كاتب الموضوع :
سارونة بنت الخالدي
المنتدى :
المنتدى العام للقصص والروايات
رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش
الــفــصـل الـسـابـع
- 25 -
وفِي صباح اليوم التالي استيقظت جوري على صوت جدها فقبلته وعانقته وجلست جانبه .
في تلك اللحظة نزل فيصل من غرفته واجتمعت الأسرة حول مائدة الإفطار والكل يأكل بصمت ، وكأن شيئاً ما مرتقب وخاصةً أم فيصل التي مازالت غاضبة وكانت تأكل وتكاد تغصّ في لقمتها .
جوري فنظرة إلى ولدته ووالده فشعرت بأن الاوضع غير مطمئنا
وبهمس لفيصل : ماذا هناك؟
فيصل بنفس الوضع : أمي وأبي غاضبون مني
أم فيصل : جوري أكملي طعمك لكيلا تتأخرين عن كليتك
جوري بهدوء : حسنا يا أمي
تناول الجميع الطعام وخرج كلٌ إلى عمله ، والجد إلى بيته إلا فيصل رجع إلى غرفته واستلقى على سريره مفكراً بخالته وابنتها التي لم تملّ من الاتصال به ، فردّ عليها .
سألته : كيف حالك ؟
فيصل : الحمد لله بخير .
ابنة الخالة ( ريناد ) : مادمت بخير لِمَ لا تردّ عليّ ؟
فيصل : كنت مشغولاً بعض الشيء .
ريناد بتفهم : حسنا مدم بخير فالحمد لله .
أحست ريناد من كلامه ولهجته أن شيئاً ما حصل أثناء ذلك .
فيصل بخوف من ردت فعلها : ريناد أنا أعتذر منك ولكن يجب علينا أن ننفصل فأنا لا يمكنني الزوج منك .
صُدمت ريناد من كلامه وقالت : حسناً يا فيصل ...لك ماتريد والآن عن إذنك وأغلقت الخط قبل أن تنبث بأي كلمة .
فيصل أقفل الخط: أعتذر منك يا رينا ولكن الامر ليس بيدي .
- 26 -
جلس فيصل يفكر ويفكر ويؤنبه ضميره وأن قرار انفصاله عن ريناد قد استعجل به ، وأمه وأبوه سيغضبان منه أكثر وأكثر، فقرر الذهاب إلى بيت جده حتى تهدأ الأوضاع قليلاً وأخبر جوري بذلك وجمع أغراضه ومحفظته وتوجه هارباً إلى بيت جده .
وصل فيصل إلى بيت جده وبعد أن استراح قليلاً وجه له الجد بعض النصائح لعلها تفيده في المستقبل ، وأخذا يتشاوران ويخطّطان ، واتفق معه أن يرسل وراء ابنه سلطان ليكون معهم في اليوم التالي .
فِي صباح اليوم التالي توجه الجد وابنه وفيصل إلى قرية أمل لإتمام ما اتفقوا عليه مع أبي سالم .
وحين وصولهم إلى القرية استقبلهم أبو سالم بكل جدية وحزم وبعد أخذ وعطاء وتداول الحديث فيما بينهم ووصولهم إلى قرار الزواج ، حذّر أبو سالم الجد والأب في حين إصابة ابنته بأي أَذى فلن يرحم فيصل ولن يتركه بسلام .
وعد الجد وأبو فيصل طلال بأن ابنته ستكون في رعايتهم وفِي أمن وأمان، وعلى هذا تم عقد النكاح وتصافحا وتعاهدا على أن يكونوا أسرةً واحدة .
تدخل سالم بوجهه العبوس طالباً التكلُّم في مهر أخته ، فحاول الأب إسكاته .
- 27 -
ابتسم الجد ابتسامة خفيفة،طلب من مساعده أن يأتي بالمحفظة من السيارة، فتحها وأخرج منها نقوداً ، وقال : هذه مئة ألف ريال مهراً لابنتنا ومئةٌ أخرى للذهب ، أنا ليس لدي خبرة في عاداتكم وتقاليدكم فاطلبوا ماتشاؤون .
هزّ طلال رأسه بالموافقة وتمت خطبة فيصل على أمل .
بعد عدة أيام أقام الخال حفلاً كبيراً دعوا فيه أهالي القرية. وفِي تمام الساعة العاشرة والنصف من تلك الليلة انتهى كل شيء ، وعاد كل شخص إلى منزله ، إلا أمل ذهبت برفقة خالها سند وعمها سلمان وزوجها فيصل إلى الفندق .
عند وصولهم إلى الفندق ودّع فيصل أهله وأهل زوجته ودخل هو وأمل إلى جناحهم المحجوز والمهيأ للعروسين .
أصبح فيصل أمام أمل وجهاً لوجه ، أراد أن يتحدث إليها. يلاطفها...يحنو عليها ...إلا أن أمل طلبت منه ألا يتحدث معها، وكعادة فيصل لابد من الوقوع في الخطأ ، قال لها بنبرة قاسية : أنا زوجك وعليك إطاعتي في كل شيء .
تنهدت أمل وأجابت بسخرية : زوجي ! وهل تظن أني سعيدة بذلك ؟
فيصل بكل غطرسة وغرور: لِمَ لا تكونين سعيدة ؟ جميع البنات ينتظرون مني إشارة .
أمل بسخريه: حقا ولماذا لم تتزوج منهم إذا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توقف عن الكلام وتذكر نصيحة جده عندما قال له :اسمع يا فيصل أنت أصبحت مسؤولاً ، وربما تكون عما قريب أباً، وأنا أريدك أن تحسن من أخلاقك وأفعالك ، والفتيات يحببن العطف والحنان والرفق بهن ، فكيف إذا كانت زوجتك؟!
فيصل باستغراب: ولماذا تقول هذا يا جدي فأنت تتحدث إليّ وكأني سيء الخلق
الجد ضرب فيصل على رأسه: كيف تظن بأني سأقول عنك ذلك
فيصل بكل جدية: هل تريد الحقيقة يا جدي أنا حقا خائف من الفشل.. وبضبط بأني تزوجت من فتاة لا أعرفه
الجد ربرب على كتفه: فيصل ربما أنت تزوجت من فتاة لا تعرف وهي أيضا لا تعرفك.. وربما ستوجه بعض المشكل في حياتكما فما فعلته أنت معها ليس بقليل.. لهذا مهم حصل بينكما لا تغضب منها .
فيصل عقد حواجبه : ماذا تفصد يا جدي فأنا لم أفهم منك شيء؟
الجد : أقصد بأن الحياة الزوجية لا تخلو من المشكل وبضبط في وضعكم أنت والفتاة التي ستتزوجها .
فيصل : ولكن أنت تعرف بأني لست من الأشخاص الذي يغضبون سريعنا يا جدي .
الجد: ولكن أتحدث عن الفتاة التي ستتزوجه وليس عن أحد أصدقائك يا عزيزي , فالرجال من يتملك نفسه إذا غضب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
- 28 -
استدار فيصل إلى أمل وحاول أن يلاطفها ، صُدِمَ مرةً أخرى بقولها : أريدك أن تتركني وشأني أنا أكرهك لا تقترب مني .
حاول فيصل أن يهدئ من روعها حسناً لك ذلك.
أمل : أنا أكرهك ولا أريدك أن تقترب مني .
فيصل : حسنا لك ذلك , وأنت لست مجبرتان على حبي .
سكتت أمل والدموع تتغرغر في عينيها ، وفجأة قالت : ربما لست مجبرة على حبك لكني مجبرةٌ على الزواج منك ، والعيش معك بعد أن دمرت مستقبلي ، ودنست شرفي. وتذكرت ما فعل بها تلك الليلة الشنيعة ، وكم تمنت الموت لأنها الآن تموت مئة ميتة .
فيصل بتنهد : نعم أنت على حق أنا دمرت مستقبلك ودنست شرفك , وخسرت خالتي ورضاء أمي .. فقط لكي أنقذك من الموت .
أمل بانفعال: كيف تنقذني من الموت وأنت قتلتني من البداية , ليتك لم تعد ليتك ترك أهالي يقتلوني , فالموت أفضل لي من الزوج منك .
فيصل بصدمة : ماذا !! هل هذا جزتي يا أمل بأني أنقذتك .
أمل أنهرت على الأرض : كيف تظن بأنك أنقذتني وأنت من قتلني منذ الليلة التي سلب شرفي فيها
حاول فيصل إقناعها وأنه أنقذها وعانى من غضب أمه وأبيه وكل عائلته ، وكل ذلك في سبيلها ، وأن ما حصل هو تدبير صديقه أحمد . تركت أمل فيصل ودخلت غرفة النوم ، وأغلقت الباب خلفها، وفيصل اتكأ على الكرسي وهو يفكر، وتذكر أمه الغاضبة منه ولن يستطيع إخبارها بما حدث ، وجوري لا خبرة لها بتلك الأمور، والده مستاء من تصرفاته وسيقول له هذه نتيجة تصرفاتك الطائشة , فيصل شعر بأن ما يحدث معه فوق طاقتها ....
|