عادت يارا لتصبح فتاة طبيعية. بعد أن توقفت عن التحدث مع كمال وأصبح لديها صديقات في الجامعة. وتغيرت نظرت الناس لها وتوقفوا عن ذكرها بالمجنونة. بدأت تهتم بنفسها وتظهر أنوثتها في تزينها وملابسها.
بدأ جلال يلاحظ ذلك أيضا. فبدأ يعجب بها ويتقرب لها أكثر. أصبح يدعوها للخروج سواء للقهوة أو العشاء. بدأت يارا تنسى كمال وتتقرب من جلال. فأصبحوا يقضون أوقات كثيرة مع بعض في المنزل وخارج المنزل. لاحظت يارا أن جلال أحيانا يكون قريب منها وتشعر أنه حنون ويحبها. وأحيانا أخرى تحس انه جاف يعاملها برسميات. ترى نظرات الإعجاب على عينيه، ولكن لم يخبرها حتى الآن بأنه أحبها. في يوم من الأيام التي شعروا أنهما قريبان لبعضهما. قررا هدم الفاصل الذي يفصل بينهما في المنزل. فأصبحا يقضيان وقتا كثيرا مع بعضهما لكن ما يزال كل واحد منهما ينام في غرفته.
قارب الفصل الدراسي الأول من الانتهاء. وفي آخر يوم من اختبارات الفصل الدراسي. تستلم يارا ملف فيديو لحادث سير يحصل لجلال يسقط من أعلى الجبل سيحصل بعد ساعة ونصف. فزعت يارا. واتصلت بجلال فأخبرها أنه متواجد في المنزل. قالت: لن أجعله يخرج من المنزل وذهبت تجري إلى المنزل دخلت المنزل فوجدت جلال في المنزل. جلست معه يشاهدون أحد الأفلام في التلفزيون. لاحظ جلال أن يارا تنظر كل نصف ساعة تقريبا إلى ساعتها. وبعد أن انتهى الفيلم نظرت إلى الساعة ثم تنهدت وقالت الحمد لله. سألها جلال ما الذي يجري هل انت بخير. قالت: رأيت فيديو لك. في سيارة أخرى تسقط من فوق الجبل. قال أريني الفيديو؟ قالت تعلم أن هذه الفيديوهات لا تستمر تحذف تلقائيا. اتسعت عيني جلال وقال أي جبل تقصدين. قالت: الجبل الوحيد الذي تمر به السيارات.
خرج جلال مسرعاً ولحقته يارا، صعدا سيارة الأجرة وانطلقا إلى الجبل وهنالك قالت: رأيتك سقطت هنا. شاهدوا الكثير من الناس مجتمعين على حافة الجبل ثم رأوا السيارة التي شاهدتها يارا. ثم الطائرة المروحية تنقل الشاب المتوفي إلى المستشفى. كان باين الحزن والقلق على وجه جلال. سألته يارا هل تعرف من هذا الشخص قال نعم إنه أخي التوأم. قال ليارا لما لم تخبريني بالفيديو. قالت أنا آسفة ظننته أنت فقلت أبقيك في المنزل إلى أن ينتهي موعد الحادث. قال لها اعذريني أخطأت لأني لم أخبرك عن أخي التوأم.
قال لها سآخذك إلى المنزل. عاد الاثنان إلى المنزل. كان جلال حزينا على أخيه. ثم قال لها: أنا آسف لم أكن صادق معك. نظرت إليه يارا وقالت: لم تقول ذلك؟ قال لها لقد تعمدت إخفاء أي شيء يخص أخي التوأم. لأنه طلب مني ذلك. وخصوصا عنك. قالت: لم أفهمك، وما علاقة أخوك التوأم بي. قال هل تسمحين بأن لا تقاطعيني. قالت يارا حسنا تكلم ولن أقاطعك حتى تنتهي من كلامك.
قال جلال ولدت أنا وأخي التوأم. وكحال بعض التوائم أحدهم يأخذ قوة الآخر. فكان أخي يفوقني في الفهم، والأفكار والمعلومات والذكاء. وكأن كل شيء فيه أصبح بقوة شخصين. فكان مميز في العلم والمدرسة وكنت أنا دائما ناقص العقل. يعني أجد صعوبة في فهم الأشياء. اكتشف أخي وهو في سن العاشرة أنه يسبقنا بيوم. يعني يمر عليه اليوم كامل في أحلامه. ثم لما يستيقظ يعيد نفس اليوم لكن بطريقة أفضل. قال مثلا حلم بالليل أنه ذهب إلى المدرسة وسقط في حفرة. لما يستيقظ ويذهب إلى المدرسة فعلياً فإنه لا يقع في نفس الحفرة مرة أخرى. وهكذا تستطيعين قياس ذلك على كل شيء. فكان يساعدني في دراستي ويعلم أسئلة الاختبارات قبل الصباح. لكن أنا لم أفضل أن يساعدني بهذه الطريقة لأني أعلم أنه لن يكون معي طول عمري. فأصبحت انسان فاشل لم أعرف من الدنيا شيء سوى قيادة سيارة الأجرة.
