لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-20, 08:02 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 60 - العريس لا أحد مكتوبة

 

-ليس دائماً سيدتي . فأنا عادة لطيفة الطباع , إلا في بعض الحالات . -هل طلب حفيدي يدك ؟ -نعم سيدتي . -أعتقد أن شعرك الأحمر طبيعي ؟ احمر وجه إيدن مجدداً ورفعت ذقنها بكبرياء : - إنه كما خلقه ربى سيدتي! مال فيرن فوق مقعد جدته , وقد إلتمعت في عينيه التسلية . بدا أن العجوز تستمتع بالحديث , ذلك أنها التفتت تنظر إليه سائلة : -والآن . . أين حفيدي الآخر ؟ نظرت إيدن إليه لتسمع رده , فابتسم لها : - خرج ليتأكد من أن ليون لم يخدش له طلاء سيارته الجديدة . لن يتأخر جدتي . أطلقت إيدن تنهيده داخلية وهى تستوي في مقعدها , فقد سمعت وقع خطوات غريفت في الردهة : -أظنه قادماً . دخل الغرفة مسرعاً متوجهاً إلى العجوز : -جدتي ! كيف حالك ؟ قبلها على وجنتيها , فأمسكت العجوز به على امتداد ذراعيها وقالت له : -أنا بخير! لقد كبرت وأصبحت شبيهاً بأمك . أنت في غاية الوسامة , وهذا لصالحك . . . إنما ليس مريحاً لبال الفتيات الغبيات اللواتي يجرين خلفك . إنها المرة الأولى التي ترى إيدن فيها غريفت على هذه الدرجة من الارتباك فتساءلت كيف سيتصرف ثم راحت تتأمل وجهه يتضرج ولكنه تمسك بما لديه من شجاعة ليبتسم لإيدن ويمسك يدها ويقول : -إنها فتاة واحدة . . وهى ليست غبية , إنها جميلة وذكية . -إنها فعلاً جميلة واثقة من نفسها أما ذكاؤها فلن أحكم عليه حتى أعرف إلى أي حد تغيرت أنت . رد بحذر ويده تشد يد إيدن بقوة : - لقد تغيرت . . . قليلاً . - مع ذلك , عدت إلى الوطن دون درجة جامعية واحدة تضيفها إلى اسمك . . وهذا ما لا أدعوه بالذكاء غريفت . . بل أدعوه هدر وقت ومال . . على أي حال . . ليس هذا بالزمان والمكان المناسبين للكلام في هذا . على الأقل كنت عاقلاً في اختيار فتاة تحمل روحاً جيدة وثقافة لا بأس بها . . والآن متى ستتزوجان ؟ دهشت إيدن عندما رأت ارتباك غريفت الذي لم يرد على الفور كما توقعت . لذلك أخذت على نفسها توفير الرد : -لم نقرر شيئاً بعد مدام , ولا داعي للعجلة . أخذت العينان الحادتان السوداوان تنتقلان من الحفيد إلى الآخر وهى تهمهم , ثم هزت كتفيها النحيلتين بطريقة أنيقة . - لا أدرى شيئاً عن هذا , أيتها الشابة . أخيراً وجد غريفت صوته : -سعيدان بما نحن عليه لذا لسنا على عجلة من أمرنا . أليس كذلك حبيبتي ؟ تمتمت إيدن شيئاً , غير مفهوم , غير واثقة مما قد تقول . لكنها أحست بالامتعاض حينما ضحك فيرن هوفمان بهدوء , وانزعجت أكثر حينما شعرت بعينيه الرماديتان تصبان عليها الاهتمام .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 09-06-20, 11:16 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 60 - العريس لا أحد مكتوبة

 

الفصل الثانى

ستندمين




قالت إيدن مشيره إلى تأثير الجدة في غريفت :
-أتعلم أنا معجبة بها , مع أنها طاغية لا تقاوم.
اعترف متجهما .
- كنت أخشاها وأنا صغير.
كانا يسيران في الحديقة بعد الغداء, وذلك بعد يومين من وصولهما إلى الجزيرة.
-عاشت هنا دائما. لقد أتت إلى الجزيرة عروس وبقيت فيها حتى تزوج أبى زوجته الأولى, والده فيرن, والآن مات الجميع, أمي وأبى وأم فيرن , بقيت جدتي.
-إنها عجوز جدا؟
هز غريفت رأسه:
-في السادسة والثمانين, وقد تبلغ المئة, لا تفهمي من قولي انني لا أريدها أن تبلغ المئة بل أشير إلى قدرتها الفريدة على الاحتمال.
-إنها امرأة ارستقراطيه.
-كانت , وليس مسموح لأي منا خاصة أنا أن ينسى أن عائله هوفمان من العائلات الارستقراطية.
-لماذا خاصة أنت؟

حيرها اتخاذه دائما موقف الدفاع, فتساءلت عن السبب....
لم تجد فرقا كبيرا في تصرفات السيدة هوفمان حين تخاطب حفيدتها, فارتابت في الأمر, ترى أيكون لأم غريفت علاقة بالأمر؟ هذا ما عليها أن تتأكد منه..امسك يدها بقوه, فبدا ما يقوله بحاجه إلى تفكير.... أخيرا قال:
-لم تكن أمي الخيار الأمثل بالنسبة لجدتي. فقد كانت تعمل في قسم الإنتاج في مصنع هوفمان حين جذبت اهتمام أبى, كانت حلوه, جميله حقا, لها عينان زرقاوان واسعتان وشعر أشقر كثيف, اعتقد أن أبى كان رجلا قويا فاحتاج إلى امرأة. ولقد عانت والده فيرن قبل زواجه بأمي بسنوات, وكان يحس بالوحدة, على أي حال, حين عرف أنني قادم ,قام بما رآه صوابا فتزوج أمي ,لكن جدتي لم تسامحه أبدا على فعلته
- لماذا لم تسامحهما طالما السعادة ثالثهما؟
تصورت الضربة التي تلقاها كبرياء العجوز حين تزوج ابنها بموظفه وضيعة النسب.....وأجاب غريفت:
-أوه لقد كانا سعيدين حقا,وربما هذا ما اغضب الجدة. ثم ومنذ سبع سنوات قتلا وذلك حينما كانا مسافرين لحضور حفله. يومذاك اصطدما بشاحنه.
- كانت الحادثة مريعة لا ريب
ضغطت على يده تعاطفا, فنظر إليها لحظه قبل أن يستجمع نفسه, ويبتسم بخشونة:
- حسنا .... كنت في السادسة عشر يومذاك وكانت الحادثة شديدة الوقع على ولكنها أيضا كانت شديدة الوقع على فيرن الذي كان متعلقا بوالدتي.
اعتقد إنني لولاه لعشت حاله فلتان, لقد تولاني وفرض على الانظمة , وبما انه اكبر منى بكثير استطاع الإمساك بالزمام. كانت أمي تريد ان أتلقى تعليمي في جامعه كبيره. لذا دفعت أبى إلى أن يعدها بإرسالي إلى أمريكا إذا علامات مناسبة....فكان إن دفعني فيرن للعمل لأكسب مكانتي, ولعل ذلك أفضل ما فعله بى.
-إذن هو ليس سيئا؟
- فيرن؟ ليس سيئا.... انه .... متعجرف قليلا في بعض الأوقات....في الواقع انه ارستقراطي حقيقي.
- حسنا .... وأنت ألست ارستقراطيا؟
- لست مثله, فقد اختبرت والدته بدقه وكأنها فرس أصيله نظرا لأصلها وجمالها ولتحدرها من عائله رفيعة المستوى, كانت الزوجة الكاملة لأبى. ولقد توجت انجازاتها حين قدمت لأبى الابن الضروري بعد أقل من سنه.
- فيرن؟
هز رأسه نفيا:
لا .... إنما روجر... كان اكبر بسنتين من فيرن, مات وهو في السابعة عشر . كنت في الرابعة يومذاك, لكنى اذكر أن موته كان شديدا على جدتي التي راحت ومنذ ذلك اليوم تعامل فيرن وكأنه أثمن شيء بالوجود.
أحست أن سبب مرارته هذه هي حاجته إلى جدته وحبها.
- من يسمعك يعتقد انك تكرهها ولكن ذلك غير صحيح.
الضحكة التي ارتسمت على وجهه ردته إلى طبيعته التي عرفتها.


- أنا أحب العجوز ولكنها تخيفني.
أكدت له:
- وهذا ما حصل.... أنت تحب (غرين هاوس) أليس كذلك؟
-أعتقد إنني أحببته دائما, لكن هذا لا يعنى أنني لن اتركه حين يحين الوقت.
- لكن أن تشتاق إليه؟
طبعا ....لكن هذا أمر طبيعي, وسيبقى بيتي لو أردت يوما العودة إليه. ليتك ترين المنزل على حقيقته دون وجود الجدة التي توترك.
- لست متوترة .... يعجبني المنزل, وتعجبني الجدة. لماذا ترتعب منها؟
- تبدين مثل فيرن.
- أوه ... لست مثله أبدا !
- لماذا اشعر انك لا تحبينه كثيرا, اعتقد انه يتصرف بطريقه ارستقراطيه قليلا وبقسوة أحيانا حين يريد تنفيذ أمر ما يريده ولكن لا بأس به.
- أوه .. طبعا . لكنى متوترة منه قليلا, فهو كما قلت متسلط أكثر من اللازم, وأنت تعرف شعور من يلتقي بمعارف جدد !
- لكن اللقاء بمعارف جدد لم يكن يزعجك من قبل. . . فلماذا فيرن؟
- أوه. . . لا أدرى . . . الأمر فقط. . .أنه. .
عضت على شفتها مترددة وهزت رأسها ضاحكه لتقطع تتمه الجملة , فلن ينفعها إن علم غريفت أنها تجد أخاه برغم تسلطه جذابا للغاية.

كانت في الواقع قد بدأت تتمنى لو أنها لم تلزم نفسها بقضاء الصيف بأكمله هنا, فثمة عناصر عديدة مزعجه. لقد توقعت أن تستغرب الألوان والشمس الاستوائية, ولكنها وجدت العامل البشرى هو الغريب وفيرن هوفمان سيد من يوترها.
بعد أسبوع على وصولهما وفيما كان الجميع متحلقين حول مائدة العشاء أثار فيرن مسألة انضمام غريفت إلى شركه هوفمان. كان الموضوع حساسا ولكن غريفت عوضا عن التعاطي معه بحذر سارع إلى القول بجسارة أنه لا ينوى الانضمام إلى المؤسسة أبدا .
رفع فيرن رأسه ليحدق إليه , لكن السيدة هوفمان كانت أول من ابدي دهشته, لذا جاء صوتها القوى رنانا مشبعا بالسخط:
- ماذا تقول يا ولد ؟ ألا تريد الانضمام إلى مؤسسه هوفمان ؟
ابقي غريفت عينيه منخفضتين:
- اعتقد أن هذا يلخص ما قلته .
- هكذا إذن !
كان رأى العجوز واضحا , أما رأى فيرن فلم يعرفه أحد لأنه ظل صامتا بعض الوقت ينظر إلى غرفت بثبات ويده على كوب العصير أمامه وقسماته السمراء لا توحي بشيء , بعد قليل قال بهدوء:
- اعتقد أنك فكرت في الأمر مليا.
وليزداد توتر إيدن , التفتت إليها بعينيه الرماديتين, وكأنه يشير إلى انه يعرف أين يضع اللوم لتحول أخيه غير المتوقع .

