لست غاضبة منك , ولا أكن لك اية ضغينة . دعنى ...
اذا كان الأمر كذلك , فهذا يعنى أنك تقبلين دعوتى على الغداء على الأقل.
لا ... لا أريد أن ...
أرجوك , هناك أشياء أريد أن اقولها لك
قلها الآن قالت بعناد وهى تقف أمامه.
لا يمكننى ذلك فى المكتب سأنتظرك فى الساعة الثانية فى المطعم الذى فى آخر الشارع , أرجو أن لا تجعلينى أنتظر طويلا
قلت لك لا ...
الى اللقاء لين لفظ اسمها هذه المرة بلهجة دافئة وخرج.
يا الهى ! ماذا يريد منى ؟ تساءلت وهى لا تزال ترتعش.
أيريد أن يعبث بى مرة أخرى ؟ لا يبدو من كلامه أنه يريد أن يحدثها بالأعمال ,, اذاً ماذا يريد منها ؟
لن تذهب , ستتركه يتناول الغداء وحده , ليس لأنها لا ترغب برؤيته , لكن انتقاما منه لأنه تجاهلها يوم الحفلة وتركها برفقة جيرمى الممل السخيف , وانه سخر منها بينما هو عشيق كريستين.
ولكنها فى الساعة الثانية والربع لم تعد تقوى على البقاء فى المكتب فعادت عن قرارها وذهبت الى المطعم سيرا على الاقداك . ما أن دخلت المطعم حتى نهض فيليب عن كرسيه واتجه لاستقبالها.
كنت أخشى ان لا تأتى . ورافقها الى طاولته.
جلست لين دون أن تنظر اليه.

-5-


صفق فيليب للخادم وطلب الغداء , بينما لين تنقر الطاولة بأصابعها.
لماذا أنت متوترة ؟ سألها وهو يضع يده على يدها.
لا تلمسنى قالت له بحزم وهى ترفع يدها.
لين , اهدأى , أعرف أنك غاضبة منى , ولكن دعينى أتكلم ...
لهذا السبب أنا هنا , تكلم .
حسنا , بدون مقدمات , أريد الزواج منك.
سيد تورن , انت تدهشنى . سبق وطلبت يدى للزواج ورفضت فلماذا تكرر طلبك
حاولت أن لا أفكر بك لكننى لم أستطع , ضغطت على نفسى ولم أحاول الاتصال بك ولا التقرب منك , لكن هذا زادنى حبا بك ...
أرجوك , لا تتكلم عن الحب , وفر كلماتك هذه للسيدة ماثر.
السيدة ماثر ؟ وما دخلها فى ذلك ؟
لست أدرى , ولا أريد أن أدرى
أمسك يدها هذه المرة بحزم ولم يسمح لها بسحبها.

أتغارين منها ؟
ولماذا أغار ؟
لأنك تحبيننى كما أحبك
أنت واهم
ولماذا ترتجف يدك ؟ قال وهو ينظر مباشرة الى عينيها
أخفضت نظرها وأحست بأنها ستختنق.
لين , أحبك , واريدك أن تكونى امرأة حياتى الوحيدة , أما السيدة ماثر , فلا تربطنى بها الا علاقة العمل والصداقة أنا أشرف على تشييد فيلتها وقد دعوتها مساء السبت لحضور الحفلة لأننى أريد أن أستلم كل مشاريعها فى المستقبل , وقد سمعت أنها تفكر ببناء فيلا أخرى فى الريف.
أعرف أنك وصولى لا تهتم الا بنجاحك.
وهل هذا عيب ؟ أنا لم أصل الى ما أنا عليه بالسهل , صدقينى لقد تعذبت كثيرا كى أبنى حياتى
حقا ؟ سألته بدهشة.
ذات يوم ستعرفين كل شئ قال وقد قست ملامحه فجأة.

انها المرة الثانية التى تلمح فى نظراته شيئا من الحزن والغموض . فى المرة الأولى عندما ذكر والده والآن عندما تكلم عن ماضيه . لم تشأ ان تستوضحه أكثر.
تناولا الغداء بهدوء وصمت تقريبا ثم عاد فيليب يلح عليها بقبول الزواج منه.
لا تجيبى الآن , سأزورك فى المساء لأسمع جوابك , واذا وافقت , سأكلم والدك على الفور
أنت مستعجل جدا ... قالت وهى تنظر اليه وقد تخلت عن حدتها
لأننى لا أريد أن أراك برفقة رجل آخر مرة اخرى
تقصد جيرمى ؟
جيرمى وغيره . عندما ضايقك مساء السبت , كنت سأخنقه بيدى لكنك أحسنت بتركه وحده وسط الحلبة.
وهل لاحظت ذلك ؟ سألته بذهول وقد كانت تعتقد أنه لم يلتفت نحوها ابدا طوال السهرة.
لاحظت ذلك بالتأكيد , ومنذ تلك اللحظة قررت أن أطلب منك الزواج مرة ثانية لأحميك وأحتفظ بك لنفسى.
ولمس يديها بحنان , فلم تحاول سحبهما والتقت نظراتهما وفضحتها نظراتها , فرقع فيليب يديها الى فمه قبل راحتيهما ثم ترك يديها والتفت نحو النافذة المطلة على الشارع وظل شاردا.
فيليب ... نادته بقلق عندما طال شروده :
لماذا أنت ساهم ؟

فنظر اليها بتلك النظرة الحزينة التى سبق أن رأتها فى عينيه ولم يجبها.
فيليب ... ما الذى يشغلك ؟
أيهمك ذلك ؟
لا أحب أن أرى أحدا حزينا
تريديننى أن أكون سعيدا ؟
نعم
اذاً لا ترفضى الزواج منى , زواجنا سيسعدنى وسينسينى الماضى.
يبدو أن الماضى يؤثر عليك كثيراً
وأنت فقط القادرة على محوه فى ذاكرتى.
لم تصر لين على معرفة المزيد من ماضيه ولكنها أحست بالعطف عليه وتمنت أن تزيل مسحة الحزن عن وجهه . وعندما رافقها الى المنزل قال
سأزورك فى المساء , أرجو أن يكون جوابك بالايجاب.