كاتب الموضوع :
روميو ملك البحار
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
P05: شبيه أنريكي وجميلات النيل الجزء الرابع "المدينة المفقودة"
نام الجميع بسلام تلك الليلة. وفي الصباح الباكر. اجتمع الجميع في "اليخت قسمة" ليقرروا ما سيفعلون وكيف سيخرجونهم. قالت لميس أمامنا "قبة" في "مستوى ثاني" في "أعماق المحيط" وتحت القبة ما يزيد عن المئة ألف شخص في تلك المدينة. سألت آيتن "علا فارس" هل كانت القبة على المدينة قبل ان تغرق. استغربت "علا" أيضا من القبة وقالت لم نرى هذه القبة في الطبيعة إلا أثناء حربنا ضد "المرتزقة". السؤال كيف حصلت هذه المدينة على هذه التقنية. قال وليم القبة التي حول المدينة أكثر تطورا من القبة التي لدين. فهي تضع المدينة البحرية وكأنها "لعبة كرة الثلج الزجاجية". فمن صنعها كأنه يريد أن يدفن المدينة في الأعماق، وليس فقط في الأعماق بل اخفاها تحت الأعماق. فنحن ربما نتكلم عن مركبة فضائية. فكيف بمدينة تغطيها قبة قبل أن تغرق ثم تنزل في الأعماق ونجدها 15 كيلومتر بعيدا عن موقعها الرئيسي. وأراهم صور محتملة لما جرى في المدينة قبل غرق الجزيرة.
شكره الجميع على مجهوده في تحليل أسباب غرق الجزيرة. قالت آيتن لنركز الآن في كيفية الوصول إليهم وإمدادهم بالمياه والطعام حتى نجد الطريقة المناسبة لإخراجهم. قالت ديانا لما لا نستخدم الحفار الذي استخدمناه في عمل الأنفاق لحفر نفق تمر منه مركبات نقل الطعام والغذاء بمساعدة رومي.
في نفس الوقت نحن بحاجة لصناعة مصعد يقوم بنقل الجميع من الأعماق إلى سفن الإنقاذ على سطح المحيط. أما آيتن فقالت أنا اقترح أن نجد طريقة في إعادة المدينة إلى سطح الماء. ردت عليها "مي" قالت سيحتاج ذلك تكسير الكثير من الجبال في قاع المحيط. فهذه الفكرة قد تكون صعبة. قالت سارة أهم شيء الآن أن نحاول أن نتواصل مع رومي وحشني صوته. نحن نفكر هنا لكن لا نعلم قد يكور رومي له أفكار أخرى أو طرق أسهل.
تنظر لميس إلى الشاشة فترى رومي وقد استيقظ. قالت سنراقب تحركات رومي فربما نجد طريقة لنتواصل معه. قالت آيتن الأفضل ألا تعرض الكاميرات التي تتابع رومي على موقع الشركة. لتكن فقط على شاشة خاصة بنا وسنشاهد ما يحدث كأننا نشاهد فيلم من الأفلام، لأننا قد نرى أشياء قد لا نحب أن نشاهدها ولكن محتاجين نعرف أي شيء قد يساعدنا لننقذ رومي والمدينة. قالت لميس نحن بحاجة إلى ادخال كاميراتنا إلى داخل القبة، قد نجد طريقة للتواصل مع رومي.
يستيقظ رومي كالعادة ثم يذهب للجري مع "منة" ثم يذهب للجيم ثم يعودان إلى المنزل ثم يبدئان العمل على الأسماك. يستعد رومي للخروج خارج المدينة للبحث عن المزيد من الأسماك. يأخذ "منة" إلى منزل "ميليسا" لتبقى معها ثم يذهب إلى بوابة المدينة يملأ أوراق الخروج. ثم يفتحون له البوابة الأولى ثم تغلق خلفه ثم يفتحون له البوابة الأخرى لتغمر غرفة الموازنة بالماء ثم يفتح باب آخر ليخرج من المدينة.
