فيليب , هل أنت بخير ؟ وجلست على الأرض أمامه وأمسكت يديه.
لا , أنا لست بخير وأخذ يداعب شعرها وينظر اليها بشرود.
لماذا اختفيت فجأة وأين كنت , لماذا لم تتصل بى ... ؟
لين , لا يمكننا الاستمرار هكذا , ولا يمكننى خداعك أكثر , الطلاق هو الحل الوحيد ...
يا الهى , لا أصدق ما أسمع , أنت خدعتنى ؟ ألم تكن تحبنى عندما اردت الزواج منى ؟ ونهضت كالمجنونة ودخلت الحمام فغسلت وجهها لتتأكد أنها لا تحلم.
وعندما خرجت من الحمام كان فيليب لا يزال جالسا مكانه لكنه يخفى وجهه بيديه.
هيا تكلم , أعتقد أنه حان الوقت لتخبرنى بكل شئ , أريد أولا أن أعرف لماذا تزوجتنى , ولماذا تخليت عنى يوم زفافنا ...
نهض فيليب أخيرا وضمها اليه.
أبعد يديك عنى , أيها السافل الحقير ودفعته عنها بقوة يأسها والمها :
تكلم ... هيا ...

لا أستطيع , اعتبرى نفسك حرة , بامكانك البقاء هنا اذا اردت , كما يمكنك العودة الى منزل والدك اذا رغبت
واتجه نحو الباب يريد مغادرة غرفتها.
لكنها أمسكت به عند الباب واستوقفته.
اذا كنت تريد الطلاق , فلا مانع لدى , لكن من واجبك أن تشرح لى السبب , تكلم , تكلم ... واصابتها نوبة هستيرية وانهالت عليه تضربه بيديها على صدره.
اهدأى , لين , أرجوك , لا يمكننى ... قال بصوت متألم دون أن يبتعد من أمامها أو يمنعها عن ضربها . لكنها زادت عصبية وتوترا.
تكلم , لماذا تزوجتنى أيها الحقير ... ؟ صرخت والدموع تنهمر من عينيها وقد فقدت كل سيطرة على أعصابها.
عندئذ ضمها اليه لتهدأ وأجلسها على الكرسى.

أعرف أن الأمر ليس سهلا بالنسبة لك , لكن حياتنا معا مستحيلة وأفضل بالنسبة لك أن تعودى الى منزل والدك
وماذا اقول له ؟ وكيف أواجهه ؟
لست أدرى , لست أدرى
سأقول له أنك مريض عاجز عن الزواج.
اياك أن تفعلى ذلك , أفهمت ؟ صرخ غاضبا وصفعها صفعة قوية تركت اثارا على وجهها , ثم نهض كالوحش الكاسر وهم بالخروج . لكنها تبعته حتى الباب الخارجى , ووقفت أمام الباب تسده فى وجهه.
لن تخرج قبل أن تخبرنى بالحقيقة . صرخت وهى تضع يدها على خدها :
اذا كنت عاجزا فلماذا تزوجتنى ؟
أنا لست عاجزا . دعينى أخرج قبل أن تندمى أكثر.

لن تخرج ابدا قبل أن أعرف سبب زواجك منى أيها العاجز قالت له باحتقار , ولم تكن تدرى ما هى نتيجة انفعالها لأنه حملها كالريشة الخفيفة وقطع المسافة بين الباب وغرفتها ببضعة خطوات بعد أن شل حركتها.
فيليب , دعنى , ايها المجنون , دعنى.
سأدعك بعد أن اثبت لك أننى لست عاجزا , وبعدها ستعودين الى منزل والدك المجرم نادمة على كلامك
حاولت لين ان تدفعه عنها لكنها لم تستطع وبعد أن تعبت من مقاومته استسلمت له يائسة وقد أدركت انه لن يدعها قبل أن ينفذ كلامه. وبالفعل , اغتصبها كالحيوان ثم نهض وتركها تتألم وتبكى.
عطت رأسها بيدها وهى تشهق بالبكاء . لم تكن تعتقد أنها تزوجت من رجل كالحيوان , يكرهها لسبب لا تعلمه.
بعد دقائق , عاد الى غرفتها وقد استحم وبدل ملابسه.
أنا ذاهب , سأعود فى المساء , ولا أريد أن أراك هنا . اعلمى أننى تزوجتك انتقاما من والدك المجرم الذى تسبب فى دمار والدى ودفعه الى السجن ليموت فيه تاركا ولده الصغير وزوجته لعبة بيد القدر. اللعنة , اخرجى من حياتى , لا مكان لك فيها وسيتصل بك محامىّ ليتم معاملات الطلاق.

-8-

وخرج وصفق الباب وراءه بينما لين ظلت صامتة لم تفهم ولم تستوعب ما قاله.
وعندما أفاقت من ذهولها , أسرعت الى غرفته علها تجد ما يساعدها على الفهم.
فتحت أولا خزانة ملابسه ووقفت طويلا أمامها تتأمل ملابسه. تحسست ملابسه التى كان يرتديها فى الصباح وقد رماها على السرير وما أن شمت رائحة عطره فى القميص حتى انهمرت دموعها , انها تحبه نعم , ورائحة عطره كافية لاثارة مشاعرها . لكنها لن تسامحه أبدا على تصرفاته معها منذ زواجهما , أولا رحل وتركها فى بحر الشاك والقلق ثم عاد ليغتصبها بوحشية ويطردها من حياته ويتهم والدها بالاجرام . أنه ينتقم منها دون ان يكون لها يد بأى شئ. يجب أن تجد ما يفسر لها تصرفاته لأنها لا تقوى على مواجهته بعد اليوم . ستترك المحامى يهتم بأمر الطلاق وتحاول أن تنساه وتنسى ما سببه لها من خيبة مريرة وستواجه الناس والمجتمع بوجه آخر وترتدى قناعا من اللا مبالاة.
مدت يجها تخت كنزاته الصوفية فأحست بوجود شئ وراءها . أنزلتها كلها الى الأرض وتناولت علبة خشبية مخبأة خلفها.