كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة
طوت الشيك ووضعته في حقيبة يدها ، و شكرت الحاسبة الالكترونية التي اختارت إسمها ، فربحت هذا المبلغ في اليانصيب. و كانت صديقتها ميلي توماس صاحت في وجهها عندما سمعتها تفصح عن نواياها:
-هل أنت مجنونة لتنفقي كل هذا المبلغ على إجازة؟ لماذا لا تضعين نصف المبلغ في البنك و تحتفظين بما يكفيك للصرف و البذخ؟
أجابتها أبيا:
-لن يبقى معي ما يكفي لتغطية نفقات الرحلة الى الهند. أن أرخص رحلة تكلف 950 جنيها. فيتوفر لدي خمسون جنيها لشراء بعض الألبسة.
أجابت ميلي بتذمر:
-سيبقى معك بعض المال على الأقل ، أما بالنسبة الى الرحلة ما أن تنتهي حتى يتبخر كل شيء معها.
ردت أبيا:
-هذا الرأي لا ينطبق على رحلتي أنا ، سأعود بذكريات باهرة تظل معي طوال حياتي.
سخرت ميلي:
-ذكريات*! هذا كل ما تعرفينه في الحياة. عليك أن تعيشي في الحاضر و إلا انتهيت عانسا منبوذة. و اذا كان لابد من انفاق الدراهم على الرحلة ، فلماذا لا تذهبين الى جزر البهاما أو الى جنوب فرنسا؟
-أفضل في هذه الرحلة البقاء حيث أنا. حاولي أن تفهمي مشاعري الحقيقية يا ميلي. ان الذهاب الى الهند حلم طفولتي.
فأمعنت ميلي في الاعتراض:
-اذن اذهبي الى أميركا. لماذا تركت أمك و أختيك يذهبن الى كاليفورنيا بدونك؟
-لأنني لا أريد أن أهاجر. و في أي حال ، عندما سافرت أمي مع ابنتيها ، شعرت بارتياح كبير.
-أنت تقولين ذلك الآن...
قاطعتها أبيا صديقتها.
- أعني كل كلمة أقولها. لا يمكنك تصور مدى شقائي و أنا أعيش مع نساء جميلات ، فأزداد احساساً ببشاعتي يوماً بعد يوم.
-هذه أول مرة تعترفين بذلك.
- لم أفكر في جدياً من قبل. كنت أتمزق حسداً منهن. وزاد شقائي معاملتهن اللطيفة لي : الحمد لله انهن لم يشعرن بغيرتي و عذابي. لا ألومهن ، انهن حقاً جميلات ، و أنا مجرد فتاة عادية.
قالت ميلي بإصرار :
- أنت لست فتاة عادية. صحيح أنك صغيرة القامة. لا تحتاجين الى أكثر من ثياب جديدة و بعض المكياج. و عليك انفاق دراهمك على هذه الأشياء و ليس على رحلة الى الهند.
- لا يهمني. اريد الذهاب.
- لماذا لا تكتبين الى والدتك لمعرفة رأيها بالموضوع؟
- لا ضرورة الى الكتابة. أعرف رأيها بالموضوع... مثل رأيك تماماً. انها تؤمن بتوفير القرش الأبيض لليوم الأسود ربما لأن والدي كان رجل مبذراً ، و عندما توفي خلف وراءه ديوناً طائلة و ثلاث فتيات. ورفضت أمي العمل خارج البيت، و تفرغت للاعتناء بنا و تربيتنا. و بدأت تؤجر بعض الغرف و تنظف و تطبخ ليل نهار.
-مع ذلك تحسنت الأمور. ثم ما كان أروع تلك اللحظة عندما فازت أختاك في مباراة الجمال*!
هزت أبيا برأسها:
-نعم. و ما ان بدأت الأموال تنهال عليهما حتى تولتا تدبير المنزل ، و الانفاق على كل شيء ، وحل أي مشكلة طارئة.
قالت ميلي هازئة :
-لا توجد مشاكل مع توفر المال. و لماذا تشعرين بعرفان الجميل تجاههما ؟ أديت قسطك ، وكنت يدهما اليمني في كل شيء. و لذلك أعتقد بصحة رأيي ، وضرورة ذهابك معهن الى الولايات المتحدة. ربما كنت أصبحت مشهورة و ذات ثروة طائلة.
|