لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-20, 12:28 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

كانت عيناه ترويان ألف قصة و صة، وتراءى في ذهنها منظر الشمس الغاربة وهي تلف الهضاب بذلك النور الأرجواني الساحر. ثم استعادت بعض وعيها. وكان رأسها يؤلمها، وجسمها يرتعش كورقة خريف ذابلة. مع ذلك، أحست أنها لم تعد تخشاه بعد أن هدأ روعه، وسيطر على أعصابه مرة أخرى. قال أخيراً:
-أنا آسف يا أبيا. لا مبرر لما فعلته لا مبرر لما فعلته اطلاقاً.
أجابت بصوت أبح:
-أنا أتحمل المسؤولية أيضاً نتيجة استفزازي لك.
-لنقل أننا أخطأنا نحن الاثنين !
ابتعدت عنه قليلاً، فأمسك بها لتوه. سألها بقلق:
-هل سببت لك الأذى ؟ انك صغيرة...
قاطعته:
-أنا بخير. كل ما في الأمر أن أحداً لم يعانقني هكذا من قبل.
قهقه هلى نحو لا أثر للسخرية فيه:
-أنت بريئة جدا يا آبيا اصفعي وجهي اذا كنت مستاءة.*
-ما الفائدة؟ ستعود الأمور الى سابق عهدها. وهذا وضع مخز لا معنى له.
استدارت وتوجهت الى الطاولة حيث التقطت نسخة الرسم المنمنم. طلب منها قائلاً:
-اتركيها مكانها. لن أدع أحد يمسها. وهكذا تعودين غداً لاستئناف العمل عليها.
-شكراً.
-لكن اقترح عليك العمل أثناء النهار لئلا ترهقي عينيك كثيراً.
أشارت قائلة:
-أنا أعمل مع عمتك أثناء النهار.
سألها:
-هل تحبين العمل معها؟
-بالكاد تنجز أي عمل الآن. ما زلت أقوم بدور المرافقة أكثر من أي شيء آخر.
-انتظري حتى عودتك الى انكلترا. لن تجدي دقيقة من الراحة (و تجهم وجهه) أبيا، أريد الاعتذار ثانية...
قاطعته:
-لا ضرورة لذلك. أو أنك تخشى أن أطلع عمتك على الحقيقة ما جرى الليلة؟
-ربما شعرت بالغبطة الفائقة لو عرفت حقيقة ما جرى.
قالت أبيا تشتعل غيظاً:
-اذن لن أبوح بحرف واحد.
وهمت بفتح الباب، عندما تكلم ثانية:
-أنت تتحملين جزءاً من المسؤولية يا أبيا. بذلت جهدك خلال الأسابيع الفائتة لإثارة مشاعري.
احتجت:
-قمت بعكس ذلك تماماً. حاولت تفاديك بكل وسيلة ممكنة.
-تعمدت اثارتي عبر غيابك الواضح.
- لم يكن هذا مقصدي.
-ربما ولكن هذا ما جرى.
قالت بجرأة:
-اذن وجه اللوم الى ضميرك الذي يؤنبك. هذا ما جعلك تلمس اجتنابي لك. لو لم تدرك سوء تصرفك لما لاحظت سلوكي تجاهك.
افتر ثغره عن ابتسامة باهتة:
-أرجوك كفي عن هذا الأسلوب في المستقبل. انه ليس ضرورياً.
قالت باستخفاف:
-حسناً. ليلة سعيدة سيد فارو.

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 12:31 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

