لم تستطع لين أن تنام هذه الليلة , كانت أفكارها تجرها دائما للتساؤل عن طبيعة علاقة فيليب الى منزلها أم دعاها الى شقته ؟ وماذا يفعلان ؟ أيضمها اليه ويهمس بأذنها بأعذب الكلمات ؟
انقبض قلبها بألم . انها تغار ! كانت تعلم منذ البداية أنها ستتعذب من خلال معرفتها بهذا الشاب , وهذه الليلة , رأت الدليل ولمسته بيدها . كان يتسلى معها بكل بساطة بينما يهب قلبه لامرأة أخرى.
تقلبت طويلا فى الفراش , ماذا تفعل ؟ كيف ستتجنبه فى الأيام القادمة ؟ من المؤكد ستراه كثيرا بسبب ارتباطه الجديد مع والدها . وفكرت فى أن تمنح نفسها اجازة وتذهب لقضاء بضعة ايام عند عمتها . ولكن هذا غير ممكن مع كونها مسؤولة عن فسم السكرتيريا فى شركة والدها وهى التى توزع العمل على العاملين فى القسم كل صباح.
أفضل شئ تقوم به هو أن تتجاهله نهائيا وكأنه لم يدخل حياتها ولم يلمس قلبها . وتذكرت كيف كانت تتجاهل الكثيرين قبله فاطمئنت ونامت قبل بزوغ الفجر بقليل.

صباح يوم الاثنين , تفاجأت لين بفيليب يدخل مكتبها فأحست بارتباك وتساءلت ماذا يريد منها.
أيمكننى الجلوس ؟ سألها بأدب بعد أن حياها.
تفضل قالت له دون أن تنظر اليه.
كيف حالك , آنسة هوزون ؟
آنسة هوزون ؟ وهل نسى حتى اسمى ؟
بخير , ماذا تريد ؟ سألته بجفاف ونظرت اليه , لكنها لم تستطع أن تطيل النظر الى هاتين العينين العسليتين كى لا تضعف أمامه وكانت قد قررت أن تعامله بجفاف.
لدى اجتماع مع والدك , فرايت أن أمر على مكتبك أولا لأسأل عنك
حقا ؟ هذا لطف منك أجابته باستهزاء
للحقيقة , أرغب بدعوتك لتناول الغداء , هل توافقين ؟
ولماذا تدعونى ؟ سألته بدهشة وازدادت دقات قلبها.
كما تعلمين , من الآن وصاعدا سيكون لدى عمل مستمر مع والدك , ولا أريد ان تكونى حاقدة على أو ...

سيد تورن قالت بحدة وهى تنهض :
لست حاقدة عليك وليس هناك أى شئ بيننا ... أفهمت ؟
حسنا , حسنا , الأفضل أن نتكلم فى مكان آخر وبهدوء , أنسيت دعوة السيدة ماثر لك لحضور معرضها ؟
لم أنس ولن أذهب ولا يهمنى عرضها , ماذا تريد أيضا ؟ أجابته باحتقار وتقدمته نحو الباب.
ولكن لماذا أنت غاضبة منى ؟ سألها متظاهرا بالدهشة.
لست حاقدة عليك و ...
رن جرس الهاتف , فتناولت السماعة بعصبية وأدارت ظهرها لفيليب , فخرج وصفق الباب وراءه بحدة.
وبالفعل , لم تذهب للقائه وغادرت مكتبها كى لا يتصل بها وذهبت الى السوق لتشترى بعض الحاجيات رغم عدم حاجتها لها.
وظلت على موقفها ولم تستقبل أى اتصال منه خلال الأسبوع التالى حتى ملّ وتوقف عن الاتصال.
لكنها مساء يوم السبت شعرت بصداع قوى كعادتها كلما كانت متوترة فتناولت حبتين من دوائها وخلدت للنوم باكرا.

رن جرس الهاتف مرارا لكنها لم تجيب كى لا تسمع صوت فيليب.
فى اليوم التالى زارها جيرمى ولامها لعدم حضورها العرض , ووصفه بأنه أجمل عرض أزياء لموسم الصيف القادم , وكان سعيدا بتعرفه أكثر على السيدة ماثر.
ومن كان هناك ممن أعرفهم ؟ سألته الفتاة متظاهرة بالبراءة.
كان أغلب الحضور من طبقة المجتمع الراقى والمهتمين بالأزياء , بالاضافة بعض رجال الأعمال ومن بينهم ذلك المهندس الشاب الذى كان يبدو وكأنه زوجها ...

تقصد السيد تورن ؟
نعم.
انه ليس زوجها.
لكنه كان متحمسا جدا لعرضها وكانه شريك لها , وقد هنأها فى نهاية العرض بكل حرارة.
كتمت لين مشاعرها وحبست الدموع التى تصاعدت الى مقلتيها , وباتت تتمنى أن ترى فيليب لترميه بكل صفاته الحقيرة.
وقد سنحت لها الفرصة لتصب عليه جام غضبها واستيائها عندما دخل فجأة الى مكتبها بعد يومين.
صباح الخير قال مبتسما وهو يدنو منها.
أنت ؟ قالت بدهشة وارتباك :
ماذا تريد ؟
أريد دعوتك لتناول الغداء معى ...
يا الهى ! الا تفهم أننى لا أريد رؤيتك ولا ...
رفضك هذا يعنى أنك غاضبة منى , ولن أرتاح قبل أن أعلم أنك لا تكنين لى اية ضغينة ودار حول مكتبها ووقف بجانبها.