" هو لم يكتب لي أبداً ! " سارت الى حيث جلس ديلون " ولا مرة واحدة في كل تلك السنوات . كل الرسائل التي ارسلتها اعيدت لأنه انتقل بعيداً بدون حتى ان يعلمني الى اين "
ببطء , سحق ديلون سيجارته ونهض ليواجهها . " هل تتوقعين مني ان اصدق ذلك ؟انت تلعبين مع الشخص الخاطئ يا آنسة سيمونز . أنا رأيت رسائل الكابتن , والشيكات كل شهر "
مرر اصبعه على ثنية طقمه " يبدو انك قد اخذتها لاستعمال جيد "
" أنا اقول لك بأنني لم استلم اية رسائل " ضربت لين بيدها وامالت رأسها لتواجه عينيه " أنا لم استلم كلمة واحدة من والدي منذ كنت في السابعة من عمري"
" يا آنسة سيمونز , أنا ارسلت بنفسي أكثر من رسالة واحدة بالبريد , مع انني شعرت بإغراء في أن ألقيها في الباسيفيكي . هدايا ايضاً , لعب في السنوات الأولى . يجب ان تكون لديك مجموعة من لعب البورسلين ثم كانت هناك مجوهرات . أنا اتذكر عيد ميلادك الثامن عشر بوضوح تام . اقراط واوبال على هيئة زهور ".منتديات ليلاس
" أقراط " همست لين . شعرت بأن الغرفة تميل ثانية فغرست اسنانها في شفتيها وهزت رأسها .
" هذا صحيح " كان صوته قاسياً عندما هو انتقل ليصب لنفسه مشروباً آخر . " وجميعها ارسلت الى نفس العنوان : 17 شارع كونكورد باريس"
انخفض لونها من جديد , وهي رفعت يداً الى صدغها " انه عنوان والدتي " تمتمت , واستدارت بعيداً لتجلس قبل ان تنهار ساقاها " لقد كنت في المدرسة , والدتي عاشت هناك"
" نعم " اخذ ديلون رشفة سريعة واستقر على الصوفا من جديد " تعليمك كان طويلاً وباهظ التكاليف"
افتكرت لين للحظة المدرسة الداخلية بطعامها البسيط , والشراشف القطنية , والسقف الذي يدلف . هي ضغطت اصابعها على عينيها " أنا لم أكن مدركة ان والدي كان يدفع لتعليمي ".منتديات ليلاس
" اذن من تعتقدين كان يدفع للمراويل الفرنسية والدروس الفنية ؟"
تنهدت , ملسوعة بحدة لهجته . يداها رفرفتا باختصار قبل ان تسقطا في حضنها " فانيسا ... والدتي قالت بأن لديها دخلاً . أنا لم استجوبها . يجب ان تكون قد اخفت رسائل والدي عني "

كان صوت لين خاملاً, وديلون انتقل بتبرم مفاجئ " هل تلك هي النغمة التي ستعزفينها للكابتن ؟ انت تجعلينها مقنعة تماماً ".منتديات ليلاس
" لا, الأمر قلما يهمني عند هذه النقطة , أليس كذلك ؟ على اي حال , أنا اشك اذا كان هو سيصدقني أكثر منك . أنا سأجعل زيارتي قصيرة , ثم اعود الى فرنسا " رفعت كأسها وحدقت في السائل العنبري , متعجبة اذا كان هو مسؤولاً عن تخديرها " أنا اريد اسبوعاً او اثنين , أنا سأقدر ذلك اذا أنت لم تذكر هذه المناقشة لوالدي , انها فقط ستعرقل الأمور "
اطلق ديلون ضحكة قصيرة وشرب من كأسه " ليست عندي نية في ان اخبره أي جزء من هذه القصة الصغيرة للجنيات "
" اريد كلمتك يا سيد اوبريان " مندهشاً بالقلق في صوتها , نظر ديلون اليها " أنا اريد كلمتك " هي التقت عينيه بدون ارتعاش .
" لك كلمتي يا آنسة سيمونز " وافق اخيراً .
حانية رأسها , نهضت ورفعت قبعتها ومحفظتها على الطاولة " أنا ارغب في الصعود الى غرفتي الآن . متعبة جداً"
" الباب الثالث على يمنيك "
كان عابساً في مشروبه . لين , بدون نظرة الى الوراء , سارت الى غرفتها .
واجهت لين المرآة . رأت وجهاً شاحباً, تهمين عليه عينان مظللتان واسعتان . وضعت احمر شفاهها, ووضعت لوناً مستعاراً على خديها .