أجاب غريفت:
- اجل لقد فكرت في الأمر مليا.
رفع فيرن كأسه فارتشف منه عده رشفات منه ببطء , أما إيدن فجلست متعجبة من سيطرته على نفسه , فهو لم يلوم شخص باتهاماته جزافا ولم يفقد أعصابه , بل قال بهدوء:
- إذن هناك ما يجول بذهنك.
نقل عينيه إلى إيدن مره أخرى بعينيه الضيقتين , ونظر غريفت إليها قبل أن يرد.
- سأقوم بما أجيده.
- أوه؟
كانت لعبه تشبه لعبه القط والفأر, ولكنها أحست بأن لفيرن اليد الطولي في هذه اللحظة.
- أريد ان أصبح موسيقيا.
بدا كأنه تلميذا صغيرا ساذج , لذا لم تستغرب حين التوى فم فيرن بابتسامه,وقال:
- أوه....صحيح؟ وماذا أو من وضع تلك الفكرة في رأسك؟
في كلامه مغزى وشك فيها, أرادت أن ترد ولكن غريفت سبقها إلى ذلك رافعا أنفه عاليا ناظرا إلى أخيه متحديا .
- دعك من هذا الهمز واللمز.... الفكرة فكرتي وحدي.
ليته فقط يتوقف عن النظر إلى إيدن .


- أوه.... ها...! وماذا يفترض بإيدن أن تفعله أثناء تسكعك؟
تضرج وجه إيدن على هذه الإهانة فقالت باحتجاج:
- ليس لكلامك مبرر... أنت لا تعرف حتى ما هي الموسيقى التي يفكر فيها غريفت !
- أوه... وهل تعرفين أنت؟
هزت رأسها نفيا.... فلم يفض لها غريفت رغبته إلا بأن يصبح موسيقيا, أما نوع الآلة التي يريد العزف عليها فلم يذكرها.
- لم نتناقش في هذا الأمر مطلقا . لقد عرفت بخططه قبل سفرنا بقليل , وكان أمامي ما يشغلني عن طرح الأسئلة.
- وهل ستتزوجين رجلا لا تعرفين حتى ذوقه في الموسيقى ؟
دفعت سخريته التورد إلى وجنتيه.
- ما كان الأمر مهما ... كنا نحضر مسرحيات فقط.
نظر إليها فيرن تلك النظرة الثابتة المثيرة للاضطراب. فشعرت بأنها أخطأت في الرد عليه.
-ربما يكون غريفت اذكي مما أتصور . يبدو أنه لم يظهر ولعه بموسيقى البوب خشيه ان تبتعدي عنه.
- ما كنت لأبتعد لسبب كهذا .
قال بصوته الهادئ المدمر:
- حين ترك المنزل كان مولعا بالعزف مع فرقه, وكنا نأمل بأن يكبر ويتخلى عن الفكرة ويشغل فكره بأشياء أخرى , ولكننا كنا مخطئين, وهذا أمر مؤسف, فعازفو الغيتار" الدزينة بعشره سنتات " وهم كثر في الجزر

, فهل أنت على استعداد لأن تعيشي متشردة على الشواطئ, تجوعين على أمل أن يصل يوما إلى القمة؟
صاح غريفت محتجا قبل إيدن:
- رويدك... لن يجوع أحد.... ولماذا أجوع؟
رد فيرن بصراحة قاسيه:
- لا تتوقع أن تمول مؤسسه هوفمان ميولك الفنية , وحذار أن تتوقع من الشركة فلسا واحدا ما لم تعمل فيها .
بدا غريفت نادما على إبداء نواياه , متمنيا لو احتفظ بالأمر حتى فرصه أخرى ملائمة, لكن الوقت فات, وفيرن سيكون دون رحمه في معارضته, وبما أنها تعرف غريفت جيدا توقعت أن يكون إذعانه مسألة وقت فقط,
قال غريفت:
- لدى مالي الخاص الذي ورثته عن أبى وعليه لا أجدني بحاجه إلى مال الشركة!
ضحك فيرن ضحكه قصيرة فقط.
إرثك يأتي من نفس المصدر وليس هو بمنه من الله لذا عليك العمل حتى تعيل نفسك.
عبس غريفت وبدا نادما مره أخرى على هذا الجدال , فقال غاضبا:
- إذن لا أريد ذلك المال اللعين! سأتدبر أمر بدونه.
- و إيدن؟
أحست إيدن بتضرج الدماء إلى وجنتيها خاصة بعدما أصبحت مراقبه من قبل العينين الرماديتين, لكنها لم ترفع نظرها إليه .... قال غريفت:

- إيدن تفهم ما اشعر به.
رد فيرن بهدوء ساخر :
- هذا ما تظنه أنت إنما هل هى مستعدة لقبول ما تجنيه من عزف الغيتار؟
هذا إذا وجدت فرقه تعمل معها, أو ناديا ليليا يحتاج إلى عازف غيتار في الحانة , أم تراك تفكر بأن تعمل إيدن لتعيلك وتعيل نفسها؟
صاح غريفت ساخطا:
- أوه .... بالله عليك .. أنا لست مفلسا فأنا حتى بدون مال هوفمان قادر على تدبر أمري.
قال فيرن
- ألاحظ انك قلت " تدبر امري"
هز غريفت رأسه :
- هذا شأني وحدي ... اللعنة! دعك من هذا الأمر.
ولدهشتها هذا ما فعله فيرن , فقد هز كتفيه وصب اهتمامه على الطعام, اما غريفت فجلس بعض الوقت مرتبكا, وخلال ذلك عم الصمت على المائدة وصب فيرن نظرات متهمه على إيدن... كانت إيدن قد وجدت صمت السيدة هوفمان أثناء المناقشة غريبا... ثم استنتجت أن العجوز أن حفيدها الأكبر قادر على تولى الأمر.
عندما انتهى الطعام أخيرا , وغادروا المائدة , تبادلت السيدة العجوز بضع كلمات مع فيرن, ثم استدعت غريفت إليها, تطلب منه التنزه في الحديقة... لم يكن من السهل رفض طلبها لكنه فضل لو يخرج مع إيدن التي نظر إليها عاجزا حين تمسكت العجوز بذراعه قائله:
- فتاتك ستكون آمنه غريفت.
قادت مرافقها إلى الحديقة. وأكدت ابتسامه فيرن البطيئة شكوكها , فأرسلت قشعريرة في أوصالها.... استخدم فيرن يده ليشير لها بالجلوس مره أخرى , لكنها هزت رأسها رافضه, وارتدت على عقبيها قاصده أبواب الشرفة الزجاجية كأنها تود الهرب.
- أود التنزه قليلا....بعد هذه الوجبة.
- ابقي هنا.
كانت العبارة برغم نعومتها أمرا, وما زاد الأمر قوه , وضع يده بخفه على ذراعها العارية, استحوذت عيناه على عينيها حين رفعتهما إليه, لكن حركته هذه جاءت قاسيه كعينيه.
- لن أكلك ... أريد محادثتك .
حاولت التحرر من قبضته قائله :
- لا أريد محادثتك.
ابتسم فيرن ورد بهدوء وقال " خيبت أملى بك"
نظرت إليه ثانيه بارتباك وهى تتمنى لو كان اقل جاذبيه, هو ليس وسيما كغريفت,لكن جاذبيه غريفت يسهل التعاطي معها أما جاذبيه فيرن فأقوى وأكثر فعاليه بحيث يصعب مقاومتها.
كان يرتدى بذله خفيفة وقميصا ازرق شاحبا يضفى على عينيه الرماديتين بروده ثلجية. لكن كانت تخيم على برودتهما دلائل قوه كامنة في كل تحركاته ورشاقته البدائية المثيرة... انه اخطر من أي رجل التقطه من قبل, وقد تجاوبت معه بطريقه أزعجتها.

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 09-06-20, 11:17 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 60 - العريس لا أحد مكتوبة

 

ومع ذلك ارتدت قناع الجرأة, ونظرت إليه مباشره, ولكن نظرتها هذه زادتها اضطرابا فعادت تشيح بوجهها وقالت له بصوت أجش :
- أظنني اعرف ما تود قوله , لكنى اعلم أنى ارفض التباحث بشئون غريفت فى غيابه ...لقد تآمرت أنت والمدام حتى يبتعد!
كانت يبتسم وعيناه تسخران من سذاجتها.
- أو لاحظت ذلك؟... حسنا لن أنكر أننا ناورنا لنصل إلى ما نريد. . .
- ماذا تريدان.؟
- حسنا ...هناك ما أود قوله لك ... ولكنى لم استطع قوله أمام غريفت.... ولو عرف به لأفتعل ضجة!
- وله كل الحق في أن يفتعل الضجة , وأظنك تود محادثتي عن رغبته في العمل موسيقيا عوضا عن العمل في مؤسسه العائلة .... ولا أعترض على ذلك بل اعترض أن تحدثني من وراء ظهره.
مط فيرن شفته السفلى قليلا , ونظر إليها بثبات , ويده ما تزال على ذراعها.
- كلامك ساذج وأراك أيضا ساذجة. ألست كذلك إيدن؟
- فكر كما تريد. فلن أتحدث عنه , أو عن خططه إلا إذا كان موجودا ليعرف ما يقال عنه.
- ظننتك العكس.
كانا يقفان داخل الأبواب مباشره. الريح الخفيفة حركت الشعر على عنقها, وحملت معها عبيرمن رائحة الحديقة خاصة عبير الزهور الوردية وعبير زهره "كأس العسل" المعترشة تقريبا حول المنزل كله. كان المنظر غريبا وجميلا بحيث لا يجوز إفساده في جدال عائلي.

