لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة > روايات غادة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات غادة روايات غادة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-19, 02:28 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: الخاطفة _ روايات غادة _ مكتوبة

 

الفصل الخامس




الغيرة
لم يعد أي شيء كما كان من ذلك الوقت وما عدا..ذلك اليوم من أيام كانون الأول غيّر كل شئ ...شيء ما،بطريقة ما..تبدل على مستوى أساسي.نقاشهما،كما جرى،ساعدهما ولم يساعدهما..وحدث تغيير في علاقتهما،تغيير دقيق حاد..إيجابي في بعض النواحي،وسلبي في أخرى.
يوم السبت من ذلك الأسبوع،انضمت باولا إلى فيونا في المطبخ،تريد أن تساعد.الطفلين كانا في الفراش،والأربعة الكبار كانوا يتحدثون ويشربون القهوة لمدة ساعة،والجميع جائع.

لم يكن هناك شىء ليعمل..فقد حضرت فيونا كل شيء... والطاولة محضرة،متممة بالشموع،مجموعة من الزهور الطازجة..ولم تتفاجأ حين سألت باولا كيف تجري الأمور.
ابتسمت فيونا بدفء تضع يدها على كتف باولا:
لا تشغلي بالك..لقد فاجأتك.. وماذا يمكنك أن تقولي؟
تعرفين روي أكثر مما تعرفيني،ولا أتوقع منك أن تكوني في صف أحد.
في صف أحد؟لا.. لكن..
هذا يحدث مرة أخرى،ماذا في رأس باولا تريد قوله وتشعر أنها غير قادرة؟
إنسي الأمر باولا.. لقد تحدثنا بالأمر في الصباح التالي،وقررنا أن كلانا كنا في مزاج سيىء..إذا أردت مساعدتي خذي هذا الطبق من السلطة وضعيه على الطاولة.
أنت تحبيه كثيرا...أليس كذلك؟
كادت فيونا توقع الطبق الذي أمسكت به لتوها،وبدت عليها الصدمة.. فقالت باولا:
لا داعي لكل هذا الرعب..أنا امرأة مثلك،وأعرف تماماً ما تشعرين به..لأجل السماء،أظنني أنك خدعتني ؟قد يكون روي أعمى لأن لا يرى،لكنني لاحظت كل شيء.
باولا..
ارتاحي!لن أخبره بهذا،إذا كان هذا يقلقك..لست حمقاء فيونا..أمامك الكثير لتفكري به..وأنا أصبحت مغرمة بك،وأتمنى أن تنجحي معه،لذا أرجوك،قولي لي كيف تسير الأمور..حقاً.
لكن فيونا لا تستطيع أن تقول لها..صحيح أن باولا محبوبة جداً.. لكنها ليست الشخص المناسب لتفتح لها قلبها،فلن تكون موضوعية،وليس من العدل أن تتوقع منها هذا على أي حال،هذا ليس بالوقت المناسب لتعرف.
الأمر ليس سيئاً أبداً.. صدقيني..وكما قلت أمامنا الكثير نفكر به ونسويه،وهذا يستغرق وقتاً.

الوقت.. تحرك كانون الثاني ليدخل شباط.. حتى هذا الوقت كانت الحياة قد استقرت إلى روتين معين،مما جعل الجميع يشعر بالسعادة،بدأ توبي بالذهاب إلى المدرسة،وعادت فيونا إلى عملها،ولو جزئياً،وكان روي على وشك أن يحصل على حريته..
قريباً ستتاح له فرصة الارتياح، خاصة أن بعثة التصوير عادت من المكسيك بعد أن صورت المواقع الأثرية للأزتيك،ولم يبق أمامه سوى التعليق عليها بصوته.
لم يخطر ببال فيونا أن توبي سيشعر بالجو المتوتر بينها وبين أبيه..ولم يكن لديها خبرة مع الأولاد..ونسيت كم يمكن للأولاد أن يكونوا حساسين.
في صباح يوم من منتصف شباط،وخلال الفطار،ودونما أي تحضير..قال توبي شيئاً ، صدمها وأزعجها.
قال بشجاعة،وكأنه يقرر أمراً واقعاً:

فيونا..كنت على وشك أن أناديك"ماما"لكنني غيّرت رأيي.
تبادلت النظرات مع أبيه..كانت تحب ابنها بالتبني كثيراً ولكان أسعدها جداً لو ناداها "ماما"لكنها لم تكن تريد أن تؤثر عليه في أي قرار يتخذه..وسأله روي:
ولماذا يا بني؟هل هناك سبب خاص؟
أجل..فيونا قد لا تبقى معنا،دادي.. لا أريد أن أناديها"ماما"إذا لم تكن ستبقى معنا.. لم تعد تضحك كما كانت،ولم يعد اللعب معها مرح كما كان،ولم تعد تبتسم ..دادي..أنا..ولم يستطع أن يكمل..
فقد امتلأت عيناه بالدموع،التي تدفقت على وجهه،ورفعت فيونا يدها إلى فمها مرتاعة..تريد أن تبكي معه..وسارعت إلى طمئنته:
بالطبع سأبقى معكما حبيبي!
وفعل الأب مثلها:
فيونا وأنا كنا نعمل بجهد.هذا كل شيء..ونحن متعبان قليلاً.
لا يجب أن تفكر للحظة واحدة أنني سأترككما..كيف أستطيع؟أنت أفضل شخص لديّ في الدنيا كلها..أنا أحبك أيها المغفل!
توقفت دموعه قليلاً:
وماذا عن دادي؟
يا الله..كيف سترد على هذا؟ولم ترد،بل هزت رأسها تبتسم،ابتسامة بلهاء أمام نظر الأب..والأسوأ من هذا أن روي كان ينظر إليها،دون أن يبدو عليه المرح..ينتظر ليرى ما ستقول.
إنه أحد الأشخاص المفضلين عندي أيضاً..بالطبع.

