لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-19, 11:40 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 

ساعتي ساعتي لا بارك الله فيها فضحتني بالتاخير
جايه على وجه السرعة والله أعتذر وبشدة المره ذي عاد صدق ماتترقع
أتمنى لكم قراءة ممتعة ❤

:
# الفصل الثالث،،

" لعلّي في وادٍ غير واديك "

.
.

السودان،،
الساعة ٤:٠٠ عصرًا
.

الإمكانيات في القرية التي يسكنها أبو الزين محدودة جدًا إن لم تكن معدومة.. إذ حتى أن الماء لا يصلهم لعدم توفر الإمدادات اللازمة لذلك..
ركب عبدالإله باكرًا بجانب شاب في منتصف العشرين على "الكارو" ومعه ثلاث براميل فارغة..
والكارو عربة خشبية يسحبها حمار تنقل براميل الماء من وإلى البئر القريب لتُوزع على بيوت القرية.. كانت هذه المره الثانية التي يذهب فيها عبدالإله للبئر حيث اكتشف أن الشبكة في تلك المنطقة لا بأس بها مما شجّع عبدالله على الذهاب معهم هذه المره على عكس حاكم الذي قال بخدر : ماعاد بي حيل أتحرك جعل ما جاك من نوم يا عبدالله يجيني.

ما إن وقف الكارو حتى وأخرج عبدالله هاتفه : عبادي وين الشبكة اللي تقول مافيه أبراج..
عبدالإله وقد بدأ بصف البراميل الفارغة بالقرب من البئر : امش قدام كم خطوة إلى أن تلقى صفّة بيوت جنب بعض وبيلقط معك..
عبدالله : إن مالقط لازم أروح الخرطوم فيه اتصال ضروري انتظره وأخاف أنهم يدقون علي ولا يمسك معهم.
ترك مابيده ليلتفت ينظر له : وش اتصاله؟ عسى خير؟
عبدالله وقد بدأ يبتعد بخطاه : خير خير عشان شحنة خشب طالبها.. أنا رايح انتظروني لين أرجع منيب متأخر إن شاءالله.
مسح جبينه بذراعه يصرخ على عبدالله الذي تسارعت خطواته : بحفظ الله و لا تبعد واجد خلص اتصالك وارجع..
عبدالله بذات الصراخ : إن شاء الله.. لا تمشون إلى إن أجي .

انتهى من تعبئة براميل بيت أبو الزين وساعد الشاب مصطفى -المسؤول عن هذه المهمة منذ أن بلغ الخامسة عشر- في عددٍ منها قبل أن يحلف عليه بأن يترك الباقي له فهو قد اعتاد على هذا ويجد فيه متعة غريبة..

مشى عنه قليلاً حتى ينتهي، مستمتعاً رغم حرارة الجو بهدوء المكان..
أخرج هاتفه وقادته أصابعه لبرنامج الواتساب الذي لازال يُفتح على محادثة فِلوة -طليقته و والدة ابنته- وصورتها التي أرسلتها قبل الأمس بتصرفٍ نقدَه وأستنكره بينه وبين نفسه.. وقف بمنتصف الطريق الرملي لازال ينظر لصورتها وابتسامتها وكأنها حقيقةٌ أمامه لا صورة.. ترتدي فستاناً أحمراً صارخاً أبرز بياض بشرتها تفتح شعرها الذي أصبح لحد أكتافها وتضع مكياجاً خفيفاً لأنه قد قال لها يوماً "ملامحك ما تحتاج شي كثير، وجهك على طبيعته أحلى".
ينظر لعينيها المبتسمة وكأنها تنظر لقلبه مباشرةً لتجعل الدم يفور فيه.. خرج من الصورة وفتح الأخرى التي ارسلتها بعدها مباشرة ليجد توقيعها على نكاحها من صديق أخيها الذي كان سبباً بانفصالهم معلقةً تحتها "تأخرت".

استفزه ماكتبت جداً فحذف الصورتين يستغفر الله عن ذنبه فهي ليست حليله له منذ أكثر من سنة مع ذلك استهانت بهذا الشيء وأرسلت صورتها بكامل زينتها.. شعر بالقشعريرة تسري في جسده تقرفًا من تصرفها. وغضبًا لفعلته وأنه جعل لنفسه مجالاً بأن ينتهك عرض غيره ويتأمل صورتها منذ أن أرسلتها حتى الآن.
لم يكن يحبها الحب الأعمى لكن كان بينهم مودة تكفي بأن تترك ندبًا على سطح قلبه عندما انفصل عنها "حياتهم كانت حلوة" إن صح التعبير..
أغلق هاتفه وأدخله في جيبه يهتف تحت أنفاسه : رخيصة.

.

: عثمان خليك قريب لا تبعد..
بانفعال : كم مره أقوليك اسمي عصمان ما عثمان..
ضحكت : طيب يا عصمان آسفين طال عمرك.. لا تروح بعيد عني..
تأفف : ما تخافي ما هبعد.. ياريتك سبتي البت سعدية تاجي.
: البت سعدية يبي لها من يلحق وراها وأنا يالله أنتبه لك..

عقد حاجبيه من الأصوات التي وصلت لمسمعه بعد أن أنهى مكالمته التي تطمن من خلالها عن شحنته -عبدالله صاحب منجرة صغيرة دعمه والده لفتحها بعد أن تخرج من الجامعة ولم تنجح في بادئ الأمر، لم يستسلم رغم الخسارة الطائلة التي ألمت به وعمل عليها مكرساً جهده وعمره بها حتى صدفت معه ضربة الحظ و وصل إلى ما وصل له الآن-..
الصوت الأول صوت لطفل سوداني يتضح ذلك من نطقه للكلمات أما الثاني فكان لامرأة ورغم أنه لم يمضي على مكوثه في السودان سوى أيام قليلة إلا أنه يستطيع التمييز.. ومن تتحدث يستحيل أن تكون من أهل هذه البلد..

أدخل هاتفه في جيب بنطاله القطني يشده الصوت الذي بدأ يدندن كلماتٍ ملحنّه :
يالله ياللي تسوق المزن يالوالي
ياعالمٍ بالسما والي جرى فيها
يالواحد اللي يبدل كل الاحوالي
ياخالق النفس ياعالم خوافيها
أنك من الغ....
قطع صوتها صوت الصغير بانبهار واضح : يالله يا بتول صوتك حِلو شدييد..

كادت أن تتجاوب معه لولا الرجل الذي ظهر من خلف البيت أمامها ينظر لها بعقدة حاجبين واضحة رغم بعد المسافة بينهما..

ظن عبدالله أن ما يتراءى له الآن هو من تأثير الشمس.. رغم أن المسافة التي تحول بينه وبينها شبه واسعة إلا أنها كانت واضحةً له بشكلٍ ملفت بالثوب السوداني أصفر اللون الذي كانت ترتديه لتصبح كالشمس في بهوت المكان.
كان انقلاب ملامحها من ابتسامة لشحوب ورعب سريع جدًا لدرجة أنه استعاذ من عبث الشياطين عندما رآها تقف بسرعة بعدما تصددت عنه ترفع طرف الثوب لأعلى رأسها تغطي به شعرها المظفّر بظفيرة طويلة شديدة النعومة واللمعان وتلتثم بالزائد منه تغطي أنفها وفمها قبل أن تمسك بيد الصغير تركض بأقصى سرعة مبتعدةً من أمامه لا يُرى سوى غبارها..
.
.

كان يلاحظ منذ أن استفاق صباحاً وحتى هذه اللحظة أن ابتسامة شعاع واسعة جداً يستطيع أن يراها البعيد فكيف به وهي تجلس أمامه.. عيناه قسراً تهرب من عينيها لتحط على بطنها يشعر بإحساسٍ لذيذ من مجرد فكرة أنها حامل بابنه.

للتو انتهوا من تناول الغداء رغم أن الساعة اقتربت من السادسة مساءً،، ربّت على بطنه : تسلم الأيادي والله غدوه ولا أحلى.
صيتة بفرحة واضحة : أنت لو تجي كل يوم بدري كان مافاتك شي من أكل شعاع.
وقعت عيناه في عينيها مجدداً لتتسع ابتسامتها أكثر : والله فنانة يا بنت.
لم تعلق لأن صيتة قالت تسبقها بحماس : ايه بسم الله عليها طبخها ماينشبع منه نفَسها بالطبخ زييين تاكل أصابعك وراه.
شعاع بخجل : بالعافية حبايبي.
ربتت مريم الجالسة بجانبه على بطنه بتعجب : اوف بطنك صار كبير مره.
ثم وضعت رأسها عليه : أقدر أنام عليها صارت كأنها مخدة.

انفجر ضاحكاً من أعماق قلبه وإن علم بتأثير الضحكة على قلبّي صيتة وشعاع لكان ضحك لهن كل يوم، بسبب أو بدون.. لا يضحك كثيراً ولكن إن ضحك زلزل المنزل بصوت ضحكته المرتفع .
رفع مريم حتى استقرت جالسةً في حضنه يعض خدها بقوة إلى أن دفعته منهارة تمسح خدها بقرف : يع عزام يععع.
شدها من خدها الآخر : أنتي كيف حلوة كذا وأبوك عبادي!!
نظرت مريم لصيتة باستنكار : هذا وش يقول عن عبادي؟

يعلم أنها ذكية ولمّاحه تسبق عمرها بكثير لكن ليس لهذا الحد فقد تفاجئ بنطقها الواضح للكلمات : أنتم متأكدين من عمرها ذي؟ ياعالم معها لسان أحسن من لسان أبوها وقده شايب.
صيتة بسرعة وهلع : اذكر الله على البنت لا تغيّب راسها .
عزام مقربها لصدره بحب واضح فمريم شيء استثنائي للجميع : بسم الله عليها من عيني وعين اللي مايخافون الله ماشاءالله تبارك الله .
ثم تابع ممازحاً يبصق عليها : تف عليك يامريم تف تف.
دفعته وابتعدت عنه بضيق تمسح وجهها بكفيها : عزاام لا تتف.
طرحها جانباً وبدأ يدغدغ خاصرتها ليرتفع صوت ضحكاتها : علميني وش أسوي فيك آكلك أنا آكلك!!

