جزيرة الزهور - لوريس غرانت - من روايات غادة المكتوبة

كان وصول لين الى مطار هونولولو الدولي تقليدياً. هي كانت تفضل ان تذوب بين الجماهير , لكن يبدو ان درجة السفر السياحية قد صنفتها كذلك .
فتيات ذهبيات البشرة مع ابتسامات عاجية وسارونغات زاهية وهبت رونقاً ملوناً لامعاً. متقبلة كلاً من القبلة وعقد الزهور, تسللت لين عبر الحشود وبحثت عن مكتب الاستعلامات. حزام زميلها الراكب أعاق رحلتها . قميصه الأصفر ذو الزهور البرتقالية وآلتي التصوير حول عنقه أكدت تصميمه على الاستمتاع بإجازته . تحت ظروف مظهره كان سيلكز روح دعابتها , لكن التوتر في معدة لين أخمد أية تسلية . هي لم تقف على أرض اميركية في خمسة عشر عاماً. الأرض الخصبة مع الجروف الصخرية والشواطئ التي شاهدتها اثناء هبوط الطائرة لم تجلب احساساً بالعودة الى الواطن .
اميركا التي تصورتها لين جاءت في بقع متفرقة من الذاكرة وعبر مرئيات طفلة السابعة . كانت اميركا شجرة درادار تحرس نافذة غرفة نومها . كانت امتداداًمن اعشاب خضراء حيث النباتات تبعثر ذهباً . هي كانت صندوق بريد عند نهاية زقاق متعرج طويل .لكن أكثر من ذلك كله , كانت أميركا الرجل الذي اخذها الى الأدغال الافريقية الخيالية والجزر الصحراوية.منتديات ليلاس
مع ذلك , كانت هناك بساتين بدلاً من الأقحوان . اشجار النخيل الرشيقة ونباتات الخنشار الممتدة لهونولولو كانت غريبة الى لين مثل الوالد الذي سافرت نصف العالم لكي تجده . لقد بدا منذ مدى الحياة ان طلاقاً قد اقتلعها من جذورها .
شعرت لين بيأس هادئ ان العنوان الذي وجدت بين أوراق والدتها سيؤدي الى فراغ . عمر الورقة الصغيرة المجعدة كان مجهولاً لها , ولا هي عرفت اذا كان الكابتن جيمس سيمونز لا يزال على قيد الحياة في جزيرة كاواي . ريحانة
كان هناك فقط العنوان ملقى بين فواتير والدتها. لم تكن هناك مراسلات , ولا شيء يشير إلى ان العنوان لا يزال حيوياً. ان تكتب الى والدها كان هو الشيء العملي لتقوم به, ولين ناضلت مع التردد لحوالي اسبوع.
في النهاية , هي رفضت رسالة لصالح مقابلة شخصية . مدخراتها من المال قلما تكفيها اسبوعاً للطعام والسكن, ومع انها عرفت ان الرحلة كانت شاقة , فهي لم تتمكن من منع نفسها .يتدلى خلال شكوكها كان خيط يتلألأ من الخوف ان الرفض ينتظرها في نهاية رحلتها .
لم يكن هناك سبب لتتوقع أي شيء آخر, هي وعظت نفسها . لماذا يتوجب على الرجل الذي تركها بدون أب خلال سنوات نموها ان يكترث عندما اصبحت امرأة ؟ .
أرخت قبضتها على مقبض حقيبة يدها , أكدت لين من جديد قسمها بأن تتقبل كل ما ينتظرها عند نهاية رحلتها . هي تعلمت منذ فترة طويلة ان تتكيف مع كل ما تقدمه الحياة . هي اخفت مشاعرها مع عادة تطورت خلال سنوات مراهقتها .
بسرعة , عدلت القبعة البيضاء , فوق هالة لفائف شعرها . رفعت ذقنها . لا احد سيعرف قلقها الكامن عندما انتقلت برشاقة لا واعية عبر الحشود. هي بدت أنيقة متعالية في طقم سفرها الموروث من الحرير الأزرق , الذي تعدل لكي يناسب قوامها الرشيق بدلاً من أمها البدينة .