قال روي:
سأقول لكما ماذا.. سنقوم بشيء مرح معاً اليوم..سنأخذك من المدرسة وسنذهب لتناول طعام جيد..ثم نذهب إلى حديقة الحيوان..ويمكن لسوزي أن تأتي معنا إذا سمحت لها أمها..ما رأيك بهذا؟
ونجحت الفكرة وتوقفت الدموع..لكن الارتياح لهذا الإنجاز فسد بعد دقائق،حين ذهب توبي ليحضر معطفه،ألتفت روي إلى فيونا ليعتذر:
لقد فاجئتك..وأنا أسف،سآخذه إلى المدرسة،بإمكانك على الأقل أن يكون لك الصباح بأكمله،فأنا لا أريد إفساد خططك لما بعد الظهر..لكنني..
خطط؟مثل ماذا؟
أي شئ.. ربما كنت ترغبين في العمل ..أو التفتيش عن زبائن،فهذا ما كنت تفعلينه هذه الأيام أليس كذلك؟
نظرت إليه لا تصدق أنه يصدق للحظة واحدة أنها تضع عملها قبل توبي.
تعرف هذا جيدا!وإن يكن؟ليس لديّ روتين عمل ثابت..وتوبي أهم عندي من العمل أو أي شئ أخر!
فتح فمه ليقول شيئاً،لكنه غيّر رأيه..ونهض عن الطاولة يأخذ مفاتيح سيارته،متمتاً:
لست واثقاً أن مخاوفه لا أساس لها.
يوم الجمعة تناولت عائلة غارليس الغداء مع إيلين وهنري جيفسون،وهذا أمر كان روتيناً دائماً..وكانت فيونا تأخذ توبي معها إلى الزيارات،وتتركه مع جدته
حين تذهب إلى التسوق،وكان الأمر يسير على خير ما يرام.التظاهر بالصداقة الذي أظهرته إيلين في البداية أخذ يتحول إلى أمر حقيقي،وهذا ما وثقت فيونا منه.. وكانت تتحمل أي ذكر لأسم باميلا،
تقول لنفسها أن خوفها لوحدها هو الذي يزعجها.. ولم تذكر هذا لروي أبداً.
على أي حال لن تحس بالتوتر اليوم ،فإيلين لم تذكر اسم أبنتها أبداً أمام روي.. وأخذت فيونا هذا دليل إيجابي..حماته السابقة تكيفت مع فكرة زواجه.
رن جرس الهاتف ذات ليلة وهما يشاهدان تمثيلية رائعة في التلفزيون،المدفئة مليئة بالحطب المشتعل،والأنوار منخفضة،ومزاجيهما معتدل،دون توتر،وكان الوقت سيئاً.. لدقيقة خلت،ظنت أنها وروي سيتبادلان حديثاً جدياً.. ورد روي
عليه،ثم أومأ إليها حيث يقف:
إنه جيم وايت،لقد باع روسدايل اليوم،ويريد التحدث إليك.

كانت قد عرفت أنه جيم،لكنها لم تظن أنه يريد التحدث إليها،وأنه باع المنزل.
جيم!كم جميل أن أسمع صوتك!تهنئني لبيع المنزل..أجل ..عظيم..رائع جداً..وأنت؟
تابعا الحديث،فهو لم يتصل منذ يوم زواجهما..وأراد أن يعرف كل أخبارهما ،ومن الطبيعي أن تسأل كيف تسير الأمور في مؤسسة أبيها..
أما خيبة أملها،وفي منتصف الحديث،لوّح لها روي من على الباب ،وذهب إلى النوم.
كان يغط في النوم حين انضمت إليه..أو هكذا بدا لها.كانت حذرة من أن تزعجه،فبقيت إلى الجانب الخاص بها من سريرها..
المهم..أنه يريدها أن تظنه نائماً.
لماذا تركها وجاء إلى الفراش وهي في منتصف الحديث مع جيم؟لماذا لم يبق ليتحدث معها؟لماذا لا تستطيع الحديث معه؟أيحدث مثل هذا لبعض الأزواج؟
أزواج؟إنهما لم يكونا أبداً،ولن يكونا أبداً،زوجان بالمعنى الحقيقي للكلمة..لكن..هما جيدان معاً..وكانا هكذا مرة من المرات،لن تخدع نفسها بالتفكير هكذا..من الصعب التذكر بالضبط كيف كانت الأمور قبل ذلك
الشجار الغبي..ما عدا أن روي كان يعمل جاهداً.ومن الصعب القول كيف هي الأمور..لكن،لم يكن يومها مثل هذا التوتر،لم يناما في الفراش يوماً،يتجنب أحدهما الأخر..هذا أمر مؤكد..توبي كان
محقاً يوم بكى وتلفظ بمخاوفه..أربع سنوات ونصف ووضع كل شيء في مكانه الصحيح:لم يعد هناك أي مرح،دادي،وفيونا لم يعودا يبتسمان.وأين هما ألان؟
ما الذي حدث لهما؟ما الذي كان خاطئاً بينهما؟
حفلة عيد زواج جيف وباولا،كانت صاخبة النجاح..وصممت فيونا على أن تتمع بها..ونتيجة هذا التصميم كان أنها استرخت،وتحدثت كثيراً،وضحكت،وتجاوبت مع الجميع.
لكن الشئ نفسه لا ينطبق على روي..فالتوتر كان بارزاً حوله،على أي حال هو لا يحب الحفلات كثيراً وكان قد حُشر لأول ساعة من الحفلة بثلاث نساء من القرية،أمطرته بالأسئلة،وعاملنه لشهرته.أم إنهن أعجبن به..

فيونا لم تتقدم إليه لتعرف الحقيقة..فهناك حقيقة لا تتغير حول روي ..لا يدرك أبداً مدى جاذبيته.
لكن لسوء الحظ،كان جايسون هارتس،يعي جاذبيته.فما أن ظهر بعد العاشرة،وتبادل حديثاً قصيراً مع مضيفيه،حتى اتخذ خطاً مباشراً باتجاه فيونا.
كانت لا تزال تتبضع في السوبر ماركت الذي يملكه ولم تجد سبباً يدعوها للشراء من مكان أخر..ولم يكن دائماً في محله،فلديه عدة محلات سوبر ماركت في المنطقة،عرفت فيونا عنه هذا وعرفت أنه أعزب،ومنذ البداية.
حسن جداً..من لدينا هنا؟
بدايته التناورية جلبت ابتسامة سخرية على شفتيها.
أنا ذات الرداء الأحمر..ومن أنت جايسون؟ألا زلت تجني الثروة؟
المرء يستمر في المحاولة،يستمر في المحاولة..تبدين فاتنة فيونا...وهذا ليس الفستان المناسب لزيارة جدتك.. بالتأكيد؟
لا..لكنه المناسب لاجتذاب الذئاب..جايسون..لو استطعت فقط أن تنتزع عيناك عن صدري..لماذا لا تذهب وتحضر لي كوب عصير أخر؟
ندمت على ما قالت،ووضعت يدها على صدغها تراقبه يبتعد بسرعة،وابتسامة مفرطة الخيال..مغرورة بطريقة ما،فهم كلامها كدعوة..ماذا جرى لها؟الرجل غريب تماماً،والأكثر،أنها امرأة
متزوجة محترمة..ربما تكون غير سعيدة،وتحب بيأس،والله يساعدها،قلقة دائماً لماضيها وحاضرها،والأكثر على مستقبلها..وهذا صحيح.لكنها متزوجة.
الأسوأ أن باولا سمعتها فتقدمت تحذرها:أنت مراقبة كوني حذرة حبيبتي.
مراقبة؟ممن؟روي؟الواقف في أقصى الغرفة،ورأسه مرتفع عمن حوله..كان ينظر إليها وكأنه سمع ما قالته!أشاحت وجهها متمردة..ليس الليلة..ليس الليلة،لن يكدّرها،لن يُفسد ليلتها.عاد الرجل.
هاك حلوتي..أخبريني إذن..كيف هي حياة الزواج؟سمعت نفسها تقول:لا أنصح بها.
ولم تكمل،فقد تدخلت باولا فوراً:
مرحباً جايسون..كيف الأشغال؟جيف يجد الأمور هادئة في هذا الوقت،فمن يريد الشراء،يشتري قبل الميلاد.
هذا صحيح ، لكن على الناس أن تأكل طوال السنة..هكذا فالأمور على ما يرام!ومحلاتي دائماً مشغولة.
وضعت باولا يدها على كتف فيونا،أصابعها تضغط عليه:

سأجذبك من هنا..أريدك أن تلتقي بصاحبي محلات شهيرين آخرين!
ترددت فيونا..فلقد كان الشيطان يتملكها:سأنضم إليك بعد لحظات.لحظة أخرى.
بالنسبة لجايسون، كان هذا ضوء أخضر..ولم تتوقع ماثلا هذا،لكنها تعاطت معه بشكل جيد،فقد ابتسم وعيناه تتسللان إلى فتحة الفستان ثانية.
حسناً؟متى سأراك مرة أخرى؟مزوجة سمعة الإدمان على العمل. وأظنه منطوي على نفسه..ولا بد أن الحياة مملة لك.
صاحت فيونا بوقار..لم تكن تتوقع مثل هذه الوقاحة..لكنها سببت بهذا لنفسها،ولم تكن فخورة بما فعلت:
مملة؟أبداً!في الواقع أن روي لا يعمل في الوقت الحاضر.ولا يمكنني أن أدعوه منطوياً على نفسه..إنه هناك.
لم يلتفت جايسون ولم يتراجع:
كم أحسده،ليس لديه فقط أجمل زوجة..بل مخلصة كذلك.؟
ضحكت!
بالكامل.
حين ظهرت باولا،أحست فيونا بالارتياح هذه المرة..وما أن قدمتها إلى صاحبي السوبر ماركت حتى كان روي إلى جانبها وقال للآخرين.
سامحوني..يجب أن أكلم زوجتي..تصاعد غضبها،بعد أن طبقت يده على ذراعيها.
أتركني!يا إلهي..ستصبح ذراعي زرقاء في الغد!ماذا تظن نفسك تفعل ؟
ماذا؟
سمعتني.
أوه.. سمعتك.. عمت مساء روي.. إذا أ ردت العودة،فافعل ما شئت! فأنا باقية.. فالليل لم ينتصف بعد!
بلهجة لم تسمعها من قبل، جعلت فمها ينفتح، قال:
وأنا أخشى كثيراً مما قد يحدث لك قبل أن تدق الساعة الثانية عشرة.فاحضري معطفك..ألان!
للحظات حدقت فيونا به،محتارة تماماً.ثم استدارت على عقبيها وعادت إلى القاعة الرئيسية في المنزل دون كلمة أو نظرة إلى الخلف.
لم يلحق بها..ولم تثقِ كثيراً بعد هذا..فالشجار معه أفسد عليها الحفلة،وحيّرها موقف..صحيح أنه شاهدها تتكلم مع جايسون إلا أنه أولاً،لم يسمع ما قالاه،وثانياً لماذا هذا التصرف المتطرف؟
ألتفتت فيونا لتجد باولا إلى جانبها تقول لها :
خذي بنصيحتي وعودي إلى المنزل.ولأجل السماء،هونيه..إنه غاضب.

غاضب؟ماذا..
فيونا اسمعي نصيحتي..أرجوك!
أنا..حسناً سأفعل..وأقسم أن أتكلم معه.
سأجعل جيف يوصلك..
لا .. أبداً .. لن أسمح بأن يترك الحفلة..سأتمشى،فأنا بحاجة للهواء النقي..فعلاً!
لكن الظلام دامس في الخارج!
المسافة نصف ميل فقط.وأعرف الطريق جيداً..ولن يغتصبني أحد أو يقتلني في منطقة كهذه..
حسناً..لكن.
يكفي..عمت مساء..وأنا آسفة..ما كان يجب أن يحدث هذا هنا،وخاصة الليلة.
رفضت عرض جايسون الملح بأن يوصلها،وانطلقت تسير في الطريق إلى المنزل.
كان منزلها يغط في ظلام دامس،أما أن يكون روي قد تعمد أن يطفيء كل الأنوار،أم أنه ظنها ستبقى عند باولا مع الأولاد.
أدخلت نفسها إلى المنزل بأكبر قدر من الضجيج،تضيء كل الأنوار وهي تدخل..لا يمكنه أن يكون قد نام..وكالبلهاء نادت باستمرار"روي؟"لكنه لم
يكن في المنزل..وهذا واضح،لكن معرفتها هذه لم تمنعها من مناداته..سيارته في الخارج..لكنه لم يكن هناك.
دخلت الحمام تفكر،لكنها وقفت متسمرة..في الحمام مغسلتان،وخزانة كبيرة بينهما،وعدة رفوف..كل أشياء روي اختفت،لا مشط،لا أدوات حلاقة،لا فرشاة أسنان..لاشئ أبداً.
مدمرة الأعصاب،جلست على حافة المغطس..إلى أي غرفة انتقل؟لكن ما المهم..لقد انتقل من الغرفة..!من السيء إلى الأسوأ..إلى بداية النهاية..غرف منفصلة!
خرجت إلى الممر،ودقت باب غرفة النوم المقفلة:
روي ..روي؟
ابتعدي عن هنا فيونا..دعيني بسلام..لقد تحملت أكثر مما أستطيع..أتسمعي؟
تحول ذعرها إلى غضب:
تحملت أكثر مما تستطيع؟كيف تجرؤ؟كيف تجرؤ؟
انفتح الباب فجأة حتى أنها فقدت توازنها،ومدت يدها تدفعه لتستقيم..وحدث ما حدث بسرعة وبحركة واحدة،استقامتها وصفعها له بشراسة:
أيها النزل!لا تظن أبدا..
انقلبت الدنيا رأساً على عقب..فقد ارتفعت عن الأرض وانقلبت تماماً..وصاح بها:
لقد حذرتك!لا تقولي إنني لم أحذرك يا زوجتي الحبيبة!زوجتي ..زوجتي!