راحت تطوف في غرفة نومها متوترة الأعصاب، يؤرقها ذلك المشهد الذي دار بينها وبين جيلز وكأنه مجرد حلم مرهق. ظلت صورته مرتسمة في ذهنها، فازدادت هلعاً، متمنية لو تستطيع النظر اليه بموضوعية باردة كأي شخص آخر. لم تكن تنوي المضي في كرهه، مثلما ترفض أن تكن له مودة ما. أن وضعاً كهذا محفوف بالأخطار.
لم تقلب المسألة أكثر من ذلك، ومشت نحو النافذة لجذب الستائر. رأت في الحديقة شبحاً أسود يتراءى وراء الأشجار، وتبينت أنه جيلز فارو يعبر الممر الضيق الذي يلتف حول بركة السباحة. اذن هو الآخر قلق البال لا يستطيع النوم. أشعل سيكاراً فأضاء وجهه الشاحب. ثم غمرته الظلمة ثانية. تنهدت وصعدت الى سريرها.
استيقظت مع أنوار فجر هندي ندي منعش. وما ان حدقت في الفضاء الرمادي شبه الوردي حتى قفزت صورة جيلز فارو الى ذهنها. وجدت صعوبة في تعليل عناقه لها. دفعه غيظه الى ذلك في البداية بدون شك، ولكن عندما هدأ غضبه لم يحاول الهزء منها كعادته، بل تحدث معها وكأنه يراها للمرأة الأولى، وأعجبته رؤيتتها.
استحمت، ارتدت ملابسها وهبطت الى الحديقة. كان النسيم العليل يهب بخفة منعشة تزيل غشاوة الليل وهمومه. قفزت فوق الأعشاب بمرح فتاة تزهو بنعومة التراب وزرقة السماء.
كانت تجلس على المصطبة في الساعة الثامنة لتناول طعام الفطور عندما انضم اليها جيلز فارو. لم يسبق له أن اهتم بالفطور فتساءلت أبيا ما اذا كان بدل عادته أم أنه في اجازة. علق قائلاً:
-نهضت باكراً هذا الصباح.
-ان هذا الطقس الجميل يجرني من سريري جراً.
-هل ترقصين حول الحديقة لاستقبال نهار جديد؟
أجابت بهدوء:
-ارقص عندما أشعر بالسعادة، وأغني أيضاً.
تمعج فمه:
-و هل هناك سبب معين لسعادتك هذا الصباح؟
قالت بلهجة جادة:
-ربما لأننا اصدقاء الآن. ليس أصدقاء فعليين، ولكننا على الأقل لم نعد أعداء.
-و هذا أسعدك الى حد الرقص؟
أطلقت زفرة عميقة.:
-نعم. لا يسهل على المرء البقاء في بيت يشعر أنه غير مرغوب فيه.
صمت متجهم الوجه، مقطب الحاجبين، ثم قال أخيراً:
-لم أدرك أن مسلكي أزعجك الى هذا الحد. كان انطباعي عنك أنك لا تبالين برأي فيك. اهنئك على نجاحك في اخفاء مشاعرك.*
-انه ليس تعليقاً منطقياً، خاصة عندما يصدر عند سيد فاروز.
ذكرها:
-اسمي جيلز.
توردت وجنتاها ثم هزت رأسها:
-أظن أن عليك اعادة النظر في تقويمك لي.
توهج وجهه وكأنه يستمتع بكل كلمة تقولها، ورأت نفسها تنظر الى عينيه البراقتين، وتتمعن في قسمات وجهه الصارمة، تنبهت الى تحديقها المتواصل فدفعت كرسيها الى الوراء. قال بلهفة:
-أرجوك لا تغادري. لم نعقد عهداً بيننا ليلة أمس.
استرخت أبيا في كرسيها ثانية، وراحتاها ترشحان عرقاً. ان عقد أواصر الصداقة مع جيلز فارو لا يقل خطورة عن استعدائه. فكرت في أي شيء تقوله، ففشلت فشلاً ذريعاً. بدا أنه لا يعبأ بصمتها اذ شرع بالتهام تفاحة. سألته بعد تفكير طويل:
-هل كانت أمنيتك أن تصبح مهندسا ًنووياً ؟
هل فاجأه السؤال؟ خالته يتلقاه بكل برودة و هو يقول:
-كنت أطمح أن أكون سائق قطار في البداية.