كان الربيع حرفياً يزهر في قلب صيتة وهي ترى عزام يمارس يومه بشكل طبيعي كأي شاب في عمره الثاني والثلاثين.. لا عبوس ولا ضيق ولا سرحان والأهم من كل هذا يضحك وكأن عقله خالي من كل شيء. : يازين البيت وأنت فيه ياعزام. غريبة قاعد ما طلعت بدري كالعادة؟
التفت لها بعد أن فرّت مريم من تحت يديه لتحتمي بشعاع التي فتحت لها يديها ، قال مبتسماً : مو البركة في بنت أختك مخبيه مفتاح الغرفة زين خلتني أطلع أصلي.
لمعت عينيها بانتصار : زين تسوي فيك والله مايعرف لك غيرها.
أراح ظهره على الأريكة يقول لازال يحافظ على ابتسامته، اليوم يشعر بشيء مختلف في صدره : أمس رايق وطاوعتها وأصلًا اليوم ماعندي شي عشان أطلع بس من بكرة نرجع للنظام القديم ما أقدر أتأخر عن دوامي.
صيتة بلهفة : طيب وش رايك ننتظرك كل يوم ونتغدا جميع؟
تنهد ويصعب عليه ردّها وهو يرى الأمل ينطقُ من عينيها : صعبة يمه أنا ما أضمن وقت طلعتي كل يوم.. مافيه وقت ثابت.
صيتة : ماعليه بنقعد ننتظرك، شعاع تطلع من دوامها قدها قريب المغرب وأنا من أرجع من دوامي أنام وعلى مايخلص الغدا تكون أنت خلصت تكفى والله إن الأكل اليوم له طعم ثاني وأنت معنا.
عزام محاولاً النجاة : إن تغديت كل يوم مثل هالأكل ماعاد بدخل مع الباب.
لتقول شعاع بسرعة : ياخي بنخلي غدانا خفيّف عشانك بس أنت تعال.
رفع حاجبيه تلقائياً من كلمتها مبتسماً بخبث : ياخي!!
شعرت بانفجار الدم في وجهها من نظرته وابتسامته وضحكة خالتها : يووه عزام لا تدقق أنت بعد.
ثم أردفت برجاء : تكفى وش قلت؟.
صيتة بابتسامة : حرمتك تقولك تكفى بتردها؟
عزام ويشعر بمزاجه في العلالي هذا اليوم موجهاً حديثه لأمه : حرمتي تقولّي ياخي يمه.. أنا بعد كل ذا أطلع ياخي!!!!

اتسعت عيني شعاع مستنكرةً تصرفاته منذ أن استيقظ وحتى هذه اللحظة، بالذات هذا التعليق الذي أضحك صيتة وجعلها تضع يدها على رأسها بمعنى "ياويلي" صوت ضحكتها المستنكرة يملأ المكان ليقول عزام وهو يرى تجمع الدم في وجهها والنظرة في عينيها تحكي "هذا وش فيه انهبل؟" : لكن أبشري إن شاءالله بحاول . بس مو لاجيت وقدها ثمان ولا تسع الليل تقولون ذبحنا الجوع ماتغدينا ننتظرك.
صيتة وقطعت ضحكتها لتقول وكأنها بُشرت بالجنة : ياشيخ راضيين بنخليه عشا بس أنت قابلنا على السفرة.

شيءٌ غيرَ نبضِ الحياة نبض في قلبه, على ملامحها ولمعة عينيها التي أشعّت وكأنها شمس.. يشعر بفرحتها لمست شيئاً فيه ولم يتوقع بأن شيئاً تافهاً -لا يكاد يذكر- كوجوده يومياً يشاركهن الطعام سيكون له هذا التأثير عليها أو حتى على شعاع التي اتسعت ابتسامتها بشكلٍ أوجع خدّيه من مجرد النظر فكيف بها, تقول بامتنان ما إن ارتقت عينيه لعينيها : شكراً عزام..
أخذ نفساً شعر به يشرح صدره : بروح بيت عمي تجين معي؟
قفزت من مكانها بحماس لتقول قبل أن تبتعد : دقايق بس أجيب عباتي.
ثم وجه حديثه لمريم : ها ميمي تروحين معنا؟ بنروح بيت ذيب.
لكن صيتة من ردّت عوضاً عنها : ميمي بتقعد عندي وأنت خذ حرمتك تسلّم على أهلها ثم وديها مطعم ولا تمشوا شوي.
ارتفع طرف شفته بابتسامه صغيرة : قد فاتتنا ذا الحركات يمه ما حنا بمراهقين.
صيتة محركةً كفها أمامه بعدم رضا : لا حبيبي تسمع كلامي وتوديها خليها تحس إنها متزوجة، سنتين الضعيفة أنا طلعت فيها معك أكثر منها.
عزام : حكم يعني؟
ابتسمت ترفع حاجبها بتحدي : حكم وغصب عنك وبتوديها يا ولد ذيب وأنت تسبّح.
ضحك وعلى ضحكته المرتفعة دخلت شعاع تضع عبائتها على ذراعها تقول مستنكرة : وش فيكم؟
صيتة بابتسامة عينيها لازالت على عزام الذي وقف : مافينا شي، سلمي عليهم كلهم.
اقترب منها عزام مقبلاً رأسها ثم ينزل برأسه يقبل كفها، يضم أصابعها بين أصابعه كعادته : حنا بنمشي يمه تبين شي نجيبه معنا؟
مسحت على شعره قبل أن يرفع رأسه مبتعداً عنها : سلامة عمرك حبيبي انتبه على نفسك..
ثم بتهديد : ومثل ماوصيتك قسم إن طّنشت اللي قلته لا أزعل منك.
عزام متنهداً : هو أنا أقدر على زعلك يا بنت عبدالله؟ خلاص أبشري ما يصير إلا اللي يرضيك .
صيتة بخفوت ونظرات شعاع لهم لم تخفى عليها رغم أنها تظهر الانشغال بارتداء حجابها : ما أبيك تسكتني وبس،، أبيك تنبسط وتسمع منها صدقني منت نادم إن شاءالله.
هز رأسه يبتسم لها ابتسامه مقتضبه جدًا وكأنه مجبر عليها، يمشي من أمام شعاع التي ترتدي نقابها ولم تخفى نظرتها القلقة التي تبعت ابنها حتى اختفى من أمامها لتزفر قبل أن تقول مبتعدة هي الأخرى تتبعه : مع السلامة خالة.

.
.


"أنت وينك ياخي وين طسيت؟" هتَف بها عبدالإله بإنفعال في وجه عبدالله القادم ناحيته.
نظر له عبدالله بعقدة حاجبين : ليه الصراخ طيب؟
زفر يزفر نرفزته : عبيد الساعة قدها ٦ يعني صار لك أكثر من ساعتين مختفي خفت صار فيك شي الهواجيس لعبت بي!!
عبدالله بضيق جالساً على العربة بجانب مصطفى بعد أن بحث عن من رآها حتى غابت الشمس دون أن يجدها : وش بيصير فيني يعني بزر أنا بزر!
سكت عنه عبدالإله وركب بجانبه وهو يشعر بثقل أنفاسه.. ليقول بعد أن قطعوا مسافة بسيطة بهدوء : مكان ما تعرف فيه أحد وشبه مقطوع أكيد بقلق عليك..
عبدالله : حصل خير وهذاي جيت..
باستنكار : صاير شي؟
عبدالله محاولاً التحكم بنبرة صوته : لأ..
عبدالإله : أجل معصب ليه؟
تساؤل لا إجابة له فهو لا يعلم سبب انفعاله لكنه قال على كل حال : يوم أجيك وأنت تصرخ بوجهي تقل صبي عندك.
ارتفع حاجبيه ببرود متعمداً محارشته فعبدالله ممتع جدًا إن تم استفزازه : ورع صوتك لا يرتفع على معزبك أنا المسؤول عنك هنا لين أرجعك لأمك فاهم؟
عبدالله بعد أن رمقه بنظرة : على شحم..
عبدالإله ضارباً كتفه : ولد تحت...
لكن يد عبدالله التي دفعته من على العربة كانت أسرع..
.

" يامال القوم ياعبدالله. أنا وش اللي قرَدني وخلاني أخذكم معي يالمبزرة عساكم البلا. "
قالها عبدالإله بغضب بعد أن ركل باب القطيه ودخل متأوهاً يده على ظهره. موجهًا حديثه لفهد وحاكم الذي قال مستنكرًا : تجيك التهايم وأنت نايم وش مسوي أنا الله يرحم والديك كافي ذا المغص مزعنّي تمزّع.
فهد بحاجبين ارتفعا بذهول : خير إن شاءالله وأنا وش مسوي بعد كافي خيري و شرّي و أراكض ورى أخوي رايح جاي على الحمام .
جلس على فراشه يمدد ساقيه أمامه يشعر بالألم في كل عظمة من عظامه : ولد عمكم عمى يعميكم دفنّي من الكارو وهو يمشي .
حاكم بضحكة مرتفعة : مزدي فيك . تستاهل.
رمقه بنظرة مستحقرة يقول بحنق وقرف : ياشيخ أنا قايل بيطلع من بن ساجر ثلاث أنفار دمهم فاسد وسبحان الله كأني كنت شايفكم قدامي ياعيال ناصر . (ناصر جدهم)
فهد ضاحكاً بهدوء : أكيد حارشته ولا عبدالله حبيّب مايسوي شي كذا من الباب للطاقة.
عبدالإله : حارشته بس ماتوقعت ذي ردة فعله البزر،، أقولك دفنّي طحت طيحة الله وكيلك قطعت نسلي.
حاكم بتشفّي : والله أنه كفو ذيبان وينه أحب راسه جعلني ما أبكيك يا ولد علي.
كان حاكم متمدداً على ظهره وجهه شاحب والغطاء يغطي نصف جسده، فقال عبدالإله بغيظ : وأنت وش فيك تقل نفاس؟ وش بلاك؟
وضع ذراعه على جبينه يقول بتعب واضح وصوت مبحوح : مدري وش جاني ياخوي ذبحني بطني ممغوص.
ليقول الآخر بتشفّي وابتسامه فرِحه على ثغرة : مزدي فيك جعله يشقك شق.
.

