-6-

وضع فيليب يديه على كتفيها ونظر اليها بحب وحنان.
أيناسبك أن نتزوج بعد عشرة ايام ؟ أعتقد أن هذه المدة ستكون كافية كى تستعدى . ما رأيك ؟
حسناً , ولكن ...
ضمها اليه وداعب شعرها بحنان لكنه لم يحاول أن يقبلها.
فرفعت وجهها نحوه
أحبك وارغب بأن اسمع منك مثل هذه الكلمة.
أحبك , أحبك.
لين ...
فيليب ...
لن أتمكن من الانتظار عشرة ايام أخرى ...
فيليب تمتمت باسمه وأغمضت عينيها , فهى ايضاً تحبه وتريد البقاء معه , لكن لا يجب أن تستسلم لعواطفها الآن , يجب أن تمنح علاقتهما مزيداً من العمق.
فيليب , يجب أن أعود

لا أستطيع الابتعاد عنك , يا حبيبتى
لا يزال هناك أمور كثيرة نتحدث فيها , حفل الزفاف والثوب الابيض والمدعويين ...
اترك لك الاهتمام بكل هذه الأمور , اختارى مكان الاحتفال وأنا سأحجز . أما بالنسبة بثوب الزفاف , فسيكون اجمل ثوب صمم لهذا العام , سنذهب معاً لاختياره.
والآن , اسمحى لى أن اقدم لك خاتم الخطوبة.
ومتى اشتريته ؟ وهل كنت واثقاً من موافقتى ؟
للحقيقة لم أكن واثقاً تماماً ومع هذا جازفت بشراء هذا الخاتم بعد ظهر اليوم عندما تركتك ونهض وتناول علبة حمراء صغيرة من جيب سترته التى كان قد تركها على الكرسى.
هات يدك
ودس الخاتم الألماسى فى اصبعها ثم طبع قبلة على أصابعها وضمها اليه بصمت.
فيليب , أنت تقلقنى ...
هيا بنا
ولكن , انت وعدتنى أن تفتح لى قلبك ذات يوم ...
بعد الزفاف , يا حبيبتى . ارجوك , انسى هذا الموضوع , لا تزيدى من عذابى
فيليب ... لماذا تتعذب ؟
لأننى احبك , صدقينى . ولن اشعر بالراحة الا عندما أعلم أنك أصبحت زوجتى.

فى اليوم التالى , لم تذهب لين الى عملها , اصطحبها فيليب الى دور الأزياء والمتاجر , وكان يشترى كل ما يعجبها ويطرى على جمالها كلما جربت ثوباً.
سرت لين كثيراً برفقته هذا اليوم ولم تشعر معه بأى ملل , لكنها دهشت كثيراً عندما رفض اصطحابها الى متجر السيدة ماثر ومعرضها.
ولكن لماذا ؟ قالت بأن لديها أزياء جميلة لموسم الصيف القادم.
نعم , لديها اشياء جميلة , لكننى لا أريد ان نشترى شيئا من تصميمها
لماذا ؟ سألته باصرار
بامكانى ان أقدم لك أى شئ تشيرين اليه بأصبعك , ولكن انسى أمر السيدة ماثر.
هل أنتما على خلاف بشأن العمل ؟
نعم , نعم , نحن مختلفان بشأن العمل وغير الموضوع بسرعة ودعاها لشرب القهوة فى احد المقاهى القريبة.

فى يوم الزفاف , كانت لين تتالق كالشمس الساطعة وسط المدعوين فى باحة حديقة منزل والدها وكان أكثر المدعوين من اصدقائها واصدقاء والدها . أما فيليب فقد جاء وحده وكان اشبه بالآلهة الاغريق ببذلته السوداء.
أنت أجمل عروس رأيتها فى حياتى همس بأذن لين بعد أن اطرى على جمال ثوبها.
أخفضت لين نظرها واحمر وجهها . فشد على يدها وأخذها جانباً بعيداً عن الجميع.
أسعيدة أنت ؟
أنه أجمل أيام حياتى
أحبك , لين , واتمنى اسعادك ... وضمها اليه بحنان.
وأنا أحبك , وسأحبك حتى آخر لحظة فى حياتى

لين ... بدأ بالكلام متلعثماً :
أخشى ان تكرهينى ذات يوم ... ونظر الى عينيها نظرات مليئة بالحب
ولماذا اكرهك ؟ ان حبك يملأ قلبى وجوارحى
هل تسامحيننى اذا بدر منى ما يزعجك
فيليب , لماذا تتكلم هكذا ؟ بدأت تقلقنى ...
أنا نفسى لا أعلم . لكننى أشعر بأنه يجب على أن أطلب السماح منك . أحبك واتمنى لو أن الظروف كانت مختلفة.
انهمرت دمعة من عين الفتاة وقد أحست بانقباض فى قلبها.