.. ندمت إيدن لأنها مضطرة إلى مقابله هذا الأخ القاسي القوى الإرادة.
ارتفعت اليد الممسكة إلى ذراعها الباردة فراحت تجول جيئة وذهابا مثيره فيها دغدغه بطيئة. ثم ثبت نظره إلى عينيها عده لحظات قبل أن تلامس شفتيه ابتسامه بطيئة مدمره.
- هل دفعته إلى هذا؟
التفتت إليه بسرعة:
- لا .... لم افعل!
- كنت أتساءل فقط!
تركها ليخرج علبه سكائر من جيب سترته, فلاحظت كما حدث سابقا أنه لم يعرض عليها واحده... عندما أشعل سيكارته تعالى سحابه من الدخان الأزرق بعض الوقت فحجبت عنها وجهه ولكن ذلك لم يمنع عينيه من مراقبتها, فأحست بقشعريرة باردة على طول جسدها , انه قادر على إثارة الاضطراب بعينيه فقط, والمؤسف أن أنوثتها تستجيب له بشكل خطير.
- لكنك لا ترغبين في أن يتخلى عن مؤسسه هوفمان ...يا إيدن؟
نظرت إليه غير واثقة من ما يعنيه بكلامه, ثم بدا لها معنى واحدا لكلامه, فاحمر وجهها , ولاحت نار خضراء في عينيها وهى تقول له :
- أنت لا تعرف شيئا عن مشاعري .... أنا لست ممن يجرى خلف المال, سيد هوفمان ,لذلك لن أبالى بما يفعله في جني قوته.
- أريد أن أضعه في المكان الذي أعده له أبوه, أنه من آل هوفمان , ومكانه الطبيعي في الشركة.
- مكانه الطبيعي هو حيث يكون سعيدا.
لاحظت شده غضبه من إطفائه سيكارته وذلك قبل أن يلتفت إليها واضعا إحدى يديه على إطار النافذة قرب رأسها, كان قريبا منها جدا حتى أنها أحست بمشاعرها تلتهب بنيران يبعثها إليه قربه منها . . . دفعتها تلك الدلائل المشيرة إلى القوه الكامنة فيه إلى أن تشبهه مجددا بقط ضخم رابض على استعداد للهجوم, لذا حبست أنفاسها حين مال للأمام فجأة:
- يريد غريفت حصته من الحلوى ليأكله... يعرف أنه غير قادر على أعالة نفسه,, ناهيك عن إعالة زوجه جميله شابه تكلفه الكثير, خاصة مما يجنيه من العزف على الغيتار ... اسمعي لا أريد حتى أن يعترف بالحقيقة.. أريده في الشركة فورا وعليك أتكل في إقناعه.
توضح لها أخيرا هدفه من محادثتها على انفراد,, فنظرت إليه وهى تكاد لا تصدق :
- أنت تريد! أنت تتوقع حقا أن أحاول إقناع غريفت أن يتخلى عما يريد ليتناسب مع مخططاتك؟
ابتسم ببطء فأحست بقطع ثلج تتدحرج على ظهرها مجددا.
- ومخططاتك أيضا.... أنت أجمل من تقتفى أثره جائعة إلى أماكن قذرة.
- لم يصل الأمر إلى هذا الحد. . . لغريفت ماله الخاص .. وهو حر في أن يفعل به ما يريد.
- هل سيدوم هذا المال؟ماذا يحدث حين ينتهي ماله إيدن؟
دفعتها إلى الاحمرار تلك الابتسامة أو شبه الابتسامة المثيرة مضافا إليها نظره ساخرة طافت بها ببطء من رأسها إلى أخمص قدميها لتتوقف أخيرا على ياقة فستانها:
- أنها المرة الثانية التي تشير فيها شئ كهذا .. وأنا لا افهم كيف تصدر حكما متسرعا وأنت لا تعرفني . أسمع أنا سأؤازر غريفت وإن كان لا يملك بنسا واحدا.
أضاف بصوت ساخرا :
حتى يفرققما الموت؟
- هذا محتمل جدا!
علق مجددا بهدوء وهو ينظر إلى رأسها:
- تقول جدتي , إن حمراوات الشعر ينفجرن مثل الألعاب النارية في وقت ما .
- قل لها الآن إنها على حق.
ظل صامتا لفترة ولكنه كان قريبا جدا لدرجه أنها رأت خطوط عينيه الدقيقة, كان ينظر إليها بثبات , بعينيه الرماديتين ,الكثيفتى الأهداب التي اقترحت أشياء تفضل عدم معرفتها .. في أول لقاء بينهما أدعى أنه أرفع شأنا من الاهتمام بطفله ولكنه مهما كان رأيه بها , وبشبابها النسبي فهو يوضح دون شك انه ليس مترفعا عن اشتهاء خطيبه أخيه الطفلة.... أحست إيدن بالضعف وهى تتجنب النظر إليه . قال بنعومة :
- إذن.....ألن تتعاوني؟
كانت ترتجف لأن مشاعرها تتجاوب بإلحاح مع حيويته المتدفقة ورجولته ولكنها رغم ذلك قالت بإصرار وإن بأنفاس مقطوعة :
- لن أحاول إقناع غريفت بالتخلي عما يريده.
مد يده إليها بغتة فوضعها على خصرها وعندما راحت أنامله تضغط عليها مثيره فيها مشاعر جديدة عليها ومشعله في نفسها نيران . قال بصوت أجش :
- لو انه نصف الرجل الذي أظنه ,. لكان قلبه في اتجاه آخر مختلف.
اشتدت الأصابع ضغطها ساعية في إقناعها أكثر فأكثر بالانجذاب نحوه, والذي حدث أنها عجزت عن المقاومة...
- سيد هوفمان...
- فيرن!
خرج اسمه عميقا فشدها إليه بطريقه ردتها إلى الواقع.
- لا يحق لي تغيير رأيه.
- بل يحق لك لأنك شريكه المستقبل .. أم أراني خاطئا؟.
استردت على الأقل بعضا من رباطه جأشها :
- حسنا .... ربما .
لكن اليد القابعة على خصرها ما تزال تحاول إقناعها باقتراب منه أكثر فأكثر فأكملت يائسة :
- لكنني لن أستطيع تغيير رأيه بل يحق له أن يجد الفرصة ليثبت ما هو قادر عليه , وعليك أنت أيضا أن تدعه يثبت شيئا لنفسه .
قال بخشونة مطاطية :
- بالله عليك .. أنا لا أحاول تخريب خططه للمتعة فحسب .
-ولكنك تبدو لي عازم على تنفيذ رأيك غير مراع اهتمامات غريفت !
شاهدت إيدن بوضوح كيف اشتد ضغط شفتيه , وكيف قست يده على خصرها بطريقه مؤلمه .. فعلمت أنه يصبح مخيفا حين يفقد أعصابه .
عاد صوته يفح بعمق :
- إيدن ..... ألن تحاولي؟ ألن تساعديني على إعادة غريفت إلى صوابه ؟ لا أرجو منك إلا أن تنظري في الأمر من وجهه نظري .
امتد الزمن دقيقه تقريبا قبل أن تدرك أنها وبكل جرأه تتعرض للإغواء لتفعل ما يريد , مع ذلك الصوت الرخيم المغناطيسي , فهزت رأسها إلى الأمام والوراء لتتحرر من تأثيره .
- لا .!.... لا .!... لا .... لن افعل . . لن أدفعه إلى ما لا يريد.
سرعان ما طالعها لمعان الإعجاب بتصميمها , والإدانة لرفضها التعاون . أخذ يهز رأسه :
- إذن...ستندمان معا !
- لا ... لا أظن ذلك .
ترك يده تستقر على خصرها , ونظر إليها فتجاوب كل عصب وعرق في جسدها مع تلك النظرة . . . كانت يداها مشدودتين وقلبها خافقا بعنف حتى وجدت نفسها غير قادرة على رفع نظرها إليه , أما رأسها فأصبح يدور ويدور فسمعته يقول لها :
- ليتك لا تقاوميني في هذا, إيدن...
كاد صوته الناعم لا يكون مسموعا فوق خفقات قلبها الذي ازداد خفقانا حين وضع يده الأخرى على خصرها , وجذبها إليه .
حراره جسده النابض بالحيوية , لامستها بخفه في البداية , لكنه سرعان ما وضع كلتا يديه على ظهرها وجذبها إليه بقوه حتى أحست بعضلاته كلها , وبتوتر هذه العضلات ولكن ما أدهش عينيها فعلا هو ذلك البريق الذي غير اللون الرمادي في عينيه إلى لون قاتم عاصف ... قال واعدا بصوت هامس أجش :

- ستندمين!
لم يكن لدى إيدن من الوقت إلا ما سمح لها بسحب نفس عميق قبل أن ينقض عليها بخشونة متوحشة ... مجبرا إياها على التجاوب ... تجاوب لم تستطيع مقاومته ... كانت ذراعاه تشدانها بتوتر .. ثم امتدت يده الكبيرة لتداعب رأسها بأصابع طويلة , وتأسر رأسها باستجابة لما يريد .
- لا .... !
كانت همسه الإنكار مذعورة , فدفعته بكلتا يديها على صدره تحاول التحرر ... لكنه ظل يحتضنها بحزم... لم تكن تخشى هجومه الجسدي أو تتألم منه بقدر ما خشيت من عنفوان تجاوبها ... فيرن هوفمان رجل خطير .. هذا ما عرفته الآن . ولكن تقاربهما الحميم نسف كل مقاومه تملكها بطريقه لم تحلم بها قط , لذا عليها ألا تسمح بذلك مره أخرى .
مرت بضع لحظات قبل أن تسترد أحاسيسها المشوشة لترفعه بعيدا عنها بشكل حاسم .. كانت عيناها الخضراوين منخفضتين زائغتين ... ثم تحررت من بين ذراعيه وهرعت إلى الحديقة بساقين غير قادرتين على حملها . ..
لم تكن تدرى ما إذا كانت تريد البحث عن غريفت أو لا ذلك أن مشاعرها المشوشة لم تمهلها وقتا للتفكير السوي ...
ثمة أمر واحد هي واثقة منه أن لفيرن اليد الطولي فى النهاية .

كانت حتى بعد أسبوع على وجودها في هذه الجزيرة ما تزال مشوشة الذهن مسحورة بحدائق منزل آل هوفمن .. التي تحيط بها مساحات واسعة غنية بأشجار الأناناس مصدر ثراء العائلة .
كانت تعلم أن غريفت ما كان ليسير في الحدائق لولاها لأنه لو خير لاختار الانطلاق بالسيارة إلى مكان ما .. ولكنها اليوم تحس يرغبه في التنزه بين الألوان الرائعة , وبين العطور الذكية . . .
جذب غريفت رأس غصن معترش ضخم يتسلل بين الأشجار , فاقتطف منه زهره صفراء دسها خلف أذن إيدن اليسرى فبدت متوهجه مع شعرها الأحمر , وهذا ما أرضاه فهز رأسه إشارة إلى رضاه قائلا بابتسامه :
- هاك...هذا يعنى انك بت خطيبتي .
- صحيح .. وما هو اسم الزهرة؟
- اسمها " الاماندا". إن شئت اختاري غيرها وإن لم تعجبك فلا بأس بأخرى توضع وراء اذنك اليسرى.
- أوه.... لا.. إنها جميله.
ابتسم لها غريفت وهم يعودان إلى المنزل , فشعرت به للمرة الأولى أنه ينتمي إلى ما يحيط به من سحر ملون, ولكنه رغم ذلك بدا بعيدا عنها.
-إنها أجمل في موقعها الحالي. . . على فكره . لم تتح لي فرصه أن أسألك عما قاله لك فيرن ليله أمس؟هل أراد أن تقنعيني بالعدول عما أريد؟
- نعم... لقد طلب منى إقناعك بالعدول عن فكره احتراف الموسيقى . لكنه لم ينجح .
رد بثقة:
- هذا ما توقعته منك ...فأنا أعرف أنه لن يستطيع التلاعب بك كما يفعل بمعظم النساء.أنت أذكى منه بكثير , ولا تنظرين إليه نظره الإناث الأخريات لأنك لا تثقين به.
-انا لم أقل هذا!


هز رأسه وكأنه يعلم الكثير.
- لكنني اعرف فيرن جيدا.
- أتعرفه حقا غريفت؟
ربما, في رنه صوتها ما جعله ينظر إليها مقطبا.
-لماذا؟. . . بالطبع اعرفه.. لماذا هذا التلميح حبيبتي؟
هزت كتفيها بلا مبالاة, ولكنها ودت لو اخفت عنه شكوكها فآخر ما تريده هو مناقشه حديثها مع فيرن... قالت له:
- لم أكن ألمح لشئ بالضبط. . . إنما ظننت أنك لأتعرف أخاك جيدا كما تعتقد.
- وماذا يعنى كلامك هذا؟
ضحكت إيدن .. لأنها تغرق كلما تفوهت بكلمه...
- أتساءل إن كنت تعرف إلى أي مدى قد يصل ليجذبك إلى الشركة.... إنه مصمم جدا.
- وأنا كذلك مصمم ! كما أنني اعتقد أنه لن يلجأ إلى ما هو درامي ما أن يدرك أنني جاد. . . فلا تقلقي حبيبتي.
- ربما لا. .
- ثقى بكلامي . . . إيدن... طفلتي ... لا أريد أن تكرهي العجوز المسكين فيرن بسبب ذلك. . . إنه عائلتي الوحيدة , وأنا أحب ذلك الشيطان , وإن كان يحاول إجباري على شيء لا أريده بتلويح العصا الغليظة في وجهي.
- أنا لا أكرهه لكنه رجل خالي من الرحمة. .
قالت ذلك لأنها تعلم أنه مهما قال أو فعل لن تستطيع أن تكرهه.
- بكل تأكيد هو هكذا. . . إنه من آل هوفمان! إنما لا تقلقي , فمن المستبعد أن يحاول شيئا معك. . . خاصة بعد ما أكدت له عدم تعاونك معه.
بدا لها معتدا بنفسه إلى درجه عجزت معها عن القول له أنه مخطئ.