زم عبدالإله شفتيه بقلق وهو يرى حاكم يقفز من مكانه يركض خارجًا من القطية بعد أن تمددوا استعدادًا للنوم.. بقى جالساً في مكانه على عكس فهد الذي لحق به ولم تمضي سوى عشر دقائق ليعود وهو يقود حاكم بوجهه الشاحب..
ليقول عبدالله ملتفتاً ناحيته بعد أن كان يعطيهم ظهره : وش جاك بسم الله عليك؟
حاكم بعد أن تمدد مكانه : والله ما أدري من رحتوا العصر هذا حالي ماغير أرجّع وبطني طريق..
عبدالله : وش أكلت؟
فهد بعدم رضا : وهو ياكل شي غير الخضار؟ حتى عشا مارضى يتعشى..
حاكم : وش أسوي والله كبدي ما تقوى آكل أي شي..
ثم بنبرة درامية لا تتناسب مع وضعه : كاني ما أصبحت ياعيال ترى وصيتي مكتوبة في النوت بجوالي..
عبدالإله ضاحكًا : اها بس لا تفلّم تلاقيها نزله معوية عادية..
حاكم دون أن يكترث لما سمع : وإن بغيتوا تفتحونه بيفتح ببصمتي، غير كذا ما أحللكم تفتحونه.
فهد : يا رجال مافيك إلا العافية قم شف أم بشير جايبه لك دله تقول مشروب أعشاب بيخفف عنك..
حاكم : الله يعطيها العافية ماقصرت شربته لين بغى يطلع مع أذاني ما جاب بي العيد إلا هو..
عبدالإله : تبينا نرجع السعودية؟
ليقول حاكم بسرعة معتدلاً في جلوسه : والله إنك بتسوي معروف بأخيّك.. تكفى وراي عرس لا تخليني أقابل الحرمه وأنا جلد على عظم..
عبدالإله باستمتاع : ومن قال بتقابل بنت أختي بعد وضعك ذا؟ بنسوي لك تحليل شامل نتأكد إن مابك بلا أخاف إنك لاقط فيروس ولا شي.
حاكم بهلع : يارجّال أذكر الله وش فيروسه تراي متطعم وقائي قبل لا أجي.. ذي نزله معوية كلها يومين وأطيب إن شاءالله..
عبدالإله بضحكة : يعني مانقدم رجعتنا؟
القى بجسده على فراشه بفقدان أمل : والله إني داري مامنك رجا لكن على الأقل ودني المستشفى والله أحس إني بموت من الجفاف..
فأجاب عبدالإله يدلك كتفه بحب أخوي خالص : بسم الله عليك.. خلاص مابقى شي ونرجع وبكرة إن شاءالله بقول لأبو الزين يودينا مستوصف بالخرطوم يدقونك ابره بالعضل تغدي من بعدها حصان..
حاكم واضعاً ذراعه على جبينه متصنعاً الأسى : آه ياوجد قلبي عليك يا ولد السورِي كانك بتنشف وينشف اللي فيك قبل لا تفرحها بذريتك..
.
.

دخل عزام صالة منزل عمه قادمًا من مجلس الرجال بعد أن سلّم على جدّه عزام وعمه خالد، قاصداً في مشيته المتزنَة جدته (شعاع) الجالسة في زاويتها حيث الجلسة الأرضية و التي ما إن رأته حتى ورفعت الزغاريط فرحاً بقدومه ورؤيته.. سارع في خطاه حتى أصبح يجلس أمامها يضمها بيد ويسحب كفها بالأخرى ليقبلها حيث التقت شفتيه بتجاعيدها التي تزينت بالحنّة الحمراء وخواتم الذهب.. : يابعد روحي ياجدّه.
تأملته ولم تخفى عليه عينيها الغائرة بتجاعيدها خلف برقعها وقد تكدست بالدموع تقول بنبرة مهزوزه : حيّ ذا الشوف ياحيّه ياهلا والله وسهلا بالغالي ولد الغالي. مرحبًا مليون في ذمتي ولا تسد ، وش علومك يا أمك طمنّي عنك وش الدنيا بك؟
عزام بابتسامة بعد أن قبل رأسها : يسرك الحال جعلني قبلك أنتي بشريني عنك كيف صحتك؟
لتقول بتنهيده عميقه دون أن ترف عينها عنه : ما أشكي باس اللهم لك الحمد. تعال تعال أقعد جنبي سولف علي يابعد هلي.

استقر جالساً بجانبها كتفه ملاصق لكتفها تتشبث بكفه وكأنها تخشى من أن يفر منها.. ترفع يده بين وقتٍ لآخر تقبل كفه بحب قبل أن تضمها قريباً من قلبها تقول بعبرة : والله يا شوقي لك وش كبره يا ولد ذيب،، عزام ياولدي والله إني أغليك بالحيل ومن أشوفك أحس ذيب حي ومعي..

استصغر نفسه واستحقرها وهو يرى عبرتها تمنعها من أن تتابع حديثها، ويسمع عتبها الرقيق دون أن تؤذي قلبه.. يعترف والجميع قبل ذلك يعرف بأنه مقصر ليس سوى معها بل مع الكل، حتى والدته التي يرهن حياته لأجلها.. شد على يدها قبل أن يقترب مقبلاً عينيها علّ لمعة الدموع الواضحة فيها تختفي : والله أدري إني مقصر معك واجد لا اتصال ولا سؤال ولا لي عذر غير إني ما استحي على وجهي...
قاطعته بحنو : أنا ما أعاتبك يا أمك ولا أبيك تلوم نفسك ما تجي منك قصور و أدري بك لاهي بأشغالك وماردّك عني إلا الشديد القوي لكن طل علي من وقت للثاني والله إن شوفتك ترد لي روحي.
أشار على أنفه يبتسم لها من أعماق قلبه : أبشري على هذا، أنتي تامرين يا بنت هادي.
رفعت كفه تقبلها مجدداً : جعلك ومن جابك بالجنة الله يحفظك ياعزام ولا يوريني فيك مكروه..
ثم أردفت بلهفه : سولف علي سولف أبي أسمع صوتك..

بدأ يختلق حديثاً معها،، يسألها وتجاوبه بهز رأسها دون حتى أن تعرف ماكان يقول ، قلبه في جوفه يصغر وهو يشعر بلهفتها وسعادتها الطاغية لمجرد وجوده أمامها، تأنيب الضمير مزّق روحه فإن كان عتبُ جدته رقيقاً كي لا تحرجه كان عتب جده أشد عندما قال له بحزم : لو نلقى لك محل كان ماعنيناك وتعنينا لك لكن كل ماجينا بيتك مالقيناك!

كانت يدها تتحرك دون إدراكٍ منها، تتشبث بيده بواحده أما الأخرى فكانت تفّر منها تمسح على كتفه أو تربت على خده..
حتى وصلهم سلام خافت ليلتفت الاثنان ناحيته..

شعرت ريم بالحَرج وهي ترى عزام يحاول الوقوف بعد أن رد السلام يتصدد بالنظر رغم أنها تسدل غطاءها كاملاً : أنا رايح المجلس .
لكن جدتها تشبثت بذراعه بكلتا يديها : والله ما تقوم ريم ماهي بغريبة.
عزام ضاحكاً : البنت تبي تسلم عليك .
لتجيبه بقوة : تسلّم علي بعدين أنا ماني بطايرة،، اقعد.
عاد يستريح بجلوسه بقل حيله : وشلونك ريم.
لتجيبه ريم ولا تعلم إن كان سمع ردها أم لا : بخير جعلك تسلم. وش أخبارك يا جدّه؟
أجابت على مضض تعطيها ظهرها : طيبة الحمدلله، روحي داخل خلّي الولد ياخذ راحته.
اتسعت عينيها بصدمة : طيب عن أذنكم بروح للبنات هم وين ؟
اشارت بيدها : الحقي عليهن بالمطبخ .

دخلت ريم المطبخ تنزع غطاء وجهها بقوة : أنا لو أدري إن عزام بالصالة ما جيت اليوم.
الجادل : طيب السلام عليكم داخله على يهوديات أنتي؟
ريم بدون نفس : وعليكم .
سلمت عليها الجادل بامتعاظ : لا صدق أنتي شايفتني ملولوه زلوفي؟
ضحكت ريم وتجاهلتها تتجه نحو شعاع التي قالت باستنكار : ليه وش مسوي لك؟
خلعت عباءتها تلفها وتضعها على الرف بالقرب من الثلاجة، تفتح شعرها قبل أن تعيد رفعه : جدتي جحدت أمً جابتني.. قامت تهشنّي والله انحرجت قدامه.
الجادل ضاحكة تضع دلة القهوة على الصينية : يا شيخة زين أعطتك وجه وردت عليك الصوت.. جدتي إن شافت عزام زين ما تنسى اللي خلقها.. هذي القهوة جهزت خذيها شعاع.
ريم : أبوي بالمجلس أعطيها عزام يدخلها هذا إن طاعت جدتي تفرج عنه المسكين.