تحاول يارا أن تسأل، ولكن تضغط على نفسها لأنها وعدته الا تقاطع كلامه. أكمل جلال قائلا. استطاع أخي، سكت قليلا ثم نظر إليها وقال إذا كنت ستسألين إن كان هو "كمال" فسأقول لك نعم "كمال" الذي كنت تتواصلين معه. دمعت عيون يارا وبدأت تبكي ولكنها لم تتكلم. قال جلال استغل كمال تلك القدرة في الحصول على كل ما يريد. حصل على الكثير من المال في الأسهم والبورصة فكان يكسب بالآلاف يوميا. ولما اكتفى من المال. أصبح يساعد الناس والفقراء والمحتاجين. وأصبح يستغل موهبته في مساعدة الناس. وإنقاذهم من الأخطار.
كانت يعيد اليوم فقط في الأحلام. لكن تحول ذلك إلى أن أصبح يشعر بالمخاطر التي لم يراها في الأحلام قبلها بلحظات أو بساعات. فأصبح قليل النوم وأحيانا لا تعرفين هل هو صاحي أو نائم. مثل الذين يتحركون في نومهم ويخرجون ويفعلون أشياء لا يشعرون بها. ولكنه كان ينقذ الناس بشكل أو بآخر من أحداث كان ممكن تدمر حياتهم، كما حدث لك حينما انقذك من السيارتين.
في اليوم الذي حطت قدميك إلى العاصمة تغيرت حيات أخي كمال. لما رآك وتحدث معك شعر بأنه من حقه ان يعيش هو الآخر حياة طبيعية. قبل أن يصبح الهاتف المحمول معك كانت تلك الفتاة التي رايتيها. يحيطها الأشرار من كل مكان. لأول مرة يشرح كمال لفتاة طبيعة ما يفعل، في الأول لم تكن الفتاة تساعده. فبطريقة ما وجد كمال طريقة ليريها لو أنها سارت من ذلك الطريق لحصل كذا، ولو أنها صعدت مع ذلك سائق الأجرة لكانت نهايتها مختلفة. بدأت الفتاة تقتنع بكلام كمال وتفعل ما يأمرها به. كانت الفتاة مرتبطة بشاب آخر وبينهما قصة عشق. وبينما كانت تتحدث إلى كمال بدأت تميل إليه أكثر من عشيقها. فبدأ كمال يسحب نفسه من حياتها حتى حصل ما شاهدتيه أمام عينك.
في ذلك اليوم أصبح الهاتف المحمول معك. كان كمال يستطيع فتح الصوت والكاميرا في أي وقت يريد. ويعرف خط سيرك ويسمع تقريبا ما يدور في حياتك وفي الجامعة أو مع والدتك. شاهد كمال خطورة خط سيرك للجامعة حيث يمر بطريق خطير، حصلت فيه أكثر عمليات الخطف والتهجم. كانت الطريقة الوحيدة ليستطيع كمال التواصل معك هي "الاتصال الذهبي" اخترع كمال تلك الفكرة ليقوم بتوجيهك إلى الطرق السليمة. وبدون أن يشعر بدأ يعجب بيك. ورأى أنك بدأتِ أيضا تعجبين به بدون أن تلتقي به. فكان يحاول أن يملأ وقتك وفي نفس الوقت كان يساعد الآخرين. كان يريد أن يتقرب منك ويظهر أمامك لكن شعر أنه قد لا يتحمل بوجوده جانبك أن يترك الآخرين بدون مساعدة أو ينقذهم. فكان بين نارين. فكان يتألم بالساعات حينما تكونين نائمة لكيلا تشعرين به.
