كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: جزيرة الزهور - لوريس غرانت - من روايات غادة المكتوبة
يداه امسكتا بخصرها قبل ان تنزل قدميها . للحظة , امسكها معلقة . مع وجهيهما فقط على بعد عدة بوصات , وجدت لين عينيه تسجانها . لم تعرف عينين هكذا خضراوين او هكذا قاهرتين .
" راقبي خطوتك " امرها , ثم انزلها الى الارض.
تراجعت لين , متقهقرة من العدائية في صوته . جمعت شجاعتها , ورفعت ذقنها وتمسكت بأرضها " يا سيد اوبريان, هلا تكرمت بإعلامي اين اجد والدي"
حدق لحظة , وهي اعتقدت انه بكل بساطة سيرفض ويتركها . بسرعة , هو أومأ نحو مبنى أبيض صغير " مكتبه هناك " صاح قبل ان يستدير ويخطو بعيداً.
المبنى الذي وصلت اليه لين كان كوخاً متوسط الحجم . تحف مدخله اشجار النخيل والازهار . بيدين مرتعشتين , دخلت لين . شعرت كأن ركبتيها توشكان ان تذوبا تحتها , وكأن طرقات قلبها توشك ان تنفجر من رأسها . ماذا ستقول للرجل الذي تركها تتعثر في الوحدة لمدة خمسة عشر سنة ؟ اية كلمات كانت هناك لتصل الهوة وتعبر عن الحاجة التي لم تمت ؟ هل هي بحاجة لتوجيه اسئلة , أم هل تستطيع ان تنسى لماذا وتتقبل الواقع فقط ؟
صورة لين لجميس سيمونز كانت صافية وواضحة كالأمس, هي لم تكن مظلمة بظلال الزمن . هو قد يكون أكبر, ذكرت نفسها , وهي كانت أكبر كذلك . هي لم تعد طفلة تجري وراء لعبة , بل امرأة تقابل والدها . هما لم يكونا نفس الشيء كما كانا . ربما كان ذلك بحد ذاته ذو فائدة .ريحانة
كانت الغرفة الخارجية للكوخ مهجورة . كان لدى لين انطباع غامض للأثاث البسيط . نظرت حولها , وشعرت بالوحدة وعدم الاطمئنان , أشبه بشبح من الماضي , وصل صوته , يطل عبر باب مفتوح . مقتربة نحو الصوت , راقبت لين عندما كان والدها يتحدث على الهاتف في مكتبه.
استطاعت ان تشاهد التغييرات التي صنعها السن على وجهه, لكن ذاكرتها كانت دقيقة . الشمس سمرت بشرته ووضعت خطوطها عليها , لكن ملامحه لم تكن غريبة عليها . حاجباه الكثيفان كانا رماديان الآن , لكنهما ما زالا بارزين فوق عينيه العسليتين . كان الأنف لا يزال قوياً ومستقيماً فوق الفم الطويل الرقيق . شعره بقي ممتلئاً , مع ان الشيب قد خط حاجبيه .
ضغط شفتيه معاً عندما أعاد السماعة , عندئذ ابتلعت ريقها , وتكلمت لين في ذاكرة ناعمة .
|