الفتاة عند مكتب الاستعلامات كانت غارقة في حديث ممتع مع رجل, واقفة الى جانب واحد, راقبت لين المقابلة باهتمام متقطع . كان الرجل أسمر وطويل. عيناه بدون شك كانتا من النوع المسمى فاتن. ملامحه الكثة كانت محاطة بشعر أسود في فوضى ملفوفة , بينما بشرته البرونزية اثبتت انه ليس غريباً عن شمس هاواي. منتديات ليلاس
كان هناك شيء ما فجوري في بروفيله , بعض الشهوانية الأساسية التي تعرفت عليها لين لكنها لم تفهمها تماماً. فكرت ان أنفه ربما ربما كسر في وقت ما , لكنها لم تفسد جاذبية بروفيله , والحاجة الى التناسق اضيفت إليه . ثيابه عادية , بنطلون جينز , وقميص كشف عن صدر صلب وذراعين مفتولين .
متهيجة بغموض , درسته لين . راقبت التدفق السهل للسحر , الواقفة المتراخية عند المنصة , وإغاظة الابتسامة على الفم. لقد رأيت هذا النوع من قبل, فكرت مع موجة من الغضب , حامت حول فانيسا مثل غراب حول جيفة . هي تذكرت ايضاً انه عندما اصبح جمال والدتها ظلاً فقط, فإن السرب تركها الى فريسة أصغر.
في تلك اللحظة استطاعت لين ان تشعر فقط بالامتنان لأن اتصالاتها مع الرجال كانت محدودة.
التفت وواجه نظرة لين . ارتفع حاجب واحد اسود عندما هو استمر في تأمله لها . كانت غاضبة بشكل غير معقول لكي تنظر بعيداً . البساطة لطقمها صرخت حصريته . وكشف عن المنعطفات الشابة للأناقة الرقيقة . القبعة ظللت الوجه الارستقراطي الناعم مع أنف مستقيم محدد المعالم, وفم غير مبتسم وعينين بلون سماء الصباح . رموشها كانت كثيفة وذهبية , وهو اعتبرها طويلة جداً للأصالة . هو قيمها كامرأة مستجمعة ذاتها باردة , تعترف فقط بالورنيش المستعار.
ببطء وبغطرسة متقنة ابتسم . أبقت لين نظرتها ثابتة وناضلت لتهزم التورد. الموظفة شاهدت ان رفيقها حول انتباهه , حولت عينيها باتجاه لين وطردت العبوس.
" هل يمكنني أنا أساعدك ؟" ثبتت ابتسامة مهنية , متجاهلة الرجل المحلق , تقدمت لين إلى المنصة .
" أشكرك, أنا بحاجة للإنتقال الى كاواي . هل يمكنك اعلامي كيف استطيع ترتيب ذلك؟" همسة فرنسا استقرت في صوتها .ريحانة

" بالطبع , هناك طائرة مستأجرة تغادر الى كاواي في ..." نظرت الموظفة الى ساعتها وابتسمت من جديد " عشرين دقيقة"
" أنا اغادر الآن " نظرت لين واعطت الرجل المتسكع نظرة قصيرة. لاحظت ان عينيه كانتا خضراوتين مثل اليشم الصيني.
" لا فائدة من الانتظار حول المطار" تابع عندما ابتسامته اصبحت تكشيرة " طائرتي الصغيرة ليست مزدحمة او باهظة التكاليف مثل الطائرة المتسأجرة "
رفعت لين حاجب احتقار وطردت تأملاً كان ناجحاً من قبل, لكنه لم ينجح هذه المرة " هل لديك طائرة ؟" سألت ببرود.
" نعم , أنا عندي طائرة " يداه كانتا في جيوبه , وهو ما زال يستطيع ان يحلق فوقها .
" يا ديلون" نادت الموظفة , لكنه اعترضها بتكشيرة اخرى وهزة من رأسه .
" روز ستصادق علي. أنا أدير خطوط كانيون الجوية على كاواي " قدم روز بابتسامة عريضة . هي تلاعبت بالأوراق.