أما بالنسبة لي اشترى لي ولزوجتي ولأولادي هذا المنزل. نعم أنا المالك الأصلي للمنزل. عشنا بحب وهناء أنا وزوجتي وابنتي. كنت أقود سيارة الأجرة ليس للعمل فقد كنت أساعد كمال في انقاذ الآخرين. فكنت أتأخر أحيانا وكنت أخرج من المنزل أحيانا قبل شروق الشمس. أنا أيضا لم أكن لأبقى مع زوجتي وأولادي بأمان وأترك الناس تعاني. تعاهدت مع كمال على أن أساعده مهما كلف الأمر. ساءت الحياة مع زوجتي التي أصبحت تتذمر من عدم وجودي في المنزل. وكثر الجدل بيننا إلى أن طلبت الفراق. فقسمنا المنزل بيننا. وفي يوم من الأيام لم أكن موجود في المدينة كان أخي كمال محتار بين أمرين أن ينقذ القطار الذي يحمل 400 مسافر من حادث تصادم. أو عائلتي التي احترقت في نصف المنزل الآخر بسبب العصابة التي دفنت المال في الحديقة. تقاتلت معهم زوجتي فقتلوها وظنوا أنها لوحدها ثم أحرقوا المنزل ليخفوا الأدلة. لم أعد إلى ذلك المنزل منذ حادث حرق عائلتي.
توقفت عن العمل مع كمال وأصبحت أعمل على سيارة الأجرة. إلى أن اتصل بي كمال يوم من الأيام وأخبرني عنك وعن اعجابه بشخصيتك. استطاع أن يقنعك بأن تشتري المنزل مني ولم تكوني وقتها تعرفيني. طلب من جارتنا السيدة العجوز وكانت تعمل في مكتب العقار أن تقوم بعملة المبايعة.
أصبح المنزل باسمك ثم قام بإصلاحه لنا الإثنين ثم طلب مني أن أستأجر النصف منك وأقوم بحمايتك. ولما فقدتِ الهاتف المحمول تأثر كثيرا وقال آن الأوان أسحب نفسي من حياتها. ثم طلب مني أن أخبرك أنه أطلقت عليه الشرطة. لكي تنتهي من التفكير فيه. لكنه كان يراقبك من بعيد ويسأل عن اخبارك. عرفت أنه ما يزال يحبك. فكان لا يمكن أن أدخل في علاقة بينكما.
أصبح يأخذ دوري في بعض الحيان ليبقى قريب منك. فهو من قام بحمايتك من الحرامي وهو من كان معك في حادثة الفندق. وهو من كان معك في الخروج. فكان لما يكون بمهمة لوحده كنت أنا أكون مكانه لكيلا تشعري بالوحدة.
جلست يارا تبكي بحرقة. ولكن جلال أكمل قائلا قبل الحادث الأخير كنّا معا هنا في المنزل بينما كنت في الجامعة. لما وصل مقطع الفيديو. فتحنا مقطع الفيديو وكانت مهمة انقاذ عائلة توقفت سيارتهم في أسفل الجبل من تساقط الصخور. قال لي أبقي معها أخذ مفتاح سيارتي وذهب إلى أسفل الجبل. نسينا أن هنالك رسالة أخر تصل إليك وللأسف كانت الرسالة الأخرى بعد ما يستطيع انقاذهم، يسقط من على الجبل شاء القدر أن تكوني معي ويكون هو من تعرض للحادث الأليم.
لمعت عين يارا وقالت يعني انت وسكتت. قال نعم أنا كمال والذي تعرض للحادث هو جلال. لم تعلم يارا ما تفعل هل تبكي على جلال أو تفرح بكمال. لكنها اختارت أن تحزن مع كمال على فراق جلال.
ذهبا جميعا وقاما بدفن جلال. ثم أخذت يارا كمال إلى والديها تقدم لها وتزوجها. ثم عادت مع كمال إلى العاصمة لتكمل الفصل الدراسي الثاني. بعد وفاة أخيه التوأم عرف كمال أنه ليس له يد في مساعدة الناس. فبقائهم أحياء، ذلك لأن الله أرادهم أن يبقوا أحياء. ومن كتب له الوفاة لن يستطيع إنقاذه حتى ولو كان أقرب الناس إليه.
عمل كمال في قسم الشرطة وكان الأفضل في ذلك المجال لأنه يعلم مسبقا ماذا سيحدث وأين يتواجد. فكان ينتظر إذا حدثت الجريمة قبض على المجرمين وإذا لم تحدث فلأنه ليس مكتوبا أن تحدث. استطاع أن يقبض على الكثير من العصابات والمجرمين منهم العصابة التي كانت تخفي المال في منزل يارا. وأصبحت حياتهم آمنة.
عاش كمال ويارا حياة سعيدة. وكان يقول لها انت الحلم الذي لم أحلم به.