كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 27 - قوس قزح - روميليا لآن - عبير جديدة
يبدو ان هذا الرجل حاد الطباع كبقية افراد فريقه , لكنه كان انيقاً جداً ومتعالياً بنفس الوقت, كما وانه اختار هذا المساء بالذات ليقتحم الفندق مع رجاله.
عاد الموظف وطلب منها المدير ان تتبعه . وكانت الغرفة التي تكلم عنها عبارة عن مكتب اصبح شبه مستودع , وفيه سرير صغير ولكنه بدون حمام.
لم يكن امام سارا خيار آخر , وفهمت من الموظف ان الحمام في آخر الممر, وبعد أن خرج , فتحت حقيبتها وارتدت روب الحمام. وحملت صابونة كان قد احضرها الموظف ودخلت الى الحمام الذي كان مخصصاً لعمال المطبخ ولا يوجد فيه ماء ساخن.
وبعد حمام سريع تفحصت الممر جيداً وأسرعت إلى غرفتها, فوجدت صينية العشاء, فتناولت طعامها , ونامت دون ان تجرؤ على دخول الحمام مرة ثانية لتفرشي أسنانها , لكنها طوال الليل كانت تنتفض مذعورة على اصوات الابواب وضحكات صادرة من ناحية البهو. فتمنت ان يتدخل رئيس هؤلاء الرجال ويأمرهم بالنوم, عندما فكرت بهذا الرجل الذي كان يتوسطهم, ضربت الوسادة بيدها غاضبة ,
لولاه لكانت تنام الآن في غرفة مريحة وليس في هذا المستودع اللعين.
تناولت سارا الفطور في غرفتها في اليوم التالي وهي لا تأمل سوى بالعودة الى منزلها في اقرب وقت ممكن.
ارتدت ملابسها واعتمرت قبعتها بسرعة , بسبب ضجيج هؤلاء الرجال , لم تتمكن من الاستيقاظ باكراً, جمعت إغراضها ودفعت الحساب, ولم تجد أي اثر لأولئك الرجال وسيارتهم, فانتظرت سيارة تاكسي وذكرها هذا الصباح بالعمل المكدس على مكتبها في الشركة, وتمنت ان لا تضطر للتغيب اكثر من يوم واحد.
كان السائق يعرف طريق الكروم جيداً, وبعد عدة كيلومترات بين الدوالي والتلال ظهر اخيراً منزل كبير واسع سقفه احمر يختبئ بين أشجار السرو العالية .
تنهدت الفتاة وشعرت بالراحة , وأخيراً ستنتهي مهمتها هذه , وعندما وصلوا الى مدخل المنزل , كان يجب عليهم اختراق باب حديدي كبير , فنزل السائق وضغط على زر ففتح الباب وكأن يداً سحرية فتحته . فدخل السائق وتوقف امام شرفة المدخل , فطلبت منه سارا ان ينتظرها.
وما ان صعدت اول درجة حتى نزل رجل في الخمسين من عمره تقريباً لاستقبالها, وكلمها بلغة انكليزية جيدة.
" آه, آنسة مارتندال! ها انت أخيراً!" ومد يده نحوها وسألها وهو ينظر إلى التاكسي " لديك حقائب , أليس كذلك؟"
ثم ادخل حقيبتها الى المنزل ودفع حساب التاكسي وصرف السائق, ودعاها بكل لطف ومودة الى صالون واسع مفروش بذوق رفيع ,ونظر باهتمام الى الحقيبة الصغيرة الجلدية التي في يدها .
" أحضرت الوثائق المطلوبة , عظيم " ثم ابتسم بمحبة وأضاف " تريدين شراباً منعشاً , أليس كذلك ؟"
|