فرح الجميع في اليخت وقالوا الأن نستطيع أن ندخل "الكاميرات المضيئة" معه عندما يعود إلى المدينة. خرج رومي يسبح كالعادة تتجمع حوله "الأسماك المضيئة". يلامسها وتحيط به وتنور طريقه بعد قليل تختفي الأسماك. وتأتي "أصلة البحر" خاف الجميع على رومي. صعد رومي على الأصلة وبدأت تتجول به في المحيط. أخذو يتابعون رومي بـ "الكاميرات المضيئة" فلاحظوا أنه يجمع أنواع مختلفة من الأسماك ثم يعود إلى المدينة. تدخل ديانا العديد من "الكاميرات المضيئة" مع رومي إلى المدينة. فأصبح الآن يتابعونه ويسمعون صوته. ذهب رومي إلى منزل ميليسا، ليأخذ "منة" ثم عادا إلى المنزل. تسأله "منة" هل وجد أنواع جديدة. فيجيبها نعم. قالت إذا فلدينا الكثير لنعمله. دخل رومي يستحم. شاهدوا الكثير من التغير في جسم رومي فقد أصبح أكثر تناسقا. وقد زادت بنيته الجسمية. يخرج رومي من الحمام. فيجد منة تعمل على الأسماك تدندن "Yalan Yalan Yalan" إحدى أغاني آيتن ينظر إليها باستغراب قالت لم تتنظر إلي هكذا. قال هل تفهمين ما تقولين قالت "كذبة، كذبة، كذبة إذا قلت أنني لا أحبك" قال كيف عرفتي بهذه الأغنية. هذه الأغنية فقط آيتن من كان يغنيها لي. قالت أنا نفسي لم أكن لأعلم أين سمعتها وبأي لغة.
ابتسم رومي وقال هل تعرفين ما يحدث. هنالك انتقال للمعلومات من رأسي إلى رأسك وكأنك بدأتي تقرئين أفكاري. ابتسمت "منة" وأخذا يقبلان بعضهما. ثم تسأله: هل انزعجت أني أغني مثل آيتن. قال لكل وحدة من زوجاتي ركن في قلبي وفي ذاكرتي.
فلو رأيتِ آيتن وهي تغني أو تتكلم ثم ابتسم ويتخيلها وهي تتراقص في الحلبة، تحفة من الجمال فيها ذلك الخجل الجميل والأحاسيس التي تجعلني كل مرة أحبها أكثر من التي قبلها. تنظر إليه آيتن خلف الشاشة وتنزل رأسها خجلا، وينظرون إليها الفتيات بابتسامة
أما مي فلديها تلك المشاعر والحب العميق الذي لا تأثر فيه المواقف. حتى لما تغضب تزداد جمال. لا أحب أن اراها مهمومة فرغم قوتها إلا وتجدين دموعها قريبة.
أما سارة فهي خليط من النعومة والرقة والحب والحنان. وعدتها أن آخذها في رحلة قادمة إلى الثلوج. لأول مرة أشعر أني سأخلف وعدي لها.
أما ديانا فهي آية في الجمال، بوجودها أصبح كل مستحيل سهل. ابتسامتها تكمل يومي. ينظرون الفتيات إلى بعظهم البعض ويقولون سنخرجك من هناك وستعود لحياتك الطبيعية.
يكمل رومي أما انتِ. فجمعتي كل الصفات الي أحبها فيهم. قالت لم أجمعها، حبك لهم وشوقك إليهم هو من جعلك تشكلني كيفما تشاء. زرعت في مهارات ديانا ورقة سارة وقوة آيت" ومشاعر مي. أتمنى أن اراهم وأقول لهم كم أنتم محظوظين برومي. قال لها: وأنا أتمنى أن أراهم لأخبرهم كم أنا محظوظ بوجودك معي.
قالت له لنذهب للمختبر ولنكتشف ما في هذه الأسماك من صفات. يدخلان إلى المختبر وتبدأ "منة" بدراسة الأسماك. شاهد وليم طريقتها في تحليل الأسماك وكيف تتعامل معها بيدين عاريتين ثم تلمس يد رومي بعد كل مرة.
