لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


رواية فتاة النافذة

فتاة النافذة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... مرحبا بكم مرة أخرى متابعي الأعزاء اسمحوا لي أن أقدم لكم أول تجربة لي في الدرامة ، التي أتمنى أن تحوز على

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-22, 04:40 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 336453
المشاركات: 158
الجنس ذكر
معدل التقييم: روميو ملك البحار عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روميو ملك البحار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رواية فتاة النافذة

 

فتاة النافذة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... مرحبا بكم مرة أخرى
متابعي الأعزاء اسمحوا لي أن أقدم لكم أول تجربة لي في الدرامة ، التي أتمنى أن تحوز على إعجابكم.



حكاية شاب ثري أوقف سيارته عند أحد المراكز التجارية. ليصوّر السلفي المعتاد،
وبينما هو يفعل ذلك، تأتي فتاة لتصلح حجابها المتبعثر أمام نافذة السيارة، ثم تختفي.
فكانت تلك الثواني المعدودة كافية ليبدأ المغامرة عن البحث عن تلك الفتاة.

 
 

 

عرض البوم صور روميو ملك البحار   رد مع اقتباس

قديم 09-08-22, 04:41 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 336453
المشاركات: 158
الجنس ذكر
معدل التقييم: روميو ملك البحار عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روميو ملك البحار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روميو ملك البحار المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي Part 01

 

تبدأ روايتنا هذه المرة في المملكة العربية السعودية وتحديدا في عاصمتها الرياض. حيث تعيش عائلة الدكتور محمد الثرية في أرقى أحياء العاصمة. تتكون عائلة الدكتور من زوجته السيدة نوال وابنه هتان وابنته رنيم.

تعيش عائلة الدكتور محمد بسعادة وهناء. خصوصا بعد تخرج ابنه الوحيد "هتان" من الجامعة الأمريكية وعودته إلى أرض الوطن، كانت سعادة والديه لا توصف بعودته، فهو ابنهما البكر الذي كانا يقفان بجانبه ليكون سنداً لوالده في المستقبل.

تتنافس عائلة الدكتور في التجارة، فالدكتور محمد لديه أكبر مستشفيات العاصمة، وهتّان لديه مركز تجاري من أكبر مراكز العاصمة. والسيدة نوال زوجة الدكتور محمد، فلديها مركز من أفضل مراكز التجميل في الرياض. بينما ابنته رنيم فلديها واحد من أكبر وأشهر المطاعم في العاصمة.

استطاع الدكتور محمد انشاء عائلة متماسكة ومترابطة، يحب كل واحد منهم الآخر، يجتمعون دائما ويشاركون بعضهم البعض همومهم ومشاكلهم، سواء في الحياة أو في مشاريعهم الخاصة.

ورغم تجارتهم الخاصة، إلاّ أن كل واحد منهم له هوايته التي يحب أن يزاولها في وقت فراغه. فرنيم التي تبغ الثانية والعشرون من عمرها، كانت تحب أن تهتم بالزهور، فلديها ذلك الركن الصغير في حديقة القصر تزرع فيه أجمل الزهور. لتزين بها المنزل، وتصنع الباقات لعائلتها ليقوموا بإهدائها في المناسبات. وأما الدكتور وزوجته فكانا يُفضلان السفر والسياحة، وقضاء الأوقات مع بعضهما.

بينما هتّان الشاب الوسيم، فيبلغ السابعة والعشرون من عمره، فأثناء دراسته في الجامعة الأمريكية كان لديه سيارته الكارافان العائلية الخاص به، يحب أن يقضي فيها أكثر أوقاته، حتى وإن كان لديه غرفته الخاصة في منزل والديه، إلا أنه يحب إن ينام فيها. كان يستخدمها في التنقل من مدينة إلى أخرى. فلا يشعر أنه بحاجة إلى فنادق في السفر.

كانت سيارة الكارافان رفيقته وعشيقته المحببة، فمنذ عودته من أمريكا لم يتعرف إلى أصدقاء حقيقيين بسبب انشغاله وتنقله بالكارافان. لكن هذا لا يعني أنّه لم يكوّن صداقات. فلديه الآلاف من المعجبين الذين يتابعون رحلاته وتنقلاته على السوشال ميديا. رغم أنهم لم يرونه ولم يعرفوا اسمه الحقيقي.

فكان يسافر بالكارافان ينقل لهم أول بأول تحركاته ورحلاته السياحية إلى أماكن مختلفة في الولايات الأمريكية، من الطبيعة والجبال والثلوج والأماكن الآمنة منها والخطيرة. وينقل للجميع صور من حياة تلك البلاد.
ولما عاد إلى الوطن لم يستطيع أن يفارق سيارته. فأحضرها معه، وأكمل سلسلة الرحلات في أرض الوطن. فكان يلقب نفسه في السوشال ميديا، بـ "الرحّالة الوحيد" لأنه يحب السفر لوحده.

كان هتان في أمريكا شبه انطوائي على نفسه. يذهب للجامعة في الصباح، ثم يعود مباشرة من المحاضرات إلى مقر سكنه الخاص الذي لم يحب أن يشاركه فيه أحد سوى الكارافان. وفي آخر الأسبوع والإجازات كان يتنقل بين الولايات. فكان يحب ان يستمع للموسيقى أثناء الرحلة. ويقف في المطاعم المختلفة لينقل للناس تجربته الحقيقية لتلك الأماكن. فكسب شعبية عالمية في الترويج للسياحة في أمريكا.

لما انتهى هتان من الدراسة وعاد إلى السعودية، استمر يتنقل في ربوع الوطن، يختار فصل الشتاء للتنقل لأجوائه الجميلة، والطبيعة الخلابة، والشلالات، والثلوج. فكان يسافر من مدينة إلى أخرى يصف للناس ما يراه وما يشعر به. كان يؤدي التقارير بطريقة جيدة أحبها الكثير من المتابعين. اللذين يتابعونه. ولم يعرف أحد قط شكله أو أسمه الحقيقي. فكان يظهر أحيانا لابسا الكمامات السوداء والنظارة الشمسية. لكنه رغم ذلك من المحبوبين في السوشال ميديا لحسن أخلاقه. واسلوبه المميز. مع ذلك كان دائما متصلا بعائلته يتحدث إليهم باستمرار ويشاهدون ما يرى وكأنهم معه في رحلاته. فكان لا يخفي عنهم شيء. حتى قبل نومه يرسل لهم موقعه الذي سيقضي فيه تلك الليلة.

في ليلة من الليالي وبينما هو خارج من إحدى المدن الشمالية الباردة. وفي أحد المخططات المستقبلية التي لم تُسكن بعد رأى "مركزاً تجاريا كبيرا" أعجبه شكله وتصميمه. أحب هتّان أن يُلقي نظرة عليه، ويرى مدى التطور التي وصلت إليها المراكز التجارية. فذهب إلى مواقف السيارات، ولأن سيارته تكاد أن تكون كبيرة اختار مكانا للوقوف في نهاية مواقف السيارات، انتظر حتى فتح المركز التجاري. دخل إليه كالعادة بكمامته ونظارته وتنقل بين أدواره.