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 12:34 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

-و لكن ماذا بعد أن تجاوزت هذا الطموح بالذات؟
-قررت بعدئذ اقتفاء خطى والدي. كان يزاول المهنة نفسها. وهكذا تطور اهتمامي بالفيزياء النووية.
-وأنت الآن في مقدمة زملائك في هذا الحقل. لابد أنك فخور بنفسك.
قال بعد لحظة تأمل:
-أظن أنني أشعر بالفخر. ولكنه وضع يفسد الانسان حيث كل الناس يبجلونه في عمله ويتوقع نشوء الحالة نفسها في حياته الخاصة.*
هل كان يشير الى خطوبته الفاشلة و يبدي اسفه لتشبثه برأيه؟*
تكلم طارقاً موضوعا ًجديداً:
-حديثيني عن نشأتك وخلفيتك أنت يا أبيا.
-ان خلفيتي عادية جداً. مات والدي وأنا طفلة صغيرة، فكدحت أمي الليل والنهار لاعالتنا. تركت المدرسة مبكراً ووجدت وظيفة. مع ذلك لم تتحسن أوضاعنا كثيراً. ثم فازت اختاي في مباراة للجمال فابتسم الحظ لنا بعد ذلك.
تنهدت منهية قصتها لتسمع وقع خطى العجوز تقترب منها.
أعلنت:
-هيا بنا يا أبيا. أريد الذهاب الى السوق. تعبت من الشغل.
توسلت اليها أبيا:
-اذن دعيني أشتغل على الآلة الكاتبة قليلاً. طال أمد عطلتي كثيراً.
حدجت السيدة بيتمان ابن أخيها:
-هل سمعت في حياتك تضرعاً كهذا؟ لا يا عزيزتي عزمت على التوجه الى السوق وأرفض أن أذهب وحيدة.
-سأجلب جزداني وأنضم اليك في السيارة.
ألقت ابتسامة عابرة مودعة جيلز، وهرعت الى الداخل. سرها أن حديثها معه توقف عند ذلك الحد. رغم أن العداء المستحكم بينهما شهد نهايته، فهي لم ترغب في احلال الصداقة المتينة مكانه. اذ أن صداقة جيلز قد تتطور الى مرحلة أشد خطورة، وأكثر تدميراً لراحة بالها من عدائه السابق.
ابتاعت السيدة بيتمان كل ما تحتاجه بحماستها المعهودة. وما لبثت السيارة أن امتلأت بآنية النحاس،
وحقائب الجلد، وأقمشة الحرير الزاهية.
وما أن بلغت الساعة الثانية عشرة حتى هد التعب أبيا فتمنت لو تعود الى المنزل، غير أن ربة عملها كانت لا تزال في بداية التسوق، مصرة على شراء هدية لكل واحد من أصدقائها العديدين. واقترحت أن تشتري لأبيا شيئاً ما، فرفضت هذه الأخيرة مدركة مدى سخائها وتبذيرها.
كانت الساعة الواحدة والنصف عندما وصلنا الى فندق تاج محل حيث قررت الآنسة بيتمان تناول الغذاء هناك. أوضحت لها وهي تقودها الى القاعة الرخامية:
-لم تشاهدي في بومباي سوى عدد ضئيل من المعالم، ويؤنبني ضميري نتيجة ذلك.
أتيحت الفرصة لأبيا عندما كانت في لندن لزيارة فنادق العاصمة الفخمة، وذلك عند تسليمها بعض الكتب الثمينة الى زبائن معينين. لكنها لا تذكر أنها رأت قاعة تغص بالناس مثل هذه القاعة، وبجنسيات متعددة من العرب والصينيين والانجليز والأستراليين والأمريكيين.
سارت السيدة بيتمان عبر الردهة، واستدارت شمالاً نحو رواق من القناطر حيث امتدت شتى أنواع الحوانيت. وها هي امرأة طويلة هيفاء القوام تبرز من أحد الحوانيت، وكادت أن ترتطم بهما.
هتفت العجوز بفتور ظاهر:
-مرحبا فيكي. ما توقعت أن أراك هنا. ذكر جيلز أنك تريدين الذهاب الى منطقة الطيور لقضاء بضعة أيام.