لقد جن..وأصبحت مقتنعة من هذا..وحملها عبر الممر ليرميها فوق سريرهما..ومرت لحظات قبل أن تدرك ما ينوي.
قاومته،وصرخت،تدفعه،لكن ما فرصتها أمام عملاقاً يبلغ ستة أضعاف قوتها؟..ولحسن الحظ لم يستمر جنونه كثيراً..وعاد إليه تعقله،فتوقف على حين غرة يفترسها بقرف،يتركها مستلقية
مصدومة صامتة..وصفق الباب وراءه بقوة حتى أن المنزل كله اهتز.
القدرة على التفكير عادت مع الصباح..أمامها فكرة واحدة..وخياراً واحداً..ستترك روي..وستتركه اليوم،بل ألان!
لم تحس بأي عاطفة،أي شعور..لاشئ..بهدوء،اغتسلت،ارتدت ملابسها،نزلت تفتش عن زوجها..ستقول له على الفور،ودون مقدمات،إنها ستوضب كل ثيابها،كل أشيائها،ولن يكون في المنزل،وسيارته ليست هناك.
عادت إلى المنزل،فمن الأفضل أن تبدأ بتوضيب حقائبها.كل ما يهم ألان هو أن تبتعد،فما حصل يكفي.
رمت في حقيبة ما يكفي من ملابس لبضعة أيام..ستذهب إلى بيرت..أو ربما ستتجه شمالاً إلى كارنافولا حيث يعيش أبن عمها لتعيش معه بضعة أيام،إلى أن تتدبر نفسها،وتقرر ما ستفعل.
لكن أين روي ألان،هل ذهب يحضر توبي؟
هناك طريقة واحدة للمعرفة.
رد جيف على الهاتف:
ما بك؟فيونا..ما الأمر؟صوتك غريب؟
أنا لاشيء جيف..أريد معرفة ما إذا كان روي عندكم أرجوك أخبرني:
هوني عليك..!لا،ليس هنا..فيونا،ماذا جرى؟تعالي إلى هنا ..أرجوك!
أنا..أجل..أنا مضطرة للمجيء.
يا الله!ماذا ستقول لتوبي..؟منذ أسابيع فقط وعدته أن لا تركه أبداً..وقالت أنها تحبه،لكنها مضطرة لتركه؟
وصلت إلى منزل جيرانها لتجد توبي وسوزي مرتديان ملابسهما وقبعتهما ومعطفيهما..وكذلك جيف،وقال بمرح:
سآخذهما في نزهة.
نظر توبي إليها،يحس شيئاً،وعاد يقطب بنفس الطريقة التي كان يقطب فيها حين حيّره تصرفها في السابق..وقال جيف:
ربما سأشتري لهما الغداء ونحن نتنزه في السيارة..بهدوء التفت إلى زوجته وقال:

أخبريها باولا..،فإذا لم تفعلي..سأفعل أنا.
حين أصبحت المرأتان لوحدهما،تهاوت فيونا على كرسي..وجلست باولا تواجهها.
ماذا حدث ليلة أمس؟..هل تشاجرتما؟ردت هامسة :
بل أسوأ من هذا..لن..أستطيع الكلام عما حدث..باولا.. سأترك روي ..اليوم!
وانهارت، رأسها بين يديها تبكي..يكت بنفس العنف الذي بكت فيه يوم مقتل أبويهما..وهذا يشابه ذاك،لأنها ستفقد شخصين عزيزين.
تتركيه؟أوه..لا!فيونا لا!لا تستطيعي هذا!
رفعت رأسها ترد بصوت يثير الإشفاق:
سأفعل..وسترين!مسكينة باولا..تبدين تعيسة مثلي!
ولسبب جيد!فأنا مغرمة لكما..ولا أستطيع التفرج على هذا وهو يحدث..فيونا..إنه يحبك..ألا تعرفين هذا؟
يحبني؟أيتها البلهاء المسكينة!انزلي عن هذه السحابة المرتفعة!روي لا يحبني.لم يحبني يوماً ولن يحبني..لا زال يحب باميلا.
هراء!هراء بالكامل!إهدأي ألان وأصغي إليّ..لدي شئ أقوله لك.وقد يساعد هذا على فهمه.
لن يفرق ألان..لاشئ ستقولينه يجعلني أغيّر رأيي أظن أنني توقفت عن حبه باولا..وأظنني أكرهه؟
واندفعت في نوبة بكاء جديدة،وجلست صديقتها إلى جانبها.
توقفي عن البكاء!هيا ألان توقفي!لقد فهمت كل شئ بطريقة خاطئة..كنت أريد أن أقول لك هذا من قبل...ولكنني وجيف لا نحب التدخل..وكنا مقتنعين أن روي سيقول لك بنفسه.
يقول لي ماذا؟ما الأمر؟

عن باميلا..وعن خيانتها.
ماذا؟لا أستطيع...
التصديق؟..صدقي حبيبتي..باميلا كانت تقيم علاقة منذ سنوات من خلف ظهر روي..وهذا سبب
ما جرى ليلة أمس..روي أحس بالغيرة والغضب،وعدم الأمان..
ذهلت فيونا،وتوقفت دموعها،وجلست دون حراك.
وهل كانت تقيم علاقة مع جايسون هارتس؟
لا..تكوني سخيفة!لا أعرف اسم الرجل،ولا روي يعرفه..يعرف اسمه الأول فقط..ولم يعرف بما كان يجري
من بعد وفاتها بشهر أو يزيد..جاءنا ذات ليلة بحالة مريعة،كنا على وشك النوم،وعرفنا منه أنه كان يفتش بأشيائها،ليجد حفنة من الرسائل،وقرأ
كل واحدة منها،وفي كل منها الدليل القاطع على علاقتها برجل اّخر كانت تحبه ويعيش هنا..ولا تتصوري كم كان مصدوماً..والرجل كان متزوجاً..وهذا كل ما أعرفه.
لكن..لا أفهم!ألم يكونا سعيدين معاً؟ظننت..
بديا هكذا،لكن من يدري؟فالمرء لا يعرف كل شئ مما يدور بين شخصين يعيشان معاً.
باولا..أتصنعي لي فنجان قهوة؟أنا بحاجة للتفكير.جلست وباولا تحتسيان القهوة.وتمتمت لها باولا مبتسمة:
لم يفت الوقت بعد..ابتسمي..
يجب أن أتكلم معه..
كنت أقول لك هذا منذ أسابيع.اجلسي وتناولي قهوتك ألان.
لكنه ليس في المنزل،ولست أدري أين...
لن يبقى خارجاً طوال النهار..على الأرجح يقوم ببعض التفكير لنفسه،ولا شك أنه سيعود قريباً..لذا،سأوصل توبي حوالي..لنقل الخامسة..ولن أدخل..
وألان توقفي عن هذا القلق..كل ما عليك هو أن تتذكري أن روي يحبك وإلا لماذا تصرف بهذه الغيرة الواضحة؟
لم تقل فيونا المزيد..فهي لم تفكر يوماً أنها لا تعني شيئاً لروي..لكن هذا بعيد جداً،جداً عن الحب.ومنطق باولا ليس مكتملاً،بالنسبة لها..فقد يكون روي قد تصرف بغضب لأنه ظن نفسه يرى التاريخ
يكرر نفسه،وقد يكون هذا مجرد غرور رجولي مصدوم،فلا شئ يشير إلى أنه في الواقع يحبها.

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 02:31 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: الخاطفة _ روايات غادة _ مكتوبة

 

الفصل السادس




الاختراق
وصلت فيونا الى المنزل قبل الساعه الثانيه ولم يكن روي قد عاد بعد وسيارته ليست موجوده .
اين هو اذن؟
جلست في غرفة الجلوس منتظره ..وانتظرت ومرت الساعه الثالثه .
لو انها فقط تعرف ماذا يدور في خلد روي الان ...!قال لها ليلة امس انه لم يعد يتحمل المزيد ...فماذا كان يعني بالضبط ؟
هل ما وصل اليه زواجهما ...غلطتها؟...وهل كانت تأمل الكثير ؟ربما بالفعل هذه غلطتها بالكامل ...ربما العيش معها كان بالنسبه له تحررا من وهم ما ...فهذا ما لم يكن يتوقعه او يتصوره .
لا ...هذا غير صحيح ...لقد عرفا ما يكفي من بعضهما ...او على الاقل وعرفا بالتاكيد انهما متناسبان ...متناسبان !ضحكت عاليا ...الم تستخدم هذه الكلمه حين وافقت على الزواج منه ؟حين سعت لتبرير موافقتها على كل شيء ما عدا واقع انها تحبه ؟نحن متناسبان وانا مولعه بك ...الم تقل له هذا ؟

اشتدت قوة الرياح ...وحولت المطر الخفيف الى عاصفه .وفجأة برز الى رأسها كلمه :حادثه !وتلاشى غضبها ليتحول الى رعب ...ماذا لو حصل له حادثه ؟انه يقود سيارته القويه في افضل الحالات بسرعه فائقه ...فبأي مزاج كان غادر المنزل ؟وفي اي ساعه ؟ربما خرج في منتصف الليل وهي تعلم ؟ربما خرج فور ان تركها ...وفي غضب كامل ...وليس هناك طريقه لتعرف .
دقت الساعه مجددا ونظرت اليها لتذهل ان تراها السادسه وليست الخامسه ...باولا وعدت ان تحضر توبي في الخامسه فلماذا لم تفعل ؟هل اخرها المطر ام روي موجود الان هناك ؟
اخذت سماعة الهاتف واتصلت بباولا :
_هذه انا ...لم يظهر روي بعد ...اليس عندكم ؟
_بالطبع لا ...هل انت على مايرام ؟
تنهدت فيونا :
_اجل ...قلت انك ستأتين بتوبي الى المنزل ...هل آتي لآخذه بنفسي ؟
_ماذا ؟فيونا ..لقد اوصلته من ساعه !ولم ادخل كما قلت لك ..فيونا ..لقد شاهدته يدخل المنزل! راقبته يدخل الباب الامامي !ولا بد ان يكون في المنزل .
قفزت فيونا واقفه تصيح :
_لا!
_لابد انه في غرفته ..ربما ذهب الى هناك رأسا .
_ولماذا يفعل هذا ؟كيف ...
واجتاحتها موجت خوف جديده جعلتها تصمت .الحقيبه التي تركتها في الردهه ..وكانت تبكي ولا بد ان توبي سمعها .
_باولا ...سأفتش المنزل كله .
_عاودي الاتصال بي ...
ولكن فيونا كانت قد اقفلت الخط .
فتشت المنزل كله عبثا ..انه لا يختبئ..ولابد انه هرب !الى اين يمكن لولد في الخامسه ان يهرب ؟
الغابه !.

نزلت الى غرفة المعدات واخذت المعطف الواقي من المطر وفتحت باب المطبخ ...انها بحاجه الى مصباح ففي الخارج ظلام دامس ..امسكت به وخرجت الى المرجه الخلفيه الغابه تحيط بالمنزل من ثلاثة اطرافه اما الجهه الجنوبيه فهي تواجه البحر ...على مسافه بعيده فوق الصخور ..
لا ..لا..لايمكنه الذهاب في ذلك الاتجاه ..لايمكنها التفكير بهذا ...فالغابه مثيره اكثر للطفل ..وكان يجب استكشافها ..صاحت من الخارج ..
_توبي؟ توبي!ايمكن ان تسمعني ؟حبيبي ..
وكررت النداء..لكن معطفها علق بشىء ...مما جعلها تتوقف مسمره في مكانها واوقعت المصباح ..وخلصت نفسها بنفاذ صبر ثم زررت المعطف جيدا كي لا يطيره الريح والتقطت المصباح تنطلق ثانيه .
توقفت بعد فتره من التفتيش والنداء تصغي الى اي رد ..لا شيء ..لا شيء سوى صوت الريح بين الاشجار انها بحاجه الى مساعده ..فهي لا تجرؤ على الغوص اكثر في عمق الغابه كي لا تضيع ..ومن الافضل الحصول على عون ..وبسرعه .
سمعت صوت الهاتف يرن وهي تقترب من باب المطبخ لكنه توقف لحظة وصولها اليه :اللعنه !امسكت السماعه وبدأت تطلب رقم باولا تتساءل ما الذي حدث؟كان يجب ان تتصل بها قبل التوجه الى الغابه وطلب المساعده منها .
فيونا ؟فيونا !
كان صوت روي يأتي من امام المنزل ..رمت السماعه غير قادره على الحركه ..صوت روي ..صوت روي ملئ بالخوف خوف لا خطأ فيه ؟
ركضت الى الردهه وتوقفت مصعوقه لرؤية زوجها ..رمادي اللون اكبر بسنوات من اخر مره شاهدته فيها ..وكان يقف مصدوما ينظر اليها منكفئ الى الامام وكأنه يجد صعوبه في الوقوف ..وقال بهدوء وعجز :
_فيونا ..ماذا سنفعل ؟
تحركت كالبرق تطلق صيحه كصراخ اليائس وامسكت بتلابيب معطفه وقالت بذعر :

_ماذا تعني ؟...ماذا تعني ؟...هل وجدته؟اين هو ؟
لم يكن لديه فكره عما تقوله ..وهذا واضح ..ولم يقل شيئا ..كان ينظر اليها وكأنه ينظر الى مجنونه ..وبدأت تهذر بسرعه ..جمل قصيره حاره خرجت متسارعه لتشكل كومه من المعلومات غير المترابطه ..وهزها روي :
_توقفي !
ونسي ماكان يشغله ويحوله الى الجمود :
_لأجل السماء ! تكلمي بشيء مفهوم ..اخبريني ..ببطء..ما الذي يحدث ؟
_لا وقت لهذا ! توبي مفقود !
صاح ويداه تشدان على كتفيها :
_فهمت هذا !هل نظرت في سقيفة الحديقه ؟
_لا...لكنه لايدخل هناك ابدا !
_قد يفعل ..انه صغير لكن ليس بالغبي ..ولا اتصور في ان ..يختبئ في الغابه في مثل هذا الطقس .
_لا ..توبي ليس غبيا ..لكنه خائف ومتكدر ..وفي تفكيره ان الدنيا تتهاوى من حوله الى شظايا .
_سآتي معك .
_لا ..لايحتاج هذا الى اثنين ..اتصلي بباولا وضعيها في الصوره ..لابد انها مذعوره ..وابقيها على الخط الى ان اعود.اذا لم يكن توبي في السقيفه سنستدعي جيف للمساعده .
لكن جيف وصل وسمعا صوته يناديهما فرد روي :
_نحن هنا ...
في نفس الوقت رن جرس الهاتف فنظر روي من زوجته الى جيف الى الهاتف دون توجيه كلامه لاحد :
_رد عليه .
كان جيف على وشك اللحاق به الى الخارج لكن فيونا منعته .
_انتظر .

والتقطت الهاتف ترد على باولا والى ان عاد روي كانت قد انهت كلامها معها وقال :لا اثر له وكررت فيونا هذا لباولا :انه ليس في السقيفه هل لديك فكره ما ؟
قال جيف :
_الكاراج ؟هل تفحصتم الكاراج ؟
وخرج الثلاثه الى الخارج ليجدا توبي في الكاراج الثاني يجلس في الظلام متكوما في الزاويه وتراجع حين وصلاه مجفلا للضوء الذي ارسله روي نحوه وحمله بين ذراعيه :
_تعال يابني ..كل شيء على مايرام ..لا حاجه للاختباء بعد الان فيونا هنا وانا هنا وكل شيء سيكون على مايرام ..اترى ؟
حمله الى حيث تقف فيونا ..ووجدت نفسها مراقبه من اربعة عيون رماديه جميله ..ومتوسله ..ولولا ان وضع جيف يده على كتفها لما وجدت القوة لتقول شيئا :
_بالطبع ..كل شيء على مايرام :لقد اقلقتنا حبيبي !
ومدت له ذراعيها.
التفت روي الى جيف :
_شكرا جيف وانا اسف لقلقك انت وباولا .
_انسى الامر .
انتظر روي الى ان اصبح لوحده مع فيونا وقال لها :
_لماذا لا احضر لك فنجان قهوة الان .
هزت رأسها شاكره وجلست على كرسي المطبخ المرتفعه ..ولم تعد تبكي ...فما تحس به هو العرفان بالجميل والندم ..والامل مجرد الامل ان تتمكن من اختراق مافي نفس زوجها كما كان يجب ان تفعل منذ البدايه .
تناول الثلاثه معا طعام العشاء في المطبخ ..وسقطت اجفان توبي قبل ان ينهي طعامه معا حملاه الى السرير وبقيا معه الى ان نام ومعا نزلا الى غرفة الجلوس ...فجأة لم يعودا معا ..بل اصبحا فقط في غرفه واحده .
تكلم روي اولا ...كان يقف قرب المدفئه وظهره لها ..مد يده يشعل سيكاره ثم استدار يواجهها دون ان ينظر الى عينيها :
_فيونا ..حول ليلة امس ...يبدو ان الاعتذار لن يكفي ...
..و...ردت بهدوء هامس:

_بلى ...يكفي ...لكن غضبك لم يكن له عذر..و..
_كنت ستتركيني ...اليس كذلك ؟
_اجل ..كنت سأتركك..وضبت حقيبتي هذا الصباح ونزلت ابحث عنك لاقول لك .
_وماذا حدث لتغيري رأيك !
_شيئان ...اولا ...انا ..احبك ولا استطيع تركك..يجب ان تطردني .
صمت مجددا .
حين لم يعد الصمت يطاق نظرت اليه كان يحدق بها وكأنه غير قادر ان يصدق مايسمع ..ثم تمتم :
_يا الهي !لو انك فقط تعرفين كم اردت ان اسمعك تقولين هذا !
_روي ..يجب ان ..
_قوليها مرة اخرى ..دعيني اسمعك تقولينها ثانيه !
_احبك ...ولطالما احببتك ..احببتك قبل ان اتزوجك لكنني لم ارغب ان ارمي عليك عبء هذه المعرفه.
_عبء..؟عبء؟فيونا ..ماذا تعنين بقولك هذا ؟
اشاحت بوجهها عنه :
_اعني..المسؤوليه ..حمل ان تعرف ..ولا تتمكن من رد حبي ..وظننتك ستظنني غبيه ونظرا لما قلته لك ونظرياتي حول الزواج ..ظننت ..
اخذ يضحك ولم يكن في ضحكته مرح بل سخريه :
_روي ..ارجوك !لست ادري ...
_لا ..هناك الكثير لا ترينه وهذه غلطتي بالكامل .اوه ...فيونا ..توقفي عن النظر الي هكذا ..!فانا احبك ايضا ..الا تعرفي هذا ؟
_لا ..كيف ..لماذا ..

_ولماذا تعرفي ؟كيف يمكن ان تعرفي ..؟بعد ليلة امس افهم لماذا .
وقفت على قدميها محبطه خائفه ساخطه مهتاجه ..كل هذا دفعه واحده .
_الامر لا يتعلق بما حدث ليلة امس ..انس هذا ..توقف عن القلق روي ..الا تدرك انني طوال هذه المده كنت مؤمنه انك لا تزال تحب زوجتك السابقه ؟
_لأجل السماء!
_هذا صحيح؟ولم لا كيف لي ان اعرف ما كانت حقيقة حياتك معها؟فانا لازلت لا اعرف ..كل ما اعرفه انها لم تكن مخلصه لك ..ولا اعرف لماذا ولا اعرف ما هو شعورك حول هذا .
_باولا ..اليس كذلك هي قالت لك ؟
تقدم نحوها امسك كلتا يديها وقادها الى الاريكه :
_اجلسي حبيبتي سأفعل هذا كان يجب ان اخبرك منذ البدايه وقبل ان نتزوج لكن هذا لم يبدو لي ضروريا ..فلقد تجاوزت تلك المرحله موتها وكل شيء معها منذ وقت طويل ولم يكن هناك سبب يدعوني للظن ان مثل هذا سيأتي بيننا او يغير ما بيننا ..ثم ان هذا ليس امرا افتخر به .
اطبقت عينا فيونا :

_اوه ..روي !ضمني اليك ...ضمني فقط للحظه ..كنت خائفه جدا ..
ضمها اليه بقوة يلمس شعرها الاسود الحريري بالطريقه التي اعتادها .
_وانا كنت خائفا .ولن اكذب عليك فيونا ..لم اكن اظن انني احبك حين تزوجتك ..او على الاقل لم اكن ادرك هذا ...ولست ادري متى حدث وفي اي مرحله بدأت احبك ..لكنني استطيع القول متى صدمني الحب ..في اي يوم..كان ذلك يوم تشاجرنا في مطلع السنه حين خرجت لتتسوقي .
هز كتفيه ..يبدو انه لا يحب الكلمات المناسبه ثم اكمل :
_ادركت يومها في تلك اللحظه انني احبك لا استطيع معرفة متى بدأت احبك لكن كانت تلك اللحظه التي عرفت فيها ولست فخورا بما عاملتك به ..واتمنى ان تصدقيني .
ابتعد عنها متنهدا :
_كانت تمر بي اوقات اجد نفسي فيها في موقف مماثل مع باميلا ..انا في المنزل وهي في الخارج وما كنت اشك انها مع شخص اخر ..وكانت تعود لتتصرف بشكل طبيعي تماما ..تقول لي اين كانت واصدقها .
تنهد مجددا :
_وزاد غبائي ..قبل اشهر من حملها طلبت الطلاق .
_الطلاق؟اذن كانت الامور سيئه بينكما؟
ابتسم قلقا :

_لا..وهذا هو الجنون بعينه لم تكن الامور سيئه او هذا ما ظننته .ظننتها تمزح..وسألتها مالذي حدث..ولم اكن اظن للحظه ان هناك شيئا خاطئا قالت انها ملت ببساطه وصراحه .
_اجد صعوبه في فهم تلك الامرأة ..كان من الافضل لها ان تقول الحقيقه ..مهما كانت جارحه .
_كانت ستكون صادقه اكثر ..بعد موتها وعرفت الحقيقه لم استطع التوصل سوى الى استنتاجين ..ولا زلت لا اعرف ايهما الاصح اما انها كانت لاتزال تحبني بدرجه ما ولا تريد حقا الطلاق او ان البقاء معي كان انسب لها فالرجل الذي كانت على علاقه معه كان متزوجا ويسكن في هذه المنطقه ..
_وهل كانت الرسائل تصلها الى هنا ؟
_اوه ..لا ..فهي اذكى من هذا ..كانت تصل الى صندوق بريدي في "آلنبي"وكان قد اوضح لها انه لن يطلق امرأته ..قال انه يحبها لكنه لن يحطم بيته لاجلها ..ولديه ولدان ..وهذا كل ما اعرفه عنه ..كان صادقا معها ..وما عرفته حقا ان علاقتهما استمرت اكثر من سنتين ..وانني حين كنت اسافر كانت باميلا تمضي ليل معه في فندق صغير اسمه لم يذكر مرة في الرسائل ..وما ان عرفت كل هذا حتى اصبح ليس للامر اهميه ..مع ذلك كانت صدمه رهيبه لي ..الرسائل كانت موقعه باسم دانيال ..وبعضها ..كانت ..دعيني اقول انني ندمت على قرائتها .
تأوهت فيونا :

_روي ..ارجو ان لا تشك لحظه في ان توبي ابنك لمجرد النظر ..
_لا..انه نسخه طبق الاصل عني ...وستساعدني السماء ..ثم انها حملت به وكنا مسافران .
_لكنها كانت تعرف ظروفك قبل ان تتزوجا وتعرف ان دراستك تتطلب السفر الدائم وتعرف كم تعني مهنتك لك وانها ستكون لوحدها حين تعمل .
_اجل كانت تعرف كل هذا على اي حال حاولت جهدي قضاء وقت اطول معها بعد ان طلبت الطلاق ..واخذنا عطله لشهر قضيناه في الباهاما ..ثم سافرنا رأسا الى انكلترا ..بالنسبه لي كانت تلك الرحله شهر عسل ثاني ..ولم يكن هناك اي شيء خاطئ في حياتنا الزوجيه وهذا ما يجعل علاقتها مع رجل اخر صعبة الفهم ..واجدها صعبة الفهم في هذا الوقت ..حين اعلنت حملها احسسنا معا بالسرور وخططنا ليكون لنا زمرة اولاد ..لكن كنا نظن اننا قادرون على تخطيط مستقبلنا ..احيانا شيء ما يقف في الطريق سميه القدر سميه القدره الالهيه سميه ماشئت ..وظننت ان مشاكلها ومشاكلنا حلت ..وانها اصبحت اكثر سعاده واكثر رضى مع الطفل ..لعنها الله فيونا فقد عادت لرؤية دانيال بعد ولادة توبي فقد وجدت ان تاريخ اخر خطاب لها كان في ايلول قبل شهرين من موتها .
_لست ادري لماذا انت غاضب هكذا ..اهي الكرامه المجروحه ؟
_كنت غاضبا لغبائي لعماي ...كان يجب ان اشك بشيء وربما هذا مرده العجرفه من جهتي .
ابتسمت .
_هون عليك ...قلت بنفسك انها كانت متكتمه ماكره ..وكانت مصممه ان لاتعرف شيئا حتى حين طلبت الطلاق ورأيي انها لم تكن تحبك ..ربما كبرت لتصبح شخصيه مختلفه مع حاجات مختلفه واظن لو ان دانيال كان مستعدا لطلاق زوجته والزواج من باميلا لتركتك ..وانا مقتنعه ان حبها لك غيرّ شاكلته ..ومن يدري ما كان سيحدث لو بقيت حيه ؟
_يكفي ان اقول ان هذا اثر على نفسيتي حتى انني حين حضرت يومها الى المنزل ولم اجدك ..شككت بك فورا ..اعني ..
تنهدت فيونا تهز رأسها :

_افهمك ..تعني انك شككت بي ولم تشك .لكن لماذا لم تحس بالطمأنينه من جهتي ؟كان يمكننا ان نتحدث ..لا يكفي ان نسأل بعضنا اين الخطأ كان يجب ان نفتش عنه .
_حاولنا ...
_لا..لم نحاول..!لاننا كنا خائفان ومعا خائفان مما قد نعرف ونسمع ...وعلاقتنا كانت تتدهور منذ ذلك اليوم .
_انها غلطتي .
_لا....لن اقبل بهذا فانا كذلك كنت مقتنعه انك لازلت تحبها تحب ذكراها .
_هذه هي المشكله فيونا ..لم يكن احد منا بفكر بصفاء .كنا نحمي بعضنا من الحقيقه ..هذا ما فكرت به فيونا ...لكن باميلا كذلك كانت تحميه من الحقيقه ..وهو بالتالي حمى والديها من ان يعرفانها .
امسك بيدها ووضعها على شفتيه يقبل كل اصبع منهما فنظرت اليه مباشره .
_لم اقل لك ابدا كم كنت انزعج حين كانت ايلين تذكر اسمها امامي ..وكرهته مع اني فهمت سببه ..ولم اخبرك لانني لم ارغب في ان يعلم ...انني...انني ..كنت اغار .
ضمها اليه بلطف ولف ذراعاه حولها :
_فيونا ..حبيبتي السخيفه !

_هناك شيء اضيفه وهو مهم ..اريدك ان تعرف ان كلمات ايلين لم تعد تؤثر علي روي ..ليس بعد ان عرفت انك تحبني .
اشتدت ذراعاه حولها ..لكنها سحبت نفسها كي تراه وترى عيناه .
_اردتك ان تحبني كما احبك ..في البدايه امتعضت من الوضع ثم ابتدأت امتعض منك لانني احبك اهذا منطقي ؟وهذا جزء من السبب الذي ابعدنا عن بعض ..كان من الافضل لو اخبرتني كل شيء منذ اشهر ..ولقد تصرفت بشكل سيء كذلك ..كنت اغار ..اغار مما كنت اؤمن انه كان زواجا مثاليا .
_فيونا احبك كثيرا واكره التفكير بالوقت الذي ضيعناه ..بالطريقه التي كنا نجرح بعضنا بها ..ليلة امس حين شاهدتك تعبثين مع ذلك المغرور ..اشعل هذا في نفسي غضبا ما كنت اعتقد انني املكه ..اردت ان اخنقه واردت معاقبتك مع انني اعرف ان لا شيء من كل هذا ..كانت الامور سيئه جدا بيننا ..ولم اكن واثقا تماما منك كما انه رجل جذاب .
_ليس جذابا بالنسبة لي ..وسيم اجل لكن جذاب ..لا اسفه روي لست ادري بماذا كنت افكر ساعتها .
امسك روي ذقنها ونظر عميقا في عينيها .
_منذ الان لن يكون هناك المزيد من سوء التفاهم ..
_اتعديني؟
_اجل..اوه يا الله ! اجل ..اصغ الي ..وفكر بما سأقوله مترويا ..انا في الثالثه والعشرين ..اي في نفس سن باميلا حين تزوجتها ..لكنني مختلفه ..وانا كذلك سأتغير مع السنوات القادمه وهذا شيء طبيعي لكنني بدأت زواجي معك من موقف مخالف لموقفها ..انت تعرف من قبل ان تتزوجني نوع الحياة التي احبها ...لقد اسست لنفسي طريقة حياة هادئه ناسبتني تماما ..واكره ان اقول هذا لكننا متناسبان ..اعني على عكس باميلا لدي عملي وعمل احبه ..كلانا يحب مايعمل ونفهم استغراق احدنا بعمله ولا نمتعض او نكره ان نكون لوحدنا ...ولا ستخدم جمله انت مولع بها :فحق نحترم عملنا واكره ان اضيف خاصه وان توبي ابن باميلا ..لكنني حصلت على عائله جاهزه ولا مكان في حياتي للملل .
ضحك روي وضمها مجددا :

_في الواقع ستكوني سيده مشغوله جدا ..فلو ان لي رأي بالموضوع فسنحصل على نصف دزينه من الاولاد .
ضحكت فيونا :
_سته ؟..ربما اثنان ..او ثلاثه .
حين عانقها مجددا ثم قبلها قبلة الزوج المحب عرفت ان ما كان لهما قد استعاداه دون ادنى شك ...انهما معا الان معا كما كانا من قبل وانهما انتقلا الى ارض الحب والصفاء مجددا ..
ساعات فيما بعد كانا مستعدان للنوم وهما ملتفان بين ذراعي بعضهما داعبها بشأن النظريات التي كانت لها فيما مضى .
_حسنا سيده غارليس الازلت مصممه على ان الحب ليس مقوما اساسيا للزواج ؟
_اجل ..لازلت مصممه ..لكن التجربه تدفعني الى تعزيز تلك الفكره بالقول انه غير مهم شريطه ان يحس الاثنان بنفس المشاعر ..وسيكون هناك ارتباك كبير في حال عدم التوازن اذا كان احدهما يحب والاخر لا.
وستخبره في الغد ان الامور ستكون الطف واجمل مع وجود الحب ..في الغد .
ونامت وهي تفكر بكل ما سيأتيه الغد والغد وما بعده ..هنا في آلبني او في انكلترا ..او ربما في امريكا ..ليس هذا مهم لهما ...فالمهم انهما معا ...علاقتهما تعرضت لتغيير اخر ..والفرق انهما الان معا في الروح والجسد والفكر .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 02:37 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: الخاطفة _ روايات غادة _ مكتوبة

 

انتهت

قراءة ممتعة

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 15-04-20, 11:02 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: الخاطفة ( روايات غادة المكتوبة )

 

يسلموووو ع الرواية

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخاطفة, دار العلم للجميع, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات غادة, روايات غادة المكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات غادة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية