كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 27 - قوس قزح - روميليا لآن - عبير جديدة
اقترب الرجل من مقعده بخطوات عصبية وألقى نظرة على الاوراق المبعثرة على مكتبه وهو ينفث دخان غليونه .
" الطقس حار جداً " قال وهو يجلس على مقعده, ثم تأمل سارا مفكراً ثم سألها بلطف:
" كم مضى على وجودك في هذه الشركة , آنسة مارتندال ؟"
" عشرة اعوام تقريباً" اجابته باحترام.ريحانة
" آه , نعم ! لا زال اذكر تلك الفتاة الخجولة التي كانت في الثامنة عشرة من عمرها وهي تدخل الى مكتبي لأول مرة "
ثم ضحك بصمت كعادته , وكانت سارا معتادة على مزاجيته , وإذا سارت الامور سيرها الطبيعي , فهي ستنتهي منه بعد عشرة دقائق.
" كان والدك لا يزال حياً" ذكرها مرة أخرى "كنت صغيرة جداً عندما توفيت والدتك , انت تعلمين انني ووالدك كنا في الجيش معاً "
" نعم سيد " اجابته بأدب وتهذيب وانتظرت ان يتابع نفس الحديث كعادته , لكن كان ينظر اليها هذه المرة نظرة غريبة ويبدو فكره مشغولاً, ولم يسألها سؤاله التقليدي اذا كانت مرتاحة في عملها , فتجيبه بأنها سعيدة جداً , فيتبادلان التحية وتعود اخيراً الى مكتبها.
" هل سبق لك ان سافرت , آنسة مارتندال ؟"
سيطرت الفتاة على اضطرابها امام هذا التغيير الغير متوقع في سير الحديث .
" سافرت مرة مع والدي الى ايطاليا , ومرة ارسلتني الشركة إلى باريس "
" آه , نعم , يبدو ان ذاكرتي أصبحت ضعيفة "
لاحظت سارا توتراً في حركات يديه وهو يقلب صفحات احد الملفات بدون حاجة ظاهرة .
" أتمنى أن اعهد اليك بعمل صغير , آنسة مارتندال "
يا الهي , ماذا سيطلب منها , الآن ؟ بدون شك سيكلفها بمهام مزعجة تتطلب منها البقاء بعد دوام العمل الرسمي , لكنه تابع :
" ستصلنا وثائق هامة هذا الصباح , وهم يطلبونها بشكل مستعجل لشركة برتغالية , انهم زبائننا , وينتجون ويصدرون البورتو , أريدك أن تستقلي الطائرة بعد ظهر اليوم وتسلمي الأوراق للسيد كارفالو في منزله في وادي اموريدا "
الطائرة بعد ظهر هذا اليوم ! تساءلت سارا اذا كانت تحلم .
" اعذرني سيد , ولكني اعتقد انك تأمرني بالسفر إلى البورتغال؟ انا آسفة لا استطيع , اذا كان هذا لا يزعجك "
تخلى الرجل عن ابتسامته فجأة , وتحول الى مدير متسلط :
" هيا , آنسة مارتندال , أنا أصبحت مسناً لا اتحمل السفر , وحالياً لا يوجد هنا من يمكنني الاعتماد عليه غيرك"
|