-9-

تشاجر مع أحد السجناء الذى طعنه بسكين فى قلبه. وهذا من نتيجة أفعاله , وليس لى علاقة بموته.
وما قصة عملية القلب التى كانت ستجريها زوجته لابنه ؟ وهل لجأت اليك ؟
بعد أن سجن زوجها , جاءت مرات عدة وطلبت منى المال وكانت كل مرة تجد سببا لذلك , وكنت دائما اساعدها . لكننى علمت أنها تزوجت أخيرا من رجل ثرى.
أيمكننى ان اصدق كلامك يا أبى ؟
يا ابنتى , أنا أقول الحقيقة.
لكنك لم تذكر أندرو هذا ابدا أمامى من قبل.
لأننى كنت قد نسيته تماما ولم يكن هناك مناسبة لذكره. اما الآن وقد دخل ابنه حياتنا ليزرع فيها الأذى , فيحب أن أتدخل وأقابله , فهو لم يخدعك أنت فقط , بل خدعنى أنا أيضا حتى عهدت اليه بالاشراف على بناء مركزى التجارى . ولكن ...
ولكن ماذا ؟ سألته بقلق.
أتساءل لماذا لم يقبل فيليب بالشيك المقدم لأتعابه ولمصاريف الورشة طالما أنه جاء منذ البداية لينتقم منى ؟

لأنه اختار أن ينتقم منك من خلال ابنتك قالت بغصة وألم.
أنا آسف , يا عزيزتى , بكنى سأعرف كيف أقنعه بأنه ارتكب خطئا كبيرا عندما سخر منك وخدعك , ولكن هل ... هل تزوجتما فعلا ؟
نحن لم نتزوج فعلا , لكنه أساء معاملتى و ... و ... اغتصبنى ...
ضمها باتريك هوزون الى صدره بحنان ومسح دموعها.
سأجعله يدفع الثمن ...
لا يا أبى , الانتقام لا يؤدى الى أية نتيجة . لا تنسى أنه كان يسعى للانتقام ...

أتحبينه لدرجة أنك تعذرينه ؟ سألها والدها بدهشة وعطف.
لقد اطفأ بيده شعلة الحب التى كانت تملأ قلبى , وأنا لن أعذره ولن أغفر له أبدا , لكننى لا أريد لبذور الانتقام أن تنبت وتتفرع لها أغصان . أصر على اخباره بحقيقة والده ووالدته كى أبرهن له أنه كان مخطئا عندما استسلم لنيران الحقد وشروده , ولكننى مصممة على الطلاق وعندما يتصل محاميه , سأخبره بأننى أوافق على الطلاق دون أية شروط.

نامت لين هذه الليلة فى غرفتها فى منزل والدها وهى تشعر بالأمان بعد تلك التجربة القاسية التى عاشتها منذ انتقالها الى شقة فيليب , وفى الصباح , أحضر والدها لها الفطور الى سريرها , وطلب منها أن ترتاح فى فراشها هذا اليوم.
أبى , كنت قد أخذت اجازة من المكتب لمدة شهر , أرغب أن أعود الى المكتب كى لا أبقى وحيدة فى المنزل.
لا و يا ابنتى , لا أريد أن ينتشر خبر انفصالكما بهذه السرعة . اصبرى أسبوعا على الأقل قبل أن تعودى الى العمل . بامكانك أن تذهبى لزيارة عمتك فى الريف لقضاء بضعة ايام هناك اذا اردت.
ليس الآن , يجب أن أهتم بأمر الطلاق أولا
دعى لى أمر فيليب ولا تسعى لمقابلته
حسنا , كما تشاء , يا أبى.
خرج والدها فنهضت من السرير ونزلت الى الحديقة لتشم الهواء النقى . وفى الساعة العاشرة , سمعت صوت سيارة تتوقف أمام المنزل محدثة ضجيجا مزعجا من احتكاك عجلاتها أثناء توقفها.
يا الهى , أنها سيارة فيليب , ويبدو غاضبا جدا لأنه نزل بسرعة وصفق باب سيارته بعنف .

أسرعت لين نحو المنزل لتختبئ وتقفل الباب خلفها , لكنه رآها وأمسك بها الى السلم المؤدى الى مدخل البيت.
توقفى مكانك , أيتها السارقة , وأعيدى لى الصور والرسالة التى سرقتها من خزانتى وشد على ذراعها بعنف.
اتركنى , أنت تؤلمنى ...
والدك خطف منى والدى , وأنت سرقت صورته الوحيدة التى أملكها . هيا , أحضريها بسرعة قبل أن أحطم ذراعك.
أيها المجنون , سأعيد لك الصور , أخذتها لأسأل والدى اذا كان يعرف والدك حقا.
وحررت نفسها ودخلت الى المنزل , فتبعها على الأثر.
سأنتظرك هنا , وبعد دقيقة واحدة يجب أن تكون الصور معى.
سأحضرها لك , ولكن يجب أن تعلم الحقيقة , لقد خدعك والدك كما خدعتك والدتك , والدى لم يظلم اباك ولم يدمر حياته , بل هو الذى أراد لنفسه ولعائلته هذا المصير

اخرسى , لا تذكرى والدى بسوء والا ...

ضربتنى ؟ أنت متوحش وبامكانك أن تفعل أى شئ . ولكن لماذا لا تحمل اسم أبيك ؟
لأن زوج أمى منحنى اسمه بعد وفاة والدى , لكنه أساء معاملتى ايضا , كان يصرف على تعليمى وتربيتى ويطالب والدتى بالثمن , كان يضربها ويهينها وأنا أسمع صراخها كل مساء. فأقسمت أن أنتقم ممن كان السبب.
والدك بدد أمواله على طاولة القمار ووالدتك هى التى شجعته على اختلاس أموال الشركة وتسببت بدخوله الى السجن وليس والدى ...
هذه أكاذيب . خذى هذا العقد الذى وقعته معه بخصوص مركزه التجارى , قولى له أننى فسخت العقد وليبحث عن مهندس آخر لأننى سأعود الى باريس ولا أرغب برؤيته ولا برؤيتك
صعدت لين الى غرفتها وأحضرت الصور والرسالة ورمتها بوجهه.

خذ أوراقك وارحل أنى شئت . ولكن اعلم أنك مخطئ وأنك تسرعت فى الانتقام قبل أن تعلم الحقيقة
تأملها قليلا باحتقار وخرج غاضبا كما دخل.