" ديلون ... السيد اوبريان هو ربان طائرة ماهر" روز تنحنحت واطلقت نظرة الى ديلون " اذا كنت لا تريدين انتظار الطائرة المستأجرة , فأنا استطيع أن أضمن ان رحلتك ستكون ممتعة معه "
بدراية ابتسامته القليلة الاحترام وعينيه المتسليتين , استقرت لين على الرأي بأن الرحلة ستكون شيئاً ما أقل استمتاعاً . مع ذلك , فرصيدها من المال كان منخفضاً وهي عرفت انه يتوجب عليها ان تحفظ ما لديها .منتديات ليلاس
" حسناً جداً, يا سيد اوبريان , أنا سأتعهد خدماتك" مد يده, الراحة الى أعلى , ولين انزلت عينيها " لو تعلمني عن أجرتك, يا سيد اوبريان , فسأكون سعيدة لأدفع لك عندما أهبط ".منتديات ليلاس
" صك امتعتك " واجهها , مبتسماً " فقط جزء من الخدمة ايتها السيدة "
حانية رأسها لإخفاء توردها , بحثت لين في محفظتها عن التذكرة .
"حسناً, دعينا نذهب " هو اخذ بقية دفتر الصكوك وذراعها , وشق طريقه وهو يقول وداعاً من فوق كتفه الى موظفة الاستعلامات " أراك في المرة القادمة يا روز "
" اهلاً وسهلاً بكما الى هاواي " صرحت روز كالعادة , ثم مع تنهيدة , لوت فمها خلف ظهر ديلون .

غير معتادة على ان توجه بحزم , ومعاقة بخطواته, ناضلت لين للحفاظ على وضعيتها بينما هي تهرول بجانبه . " يا سيد اوبريان , ارجو ان لا اهتز الى كاواي " توقف وكشر نحوها . حاولت , وفشلت , كيلا تلهث . تكشيرته , هي اكتشفت , كانت سلاحاً غريباً وقوياً , وواحدة من التي لم تطور دفاعاً ضدها .
" لقد اعتقدت انك في عجلة من امرك , يا آنسة ..." هو نظر الى تذكرتها , وهي لاحظت أن التكشيرة قد تلاشت . عندما رفع عينيه , كل بقايا المرح والدعاية كانت قد ولت . كان فمه متجهماً.
كانت ستتراجع عن موجات العداء لو لم تمنعها قبضته على ذراعها " لين سيمونز ؟" كان اتهاماً أكثر منه سؤالاً.منتديات ليلاس
" نعم, لقد قرأته بدقة " قالت .
عينا ديلون ضاقتا . وجدت واجهتها الباردة تذوب في سرعة مربكة " هل أنت ذاهبة لرؤية جيمس سيمونز ؟"
عيناها اتسعتا. للحظة , وميض من الأمل لاح على وجهها . لكن ملامحه بقيت عدائية . هي اوقدت الحافز لتسأل مئات الأسئلة عندما شعرت باصابعه المتوترة ترض ذراعها .
" لست ادري كيف يهمك ذلك , يا سيد اوبريان " بدأت " لكن , نعم , هل أنت تعرف والدي؟" تلعثمت بالكلمة الاخيرة , ووجدت ان استعمالها بالغ المرارة .
" نعم , أنا اعرفه , افضل مما تعرفينه بكثير . حسناً ايتها الدوقة " اطلق سراحها كأن الاتصال كان مهيناً " أنا أشك في أن تأخر خمس عشرة سنة سيكون أفضل من لا شيء , لكننا سوف نرى . ان خطوط كانيون الجوية هي تحت تصرفك " امال رأسه واعطى لين نصف انحناءة " الرحلة على حساب المنزل . أنا قلما استطيع محاسبة ابنة المالك المبذرة " استعاد ديلون امتعتها . في يقظة العاصفة , لين لحقت به, مذهولة بعدائيته وبمعلوماته .
والدها يمتلك شركة طيران . تذكرت جيمس سيمونز فقط كربان طائرة , مع حلم من خيال بعيد بطائرات خاصة. متى اصبح الحلم حقيقة ؟ لماذا هذا الرجل , الذي كان يلقي بأمتعة والدتها الأنيقة مثل أكياس الخيش في طائرته الصغيرة, قد حول نحوها مثل هذا العداء عندما اكتشف اسمها ؟ كيف عرف ان خمسة عشر عاماً فصلتها عن والدها ؟ فتحت فمها لتسأل ديلون عندما أدار مقدمة الطائرة. اغلقته من جديد عندما هو استدار وأسرها بنظرته الغاضبة .
" لنصعد ايتها الدوقة . لدينا 28 دقيقة ليعاني كل منا من رفقة الآخر " يداه ذهبتا الى خصرها , وهو رفعها كأنها مجرد وسادة من ريش .