انبهر هتّان بالتصميم الداخلي للمول أيضا، صور بعض الصور وأراد أن يشارك مشاهديه بروعة هذا المركز التجاري. بعد ساعتين من التجول شعر هتّان بالتعب فعاد إلى الكارافان. فأكل وجبة الغداء ثم صلى الظهر وقال آن الأوان لآخذ قيلولة.

دخل سيارته. ثم فتح كاميرة الهاتف المحمول. وبدأ يصور ملاحظاته والأشياء الجميلة التي شاهدها في تلك المدينة ليحتفظ بها كذكرى خاصة به، وبينما هو كذلك ينظر خلفه في كاميرا الهاتف المحمول، فيرى تلك الفتاة التي لعب الهواء بحجابها فلم تجد إلاّ الكارافان لتتقدم إلى زجاجه الجانبي، وكانت لا ترى ما بداخله.

فنظرت يميناً وشمالاً فلم تر أحد ممكن يراها، فرفعت غطاء وجهها وأعادت ترتيبه من جديد. أوقف هتّان التصوير احتراما للفتاة التي أرادة أن تستر نفسها، لكن لم يستطيع أن يمنع عينه من النظر إليها. رأى هتّان جمال ليس له مثيل ملامحها وعينيها الحزينتين وشفتيها. شعر أنه رأى جمالا ليس له مثيل. وكأنها ملاك نزل من السماء.

كانت تلك الثواني كافية ليعجب بها. تجمد هتّان مكانه ولم يعرف ماذا يفعل. فالوضع في السعودية ليس كالوضع في أمريكا. فلا يستطيع أن يتحدث إلى أي فتاة أو يطلب التعرف إليها. تردد كثيرا وفكر بأن يفتح باب الكارافان، لكن ذلك قد يفاجئها وقد تخاف، وقد تظن أنه يستغل وحدتها. ثواني معدودة حتى انتهت الفتاة من تعديل غطاء رأسها. أخيراً قرر هتّان الخرج من السيارة. ليتحدث إليها بلطف، فتح الباب وسار إلى الجنب الآخر من السيارة، لكن فات الأوان اختلطت الفتاة مع مجموعة من فتيات الجامعة نزلوا من حافلة واتجهوا إلى المركز التجاري. اختفت ولم يعرفها من بينهم.

حاول هتّان أن يتعرف عليها، لكنهم جميعا محجبات وبأطوال متقاربة. فقد الأمل في أن يتعرف عليها فلم ير منها إلا حجابها. شعر هتّان بحسرة في قلبه. وكأنه فقد شخصا عزيزا عليه. عاد إلى الكارافان يقول لنفسه لقد ذهبت في حال سبيلها. أراد النوم، ولكن بقيت صورة الفتاة الحزينة في مخيلته لا تفارقها. أخذ يتقلب لوقت طويل، ولكن صورتها أمام نافذة السيارة تتكرر أمام عينيه. طار النوم من عينيه. فجلس لا يعلم ماذا يفعل. اتصل بأخته مباشرة وكانا كتابين مفتوحين لبعضهما. حكى لها ما حدث معه بالتفصيل. فسألته. هل كانت جميلة؟

سرح هتّان يتخيلها ويصف لأخته جمالها وروعتها وعيونها الحزينة. قالت له: هذا هو الحب من أول نظرة. سألته هل تحدثت أليها أو أخذت رقمها. شعرت بالحزن في صوت هتّان حينما قال لقد تأخرت في اتخاذ القرار. طلبت منه أن يعود إلى العاصمة. تردد قليلا وقال لن أتحرك من هنا حتى أجدها. لم يعجب أخته هذا القرار. قالت: ولكن يا أخي انت لا تعرف أي شيء عنها. أين ستبحث عنها وكيف ستجدها. إنها فتاة محجبة. ماذا ستفعل؟ قال: سأجد طريقة لأبحث عنها.

لم يحرك هتّان السيارة من مكانها. فبقي بداخلها ينتظر لعله يرى الفتاة تعود مرة أخرى من نفس الطريق. بقي ينظر يتابع من يذهبون ويعودون من المركز التجاري حتى أقفل المركز التجاري أنواره في المساء. ولكنه لم ير الفتاة مرة أخرى. قضى هتّان اليوم كامل بلا طعام ولا شراب. بدى يائسا لا يعلم ماذا يفعل وما هي الخطوات التي يجب أن يفعلها ليجد تلك الفتاة. بدأ يحدث نفسه ويقول ان الفتاة لم تراني ولم تعرف شكلي. وأنا أيضا لم أر إلا وجها ولا أعلم كيف يبدوا جسمها. لكن المشترك بيننا بأنها "فتاة النافذة" لماذا لا أستعين بجمهوري ليساعدوني كيف أجد هذه الفتاة.

فتح الكاميرا وتحدث إلى متابعيه قائلا: جمهوري العزيز تعودت في كل مرة أنقل لكم مشهد من المشاهد التي أمرُّ بها وأشارككم رأيي ومشاعري. لكن المشهد الذي سأحدثكم عنه اليوم، فاق كل المشاهد التي مررت بها، هنالك لحظات ترى جمالا يعجز القلب تحمله ولا اللسان وصفه. ولا حتى الكاميرا تستطيع أن تريكم مدى روعته. فرؤية المنظر في الطبيعة يختلف عن رؤيته من خلف الكاميرا. هنالك تفاصيل تعجز الكاميرا إظهارها. قد يكون البعض فهم ما أعني، ولكن لمن لم يفهموا! سأذكر لكم بكل صراحة التجربة التي مررت بها في هذا اليوم.

حورية من الجنة محجبة حجاب كامل، لا تكاد أن ترى منها إلا نور حجابها. اقتربت من الكارافان ولم تعلم أنني كنت بداخلة. التفتت يمينا وشمالا ولما اطمأنت أنه لا أحد يراها. بدأت تعيد إصلاح حجابها الذي لعبت فيه الرياح. لمحتها لثواني وتذكرت أنها لما فعلت ذلك لم تريد أن يراها أحد. فغضضت الطرف عنها ثم اختفت. لكن تلك الثواني التي رأيتها فيها. أطارت النوم من عيني. فلم آكل ولم تغفوا لي عيناً منذ الصباح. فأنا هنا أقف في نفس المكان الذي رأيتها فيه ولن أتحرك أبدا حتى أرى ما يكتبه الله لنا.

اشتعلت السوشال ميديا في تلك الليلة. وانتشرت قصته في السوشال ميديا، بشكل كبير فتضاعف أعداد المتابعين. وتفاعل الكثير مع القصة. وتحمس الآخرون ليشاهدوا ماذا سيفعل هذا الشاب العاشق. وكيف سيجد فتاة النافذة.

نام هتّان تلك الليلة بصعوبة في الكارافان، ولم يعلم عن النار التي أشعلها في السوشال ميديا. ليس فقط بين متابعيه، بل وبدأ يتسع نطاقها لتصل إلى بعض الإذاعات المحلية.

استطاع المسؤولين معرفة شخصية مالك الحساب وأنه هتان ابن المليونير الشهير الدكتور محمد. فاتجه بعض المسؤولين إلى والد هتّان في وقت متأخر من الليل، ليسألوه عن مكان تواجده. استغرب والده وسألهم عما يجري. فأروه مقطع الفيديو الذي سجله هتّان.
قالوا إننا نريد أن نعرف مكانه لنقوم بحمايته. حاول الأب أن يتصل على ابنه، ولكن وجد هاتفه المحمول صامتا. قال لهم انتظروا سأسأل عنه أمه وأخته.

عاد الدكتور إلى ابنته رنيم وسألها عن هتّان، فأخبرته أنها كانت على اتصال معه في الصباح الباكر وأخبرها أنه يقف عند أحد المراكز التجارية في خارج إحدى مدن الشمال. وأعطتهم الموقع الذي أرسله لهم. مباشرة اتجه الدكتور إلى مسؤولي الأمن وأخبرهم بموقعه. وشكروهم على تعاونهم.

 
 

 

عرض البوم صور روميو ملك البحار   رد مع اقتباس
قديم 09-08-22, 04:43 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 336453
المشاركات: 158
الجنس ذكر
معدل التقييم: روميو ملك البحار عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روميو ملك البحار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روميو ملك البحار المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي Part 02

 

استيقظ هتّان في الصباح الباكر. وخرج من الكارافان ليصلي الفجر. فوجئ بعدد من سيارات الشرطة التي تحيط بالمكان. خرج فوجدهم يؤدون الصلاة. فصلى معهم الفجر ثم تقدم إليه أحد الضبّاط. سأله هتّان ما الذي يجري لم أعمل شيئا خاطئا.

جلس معه الضابط بلطف. وأخبره بأنه بالفعل لم يفعل شيء يخالف القانون. ثم أكمل قائلا انت شاب خلوق ومشهور ولو اكتشف الناس أنك ابن المليونير ستكون في خطر. لذا نتمنى أن تغادر هذا المكان وتعود إلى والديك. قال هتّان أفهم وجهة نظركم لكن هل تمنعونني من الوقوف في هذا المكان. قال الضابط: مالم يشتكي مالك المنشأة. لا يستطيع أحد أن يخرجك من مكانك. تحدث إليهم هتّان باحترام وتقدير لجهودهم وقال: لن أتحرك من هذا المكان حتى أجد تلك الفتاة. أو يطلب مني مالك المنشأة مغادرة المكان. فأنا قصدي شريف.

عرف الضابط أنهم لن يستطيعوا أن يجبروا هتّان عن ترك المكان الذي يقف فيه. وكانوا يأملون أن يتحدثوا إلى والديه أو إلى مالك المنشأة ليطلب منه ترك المكان. عاد هتّان إلى الكارافان. فتح هاتفه المحمول فوجد العديد من الاتصالات من والديه ومن أخته. اتصل بهم في محادثة جماعية. اعتذر منهم. فما كان من والديه إلا أن ابتسما له وقالا شاهدنا المقطع. ونحن نقف معك وسنساندك بكل ما نستطيع.

فرح هتّان بهذا الخبر وبوقوف عائلته معه. وزاده تصميما على أن يبقى في ذلك المكان حتى يجد الفتاة. ثم بدأ يقرأ ردود الأفعال. فمنهم من قال مجرد أحلام، بالكثير يوم أو يومين وتعود إلى منزلك. وآخر أشاد بما عمله من عدم محاولة تصوير الفتاة أو محاولة التحدث إليها. وأخرى قالت: سنشهد في الأيام القادمة قصة من أعظم القصص الرومنسية. وآخرون قالوا سنأتي وسنقف بجانبك حتى تجد فتاة النافذة.

ومع اشراقة شمس ذلك الصباح، بدأت أول سيارة تصل إلى مواقف المركز التجاري نزل منها شاب يلبس ملابس حراس الأمن، اسمه أمجد تقدم إلى هتّان وسلم عليه ثم جلس معه، وكان يحمل في سيارته المتواضعة أدوات الرحلات فأخرجها وبدأ يفرش المكان ويعد القهوة على الجمر. وشربا القهوة سويا تحت مراقبة من الشرطة التي تتواجد لتتأكد من عدم تحول المكان إلى فوضى لا يمكن التحكم بها.

علم هتّان أن أمجد يعمل حارس أمن في ذلك المركز التجاري. وأتى قبل موعد عمله ليجلس معه ويقوم بواجب الضيافة. تحدثا قليلا وتعرفا على بعضهما وأخبره أمجد انه يكن له الاحترام لما يعمله، وأنه سعيد لأن هتّان ليس من الشباب الذين يحاولون أن يعبثوا ببنات الناس. وأخبره بأنه لن يتردد بمساعدته في أي شيء يحتاجه. ثم ذهب ليبدأ عمله في المركز التجاري.

حرص الضابط على التواصل مع مالك المركز التجاري. وطلبوا منه أن يطلب من الشاب مغادرة المواقف. لأنهم يتوقعون أن يتوافد الكثير من المتابعين لدرجة قد لا يستطيعون السيطرة على الموقع. أخبرهم مالك المركز التجاري أنه في الطريق إلى الموقع. لم تمضي نصف ساعة حتى وصلت سيارة مالك المركز التجاري إلى حيث يقف هتّان. عرف هتّان أن مالك المركز التجاري هي سيدة أعمال من أغنياء تلك المدينة. نزل ابنها الذي بجانبها وتحدث إلى هتّان وقال إن والدتي تكن لك الاحترام وترحب بك في مدينتنا وتقول: شكرا على الزيارة والإعلان. المكان مكانك حتى تجد فتاة النافذة وإن لم تجدها. اتصل بينا في أي مكان أو أي زمان تجد عندنا ما يرضيك.

قال لهم هتّان: هذا ليس بغريب على أهل هذه المدينة، أهل الكرم والجود. وأتمنى أن أكون ضيفا خفيفا عليكم. قال له ابنها: سيصلك عشاك الليلة إلى مكانك معزز مكرم. ثم غادر مع والدته إلى المركز التجاري.

قامة الضابط بإحاطة سيارة هتان بحواجز تبعد خمسة عشر مترا عن الكارافان من كل الجهات لتمنع الناس من الاقتراب منه.

جلس هتّان في سيارته يتأمل تلك الفتاة التي رسمت صورتها في مخيلته. ويفكر! هل أنا أقوم بالصواب ماذا لو لم تكن مثلما أريد. ماذا لو كانت حادة الطباع سيئة الأخلاق. هز رأسه وقال كيف لفتاة بتلك العيون الحزينة أن تكون سيئة الأخلاق. استمر يسرح بأفكاره حتى طرق أحدهم باب الكارافان. نظر من النافذة فرأى أن السيارات بدأت تتوافد إلى المكان. فقال: يجب عليّ أن أخفي شخصيتي. وضع الكمامات ولبس النظارة. ثم فتح الباب، وجد أن أحدهم قدم له كأسا من القهوة سريعة التحضير. وقال سيارتي لتحضير القهوة السريعة هنا قريبا منك، وهذا كرت الاتصال سنقدمها لك مجانا في أي وقت على مدار الساعة. تلا ذلك انتشار سيارات تقديم الوجبات السريعة في المواقف تعرض خدماتها على هتّان.