سحبت ريم كرسي الطاولة الخشبي ما إن خرجت شعاع وجلست عليه تضع قدمًا على الأخرى وتتكتف، تنظر للجادل بنظرة لم تفهمها الأخرى لكنها أضحكتها : نعم؟
ريم وقد بدأ فكيها يتحركان عندما بدأت تعلك تسأل بتفحص : كلمك حاكم؟
اتكأت على الرف خلفها تتكتف ترفع عينيها لأعلى بتفكير : لأ بس بعد ثالث يوم تقريباً أرسل لي إن النت عندهم ضعيف وشبه مقطوع وإلى يومك ذا ما جاني منه خبر..
ريم : أشوى لأنه إن كان دق عليك وهو مادق علينا من راح كان وريته شغله..
الجادل : والله غلطة عمري إني علمتك بسالفة الاتصالات اللي بيني وبينه يالبزر.
ريم بضحكة حادة تتعمد اغاظتها : تلاقينه أحرق السودان وأفريقيا بكبرها من العصبية قريب أسبوع لا يسمع لا يرى لا يتكلم.. وأنا أقول وش ذا اللواهيب ذا الأسبوع أثاريها نيران الشيخ حاكم واصلتنا!
دخلت شعاع قبل أن تدع مجالاً للاخرى بأن تجيب تقول بذهول : لا حشى جدتي مهيب صاحية.
ثم تابعت بعد أن سحبت كرسياً تجلس عليه بقوة بجانب ريم : عيّت عزام يقوم من جنبها قالت نادي أبوك يدخل القهوة لنسيبه.
ريم شامته : هشتّك أنتي بعد!!
هزت رأسها "نعم" : بالأخير ناديت عمتي سارة تدخلها استحيت أقوّم أبوي من المجلس..
لتقول الجادل برحمة : لا تلومونها يابنات والله أنها تتشرّق باسمه هي تحبنا كلنا ذي خالصين منها لكن كلنا بكفّه وعزام بكفّه.

.

لازال يجلس في صالة منزل عمه. بجانب جدته كما كان قبل ساعتين غير أن عمته سارة و خالته مشاعل وشعاع انضممن للجلسة قبل أكثر من نصف ساعة...
نال كثيراً من العتب الذي لم يكن ثقيلاً على قلبه كعتب جدته مع أنها أكثرهم رقةً في كلماتها لكن تأثيرها كان الأعمق..

كان صوت سارة هو الوحيد المسموع تبدي استياءها من رحلة السودان خصوصاً وأن شهر أكتوبر هذه السنة كان كقدر الضغط : والله انك عاقل ياعزام الواحد في حر السعودية يالله يتحمل كيف عاد لا صار هناك!
عزام بابتسامة هادئة : مالي بالصيد ولا كان شفتيني معهم.
لتعلق جدته بتلهّف : الله يرجعهم سالمين وعساهم على القوة كانهم بيجيبون لنا هاك القميريّات و الدخّل اللي من تاكله تنسى حليب أمك.
سارة : يمه حاكم وعبدالإله وحتى عبدالله هين متعودين لكن فهد يا قلب أمه أول مره مدري وش مسوي هناك.
أرخى بصره يفرك أنفه بسبابته عندما قالت جدته بعدم رضا : وهم وش زودهم عن فهد؟ مثل ماهم يقدرون يتحملون هو بعد يقدر واللي بيجيهم بيجيه.
سارة بتنهيدة : بس ذي أول مره يمه..
لتقاطعها بحدة : بيتعود.. اتركي الولد في حاله فهد رجّال لا تعاملينه كأنه بنيّه خايفه عليه حتى من ظله..
عم الصمت المكان بعد نبرتها المرتفعة حتى قطعه عزام يتنحنح يشعر بالسقف ينطبق على رأسه من الجو المشحون : يلا ياشعاع سرينا.
انخفضت نبرتها وتبدلت لرجاء بسرعة جنونية : وين يا قليبي بدري اقعدوا تعشوا معنا.
قبّل كفها معتذراً فهنا رجاء جدته و هناك رجاء والدته، وكفة والدته دائماً ترجح : جعل فيه العافية والله يكثر خيركم بس إني مواعد شعاع نتعشى برا الليلة.
برقت عيني شعاع واتسعت بذهول وارتفع رأسها وكأنها غزال جهره الضوء ، لتضحك مشاعل بعد أن لاحظت : والله شكلها تصريفه يا ولد صيتة.
بادل ضحكتها بضحكة أعمق، ينسى نفسه أمام روحها التي لا تشيخ : لا والله هو أنا ناوي صدق وبغيتها مفاجأة والأمر راجع لشعاع كانها تبينا نقعد ونأجلها ليوم ثاني قعدنا.
شعاع بسرعة : لا عزام خلينا نمشي.
مشاعل بحسرة : ياحيف بس صدق من قال تربية البنت فضيلة.
ضحكت بدلال تقترب منها تترنح في اقترابها لتقبل خديها بدلعٍ خرج عفوياً لكنه لفت عزام : يمه والله إن القعدة معكم بالدنيا وأوعدك الاسبوع الجاي نتعشى عندكم لكن اليوم ما أقدر أرد عزام وهو ناوي ومتكلّف.. ولا تبيني أردّه وأكسر خاطره يعني؟
حركت رأسها تنفي : لالا أنتي صح لا تردينه ولا تكسرين خاطره أدري فيك ضاعت علومك تموتين بالمفآجات. روحوا الله يستر عليكم.
قالتها تنظر له بابتسامة تتبعها غمزه جعلته ينفجر ضاحكاً بصورة أفزعت0 جدته التي كانت تتأمل جانب وجهه وكأنها تأخذ احتياطاتها وتُشبع ذاكرتها بملامحه خوفاً من ألا تراه قريباً.
.

كان قادراً على أن يشعر باهتزاز أضلعها حماساً وترقباً رغم المسافة البسيطة بينهما،، ينظر للأمام بجمود حيث الطريق يزدحم بالسيارات.. لكن حركتَها أجبرت بؤبؤه على التحرك معها.. تمد يدها لتفتح المسجل،، تضغط أزراراً بسبابتها التي تزينت بطلاء أظافر بدى ساحراً في ضوء الإنارات التي يعبرونها.. وجدت ما تبحث عنه لتخفض الصوت قليلاً و تعود بظهرها تريحه مستقيماً على المقعد بكل أناقة، عاد ببصره للإمام بعد أن انتهت من تعبثها تقول بابتسامة وضحت بصوتها الذي خالط صوت المسجل الخافت بعذوبة : وين بنروح؟
أجابها بهدوء : أنتي وين ودك؟ اليوم يومك اختاري.
لفها صمتٌ غريب أجبر رأسه على أن يلتفت ناحيتها، ليقول مستنكراً يرى يدها على ذقنها بتفكير : وش فيك؟
شعاع بتفكير جدي : أبي أتذكر اليوم وش؟
لم يفهم : اليوم سبت؟ ليه!
رمقته بطرف عينها قبل أن تتابع بتساؤل : يعني لا هو تاريخ زواجنا ولا هو اليوم اللي ولدت فيه ولا هو اليوم الوطني ولا يوم تم فيه أي إنجاز تاريخي..
ثم أدارت رأسها ناحيته : غريبة!
استوت شفتيه بخط مستقيم يقول ممتعضاً بعد أن لمح اتساع عينيها مذهولة : شرهتك على اللي قاعد يسألك.
شعاع بنبرة ضاحكة : مجرد تساؤل حبيبي يرضيك أخليه ياكل فيني؟
عزام : أنا أقول نرجع البيت وبلاها الطلعه ذي من الأساس.
لكنها قالت بسرعة و كفيها يتشبثان بذراعه : لا لا خلاص توبة.. أنا أقولك وين نروح.

أغلق عزام سيارته بالريموت عن بعد بهدوء.. يتأملها تقترب منه تتهادى في مشيتها بعد أن أغلقت بابها حتى استقرت واقفه بجانبه يستطيع أن يرى أبعاد ابتسامتها من عينيها الضاحكة..
كاد أن يمشي لكن أصابعها التي احتضنت أصابعه جعلته يتوقف ينظر لها مستنكراً بحاجبٍ مرفوع..
شدت على أصابعه أكثر تقول محاولة تمثيل الثقة رغم أنه لمح رجفة أهدابها : فيه شي؟
كان ينوي سحب يده قاصداً "فيه هذا"، لكنه قال عوضاً عن ذلك عندما شعر بأصابعها تضغط عليه وكأنها تتوسله : عندهم بارتشن؟
زفرت براحة لم تعلم بأنها كانت تكتم أنفاساً قلقه : ايه ، المكان راقي متأكدة بيعجبك.
ارتفع طرف فمه بابتسامة قبل أن يتقدم بخطواته : نشوف.
لو كان يعلم بالأثر الذي سببته ابتسامته لكان قاتل بكل ما أوتي من قوة كي لا يعرف العبوس طريقا لوجهه، قالت بحماس : أنا قد جيته مع جادل والبنات بس متأكدة المرة ذي بتكون غير لأنها معك.

ابتسم للنادل الأنيق الذي فتح الباب لاستقبالهم متابعاً خطاه للأمام لازالت بجواره تتشبث بيده دون أي تجاوب منه ليقول بعد أن ضغط زر المصعد : لو طلع خايس بتدفعين الحساب.
ضحكت بفرحة واضحة فعلى ما يبدو مزاجه هذه الليلة لا يعلى عليه : وإن أعجبك توعدني نجيه من وقت للثاني.
فتح الباب المعدني أمامه ليتقدم قائلاً بهدوء : تم.

انطبق شقّي المصعد على بعضهما قبل أن يُفتح مجدداً ، ليدخل رجل يبتسم بهدوء عينيه بعينّي عزام الذي ما إن رآه حتى وأعاد شعاع بخفه لتصبح خلفه يعود بجسده ناحيتها إلى أن التصقت بزاوية المصعد خلفها وظهره أمامها وكأنه يَمنعها أو يُمنِعُ عنها..

همست بقلق تشعر بأنها ستختنق : عزام!
لم تصلها إجابته وهذه المره هو من كان يضغط على أصابعها وكأنه سيكسرها.. سكتت حتى أتتها الرحمة وفتح الباب ليخرج عزام بسرعة يسحبها خلفه إلى أن أوقفه نادل آخر يسأله بابتسامة مهنيّه إن كان يرغب بطاولة معينة..

جلست وعينيها تتعلق به واقفاً أمامها يخرج هاتفه من جيبه ، لم يدع لها مجالاً لتسأل فقد قال قبل أن تشكل السؤال في عقلها حتى : بروح الحمام و أرجع، لا تتحركين من مكانك.
مغلقاً بعد ذلك الحاجز ليختفي خلفه.

أسرع في خطواته يبتعد قليلاً عن مكانها، يبحث بعينيه في أرجاء المكان محاولاً إيجاد من نظر إلى عينيه قبل ثواني ولكن دون فائدة فالمكان مزدحم جداً يعج بالناس.

وقف في مكان معزول نوعاً ما يتأكد من أن طاولتها على مرأىً من عينيه واضعاً هاتفه على أذنه بعد أن اتصل على الرقم المنشود ينتظر إجابته لكن دون رد.. أعاد الاتصال أكثر من مره ولم تفلح محاولاته ليرسل بعد أن فقد الأمل (جوّار شكل أبو عارف راسل واحد وراي يلحقني)
أتاه الرد بسرعة على هيئة رسالة (؟)
زفر بتوتر أصابعه تتحرك على الشاشه بسرعة جنونية (أقولك شفت واحد من صبيان مجلسه أكيد هو راسله وراي)
رد (فاهم ، وبيرسله وراك ليه؟)
لم يستطع أن يتحمل بروده فعاد يحاول الاتصال به إلا أن الطرف الآخر أغلق الخط في وجهه هذه المره ليجيب برسالة نصية (لا تدق أنا عنده..)
ثم تبعتها أخرى (يمكن صدفة طيب ولا أنت حتى العالم بتمنعهم عن الطلعة!!! ياخي أرحم نفسك من هالخيالات والله محد حولك)
عض على شفته كي لايصرخ من غيظه (لا ترفع ضغطي أقولك متأكد إنه يلاحقني حط عينه بعيني كأنه يبيني أشوفه)
كتب ومسح أكثر من مره حتى أرسل (وش يطلع سعودي؟)
رد بسرعة (لا هندي..)
رفع عينيه حيث طاولة شعاع ليكتب بعد أن زفر بحرارة (معي أهلي تكفى لايسوي شي)
(وش بيسوي وأنتم بمكان عام صاحي أنت. شفته يلحقك من بيتك؟)
فرك جبينه محاولا التذكر قبل أن يكتب (لا ما أتوقع ولا كان انتبهت)
انتظر لثواني مرت كالساعات قبل أن يرسل (طيب خليني أنا بتصرف)

أخذ نفساً عميقاً قبل أن يزفره يحاول أن يسيطر على أفكاره التي بدأت تنحدر لعالم (خيالاته الأسود) كما يسميها جوار..
أدخل هاتفه في جيب ثوبه يمشي عائداً لها قبل أن يقطع طريقة وباله المشغول نفس الشخص بنفس الابتسامة ليعود خطوه وجله للخلف يقول بتوجس : ايش المشكلة؟
اتسعت ابتسامته : أنا يعرفك..
بتوجس : تبي شي؟ أبو عارف يبي شي؟
حرك رأسه : أنا بس يبغى يسوي سلام.
مع السلامة .
لوّح بها قبل أن يبتعد من أمامه، انقبض قلبه وهو يرى ابتعاده حتى اختفى فمهما كان واهماً وعالم خيالاته الأسود يتسلى عليه بحياكة المكائد إلا أن هذا الموضوع بالذات لايبدو كالصدفة.

لم يدرك بأنه كان سارحاً في منتصف المكان بين الطاولات حتى أتاه صوت رجل غاضب : خير ياخوي سلامات مضيع شي هنا!!!
رمش أكثر من مره ليدرك بأنه يقف بجانب طاولته بالقرب من كرسي من ترافقه، همس اعتذاره وابتعد مسرعاً دون أن يلتفت للخلف.
زفرت شعاع نفساً ثقيلاً وكأنه نفس الحياة، لم تدرك بأنها كانت تكتمه عندما أبعد عزام الحاجز ودخل بهدوء, يجلس سائلاً : طلبتي؟

مضت عشر دقائق منذ أن أتى النادل وأخذ الطلب.. وعشرون أخرى إلى أن وضعه أمامهم.. نصف ساعة صامته جعلت شعاع تفكر بحياتها معه،، والفراغ الكبير بينهما.
حاولت أن تقتل الصمت قبل أن يقتلها فقالت بعد أن تنحنحت : ياعمري جدتي استانست يوم شافتك. متى آخر مره شفتها؟
ابتسم بأسى على الطاري وقرّعت شعاع نفسها لبدئ الحديث بشكلٍ ركيك كهذا..
عزام بهدوء : آخر مره قبل شهر، والله إني مقصّر نقدت نفسي وأنا أشوفها تهلي بي وترحب.
شعاع : تدري انك مشغول وأكيد إنها عاذرتك..
أرخى بصره لكفيه المعقودين على الطاولة أمامه يقول بخفوت وكأنه يحاكي نفسه : المشكلة إني مو مقصر معها بس،، أنا مقصر مع الكل.
ثم رفع بصره وكأنه يريد أن يوصل لها رساله، لتلتقي عينيه بعينيها ونظرتها التي تحكي دون حاجتها لذلك.. كانت تبتسم بهدوء وكأنها تريد أن تسمع منه تحثه على أن يتابع فربما جلسة كهذه لن تتكرر مجدداً.. شعاع تعرف ذلك جيدًا ولم تتوقع أكثر من ذلك في المستقبل القريب..
انطبقت شفتاه وتجبّرت عيناه عليه عندما انجذبت لبريق عينيها،، كان هناك بريقٌ غريب.. بريق سعادة يتراقص بوضوح على سطحها..
تنهد مبتسماً : أمي تقول أنك حامل؟
بادلته الابتسامة بأسى : لأ، أنا قبل لا أحمل بسألك.
عقد حاجبيه مميلاً رأسه بتساؤل ، فرفعت كتفيها تجيبه : إن كنت تبي عيال أو لا.
عزام بدون تفكير : ما فيه أحد صاحي مايبي عيال وأنا ماني صغير عشان أقول بدري.
وقفت ليتعلق بؤبؤيه بها، تدور الطاوله حتى جلست جانبه : طيب أبي أخذ رايك بشغله..
ثم بسرعة قبل حتى أن يفتح فمه : أبي آخذ إبر منشطة.
انعقد حاجبيه بعدم فهم : أبر منشطة ؟ ليه ؟؟
شعاع باندفاع وحماس : لأنها تزيد من احتمالية التوائم يعني أجيب ٢ ٣ ٤ في البطن الوحدة.
عزام باستنكار : اثنين ثلاثة أربعة فى البطن الوحدة؟ الحريم تموت وتحيا من واحد وأنتي تتكلمين عن الموضوع وكأنهم حزم بقدونس!!
ضحكت من أعماق قلبها ، تضع يديها على فمها تمنع الصوت عندما خرج مرتفعاً،، لم يجد مفراً من ضحكته عندما رأى اتساع عينيها بذهول وكأنها تفاجأت من ضحكتها العالية.
رفع سبابته لشفتيه يسكتها : شش وش ذا الصوت؟
أنزلت يدها مظهرةً ابتسامتها الواسعة لازالت تقهقه : لا مو حزم بقدونس بس أبي توأم، حلوين العيال إن جو مع بعض.
عزام بجدية : الشي ذا مو طبيعي يعني يستحيل أوافق عليه.
شعاع بتبرم : ليه عاد عزام.
عزام منهياً النقاش : إذا فيه ضرر عليك لأ.
رفعت حاجبيها بإستياء : تبي تقنعني إنك خايف علي يعني؟
سكت ينظر لها نظرةً غريبة ظنت أنه اكتفى بها كإجابة لكنه قال وقد ارتفع حاجبه بملامح جامدة : أنا ما أدري وش الإجابة اللي تبين تسمعينها بس حطي في بالك ياشعاع تراك زوجتي وأكيد ما أبي أي شي يجيك أو يضرك ..
ارتخى كتفيها وكأنها توقعت شيئاً أفضل من ذلك : هو مو أكيد تصيب وتخيب..
قابل الطعام يقطع أي محاولة إضافية : انسي شعاع لو تبين جيبي كل تسع شهور واحد لكن بدون إبر وخرابيط.

توقع بأنها ستذهب حيث صحنها وشوكتها وملعقتها أمامه، لكنها مدت ذراعها تسحبهم لتستقر بجانب كفه المبسوط على الطاولة..
لم يخفى عليها تفقده لهاتفه بين وقتٍ وآخر حتى مع محاولتها المستميته لخلق حديثٍ معه، أي حديث يجعله ينظر لها عوضاً عن شاشة هاتفه.. لكن لا فائدة..
لم يرف جفنه ناحيتها، حتى إجاباته كانت بانشغال لم تشبع عاطفتها.

تركت ملعقتها تستريح على صحنها تزفر بضيق : عز انتبه على نفسك خالتي صيته قوية وقدرت تتحمل بس أنا منيب قادرة .
ترك هاتفه وماكان بيده، مستنكراً حديثها الذي تغيّر فجأة وتطرقها لموضوعٍ كهذا من العدم.. تابعت عندما استحوذت على انتباهه : أنا أعرف نفسي والله لا أموت .
عزام ببرود : محّد يموت بعد أحد ، لا أنا بمنع الموت عنك ولا أنتي رادتّه عني.
لكمت كتفه بقبضتها دون أن توجعه : كلامك يسد النفس.
نظرته لازالت باردة ولم تتغير حتى عندما بدأ فكّها بالارتعاش وبريق السعادة الذي كان يسكن عينيها يتحول لبريقٍ من نوعٍ آخر بسبب الدمع الذي تجمع فيها.: ما قلت شي عشان تصيحين، لا تعلقين قلبك بأحد حطي هالكلام حلقة بإذنك.

دفنت وجهها بين كفيها، وأخذتها نوبة بكاء لم تعلم بأنها تحتاجها إلا عندما فرغَت منها.. يسمع أنينها،، يشاهدها كذلك. يشعر بانتفاضةٍ في صدره،، نداء لم يفهمه فتجاهله،، ببساطة.

لم تتوقع شعاع شيئاً أكثر من ذلك ولم تتمنى بل أنها ممتنة بأنه لم يتدخل في ضيقها هذه المره، لم يحاول تهدأتها أو أن يربت على أكتافها حتى تهدأ..
سكتّت نفسها بنفسها وواست حسرتها تمسح دموعها وأنفها الذي بدأت أرنبته تأخذ اللون الأحمر : أحس إني مضغوطة ياعزام أصحى وأنام على ضيق بيذبحني لو إني مقصره معك بقول معليه أنا أستاهل هالمعاملة والنفور بس والله إني أعطيك من كل قلبي أحاول قد ما أقدر بس كله يروح بدون فايدة . أقرب منك وأنت تبعد أضعاف أحس إنك مو طايق وجودي حتى.
ارتفع حاجبيه مبتسما يحاول تلطيف الجو بعد اعترافاتها التي فاجأته : والله إني قايل إنك شاكيه لأمي.
رمت بنظراتها التي يشوبها أسى فضيع قبل أن تبعدها عن وجهه : والله إنك ماعرفتني زين .
سكت يبتلع ريقه، ينظر لجانب وجهها.. تضغط على شفتيها وكأنها تمنع نفسها من موجة بكاء أخرى،، على عكسه فقد كان يضغط على شفتيه كي يَصدر منه رد فعل عوضاً عن هذا الجمود.. وكأنه يحث نفسه "تحرك سو شي" ..
لو التفتت شعاع قليلاً لكانت لاحظت كل هذا، ملامح وجهه الجامدة التي تخفي نزاعاً خلفها.. شدّه لكفيه تحت الطاولة.. حتى انحناء حاجبيه عندما قال بأسى : شوفي شعاع أنا أدري إني ما أعطيك كثر ماتعطيني ولا تظنين إني مو ملاحظ شي من اللي تسوينه،، والله إني أنتبه لأصغر الأمور قبل أكبرها لكن هذا أنا وهذا طبعي الحياة معي صعبة أدري بس مابيدك ولا بيدي شي.. كلامك حسسني إني أكرهك وأنا والله بعيد عن هالشي.
انتبه لطرف فمها الذي ارتفع وكاد أن يخمن بأنه فاز بابتسامه عقب محاولته الفاشلة لكن نبرتها أثبتت العكس : أدري إنك ماتكرهني بس بنفس الوقت ماتحبني.
عزام : لا تصيرين كفارة عشير عاد أنا مو مقصر معك .
سكتت دون أن تعلق،، ليتابع بقل حيله : وش اللي مضايقك مني؟ محترمك وما عمري مديت يدي عليك ولا قد قلت في حقك كلمة شينة لا من قدامك ولا من وراك واللي تبينه يجيك قبل حتى لا تطلبينه. علميني وش اللي قصرت فيه؟
أدارت رأسها ناحيته أخيراً،، وليتها لم تفعل فنظرته كانت شيئاً آخر أضاع محاولتها بإظهار القوة لتنحني أكتافها المشدودة : أنا وأنت نمشي عكس بعض مستحيل نلتقي عند نقطه وحدة.. كملنا سنة والحين بتخلص الثانية ولازلت أجهلك ما أعرف أنت مين وش وراك وش تسوي تطلع أول الصبح ولا ترجع إلا في وقت متأخر وماتبي أحد يقولك شي وإن سألت تجاهلتني.
ابتسم بضيق : الله أكبر عليك كل ذا فيني ؟
شعاع وفي نبرتها شيء لامس قلبه : والله العظيم ياعزام مابتلقى أحد يحبك ويهمه أمرك كثري و يمكن أمك.. علمني لا تخبي علي شي أنا معك حتى لو كل الناس صارت ضدك سواء كنت صح أو غلط.
عقد حاجبيه : أعلمك وش؟
شعاع بأمل : كل شي ، أقلها ليه أعفوك ؟
سكت طويلاً ولم تستعجله حتى نطق أخيراً يزفر بضيق : موت سجين أثناء التحقيق .
هوى قلبها لاخمص قدميها : كيف يعني ؟
تصدد بالنظر عنها : ما فيها كيف يعني.. مجرم كنت أحقق معه ومات تحت يدي.
اتسعت عينيها بذهول : والحين؟
أخذ نفساً عميقاً : الحين أشتغل بمؤسسة توسط لي فيها واحد أعرفه.
ابتلعت ريقها أكثر من مره بصدمة تحرك شفتيها وتعاود إطباقها حتى قالت : عمتي تدري ؟
هز رأسه بنعم..
شعاع : ومين بعد؟
عزام : وعمي خالد.
بهمس : ومين ؟
عزام : عبدالإله.
شيءٌ سمعه عزام كالعتب خالط نبرتها إلا أنه كان خذلاناً موجعاً : وأنا كنت اسألك ولا قد جاوبتني!
عزام : معلومة لا تقدم ولا تأخر ولا بتفيدك بشي.
شعاع : طيب، تدري إني ترقيت وصرت مديرة فَرع؟
ثم ابتسمت بأسى عندما رفع حاجبيه متعجباً : ماتدري!
عزام ببساطة : أنتي ماقلتي؟
بضيق : اسألك بالله أنا ماقلت؟
صرَف بصره عنها : يمكن قلتي بس أنا نسيت.
شعاع : لا عزام علمتك وتدري وش رديت علي؟ لا تصجيني وطفي النور بنام،، الكل درى وبارك لي إلا أنت .
عزام : طيب ما صار شي لا تكبيرين الموضوع .
ابتلعت ريقها كأنها تبتلع موساً تحاول أن تبتسم : صح مو هي بالاخير معلومة لا تقدم ولا تأخر ولا بتفيدك بشي.
ضحك ضحكة المتورط : خلاص يا بنت الحلال الف الف مبروك الترقية.
تصددت عنه.. ليقول بنفسٍ عميق ومحاولة أخيرة : طيب آسف وحقك علي أوعدك المره الجايه أنام والنور مفتوح.
لازالت تتجاهله فوكز خصرها بسبباته لتقفز مبتعده : يلا عاد شعاع قلنا آسفين .. هذي أول مره نطلع طلعه مثل ذي لا تخليني أندم ..
تبدلت نبرته بنبرة أعمق شدتها وجعلتها تتخلى عن كبريائها المزعوم تلتفت ناحيته : أوعدك إني بحاول أتغير عشانك بس أنتي اصبري علي قلت لك طبعي عسِر..
ابتسمت وهي تتمسك بأصابعه : أنا ماقلت لك عشان تعتذر ، صدقني ماعمري شلت في قلبي عليك والله إني ساعات أنام وأنا موجوعة منك لكني أنسى كل شي من أصحى والقاك قدامي، فكرة إنك تختفي فجأة أو تروح ولا ترجع ذابحتني. أنا ما أبي يصير لي نفس ماصار لخالتي صيتة أنا ضعيفة مستحيل أقوى.
ابتسم باقتضاب : شدعوة شعاع الموضوع ماهو وراثة،، أنا علّة الزمان باقي وأتمدد على قلبك لين الله يفرجها عليك.
ضحكت له بعبرة تحتضنه بكامل قوتها : الله يخليك لي.

.
"ثلاث وعود ياعزام في ليلة واحدة ولست حملاً لها.."
هذا ماحدثته نفسه به وهو يرى أمه تسأل شعاع : عسى استانستوا؟
لتحضنها الأخرى تقبل خديها بقوة : مرّه.. الله يبسط قلبك ياخاله كثر ما أنا مبسوطة الحين.. ليتك جيتي معنا.

كانت تنظر له بامتنان وكأنه سجّل السماء ونجومها باسمها. لازال يحافظ على ابتسامته حتى اختفت من أمامهم بعد أن استأذنت منهما.. لينكمش فمه وتستقر شفتاه بخط مستقيم..
لازال ينظر لمكانها حتى تنهد بهمٍ يرفع بصرَه لوالدته التي لم تُخفي ملاحظتها لتصرفه.
ابتسم لها بضيق : هو أنا نذل يمه؟
بادلته الابتسامة : شوي.
ضحك بحسرة : والله إن شعاع أطيب من إنها تاخذ واحد مثلي.
صيتة : الطيبون للطيبات ماجعلها ربي من نصيبك إلا لأنك تستاهلها وتستاهلك.
اختفى كل شيء كان يدعم نبرته طيلة اليوم ولم يبقى سوى الشحوب والتعب : ماني قادر أوصل لها يمه.. مهما حاولت ما أقدر .
صيته بعطف : أعطي قلبك فرصة .
كانت نصيحة مشابهه نوعاً ما قد قالتها قبل أكثر من ٢٥ سنة لشقيقتها مشاعل. نجحت مع الأخرى لكنها وكما يبدو لم تكن في صف الأخير .
عزام بتنهيدة مثقلة : والله إن قلبي مليان يمه لدرجة إن مافيه حيل يحاول حتى.
لو صمَت العالم لثانيه واحدة لاستطاع الجميع سماع صوت قلب صيتة يسقط من نبرته المهمومة ويتحطم لأشلاء : طلّع منه الأشياء اللي ماتلزمك..
ارتفع طرف شفتّه بخيبه وابتسامة مرهقة : والله إني عارف إنك تقصدينها، بس صدقيني يمه سالفتها انتهت من حينها وكل شي في قلبي يخصها انمحى. الجوهرة ماتت ومات معها كل شي.
لم ولن تقتنع مهما حاول إقناعها : مو واضح والدليل إن علاقتك بفهد حتى بعد كل ذا المدة وكأنكم أغراب. ولا يرضيني ذا الشي لأن فهد مثل ناصر وحاكم كلهم عيال عمتك سندك ومحزمك وعزوتك.
وقف يفتح أزرار ثوبة وكأنه سيختنق : يمه مثل ما شعاع فوق طاقتي فهد بعد.. طاوعتك بوحدة بس ما أقدر أجبر نفسي على الثانية.
ثم برجاء بعد أن قبّل رأسها : خلاص يمه طالبك لاعاد تجيبين ذا الطاري اللي ضيّق علي عيشتي.

