لين وجدت ديلون في مزاج صامت عندما غادرا المنزل . هي اعطت أفكاره خلوتهما وركزت على المنظر. جروف من الجبال الخضراء حيكت على كل جانب . تستسلم بسرعة للمساء لتقع في بحر أزرق.منتديات ليلاس
" لقد اعتادوا إلقاء مشاعل زيت كيوكوي فوق الصخور كضريبة " قال ديلون فجأة , بعد اميال من الصمت " الاساطير تقول ان المينهون عاشوا هنا . شعب الاقزام " أوضح " هل تشاهدين هناك؟" بعد توقيف السيارة , هو أشار الى هاوية سوداء مبطنة بالأخاديد " ذلك هو درجهم . هم بنوا بركاً للسمك بضوء القمر "
" اين هم الآن ؟" ابتسمت لين اليه .منتديات ليلاس
دار ديلون لكي يفتح بابها " أوه , هم لا يزالون هنا . هم مختبئون "
انضمت لين اليه ليسيرا الى حافة الجرف الصخري . قلبها طار الى حلقها عندما حدقت من الارتفاع الشاهق المذهل الى القوة الرغوية للأمواج على الصخور . للحظة , هي استطاعت ان تشعر بنفسها تتعثر عاجزة عبر اميال من الفضاء.
غير متأثر بالدوار , نظر ديلون الى البحر . النسيم اغاظ شعرها , وجعله في فوضى . " أنت لديك القدرة العجيبة من المعرفة متى تكونين هادئة وتجعلين الصمت مريحاً " ألمح .
" أنت تبدو مشغولاً " الريح ألقت خصلات من شعرها في عينيها , ولين ابعدتها " أنا اعتقدت أنك ربما تعمل على حل مشكلة "
" هل فعلت ؟" اجاب , وملامحه بدت متسلية وغاضبة " أنا أريد التحدث اليك عن والدتك "
التصريح كان غير متوقع لدرجة ان لين احتاجت للحظة لكي تتفاعل. " لا " التفتت بعيداً, لكنه أخذ ذراعها وجعلها ساكنة مكانها .ريحانة
" انت كنت غاضبة الليلة الماضية . أنا اريد أن اعرف لماذا "
" أنا انفعلت كثيراً " ألقت رأسها عندما خصلات شعرها استمرت بالتراقص حول وجهها " لقد كانت حماقة مني , لكن احياناً اعصابي تتغلب علي" رأت بواسطة ملامحه ان تفسيرها . لن يقنعه , ارادت ان تخبره كيف كانت متألمة, لكن ذكرى مناقشتهما الأولى في منزل والدها, وحكمه البارد عليها , منعاها من ذلك " يا ديلون , طوال حياتي أنا كنت مقبولة كما أنا " متكلمة ببطء, اختارت كلماتها بعناية . " يغضبني ان أجد ذلك يتغير الآن . أنا لا اريد ان أقارن مع فانيسا لأنني اشترك معها بخصال جسدية محددة "

" هل هذا ما تعقدين ان الكابتن كان يفعله ؟"
" ربما , وربما لا " أمالت ذقنها " لكن ذلك هو ما كنت أنت تفعله "
" أكنت أنا ؟" لقد كان سؤالاً لا يطلب جواباً , ولين لم تعطي أي جواب " لماذا أنت هاكذا مريرة حيال والدتك يا لين ؟"
حركت كتفيها والتفتت نحو البحر " أنا لست مريرة يا ديلون , ولم أعد , فانيسا هي ميتة , وذلك الجزء من حياتي قد انتهى . أنا لا اريد التحدث . أنا لا اريد التحدث عنها حتى أتفهم مشاعري أكثر"
" حسناً" هما وقفا صامتين للحظة , ملفوفين بالر يح " أنا لدي المزيد من المشاكل معك أكثر مما توقعت " تمتم ديلون .
" لست أدري ما الذي تعنيه "
" لا " وافق , ونظر اليها بانتباه وهي شعرت بأنه يقرأ روحها " أنا واثق أنك لا تدرين " سار بعيداً , ثم توقف . بعد تردد قصير جداً , هو التفت نحوها ثانية ومد يده . لين حدقت اليها , غير مطمئنة ماذا كان يقدم ووجدت ان الأمر لا يهم , هي قبلت .منتديات ليلاس
خلال طريق العودة , تكلم ديلون بسهولة . مزاجه قد تغير , ولين تحركت معه , هي وضعت ذراعيها حول عنقه , اصابعها داعبت شعره عندما هو حدق اليها . عيناها كانتا عميقتين وضبابيتين مع الشهوةالمتزايدة . غير مدركة لقواها الاغرائية , تنهدت لين اسمه وطبعت قبلة ناعمة على كل خديه .
" أنا اريدك " صرح ديلون بتمتمة بربرية قبل ان يسحق فمه فمها . هي استسلمت له كشجرة صفصاف صغيرة تستسلم للريح .