ولم يأتي منتصف النهار حتى زاد عدد القادمين لمشاهدة "مالك الكارافان" ومع ازديادهم زادة عدد سيارات الشرطة لتنظيم السير في المكان. ثم بدأت تنتشر عربات بيع الفواكه والمستلزمات الأخرى. ثم أتى أصحاب الألعاب المتنقلة ونصبوا ألعابهم. حتى أصبح المكا وكأنه مهرجان متنقل. بدأ ينتشر الخبر في المدينة ويتوافد الشباب والفتيات ليشاهدوا "مالك الكارافان" وأصبح الكل يتساءل كيف هو شكل هذا الشاب؟ ومن يكون؟

أصبح الجميع يفضلون الذهاب للتسوق في هذا المركز التجاري خارج المدينة لتوفر كل عوامل الترفيه داخل وخارج المركز التجاري. فازدهر المركز التجاري وبدأ يشتهر حتى لمن هم خارج المدينة.

لم يتوقع هتّان أن تتحول ساحة ومواقف المركز التجاري إلى مهرجان. عاد إليه صديقه أمجد استقبله هتّان داخل الكارافان وقال الله يسامحك. اليوم كان الوضع مختلف في المركز التجاري. وصل عدد القادمين إلى المركز التجاري إلى الضعف. وفي تزايد مستمر. وخصوصا قسم المطاعم كان شبه ممتلئ. قال هتّان آسف لقد سببت لكم الكثير من الإزعاج. قال له هتّان بل كان اليوم قصير لأن الوقت أصبح يمر بسرعة. وبينما هم كذلك أحضر لهم ابن مالكة المركز التجاري العشاء. تناول الثلاثة طعام العشاء. ثم سأله أمجد هل هنالك أي خبر من تلك الفتاة. قال هتّان قد يكون الوضع الآن مستحيل. فلا أتوقع أنها ستظهر أمام هذا الحشد وتقول أنا هي "فتاة النافذة". قال أمجد أنا أوافقك الرأي، لكن قد تستطيع ان ترسل لك رسالة، أو أحد أقاربها، أو تجد طريقة ما لتلفت انتباهك. وربما ليس لديها أي فكرة بما يجري هنا.

في نهاية اليوم سجل هتان رسالة حزينة. في حساباته على السوشال ميديا، تنهد وقال: انتهى اليوم الأول!
رأيت فيه الكثير من التعاون من أهل مدينتك، أتى الكثير منهم إلى الساحة ليملؤو على المكان. فأنعشوا الساحة ونشروا فيها الحب والمودة. ونظراتهم ودعائهم لي بأن ألتقي بك. لا أعلم هل تتابعيني أو أنها مجرد كلمات ستجف وستتطاير قبل أن تصل إليك. لا أعلم كيف سنلتقي. لكن عندي شعور بأننا سنلتقي في نهاية الأمر.

في تلك الليلة حصل هتان على المئات من الرسائل الخاصة لفتيات كتبن مواصفاتهن وأرسلن صورهم طلبا للزواج منه. ابتسم هتان وشكر كل من أرسل له واعتذر منهم قائلا إن قلبي أصبح ملك فتاة النافذة. ثم نام هتان تلك الليلة بعدما تحدث لعائلته. أخبروه أنهم مستمتعين بأخباره، وكأنهم يشاهدون أحد الأفلام الرومنسية التي يتمنى كل واحد أن تنتهي بنهاية سعيدة. أدخل اتصال عائلته القليل من الفرح على قلب هتان. ثم ذهب إلى النوم.

في صباح اليوم التالي استيقظ ونظر من نافذة الكارافان ليجد العديد من الصحفيين والمذيعين التلفزيونين، يتمنى كل واحد منهم أن يحصل على لقاء معه. قرر عدم الخروج من الكارافان وفتح التلفزيون ليجد بعض القنوات خصصت زاوية في قناتهم ليعرضوا هذا الحدث الذي بدأ يهتم به الكثير من المتابعين. بقي بعض الوقت يقلب في القنوات يسمع المذيعين يتحدثون ويتناقشون على الهواء. على هذا الحدث ثم لقاءات مع بعض الحاضرين ليسألوهم عن وجهات نظرهم تجاهه وهل ممكن يجد فتاة النافذة.

كانت الأجواء في ذلك المكان رائعة. فالشمس تختفي خلف السُحب. ودرجات الحرارة في تنازل مستمر. يوجد القليل من الناس في تلك الساحة يزداد العدد بعد منتصف النهار. فتنتعش الحياة مرة أخرى. يستغل هتان ساعات الصباح الأولى في التواصل مع عائلته. ثم يدير اعماله في المركز التجاري ثم يقرأ ما يكتبه المتابعين. ثم يلتقي مع أمجد يتحدثان. وقبل أن يخرج أمجد اعطى ذاكرة صغيرة لهتان، سأله ماذا بها. قال انها هدية من مالكة المركز التجاري.

تفاءل هتان وقال ربما يكون فيها تسجيلا لكاميرات المركز التجاري تخص الفتاة. فعاد مسرعا إلى الكارافان قم بتشغيل الذاكرة على التلفاز. وبالفعل رأى تسجيل كاميرات المركز التجاري ولكن كانت بعيدة. يرى نفسه عائد إلى الكارافان. ثم بعد قليل يرى تلك الفتاة تنزل من احدى السيارات. متجهة سيرا على القدام إلى المركز التجاري. ثم بدأت الرياح تتلاعب بحجابها فغيرت طريقها واتجهت إلى الكارافان لتصلح غطاءها. ثم بعد لحظات وصلت حافلة لطالبات الجامعة. سارت بينهم حتى دخلت إلى المركز التجاري. ثم في مقطع آخر رأى الفتاة المحجبة تسير إلى المطاعم لتتناول الغداء. لوحدها ثم اتجهت إلى دورة المياه ولم يعد يعرفون إلى أي جهة سلكت. بقيت الكاميرا تراقب الداخلين والخارجين حتى خرجت الفتاة مرة أخرى واختلطت ببنات الجامعة ولم يعد يُعرف إلى أين ذهبت.

أعاد هتان المقاطع عشرات المرات ليحاول أن يرى شيئا قد يساعده على التعرف على الفتاة. ولم يجد أي شيء. فأرسل الملفات لأخته رنيم لعلها تنتبه لأشياء أخرى. شاهدت رنيم المقاطع. وبعد ساعة قالت له لقد تعرفت على بعض التفاصيل. أولا الفتاة تعتمد على يدها اليسرى في كل شيء. وثانيا حقيبتها اليدوية من شركة معروفة وذكرت له اسم الشركة. وكذلك عباءتها تبدوا أنها صممت لأجلها. ثم قالت من طريقة مشيها وطريقة أكلها تبدوا من عائلة راقية. فرح هتان بتلك الملاحظات. قالت رنيم سأبقى أمام التلفاز لعلني أراها بين الجماهير.

 
 

 

عرض البوم صور روميو ملك البحار   رد مع اقتباس
قديم 09-08-22, 04:45 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 336453
المشاركات: 158
الجنس ذكر
معدل التقييم: روميو ملك البحار عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روميو ملك البحار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روميو ملك البحار المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي Part 03

 

مرت الثلاثة الأيام الأولى ولم ير هتان أي علامة أو رسالة من الفتاة. لكن بدأت تزدحم ساحة المركز التجاري بشكل غير طبيعي. فبدأت مظاهر للفوضى في أماكن مختلفة في الساحة. كان من أشدها عراك تسبب بموت أحد الشباب. فانتشرت الشرطة في المكان وبدأت بتفريق الناس والقبض على المتسببين في القتل.

لكن أصب الاتهامات في الإعلام بدأت تتجه إلى هتان. وكأنهم يقولون بأنه لولا وجوده لما حدث القتل. قلق الوالدين على ابنهما. وطلبا منه أن يعود وسيبحثون له عن فتاة أخرى. لكن هتان طلب منهما ألا يضغطان عليه وأن يتركانه يفعل ما يريد. أصر هتان البقاء في ذلك المكان رغم الخطر الذي يحيط به.

وبالفعل تسللت مجموعة من عائلة الشاب المتوفى. وقاموا في ليلة ممطرة بضرب هتان ضربا مبرحا. وحاصروه مهددين بقتله لو تدخلت الشرطة. شاهده الكثير على شاشات القنوات، هتان في وسط هذه العصابة يتلقى المزيد من الضرب قبل أن يغمى عليه. ظن من شاهد المنظر أن هتان تعرض للقتل علنا أمام شاشات التلفاز.

بقي هتان لم يتحرك ولم يفتح عيناه. قبل أن تتمكن الشرطة من القبض على المعتدين والوصول إليه. وقبل أن يصلوا إليه فتح عينيه وبدأ يرفع رأسه. أرادوا الذهاب به إلى المستشفى ليتلقى العلاج اللازم. لكنه أصر أن يعود إلى الكارافان وأقفل على نفسه لا يتواصل إلا مع والديه أو مع متابعيه في السوشال ميديا. بقي هتان في الكارافان ليومين متتاليين يداوي نفسه فلم يفتح الباب لأحد. فكان يستقبل الطعام من النافذة.

لا يزال الفضول عند الكثير لمعرفة من يكون هذا الشاب. وكيف يبدو. طلب الكثير من الإعلاميين من هتان أن يسمح لهم بعمل لقاء على الهواء ولكن كان هتّان يرفض اللقاءات.

يوم بعد يوم يصبح هتان حديث الساعة. وتصميمة على إيجاد تلك الفتاة يزداد وصبره يطول. كل يوم يرى أشخاص وأناس يختلفون عن اليوم الذي قلبه يأتون وينظرون إليه وكأنهم في سرك. ولكنه ما زال ينتظر ان يرى إشارة من تلك الفتاة. ولكن بدون جدوى.

مرت أسبوعين منذ أن بدا هذا الحدث. بدأ الناس يملون من ذلك الروتين اليومي. فأصبح يقل عدد الزوار الذين يأتون إلى ذلك المكان. وبدأت تقل الأنشطة وسيارات الخدمات والأمن. حتى بعد شهر لم تعد قصة هتان تذكر. لكن ما يزال هتان يقيم في ذلك المكان. يأتيه صديقه أمجد من وقت للآخر قبل أو بعد أوقات الدوام الرسمي.

أصبح عدد السيارات التي تأتي يوميا لتشاهد هتان يقل تدريجيا ومنهم من يأتي فقط مرورا ليرى هل ذلك الشاب متواجد أم فقد الأمل. كان هتان كل يومين يتحدث إلى الفتاة. ويخبرها عن مواقف الدراسة وبعض مغامراته ويختتم الحلقة بقوله انتظر إشارة منك. قد لا أكون الشخص الذي تحلمين به أو قد تكوني مرتبطة أو متزوجة أصلا. يكفيني أن تخبريني بذلك لكي يرتاح قلبي.

غادرت جميع وحدات الأمن ما عدى واحدة. وغادرت جميع سيارات الوجبات السريعة ما عدى واحدة التي كانت تقدم له القهوة. وغادرت القنوات التلفزيونية والإذاعية. من الموقع لم يتبقى سوى إحدى القنوات الإخبارية المغمورة. التي تعرض أخبارها فقط على الإنترنت. وأصبحت السيارات التي تأتي إلى ذلك المكان فقط من أجل المركز التجاري.

ويوم بعد يوم يقل عدد الرسائل وعدد المتابعين لهتَان. لكنه ما يزال متمسك بمكانه رغم درجات الحرارة المتجمدة في الشتاء.

بعد ثلاثة شهور لم يعد في الساحة سوى تلك القناة الإخبارية التي لم تفقد الأمل. كان هنالك شيء من التودد بين هتان وأصحاب القناة. حتى يوم من الأيام. سمح لهم هتان بدخول الحاجز، وكانا عبارة عن شابين في العشرينات يتناوبون مع آخرين ليل ونهار. لم يزال هتان يخفي هويته خلف الكمامات. تقدم أحدهما بالمايك والآخر ممسك بالكاميرا. تلمع عيونهما فرحا بهذا التقدم لقناتهما. سأل أحدهما هل يعني أننا نستطيع أن نقوم بمقابلة شخصية معك. قال هتان خمسة أسئلة فقط لا تتضمن السؤال عن هويتي. فاختاراها بعناية.

بدأ الشابان يتهامسان وبعد قليل. سأل الشاب الذي يحمل المايك: ألم تمل؟ قال هتان يمل الذي ليس له هدف. بيننا صفات مشتركة أنتم أيضا لم تملّوا لأن لكم هدف وتريدون ربما تثبتون للناس أنكم قناة لا تفقد الأمل. قال المذيع: انت شاب شاهدت الكثير من الفتيات سواء على الطبيعة أو في التلفاز لماذا هذه الفتاة؟ قال هتان بالفعل شاهدت الكثير خلال دراستي والأكثر حينما بدأت أبحث عن هذه الفتاة. وما زلتُ أتلقى عشرات البروفايل بالصور وأخرى بالفيديو من الكثير من الفتيات داخل وخارج السعودية.
ورأيت فتيات فاتنات ورائعات. غنيات وفقيرات. من أبرزهن فتاة ارسلت لي لوحدها. أكثر من مئة رسالة. كانت تتوسل أحيانا وتبكي أحيانا أخرى. ولا اعرف ماذا أرد عليها. لكن قلبي اختار فتاة النافذة
هل تتوقع أنك ستنجح وتتصل بك تلك الفتاة؟ قال هتان. في بداية الأمر ومع كل الحشود والإعلام فقدت كل الآمال. لكن الآن يوم بعد يوم يزداد الأمل عندي.
لماذا تخفي هويتك؟ لأني في حال لم نتوفق لا أريد ان أسبب المشاكل لنفسي ولعائلتي. أردتها ان تختارني لأني أريدها ان تكون واثقة ان مالك الكارافان الذي انتظرها طول تلك الفترة. يريد لها السعادة.