سألهم وليم هل تلاحظون ما ألاحظ. أولا الفتاة رائعة في أعمال المختبر، ثانيا أرى انهما كلما ينتهيان من تجربة يلامسان أيديهما وكأنهم اكتشفا أن الصفات السمكية تنتقل عبر مسامات الجسم. وتنتقل بينهما. الأسماك ليس لديها أعضاء تزاوج مثل البشر فبعضها تعرف بعضها البعض وتتواصل بالملامسة. لذلك بعض المعلومات والتي كانت "تشغل فكر رومي" أثناء أو قبل ما يلامسها تنتقل إليها مباشرة متل ال "بلوتوث". أتوقع بعد كذا يمكن لرومي نقل المعلومات إلى تلك الفتاة بمجرد أن يركز في شيء معين ثم يلامسها ينتقل إليها مباشرة. مثل التخاطر بين "رومي وآيتن".
أنهما يعملون على نظرية "نقل المعلومات من شخص إلى آخر". لكن المختبر الذي يعملون عليه بسيط. لكن فيما بعد عندما ننتقل إلى مختبر "برج فرح" بإمكانهما يحددون أي من الأسماك تفعل هذه الخاصية، لا عجب أن رومي أعجب بها. أنها رائعة وجميلة ومبدعة. همزته لميس وقالت انتبه لكلامك. نظر إلى الفتيات وقال أنا آسف.
تعود ديانا إلى الجزيرة ثم تجمع فريق ليبدأ بتطوير حفار الأنفاق ليعمل في أعماق البحار. قالو لها الخبراء قد يستغرق تطوير ذلك ثلاثة شهور. رجعت إلى الجد وأخبرته. فقال الحل الوحيد أن تنتظرين حتى تتصلون برومي..
استمر رومي مع منة في أبحاثه. سألته لما لم تحاول أن تلحق برفاقك بعد تفجير الغواصة وقتل الأصلات. قال لها كانت هنالك فتحتان واحده سألحق بها برفاقي من حيث انطلقت الكبسولات. وكانت الفتحة الأخرى تؤدي إلى "المدينة المفقودة" اخترت اللحاق برفاقي دخلت مع النفق لكن سمعت صوتا كالزلزال ثم بدأت الأحجار تتساقط فتوقعت أن الطريق الآخر سيقفل هو أيضا وبينما أنا أحاول الهرب وجدت كبسولة ميليسا. فأخذتها ونزلت إلى النفق السفلي. كان نصيبي أن أجد لمدينة المفقودة وألتقي بك. قالت لميس لقد كان عائدا إلينا في نفس الوقت الذي كنت في "مثقاب البحر" أحاول الدخول إلى ذلك المكان فتراجع لما كادت الصخور تسقط عليه، كدت أقتل أخي.
.
سأل رومي "منة" وأنتم لما أتيتم هنا. قالت كان ولدي كثير الانشغال بعمله فأنا التي أصرت عليه أن يحضرنا إلى هذه المدينة. ثم ندمت على ذلك. ثم سألته عن القبة؟ قال ما شأنها؟ قالت ألا ترى من الغريب أن تبدأ الأمواج في يوم هادئ ولم يكن هنالك تحذير عن أمواج أو تسونامي. وفجأت نشاهد الأمواج ترتفع ارتفاع عمارة بعشرة أدوار ثم في عشر ثواني تنزل القبة وتحيط بالمدينة. وتنزل المدينة إلى المحيط تدريجيا. وتسير كأنها سفينة تحت البحر وتدخل تحت المحيط ثم بعد شهور قليلة تتفجر البراكين وتكون الجبال حول المدينة. عرفنا بعدها أنه مستحيل نخرج من المدينة.
