وبصوت مرتبك غمغم كريم :
- معذرة .. كنت مارا من هنا , و ... , و ...
لم يستطع إتمام عبارته و وهو يتطلع إليها فى لهفة وحب , فأفسحت له الطريق , وهى تقول :
- أهلا بك يا كريم .. تفضل .. تفضل على الرحب والسعة .
دلف إلى حجرتها فى ارتباك , واتخذ المقعد المقابل لمكتبها , فاتجهت هى للجلوس خلف مكتبها , وهى تقول :
- حمدا لله على سلامتك .. متى عدت ؟
أجابها فى خفوت :
- اليوم .. بل الآن ..
ثم ازدرد لعابه , وقال :
- الواقع أننى أتيت مباشرة من المطار إلى هنا
قالت فى دهشة :
- أين حقائبك إذن ؟
تخضّب وجهه بحمرة خفيفة , وهو يجيب :
- لست احمل أية حقائب .. فقط هذه .
وأخرج من جيبه علبة مخملية صغيرة , ناولها إياها , وهو يستطرد مرتبكا :
- سوف .. سوف أعود بطائرة المساء .
أدهشها أن يأتى ويرحل فى يوم واحد , ولكنها التقطت العلبة , وهى تسأله :
- ما هذه ؟
ابتسم فى حنان وهو يقول :
- الهدية .. هدية عيد مولدك .. كل عام وأنت بخير

شهقت مع مرأى ذلك الخاتم الماسى الرائع , الذى يستقر داخل العلبة , ثم رفعت عينيها إليه غير مصدقة ..
إنه يذكر تاريخ مولدها , وسافر من حيث يعمل إليها , ليقدم لها هديته , ويعود فى اليوم نفسه ..
يا لها من لمسة رائعة ..
وخفق قلبها بشدة ..
ولأول مرة منذ افترقا , عادت تشعر بلذة الحب واللقاء ..
وفى خجل وارتباك , غمغم كريم :
- هل .. هل راقت لك الهدية ؟
ابتسمت فى سعادة , وهى تقول :
- إنها شبكة رائعة
برقت عيناه فى سعادة , وهو يهتف فى لهفة :
- شهيرة .. هل تعنين ؟
أجابته فى حب واضح :
- نعم .. لو أنك قد غفرت لى .
هتف فى فرح غامر :
- غفرت لك ؟ّ!.. وهل نسيت حبك لحظة واحدة يا حبيبتى ؟
وفى مساء اليوم نفسه , كان يضع دبلته فى إصبعها , وقلبها يخفق فى شدة ..
لقد استعادت كل حبها له بلمسة ..
لمسة حب واحدة .