يداه تحركتا فوقها كأنه يائس ليتعلم كل اتجاه , وكل سر, وهي التي لم تعرف اللمسة الحميمة للرجل فرحت بذلك . كان جسمها مرناً تحت لمسته , متجاوباً ومتشوقاً . هي كانت تلميذة , وهو الاستاذ.
بشرتها ازدادت سخونة عندما عروقها انتفخت مع الدم الخفاق. عندما النار البطيئة انفجرت في لهب سريع , طلباتها ارتفعت مع طلباته. هي ارتعشت وتمتمت اسمه , كخائفة من الاحساس الجديد كما كانت عند حافة الجرف الصخري.منتديات ليلاس
رفع ديلون فمه عن فمها , وأراحه على شعرها قبل ان تتمكن من البحث عن الاتصال من جديد. هو ادناها منه , وحضن رأسها على صدره . قلبه قرع على أذنها , ولين اغمضت عينيها مع المتعة . أبعدها , ووقف . هو نقل يديه الى جيوبه عندما أدار ظهره لها .

" لقد توقف المطر " اعتقدت ان صوته بدا غريباً وسمعته يأخذ نفساً طويلاً قبل ان يلتفت اليها " من الأفضل ان نذهب"
كانت ملامحه بلا قرار. رغم انها بحثت , لين لم تستطع ان تجد الكلمات لملء الهوة المفاجئة وتقريب المسافة التي تباعدت بينهما . عيناها التقت بعينيه , ووجهتا اسئلة لم تستطعها شفتيها . ديلون فتح فمه كأنه يريد أن يتكلم , ثم اغلقه من جديد , قبل ان يمد يديه ليوقفها على قدميها . عيناها تعلثمتا . رفع ديلون ذقنها برؤوس اصابعه , ثم تحسس شفتيها اللتين لا تزالان طريتين من شفتيه . برشاقة , هو هز رأسه . بدون كلمة , وضع فمه بلطف على فمها قبل ان يقودها بعيداً عن أشجار النخيل .
كرة ذهبية سخية , هيمنت الشمس على السماء عندما انتقلت السيارة على طول الطريق العام. قام ديلون بحديث سهل , كأن الشهوة تعود فقط الى بركة يظللها المطر. بينما اضطراب دماغها , حاولت لين ان توازي مزاجه.منتديات ليلاس
الرجال , قررت , يجب ان يكونوا أفضل قدرة للتعامل مع متطلبات الجسم أكثر من النساء مع متطلبات القلب. هو اشتهاها , حتى ولو لم يقل ذلك, فهي قد عرفت . السرعة , والقوة لمطلبه غير قابلين للخطأ . شعرت لين بتوردها يرتفع عندما تذكرت تجاوبها بدون اعتراض . مديرة رأسها كأنها مشغولة بالمنظر , حاولت ان تقرر أي طريق هو مفتوح امامها .
ستغادر كاواي في فترة اسبوع . الآن , هي لن تهجر فقط الوالد الذي اشتاقت اليه طول حياتها , بل الرجل الذي يتمسك بكل مطلب لقلبها . ربما , هي تأملت بتنهدية صغيرة , أنا دائماً مقدر لي ان أحب ما لن يكون لي . قالت ميري بأنني يجب أن أحارب كما تحارب النساء , لكنني لست ادري من اين أبدأ. ربما بكل امانة , أنا يجب ان اجد المكان والزمان لأخبر ديلون بمشاعري. اذا هو عرف انني لا اريد منه شيئاً سوى حبه , فقد نصنع بداية . انا استطيع ان اجد طريقة للبقاء هنا فترة اطول على الأقل . أنا استطيع الحصول على وظيفة . بمرور الزمن , هو قد يتعلم كيف يهتم بي . أضاء مزاج لين للفكرة . هي ركزت من جديد على محيطها.
" يا ديلون , ما الذي ينمو هناك ؟ هل هو خيزران ؟"
افدنة فوق افدنة من السيقان المتعملقة تحد الطريق . كتل من ذهب اسطواني تمتد على كل جانب .
" قصب سكر " اجاب , بدون ان ينظر الى الحقول .منتديات ليلاس

" إنها أشبه بالغابة " مسحورة , اطلت لين من النافذة , والريح لفحت وجهها " ليست عندي فكرة بأنه ينمو بهذا الطول"
" إنه ينمو لأكثر من عشرين قدماً , لكنه لا ينمو بسرعة كالغابة في هذه البقعة من العالم . إنه يحتاج الى سنة ونصف او سنتين ليصل الى كامل النمو "
" هناك الكثير " استدارت لين لتواجهه , ورفعت خصلات الشعر عن خديها " إنها مزرعة , على ما اعتقد , مع انه من الصعب الادارك بأن شخصاً واحداً يمتلك هذا القدر . إنه يحتاج الى يد عاملة هائلة لحصده "
" قليل " انعطف ديلون عن الطريق العام " النبات الذي ينمو تحت يحرق , ثم تقوم الآلات بتقطيع القصب. التقطيع باليد يستغرق وقتاً وهكذا فإن الآلا ت تخفض تكاليف الانتاج عندما تكون تكاليف اليد العاملة منخفضة . بالاضافة الى ذلك, هو عمل شاق"
" هل اشتغلت به؟" راقبت تكشيرة سريعة تضيء وجهه .
" مرة او مرتين , ولهذا فضلت الطيران "
حدقت لين حولها الى الحقول الشاسعة , وتعجبت متى يبدأ الحصاد , محاولة ان تتصور الآلات تشرح العيدان العملاقة.ريحانة
امضت لين بقية اليوم في غرفتها . هي حاولت ان لا تفكر بالمشهد في منزل ديلون , او بطريق العودة التي تلت ذلك . هي لم تكن واثقة ايهما كان أكثر استزافاً . لقد خطر لها انها هي وديلون لن يستمتعا بعلاقة حميمة لأكثر من عدة ساعات في كل مرة . لقد بدا مؤكداً ان وقت المغادرة قد حان . لدى مراجعة اموالها , هي اكتشفت ان ما لديها بالكاد يكفي لتذكرة العودة .
ان ذلك , هي ادركت بتنهيدة , سيتركها مفلسة فعلاً. توفيراتها الخاصة نفذت في معالجة ديون والدتها , واجرة الطائرة أكلت ما تبقى . هي لا تستطيع , هي صممت ان تعود الى فرنسا بدون فرنك في جيبها. اذا كان هناك تعقيد من أي نوع , فهي ستكون عاجزة عن معالجته , لماذا لم أتوقف للتفكير قبل حضوري الى هنا؟ هي سألت نفسها . الآن أنا وضعت نفسي في وضع مستحيل .
جالسة على السرير , فركت لين صدغاً متألماً وحاولت التفكير. هي لن تطلب المال من والدها . الكبرياء منعها من الابراق الى أي من الصديقات وطلب قرض. حدقت الى الكومة الصغيرة من الفواتير في احباط.

انتقلت الى خزانتها وفتحت علبة صغيرة . لعدة دقائق درست قفلاً ذهبياً صغيراً بداخلها . لقد كان هدية من والدها الى والدتها , وفانيسا اعطتها اياه في عيد ميلادها السادس عشر. هي تذكرت الفرحة التي شعرت بها عندما تلقته , مع ذلك بطريقة غير مباشرة , من والدها .
كانت ترتديه حتى ارتدت ثيابها لتطير الى هاواي . شعرت انه قد يسبب الألم لوالدها , فوضعته لين في علبته , آملة بأن الذكريات التعيسة ستدفن . لقد كان الشيء الوحيد الذي له قيمة هي تمتلكه , والآن عليها بيعه .ريحانة
فتح الباب , لين اخفت العلبة خلف ظهرها . تسللت ميري داخلة , كجبل من الألوان . تأملت وجه لين المتورد بحاجبين مرفوعين .
" هل فقدت شيئاً ما ؟"
" لا "
" اذن لا تظهري كالمذنبة , هنا " وضعت غمداً ازرق لامعاً وابيض براقاً على السرير " انه لك .ارتدي هذا الى ليوم غداً"
" اوه " حدقت لين الى طول الحرير الاصلي , وشعرت بسحره على بشرتها " انه جميل , أنا لا استطيع " رفعت عينيها الى عيني ميري مع خليط من الرغبة والندم " أنا لا استطيع أن آخذه ".منتديات ليلاس
" انت لا تحبين هديتي ؟" سألت ميري " أنت وقحة جداً"
" اوه لا " اصيبت بذعر للإهانة غير المقصودة , وبحثت لين عن تفسير " انه جميل , حقاً . انه فقط ..."
" يجب ان تتعلمي ان تقولي أشكرك ولا تجادلي . هذا سيناسب عظامك الهزيلة " اعطت ميري اطراقة رضا مستوعبة المرأة والحرير " غداً, أنا سأريك كيف تلفينه "
عاجزة عن منع نفسها , انتقلت لين لتتحسس القماش البارد تحت اصابعها " انت طفلة جميلة , يجب ان تبتسمي أكثر , عندما تبتسمين, الحزن يرحل "
شعرت بأن العلبة الصغيرة تزن كالحجر في يدها , رفعتها لين وفتحتها .منتديات ليلاس
" يا ميري , هل يمكنك ان تعلمينني اين استطيع بيع هذا ؟"
اصبع أسمر كبير تحسس الذهب قبل ان ترتفع عينا ميري النفاثتين . شاهدت لين الآن التقطيب المألوف بين حاجبيها " لماذا تريدين بيع شيء جميل كهذا ؟ هل هو لا يعجبك "
" لا , لا , أنا احبه كثيراً " عاجزة تحت نظرتها المباشرة , حركت لين كتفيها " أنا بحاجة الى المال "