قال رومي هذه القبة ليست من صنع أهل الأرض. ولكن بالوصف الذي ذكرتيه نزول السفينة إلى البحر مخطط له. وأي محاولة لإخراج الناس قد تكون خطيرة. هنالك من لا يريد الجزيرة أن تظهر على سطح البحر. وأن تبقى في الخفاء وربما يكونون سبب اختفاء الكثير من أهل المدينة. هنالك لغز وراء غرق المدينة. وهذا ما سنحاول أن نكتشفه. أنا بحاجة للتحدث مع جدي. هذه التقنية صنعت في كوكبنا أورايون. لابد أن يكون أحدهم سبقنا واستخدم هذه التقنية لإنقاذ المدينة من الغرق أو لإخفائها.
سمع اللذين في اليخت كلام رومي فأوقفوا أي محاولة لإنقاذ المدينة. وانتظروا حتى يكونون متأكدين.
اتصلت آيتن بالجد. قالت هل سمعت ما قال رومي. قال نعم سمعت يا أبنتي. ثم سألته هل من أحد غادر كوكب أوراين قبل أكثر من 10 أعوام. صمت الجد قليلا. ثم قال في الفترة التي كان جدك الأكبر يقتل فيها الشباب اللذين ليس فيهم ملامح الجمال. اختفت بعض العائلات في أماكن لا يعرفها جدكم ولا جنوده. سمعت أنهم تمكنوا من صنع مركبة وتركوا الكوكب بسبب الظلم الذي ساد في تلك الفترة. كان منهم الكثير من الخبراء والتقنيين الذين كانت يعتمد عليهم الكوكب. سمعت أنهم غادروا ليبنوا عالم جديد بعيد عن جدكم الأكبر. ومنذ ذلك الحين لم نسمع عنهم. قالت: هذا يعني قد تكون هذه المدينة من صنعهم والآن يديرها أحفادهم. يجب أن يعرف رومي بهذا الموضوع. قالت آيتن هنالك حل واحد ولن أسمح لأحد بأن يعترض. نظر إليها الجميع مستغربين وقالوا ما هو.
قالت سيوصلني وليم إلى النفق وسأغطس إلى "المدينة المفقودة". آن الأوان ليأخذ أحدنا خطوة جريئة. قالوا نخاف عليك من حيوانات البحر قالت بما أن رومي استطاع التخاطر معهم أستطيع أنا أيضا التخاطر معهم. نزل "مثقاب البحر" إلى المكان وخرجت أيتن حاملة معها أجهزة تواصل. بدأت تسبح خلال النفق المظلم تراقب لها لميس المكان عن طريق "الكاميرات المضيئة". استمرت في النزول لمسافات طويلة والرعب بدأ يأخذ منها كل مأخذ. حتى قربت من نهاية النفق. فلما خرجت من النفق واقتربت من المدينة المفقودة. بدأت تحاصرها الأسماك المضيئة. شعرت بالخطر توقفت وبدأت تخاطر رومي أرجوك أنقذني. شعر بها رومي وتوجه مباشرة للبوابة وخرج ووصل أليها قبل أن تهاجمها الأسماك فلما رأت الأسماك رومي توقفت وغادرت المكان. عانقها وقبلها، فرح الجميع بلقائهم أخذها رومي الى المدينة فتحت لهم الأبواب ثم ذهب بها إلى منزله.
فرحت "منة" بلقاء آيتن، رحبت بها وصافحتها، وابتسمت آيتن لها وقالت لها: مرحبا بك في العائلة. شعرت "منة" بالخجل فلم تتوقع هذا اليوم ثم خرجت، تركتهم وقالت أنا سأكون في المختبر.
أخذت آيتن تتعاتب مع رومي لماذا تركتنا لنذهب، وبقيت لوحدك في قاع البحر. هل تعلم كم بحثنا عنك وبكينا عليك وكم تعبنا ومرضنا. تعذبنا من غيرك لم يعد للحياة طعم أو لون ستة شهور ننتظر أي شيء أو إشارة أو أمل يحي آمالنا. تركها رومي تتكلم وتفضفض عما في نفسها لما انتهت حضنها وقال هيا لنستحم لنتخلص من ملوحة الماء. خرجا من الاستحمام، وبقت آيتن في حضنه لا يريدان أن يفارقا بعضهما.