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 09-06-20, 11:18 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 60 - العريس لا أحد مكتوبة

 

الفصل الثالث

كاهنة الشمس



لم تشاهد إيدن الجانب المنتج من أملاك آل هوفمان لأن غريفت لم يكن ميالا لأن يريها إياه علماً أن من المستحيل عدم ملاحظة الفدادين الشاسعة المليئة بأشجار الأناناس.
و لكنها وعدت نفسها بأن تدفعه إلى مرافقتها لرؤية الأملاك يوما ما.أما في الوقت الحاضر فهي قانعة بالتنزه حتى آخر حدائق القصر حيث يبتدئ القسم التجاري...
قرر غريفت أن يتمرن يومياً في العزف على الغيتار ليؤثر في الجدة وفيرن.
هذا ما أبلغه لأيدن ،لكنه لم يفكر في أنه بعمله هذا سيتركها وحدها مرتبكة.
جلست نصف ساعة تحت ظل الشرفة المسقوفة تقرأ مجلة..
ولكن قلة الحركة الغير الطبيعية جعلتها تسأم من التكاسل، فقررت التنزه.
بعدما أمضت وقتا طويلا مستمتعة بجمال الحدائق ،وجدت نفسها بين صف ضيق من أشجار النخيل التي تفصل الحدائق عن حقل الأناناس..
أقنعت نفسها بالمخاطرة إلى الأمام فسارت بين الحقول،ثم توقفت لحظة و ظهرها إلى إحدى الأشجار تنعم بظلها .
كانت سعف النخيل أشبه بخيمة من القش فوق رأسها.
ولكن شعاع وحيدا من الشمس تسلل من بينها..كان ذلك الشعاع يلامس خديها بأصابع ذهبية دافئة،فابتسمت ورفعت وجهها مغمضة عينيها لتحميهما من لمعانه،مستنده إلى جذع النخلة تلفُّ ذراعيها إلى الخلف قانعة حيث هي.
ـ آه...كاهنة الشمس!
فتحت إيدن عينيها، ثم رفرفتها لحظات تحت الشعاع اللامع على وجهها...لم تشك في من يكون صاحب الصوت إنما كيف السبيل إلى التعامل مع خفقات قلبها.
ـ لقد أخفتني.
لم يكن ما قالته تذمراً.
ـ ألم تسمعي هدير الشاحنة؟
هزت رأسها :''لم أسمع شيئاً''
أشاحت بوجهها عنه مسرعة.لأنه أخر شخص تود رؤيته في تلك اللحظات،ولأنها لم تكن قادرة على الابتعاد هي تأمل أن يبتعد هو.
ـ كنت تحلمين حلم يقظة؟
ـ أعتقد هذا..إن هذه البيئة الساحرة تثير الخيال.
التفت من فوق كتفه إلى حقل أناناس قريب خلفه.
ـ إنها جنة الأناناس.
سارعت إلى هز كتفيها بلا مبالاة على أمل أن لا يمكث طويلا.
كانت إحدى يديه في جيبه،أما الأخرى حملت سيكارة،كان مرتديا سروالا بنيا و قميصا أبيض يتناقض مع تقاسميه السمراء،ولكن أثر فيها تأثيرا صادقا, هذه المشاعر التي يثيرها فيها باتت تمقتها.
سألها فيرن،و كأن له مطلق الحق أن يسألها عن تحركاتها..
ـ لماذا تتجولين هنا وحدك؟إن كنت تتوجهين إلى الشاطئ فالمسافة بعيدة وشاقة إليه،هل أعرض عليك أمر إيصالك أم أنك تنتظرين غريفت ليقلك؟
كان يختلق الأعذار ليعرف سبب وجودها هنا وحيدة ففكرت هي محاولة خداعه ولكنها عادت فعدلت عن ذلك لأنه سرعان ما سيكتشف كذبها.
ـ سيكون غريفت مشغولا ساعة أخرى أو ما يزيد.
ارتفع حاجبه الأسود بحدة.
ـ مشغول؟
تضرَّج وجهها من استفساره فأشاحت وجهها :
ـ إنه في غرفته ،يتمرن.
ـ آه..فهمت !
ظهرت على وجهه ابتسامة بطيئة مشبعة بالمعاني دفعتها الغضب فهو كما توقعت يجد في تمارين أخيه موضوعا مسليا.
ـ أشك أنك تفهم!الواقع أن من الضروري أن يتمرن..
و لقد قرر أن يفعل هذا ساعتين يوميا.
ـ و كم سيبقى على هذا الحال؟
ـ الوقت الذي يحتاجه!
بدأت تغلي سخطاً فشدَّت يديها خلف ظهرها بقوة، تلفُّ جذع النخلة و لكنها لم تعِ التأثير الذي تركه هذا الوضع قماش الفستان الذي التصق بجسمها،و عندما وعت ذلك من نظراته تضَّرج وجهها غضباً فأسرعت تغير وقفتها.
أضحكته حركتها السريعة وكأنها تسليه:
ـ لا أفهم غريفت ،ظننته أعقل من أن يتمرن على الغيتار فيما فاتته الجميلة تنتظر من يطلب ودها.
ـ لا أطلب ود أحد سيد هوفمان ،فلا تخطئنَّ ظناَّ.
كانت عينيها ترسلان إليه نارا خضراء،أما عيناه فانخفضت أهدابهما.فيرن هوفمان،رجل حساس،لا يحاول إخفاء رغباته،حتى ولو شمل تلك الرغبات فتاة أخيه..خانتها مشعرها الخاصة مرة أخرى،و لم تستطع على الرغم من مكوثها تحت سقف بيته ما يزيد عن الأسبوع أن تكون محصنة ضد جاذبيته و سحره. قال بصوته العميق الذي يثير أحاسيسها:
ـ إنه أحمق..
نظرت إليه بغضب تردّ التحدي:
ـ ليس غريفت بأحمق..إنه فقط، و بكل بساطة يحاول أن يثبت لك و للسيدة أنه جاد في خطته..أمهله وقتا ليثبت لكما مقدرته ،أنت تدينه لأنه يسعى للعمل خارج إطار الشركة، فكن منصفا و اعترف أنه يعمل جادا على تحقيق هدفه.
تحرك فيرن ليقف معها في الظل فاتكا إلى الشجرة التي تفيء إليها لافاً إحدى ساقيه فوق الأخرى ، توقعت منه أن يكون غاضبا ،لكنه نظر إليها مبتسما بسخرية.
ـ إذن يقوم بذلك ليؤثر فينا آملا أن نرى الأمور من وجهة نظره.
كانت تعرف أن هذا ما يفكر فيه غريفت ،و لكنا لم تشأ أن يعرفه فيرن .
ـ أنت لا تحمله على محمل الجد؟
كان هذا أكثر ما تستطيع تحمله..فهي مضطرة للصراع مع سلسلة متناغمة من المشاعر التي أثارها وجوده معها، و مضطرة أيضا للدفاع عن غريفت .
كانت تلوم فيرن لأنه يجبر غريفت على القيام بما لا يريده كما تلومه لأنه يحاول دفعها إلى مساعدته .إنه رجل خطير و جذاب بطريقة تثير الاضطراب.
ـ لماذا عليك أن تكون متكبرا و متسلطا؟ لماذا لا تترك غريفت يقوم بما يريده ما دامت أرباحك لن تتأثر.تجاهل تلميحها المتعلق بالمكاسب و نظر إليها بعينين ضيقتين :
متكبر متسلط . أهذا رأيك بي أيدن؟
ـ ظل ينظر إليها بثبات من المسافة القصيرة التي تفصلهما..ثم ضحك و هز رأسه:
ـ أفهم ألان سبب اصطحابك إلى الجزيرة .إنه بحاجة إلى طبيعتك النارية ليتحداني بمسألة الانضمام إلى الشركة.
ـ لاشيء من هذا القبيل! إنه لذا لا يمكنك الحؤول دون ما يشاء.
أحست بشعور غريب في قلبها لاحظت طريقة ابتسامته ..سألها بصوت خفيف:
ـ أليس هناك شيء؟
لم تعد واثقة مما تفعل،و لكنها أحست أن فيرن يعرف تماما ما يفعل مع ذلك هي لا تريد التخلي عن المعركة لصالح غريفت.
ـ أنا لا أنكر ما تقول ، فنظرا للظروف ،ربما رغب غريفت في اصطحابي لحاجته إلى دعم عضوي..و لا ألومه على هذا،فبعدما قابلتك وجدت أنه لحاجة لمن يشد عضده !
ـ أهذا ما ترينه؟
تحداها صوته العميق الهادئ أن تستمر..و عرفت في قرارة نفسها أنها تمادت مع مضيفها و تجاوزت الحد الطبيعي، ولكن فيرن هوفمان ليس مضيفا عاديا، آ بما أنه لن يتركها تنجو بما تقوله، فيستحسن لها أن تستمر خاصة بعدما وصلت إلى هذا الحد..قالت له:
ـ لا تنكر أنك كنت لولاي ستجبره بالقوة على الانضمام الى شركتك البائسة.
رد بهدوء:
ـ لا شك في هذا..ترى هل تشجعينه على العزف لتسجلي نقطة في مرماي؟
طريقته في سحق سيكارته بقدمه جعلتها ترتجف، لذا عندما تقدم نحوها فجأة سارعت للدفاع عن نفسها بغض النظر مدى اقترابه من الحقيقه:
ـ أنا ببساطة أدافع عن حقه في اتخاذ القرار قراره عوضا عن السجود لك.
ذكرها قربه منها بالمناسبة التي حاول فيها إقناعها بالتاثير في غريفت حتى يعدل عن غايته وهذا اخبرها انه يفكر بالطريقة نفسها ألان.. و لعلمها أن هذا ممكن، أحست بقلبها يخفق بسرعة بضربات صاخبة ،فارتجفت.. سمعته يقول:
ـ ليتك تتحلين بالحكمة..
مس صوته الدافئ أوتار أعصابه كلها .
ـ و هل الحكمة هي في تنفذ مبتغاك؟
شهقت بصمت حينما طوى المسافة بينهما،راح دفئ ذراعه يثير القشعريرة في نفسها،و العسير في الوضع عدم وجود طريقة للخلاص منه، فما من مكان تلوذ إليه لا يستطيع اللحاق بها إليه؟
ذكرها قربه منها بأحاسيس أخرى،فازداد توترها وترقبها للمسة منه، حين مد يده يمس النبض الصاخب بحيث لم تشعر إلا بدغدغة حساسة على مدى بشرتها.. سألها هامسا:
ـ لماذا تقاتلينني بهذا التصميم؟
ــ أنا..أنا.. لا أقاتلك..
همسها انقلب إلى إجفال حين ضحك.
ـ أوه..يا طفلتي.. فيساعدني الله عليك! أنت تتأهبين للمعركة كلما اقتربت منك.لماذا تقاتلينني إيدن؟
ـ فيرن توقف عن هذا!
أبعدت رأسها عن مناله، تحاول إخفاء عجزها عن ضبط سيطرتها على ذلك.. ولكن كيف لها ذلك و نظرته المثيرة لا تبرح وجهها؟ ردد كلامها:
ـ أنت تتجاوز حدك لتحرجني.. و إذا كنت تأمل بذلك جعلي متعاونة معك، فأنت مخطى ء! إن جعلت إقامتي غير مريحة،أنتقل بعيدا إلى الفندق.. وعندما سترى كم سيمكث معك غريفت؟
ـ أتهددينني؟
لم تكن اليد التي أدارتها لتواجهه لطيفة، فارتجفت خائفة من بريق الغضب المستعر في عينه ،
ـ كيف تجرئين على تهديدي..أنت..
ـ أنا نكرة..؟
لكنها انتفضت عندما انفجر ضاحكا:
ـ أوه..لا.. لست كذلك،لا يمكن ان تكوني نكرة ايدن ...انت اهم بكثير مما ظننته،ولك إلى القدرة على التأثير فيه لترك المنزل،إنما لا تهددينني هكذا خاصة فيما يتعلق بعائلتي القليل أفرادها.
أنا لم أفعل..
ـ لم فعلت. حذاري إيدن،أنا عدو شرس.
كان وجهه قريبا منها فشعرت بأنفاسه حارة على وجهها تبعث فيها رغبه عارمة تفاعلت مع حمى الغضب.
ـ لم يشكل جمالك وسحرك عندي أي فرق إن حاولت فصل العائلة، فلن تحصدي من ذلك إلا الندم.
لم تفهم إيدن نفسها.. إنها تتلقى التهديد من رجل يعني كل كلمة يقولها ،و مع ذلك لا تشعر بالخوف.. بل تحس بالاثاره.. النظرة المطلة من عينيه هي التي أثارتها.كانت عيناه تلمعان بلون قاتم و كأنها سحب منها عاصفة ولكن تحت ظل الغضب اشتعلت رغبة متوحشة فجة.
هزت رأسها تحاول التركيز على أمور أقل خطورة..قالت هامسة:
ـ أنا.. لا أرغب في التورط بنزاعاتكم..لم أكن أعرف ما حين وافقت على المجيء و ليتني لم آت.
كانت عيناه تخترقهما، و تريان ما في نفسها:
ـ أنت لا تعين هذا إيدن.. أليس ذلك إيدن؟
ثم تذكر،لانهالا تستطيع.. كما أنها لم تدخل هذا الموقف دون سابق إنذار، و كانت قد توقعت أن تجد فيرن أقسى مما عليه ألان، رجلا خاليا من الرحمة معتادا على تنفيذ مآربه و لكنها لم تتصور أن تجده أشد جاذبية من كل الرجال الذين التقت بهم سابقا و لم تتصور أنه قد ينسيها أحيانا مجرد وجود غريفت.
ـ أتحبينه؟
جعلها السؤال تنتفض فحدقت مشدوهة ثم هزت رأسها بسرعة و غضب. و قالت بخشونة:
ـ أنا خطيبته.. و بالطبع أحبه.نظر نظرة ذات معنى إلى يدها الخالية من الخاتم:
ـ خطيبته! إنما بدون ربط أو دليل.
مرر يده على خدها فيما طافت عيناه إلى الأعلى إلى شعرها النحاسي الأصهب. ثم راحت أنامله تلاعب خصلة من شعرها الغني البراق ، و بعد ذلك وضع راحتيه على وجنتيها و جذبها إليه يقول هامسا:
ـ أنظري إلي إيدن .
و أطاعته لا إراديا.
كان لدفئه من الحرارة ما حراك دمها و المزعج أنه راح يتصرف باعتداد و ثقة كما حدث في المرة الأخيرة التي لا تنساها.أنزل يديه عن خديها إلى كتفيها،و من هناك إلى ظهرها، يجذبها متعمدا إليه.فأصيبت بالذعر بسبب ما يثير فيها من عواطف لم يستطع غريفت بعثاها إلى نفسها.
قفز غريفت أمام عينيها وهي متعلقة بفيرن، فهب ضميرها و دفعها للتحرير من استسلامها له.حاولت تحريك رأسها ،لكن يده ألصلبه أمسكته بحزم أما أصابعه الطويلة فشدت شعرها و جعلت الخلاص مستحيلا.. و حين سمح لها ببرهة للتنفس قامت بمحاوله جديدة للخلاص و لكنه نظر إليها بشوق مازال يحرق عينيه الرماديتين التين لم تعودا باردتين.
أمسك رأسها بين يديه يتأمل و جهها فعلمت أنه سيعاود معانقتها من جديد، إلا إذا نجحت في الخلاص منه قاومت يديه بشدة حتى تحررت، لكن قلبها كان يخفق بجنون بين جنبيها تمسكت بالتفكير في غرايفت فارتدت على عقبيها تريد الابتعاد، ولكن يد فيرن أطبقت بحزم على ذ راعها تستبقيها، و مع ذلك تعطيه ظهرها..فسألها بصوت تحشرجه الرغبة:
ـ إلى أين؟
هزت رأسها:''عائده إلى المنزل"
كان ردها أقوى قليلا من الهمس حفرت أصابعه عميقا في لحم ذراعها:
''إلى غريفت ''
هزت رأسها بقوة،فأدارها إليه:
ـ هل أقول إنني آسف إيدن؟
لا تريد أن يتأسف فقالت بصوت أحبش:
ـ لا بأس إن كنت آسف حقا.
ترك يده ذراعها .ثم قال بصوت تنقصه الثقة:
ـ ملعون إن عرفت ما إذ ا كنت آسف أم لا.. يستحسن أن تذهبي لتتأكدي إن كان غريفت مازال يتمرن.
ليتها لم تشك في أنه أحس بالندم و الذنب مثلها..لا يعقل أن يحمل رجلا مثله ضميرا، فالضمير يفسد صورته.
كان قبول السيدة هوفمان بها الشيء الوحيد الذي يهدئ روعها و قلبها.
كانت السيدة حتى ألان ودودة طيبة، و قد أعلنت عزمها على تحضير عرس إيدن و غريفت.
مر أسبوع على لقائهما بفيرن تحت ظل النخلة، و قد استطاعت في غضون هذه المدة تجنب البقاء معه على انفراد. كما حاولت أن تقنع نفسها أنها تكرهه،لكنها في أعماق قلبها كانت تعلم أنها ما تحسه نحوه لم يكن أمرا بسيطا كالكراهية البحتة.. إنه مفعم بالحيوية،و الأحاسيس،و ناضج أكثر بكثير منها , وهذا ما جعلها غير واثقة من المشاعر التي تكنها لغريفت .
كانت تجلس أحيانا مع غريفت أثناء التمرين و قد وجدت أنه أقل براعة مما توقعت، خاصة و له رغبة في الاحتراف.في إحدى المرات استحوذت على اهتمامه و لكن الحديث تركز على الجدة.
ـ إنها معجبة بك.
ضحكت إيدن:
ـ وهل هذا إطراء؟
أجاب غريفت:
ـ بالطبع.
اسمع.يجب ألا تظهر أمامها أنك خائف منها،فهذا ما يزعجها.
ـ إن ما يزعجها واقع أنني خليط عالمي: فأمي خليط فرنسي ألماني،و لم أرث منها أي دم إنكليزي و جدتي ستذكرها بذلك حتى مماتي.
ـ أوه..أنت تبالغ! لماذا تخشاها أنت ولا يخشاها فيرن؟
ـ ربما لأنني أميل إلى الجبن أمامها.لقد كنت أخافها صغيرا.
ـ أما كان فيرن يخشاها صغيرا؟
ـ لا أدري، لقد كان في الثانية عشرة حين ولدت.
ـ وهل هو أكبر منك إلى هذا الحد؟
غريفت أكبر منها بسنة،وهذا ما يجعل هوة العمر بينهما و بين فيرن أكبر مما تدرك.
ـ إنه فرق شاسع ،و لعل هذا ما دفعه إلى تولي مسؤوليتي بعد وفاة أهلي.حين مات أمي و أبي، و تولى مسؤوليتي.. بت أراه أكبر مما هو في الواقع
ـ لكن توليه و غايتك و مسؤوليتك أمر شاق
ـ هاي.. أنت متفقة مع جدتي، فلماذا لا تنضمين إلى نادي المعجبين به!
تضرج وجهها ، فنظر غريفت إليها بفضول.
ـ ألان أنت سخيف!
ـ و هل أنا سخيف؟ اسمعي أعلم أن جدتي لن تنظر إلى كما تنظر إلى فيرن.
ـ ولكن جدتك تحبك و فيرن أيضا يحبك، و هو مهتم بك و بمستقبلك.
ـ أراك واثقة من ذلك، بل جازمة.
ـ لا أكاد أكون جازمة .. لكنني أعتقد أن هذا صحيح.
ـ أتساءل فقط كيف تعرفين مشاعره.
أحست باضطراب بسبب تهورها الأرعن، فهزت كتفيها بقلق.
ـ أعرف هذا لأنه أخبرني..
ـ أوه.. صحيح؟ ولماذا يفضي فيرن بسره.
ـ حبيبتي؟ ماذا كنت تفعلين أثناء تمريناتي.
ـ و ماذا كنت أفعل برأيك؟
ـ أنا لا أشك فيك، بل أشك في ذلك الأخ العنيد، وإياك أن تلوميني على شكي،و أنا أسمعك تقولي إنه يفضي إليك بأسراره؟
ـ لم يكن هناك تبادل أسرار. بل مجرد حديث .
ـ حتما..
ـ أف له! إنه يضغط عليك مجددا!
ـ لم يضغط علي. و ما كان هذا ليفيده، فمن العسير إقناعي غريفت،لذا لن أعدل عن رأيي ، فالقرار قرارك في النهاية.
ـ إذا لم يضغط عليك لفعل ما يريد، فماذا فعل إذن إيدن؟
اشتد ضغط يده على يدها فجأة و أكمل متمتما:
ـ حسنا حبيبتي؟
حاولت سحب يدها منه؟ و نظرت إليه موبخة:
ـ لا أحب أن تستجوبني و كأنك تشك في أنني أتآمر عليك.. انا لست مجرمة غريفت!
ـ يا الله، طبعا أنت لست مجرمة..حبيبتي،أنا آسف، لقد أفسدت عليه خططه لذا هو غاضب .
أحست بالذعر:
ـ أولا..أرجوك غريفت.. لا تفعل ما تندم عليه بسببي. ثق أن فيرن سيرى الأمور من وجهة نظرك عاجلا أم آجلا.
مط شفتيه بارتياب:
لا أستطيع تصور هذا فمن العسير إقناعه، و هو مصمم على انضمامي إلى الشركة .. إلا إذا..
و فرقع بأصابعه فجأة، و لكن وميض عينيه أقلقها:
ـ إيدن.. حبيبتي.. أتمررين لي كلمة..
ـ لا غريفت!
أرعبتها الفكرة ،و لكن غريفت تجاهل الاعتراض و مضى بتصوراته.
ـ قد ينجح هذا.. لا يمكنه مقاومة امرأة جميلة .لماذا لا تخدعينه حبيبتي؟
ـ غريفت.. لا..أرجوك..لا أستطيع!
قطب قليلا دليل نفاذ صبره:
ـ بالله عليك.. لم لا؟ من المفيد أن نلاعبه باللعبة ذاتها.
ـ لن أفعل غريفت!
ـ لا أفهمك .. لماذا لا تحاولين؟
ـ لأنني لست أداة تستخدماها لتكسبا ما تريدان.في البداية استخدمتني أنت، ثم حاول فيرن، و ها أنت تعاود مجددا.
ـ أنا؟ متى طلبت منك مساعدتي قبل الآن؟
ـ أن تظن أنني لم أدرك ما فعلت؟ لماذا أصررت على اصطحابي؟ معك لست غبية غريفت.
اصطحبتك لتقابلي عائلتي.
ـ بل أردتني حصنا تلوذ إليه،ثم التقت عيونهما لوقت قصير:
ـ حسنا.. أعترف بهذا.. و آسف لأنني لم أكن صادقا معك.
مال إليها يعانقها فتذكرت عناق آخر مثيرا.
ـ أحبك.. و سأضيع بدونك! ألن تساعديني في إقناع فيرن ليتركني و شأني.
ـ ماذا تطلب مني بالضبط؟
ـ لا أريد إلا أن تضغطي على فيرن العجوز؟
ـ و هل استخدام الطريقة ذاتها التي علي استخدامها معك؟
ـ أجل.. اعتقد هذا.. لم لا؟
سحب نفسا عميقا:
ـ يريد فيرن أن أقنعك لأنني خطيبتك معتقدا أن لي طرق إقناع خاصة لا يملكها هو، أهذه هي الوسائل التي تريد مني أن أستخدمها معه غريفت؟
أدركت فجأة ما يعني.. و أخفض غريفت رأسه:
ـ يا الله! ما عليك سوى محادثته.
ـ لكن فيرن.. ليس ممن يسهل التحدث إليه فقط..
مضت بضعة أيام قبل أن تخرج إيدن في نزهه وحدها..
كانت قد سئمت من بقاء غريفت ساعتين أو أكثر يوميا في غرفته ليتمرن، بينما يواجهها الضجر و قد أخبرته بهذ'ا، فاقترح أن تجلس معه.
سارت لا إراديا بين حقول الأناناس في اتجاه القسم الخارجي الذي يلوح فوق منحدرات الأملاك حيث تنمو الفاكهة. كان الطريق صعودا ولكن حالتها الذهنية المشتتة دفعتها إلى اتجاه طريق كهذا .فيما كانت ترتقي هذا الطريق الوعر وصولا إلى قمة الجبل البركاني رأت أنواعا من الأشجار لم تر شبيها لها من قبل. كانت تنعم بدفئها و برودتها حتى وصلت إلى ممر وعر امتد أمامها، فوقفت لحظات تلتقط أنفاسها لمتابعة المسير بحثا عما ستجده في نهاية الممر.سمعت أثناء المسير خرير مياه جاريه فاستحوذ عليها التهور و التفتيش إلى مصدر الخرير فإذا بها أمام بركة صخرية راحت تشق طريقها إليها عبر الأشواك و الشجيرات الكثيفة.
كانت البركة شبه حوض أجوف في الصخور، يغذيها شلال صغير هو على الأرجح قادم من البركان.
بدت لها البركة عميقة باردة، مغرية، لا تقاوم أبدا..فوقفت بضع لحظات عند حافتها، تنظر إلى انعكاس صورتها في الماء المتراقصة حوله أشباح الأشجار. كان للمكان سكون غريب يبعث إلى النفس الراحة و الاسترخاء. ابتسمت بعد لحظات لصورتها..همست، تتطلع بسرعة حولها:
ـ لم لا؟
ـ المكان بعيد عن الأماكن السياحية و العمال لا يحتمل أن يتركوا أعمالهم.. أخيرا..تغلبت سقسقة المياه الصافية و برودة البركة المغرية على الشكوك التي ساورتها، فراحت تخلع الملابس التي كانت ترتديها ..لكن، حتى في هذه الظروف لم تستطع التخلي عن كافة ملابسها ،فاحتفظت بالقليل منها .
كانت المياه أبرد مما توقعت إيدن، لكنها سرعان ما أصبحت ممتعة فطفت تسبح باسترخاء، تحس بمشاعر غريبة من الإثارة و الانفعال تبعث ها إلى نفسها المياه الناعمة.
شقت طريقها إلى حيث تتساقط المياه ناثرة رذاذها فوق الصخور .بعد لحظات وجدت موطئ قدم رفعها حتى الخصر من مستوى البركة ووجدت أنها تحت الشلال مباشرة ، فرفعت ذراعيها وجسدها. كان شعرها الأحمر قد اشتد اسوداده فأصبح رقيقا مسترسلا و زاد استرساله عندما ردت رأسها إلى الوراء.
لم يكن يحدق فيها إلا خرير المياه الناعمة و لكنها حين نظرت من بين المياه المنسابة فوق وجهها ، لمحت صورة جسد طويل مفتول العضلات شامخا كالطود فوقها.و لكنه سرعان ما اختفى قبل أن تتأكد من وجوده.
ارتدت بشكل غريزي نحو المياه العميقة، تنفض ما علق من ماء على شعرها و أهدابها لترى بوضوح ثم راحت تتخبط في الماء سعيا إلى السيطرة على خفقات قلبها المفاجئ. كان جسدها ينبض بإثارة و الغريب أن خيالها تصور أن الواقف هناك هو فيرن هوفمان و لكنها عادت فنهرت نفسها فما رأته دون ريب من وحي خيالها، إنه سراب و وهم ولدهما الضؤء المتنقل بين المياه المنسابة على وجهها .
و لكن قلبها رغم ذلك ظل يخفق بسرعة أثناء عودتها سباحة إلى المكان الذي تركت فيه ملابسها.. أقنعت نفسها أن ما شاهدته سرابا حتى هبط شيء ثقيل على الماء قربها، أرسل رذاذا إلى الأعلى كثيفا إلى الأعلى ، أعمى بصرها للحظات ،ولكن ما هي إلا هنيهة حتى رأت هذا الثقيل يغوص في القعر. كانت قد وصلت إلى حافة البركة، فتمسكت بطرف الصخر الخشن، أما عيناها فراحتا تنظران برعب و جنون إلى ما حولها ولكنها لم تجد دليلا يشير إلى انهيار ترابي أو صخري. غير هذا لا ينكر سقوط حجر كبير على بعد إنشات منها .فجأة أحست بأن الجنيه المحدقة بها تثير ذعرها لسبب ما ولكن ما هي إلا لحظات حتى التقطت عيناها صورة كما حدث قبل قليل، فنظرت إلى الأعلى إلى الجرف الصخري المرتفع...
كان بصرها الآن ألثر وضوحا و صفاء بحيث لم تجد صعوبة في رؤية صورة امرأة طويلة ترتدي ثوبا أبيض يتدلى عليه شعر قاتم يلتف حول وجه بيضاوي ، و عينين لوزيتين غريبتي الشكل..
العينان هما اللتان أسرتا نظر إيدن الذهول، فقد كانت تبرقان بشر غير مخفي جعلها ترتجف، و أمام نظرها انحنت المرأة ليتلقط شيئا عن الأرض أمامها...
حين استقامت، حبست إيدن أنفاسها ،فقد كانت تحمل كتلة ضخمة من الصخر بين يديها، وقفت لحظات تنظر إيدن بعينين قائمتين حقودتين ، ثم رفعت يديها فوق رأسها.. لكنها كادت لا تصدق أن ما تراه يحدث حقا.. فحدقت، ولأنها متوحشة إلى الجسد الطويل النحيل والصخرة الكبيرة في يديها..
ـ لا..لولا...!
انتفضت إيدن و عادت إلى وعيها حين برز فيرن هوفمان من لا مكان ليمسك بمعصمي المرأة.راقبت إيدن المشهد فوقها بإحساس من يشاهد حركه على خشبة المسرح ارتجفت من ذهول الصدمة، فتعلقت بقوة بحافة الصخرة.. وكان من البديهي و الطبيعي أن تصرخ ذعرا، حين تدحرجت الصخرة التي ارتطمت بالصخور قبل أن تصطدم بالمياه المنسابة تحت الشلال. تبع هذا صمت تاما. إذ سرعان ما ارتفع صوت فيرن قلقا:
ـ إيدن؟
حين تجلى الماء ثانية، استطاع أن يراها لكنها لم تدر رأسها، و أبقت ظهرها إليه رافضه الرد عليه. فلير بأم عينيه أنها لم تصب بأذى، و أنها لا تنتظر إلا ابتعادها كلاهما، ثم ما هي إلا لحظات حتى سمعت جلبة و أصوات حادة غاضبة، فعلمت أنها أصبحت وحدها و أسرعت تنحني تلقي بجبهتها فوق ذراعيها المبللتين تنشد الراحة.
كانت ترتجف كورقة في مهب الريح...
أسنانها تصطك و يداها ترتجفان أثناء ارتدائها لملابسها.
حين برزت من الغابة و جدت كما توقعت شاحنه مركونة تحت الأشجار، و فيرن وراء مقودها ينتظر وصولها.عندما لم تتقدم إليه ترجل من الشاحنة و لحق بها .. كانت ويده على ذراعها خفيفة لطيفة حتى أحست أنها صغيره جدا و معرضة للخطر.. كانت لمسته تشير إلى ما شاهده من فوق.
ـ سأصطحبك إلى المنزل.
ـ أستطيع السير.
ـ إن من الخير نظرا للظروف أن أقلك بالسيارة، فلنذهب..
ـ هه؟
التفت إليه بسرعة تسعى إلى إثارة الموضوع الذي أنه يفكر فيه كما تفكر فيه هي، و بدلا من الاختباء وراء صمت لا يطاق قالت:
ـ أتظنني أخطأت بالنزول إلى البركة؟
ـ أبدا يؤسفني ما حدث.
جعلتها برودتها تستشيط غضبا:
ـ و كيف عرفت بوجودي؟
ـ لاحظتك تتوجهين إلى هذا المكان فأردت تحذيرك من الأخطار التي قد تتعرضين إليها من فوهة البركان فلحقت بك و يبدو أن لولا لحقت بي بدورها.أعتقد أنها فاجأتنا.
سمحت له أن يقتادها إلى الشاحنة على الرغم مما جاهرت به من رفض..
و قد بدأت ألان تحس الهدوء، سألته:
ـ هل هي لولا كوردـ مانيارد؟
ـ نظر إليها رافعا حاجبه:
أعتقد أن غريفت أخبرك بأمرها.
أجلسها في الشاحنة، ثم استوى وراء المقود و راح يدرس تعابير وجهها قليلا و ذلك قبل أن يمسك ذقنها بيده ليرفع وجهها إليه.
ـ ماذا قال لك بالضبط عنها إيدن؟
لم ترد فورا.. كانت تفضل العودة سيرا عوضا عن الجلوس متضايقة من حرارة الشاحنة ،منزعجة مما يثيره فيها قرب هذا الرجل منها. أخيرا قالت:
ـ أخبرني أنها عازمة على الزواج بك.
ـ أوه..أهذا ما قاله
نظرت إليه بطرف عينها يثيرها الفضول:
ـ أرى مما فعلته قبل قليل أنه محق.
مضت لحظات قبل أن تدرك أنه يضحك ولكن حين مال إليها يرجع خصلة قاتمة مبللة من شعرها عن وجهها، ، ارتجفت لا إراديا.
ـ على غريفت أن يخصص وقتا أطول للعناية بك.. أعتقد أنه تركك وحدك مجددا..هه؟
ـ إنه يتدرب.
ـ لكنه لا يتدرب ليصل إلى مبتغاه.
ـ آه..ها..! إنه أحمق ، يجب أن يلتصق بك، ليحميك من الأماكن الغريبة..
لو كنت لي لما تركتك تسبحين وحدك، بل لرافقتك.
راح إبهامه يمر بنعومة فوق شفتيها و هذا ما عسر عليها الكلمات، توردت وجنتاها، هزت رأسها تحاول إبعاد صورة ذلك الجسد الطويل النحيل المترائي لها في الماء..أبعدت رأسها جانبا و تمتمت:
ـ لكنني لست لك..و إن كنت لأحد فأنا لغريفت.
ركز فيرن عينيه على وجهها قبل أن ينحني إليها ضاما جسدها إليه.لاثما وجنتها بشفتيه.
ـ إذن.. يستحسن أن أعيدك إليه ما دمنا نذكره كلانا.
و لكنه قبل أن يشغل المحرك عانقها بقوة

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 09-06-20, 11:20 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 60 - العريس لا أحد مكتوبة

 

الفصل الرابع

غريبة وسط غرباء



بدا لها ما بينها وبين فيرن أن شيئا لن يعود أبدا إلى سابق عهده , فبذلت جهدها لتتجنبه ولم يكن الأمر صعبا لأنه لم يُرَ إلا أثناء وجبات الطعام ... وكانت كلما لاحظت العينين الرماديتين تنظران إليها , تتذكر تهورها عندما سبحت في البركة الصخرية وحدها
أحست أن غريفت لن يعلم بالأمر إطلاقا ,لا منها ولا من فيرن , ولكنها تشك ألا تخبره لولا إذا أتيحت لها فرصة الإيذاء .

ولهذا السبب وجدت أيدن نفسها مشوشة المشاعر عندما عرض عليها غريفت الذهاب إلى الحفلة التي ستضم الجميع وبين الجميع لولا كورد مانيارد.

-إنها حفلة حقيقية حبيبتي ...اعلم انك لا تحبين الحفلات ولكنك ستتمتعين بها لأنها ستكون مختلفة عما حضرته يوما . إنها ليست حفلة معدة للسواح بل تعدها عائلة "كيمورانس"للكاماتيا.

-حسنا ...قل لي ماذا تعني هذه الكلمة ؟

-كامانيا تعني أنا وفيرن وجميع من ولد هنا ,أي أهل الجزيرة .

-وماذا عن السيدة هوفمان ؟

-حسنا ...اعتقد إنها من "الكامانيا" بعد ثمانين سنة. أما أنت فماليهيني وواهيني , وماليهيني تعني وافدة غريبة .

-وما معنى "واهيني"؟

-امرأة ...أنت امراءتي ...

-فهمت ... وهل اصبح بعد الزواج "كامانيا "أم ابقي ما قلته لتوك؟

أحست بتراجعه ,كان ذكرها زواجهما وتره .

-اعتقد انك ستبقين ماليهيني .

-حسنا. اعتقد أن هذا إنصاف ...لكن اخبرني المزيد عن الحفلة ... أين ستقام ؟.

-منزل أل "كيمورازس"قرب الشاطئ.

-اعتقد أنني لا اعرف احد هناك..

-أنت تعرفين فيرن ..وستكون الفرصة سانحة لرؤية الآنسة "فومانشو".

خفق قلب أيدن بعنف .

-أتعني لولا كورد- مانيارد؟

-ومن سواها ؟

لم يكن يعرف شيئا عن لقائها الدرامي بصديقة فيرن ,صاحب الوجه الناعم الشرير المنطبع بعنف في ذهن أيدن ...ارتجفت ,فقال غريفت ضاحكا :

-لا تكوني هكذا حبيبتي ...فحتى لولا تراعي أصول اللياقة في حفلة كهذه , لكن لا تنظري إلى فيرن ,ووفري لها ميدانا خاليا ,عندها تجدينها وديعة كقطة .

-سأبتعد عنها لا تقلق .لكن لا أتوق للذهاب .


قال لها :

-انسي أمر لولا ...سأكون معك .واعدك ,إن رأيناها تكمن لك وراء شجرة أن أدافع عنك بحياتي ...

-حسنا .ماذا ارتدي لهذه المناسبة ؟ما رأيك بتنوره من الحشائش ؟

-فكرة رائعة ..لكن فستانا جميلا سيفي بالغرض .إنها حفلة غير رسمية ,مع أنني أريد أن تصرعي الجميع حبيبتي ...ارتدي فستانا مميزا .

ابتسمت تهز رأسها :

-سأفعل ما بوسعي .

وكان أن ارتدت أجمل فساتينها , فإذا النتيجة أفضل مما توقعت ...كان الفستان بلون الجاد الأخضر ,أردافه قصيرة, وياقته منخفضة .

دخلت إلى الصالون تخشى الانتقاد. ولما لاحظت العجوز تورد وجنتيها هزت رأسها دليل الموافقة ,ثم حثتها على الجلوس قربها تشجعها بابتسامة ,هي مزيج عجيب من الدفء والانزعاج....

-قالت العجوز بصراحتها المعهودة :

تحسنين اختيار الملابس.إن هذا اللون رائع عليك .

ابتسمت إيدن لهذه العجوز الارستقراطية المحببة التي تجلس على مقعد مرتفع الظهر كملكة متوجة .. حين نظرت إيدن إلى ساعتها ,لاحظت العجوز هذا فقالت:

-لا تقلقي يا طفلتي...لن يتركك غريفت منتظرة إلا إذا كان أحمق مما عهدته .

تجاهلت إيدن حدة كلامها وابتسمت:

-لست قلقة سيدة هوفمان .. فغريفت دقيق في مواعيده .

-مستعدة دائما للدفاع عنه! على ذاك الوالد أن يلازمك هذه الليلة لئلا تخطفك منه إحدى العيون الجوالة .

-أوه ...لن يحدث هذا ..لقد وعدني أن يمسك يدي طوال السهرة .


ضاقت عينا العجوز:

-لماذا اشعر انك خائفة من شخص ما ,ولماذا تريدين من يمسك بيدك ؟مم أنت متوترة يا فتاتي ؟

ظلت مطأطئة الوجه.

-لاشيء سيدتي ,لست خائفة ,كل ما في الأمر إنني لا اعرف احد هنا غير غريفت وفيرن.

ازدادت عينا العجوز ضيقا:

-هل أخبرك غريفت أشياء عن لولا ؟آه....أرى انه فعل ...!حسنا ...لا داعي للخوف منها يا طفلتي ...إلا إذا حاولت التودد إلى فيرن .أنت تعرفين ما هي الأوضاع بعدما سمعت أخبارا كثيرة عنها.

كان غريفت قد أشار إلى أن الجدة تعارض زواج فيرن بلولا بشدة.

-قالت إيدن :

-اعرف أن الآنسة كورد مانيارد تفكر في الزواج به ولكنني لا أظنه يفكر بالطريقة نفسها.

برقت عينا العجوز تحت رموشها ثم قالت :

-آووه ...هكذا إذن ...تظنين أن فيرن يتعرض للضغط والفكرة لا تعجبك؟

-لم اقل هذا سيدتي

-تفكيرك واضح.ما يثير اهتمامي هو مدى تأكدك من تفكير فيرن .

-أنا ..أنا...لا اعرف .

-الديك أسباب وجيهة للاعتقاد بان له أفكارا أخرى ؟

-أبدا ...انه لا ينفي ولا يؤكد شيئا .

كانت إيدن مشوشة الفكر تعض شفتها بقلق متوردة الوجه , تحس بالارتباك من نظرة العجوز الخبيثة التي قالت :

-إذن ...لقد تكلم عن الأمر .تدهشينني يا فتاة ...أتصور انك وفيرن مقربان إلى درجة الإفضاء بالإسرار .اعتقد انك بئر عميقة , حمراوات الشعر أبار عميقة دائما.

لم تقل إيدن شيئا بل تنفست الصعداء بصمت حالما اطل غريفت الذي سألته مقطوعة النفس :


-كيف أبدو؟

امسك بيدها وجدبها إليه .

-طفلتي... ستصرعين العيون كلها !.

انحنى يعانقها غير مبال بالجدة:

-إذا ذهبا نسبق فيرن العجوز ..

هزت العجوز رأسها :

-لكنه غادر ...قبل أن تنزل إيدن من غرفتها ,اعتقد انه ذهب لاصطحاب لولا .

قال مقطبا :

-هذا واضح ! يستحسن أن ننطلق حالا وإلا اضطررت إلى الإسراع بالقيادة وهذا ما لن يعجب إيدن .جدتي لا تنتظريني .

حين استوى وراء المقود نظرت إليه مستغربة وسالت :

-هل المكان بعيد؟

-قرب المدينة . عم كنت تتكلمين وجدتي حين وصلت ؟

-عن لا شيء . سألتني إن كنت اعرف لولا فذكرت لها ما أخبرتني عنها .

قاد السيارة إلى الشارع العام المزدحم ببراعته المعهودة .. لكن تفكيره كان في مكان أخر ,فتساءلت إيدن لماذا يهتم بما تتباحثه مع الجدة .

-لم تسال عن موعد الزواج ؟

حدقت إليه بدهشة :

-لا... ولكن ليس غريبا أن تسال . إنها تهتم ...وتبدو مستعدة للقبول بي .

-لقد أحبتك.

-أليس هذا لصالحنا ؟

صمت قليلا ثم ابتسم بثقة :

-بالطبع .. كنت أتوقع معارضتها ,عوضا عن هذا أدخلتك إلى قلبها , وكأنها هي التي اختارتك بنفسها .

-وهذا ما يريحنا .
انتصبت منازل فخمة , وراء جنبات خضراء تضم مختلف أنواع الشجيرات والأشجار التي في " غرين هاوس"

كانت الأنوار المبهرة معلقة فوق الأشجار وكان يتناهى إلى حيث أوقف غريفت السيارة الغناء والعزف .. ابتسم لها غريفت وساعدها فى الخروج فردت الابتسامة بدفء مماثل .. إنها الحفلة المحلية الأولى التي تشترك فيهل , لذا لن تسمح للولا أو لأي إنسان أخر بتعكير صفائها .

لم يكن الجلوس إلى الموائد المنخفضة مزعجا كما توقعت علما أنها كانت محشورة بين جاريها على كلا الجانبين , غريفت إلى جانب وشاب بولوني وسيم إلى الجانب الأخر ,والملاحظ أن هذا الشاب كان يرمقها بنظرات الإعجاب ,فتذكرت ما قالته السيدة هوفمان عن العيون الجوالة .

كانت الطريقة التقليدية لتناول اللحم المشوي تتم عبر الأصابع ولكنها سرعان ما اعتادت على هذه الطريقة وان شعرت بالإحراج قليلا بسبب التصاق اللحم بأصابعها وفمها.

تجنبت إيدن التفتيش عن فيرن ,لكن كان من المحتم عليها أن تراه , فقد كان جالسا على المائدة ذاتها إنما على الجانب الأخر , وكان قربه لولا التي بدت رشيقة كقطة في فستانها الأصفر الحريري الذي التصق بشكل مغري بجسمها .أما عينا تلك المرأة فبدتا على أهبة الاستعداد لرؤية أيه حركة تبدر عن فيرن.

فيما كانت إيدن تنتزع قطعة لحم ,التقت صدفة عيني فيرن ,فلاحظت بريقا ضاحكا فيهما ,دفع الدماء حارة إلى وجنتيها . الطريقة التي حاولت لعق ما علق من مرق اللحم على شفتيها ,جعلها تبدو وكأنها تمد لسانها له ,فانفجر ضاحكا واحد يهز لها رأسه . في هذه اللحظة رفعت لولا رأسها إليه وقد اشتدت شفتاها وضاقت عيناها السوداوان .. لماذا نظر إليها فيرن في هذه اللحظة التي قامت بها بهذه الحركة الطفولية ؟ كانت تحس بغضب المرأة الأخرى يتعاظم فمالت إلى غريفت خائفة ,فابتسم فورا لها وسال :

-أنت على ما يرام عزيزتي ,أتعرفين ؟لقد وعدوني بالعزف مع الفرقة فيما بعد..اعتقد ان هذا سيدفع فيرن العجوز الى التفكير ثانية .

-هذا من حسن حظك ... هل ستعزف بضع معزوفات ؟

-إن كنت محظوظا اعزف ما تبقى من الأمسية .

-ولماذا لم تخبرني من قبل ؟

-خلتك ترفضين المجيء إن عرفت .

-هذا محتمل ..حسنا ...ساجد لنفسي شريكا أخر , ولا احسبني , كما قالت جدتك أجد صعوبة .

-أوه ...إيدن!.

ضحكت : " حسنا ..لكن عليك إنهاء طعامك أولا "

وبعد ذهابه للمشاركة في العزف رغب الكثير من المدعوين في رفقتها ,لكنها شعرت بالغربة بين هذه الوجوه الباسمة , فقررت السعي إلى مكان أهدا وابرد في الحديقة ...لتخلو إلى نفسها قليلا . سارت في الممر متعرج بين شجيرات منخفضة حتى تلاشت أنغام الموسيقى .

كان في نهاية الممر المتفرع إلى ممر أخر صفٌُ من الأشجار الاستوائية الواقفة كأشباح رمادية تحت ضوء القمر والرافعة أوراقها السرخس نحو السماء المظلمة .

عوضا عن سلوك الدرب الأخر تابعت المسير إلى ما وراء أشجار السرخس ,هناك وجدت الشجيرات أكثف والدرب مقطوع ,فامتنعت عن إكمال المسير لئلا يتمزق ثوبها في الطريق الوعر.

ولكنها وجدت نوعا من السكينة غريبا ,لم تستدر مبتعدة عنها إلا على مضض .فجأة حبست أنفاسها فقد سمعت صوتا بين الشجيرات , وكأنما أشخاص آخرون يشقون طريقهم,وبما أنها اعتقدت أن احدهم تبعها خافت وارتعبت ووقفت تجول بعينيها فيما حولها بحثا عن من يكون.

-إيدن ..هل أخفتك ؟

حين برز فيرن من لا مكان ,أغمضت عينيها بمزيج من الراحة والاضطراب ...ففي المرة الأخيرة التي رأته فيها كانت لولا ملتصقة به ,وهي ألان لا تصدق أنها بعيدة عنه.

-لم أتوقع رؤية احد.

أزعجتها هشاشة صوتها وعدم ثباته , ولكن عندما تقدم إليها قفز قلبها مجددا وتزايد توترها خشية أن تلحق به لولا.

-غريفت أحمق! اعتقد انه يحاول إثبات شيء ما بعزفه مع الفرقة الموسيقية ,لكن أن يتركك وحيدة فعمل غبي خال من الأدب .

-لكنني لا أمانع !.

-لا تتفوهي بكلمات سخيفة إيدن..أنت تمانعين بكل تأكيد.

كان ذلك الصوت العميق المؤثر بمثابة يد تداعبها فارتجفت. ولأنها بحاجة إلى ما يلهيها , ويبعد تفكيرها عن فيرن , مدت يدها تقطف زهرة من شجرة كانت قربها ,ثم قربتها إلى خدها لحظات فعبقت في انفها رائحة رائعة ,لكنها لم تخفف من ضربات قلبها الصاخبة .

-لم يستطع رفض فرصة العزف علنا مع فرقة محترفة ...لا تلمه فيرنّ.

اقترب أكثر منها .

-إنما ألومه على تركك وحيدة .

كانت تمسك بالزهرة بشدة فانكسر غصنها ووقعت الزهرة أرضا أمام قدميها ,وسرعان ما انحنى فيرن ليلتقطها ثم بعد ذلك أبقاها برهة في يده قبل أن يضعها في شعرها خلف أذنها اليسرى .ابتسم محدقا إلى أعماق عينيها :

-إنها تليق بك؟

لكنه لم يسحب يده, بل تركها خفيفة على عنقها وهذا ما ضاعف خفقات قلبها .

-قال غريفت إن وضع الزهرة خلف الإذن اليسرى يعني إنني مخطوبة.

تقوس حاجباه بسرعة:

-من المؤسف انه لا يتذكر ذلك!.

-لها عطر جميل ..

-وأنت فتاة جميلة .

مرر أصابعه بخفة على عنقها فارتجفت , ثم غضت طرفها لئلا ترى عينيه ,أو ترى تلك النظرة العميقة المشبوبة بالرغبة ,النظرة التي تحرق مشاعرها ,وتثير فيها استجابة لم تستطع فعل شيء حيالها . أردف بصوته العميق المثير لأحاسيسها المجنونة :

-كيف لا يكون غبيا من يتركك ليعزف مع فرقة موسيقية ؟الم يدرك ما تشعرين به وأنت منبوذة ؟ألهذا تختبئين هنا إيدن ؟شاهدتك آتية في هذا الاتجاه...

-ولحقت بي !.

رفع خصلة شعر نحاسية بين أصابعه :لحقت بك لأنني اعرف ما تشعرين به.

نظرت إليه بعينين نجلاوين قاتمتين تحت ضوء القمر ,ثم قالت هامسة:

-ما ألطفك ! ..لكنك ...لم تكن وحيدا.

التوى فمه سخرية وقال بهدوء:

- -لقد علقت لولا بحديث مع مضيفنا ,ثم إنني غير مرتبط إيدن ...لا تفكري بهذا إطلاقا !.

-أنا لا أفكر!.

وقف ساكنا وأصابعه لا تزال في شعرها تعبث به . بعد ذلك ارجع رأسها إلى الوراء ثم جدبها بنعومة إليه , فأحست بنظرته تحرقها وشعرت برأسها يرتفع إليه باستسلام . عانقها تقريبا بالقوة والعنف السابقين فتحركت رغباتها استجابة يرافقها استسلام لم تعهد مثله قط ... تلاشى ما حولها ولم تعد تشعر إلا بما هي فيه , وإلا بمشاعرها التي أطلقت لها العنان .وطوقت عنقه تنشد مزيدا من العناق .

-فيرن...

كان قد مضى بضع دقائق لم تستطع فيها أن تتكلم , ولم تتعرف إلى صوتها المضطرب :

-إيدن ...بالله عليك . تخلي عنه قبل أن يؤذيك !

أذهلتها كلماته هذه لأنها توقعت بعد هذا العناق كلمات تدليل أو أي كلمة أخرى عدا أمر قاس يتعلق بأخيه ... ابتلعت ريقها بصعوبة ,ثم ابتعدت عنه هامسة :

-أخطأت حين سمحت لما جرى بيننا قبل قليل ,إنما لا يعني أنني لا ...

-إن كنت ستقولين انك تحبين غريفت فامتنعي ّ.

مد يده ثانية ليلامس خدها ,وعلى الرغم من استياءها لقسوته تجاه غريفت . فقد أثارتها اللمسة مجددا .

-ما زلت صغيرة على الحب من اجل الحب...اعترفي بهذا إيدن ...لماذا لا تعترفين؟

-لن اعترف...لان هذا غير صحيح! اعترف فقط إنني أخطأت عندما تصرفت على هذا النحو منذ قليل , ولكن لن يؤثر في ما اشعر به نحو غريفت .

ما زال في عينيه توق ما أشعرها بالذعر ...

-بم تشعرين نحوه بالتحديد إيدن؟

أدركت في لحظة ذعر , أنها لا تعرف بالضبط ما شعورها , لكنها قالت بإصرار :

-سأتزوجه ...أنا خطيبته ولهذا قدمت إليكم!.

-وهو إضافة إلى وسامته صيد ثمين .

كان ردها سريعا وغريزيا , فقد تعاملت معه يدها التي وقعت على نعومة وجهه الأسمر بغضب وحقد كبيرين .وسرعان ما استولت عليها مشاعر مخيفة ,فارتدت على عقبيها تركض لا تلوي شيئا إلى المنزل ,لم تكن في الواقع تعرف أين تتجه ,ولكن صوت فيرن لحق بها .

-إيدن !.

لم تتوقف ولم تبطئ الخطى حتى وصلت إلى صف أشجار السرخس ,عندها فقط, ولإحساسها بضعف ساقيها خففت من سرعتها ..أصبحت الأصوات اقرب إليها ألان , ووقع الموسيقى ذكرها بان غريفت لن يستقبلها بذراع مطمئنة ...

ووجدت نفسها أمام المنزل حيث تقف السيارات بهدوء ..

وحيث تتلاعب نافورة ماء بسكون فوق حجارة البركة ...حتى هنا كانت الأشجار ,والشجيرات الشائكة تنمو بالطريقة ذاتها .كان النور يتدفق من المنزل لكنه ظل محافظا على هدوئه وعزلته وهذا ما تحتاج اليه .

ولان الهدوء كان شديدا , التفتت بسرعة ما إن سمعت وقع أقدام ظنتها للوهلة الأولى لفيرن ,لكنها شاهدت لولا كورد- مانيارد ترنحت بعض الشيء .

لم يكس الوجه الجميل أي تعبير فاستولى الذعر على إيدن ما إن التقت عيناها العينين السوداويين, وشاهدت فيهما بريق انتصار .بدت في الفستان الحريري الأصفر الذي التقط نور القمر وكأنها آلهة شرقية ..

تحركت لولا نحوها بخفة قطة, وابتسامة شاحبة على فمها:

-اعتقد انك أنت إيدن كاريستر .

-اعرف انك السيدة كورد- مانيارد.

-طبعا تعرفين .لابد أن غريفت روى لك أخبارا كثيرة عني ويستحسن أن تصدقيه آنسة كاريستر! ماذا قال لك ,عدا كوني قادرة على العناية بنفسي ؟

-لم يقل سوى انك صديقة فيرن.

اتسعت ابتسامتها :

-صديقة ؟بل أكثر من صديقة آنسة كاريستر ...ولهذا لا يعجبني دورانك حوله .

مع أنها غير معتادة على الجبن ,فكرت في الهرب بسرعة بحثا عن غريفت ...لكنها تذكرت أن غريفت وجدته كانا واثقين أن لولا تظهر مخالبها علنا في مناسبة كهذه .مررت لسانها على شفتيها الجافتين وهزت رأسها :

-أنا لا أدور حول فيرن سيدة كورد مانيارد لأنني خطيبة غريفت .

-هذا ما سمعته ! لكنني أراهن أن غريفت لا يعرف انك تتسلين لتسبحي مقدمة عرضا مثيرا أمام فيرن .

-لم أكن اعرف انه على مقربة مني !

-واراهن على هذا أيضا !.

-هذه الحقيقة! أتظنين أنني كنت أسبح بثيابي الداخلية لو عرفت أن هناك من يراني؟ خاصة فيرن؟

-كررت كلماتها بنعومة :

-خاصة فيرن ...إذن أنت تعتبرينه شخصا خاصا ؟

-أنا عنيت فقط...

-افهم ما عنيته آنسة كاريستر ...حسنا ...أنت تحبين الماء ...فتمتعي به .

لم تكد الكلمات تنطبع في رأسها حتى ضربت يد نحيلة كتفها وأرسلتها إلى الوراء إلى الماء البارد ... صرخت غريزيا حين وقعت على ظهرها في الماء الضحل وتخبطت بعض لحظات قبل أن تدرك أن لا خطر يحدق بها . ثم تمسكت بحافة البركة تبكي يائسة فلم تلاحظ عودة لولا إلى الحفلة ...في هذه اللحظات كرهت فيرن بمقدار ما تكره صديقته .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العريس لا أحد, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية