" ليس معي منديل , لذا عليك ان تتدبري أمرك"
عند سماع صوت ديلون , ارتجفت لين وعانقت ركبتيها بشدة " من فضلك , ابتعد"
" ماهي المشكلة , ايتها الدوقة ؟" كان صوته خشناً ومتبرماً . لو كان لديها مزيد من الخبرة , فربما قد عرفت انزعاج الرجل بالدموع الانثوية " اذا كانت الامور لا تسير حسب الخطة , فالجلوس على الشاطئ والبكاء لن يساعدا . خاصة اذا لم يكن هناك شخص واحد قريب لكي يتعاطف"
" ابتعد " كررت , وابقت وجهها مدفوناً" اريد منك ان تتركني لوحدي . اريد ان أكون وحيدة "
" يجب ان تعتادي على ذلك " اجاب بدون مبالاة " أن انوي ابقاء عيني قريبة عليك حتى تعودي الى اوروبا . الكابتن لين جداً للوقوف طويلاً ضد الروتين البريء العذب"
قفزت لين ودفعت نفسها عليه . هو ترنح لحظة عندما اصابه الصاروخ الصغير على حين غرة " إنه والدي , هل تفهم ؟ والدي. أنا لي الحق بأن أكون معه . أنا لي الحق لأعرفه " بثورة لا جدوى منها , ضربت قبضتيها على صدره . هو تحمل الهجوم ببعض الدهشة قبل ان يمسك ذراعيها ويجرها اليه , وهي ما زالت تترنح .ريحانة
" هناك ثورة غضب تحت الجليد ! يمكنك دائماً ان تجربي الروتين حول عدم استلام رسائله , ذلك يجب ان يطيل حملتك "
" أنا لا اريد شفقته , هل تسمعني ؟" دفعت وضربت بينما ديلون يمسكها بأقل جهد " أنا فضل كراهيته بدلاً من عدم اهتمامه , لكنني افضل عدم اهتمامه بدلاً من شفقته "
" كوني ساكنة " أمرها , وقد فقد صبره بالمعركة " انت سوف تتأذين "
" أنا لن أكون ساكنة " تراجعت لين " أنا لست كلبة تغتسل على عتبته وتحتاج للتجفيف وتعطى زواية ويربت على رأسها . أنا سأقضي الاسبوعين ولن أدعك تفسدهما لي " القت برأسها الى الوراء . الدموع انهمرت بحرية , لكن عيناها الآن حملتا الغضب بدلاً من الندم " دعني أذهب ! أنا لا اريد منك ان تلمسني " بدأت تتعارك بحماس جديد , وترفس بحيث اوشكا ان يقعا على الرمال .

" حسناً, هذا يكفي " بسرعة , هو استعمل ذراعيه ليطوقها , وفمه ليسكتها .
كان يجرها الى دوامة تدور وتدور , حتى كل احساس بالزمن والوجود ضاع في التيار . هي تذوقت ملوحة دموعها مختلطة مع نكهة حيوية لاذعة تعود اليه . شعرت بحرارة سريعة ترتفع الى بشرتها فقاومت ضدها بيأس مثلما قاومت سجن ذراعيه . فمه اخذ فمها مرة اخرى , وأغراها لتعطي ما هي لم تفهمه بعد .ريحانة
على الفور هي فقدت كل مقاومة , وكل احساس بالذات . اصبحت كسيحة بين ذراعيه , وشفتاها استسلمتا. ابعدها ديلون وحتى بدون ان يدرك ماذا كانت تفعل , ولين القت برأسها على صدره . هي ارتعشت عندما شعرت بيده تداعب شعرها , فاقتربت منه أكثر . دافئة فجأة ولم تعد وحيدة , اغمضت عينيها وسمحت لسلسلة الانفعالات العاطفية بأن تأخذ مجراها .منتديات ليلاس
" فقط من أنت , يا لين سيمونز ؟" ابعدها ديلون من جديد . اغلق يداً حازمة تحت ذقنها عندما هي قاومت بعناد كي تبقي رأسها منخفضاً " انظري لي " امرها , كان الأمر حتمياً , بعيني ضيقتين بدون رحمة .
عيناها كانتا واسعتين, والدموع ترتعش على خديها وتتعلق برموشها . انتهى بحثه الى قسم متبرم .
" جليد , ثم نار , والآن دموع . لا, لا تفعلي " امرها عندما هي ناضلت لتخفض رأسها من جديد" أنا لست في مزاج لاختيار مقاوميت " اطلق نفساً عميقاً وانزل رأسه " أنت لن تكون شيئاً سوى المشاكل . كان يجب ان أرى ذلك من النظرة الاولى . لكنك هنا, ونحن سنتوصل الى اتفاق"
" يا سيد اوبريان ..."