كلام جميل اخ هتان. اتمنى انها تتحرك وتتحدث مع والدتها وتقرر قبل فوات الأوان. تشرفنا بالتحدث اليك ونتمنى أن نشاهد نهاية جميله وسعيدة لأنه قصة مثل هذه سيكتبها التاريخ.
شكر هتان المذيع وزميله على مشاعرهما الطيبة. وشكر أهل المدينة ومالكة المركز التجاري على جود كرمهم وضيافتهم.

استمر هتان لشهرين آخرين. بدأ يشعر بأن الآمال ضعيفة جدا وأن تلك الفتاة إما أنها لم تعلم بالأمر وإما أنها رافضة فكرة الزواج أو أنها لم تعد موجودة. في تلك الليلة شعر هتان بالتعب فدخل الكارافان باكرا ليأخذ قسطا كافيا من الراحة.

لم يكن في المواقف سوى سيارة الشرطة تقف وتسد الطريق لكيلا يدخل إليه أحد. وسيارة مالك الكافيه المتنقل والثالثة للقناة. وبينما هم هنالك يتابعون مالك الكارافان لاحظوا سيارة تاكسي توقفت، ثم نزلت منها فتاة محجبة. حولوا الكاميرات باتجاه الفتاة وابتسم الجميع وقالوا: وأخيرا سنشهد نهاية جميلة. تقدمت الفتاة إلى سيارة الشرطة، وتحدثت إليهم، فسمحت لها بالدخول، وبعد قليل تقدمت إلى الكارافان. طرقت الباب ولكن هتان لم يفتح، فطرقت مرة أخرى، الكل ينظر إلى تلك اللحظات التي انتظروها منذ خمسة شهور وكأنهم هم الفائزين، وما هي إلا لحظات، ويفتح هتان الباب، وينظر إلى الفتاة وتنظر إليه، لحظة صمت لم يستطيع أي واحد منهما النطق بكلمة، تقدمت الفتاة وعانقته يرى الجميع دموعهما ويسمعون بكاءهما، ثم بدأ يتحدثان إلى بعضهما، وبسبب بعد الكاميرا لم يسمع أحد ما يقولان، بعدها بدأ هتان يستعد ويجمع أغراضه ليغادر المكان.

اقترب المذيع والمصور إلى الفتاة وسألاها بأدب: هل تسمحين لنا بلقاء. قالت: نعم بالتأكيد، تحدث المذيع وقال انتظر مالك الكارافان وانتظرنا وانتظر المشاهدين هذه اللحظة. قالت: أولا أشكركم وأشكر قناتكم على هذه التغطية. لو لم تكونوا هنا لم نكن لنطمئن عليه على مدار الساعة. وأعذروني إذا خيبت أملكم. أنا لست فتاة النافذة. أنا أخت هتان الصغرى. أتيت لأصحبه إلى المنزل. رحب بها الجميع وتأسفوا أنهم ظنوا أنها فتاة النافذة. قالت يجب أن لا تتأسفوا بل هي من يجب عليها أن تتأسف. لأنها لم ترحم أخي ولم تخبره باي شيء حتى وإن كانت رافضة فكرة الزواج، كان يجب على الأقل أن تراسله، وتخبره بما في نفسها.

أنا متأكدة أنها أينما تكون الآن. ستندم على هذه اللحظة. ولن تكون حياتها كما هي. ستبدأ تتعذب من اللحظة التي يغادر فيها أخي المكان. سيستمر أخي في حياته وسيجد من هي أفضل منها. سأضمن هذا بإذن الله. قال المذيع أشكرك على اللقاء ونتمنى لكم رحلة سعيدة.

غادر هتان وأخته تلك الليلة باتجاه الرياض. كان هتان حزين ولا يريد الذهاب. ولكن اخته قالت له كفاية تعذب نفسك. لو عندها ذرة إحساس كان ردت عليك. لقد اشتاقت أمي لك. وأبي منذ أن بدأت مغامرتك الرومنسية. لم يغادر من أمام التلفاز ولم يخرج من المنزل. المهم لم يتعرف أحد على شخصيتك.

التفت إليها وقال هل صحيح ما قلتي أمام الشاشة عن تلك الفتاة. قالت نحن الفتيات نفهم بعضنا. وكنت أتمنى ما تكون من تلك الفتيات اللاتي لما تشعر بأنها جميلة ومرغوبة، وهنالك من يجري ورائها، تبدأ تلعب دور صعبة المنال. فهذه الفتاة إما أنها لم تعلم عنك وهذا مستحيل. أو أنها كانت تنتظر حتى اللحظات الأخيرة وتخرج وتقول أنا فتاة النافذة. وفي جميع الأحوال يجب ان تنساها لأنها لن تكون مناسبة لك. يجب أن تبتعد عن الميديا والشاشات لفترة حتى تنساها. قال لها بحزن: سأحاول.

كانت رحلة العودة طويلة. قرر هتان أن يخفي الكارافان بمجرد دخوله الرياض. وبالفعل أخذه إلى المنزل القديم وتركه هنالك ثم عادا إلى القصر. وقضى الأسبوع كامل في القصر مع العائلة. حرصت رنيم أن تبعد هتّان عن الإعلام والسوشيال ميديا. فكانت تأخذه أحيانا إلى مركزه التجاري الخاص وأحيان أخرى إلى المطعم.

يحاول هتان أن يضغط على نفسه لينسى الفتاة ولكن يجد صعوبة في ذلك. لكن ليس له خيار آخر. لأنه لا يعرف اسمها أو أي شيء ممكن يساعده على العثور عليها. فتمر الأيام والأسابيع. فخلال تلك الفترة أصبح يندمج مع العائلة في الرحلات السياحية، ويستمتع بوقته.

 
 

 

عرض البوم صور روميو ملك البحار   رد مع اقتباس
قديم 09-08-22, 04:46 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 336453
المشاركات: 158
الجنس ذكر
معدل التقييم: روميو ملك البحار عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روميو ملك البحار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روميو ملك البحار المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي Part 04

 

في يوم من الأيام وبينما تقضي العائلة أوقات ممتعة في دبي. شاهدت رنيم "خبر عاجل" على إحدى القنوات الإخبارية وفي المركز التجاري المرتفع الذي كان هتان يقف في ساحته فتاة محجبة تقف على حافة سقف المركز تضع مسدسا على راسها وتقول أنا "فتاة النافذة" ولن أنزل من هذا المكان حتى يأتي "مالك الكارافان" أو سألقي بنفسي من أعلى المبنى وتحذر من يقترب من السطح بأنها ستقتل نفسها بدون أي ذرة تردد.

وكما اجتمع الناس حول هتان، اجتمع الكثير حول فتاة النافذة، من جمهور الناس والإعلام ولقاءات التلفزيون. ووالديها يطلبون من أي شخص له معرفة حقيقية بمالك الكارافان، أن يخبره بحال ابنتنا.

كانت لحظات صعبة على أهل المدينة. لأنهم اكتشفوا أن فتاة النافذة هي "فتون" ذات الثالثة والعشرين من عمرها ابنة الشيخ سعد من وجهاء المدينة الذين يفعلون الخير ويساعدون المحتاجين. فلم يتمنى أي شخص في المدينة ان يرى والدها بذلك الحال.

