كاتب الموضوع :
SHELL
المنتدى :
سلاسل روايات مصرية للجيب
رد: العدد الخاص ( الدائرة ) نبيل فاروق
* نيويورك فبراير 1978م :
ابتسم سمسار البورصة فى وول ستريت , شارع المال والاقتصاد , فى الولايات المتحدة الأمريكية , وهو يطالع طلب الشراء الذى قدمه اليه العميل الجديد , ورفع عينيه اليه قائلا :
-( أبل ) ؟! .. انها مجرد شركة صغيرة , كثيرون لا يتوقعون لها النجاح , كيف تغامر بشراء كل هذا العدد من أسهمها ؟!
أجابه الرجل فى هدوء بارد :
-لدى رؤية
هز السمسار رأسه وقال :
-ما رأيك فى ( زيروكس ) ؟! .. أسهمها مضمونة أكثر.
غمغم الرجل :
-أعشق المغامرة
تراجع السمسار وهو يهز كتفيه :
-ليس بأموالك
بدا الرجل صارما وهو يقول :
-أنت قلتها
تساءل السمسار فى حيرة :
-قلت ماذا ؟!
مال نحوه فى حدة صارمة :
-أنها أموالى , وأنا حر فيما أنفقها.
امتقع وجه السمسار وهو يغمغم فى اضطراب :
-معذرة يا سيدى , ولكننى كنت أحاول اسداء النصح فحسب
أجابه بنفس الصارمة :
-ولقد أبديته
ارتبك السمسار أكثر :
-فليكن .. كم سهما ترغب فى شرائه يا سيدى ؟!
أجابه فى حزم :
-كل المتاح
رفع الرجل عينيه اليه بكل الدهشة ثم عاد بهما الى أوراقه فى توتر :
-كما تشاء يا سيدى .. كما تشاء
لم يستطع استيعاب هذا الأمر أبدا , حتى انه ما ان غادره الرجل حتى التفت الى زميل له قائلا فى توتر :
-ذلك الرجل يعرف شيئا لا نعرفه
وافقه زميله بايماءة من رأسه :
-كنت أشعر بهذا
نهض السمسار يتطلّع عبر النافذة , لالقاء نظرة على ذلك الرجل , وهو يغادر المبنى والشمس على وشك المغيب ..
رآه يغادر المبنى , فى خطوات واسعة واثقة , ثم اتجه مباشرة الى كابينة هاتف قديمة ودخلها وأغلق بابها خلفه ..
وبدون مقدمات , ظهر وميض عجيب , له لون أزرق باهت , داخل كابينة الهاتف ..
وميض استغرق ثانية واحدة , ثم تلاشى على الفور ..
ولم يغادر الرجل كابينة الهاتف ..
مضى دقائق طويلة , دون ان يغادرها ..
وفى حيرة تساءل السمسار : ماذا يمكن ان يفعل ذلك الرجل هناك , طوال هذا الوقت ؟!
ثم مرت حافلة عامة , واضاءت مصابيحها تلك الكابينة القديمة ..
وتراجع السمسار فى دهشة عارمة ..
فعلى ضوء الحافلة بدا من الواضح أم كابينة الهاتف خالية ..
تماما ..
***
|