" ديلون , لصالح الشفقة . دعينا لا نكون مضحكين أكثر مما هو "
" يا ديلون " كررت لين وهي تشفق على نفسها ." أنا لا اعتقد استطيع مناقشة اتفاق مع أي احد الليلة . فقط دعني اذهب , وتستطيع ان تضع اتفاقية غداً "
" لا , الاتفاق بسيط لأن كل بنوده لي"
" ذلك يبدو معقولاً للغاية " كانت مسرورة لأن السخرية حلت محل الدموع .ريحانة
" طالما انت هنا " تابع ديلون بلطف " سنكون معاً كالظل والخيال . أنا هو ملاكك الحارس حتى تعودين . اذا قمت بحركة خاطئة مع الكابتن . فسوف اهبط عليك بسرعة بحيث لا تستطعين ان ترفرفي تلك العينين الصغيرتين"

"هل والدي عاجز لدرجة انه يحتاج الى حماية من ابنته ؟ "مسحت دموعها بغضب .
" ليس هناك من رجل حي لا يحتاج الى حماية منك , ايتها الدوقة " أمال رأسه , ودرس وجهها المتوهج الرطب " اذا كنت عاملة , فأنت عاملة جيدة . واذا لم تكوني , فأنا سأعتذر حتى يحين الوقت "
" يمكنك ان تحفظ باعتذارك وتتناوله على الفطور , مع أي حظ , انت ستختنق عليه "
ألقى ديلون برأسه الى الوراء وضحك . غاضبة من الضحكة وتأثيرها عليها , لوحت بيدها لتصفعه على وجهه.منتديات ليلاس
" اوه , لا " امسك ديلون بمعصميها " لا تفسديها , فأنا سوف أرد لك الصفعة , وأنت تبدين جميلة عندما تنفثين اللهب , إنه سيكون كثيراً لذوقي من المدموازيل الباردة من باريس . اسمعي يا لين " اخذ نفساً مبالغاً فيه ليسيطر على ضحكته , وجدت نفسها تناضل لتتعامل مع الحركة التي تسببت بالطريقة التي بدا اسمها على شفتيه " دعينا نجرب هدنة , على الأقل امام الناس . وبوجه خاص , نقوم بجولة كل ليلة , مع او بدون قفازات "
" ذلك يجب ان يناسبك كفاية " تملصت لين من قبضته الرخوة وابعدت رأسها " أنت لديك فائدة كبيرة , فلديك وزنك وقوتك "
" نعم " كشر ديلون وحرك كتفيه " أتعلم لأعيش بهما . هيا تعالي " اخذ يدها بإيماءة ودية " الى الفراش , يجب ان تنهضي باكراً غداً , أنا لا احب أن أفقد الصباح"
" أنا لست ذاهبة معك غداً" طوت يدها وغرست كعبيها العاريين في الرمل " أنت ربما ستحاول اغراقي , ثم تخبيء جسدي في كهف ما "
تنهد ديلون في غضب ساخر " يا لين, اذا كان عليّ ان أجرك من السرير في الصباح , فستجدين نفسك تتعلمين مقداراً كبيراً من العوم . الآن , هل ستعودين الى المنزل , أم يجب عليّ أن احملك ؟"
" اذا كان باستطاعتك ان تضع غطرستك في زجاجة , يا ديلون اوبريان , فلن يكون هناك نقص في الوقود في هذا البلد !"
بهذا استدارت لين وهربت , راقبت ديلون حتى ابتلع الظلام شكلها الابيض , عندئذ هو انحنى ليستعيد حذاءها .
كان الصباح ذهبياً . كالمعتاد , استيقظت لين باكراً . للحظة, هي رفرفت عينيها في دهشة . جدران خضراء باردة حلت مكان جدرانها البيضاء , وظلال فتحة السقف علقت حيث هي توقعت ستائر مخططة باهتة .

بدلاً من مكتبها وقف مكتب من خشب الموغانو العادي فوقه مزهرية فيها ازهار قرمزية . لكنه الصمت هو الذي شوشها أكثر. لم تكن هناك قهقهات, ولا تدافع اقدام خارج بابها . الهدوء خرقه فقط طائر يغني اغنيته الصباحية خارج نافذتها . منتديات ليلاس
الذاكرة فاضت من جديد . مع تنهيدة , رقدت لين على وسادتها وتمنت لو تستطيع ان تنام ثانية . عادة النهوض باكراً كانت متأصلة . نهضت واخذت دوشاً , وارتدت ثيابها .
صديقة أقنعتها بقبول القرض لمايوه سباحة , ولين درست القطعتين الصغيرتين جداً. هي ارتدت ما كان يوصف بالبيكيني المعدل . الأزرق الفضي كان جديراً بالاطراء, يسلط الضوء على المنعطفات المثيرة, لكن لا كمية من التعديل يمكن ان تنتج عن مزيد من التغطية الأساسية . كان هناك بكل تأكيد الكثير منها ظاهراً والقليل جداً من المايوه.
" سخافة " تمتمت لين وعدلت خيوط الحمالة للمرة الاخيرة " النساء يرتدون هذه الاشياء ليلفتوا الانتباه "
هزيلة . بتكشيرة , هي تذكرت حكم ميري عليها. قامت لين بثنية اخيرة بدون أمل. أنا لا اعتقد ان كل اسماء الباسيفيكي ستغير هذا النقص. ارتدت الجينز الابيض وبلوزة قرمزية, وذكرت نفسها ان الشفقة لم يكن هو ما تحتاجه للتعامل مع ديلون اوبريان .ريحانة
عندما نزلت الى الطابق السفلي , سمعت لين التحركات التي ترافق منزلاً مستيقظاً. انتقلت بهدوء , نصف خائفة كيلا تزعج الروتين . في غرفة الطعام صبت الشمس ما يشبه سائلاً ذهبياً عبر النوافذ . واقفة في بركته , حدقت لين الى الاشجار الناعمة والازهار البراقة . مسحورة بالمشهد , قررت ان لا تسمح لشيء بأن يفسد كمال النهار . الشمس اليوم كانت براقة ومليئة بالأمل .منتديات ليلاس
" تعالي" قال ديلون برشاقة مفاجئة عندما أسر يدها " دعينا نبدأ " رفع حقيبة باهتة وألقاها على كتفه عندما عبرا الباب الامامي " اين مايوهك ؟"
" لقد ارتديته "
الممر الذي سلكاه كان درباً قذراً. على طول حدوده , ازهار وسرخس زحفت لتغطي الطريق. تعجبت لين اذا كان هناك مكان آخر على الارض حيث الألوان لها مثل هذا الصفاء او حيث الخضرة لديها العديد من الظلال . رائحة ازهار الفانيليا اضافت لسعة لهواء البحر الرطب. بصرخة عالية عبرت قبرة السماء واختفت . لين وديلون سارا في صمت عندما انصبت الشمس فوق رأسيمها .

كان الخليج منعزلاً ومحمياً بأشجار النخيل . في الجمال الغريب لكاواي , هو كان ماسياً مذهلاً . بصرخة فرح , بدأت لين تشد ديلون عبر اشجار النخيل والى الحرارة البيضاء للشمس والرمل.
" اوه , إنه جميل! " دارت دورتين سريعتين كأنها تضمن استيعاب كل العجائب الجديدة " انه كامل , كامل تماماً"
راقبت ابتسامته تومض مثل ريح رشيقة . لقد طاردت السحب , وللحظة ثمينة , كان هناك تفهم بينهما بدل التوتر . لقد تدفق من الرجل الى المرأة بالسهولة التي لم تكن متوقعة كما كان ملطفاً. عبوسه عاد في الحال , وديلون جثم ليفتش عبر الحقيبة . هو سحب طوافات وأقنعة .
" الطوافات سهلة مرة واحدة عندما تتعلمين الاسترخاء والتنفس بشكل لائق . من المهم ان تكوني مسترخية ويقظة " بدأ يرشدها بمصطلحات بسيطة , ويشرح طرق التنفس ويعدل قناع لين .
" ليست هناك حاجة لأكون تعليمية تماماً" قالت اخيراً " أنا أؤكد لك, أنا عندي دماغ عامل, معظم الاشياء لا تحتاج للتكرار أكثر من أربع او خمس مرات قبل ان التقط المعنى "
" هذا جميل " ناولها طوافة وقناعاً " دعينا نجربهما في الماء" خلع قميصه , وألقاه على الحقيبة . هو وقف فوقها يعدل حزام قناعه .منتديات ليلاس
اخذت تتأمل الشعر الاسود على صدره البرونزي . بشرته تمتد فوق قفصه صدره , ثم تستدق الى خصره الضيق. مع بعض الدهشة , شعرت لين بألم يبدأ في معدتها وينتقل بدفء عبر عروقها . اخفضت عينيها للرمل.
" اخلعي ثيابك" عينا لين اتسعتا , تراجعت خطوة سريعة الى الوراء " ما لم تكوني تنوين السباحة بهم "اضاف ديلون , شفتاه التوتا قبل ان يستدير ويتجه نحو الماء.
مرتبكة , لين بذلت قصارى جهدها لتنافس حالته العرضية . بخجل خلعت بلوزتها, وانزلت الجينز وطوتهما ولحقت ديلون باتجاه الخليج . انتظرها , والماء يلعق فوق فخذيه. عيناه سافرتا فوق كل بوصة من بشرتها العارية قبل ان تستريحا على وجهها.
" ظلي قريبة " أمرها عندما وقفت بجانبه " نحن سنكشط السطح حتى تطوفي " انزل قناعها فوق عينيها وعدله .
بسهولة , هما انتقلا على طول المياه القليلة العمق حيث ضرب ضوء الشمس القاع الناعم وانحسر البحر ورقص وتمايل . ناسية تعليماتها , لين تنفست الماء بدل الهواء وطفت على السطح مختنقة .