لم تعلم رنيم ماذا ستفعل. فاتجهت مباشرةً إلى أمها وشرحت لها ما يحصل ثم تحدثتا مع الدكتور محمد الذي مباشرة ذهب إلى هتان وأخبره بما يجري وقال له يجب علينا أن نعود إلى السعودية، استغرب هتان وقال: لم ننتهي من الرحلة. قال الدكتور الموضوع بخصوص "فتاة النافذة" تهلل وجه هتان ولمعت عيناه. ثم سأل هل وجدوها. لم يرد عليه والده، فقط فتح له التلفاز وقال ستجد الخبر في القنوات الأخبار.

ثم أتت أخته رنيم وشرحت له باختصار ما يجري. وقالت يجب أن تذهب إليها الآن، انها بحاجة إليك. نظر هتان إلى الأخبار شاهدها. وكأن قلبه عادت له الحياة من جديد، فدمعت عيناه خوفا عليها. ثم فتح حساباته على السوشال ميديا. فوجد بمئات الرسائل من المتابعين ومن عائلتها. يتوسلون إليه ليأتي وينقذ هذه الفتاة المسكينة. قال في نفسه: مساكين! وكأنني بحاجة إلى توسلاتكم.

اتجهت طائرة العائلة إلى الرياض ومن الرياض استقلوا طائرة أخرى إلى الشمال. ومن المطار اتجهوا مباشرة إلى المركز التجاري. كانت الطرقات المؤدية إلى المركز التجاري مزدحمة بالسيارات، حيث وضعوا في نهايتها نقاط تفتيش لمنع التزاحم عند المركز التجاري. تقدم هتان مشيا على الأقدام إلى الشرطة في نقطة التفتيش ليخبرهم انه مالك الكارافان. لكنهم لم يصدقوه. حاول أن يقنعهم أنه ذلك الشاب ولكن بسبب الفوضة عند نقطة التفتيش، والعدد الكبير من الشباب الذين قالوا إنهم أيضا مالكوا الكارافان، فلم تستمع له الشرطة بالعبور.

استمر هتان متألما يراقب أخبار فتون على هاتفه المحمول. ير الجماهير المتجمهرة حول المركز التجاري. ومعاناة قوات الأمن لإبعادهم من ذلك المكان. ومحاولات التفاوض مع فتون التي صعدت إلى سقف المركز التجاري وأقفلت على نفسها الأبواب. ولم تتواصل إلا مع أحد المسؤولين الذي يحاول أن يبقيها هادئة وصابرة حتى يأتي مالك الكارافان. عرف أن معهم إلى غروب الشمس فإن لم يأتي مالك الكارافان ستلقي بنفسها من أعلى المركز التجاري.

ثم سمع لقاء المسؤول مع القنوات الإخبارية يقول: حاولت القنوات عمل لقاء مع فتون ولكنها رفضت أن تلتقي مع أي من القنوات، وأخبرتنا بأن القناة الوحيدة التي ممكن تسمح لها بلقاء ستكون هي نفس القناة التي سمح لها "مالك الكارافان". بحث الجميع عن تلك القناة ولكنها لم تصل بعد إلى المركز التجاري. مباشرة حاول هتان التواصل مع القناة وبعد إلحاح في الاتصال استطاع التواصل مع الإداريين في القناة، وبصعوبة أقنعهم بأنه هو مالك الكارافان، كانت سعادة القناة كبيرة بالتحدث إليه، قالوا كيف نستطيع أن نخدمك، قال أريد ان أكون مع الفريق الذي سيصعد لعمل اللقاء مع الفتاة. قالوا له إن الوضع خطير ولا نريد أن تعاقب القناة بسببك. قال إنها فرصة لتكمل قناتكم ما بدأت به، فهل أنتم مستعدين للمغامرة. تردد أصحاب القناة قليلا. ثم قرروا المغامرة لأنها فرصة لن تتكرر لتكون قناة المحبين.

أخبرهم هتان أين يلتقون به. ثم سيصحبهم إلى المركز التجاري. ثم أخبر هتان والده بالخطة وأنه سيذهب ليلتقي بها. أشاد والديه وفرحوا له وقالوا نحن أيضا سنجد طريقة لنصل إلى المركز التجاري، وبإذن الله لن نعود إلى الرياض إلا وفتون معنا.
بعد ساعتين التقى المذيع والمصور بهتان وعرفاه من صوته. فصعد معهم إلى الحافلة الإخبارية ثم انتقلوا إلى المكان مباشرة.

وصلوا إلى ساحة المركز التجاري. ثم تقدموا ثلاثتهم إلى المركز التجاري وقبل أن يصعدوا إليها تحدث إليهم بعض الضّباط وطلبوا منهم أن يحاولوا إقناعها بالنزول. قال لهم هتان كونوا مطمئنين سنفعل ما بوسعنا.

وبينما هم كذلك رأى هتان والد الفتاة ثم قال لهم انتظروا لما لا نحصل على لقاء مع والد الفتاة. نظر إليه هتان وقال الشيخ سعد هل تسمح لنا بلقاء؟ وسأله أمام الشاشة ما المشكلة لماذا الفتاة تريد الانتحار؟ قال: كانت فتون مخطوبة لابنِ عمها حتى أتى هذا الشاب وقام بالفيلم الذي شاهدناه. من بعدها تغير حال فتون ولم يعد يعجبها شيء تريد أن تفسخ خطوبتها مع ابن عمها من أجل هذا الشاب. حاولنا اقناعها ومنعناها، حتى وصلنا إلى هذه المرحلة. سأله هتان بما أن الفتاة الآن غيرت رأيها وتريد أن تنتحر لأجل هذا الشاب. هل ما زلت مصر أنها يجب أن تتزوج من ابن عمها.

رد والد الفتاة قائلا: كلنا نتمنى من ذلك الشاب إذا كان صادقاَ ويريد مصلحتها، وألا تحصل قطيعة رحم في العائلة. أن يقنعها بأن تتزوج ابن عمها. أكد له هتان بأن هذا الشاب صادق وسيحاول أن يقنعها بان تتزوج ابن عمها. وأن يعيد له ابنته سليمة. فرح الشيخ بكلام هتان وبدأ يدعوا له ولوالديه اللذين أحسنوا تربيته.

صعد فريق التصوير إلى السطح وبينما هم يصعدون شكروا هتان على حسن التعامل مع والد الفتاة. وقالوا نشعر الآن أن مهمتك ستكون صعبة. قال لهم أنا هنا لست لأفوز بها. ولكن لأنقذ حياتها.
بقي أحد الفريق عند المدخل بينما دخل هتان والمصور إلى السطح. رأى هتان الفتاة واقفة أمامه فاهتز قلبه شوقا إليها. لم يكن هذا اللقاء الذي ينتظره. فكان يحلم بأن يأخذها في حضنه ويضع يده على شعره ويحسسها بالأمان. لكن الموقف الحالي مختلف فالفتاة تقف أمامه تصرخ في خوف وترتجف مهددة بأن يبقوا مسافة بينهم وبينها وأن لا يحاولوا أي حركة بطولية لأن النتيجة عاجلا أو آجلا ستكون الانتحار. نظرت إلى هتان لحظات وكأنها شعرت بأنه مالك الكارافان لكن لم تريد أن تقع في فخ الإمساك بها وإبعادها عن هدفها. سألت من أنت. قال أنا عضو جديد في الفريق. قال المصور ألا تثقين فينا نحن الي صورنا "مالك الكارافان" هل تريدين أن نبدأ المقابلة أم نعود من حيث أتينا. قالت لا يهمني من تكونوا. كل ما يهمني هو أن ألتقي بمالك الكارافان.

سألها هتان وقد بدأوا بتصوير المقابلة. شاهدنا ذلك الشاب انتظرك لخمسة شهور. كان يأمل أن يسمع كلمة منك أو رسالة مباشرة أو غير مباشرة. بكى كثيرا، وتألم، وتعرض للضرب، حتى كادت روحه تخرج من قلبه. ومع ذلك تحمل على نفسه، ولم يذهب ليتعالج ليبقى في ذلك المكان ينتظرك. ولكن لم نرى منك أي ردة فعل، لماذا الآن؟
قالت بحزن: أنا فتاة ضعيفة مثل تلك الفتيات المغلوب على أمرهم، يحكم عليهم والديهم ويهدونهم لأبناء إخوانهم منذ صغر سنهم. "فلانة لفلان وفلان لفلانة". ليس لنا أي خيار في ذلك. تنشأ الفتاة على هذا القرار الذي حكموا عليها منذ صغر سنها. مستسلمة لقرار والدها تحاول أن ترضيه بكل ما تستطيع على حساب ما تريده أو تختاره. وإذا فكرت أن ترفض تجد أشد العذاب وكلمات كالجبال. المهم ألا يقول الناس عن ابوك أنه ليس لديه كلمه أو انه رجع في كلامه. لكن ليس لها الحق أن ترفض، لا أحد يفكر في رأيي وفي سعادتي ولا ماذا أريد وهل أنا راضية بهذا الزواج. طبعا لا. يبيعوننا لهم بدون تردد ولا مراعاه.

بينما يعيش ابن عمك سن المراهقة كما يريد، يغازل ويسافر كما يحلوا له ثم إذا شبع من ملذات الدنيا قالوا آن الأوان أن نزوجه لكي يستقر. أي عدلٍ هذا. ومع ذلك نحترم عائلاتنا ونتحجب لكيلا يرانا أحد إلا أزواجنا.

أراد الله أن أكون في موقف سيارات المركز التجاري ذلك اليوم. وأراد الله أن يراني مالك الكارافان لم أتعمد ذلك ولم أعلم أنه كان في تلك السيارة. أراد ربي أن يراني شاب هادئ ومحب ومحترم ويخاف ربنا.
أي شخص آخر كان صورني آلاف الصور ونشرها على الإنترنت. استحمل الكثير من أجلي البرد والغربة وكلام الناس وضُرب من أجلي. أخذ مني الوقت الكثير لأقتنع به ووقت آخر لأرفض ما تجبرني به العادات والتقاليد. فتحت قلبي لأقرب الناس لي وقلت لهم بأنني أنا فتاة النافذة. أعلنوا عليّ الحصار وأخذوا مني كل وسائل الاتصال، وأقفلوا عليّ الأبواب حتى أنني لم أستطيع أن أكمل دراستي الجامعية. فأنصب تفكيري في ذلك الشاب الذي لم أراه ولم حتى أعرف اسمه، أحببت كل يوم يمر وأنا في تلك الغرفة محبوسة بين أربع جدران. لأنه كلما طال حبسي علمت أن الشاب مازال ينتظرني.

حتى اللحظة التي ترك فيها المدينة سافر وأخذ قلبي معه. وأقولها له لأني أتوقع أنه يوم من الأيام سيشاهد ما عملته من أجله. وأني لم أكن أتجاهله، ولم أكن لأتأخر عنه لولا ظروفي. قال لها هتان: تأكدي أن مالك الكارافان يستمع إليك ويقدر ظروفك ويشعر بكلامك. لكن أتوقع أنه الآن بين نارين سمع كلام والدك الذي لا يريد أن تتفرق العائلة وألا ينقطع الرحم. وبين كلامك الذي وقع على قلوبنا كالرصاص.

سألها: ماذا لو طلب منك مالك الكارافان أن تسمعي كلام والديك وتنزلي معهما. لأنه كما تشاهدين أتى أليك من أجل رابط صلة وقرابة. وأي واحد مكانه لا يريد ان يكون سبب في تفريق العائلة وقطع صلة الرحم.

قالت لو اتى إلي وأخبرني من هو؟ ثم طلب مني أن أعود إلى عائلتي. لن أتردد في أن أقول له سمعا وطاعة. إنّ ما يهمني هو أن يعلم أنني لم أكن لأتركه يتعذب. كما قالت: أخته. أشكركم على هذا اللقاء فقد كنتم مستمعين جيدين استطعتم أن تخففوا عني نصف الألم وأنتظر من مالك الكارافان أن يخفف النصف الآخر باتصاله. وأتمنى من له القدرة على حماية حقوقنا من الظلم وهذه القوانين التي ما أنزل الله بها من سلطان. أن يقول كلمة الحق قبل فوات الأوان.
قال لها: يا لهُ من كلام كبير ما قلتيه أسأل الله أن يعطيك ما تتمنين.

خرج الإعلاميين من السطح، وقبل أن ينزلوا طلب منهم هتان لحظات "تحت الهواء" معها. دخل هتان السطح وأقفل الباب خلفه. وقام بخلع الكمامات والنظارة التي يلبسها. توقفت فتون مكانها وقالت: ماذا تريد؟ قال لها خمسة شهور وسبعة أيام وأربع ساعات. وأنا انتظر هذه اللحظة لألتقي بك. اتسعت عينا فتون وقالت: من أنت. قال أنا هتان مالك الكارافان. وضعت المسدس على رأسها وقالت إذا لم تثبت ذلك الآن سأقتل نفسي.
فتح حساباته ورد على رسائلها قائلا عودي إلى والديك. فلا اريد ان أكون السبب في قطع الصلة بينكم. ثم أرسل الرسالة. وما هي إلى ثواني حتى وصلتها رنة بتلقي رسالة من حساب مالك الكارافان.

اقتربت منه وقالت: كان عندي القليل من الشك، والآن تأكدت أنك هو. قال لها الصوت خلال التلفون مختلف قليلا. قالت بصوت حزين: أنا آسفة. قال وأنا أيضا آسف، لأني ظننت أنكِ بلا قلب، لكن الآن ليس معنا الوقت الطويل. يجب أن تعودي إلى والديك. أنا أشعر بك وأريدك ولن أسمح لأي شخص بأن يأخذك مني. قالت لا تسلمني لهم. خذني معاك أرجوك. أمسك بيديها وقال: كل ما أريده منك الآن هو أن تقولي بأني اتصلت بك وأنك عدتي إلى رشدك وستعودين معهم الى المنزل. وأنك ستعملين كل ما يريدونه منك. واتركي الباقي لي.

 
 

 

عرض البوم صور روميو ملك البحار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t208641.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 08-03-23 05:14 AM


الساعة الآن 06:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية