" مال ؟ لماذا تحتاجين المال؟"
" لرحلتي ومصاريفي ... للعودة الى فرنسا "
" ألا تعجبك كاواي ؟" لهجتها الحانقة جعلت لين تبتسم وتهز رأسها .
" كاواي جميلة , أنا لا احب شيئاً أفضل من البقاء هنا الى الابد. لكن يجب ان أعود الى وظيفتي"
" ماذا تفعلين في ذلك المكان؟" طوت يديها عبر تلة بطنها .
" أنا أعلم " جلست لين على السرير واغلقت الغطاء على وجه القفل.
" ألا يدفعون لك لكي تعلمي ؟" زمت ميري شفتيها في استهجان " ماذا فعلت بنقودك ؟"
توردت لين , وشعرت كطفلة اكتشفت وهي تبذر مالها على الحلوى " هناك ... كانت هناك ديون , وأنا ..."
" أنت لديك ديون ؟"
" حسناً , لا , أنا ... ليس تماماً" كتفا لين هبطا في احباط . ببطء هي بدأت تشرح لها جبل الديون الذي واجهتها بعد وفاة والدتها .ريحانة
" عندئذ , عندما وجدت عنوان والدي بين أوراقها الشخصية , اخذت ما بقي لي وجئت الى هنا. اخشى انني لم اخطط جيداً للأمور , ولكي أعود ..." هزت كتفيها من جديد . اطرقت ميري برأسها .منتديات ليلاس
" لماذا لم تخبري الكابتن سيمونز ؟ هو لن يدع ابنته تبيع اشياء ثمينة . هو رجل طيب, ولن يدعك في بلد غريب تعدين نقودك"
" هو ليس مديناً لي بأي شيء"
" هو والدك " صرحت ميري , ورفعت ذقنها ونظرت الى لين من تحت أنفها .
" لكنه ليس مسؤولاً عن الوضع الناجم عن اهمال فانيسا واندفاعي . هو سيعتقد ... لا " هزت رأسها " أنا لا اريده ان يعلم . من المهم جداً لي ان لا يعلم . يجب ان تعدينني بأن لا تتحدثي عن هذا له "
" أنت فتاة عنيدة جداً" طوت ميري ذراعيها وحدقت الى لين " حسناً جداً , يجب ان تفعلي ما يجب ان تفعليه . غداً, ستقابلين ابن أخي , طومي, اطلبي منه أن يشاهد لعبتك . هو بائع مجوهرات وسوف يعطيك سعراً عادلاً"
" أشكرك , يا ميري " ابتسمت لي , وشعرت بقسم من الحمل ينزل عن ظهرها.

كانت ليلة من الفضة والمخمل . من نافذتها , استطاعت لين ان تشاهد الماس الراقص لضوء القمر على البحر . سمحت للنسيم بأن يداعب كتفيها العاريين , تأملت لين ان الليلة ستكون كاملة للنوم تحت النجوم.
لم تشاهد ديلون منذ اليوم السابق . هو عاد الى البيت بعد العمل , وغادر قبل ان تستيقظ . كانت مصممة , مع ذلك , بأن لا تسمح للقائهما الاخير ان يفسد جمال الأمسية . اذا كان لديها فقط عدة ايام باقية في رفقته , فهي ستبذل كل جهد كي تراها مفرحة .
مستديرة من النافذة , لين ألقت نظرة اخيرة الى المرأة في المرآة , كتفاها العاريان برزا كالرخام من السارونغ الأزرق اللماع .منتديات ليلاس
حدقت الى المرأة في الزجاج , وتعرفت على تغير ما , لكنها عجزت عن فهم السبب . هي لم تكن مدركة انها في الايام القليلة الماضية هي انتقلت من عهد الفتاة الى عهد المرأة. بعد لمسة اخيرة من الفرشاة لشعرها , غادرت لين الغرفة . جاء صوت ديلون من السلالم , وهي انتقلت للقائه . كل شيء على الفور, لد بدا انه منذ سنوات هي سمعته لآخر مرة يتكلم. شعرت لين بخفقان قلبها يتضاعف قبل ان تلتقيه.
ناظراً من فوق غليونه المتتلئ, لاحظ الكابتن انهماك ديلون . هو تتبع نظرته " حسناً يا بين " نهض , وفاجأها بعبور الغرفة, واخذ كلتا يديها بيديه " أي منظر جميل هذا "
" هل يعجبك ؟" ابتسمت اولاً اليه, ثم نظرت الى السارونغ " أنا لست معتادة عليه "
" أنا احبه كثيراً , لكنني كنت اتحدث عنك , ابنتي امرأة جميلة جداً, أليس كذلك يا ديلون ؟" عيناه كانتا ناعمتين ومبتسمتين الى عيني لين .ريحانة
" نعم " جاء صوت ديلون من خلفه " جميلة جداً"
" أنا سعيد لأنها هنا" ضغط اصابعه بين دفء يديها " لقد افتقدتها " انحنى وقبل خديها , ثم التفت الى ديلون " انتما الاثنان أسرعا , أنا سأرى اذا كانت ميري جاهزة . نحن سنلحق بكما لاحقاً"
راقبته لين يخطو مبتعداً. هي رفعت يدها الى خدها, عاجزة عن تصديق انها يمكن ان تتأثر بعمق من الكلام, ثم شعرت بيدي ديلون تنحدران الى كتفيها " ليس من السهل وصل هوة خمسة عشر عاماً, لكنك قمت ببداية"
مندهشة للدعم في صوته مسحت لين الدموع واستدارت لتواجهه " اشكرك , إنه يعني لي الكثير لتقول ذلك, يا ديلون يالأمس أنا ..."

" دعينا لا نقلق حول الأمس الآن " كانت ابتسامته اعتذاراً وقبولاً لها . كان من السهل ان تعيد الابتسامة . درسها للحظة قبل ان يرفع يدها الى شفتيه " انت جميلة بشكل غير معقول , مثل زهرة تتدلى على غصن بعيدة عن متناول اليد" ارادت لين ان تصرخ بأنها لم تكن بعيدة عن متناول اليد , لكن بطانية سميكة من الخجل غطت لسانها . هي لم تستطع ان تفعل أكثر من التحديق اليه.
" تعالي" ابقى يدها في يده , انتقل ديلون الى الباب " يجب ان تجربي كل شيء مرة واحدة" كانت لهجته خفيفة من جديد عندما تسللا داخل السيارة " انت تعلمين , انت سيدة صغيرة جداً"
" فقط لأنك تنظر من علو مخيف " اجابت , وشعرت بالسرور لسهولة علاقتهما " ماذا يفعل المرء في الليوا يا ديلون ؟ انا اخشى ان أهين تقليداً محلياً اذا رفضت أكل السمك النيء , لكن ..." أراحت رأسها على المقعد وابتسمت الى النجوم " أنا سأرفض القيام بذلك"
" نحن لا نقذف سكان اليابسة الى البحر لأجل اهانات طفيفة . انت ليس لديك الكثير من الورك " علق, وخفض عينيه للحظة " لكن يمكنك ان تأخذي طعنة عند الهولا "
" هل ترقص يا ديلون ؟"
كشر والتقى نظرتها . " أنا أفضل ان اراقب . ان رقص الهولا بشكل لائق يستغرق سنوات من الممارسة . هؤلاء الراقصون هم ممتازون "
" أنا فهمت " استدارت في مقعدها لتبتسم اليه " هل سيكون هناك أناس كثيرون في الليوا ؟"
" اممممم" طرق ديلون اصبعه على عجلة القيادة " حوالي المائة , أكثر او أقل "
" مائة " رددت . قاومت الذكريات التعيسة لحفلات والدتها المزدحمة والمفرطة في الأناقة , أناس عديدون , وطلبات عديدة , وعيون عديدة فاحصة .ريحانة
" طومي لديه الكثير من الاقارب "
" كم جميل له " تمتمت واخذت في اعتبار فوائد العائلات الصغيرة .
الصوت البدائي الأجوف للطبول تذبذب عبر الهواء العابق برائحة اللحوم المشوية . المشاعل وضعت على عيدان عالية, لهيبها البرتقالي يطلق النور الى عنان المساء المظلمة . بالنسبة الى لين كان ذلك اشبه بالعودة بالزمن الى الوراء .
كانت المرجة مزدحمة بالضيوف , بعضهم بالزي التقليدي وآخرون , مثل ديلون , في الجينز العادي المريح . ارتفع الضحك من عشرات الانغام واللغات المختلطة . حدقت لين من حولها , مسحورة بالمشهد والروائح .منتديات ليلاس

وضعت على سجادة ضخمة مجموعة لا حصر لها من الاطباق الغريبة في اوعية خشبية وصواني . فتيات بشعر ابنوسي بلباس محلي ركعن ليغرفن الطعام على اطباق ويقدمنها . عطر متناقض ارتفع في هواء الليل ومكث ليغري . رجال, متلحفين عند الخصر وعاري الصدور , يقرعون ايقاعات مختلفة على طبول عالية مخروطية.
قدمت الى مجموعة مستحيلة من الوجوه , لين عامت مع مزاج الجمهور. لقد بدا ان هناك ألفة عالمية ,وفرحاً غير معقد في كيان بسيط.منتديات ليلاس
سرعان ما اصبحت كالساندويش بين والدها وديلون, جلست لين على العشب وراقبت طبقها يملأ بعجائب مجهولة . هدير استحسان ارتفع فوق الموسيقى عندما أنزل الخروف الى الارض وقطع لحمه.
متجنبة سمك الحبار , وجدت لين نفسها تستمتع بالوجبة الغير رسمية , احياناً , شخص ما يتوقف ويجثم بجانبهم , يتبادل تحيات سريعة او قصة طويلة . عوملت لين بألفة طبيعية التي سرعان ما وضعتها على راحتها . والدها بدا مرتاحاً معها , ومع انه هو وديلون استمتعا باتفاق ودي تحايل عليها , هي لم تعد تشعر بأنها متطفلة . الموسيقى والضحك وعطر الليل سبحوا من حولها . فكرت لين بأنها لن تشعر بمثل هذا الادراك الحاد لمحيطها .
فجأة , قرع الطبالون ايقاعاً سريعاً, بلغ الذروة , ثم توقف, صمت الصدى عندما ظهرت أوركيد . وقفت في دائرة من المشاعل , بشرتها تتوهج تحت لمستها . عيناها ذهبيتان ومتغطرستان , مخادعة بالأماني وكاملة , كان جسمها مزيناً فقط بقميص قصير ورباط خفيف من حرير احمر ينسدل فوق وركيها . وقفت ساكنة تماماً, وسمحت للصمت بأن يحتشد قبل ان تبدأ ادراة وركيها ببطء. طبل منفرد بدأ بمرافقة الايقاع الذي تضعه .منتديات ليلاس
شعرها المتوج بدائرة من البراعم, تدلى على ظهرها العاري. يداها ومنعطفات لينة تحركت بقوة مغناطسية عندما كشف الحرير عن فخذيها العاريين .
شهوانية ومثيرة , ايماءتها تحركت مع الضربة , ولين رأت ان عينيها الذهبيتين كانتا مصوبتين على ديلون . الابتسامة الخافتة التي اطلقتها اليه كانت اعترافاً . غير مدرك للحس تقريباً , رقصها ازداد سرعة . وعندما اصبح الطبل أكثر الحاحاً , حركاتها أكثر هجراً. وجهها بقي هادئاً ومبتسماً فوق جسمها المتثني . عندئذ وبسرعة , الصوت والحركة توقفا في صمت مذهل.

انفجر التصفيق , اوركيد ألقت على لين نظرة الانتصار قبل ان ترفع تاج الزهور عن رأسها وتلقيه في حضن ديلون . مع ضحكة ناعمة رطبة, هي تراجعت الى الظلال.
توقفت ميري امام مضيف الليوا . هو كان رجلاً أسود الشعر مع ابتسامة سهلة وعينين وديتين . حكمت لين انه في الثلاثينات , وهي شاهدته يتعامل مع ضيوفه بسحر " عليك ان تتحدث مع ابنة الكابتن سيمونز " أمرته ميري عندما وضعت يداً على كتف لين . " كن صادقاً معها , وإلا لكمت اذنيك "
" نعم , يا ميري" وافق , لكن انحناءته لم تنعكس في عينيه الضاحكتين . راقب الجبل الرشيق ينتقل بعيداً قبل ان يضع ذراعه حول كتفي لين . نقلها بلطف باتجاه خلوة الاشجار " ميري هي رئيسة عائلتنا " قال مع ضحكة " هي تحكم بيد من حديد "
" نعم , أنا لاحظت , من المستحيل ان تقول لها لا , أليس كذلك؟" اصوات احتفالات الليوا خفتت الى همهمة عندما سارا.
" أنا احاول , أنا جبان ".منتديات ليلاس
" أنا اقدر وقتك يا سيد كينيموكو " بدأت لين.ريحانة
" طومي , من فضلك , ثم أنا استطيع أن اناديك لين " ابتسمت , وعندما سارا , سمعت همسة البحر " لقد قالت ميري ان لديك لعبة تريدين بيعها . أنا اخشى أنها لم تحدد تماماً"
" قفل ذهبي صغير" شرحت لين , ووجدت ان اسلوبه الأليف قد جعلها على راحتها " هو على هيئة قلب وله سلسلة مجدولة . ليست لدي فكرة عن قيمته " توقفت , وتمنت ان تكون هناك طريقة اخرى " أنا بحاجة الى المال"
نظر طومي الى البروفيل الناعم , ثم ربت على كتفها " أنا اعتقد انك لا تريدين ان يعرف الكابتن ؟ حسناً" تابع عندما هزت رأسها " لدي بعض الفراغ في الصباح , لماذا لا احضر وألقي نظرة حوالي العاشرة ؟ ستجدين ذلك اكثر راحة من المجيء الى المحل"
سمعت لين حفيف أوراق ورأت طومي ينظر بتكاسل باتجاه الصوت. " هذا جميل منك " التفت اليها وهي ابتسمت مرتاحة لأن المعضلة الأولى انتهت " ارجو ان لا أكون قد وضعتك في اية مشكلة "