ارتاحا قليلا نام رومي ثم قامت آيتن وذهبت إلى "منة" وبدأت تتعرف عليها وتتحدث معها. ثم قامت بتشغيل وحدة الاتصال صوت وصورة مع الفتيات في اليخت. رحبوا بها في العائلة. تحدثوا كثيرا وضحكوا ثم قالوا هنالك شخص يريد أن يتحدث إليك. فلما رأت والدها في الشاشة بكت وبكى والدها تحدثت معه وأخبرته بوفاة أمها. فبكى أكثر وبكى الجميع لبكائهما. ثم قال لها أنا أعلم أنك في ايدي أمينة. ثم قال لها سنلتقي قريبا ان شاء الله. فرحت "منة" بلقاء الفتيات. وشكروها على الاعتناء برومي. كانت منة تتكلم بخجل تام وبإحراج. قالت لهم لا أعلم بمصيري مع رومي لما نخرج من هنا، لكن أتمن أني لم أجرحكم أو أدخل الحزن إليكم. قالوا لها أنتِ الآن من عصابتنا لن نسمح لرومي أبدا أن يجرحك أو ينزل دمعه على خديك.
بعد لحظات استيقظ رومي فوجدهما يتحدثان مع الفتيات. فلم ظهر في الشاشة. كانت لحظة من أسعد اللحظات على الفتيات. بكي رومي لما شاهدهم وبكت الفتيات من الفرحة. الكل ينظر إليه بشوق أن يرتمين في أحضانه من جديد. أخذ يطمئن عليهم وحده وحده ويتبادلون نظرات الشوق، ثم يسأل عن أحوال الجميع.
بعد لحظات تدخل ميليسا فتعانق آيتن وتسلم على الفتيات في اليخت. قالت كنت واثقة أن هذا اليوم سيأتي وسنلتقي مرة أخرى. الفضل يعود لرومي الذي أنقذ حياتي وأعاد الحياة إلى هذه المدينة.
قالت: لميس كفاية درامة آن الأوان لتعود يا رومي إلى السطح لتقود عملية الإنقاذ. جلس رومي يفكر للحظات ثم قال نقل الناس إلى سطح المحيط قد يستغرق شهور. وقد تعم الفوضى إذا عرفوا بأمر عمليات الإنقاذ كل واحد يتمنى أن يكون بأول مجموعة. سنصعد الليلة بعد أن تنام المدينة. وسنفكر في الموضوع. ونخطط لإخراجهم. فرحت منة بهذا الخبر فكانت تحلم بالصعود إلى سطح الماء من احدى عشر سنة. دمعت عيناها فأخذ رومي يضمها إلى صدره.
يصلح رومي الكبسولة ثم يضع فيها "منة". ثم يزودها بأكسجين إضافي. وينتظرون حتى المساء. وفي المساء يتسللون بخفة. تستغرب "منة" عن الاتجاه الذي يسلكه رومي. قال هنالك مخرج آخر. لا يعلم به الجميع قمت بإصلاحه ولم أستعمله قط. قالت "منة" لما لم تخبرني به. قال كان ذلك قبل أن أعرفك. قالت وكيف سنعود. قال زودته بريموت سنستطيع فتحه من الخارج.
خرج رومي وآيتن سباحة وسحبوا معهم كبسولة "منة" حتى وصلوا إلى حيث تفجرت الغواصة. حيث كان بانتظارهم وليم ولميس. بكت لميس بكاء شديدا لما شاهدت رومي وارتمت في حضنه كالطفل الصغير ثم حضن وليم رومي ثم رحبا بـ"منة" ثم صعدوا إلى السطح. يفتح باب المركبة ثم تخرج "منة" مع رومي. تستنشق الهواء الطبيعي. تصورهما كاميرات الإعلام ثم يصعدان إلى اليخت لتستقبل والدها بالدموع وتتعرف بعد ذلك على زوجة والدها وأخواتها. بينما رومي يرتمي في حضن زوجاته ورفاقه كلهم يعانقه ويقبلهم بشوق. ثم يلتفتون إلى "منة" فيسلمون عليها ويعانقونها ويرحبون بها في العائلة. شعر الجميع بأن العائلة اكتملت من جديد والرفاق زادوا واحد. تناولوا العشاء وسهروا تلك الليلة ثم نام الجميع وبقي رومي مع "منة" فهي بحاجة إليه في أول ليلة لها على السطح منذ الإحدى عشر سنة الماضية. كانت ليلة عاطفية لم تستطع "منة" مفارقة حضن رومي حتى الصباح. استيقظت من النوم فلم تجد رومي على السرير. خرجت من غرفتها وجدت الجميع وقد استيقظ ورومي يلاعب الأسماك بأشكالها وألوانها في المحيط.