عرفت اخطاء والدتها : الأنانية , وقلة الوعي . كطفلة , كان من السهل التغاضي عن الأخطاء والتعويض بالزيارات متباعدة وقصيرة . لقد اصبح روتينياً لها تمضية اجازاتها في المدرسة مع الراهبات . هي بدأت ترى , عبر منظورية المسافة , يأس والدتها وتعطشها للشباب , وقبضتها الأنانية على جمالها الخاص. ابنة شابة بأطراف ثابتة وبشرة غير مخططة كانت عائقاً أكثر من انجاز . الابنة الشابة كانت تذكيراً للموت المفاجئ للمرء.ريحانة
كانت دائماً تخشى الخسارة , فكرت لين . نظارة شبابها , صديقاتها , رجالها . كل انواع الكريم والجرعات . هي تنهدت واغمضت عينيها . كل الأصباغ والمحاليل. كانت هناك مجموعة من لعب فانيسا , او هكذا هي فكرت .

12 لعبة بورسلين , كل واحدة من بلد مختلف . فكرت كم كانت جميلة اللعبة الاسبانية مع مشطها العالي والحجاب الجميل. والأقراط ... ألقت لين فرشاتها ودارت حول الغرفة . تلك الأقراط الاوبال الجميلة التي بدت ناعمة في أذني فانيسا . أنا اتذكر بأنني رأيتها ترتديها , تماماً كما اتذكر انني وضعتها في اللائحة مع اللعب البورسلين لكي تباع بالمزاد , كم هو ابعدته عني ؟ بجهالة , حدقت لين خارج نافذتها . الزخرفة غير المعقولة لأزهار الجزيرة قد لا تكون موجودة .
أي نوع من النساء هي كانت لكي تحتفظ بما هو لي بملذاتها الخاصة ؟ لكي تدعني أفكر, سنة بعد سنة , ان والدي قد نسيني ؟ هي ابعدته عني , حتى كلماته على الورق . أنا امقتها لذلك, كم أنا مقتها لذلك, ليس من اجل المال , بل لأجل الكذب والخسارة . يجب ان تكون قد استعملت الشيكات للاحتفاظ بشقتها في باريس , ولكل تلك الثياب وكل تلك الحفلات . اغلقت لين عينيها بإحكام على موجات الثورة . على الأقل أنا عرفت الآن لماذا هي اخذتني معها الى فرنسا : كبوليصة تأمين . هي عاشت عن طريقي لحوالي خمس عشرة سنة , وحتى ذلك لم يكن كافياً . شعرت لين بالدموع تعتصر جفنيها المفلقين . اوه, كم يكرهني الكابتن . كم يجب ان يكرهني لنكران الجميل والبرود. هو لن يصدقني . تنهدت , وتذكرت ردة فعل والدها عند ظهورها . " انت لديك مظهر والدتك " فتحت عينيها , وسارت ودرست وجهها في المرآة .ريحانة
لقد كان ذلك صحيحاً , قررت عندما مررت رؤوس اصابعها على طول خديها . الشبه كان هناك في التركيب العظمي , وفي اللون. عبست لين , ولم تجد متعة في ارثها . عليه فقط ان ينظر لي لكي يراها . عليه فقط ان ينظر لي لكي يتذكر. هو سيفكر كما يفكر ديلون اوبريان . كيف يمكنه ان يتوقع اي شيء آخر؟ لعدة لحظات, لين وانعاكسها حدقا فقط لبعضهما البعض. لكن ربما, هي تسلت , وشفتها السفلى اندفعت الى الامام في تفكير , في اسبوع او اثنين أنا قد انقذ شيئاً ما مما اعتاد ان يكون , جزء ما من الصداقة . سأكون قانعة بذلك. لكن يجب ان لا يفكر بأنني جئت من اجل المال, لذا يجب أن أكون حذرة بأن لا يكتشف القليل الذي بقي معي . أكثر من أي شيء آخر , أنا سأكون حذرة حيال السيد اوبريان .منتديات ليلاس
رجل مقيت , فكرت في ثورة غضب جديدة . هو بكل تأكيد أكثر الرجال الذين التقيتهم قلة أدب وفظاظة . هو أسوأ بكثير , من أي شخص من الذين كانوا يحومون حول فانيسا .

على الأقل هم استطاعوا ارتداء معطف خفيف من الاحترام . ربما الكابتن التقطه عن الشاطئ بدافع الشفقة وجعله شريكاً له . له عينين وقحتين, هي اضافت , ورفعت فرشاتها ودسته في شعرها . دائماً ينظر اليك كأنه عرف كيف ستشعرين بين ذراعيه . هو لا شيء سوى مفتون بالنساء . ألقت فرشاتها , وحدقت الى المرآة في الزجاج . هو مجرد مفتون بالنساء, متغطرس , قليل الحياء. انظري الى الطريقة التي تصرف بها على الطائرة .
النظرة تلاشت عندما رفعت اصبعاً لتفركه فوق شفتيها . ذكرى اسرهما المضطرب فاض من جديد . لقد تم تقبيلك من قبل, هي وعظت وهزت رأسها للأحاسيس التي تردد صداها . ليست كذلك , صوت صغير ألح . لن تكون كذلك.منتديات ليلاس
" اوه , لعنة على الشيطان ديلون اوبريان !" تمتمت بصوت عال , وقاومت الحافز بأن تصفع باب غرفة نومها وهي في طريقها الى الخارج .
ترددت لين لدى سماع صوت من اصوات الذكور . كان صوتاً جديداً لواحد اعتاد عموماً على مرافقة انثى , وهي وجدته ممتعاً . كان هناك خليط عميقاً من نغمات والدها وهدير ديلون . هي سمعت ضحكة مثيرة , وهي عبست عندما عرفت انها لديلون . بهدوء , هي نزلت بقية الدرجات وانتقلت الى المدخل.
كانا جالسين باسترخاء . كان ديلون ممدداً على الصوفا , ووالدها في كرسي . دخان الغليون ارتفع من صينية بجانبه . كلاهما كانا مسترخيين وقانعين برفقة بعضهما لدرجة ان لين شعرت بحافز لكي تتراجع وتتركهما بدون ازعاج . بضربة حسد سريعة , هي اخذت خطوة الى الوراء.
حركتها لفتت انتباه ديلون . قبل ان تتمكن من المغادرة , عيناه امسكتاها بلا حراك كأن ذراعيه وصلتا لأسرها . هي بدلت الطقم السفسطائي الذي ارتدته لرحلة الطائرة الى ثوب ابيض بسيط من خزانة ثيابها . غير مزخرف وأصيل , هو أكد شبابها وبراءتها النحيلة . متتبعاً وجهة تأمل ديلون , الكابتن شاهد لين ونهض , عندما وقف ليونته تحولت الى فظاظة .منتديات ليلاس
" هاللو , يا لين , هل استقريت تماماً ؟"
ارغمت لين نفسها على تحويل انتباهها من ديلون الى والدها .
" نعم , اشكرك " الترطيب لشفتيها كان الاشارة الخارجية الأولى للأعصاب . " الغرفة جميلة , أنا آسفة , هل قاطعتكما ؟" يداها لوحتا مرة واحدة , ثم انضمتا بارتخاء ساكنتين .

" لا ... آه , ادخلي واجلسي . مجرد حديث قصير"
ترددت ثانية قبل ان تخطو الى داخل الغرفة .
" هل تريدين مشروباً ؟" انتقل الكابتن الى البار واحضر اقداحاً. ديلون بقي صامتاً وجالساً.
" العشاء" الاعلان المفاجئ لميري اذهل لين اشارت باصبع اتهام الى لين , ثم عقفته بإيماءة آمرة " تعالي وكلي , ولا تلتقطي طعامك . انت نحيلة جداً" تمتمت وابتعدت .
ذراع لين أسرت عندما ساروا في أثر ميري. ديلون اعاق تقدمها حتى اصبحا وحيدين في الرواق .
" اشكرك على دخولك . لقد كنت صورة عن العذراء الشابة الطاهرة "
" ليس لدي شك في أنك ترغب بأن تقدمني الى أقرب إله بركان يا سيد اوبريان , لكن ربما ستسمح لي بتناول آخر وجبة لي بسلام "
" يا آنسة سيمونز " انحنى بشهامة مفرطة وزاد قبضته على ذراعها " حتى انني استطيع تحريك نفسي في مناسبة لمرافقة سيدة الى العشاء"
" ربما بمقدار كبير من التركيز , يمكنك انجاز هذا العمل الفذ بدون ان تكسر ذراعي "
صرّت لين على اسنانها عندما دخلا غرفة الطعام الزجاجية المغلقة . سحب ديلون كرسياً لها . نظرت اليه ببرود " اشكرك , يا سيد اوبريان " تمتمت عندما اندست الى كرسيها . رجل مقيت !.منتديات ليلاس
فيما بعد ذلك المساء , شعرت لين بالاختناق في غرفتها . كان المنزل هادئاً . القمر الاستوائي ارتفع وهي استطاعت ان ترى الستائر تهتز مع همسات لطيفة من الهواء المعطر . عاجزة عن تحمل الوحدة للجدران الاربعة , هي تسللت بهدوء الى الطابق السفلي والى الليل . عندما تجولت بدون اكتراث للمكان الذي تقصده , هي استطاعت ان تسمع طيور الليل تنادي بعضها , مخترقة السكون بموسيقى غريبة . هي اصغت الى هدير البحر فخلعت حذاءها لتسير على الرمل الناعم لكي تقابله .
كانت المياه ترغي وتزبد على الرمال وتلعق عائدة الى رحم زرقة منتصف الليل . تنفست لين بعمق رائحتها , المخلوطة بالهواء المعطر .منتديات ليلاس
لكن هذه الجنة لم تكن لها . ديلون ووالدها قد طرداها . إنها نفس القصة من جديد. تذكرت كم كانت هي معزولة عن زياراتها لمنزل والدتها في باريس . من جديد متطفلة , قررت لين , وتعجبت اذا كانت لديها القوة او الارادة لمواصلة الحفلة التنكرية الباسمة لحتى اسبوع برفقة والدها . مكانها لم يعد معه أكثر مما كان مع فانيسا . هبطت الى الرمل , ووضعت لين ركبتيها الى صدرها وبكت لسنوات الخسارة .