انتبهى , فالأعمال فى الورشة لا تزال فى أولها . انظرى جيدا أين تضعين قدميك.
ومتى ستنتهى من العمل منها.
بعد سنة , ولكن اذا أردت الاستعجال , فان العمل ينتهى عندئذ بعد ثمانية اشهر.
دخلا الى الفيلا التى لا تزال عبارة عن جدران بدون سقف وأخذ فيليب يشرح لها.
هذا هو المدخل شكله مربع , من هذا الباب تدخلين الى الصالون الكبير.
وساعدها على القفز فوق الحجارة
من الصالون تتفرع عدة ابواب واحد الى غرفة المكتب وآخر الى غرفة الطعام وثالث الى المطبخ ورابع الى غرفة الصالون الصغير.
وهذه ستكون غرفة المكتب ؟
نعم
لا يجب أن تطل على الشارع وضجيجه , يجب أن تكون فى مكان المطبخ.

والمطبخ , اين تريدينه ؟
يجب أن يكون قريبا من الشارع.
حسنا , لقد اقتنعت برأيك , أما الطابق العلوى , فسيكون له درج حلزونى يبدأ فى الجهة المقابلة لباب الدخول وسيضم أربعة غرف نوم لكل غرفة حمام خاص .
رائع . سيكون منزلا عائليا مثاليا.
الآن , ما رأيك بتصميم الحديقة ؟ قال وهو يقودها الى الخارج.
هنا سيكون جراج السيارات وهنا المسبح وهنا سيكون الملعب , لا تنسى أننى من محبى التنس.
لا بأس , لكن لا تجعل السور مرتفعا كثيرا , متر واحد يكفى.
كما تشائين.
كما أشاء ؟ وهل أنا من سيقيم فى هذا المنزل ؟
أتمنى ذلك !
فيليب , كفاك مزاحا وهيا بنا نعود , لقد أشرفت الشمس على المغيب.
لين , أنا لا امزح , أتقبلين بى زوجا لك ؟

-3-

تفاجأت لين كثيرا ولم تدرى ماذا تقول . لكن قلبها أخذ يدق دقات غريبة لم تعهدها من قبل.
لين أنا جاد فيما أقول , أتمنى أن توافقى على الزواج منى.
فيليب , لقد فاجأتنى , كما وأننا لم نلتق الا بالامس فقط ... أنا لا أعرفك جيدا وأنت لا تعرف عنى الا القليل ...
سيكون لدينا متسع من الوقت لنتعرف أكثر . لنعلن الخطوبة ريثما تستعدين , أنا أستأجر حاليا شقة مفروشة فى وسط العاصمة , نقيم فيها بانتظار انتهاء العمل فى بناء الفيلا ...
فيليب . هذا غير معقول !
ما هو الذى غير معقول , أن أرغب بالزواج منك أم أن نقيم فى شقة مفروشة مؤقتا ؟
نحن لم نلتق الا بالأمس ..
لكننى أشعر أننى أعرفك منذ مدة طويلة , وأمسك يديها بحنان.
وأشعر أنك أنت الامرأة التى كنت أبحث عنها.
لا , فيليب , أنت لا تعرف ما تقول قالت بحزم وهى تبتعد عنه.
لين , لقد أحببتك , لا تفسير آخر لما أشعر به نحوك ... وضمها اليه وبحث عن شفتيها.
قاومته فى البداية وأبعدت فمها عن فمه , لكن تحت لمسات يديه أحست بنيران الرغبة فقدمت له شفتيها وتوقفت عن المقاومة لتكتشف طعم قبلته ودفء صدره.

أحست لين بأنها على وشك الاستسلام التام له , وأنه من الأفضل ان تبتعد عنه قبل فوات الأوان.
فيليب , دعنى , ارجوك ...
لماذا , لين , ألا تعجبك قبلتى ؟
يجب أن اعود الى المنزل , لا أريد رؤيتك مرة ثانية , أفهمت ؟
صرخت بحدة وكانت ثورتها على نفسها أكثر مما هى ثورة عليه . وركضت باتجاه السيارة.
تبعها فيليب بسرعة وكان يبدو عليه القلق.
انتبهى , لين , انتظرى ...
وأمسك بها أمام باب السيارة.
أنا آسف , لم أستطع مقاومة سحرك وجاذبيتك , أعدك أن ...
أصبحت أعرف وعودك.
فتح لها باب السيارة وجلس خلف المقود لكنه لم يدر المحرك.
أعدنى الى المنزل.
ليس وأنت بهذه الحالة . ولكن ماذا اصابك , كنت أعتقد أنك تبادلينى مشاعرى وأنت بين ذراعى.
لا , هذا ليس صحيحا وأدارت وجهها نحو النافذة.
لا أريد رؤيتك من جديد . هذا كل ما فى الأمر.
حسنا , كما تشائين لن أحاول رؤيتك لبضعة ايام ولكنى لا أزال أرغب بالزواج منك , سأترك لك مجالا للتفكير.
وساد الصمت بينهما وطال الوقت الى أن أوصلها الى المنزل , فنزلت من السيارة وصفقت الباب وراءها بعنف وركضت نحو المنزل.

مر أسبوع ولم يتصل فيليب بها ولم يحاول رؤيتها.
ولكن لين أدركت أنها لن تتمكن من الاستمرار فى الكذب على نفسها أنها تحبه وترغب به بشكل قوى , صورته لا تبارح خيالها وطعم قبلته يحرمها النوم , لكنها كانت عنيفة معه بسبب خوفها من عنف مشاعرها , ففضلت قطع علاقة الحب هذه قبل أن تولد.
فى مساء يوم السبت , كان والدها يقيم حفل عشاء راقص فى فندق السان رايز الفخم بمناسبة توقيعه على عقد مغ قيليب تورن يتعهد فيليب من خلاله ببناء مركز تجارى وسط المدينة لوالدها.
عندما أخبرها والدها بذلك , تفاجأت كثيرا.
ما الذى يدهشك يا ابنتى ؟ فيليب شاب طموح ومهندس ناجح لقد رأيت بعض أعماله وعرض على تصميما مبدئيا اعجبنى.
هذا الشاب وصولى انتهازى أجابته بسرعة وحدة.
وما أدراك ؟ سألها مبتسما.
كان يريد الوصول الى ما يصبو اليه عن طريقة التودد الى.
ولكنه ناجح ومعروف , وانا الذى عرفته بك , أنسيت ؟
أنا لا أرتاح اليه , تصور , لقد عرض على الزواج.
حقا ؟ قال والدها وقد أشرق وجهه فجأة :
وبماذا اجبته ؟
بالرفض طبعا , وأنا لن أحضر حفلتك هذه
لا , لين , ارجوك , أنا أضع آمالا كبيرة على هذا المشروع ولا أريد أن يبدأ بخصام وعداء , أنا متأكد أن فيليب لن يضايقك , فهو شاب مهذب ولطيف.