فيليب , ارجوك , كن واضحاً , لن نبدأ حياتنا بمزيد من الغموض
قريباً , أخبرك بكل شئ , والآن هيا بنا نرقص , انهم يعزفون لحننا.
قادها فيليب الى وسط الحلبة وسط تصفيق الجميع وضمها اليه بحنان كبير.
دعينا نتمتع بالوقت الحاضر , يا حبيبتى
وضعت يدها على كتفه ونظرت مباشرة الى عينيه.
أتحبنى حقاً ؟
أنت امرأة حياتى الوحيدة
فيليب , يجب أن تعلم اننى لن أحتمل ابداً فكرة أن تخوننى مع أية امرأة أخرى
أن الغيرة دليل على الحب , أنا أيضاً لن أسمح لرجل آخر بالاقتراب منك مهما كانت الظروف , ضعى هذا الكلام فى رأسك , مهما حصل , لن يلمسك رجل آخر
حبيبى وأسندت رأسها على صدره لتستمع الى دقات قلبه .

بعد أن تقبلا التهانى , قاد فيليب سيارته وعروسه الى جانبه.
الآن بدأت حياتنا المشتركة , كيف تتخيلينها ؟ سألها مبتسماً وهو يمسك يدها.
أتخيلها مليئة بالسعادة الى جانبك , نحن معاً وللأبد.
لكن عندما دخلا الى شقته , تبدل موقف فيليب وبدا لها أنه اصبح رجلاً آخر , رافقها الى غرفتها بصمت لكنه لم يدخل معها.
تصبحين على خير واتجه الى غرفته.
فيليب ... نادته وتبعته فى الممر :
هل ستنام الآن ؟ سألته بدهشة.
نعم , أنا متعب وأنت أيضاً . أراك فى الصباح .
ولكن ... اننا ... قالت متلعثمة وهى تمسك ذراعه.
دعينى ودخل الى غرفته وصفق الباب وراءه تاركاً لين فى الممر تقف مذهولة.

-7-

لم تتحرك من مكانها الا عندما سمعت صوت الدوش فى الحمام . أنه يستحم بالتأكيد , ولكن لماذا انقلب هكذا ؟ ما الذى يعذبه ويبعده عن زوجته فى ليلة الزفاف .
عادت لين الى غرفتها وخلعت ملابسها وتأخرت طويلاً تحت مياه الدوش علها تستيقظ من هذا الحلم المزعج.
لكنها لم تجد أى تفسير لتصرفات زوجها.
خرجت أخيراً من الحمام وهى تأمل أن تجده فى غرفتها لكنه لم يكن هناك , فأطرقت السمع ولكن المنزل كله غارق فى الصمت . فرمت نفسها على السرير تمسح دموعها ... لم تكن تتخيل أبداً أن ليلة زفافها ستنتهى بهذا الشكل , ولكن قد يكون لدى فيليب أسباب فيجب أن تهدأ وتعرف كيف تتصرف معه كى لا تزداد حالته سوءاً.
كم تتمنى لو أنه يفتح لها قلبه ويكلمها عن متاعبه , وكم تتمنى لو تستطيع التخفيف عنه. وتساءلت فجأة لماذا لم تدخل اليه , انه زوجها ولا يجب أن يكون هناك أبواب مغلقة بينهما.

ولكن كرامتها لم تسمح لها , فهى بالنهاية امرأة ويجب على الرجل أن يقوم هو بالخطوة الأولى , وان لم يفعل فهى ستساعده على حل مشكلته وستشجعه على مشاركته غرفتها . ربما يعانى من عقدة نفسية أو من مرض ما , وهى الوحيدة التى من واجبها التحمل والصبر , خاصة وأنها تحبه وترغب باسعاده.
استيقظت فى الصباح فتوجهت على الفور الى غرفته لكنها لم تجده , سريره مرتبا وكأنه لم يبت ليلته هنا . بحثت عنه فى بقية الغرف ولم تجده أيضا.
يا الهى ! المسألة تبدة معقدة أكثر مما اعتقدت , كانت تظن أنه سيستيقظ هذا الصباح وقد غير موقفه ليأتى ويعتذر منها ويعوض عما فعله مساء أمس . حتى أنه لم يترك رسالة ما.
بدلت ملابسها وهى تحدث نفسها , لا بد أن يأتى بين لحظة وأخرى . اذا كان هناك ما يشغله , سيتصل بالتأكيد . لا يمكنه أن يتركها مهملة هكذا.

أعدت لنفسها الفطور ثم تلاه الغداء ولا أثر لزوجها ولا خبر , وعندما غابت الشمس كانت لين قد بدأت تيأس من عودته وقد أصبحت عاجزة عن التفكير . فخطر ببالها أن تتصل بوالدها , لكنها لم تكن تدرى ماذا تقول له , أتخبره بأن زوجها تخلى عنها فى اول يوم من زواجهما ؟ لا , لا يمكنها ذلك . وليس أمامها سوى الانتظار.

انتصف الليل , فلجأت الى سريرها والدموع تلهب خديها .. وفى الصباح الباكر. استيقظت على نور الشمس الذى دخل بين الستائر , ففتحت عينيها ببطء واعتقدت انها تحلم عندما رأت فيليب يجلس على الكرسى بجانب سريرها يتأملها بصمت.
فيليب ... صرخت وهبت واقفة :
أين كنت ... ؟
لكنها قطعت كلامها عندما رأت شحوب وجهه وذقنه التى لم يحلقها.