:
*
"عزام أنت من وين جاي؟" ..
قلتها بذهول وأنا أراه ينزل عتبات الدرج المؤدي للسطح بحذر شديد وكأنه يخشى من أن ينتبه له أحد،، انقلبت ملامحه بارتباك ثم ابتسم ابتسامه المتورط يتلعثم في إجابته : من السطح.
عقدت حاجبي : أدري من السطح ،، وش تسوي فوق ماقلنا لا أحد يطلع؟
فتح فمه ليجيبني لكن صوت شقي أتى من الأعلى ليرتفع رأسي ورأسه لمصدره رغم أنّا نعرف صاحبته جيداً : كان معي يا صوصو.. حلفتك بالله ما تقولين له شي.
عزام بصوت منخفض وكأنه يريدها وحدها أن تسمع رغم أني أقف أمامه : قلت لك لا تطلعين إلا بعد عشر دقايق.. ارجعي داخل.
كان يتصنع الغضب لكن ابتسامته الواسعة عاندته وجعلت منه ومن تقطيبة حاجبيه أضحوكة، نزلت من كانت بالأعلى تتزحلق الدرابزين بعد أن جلست عليه لتمسك بها يدّي عزام بسرعة قبل أن تقع من آخره، يهمس بحنو : بشويش لا تطيحين.
ضحكت له ضحكةً سرقت فؤادي أنا فكيف بشاب كعزام!!
اعتدلت واقفه تعيد ترتيب فستانها الصيفي قبل أن تقترب مني تحتضني بقوة تقبل خدّي بصوتٍ مرتفع تتعمد مشاكستي : عزام ماله دخل ماطلع إلا بعد ما حديتّه.. ولا هو ولد مؤدب مارضى قال أمي بتهاوشني. صح عِزو؟
تكتفت وأنا آراها تدير رأسها له، تغمز بشغب لينفجر ضاحكاً..
عادت تقابلني، تطوق رقبتي بذراعيها ساعدها بذلك طول قامتها تمد شفتيها بتوسل : تكفين لا تعلمين أمي.
قطبت حاجبي بعدم رضا : الجوهرة حنا وش اتفقنا؟
الجوهرة ولازالت تمد بوزها أشباراً : قلت لكم أنا مستعدة اتغطى عن الكل إلا عزام..
وضعت يدي على جانب خصري : وليه عزام مو رجال حاله حال غيره؟
ثم قلت موجهة حديثي له : تكلم عزام أنت مو رجّال؟
عزام بضيق : إلا يمه رجّال.
عدت أنظر لها وقد اخفضت رأسها واختفت ابتسامتها تماماً : سمعتي ؟ يعني حاله حال غيره..
قالت بضيق : افهموني ...
قاطعتها بحنو ولم استطع أن أتصنع الصرامة أكثر وأنا أرى عبوسها : الجوهرة يا قلبي أنتي والله العظيم إني فاهمتك ولو كان بيدي شي كان سويته.. بس لا أنتي صغيرة ولا عزام صغير وقعدتكم بالسطح لحالكم ماهي عدله لا لك ولا له.. أنتي فاهمة وش أقصد؟

اومأت برأسها "نعم" وابتعدت من أمامي بسرعة تلحقها جديلتها الطويلة وعينَي عزام بملامح تملؤها اللهفة.. لم تخفى نظرته عنّي وكأنه نسى وجودي لأقول ورأسه لازال بالاتجاه الذي ذهبت منه وكأنه يتوقع عودتها : وأنت بعدين معك؟
قال بسرعة : والله العظيم ما نسوي شي غلط يمه، قاعدين نسولف بس.
قلت : حتى لو، إن كانت هي للحين ماتحسب حساب لتصرفاتها وتفرق بين الصح والغلط فأنت مكلف وعاقل وتعرف إن ذا الحركات ماهي حلوة لا بحقك ولا بحقها .
عزام بضيق : طيب وش أسوي يمه،، حاولت ما أشوفها بس ماقدرت.
قلت وأنا أرى بريق عينيه : خلك مع العيال بالمجلس وبتستحي تدخل عندك.
شد شفتاه وكأنه يمنع نفسه من أن يقول شيئاً، فقلت بدلاً منه : قول وش عندك؟
عزام بتردد : طيب أنا أقول وش رايك لو.. لو...
رفعت حاجبي وأنا أفهم مقصده، بتوجس : أيوه؟
ابتسم بخجل : يمه أنتي فاهمة وش أقصد..
أشرت على رأسه بسبابتي لازلت غير مستوعبة : أنت صاحي ولا الشمس ضربت عقلك؟
اقترب مني يقبل رأسي أكثر من مره : حبيبتي أنتي يمه تكفين لا تكسرين بخاطري...
حاولت دفعه عني ولكنه تشبث بي أكثر وبدأ بتقبيل أكتافي يردد بين قبلة وأخرى " تكفين... تكفين... تكفين "
ضحكت : خبل أنت؟
عزام ورأيت في عينيه نظرة قد رأيتها من قبل يقول بكل شفافية وكأن قلبه مكشوفٌ أمامي : يمه والله إني أبيها ولا أتخيل حياتي من غيرها.
أنا حقاً لم أستوعب : عزام أنت صغير وهي عادها بزر. اهتم بدراستك واترك عنك الحركات ذي.
ارتفع صدره وانخفض بوضوح قبل أن يقول بنبرة محمومة ينظر لعينّي بإصرار : يمه أنا أحب الجوهرة وإن ما صارت لي بموت.
ابتلعت ريقي ولوهلةٍ شعرت بالخجل منه فمن يرى طريقته في الإفصاح عن مشاعره ونبرته التي نطق بها لا يقول بأنه للتو قد بلغ الثامنة عشر من عمره : تخرّج وجيب المعدل اللي وعدتني فيه وأبشر.

*
:

بعد ثلاثة أيام ..
.
" والله إني شايل هم القعدة بالطيارة"
قالها عبدالإله ينظر من النافذة مودعاً شوارع السودان وهم في طريقهم للمطار..
حاكم بابتسامه : لا تخاف عندي تشكيلة فيديوات بجوالي لعبدالله يوم يعدي هربان والغزلان تعدي وراه،، متعة على كيف كيفك.
نظر لعبدالله الذي كان ينظر للخارج سارحاً دون أن يعلق.. كان صامتاً منذ أن مشوا من القرية وحتى هذه اللحظة عندما وقفت السيارة أمام المطار ليسأل عبدالإله بعينيه "وش فيه؟"،، ويقوّس حاكم شفتيه رافعاً كتفيه بمعنى "ما أدري؟"

وداع أبو الزين لهم كان حاراً وكأنهم ابناؤه.. احتضن حاكم يربت على كتفه ليقول الآخر بود : كثر الله خيرك أشهد انك كفيت و وفيت ولا قصرت معنا واعذرني أنا بالذات إن كنت ضايقتك يازول..
ضحك له بعبرة واضحة : واللهِ إنك زي ولَدي بالزبط يا حاكم.. دخيل الله ماتقطعنا وتاجي مع عبدالإله المره الجيّه .
حاكم بابتسامة : لا المرة الجاية عليك أنت تجي وتزورنا أنت والعايلة كلها الله يحييكم .

ما إن ذهب أبو الزين في طريقة حتى وقال عبدالإله يسحب حقيبته متجهاً لبوابة المطار : بسرعة ترى مابقى وقت وتقلع..
تسارعت خطاهم للداخل إلى أن استوقفهم صوت عبدالله : معليه ياعيال اسبقوني بروح الحمام..
عبدالإله: وقته هو يكفي متأخرين ..
ابتعد مسرعاً يقول بصوت مرتفع ليصلهم : أبي الحمام والله حشران اسبوقني بجيكم.

دخل أول دورة مياة وجدها في طريقة ، يفتح باب أحدها ويغلقه ، يخرج الكيس الأسود الثقيل نوعاً ما من حقيبة ظهره، لم يتجرأ بأن يعبر التفتيش دون أن يعرف محتواه خوفًا من أن يكون شيئًا ممنوعاً يدخله في متاهات لا أول لها ولا آخر، مزقه ليعقد حاجبيه باستنكار كاد أن يقتله ما إن ظهر له جواز سفر أخضر وهاتف جوال.

.
.
.
.

# نهاية الفصل الثالث
نلتقي قريبًا إن شاءالله

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ♡

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،  
قديم 02-10-19, 11:03 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 614
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 

السلام عليكم ورحمة الله ..

سلمت يمناكِ وطن نورة ..
إبداع تبارك الله ،، قصة تبدو ممتعة من أول فصل،
شخصيات جديدة ومتنوعة ،، وأيضاً تحمل الطابع البوليسي
مثل رائعتك السابقة ( أنت مثل أحزاني)

ذيب ..

في الليلة المشؤومة ،،
كان ذيب على علم بمقدم من سيأخذه عنوة من منزله، وكأنه توقع موته، لذا كانت عباراته لصيته عبارات مودع ،،
ذيب رجل ذو مشاعر مرهفة جياشة، طيّب الذكر والصيت، اقترن بمحبوبته بعد انتظار، ويعيش حينها أجمل أيام حياته ،، هل يعقل أن يفجّر نفسه في هذا الوقت بالتحديد ؟ !!
قصة مقتله لغز، تحتاج حاذقاً يفكك خيوطه ..
هل غُرّرَ به ؟ هل كان يعلم سرّاً خطيراً يكتمه فاغتالته أيدٍ غادرة كي لا يشي بهم ؟
استبعد جداً أن يكون قد انضم إلى جماعة ارهابية، ليضرب وطنه في مقتل !
وإلا لمَ كان يصرخ ويقاوم الرجال ؟ 🤔

عزام الابن

قفزة زمنية سريعة مرت ، كدتُ أن أتوه بين الشخصيات 😁
يبدو أنه حمل على نفسه عهداً أن يكشف سرّ مقتل أبيه، والذي كان على يد عصابة كبيرة أتقنت إخفاء أي دليل يقود إلى طريقهم.

لاحظت الجفاف في علاقة عزام بزوجته شعاع ،، ؟
رغم أن شعاع تبدو رقيقة وحبيبة وطيبة القلب .
فكيف يقول عنها : شعاع فوق طاقتي !
أخخخ بس من بعض الرجال اللي ربي رازقه حرمه سنعة تقوله يا دهينه لا تنكتين وهو يفكر في ماضي وسراب ..😡
ومن هي الجوهرة التي تسكن قلبه ؟
بعدين تعالي يا نوره هذي مريوم شلون تتسدح وتتبطح في سرير ولد عمتها بينه وبين زوجته !! لا تقولون صغيرة ، تراها تفهم وتميز اللي تشوفه وتسمعه .🚫

شلّة رحلة السودان ..

عبدالإله، حاكم ، فهد، عبدالله ..
الله لا يعذبنا ،، 🌞🌞🌞🌞
شموديكم السودان في ذا الوقت ،،،!
( اختيار عبدالإله لوقت القنص غلط، وعلى قولة مشاعل حتى شواربه بتقلب شابورة 😂 )

تبدو علاقتهم وطيدة رغم فارق العمر، فعبدالإله يكبرهم بسنوات عدة ،
إلا أن بينهم اندماج وشفافية وتباسط في الحديث
( الا عبدالاله خال ليبرالي ومتفتح. يا زينه من خال 😂 )

سارة ..

أشرتِ أن ابنتها تحاول أن تشجعها ثم رجفة اليد ؟
هل تعاني من علة جسدية ؟
ما هو الأمر الذي يخصّ فهد وتريد أن تخفيه عن من تخطبها له ؟
ناصر ابنها البكر لِم يحقد على أخيه فهد ؟ لم يتمنى موته ؟ عجيب أمره 🤔

عبدالله .. خيشة النوم 😁

أخيراً صحيت يا زول ....
نومتك الطويلة وراها سالفة ! ما شفناك تقنص مع الشباب!
من هي البتول ؟ وما الذي أتى بها للسودان ؟ ولماذا سلمت جواز سفرها وهاتفها لعبدالله ؟ أيعقل أن تكون مخطوفة وأرادت منه أن يبلغ السُلُطات ؟ 🤭



الجوهرة

ظهرت أخيراً في الفصل الاخير ،،، ما هي صلة القرابة بينهم؟
هل هي إحدى بنات عمه أو بنات عمته ؟ أم ابنة الجيران ؟
هل الخصام بينه وبين فهد لأمر يخص الجوهرة؟ هل هي أخت فهد أم حبيبة مشتركة ؟
تقارب صيته بالطول ،، إذاً ليست بصغيرة السن ،، كيف يختلي بها شاب في الثامنة عشرة من عمره 😱
الجوهرة ماتت ،، هل الموت غيّبها حقيقةً أم أنه قصد أنها ماتت في قلبه ؟

شعاع

( رمقته بطرف عينها قبل أن تتابع بتساؤل : يعني لا هو تاريخ زواجنا ولا هو اليوم اللي ولدت فيه ولا هو اليوم الوطني ولا يوم تم فيه أي إنجاز تاريخي )
تمشية بسيطة رفعتك فوق هام السماء. ؟ ؟ 😳
حسبي الله عليك يا عزام كانك ظالم هالبنت ..
المرأة تدرك بحاستها إن كان زوجها لا يبادلها الحب،،
وكم هو جارح ذاك الشعور . 😥
( والله إنك ماعرفتني زين )
ليس هناك أشد ألماً للمرأة من أنها تستجدي الحب من زوجها ؟ 😥
لهفتها للحمل توجع القلب،، هي تتمنى أن يتوثق هذا الزواج بطفل فلربما أولاها بعضاً من اهتمامه .
بس ما أقول إلا آخخ ،،،،يضرب الحب شو بيذل . 😓


المعذرة يا وطن نورة على تأخر الرد،،
لن أضيف جديداً إن قلت الرواية من بدايتها ابداع تبارك الله
الله يحفظك 🍃🌸🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 02-10-19, 09:00 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 



مساء الخير

حيالله هموسه وأبها سعيده بمتابعتكن معنا ورؤية مشاركاتكن المميزة

دائما تعجبني ردودكن الشامله وتحليلاتكن الممتعه

من الأسماء اللي عند ما أرى مشاركات لها في روايه أعرف إن هناك مايستحق القراءه

لثقتي العاليه في ذائقتكن الأدبيه

دمتن بخير ولا خلا ولا عدم منكن يارب

هذا ماهو ردي على البارت لي عوده للتعليق عليه

لكن حبيت أحيي وأرحب بالغاليات اللي شاركونا أنا والنوري

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 03-10-19, 03:51 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183220
المشاركات: 458
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 933

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الذكـرى ينااجيني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 

سلام صباحكم جميل 💜💜

عدنا والعود أحمدُ
خذتني المشاغل والحوسه والتجهيز دعواتكم يالتيسير بس ؛(
جالسه احاول اسرق وقتي لي واجي اقرا واستمتع بالإبداع اللي تقدميه لِنا وطن يسسسلم يمينك 🖤

عاد جيت حسبت بحصل فاتني بارت السبت طلع فيه بارتيييييين يافرحةةة قلبي 😍


عزام كنت متوقعه وضعه مع شعاع موطبيعي كانه مغصوب وطلع فعلاً كذا ! حرام شعاع شخصيه قمه فاللطف السبب الجوهره بس وش قصتها مع عزام واكيد فهد طرف فالسالفه وش القصه اللي تجمع هالثلاثه وش علاقة فهد لدرجة الموضوع اثر عليه وصار ينرفض لما يخطب !!
وش قصة عداوة ناصر لفهد فهد ذَا ورآه سالفه كبيره الظاهر !

الجوهره اتوقع ميته لان الحزن اللي يتكلم فيه عزام عنها كانه حزن فراق أبدي
فهد معقول تزوج الجوهره وكان سبب في موتها مثلاً بطريقة ً ما !!

شعاع احتمال عندها مشاكل فالحمل وماتبي تقول له ياخذها حجه ويطلقها !!

عزام متأكده انهم ماستغنو عنه فالشغل بس لمصلحته لان العصابه اللي كانت تطارد ابوه صارت تطارده !!

الصدمة ان ذيب كان مع جماعات ارهابيه اتوقع مظلوم والموضوع فيه خطف واجبار !!

عبدالإله أحسه شخصيه مسالمه هاديه بارده مادري كيف عادي تارك بنته في بيت اخته كذا عايشه بتشتت وضياع بدون أسره متكاملة من اب وأم الام تزوجت والأب مهملها !!
زوجته من تصرفها البايخ واضح هي كيف شلون تسمح لنفسها ترسل صورها لرجال صار غريب عنها ! الله يستر علينا وعلى المسلمين ..


عبدالله والبنت اللي شكلها سعودية بس وش جابها السودان يمكن تكون مخطوفة !
او هاربه بس ليش اعطته جوازها وووين تبيه يوصله ممكن ماتقدر تتكلم وتحاول توصل له مشكلتها
اتوقع تتكنسل الرجعه وعبدالله بيخبرهم بقصة البنت وبيرجعون يدورون عليها وبكذا بتطول جلستهم بالسودان ! لين يحلون قضية البنت ..هي واضح لهجتها سعودية معناها ماصارت بالسودان الا وهي كبيره يعني مو مخطوفه من صغرها ؛(



حاكم شكله موطبيعي لايكون اللي فيه مرض خطير عاد موسوس ولا اكل شي ههه

وانا اقرا الكلام وش كثره برأسي بس اتذكر شي لي رجعه إن شاءالله
وطن نوره متشوقين والله للباقي من الأحداث
يعطيك الف عافيه وبنتظارك ♥♥

 
 

 

عرض البوم صور همس الذكـرى ينااجيني  
قديم 03-10-19, 03:54 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183220
المشاركات: 458
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 933

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الذكـرى ينااجيني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة
  


مساء الخير

حيالله هموسه وأبها سعيده بمتابعتكن معنا ورؤية مشاركاتكن المميزة

دائما تعجبني ردودكن الشامله وتحليلاتكن الممتعه

من الأسماء اللي عند ما أرى مشاركات لها في روايه أعرف إن هناك مايستحق القراءه

لثقتي العاليه في ذائقتكن الأدبيه

دمتن بخير ولا خلا ولا عدم منكن يارب

هذا ماهو ردي على البارت لي عوده للتعليق عليه

لكن حبيت أحيي وأرحب بالغاليات اللي شاركونا أنا والنوري


هلا فيك والله يحيييك حبيبتي ام جمال الله يسعدك يارب على هالكلام الجميل 💜
وطبعاً مايكتمل الجمال الا بوجودك واسمك يزين الصفحه💜💜

 
 

 

عرض البوم صور همس الذكـرى ينااجيني  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية