كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 27 - قوس قزح - روميليا لآن - عبير جديدة
تبعت سارا الخادمة إلى الطابق العلوي, ولم تعر أي اهتمام لديكور الغرفة, وظلت واقفة بعد ذهاب الخادمة . غير قادرة على تصديق ما يحصل لها.
هي , السكرتيرة البسيطة مجبرة على العمل عند السيد كارفالو بوجه شركة نفطية عالمية. عضت أصابع يدها ولامت نفسها لأنها كانت غبية ولم تدرك منذ البداية أن الأمور ستصبح معقدة بهذا الشكل. الآن, هي سجينة...لا , هذا سخيف , فلا شيء يمنعها من مغادرة هذا المنزل. ولكن فيما بعد؟ ابتسمت بمرارة, فعلى مساحة كيلو متر دائري, لا يوجد سوى كروم آل كارفالو.
وأخيراً جلست, عرض السيد كارفالو أدهشها لكنها لا تلومه. فهو لا يفعل سوى الدفاع عن مصالح عائلية, كما وأنها لن تستطيع أن تلقن مديرها درساً سوى البقاء في البورتغال , مهما كان الأمر. وإمام التحدي الذي يواجهه السيد برايس تايلور, فإنه سيستسلم بسرعة ويتخلى عن فكرة المصفاة. هذه ليست سوى مسالة أسابيع. إذاً لماذا كل هذا القلق؟.
في المساء, تناولت سارا العشاء في غرفتها, وتمددت قليلاً على السرير, ونامت في ملابسها دون أن تشعر. وفجأة استيقظت على طرقات على بابها, فنهضت بتثاقل وفتحت الباب لتجد الخادمة التي أحضرت لها العشاء منذ قليل, وكانت تضع على كتفيها شالاً اسوداً ,وأشارت لها أن تتبعها. فحملت سارا حقيبتها ونزلت. في الخارج كان السائق ينتظرها أمام السيارة الفخمة وحمل حقيبتها وفتح لها الباب. فابتسمت الفتاة بمرارة وجلست بجانب الخادمة, وانطلقت السيارة في الظلام وسط صفوف الدوالي وأحست الفتاة من جديد أنها سجينة في قصة عن التجسس. وصلوا أخيراً إلى لاسو, وتجنب السائق وسط المدينة, وتوقف في شارع فرعي.
فتحت الخادمة باب المتجر ودخلت قبل سارا بينما حمل السائق حقيبتها, تبعتها سارا وتسلقت سلماً داخلياً يؤدي إلى شقة صغيرة, وعندما همت الخادمة بالذهاب, أحست سارا بالقلق وحاولت أن تطرح عليها الأسئلة مع أنها متأكدة أنها لن تفهم منها شيئاً. وبدا على الخادمة أنها تلقت أوامر صارمة, فابتسمت لها بلطف, وأشارت لها أن تقفل الباب ورائها. فنزلتا معاً, وكانت السيارة قد اختفت, يبدو أن السائق والخادمة اتفقا على مكان آخر يلتقيان فيه. فخرجت الخادمة بسرعة, وأحست سارا فجأة بالحقيقة الواقعة: إنها وحدها.
أقفلت الباب بيد مرتجفة. لا أبداً لن تنجح, هي لم تخلق لأعمال التجسس الصناعي. وبدأت تأسف على وظيفتها في مكتبها وعلى عملها الروتيني. حاولت السيطرة على توترها كي تتصور الوضع بهدوء . وبدأت بجولة في الشقة الصغيرة كي تتأقلم على المكان.
كانت رفوف المطبخ مليئة بكل أنواع التموين. وفي الحمام مناشف نظيفة, وفي الصالون كتب عن فن التطريز والطهي. فشعرت فجأة بانقباض في قلبها, يبدو أن السيد كارفالو قد فكر في كل شيء: فعلى طاولة المطبخ وجدت صحيفة مفتوحة وقد أشير إلى إعلان من قبل شركه البيراميدون باللغة الانجليزية والبرتغالية, وهو يطلب موظفين لعدة مجالات ومن بينها طلب لمساعدة إدارية مع عنوان تقديم الطلبات. يجب أن تنام جيداً كي تواجهه نهار الغد الذي لن يكون سهلاً بالتأكيد.
|