فطر الجميع، وعلى مائدة الإفطار بدأوا يناقشون خطة انقاذ المدينة. قالت "ديانا" جهزنا فريق ليجهز الحفار ليعمل في أعماق البحار. قال هذه فتاتي. حتى ينتهي اعداد الحفار. علينا ان نفكر في حلول قريبة المدى. تساءلت "سارة" قال رومي. أريد احضار "المركبة كارمن" مع فريق من الخبراء والتقنيين. سننزل به إلى أكثر عمق ممكن تصله المركبة ومن هنالك ستبدأ خطة الإنقاذ.
قالت مي هل لديك خطة. فأجاب رومي ستنزلون إلى المحيط وستقومون بعمل صورة لأعماق المحيط. ستعرفون منها أين المناطق الأقل كثافة لندخل خلالها. قالت "منة" ليست كل الصخور قابلة للاختراق. سنبحث عن الأماكن التي فيها درجة حرارة عالية. سألتها سارة لما؟ قالت تلك أماكن قد تكونت حديثا بسبب "الحمم البركانية". فصخورها ليست بتلك القوة لأنها تعرضت للتشوه بسبب التبريد السريع للماء في قاع المحيط. وغالبا ما تتكون على شكل طبقات غير ملتصقة فوق بعضها وقابلة للتفتت. نظر إليها الجميع بإعجاب لمعلوماتها. قالت لا تستغربون لم يكن عندنا تلفزيونات ولا انترنت سوى الكتب نقرأها. قالت لميس إذا ستكونين في القيادة لهذه المهمة.
أما رومي فقال سأعود إلى المدينة المفقودة. لا أريد أن يشعروا بعدم وجودي. قالت "منة" ستأخذني معك. نظر إليها وقال نحتاجك هنا لتساعديهم في إيجاد تلك المنطقة. سآخذ "ديانا" معي. سنبحث عن مصدر القبة ونحاول أن نعرف من خلف تلك التقنية وسنستمر في التواصل معكم. فرحت "ديانا" وقالت سأعد نفسي.
أخذ رومي "المركبة الثاقبة" واتجه إلى أعماق المحيط. قالت له "ديانا". ها نحن هنا في الأعماق مرة أخرى. قال لقد افتقدتك كثيرا. قالت وأنا أكثر. قال سندخل من الباب الخلفي وستبقين تعملين في الخفاء. حتى نعلن للناس خطة الإنقاذ. دخلت ديانا للكبسولة ونقلها رومي إلى المدينة ودخلا من الباب الخلفية. وذهبا إلى المنزل.
بينما انطلق رفاق رومي مع الخبراء والتقنيين على متن "السفينة كارمن" من الجزيرة. تدخل السفينة الى المحيط متجهة إلى الأعماق. وعندما وصلوا بدأوا يأخذون صور جغرافية للمحيط. كانت "منة" تقوم معهم بدراسة الصور وتحاول أن تجد الصخور الأقل سماكة وتلاحظ المناطق الحرارية في المحيط. حتى وصلوا الى المكان المناسب. وهو عبارة عن منطقة بركانية.
تكونت صخورها قريبا ومساحتها كبيرة كفاية لتكون فوهة مناسبة للنزول للمستوى الثاني من المحيط. قالوا لها الآن ما العمل. قالت لنتصل برومي.
|