كاتب الموضوع :
خواطر داعبتني£
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: رواية أريد أن أعبر عما في داخلي
الفصل الرابع
جالسة على ذلك السرير الكبير في سجنها الذي لا تعرف ما إذ كان أبديا أم لا
لم تسمع صوت أي أحد منهم منذ الذي حدث مع أيمن
كم تشعر بالكآبة
نظرت إلى الأكل أمامها فهي لم تلمس منه شيء
ككل يوم يمر بها هنا
أوجاع وآلام قلبها أشبعتها فلم تعد تشعر بأي رغبة في أن تأكل أي شيء آخر
أخذت تسبح في بحر تخيلاتها وأحلامها
فهو السبيل الوحيد للخروج من هنا ولا يوجد أي حل آخر
فجأة , سمعت صوت طرقات خفيفة على الباب
استغربت هذا الأمر كثيرا وظنت لوهلة أنها تتخيل
لكن رجعت تسمع الصوت يدوي في الغرفة
وقفت بتردد لفتح الباب " من هذا الذي تجرأ وجاء لزيارتي ,
هل هي الخادمة ….؟ ولكنها جاءت قبل مدة وأحضرت الغذاء وغادرت …. أستبعد أن تكون هي
إذا من يكون … فقد منع الجميع من زيارتي أو التكلم معي
اقتربت من الباب بتردد وشوق كبير لأي أحد يطمئن عليها ويأخذها بالأحضان ليخفف هنها مرارة ما وقع معها
فتحت الباب ببطىء وخوف شديد
ففوجئت بخالها الحنون
نظرت اليه بحزن وشوق كبير
سمير حزن لحالها:عزيزتي عهد
كيف حالك ؟
تطلعت إليه بيأس ولسان حالها يخبره كم هي تعيسة وموجوعة
سمير: لا تقلقي عهد أنا معك مهما حدث
رغم أني لم أفهم ما الذي حدث ولكن لا يهمني…. يكفني رؤيتك بهذا الشكل والعذاب
عهد أخذت ترمقه بنظرات ممتنة
بنظرات سعادة ممزوجة بألم
تفاجؤوا بهجومه :ســمـير … ماذا تفعل هنا ؟؟
التفت إليه عهد … بصدمة … بحزن … بألم … بشوق
هو من رباها وأنشأها
هو الذي كان يهتم بها من صغرها
هو الوحيد الذي كان يحاول تعويض فقدان أمها
هذا العظيم هو أبوها
هي من خذلته
هي من جعلته يفقد الثقة بها
هي من أنزلت رأسه حرجا من فعلتها
" أستحق كل ما يحدث …
نعم أستحق ..
أتذكر جميل أبي علي … وما فعلته به
أعرف أنني أستحق كل ما يحدث لي …
لم يتركني يوما أحتاج شيء
لكنني ببساطة قمت بخذلانه "
اقترب منهم وقال بغضب موجها حديثه لعهد :
ألم أمنعك من استقبال أي أحد في غرفتك… لكننك لا تستمعين إلى كلامي
أمسك مقبض الباب وأغلق الباب بقوة في وجهها
غمضت عينيها بقوة من صوت الباب الماثل أمامها
كم شعرت بالذل وهو يغلق الباب في وجهها بهذه الطريقة الفظة
سمير:ماذا تفعل لماذا تعاملها بهذه الطريقة البشعة
أب أيمن: أرجوك لا تتدخل … أنت لا تعرف شيئا
سميربأسف:لن ترضى أختي بما تفعله في ابنتها مهما هي قد فعلت
فليرحمك الله ويسكنك فسيح جنانه
سمير لم يرد عليه ونظر إليه بغضب وتركه
**********
صوت الضحك كان مرتفعا في الصالة لم يفهم مالذي يستدعي كل هذا ؟
دخل إلى الصالة ووجد نوران جالسة على الأرض بطريقة غير منظمة
وتشاهد أحد الأفلام الفكاهية على التلفاز
استنكر فعلتها هذه …. رأى والدته تخرج من المطبخ بانشغال وهي ترتب المكان ثم لتعود بعد لحظات لتقابل وتساعد ريهام وهي تطهو وتعد العشاء
ريان : نـــــوران …
التفتت اليه بفزع:ما الأمر ؟؟
ريان بغضب : الجميع مشغول ويعمل وأنت مستلقية أمام التلفاز باسترخاء
نوران ببرود:وماذا في ذلك ؟؟
أخذ يرمقها بنظرات غاضبة … لكنها صرفت نظراتها عنه ببرود
لترجع لمشاهدة التلفاز باستمتاع وعدم مبالاة
فجأة انطفأ التلفاز ونظرت فوجدت ريان بجانب التلفاز وقد قام بإطفائه
لا تعرف متى وكيف وصل إلى هناك فقد دخل الصالة لتوه
اقترب منها بغضب وقال: أمي ترتب المكان منذ الصباح
وريهام تقوم باعداد العشاء
وأنت لازلت هنا … ألا يوجد عندك ضمير
قومي هيا … وساعدهم
نوران ببرود مستفز: دعني فلم أنهض من النوم إلا .. الآن
ولازلت متعبة … لا أستطيع عمل شيء
ريان اشتعل من برودة أعصابها وقد سمع والدته تنبها ليلة أمس أن تستيقظ مبكرا ليقوموا بتنظيف البيت وترتيبه ليتم استقبال والدهم العائد من السفر بعد غياب دام شهرين بسبب عمله الدائم
ريان: ألا يهمك الأمر.. فأبي سيصل في أي لحظة
نوران بألم بخفي: وكأنه يهمه أمري ..
ريان باستغراب منها
قامت واقتربت من التلفاز لتعيد تشغيله
غضب لعدم مبالتها بكلامه … اقترب منها وأمسك بعضدها
وصرخ: نوران .. لا تفقدني عقلك .. أنا أكلمك وكأني لم أقل شيء
قلت ساعدي أمي .. يعني ساعديها .. هيا
رمقته بنظرات تحدي زادت غضبه اشتعالا: لا أريد …
قام بقاطعتها وسحبها بقوة وأدخلها إلى المطبخ
التفتت كل من الأم وريهام باستغراب لما يحدث
ريان: دعوها تساعدكم في العمل
ليس عدلا أن تعملو كل شيء وهي مستريحة
والتفت اليها بغضب: اذا عرفت أنك لم تفعلي شيء حسابي معك سيكون عسيرا
وخرج من المطبخ غاضبا
أم ريان نظرت الييها برحمة ولم تتكلم
أما ريهام نظرت اليها بابتسامة خبيثة فقد أعجبها تصرف ريان معها
نظرت اليهم ببرود وشرعت في العمل وهي تتساءل سبب نظرات الرحمة التي تراها في أعين أمها غالبا
انتهاء الفصل
اعذروني على عدم مقدرتي على تطويل الفصل
ردودكم وتوقعاتكم تسعدني
|