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 12:35 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

-ذهب زوجي بمفرده. ما أعجبتني فكرة الجلوس بصمت لمدة ساعات من أجل مراقبة ريش الطيور وأذنابها.
نظرت فيكي الى ساعة معصمها الماسية وكأنها توحي بموعد عاجل لديها، وأحنت العجوز رأسها
ومضت في سبيلها. لحقت بها أبيا، وقد انطبعت صورة فيكي في ذهنها. كانت فيكي رائعة الجمال في ذلك الفستان الزهري، مما أبرز بشرتها السمراء الداكنة. و خيل لها أنها مزرية الملابس مقارنة بها، وتمنت لو تستطيع هي الأخرى لفت الأنظار اليها. وخاصة أنظار جيلز !
هتفت العجوز:
-ها قد وصلنا.
وتوقفت أمام باب خشبي ضخم حفر عليه اسم: حجرة التنين.
كان المكان مطعماً صينياً، كما توقعت أبيا، ويغص بالناس الى درجة الازدحام. تعجبت من ذوق العجوز في تناولها الطعام الصيني في الهند. وسرعان ما غيرت رأيها عندما طلبت ربة عملها الخبيرة وجبة متنوعة شهية، لم تذق مثلها في أي مطعم صيني ارتادته في لندن.
كانت السيدة بيتمان تحتسي الشاي عندما أخذت تستفيض في الحديث عن ثروتها الطائلة، وآمالها في انفاقها على أولاد جيلز.
قالت:
-لكنه رجل عنيد. أنا أحب الأطفال كثيراً. وهو لا يزال غارقاً في آلام الماضي وتجربته المريرة مع فيكي. ليته يصغي الي ويتزوج ثانية.
قفزت الى مخيلة أبيا صورة أطفال صغار يشبهون والدهم جيلز تماماً، ويقفزون ويمرحون في غرفة الجلوس. كانت أبيا شاردة الذهن عندما أبدت العجوز رغبتها في صرف بعض الوقت وسط حديقة الرواق، وأشارت على أبيا بالتجول حول الفندق واكتشاف معالمه. بدا الفندق عالما ًقائماً بذاته يضم أكثر من ستة مطاعم، وتمتد تحت قناطره الحوانيت والأحواض الصغيرة التي تسبح فيها الأسماك.
ولفت انتباهها مقهى ذو طراز أمريكي يتنافر منظره مع بقية الهندسة المعمارية. فضلت مطعم التندوري حيث تضيئه أنوار خافتة. توقفت أمامه قليلاً، فأشار عليها أحد الموظفين بالدخول والتجول في المطعم. قال:
-نرحب بك لتناول الغذاء أو العشاء ذات يوم هنا. نقدم الى الزبائن طبقاً خاصاً من دجاج التندوري.
أجابت أبيا:
-تذوقته ذات مرة في لندن.
- ولكن لا يستطيع أحد طهيه بطريقتنا الخاصة حيث نضعه في فرن قرميدي . أرجوك أن تأتي معي لأريك ما أقصده.
مضى بها عبر المطعم، والمطبخ النظيف والحديث حيث أحست بحر شديد. كم تكون درجة الحرارة في الصيف هنا، فكرت أبيا وهي تتبعه. وفتح الموظف فرناً مبنياً من القرميد ففاحت رائحة الدجاج المحمر، ولسعت وجهها حرارة النار القوية. قالت أبيا وهي تتراجع للوراء:
-يا للرائحة الزكية. هذا ما سأطلبه عندما آتى الى هنا.
تهللت أسارير الموظف، وعاد بها الى المطعم. وكانت تهم بالخروج عندما رأت الرجل والمرأة يجلسان على بعد أمتار منها. كان غارقين في الحديث فلم يتنبها الى وجودها كما تصورت. بدا الفستان الزهري متألقاً بحريره الناعم، وفاتتها ملاحظة شعر جيلز ذا اللمعان الخاص. هذا هو اذن سبب بقاء فيكي في بومباي ! ضج صدرها بالغضب والقرف معاً. كيف يسمح جيلز لنفسه التصرف بهذه الحماقة فيجري وراء امرأة خذلته منذ عدة سنوات، وتخدع زوجها للالتقاء به؟
هبطت أبيا السلم مسرعة الخطى، وأقفلت عائدة الى مكان العجوز، التي هتفت عندما رأتها:
-ما توقعت عودتك بهذه السرعة. أرجو أن كل شيء على ما يرام.

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 12:37 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

أومأت أبيا برأسها.
-رأيت كل شيء.
وكم كانت عبارتها دقيقة المعنى ! فكرت بأسى، متمنية لو تمحو صورة جيلز وتلك السيدة المقيتة من ذهنها. لماذا تريد فيكي لوتن رؤيته ثانية؟ هل تريد اثبات مدى سيطرتها على مشاعرها، أم أن اجتماعهما مجرد لقاء عابر لعاشقين سابقين تربطهما صداقة عادية؟*
علقت السيدة بيتمان:
-ما هذا الصمت المفاجئ؟ هل ثمة ما يشغل بالك؟
أخفت أبيا حقيقة مشاعرها وهي تتبع ربة عملها الى السيارة:*
-أعاني من صداع بسيط !
بدت شاردة الذهن وهي تحدق في الشارع المزدحم بسيارات الاجرة والدرجات وطوابير الشحاتين المتدافعين حول النوافذ.
سألت نفسها:
-ماذا يهمني منظر جيلز فارو وفيكي لوتن يجلسان في مطعم معاً؟ انها حياته الخاصة، ويستطيع أن يفعل ما يحلو له بها. هذه مسألة لا تهمني اطلاقاً !
لكنها كانت تكذب على نفسها، رن صوته في قرارة ذاتها. ان المسألة تهمها وتعنيها. كانت تتوق شوقاً للجلوس مكان فيكي. تمنت لو أن جيلز فارو ينظر اليها تلك النظرة الحنونة الملهمة. أطلقت زفرة عفوية، فوضعت العجوز يدها على ذراعها قلقة البال:
-هل أنت بخير يا عزيزتي؟ هل أجبرتك على التهام كمية كبيرة من الطعام؟
تلقفت قول العجوز قائلة:
-انه مجرد سوء هضم ليس أكثر.
-سأطلب لك بعض عصير الليمون وقليلاً من السكر فور وصولنا الى البيت.
ضاعفت السيارة سرعتها متسلقة تلة ماليبار التي تنتشر فيها المنازل الكبيرة والبنايات المرتفعة تحيط بها حدائق غناء والأشجار الباسقة. وأخيراً بلغتا نهاية الطريق. قالت أبيا بعجل:
-اذا كنت لا تريدين شيئاً خاصاً مني، فأفضل الاستلقاء في غرفتي بعض الوقت.
أجابت السيدة بيتمان:
-لا بأس. ابقي في غرفتك قدر ما تشائين. أريد أن أكتب بمفردي.
شكرتها أبيا ومضت الى غرفتها.كانت تحتاج الى الخلوة لاستيعاب حقيقة ما أدركته، ولتكتشف كيفية معالجتها. يا له من شعور كأنه القضاء والقدر. لا مفر لها من مواجهة الواقع أن حب جيلز يتيمها. انها عاشقة.
كيف تم ذلك ومتى؟ كانت تكن له الكره منذ مدة قصيرة ! لا شك أن عشقها مجرد نزوة عابرة، حدثت نفسها. ما الذي يجمع بينها وبين هذا الرجل؟ تمتمت وهي تستعيد صورة فيكي لوتن:
-كيف يسمح لنفسه التصرف بحماقة مرة تلو الأخرى، هل هو الحب؟ هل جيلز لا يختلف عن بقية الرجال؟
وعندما توجهت لتناول العشاء في ذلك المساء، هالها أن تجد جيلز ينتظر في غرفة الطعام بكامل أناقته. بدا لها في ريعان الشباب، يفيض حيوية وثقة بالنفس. خاطبها وهي تتقدم منه:
-ما هذه الرزانة؟
هزت بكتفيها ولم تجبه بشيء. تفرس في وجهها ثانية، واقترب منها حاملاً كوباً من العصير:
-أن عصير البرتقال مفيد ومنعش.
امسكت الكوب بمضض. تراءى لها أنه يراقبها عن كثب. أحست بالاحراج فاتجهت نحو السيدة بيتمان لئلا يلاحظ اضطرابها اذا ما ظلت قربه. قالت العجوز:
-كنت أخبر جيلز عن رغبتي في السفر الى ارتجباد، وهي تبعد ساعة بالطائرة من هنا.

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المسافرة, man of ice, راكيل ليندسي, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, rachel lindsay, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:40 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية