ولكن لماذا ؟ أين هو ؟ صرخت بين بيأس.
لين , اهدأى , فيليب المسكين يعيش حاليا فى شقته نفسها لكنه لا يستقبل أحدا تعرض لحادث سيارة بعد عودته من باريس الشهر الماضى , ولقد أصيب بجرح فى جبينه وكسر فى ذراعه ... سينهى بعض الأعمال ويعود الى فرنسا
فيليب ... يجب أن أراه قالت باندفاع من شدة تأثرها,
لن يقابلك , لقد حذرنى مرارا وطلب منى أن لا أخبرك بعودته وأن لا أتصل بك . أنه يحبك ويتعذب من أجلك لأنه صب عليك جام انتقامه وحقده . لكنه مصمم على عدم رؤيتك.
ساعدينى على مقابلته , أرجوك , ولو لمرة واحدة
أتحبينه لدرجة أنك ستتحملين مزيدا من العذاب ؟

لا أريد منه شيئا , كل ما أريده أن اقابله لمرة واحدة فقط
لا أستطيع أن أعدك بشئ
ولكن لماذا لم يباشر باجراءات الطلاق ؟
لست ادرى , ولكنى أشفق عليه , حالته تزداد سوءا وقد قضى بنفسه على حبه وحطم حياته ...
سأزوره اليوم , لا أعتقد بأنه سيطردنى ...
لماذا لا تنتظرى حتى الغد , سأزوره اليوم وأكلمه , قد يغير رأيه عندما يعلم بأنك حامل منه.
أرجوك , قولى له أننى لا أريد الا الاطمئنان عليه واذا كان لا يزال يريد الطلاق , فليبدأ بالاجراءات.
هادت لين الى منزل والدها وهى تأمل أن تتمكن من رؤية زوجها فى الغد بعد أن تكون السيدة ماثر قد كلمته , أنه الآن بحاجة اليها أكثر مما هى بحاجة اليه , ربما يكون قد فهم أخيرا أنه ظلمها وأساء اليها , واصبح متحررا من حقد الماضى . كم ترغب بمواساته ومساعدته , أنه بحاجة لمن يفتح عينيه على الحقيقة ويفك الأغلال التى تكبله , وليس هناك من هو أجدر منها بالوقوف الى جانبه , خاصة وقد أدركت اخيرا أنه لا سبيل لنسيانه وأنه لا يمكن لأى رجل آخر أن يحتل مكانه فى قلبها.

ما أن دخلت المنزل حتى أسرعت الخادمة نحوها.
لقد عاد السيد باكرا اليوم وهو ينتظرك فى غرفته.
شكرا لك , سونيا. سأصعد لرؤيته وصعدت السلم ببطء حتى وصلت الى الأعلى , كان باب غرفة والدها مفتوحا فدخلت فرأته نائما فى السرير.
أبى , ما بك ؟ سألته وهى تتحسس جبينه.
أشعر بالتعب أجابها بضعف.
أنت محموم , يا الهى , يجب أن أتصل بالطبيب
لا تقلقى , أنه مجرد تعب , سأتحسن بعد قليل
كلامه لم يطمئنها , أنه شاحب وحرارته ليست طبيعية , نزلت الى الأسفل واتصلت بطبيب العائلة الخاص الذى حضر على الفور وأعطاه دواءً وطلب منها مراقبته , فان لم تنخفض الحرارة , يجب نقله الى المستشفى.
فى منتصف الليل , قررت لين نقل والدها الى المستشفى بعد عجزها عن التخفيف من حرارته , اتصلت بالمستشفى فأرسلوا لها سيارة الاسعاف على الفور.
طلب منها الطبيب أن ترتاح لأن الممرضات يقومون بواجبهم تجاه والدها وبامكانها أن تنام قليلا . لكن لين رفضت أن تبتعد عن غرفته وبقيت فى الممر حتى نامت على الكرسى .

انتهى الفصل الحادى عشر

-12-

فى الصباح قال لها الطبيب أن والدها سيبقى لمدة اسبوع على الأقل لاجراء بعض الفحوصات.
عادت لين الى المنزل وهى تشعر بتعب كبير , وكان أول ما فعلته فور وصولها , أن اتصلت بالسيدة ماثر لتسألها عن فيليب.
أنا آسفة , يا عزيزتى , فيليب لا يزال مصمما على عدم رؤيتك أو الاتصال بك ...
يجب أن أره , يجب أن يعلم بأمر الطفل ... أنا مرتبكة , لست أدرى ماذا افعل , خاصة وأن والدى فى المستشفى وحالته ليست مطمئنة
أفهم موقفك , وانا مستعدة لمساعدتك , ولكننى لا أستطيع أن ارغم فيليب على مقابلتك.
حسنا قالت لها لين بحدة :
سأتصل به بنفسى وسأرى ماذا سيفعل.
بعد الظهر , وبعد أن فكرت طوبلا , قررت أن تتحرك وتعتمد على نفسها وكانت قد اتصلت بالمستشفى واخبروها بأن حالة والدها لا تزال غير مطمئنة.