شكرا لك , شارلز . أنا آسفة لأن فيليب كلمك بحدة و ...
انسى هذا الأمر , لقد اعتذر فيليب بنفسه وكان آسفا حقا , أنه نادم على كل شئ , لقد تحدثت معه طويلا وشرح لى موقفه , لقد وقع ضحية لكذب والده ووالدته , وقاسى كثيرا مع زوج والدته الذى كان يسئ معاملتهما , فتحمل وهو صغير السن كل هذا وأكبّ على علومه حتى أصبح مهندسا لامعا وهو يغذى فى نفسه رغبته بالانتقام ممن كان يعتقد أنه السبب . وعندما أدرك أنه كان مخطئا , لم يجرؤ على مقابلتك لأنه كما يقول أهانك كثيرا ...

ألم يقل لك بأنه طردنى عندما زرته ؟ حاولت ان اساعده على تخطى عقدته ...
أخبرنى بذلك , وهو يطمع فى تسامحك , قال بأنه قابل والدك من قبل وفاته بقليل وعرف الحقيقة , لكنه انتظر قليلا ليجد وسيلة لمصالحتك وبعد وفاة والدك أراد أن يتركك لبعض الوقت تقديرا لحزنك ...

كنت أتمنى أن يبقى بعد الدفن ليواسينى ويشاركنى حزنى , لكنه رجل بسرعة ولم يحاول أن يكلمنى.
أعلم انك تحبينه رغم كل شئ , الآن , كل الأمور أصبحت بيديك , أما أن تسامحيه وتبنى سعادتك معه , وأما أن تستسلمى لنفس الحقد الذى جعل فيليب يضحى بحبه.
فكرت لين طويلا بكلام شارلز , يبدو كلامه منطقيا , ولكن هل ستتمكن من الوثوق به مرة ثانية ؟ هل سيعاملها كزوجة وينسى الماضى نهائيا ؟
الآن وبعد أن جاء للبحث عنها , يمكنها أن تمنحه فرصة واذا لاحظت أنه لا يزال يكن حقدا قديما سترفض العودة اليه.
فى اليوم التالى اتصل فيليب هاتفيا يسأل عنها فتناولت سماعة الهاتف من يد ميلانى وأخبرت فيليب أنها ستعود الى منزل والدها بعد الظهر , ورفضت أن يأتى لاصطحابها.

استقبلها فيليب أمام الباب واشرق وجهه عندما سمحت له بالدخول معها.
اسمع فيليب قالت له على الفور :
لا تعتقد أننى سأكون زوجة لك , سأسمح لك بالبقاء الى جانبى دون أن تلمسنى الى أن أقتنع أنك نسيت كل شئ عن الماضى , اذا اعجبك عرضى هذا فأهلا وسهلا بك , والا فالوداع منذ الآن.
ألا يمكنك الانتقال الى شقتى ؟ سألها متوسلا.
لا , لا أريد أن تطردنى مرة أخرى , سأطردك أنا من منزلى اذا شعرت أنك لم تتغير.
أؤكد لك أنك لن تضطرى الى ذلك ثم جلس بجانبها . نادت لين للخادمة وطلبت منها أن تعد لهما القهوة.

سأعود غدا الى المكتب للاشراف على سير العمل قالت بحزم وتصميم.
ولكنك بحاجة للراحة , خاصة وقد أصبحت فى اشهر الحمل الأخيرة.
أتخاف على صحتى أم على طفلك ؟ سألته مبتسمة.
أخاف عليكما , فأنتما عائلتى الوحيدة . لن أتحمل فقدانك من جديد كما وأننى أنتظر بفارغ الصبر رؤية ابنى.
وأمسك يدها بحنان.
سحبت لين يدها بسرعة وأخفضت نظرها.
أعتقد أننى كنت واضحة , سنعيش تحت سقف واحد كغريبين الى أن أطمئن اليك ونهضت كى لا تتغلب عليها عواطفها.

حسنا , اجلسى لنشرب القهوة بهدوء . اذا كنت ترفضين أن نعيش كزوجين , فلا تحرمينى من متعة الجلوس معك والنظر اليك وناولها فنجان قهوتها.
بامكانك أن تحضر ملابسك منذ اليوم , وستنام فى غرفة الضيوف . قد لا ترانى كثيرا فى النهار لأننى سأكون مشغولة بأعمال المكتب المتراكمة.

لكن يجب أن تعتمدى على شخص قدير يدير الأعمال فى الفترة القادمة.
اذا كان وقتك يسمح , لماذا لا تأتى وتساعدنى فى حل بعض الأمور ... ؟
أتثقين بى ؟