبه "
ابتسم أمين بسعادة غامرة وهو يراها متلهفة على الدراسة* فقال يحمسها اكثر "من هي ..اخبريني ؟"
رفعت منة حاجبيها بدهشة وقالت تلاعبه بالكلمات "ولما انت متأكد انها فتاة ،الا يمكن ان يكون فتى* مثلا؟"
ضحك بمبالغة يحاول ان يخفى قلقه الشديد قائلا بجدية "انا متأكد ان اختي لا تصادق الشباب "
"ولما لا ؟"
نبضات قلبه تزادا خوفا عليها فقال بتماسك " لا لا يامنة لا تقتربي من اي شب يحاول ان يظهر لك ان الصداقة بين الفتاة والشب شيء عادي ،الرجل رجل والفتاة فتاة والعقول مختلفة "
نظرت له متعجبة فأردف "الرجل لا يري بالفتاة الا شيء واحد يمكنها ان تقدمه له ، بعكس الفتيات عقلها متفتح جدا وبريئات* "
تريد ان تناغشه قليلا ولكن عيناه مرهقة تتوسل النوم فقالت مغيرة للموضوع برغم انها تريد مشاركة عبئها معه بخصوص امر عاصم الا انها تشعر ان الوقت غير مناسب لتلك المناقشة ،فربما ينقلب الوضع معهما بتوتر وخوف من امر عاصم وهما عندهما ما يكفي لذا ستأجل امر اخباره بعد الامتحانات ،قالت مغيرة للموضوع" ليندا تدعي ليندا ،انها فتاة متفوقة جدا وعبقرية رياضيات "
"معقول اشطر منك ؟"
"اكيد "
قام من مجلسه وقال بتشجيع وهو يربت عليها "لا تحكمي على نفسك الان ،اعرف انك افضل منها ، وسنعرف بالنتيجة "
مالت منة راسها بإيجاب قائلة " هيا هيا فلتنام وانا سأدرس ،نتكلم لاحقا "
جلس على الفراش قائلا وهو يحرك سبابته بالنفي.
"لا لا اليوم يوما سأتحدث معك قليلا"
فسألته وهي تحدق بالكتاب المفتوح امامها "حسنا ، كيف كان يومك ..؟"* لم تتلقي ايجابه فرفعت عيناها من على الكتاب لترى عينيه تغمض ثم تقاوم* فلزمت الصمت لم يمر سوي ثوان حتي دخل بالنوم تحت نظرات منة التي تفكر بأمره كثيرا تلك الأيام* وتريد مساعدته بتحمل العبء
.
* * * * * (ظ£ظ¤)
"واخيرا انتهينا من المادة الاخيرة بالامتحان وبعد طول انتظار ،اخبريني* ماذا ستفعلين بالإجازة ها؟"
تهتف بها ليندا متسائلة لصديقتها منة التى اصبحت بالأوان الاخيرة وبوقت قصير صديقتها الوحيدة الغالية ، ابتسمت منة ترد بقلة حيلة تنافي ملامحها المشرقة التى تبتسم دائما بالسراء والضراء وهذا ما اعجبت به ليندا كثيرا " انت لست غريبة ياليندا لن انكر واقول انني سأسافر الى مدينة سياحية مثل بنات الفصل بالحقيقة سأبحث عن عمل لكي اشارك بالمسؤولية التى تهلك كاهل اخي "
ران الصمت لثواني وهما يتجولا بحوش المدرسة تحت اشعة الشمس الحارقة قبل ان تقطع الصمت ليندا قائلة " بالشخصية التي حكيتى لي عنها* فأنا متأكدة* أنه لن يوافق "
"لذا لن اخبره ،سأعمل بالسر "
"اوووه ،ما هذه الجراءة يا فتاة "
"ساعات الحياة تجبرنا على فعل اشياء ليست من شيمنا "
"اعلم هذا الشيء "
توقفت منة عن المشي بدهشة فبادرتها ليندا " لا لا تعلمي يا ليندا . فالتشكري الله لديك أم واب يحبونك وايضا حياة لا بأس بها "
تنهدت ليندا بأسي قائلة* " رغم المعاناة التي مررتى بها ،اتمني حقا لو اكن مكانك "
جلست منة على الارض وحملقت بليندا طويلا دون كلمه فقط الأسي والحزن قد شكل قسماتها فتغيرت ملامحها فأضافت ليندا " هل يعقل ان تكون حياتك اسوء من حياتي* ؟لا تنظري الي بتلك الطريقة المبالغة ،انت لا تعرفي بما يراني الناس وكم يخجل مني ابي وامي واخواتي فى اي تجمع هل هناك شيء اسوء من ذلك* ،انت جميلة وملامحك بريئة الكل يحاول ان يتحدث معك وهذا فى حد ذاته نعمة كبيرة ،المال ليس كل شيء يا منة ،اعتقدت انك ذكية "
لقد فقدت عذريتي على يد خالي ،كانت تريد رمي تلك القنبلة بوجه ليندا ولكن لم تستطع ان تهتف بها* ،فجلست منة على الارض تحدق بالشمس الساطعة بتحدي ،فبادرتها ليندا وجلست بجانبها تتفحصها* بعيناها التى لا تتوقف عن الكلام وشفتاها مقيضة لا تتحرك ،فجأة التفتت اليها منة أرادت ان تتكلم وتخرج بعض الجروح ورؤية رد فعل ليندا* ولكنها فشلت فعانقتها منة طويلا اختتمته ببعض قطرات الدموع التي هربت من مقلتيها .
"لا تبكي ارجوك..،انا اسفة منة "
"تلك المعاناة التى اخبرتك عنها كانت عشرة بالمائة من البلاوي التى اعيشها ،فانا لم اخبرك بكل شيء "
ربتت ليندا على ظهرها ،ولم تجد ما تقوله لها فندمت على كلماتها .
وبعد مرور الوقت وقد ذهب كل الطلاب من المدرسة ولم يشعرا بالوقت رغم حرارة الجو والصمت الذي يعم المكان ، بغتةً صدر رنيت رسالة اشعارات بهاتف ليندا فتصفحتها* ثم جال بخاطرها فكرة فقالت بحماس تقطع جو الحزن والكأبة التي أحدثتها "اسمعي ما رأيك ان اخذك بجولة بمنزلي صدقيني سيعجبك المكان .."
بصوت مرهق ردت منة "لا لا انا متعبة جدا لم انم طوال الليل "
قالت ليندا بإصرار مقاطعة لكلامها "لا لا لن اتركك اليوم صدقيني لن تندمي وانت قولت بلسانك اني لست غريبة "
"لم اتعود ان اذهب الى مكان دون ان اعرف امين "
ابتسمت بسخرية محبوبة بملامحها الطفولية " بدليل انك ستعملين دون علمه "
"ارجوك يا ليندا.. ، وبعدين ماهو المميز بالذهاب الى بيت احد ،البيوت جدارن* كالسجن تماما "
ردت ليندا بثقة
"هششش ... لن اتركك حتى تيجي معي .."
باستسلام ذهبت مع ليندا التى امسكتها بيديها الصغيرة تسحبها معها الى السيارة التي تقف تنتظرها منذ ساعتين تقريبا وراء بيت خلف المدرسة ،ركبت بجانب صديقتها وتأنيب الضمير* يلح عليها ويفرض اليها الامثال بإن عاد أمين مبكرًا من العمل وسأل* صوفي عنها ،وصوفي كانت قد رأتها تجلس مع ليندا واخبرتها انها ستذهب بمفردها اليوم ،ان علم امين بذلك سيوبخها ويأخذ على خاطره وهو يكفي عليه حمولته من الهموم فقط تخطى حاجز المساكين ،هل ستجعله يشيل همومها السخيفة بعودتها الى البيت بمفردها هي الأخرى .
"توقفى عن التنهد ...لن يكتشف ابدا ....ام انت خائفة من ان اقوم بخطفك مثلا ..."
حدقت منة بها بتوتر ،فعبست ليندا تردف " حقا ..؟ انت موسوسة جدا"
لم تعلق منة عليها فأردفت ليندا بعد ان زفرت "توقفى عن الهبل ..لقد وصلنا .."
التفت الى نافذة السيارة فدهشت من مكان منزل ليندا فهو فى حي الاغنياء . فقالت بدهشة"هل انتم اغنياء الى ذلك الحد ؟"
ضحكت بسخرية من شدة سعادتها بأنها لأول مرة تدخل صديقة لها بيتها ،فكم تمنت منذ طفولتها ولو كان لها صديقة واحدة تريها غرفتها وألعابها ويخرجان برفقة بعضهما البعض بين الحين والأخر* ،لا تنكر ان هناك من حاول ولكنهم كانوا خبثاء جدا وقد اضروها من اجل مصلحتهم "هل ستحسدينني الآن "
تغيرت ملامح منة من الدهشة الى الصدمة بعد ان نزلت من السيارة ورأت تلك الع¤يلا التى دخلتها قبلا مع صوفي لمقابلة عاصم على مقربة من ع¤يلا ليندا مع اختلاف ان بيت ليندا اكبر واكثر فخامة .
رأتها ليندا شاردة تنظر الى الع¤يلا التي بجانبهم فقالت بتفاخر "هذا منزل أونكل عاصم ..وتلك الع¤يلا المقابلة ملك لاونكل رشيد ،نحن ننحدر من عائلة ثرية يا بنتي* "
ازدردت منة ريقها بصعوبة من شدة التوتر فردت بصوت متوتر بعض الشيء " هل هو عمك على طول ام يقرب لوالدك من بعيد .."
".ومن يهتم اصلا ان كان قريبنا من بعيد ام شقيقه فنحن لا نراه الا بالمناسبات .."
لم تعطي اجابة تشفي توتر منة ولكن ما طمئنها قليلا هو كلامها ومن يهتم ان كان اخيه ام قريبه بالفعل فلا احد يعرفها ،ايضا تأكدت من ردها انهم ليس على علاقة ودية فذلك الرد لا يظهر اي محبة اتجاهه. .
حاولت ان تخرج التوتر فهي ضعيفة وحالتها لا تسمع لكل ذلك القلق فقد تأتيها حالة الصرع ، حاولت التذكر ان كانت قد اخذت دوائها بالصباح ،فارتاح بالها حين رجعت ذكرى وضع حبة العلاج بفمها من قبل امين قبل ذهابه للعمل ،شعرت بالخيانة فهمست "اسفة يا حبيبي والله ".
تناست كل شيء حين دخلت الى الع¤يلا ورأت فخامة المكان من عمدان طويلة واثاث جميل ورقيق ايضا ،وكأن من يعتني بالديكور فنان حقا ، قالت بغرابة " ان كنتم اغنياء جدا* ،لما تدخلي مدرسة مجانية لا تشبه مستواكم ؟ "
"حقا ! لا تعرفي "
* * * * * * * *****
في تلك الاثناء كان أمين يعتني بنظافة المدرسة ويتمني ان تدرس شقيقته هنا فاهتمامهم الشديد بالنظافة والعمل من ناحية فريق التدريس والتدريب لهو ممتاز ،لو كان فقط يملك المال الوفير لن يتردد للحظة لجعلها تدرس هنا ،على الاقل سيكون المكان قريبا جدا من المنزل وتكون بقربه وامام عيناه .
وهو يكنس الطريق المرصوف الطويل الفاصل بين حوش المدرسة وبناية الفصول و المتنزه الخاص بالمدرسة لمح المديرة تمشي باتجاهه فتوقف عن الكنس حتي لا يدخل الغبار بعيناها وبملابسها الراقية همس بغرابة " لديها قوام شابة وهى بعمر الخمسين ،بالتأكيد تدفع مبالغ طائلة للحفاظ على بشرتها وجسدها ،من الواضح انها مرفهة وتعمل لأجل تضيع الوقت "
وما ان وصلت إليه سألته باهتمام " ما رأيك بالعمل معنا يا امين "
نعومتها بالسؤال لم يعجبها فهل تعطف عليه بنعومة حروفها لأنها تشفق عليه . عينيها بها لمعة تجعل بدنه يقشعر تلك السيدة غريبة تتلون كالحرباء التي لا يعرف معدنها الأصلي ، وهو لن يجازف بمعرفة اصلها ،رد باقتضاب " ليس سيئًا سيدتي ،الحمد لله على كل حال "
لم تعجبها إجابته الباردة لا تعرف من الاصل لما ذهبت اليه حين لمحته قبل ذهابها الى المنزل ، لم تشعر بنفسها وهى تقول بعد ان تذكرت تلك الاشياء التي تحتاجها " ما رأيك ان تساعدني بحمل بعض الحاجات الى بيتي "
بعض الكلمات التي تحرك مشاعر جوارح الجسد كالحواجب والشفاه والعين تظهر المعدن الحقيقي* ،بدأ يشك* بنوايا تلك السيدة فرد عليها بكل أدب " اسف سيدتي انا لدي عمل أخر بعد انتهائي من الكنس وقد تأخرت بالفعل " تسمرت بمكانها لم تتوقع تلك الاجابة منه ،تحاول ان تغير من شخصيتها الرخيصة ولكن جسدها يأبى ومع وصولها الى الخمسين وكبر اولادها زاد الامر سوءا وهي التي كانت تعتقد انها مع الكبر ستهدأ ،بعض الاحيان تشعر انها محظوظة لأنه لم يكتشف احد حياتها الثانية السرية* التي تنافي القيم والاخلاق* .
عضت شفتها تحاول كتم الغضب امامه فاستدارت دون رد وذهبت بطريقها الى خارج المدرسة* ،فانجذابها لمراهق أصغر من أبناءها حتى ،يجعلها تغضب وتجن فكيف لها ان تفكر بالتقرب منه ،* فهل اكتشف ذلك من محاولة صغيرة لا يوجد بها اي نوايا بعد .
همس امين بين نفسه بغرابة " هل ما افكر به صحيح ...لا لا ؟! لا يمكن ! اعتقد انني فهمت خطأ نشأتي بالريف تجعلني أرى الامور معقدة ،يجب ان اخذ كل شيء بصدر رحب الناس هنا متفتحين .."
يتبع...
|