لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة > روايات غادة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات غادة روايات غادة


الخاطفة ( روايات غادة المكتوبة )

الخاطفة الملخص *-*-*-*-* "ألا زلت مؤمنة أن الحب ليس المقوم الرئيسي للزواج "فيونا لينسي مصممة على رأيها ,بالرغم من أن روى غارليس اثبت لها العكس.. لكنها

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-19, 02:15 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات غادة
Newsuae الخاطفة ( روايات غادة المكتوبة )

 

الخاطفة


الخاطفة

الملخص

*-*-*-*-*

"ألا زلت مؤمنة أن الحب ليس المقوم الرئيسي للزواج "فيونا لينسي مصممة على رأيها ,بالرغم من أن روى غارليس اثبت لها العكس..

لكنها وهي بين ذراعيه لن تستطيع تحمل مزاجه المزعج.. وستقول له غدا أن الحب يجعل الأمور أكثر لطفا وأكثر جمالا مع وجود الحب ...لكن شريطة التوازن ... فليس من العدل أن يحب احدهما الأخر , والأخر لا يبادله هذا الحب ... وهذا أمر عرفته بالتجربة المريرة وحدها !

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس

قديم 01-08-19, 02:18 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: الخاطفة _ روايات غادة _ مكتوبة

 

الفصل الأول




من أنت ؟
بدت الحديقة حول منزل فيونا الصيفي وكأنها أصبحت برية ..مضى أسبوع فقط لم تأت به إلى هنا .. وأسبوع من الشمس المشرقة فعلت العجائب بالإعشاب المتنامية , وبكل شيء أخر ...وخرجت من سيارتها في منتصف الصباح , تندم على قلة نومها .. وكان يجب عليها أن تصل إلى هنا في وقت مبكر أكثر ...!استدارت حول منزلها ببطء ... تحسب في فكرها كم سيستغرقها من وقت لإعادة الحديقة إلى طبيعتها وكما تحبها .
فكرت فيونا بالأمر وهي تشرب قهوتها , وتقرا البريد المكوم داخل الباب , والذي كان معظمه طلبات , طلبات خاصة ... لم تكن معتادة على استلام هذا العدد كبير من الطلبات خلال أسبوع . المحلات التي كانت تبيع لها معظمها محلات هدايا ,تعني بالزوار والسواح , وعادة كانت هذه المحلات تأخذ ما تستطيع هي أن تعطيه ...كلف هاهي : سبعة طلبات , وللتسليم في أسرع وقت ممكن . صحيح أنها كانت مسرورة لكن خائفة كذلك ...كانت تأمل أن تمضي بعض الوقت في شراء ما يلزمها من مواد أولية .في نهاية الأسبوع هذه ... والوقت منتصف الصيف , والأشياء التي تبتدعها خلال الشتاء , كلها بيعت , تقريبا .
جلست طويلا تفكر بالأسبوع القادم ... وصممت رأيا ..واتصلت بجيم ردايت في المكتب :

جيم؟ مرحبا .. أنا سعيدة لأنني وجدتك قبل أن تخرج ...
قاطعتها ضحكته :
بإمكانك الاتصال في المنزل .
اجل ..لكن ... لا بأس..اسمع لن أتمكن من ألمجي إلى المكتب في الأسبوع المقبل ...حسنا ... إنها سبعة طلبات تنتظرني .
لو أنها تنتظر أن يغتبط جيم لها , فهي مخطئة ,فقد قال :
هذا من حقك بالطبع ...لكن فيونا ...نحن نحتاج إلى مساعدة هنا ..هل فكرت .. حسنا ..هل فكرت بعرضي لك ؟ بالنسبة للعمل ومتى أتوقع قرارك؟
العمل ... تأوهت في نفسها , عليها اتخاذ قرار أخر ...والدها كان يفكر أن يجعل منه شريك له .. فجيم رجل رائع , مطلق دون أولاد , في أواخر العشرين من عمره ... ولقد عمل لوالدها لمدة ثلاث سنوات ... ووالدها لم يخطئ يوما في تقديره أو تحركه ... ومؤسسة لينسي العقـارية مؤسسة منذ خمسين سنة على يد جدها لأبيها جورج لينسي ..كان لأبيها الإشراف الكامل على المؤسسة منذ ترك المدرسة ووفاة جدها قبل ذلك بثماني سنوات .
أمام فيونا ألان خيار فجيم يريد شراء المؤسسة لكن المشكلة انه لا يملك المال ..واقترح صفقة بدت لها معقدة جدا ..نسيت تفاصيلها ما عدا أن النتيجة ستكون دخلا ثابتا بدلا من كمية محددة من البيع ...لقد بدأت تفكر بالأمر ,ولم تطلب منه إعادة عرضه ..فقالت له:
جيم... أنا آسفة ...لكنني لا زلت لا افهم عرضك تماما ...ويجب أن اطلب منك توضيحه ثانية .
لا باس في هذا ...في الواقع تغيرت أمور كثيرة... ولدي فكرة أو أخرى ...ويمكنني تقديم عرض أفضل ألان ...لو تستطيعي توفير ساعة لي ..لو..
بالطبع استطيع ... سأراك غدا إذا أحببت .
عظيم ! لنتناول الغداء معا ..سآتي لأخذك .
لا...سأقابلك في منتصف الطريق .

لكنه اقترح مطعما في منتصف الطريق فعلا ما بين منزلها و"نورثم" البلدة القريبة على الطريق العام إلى بيرث وسيكون اللقاء ظهرا... وضعت السماعة ببطء مفكرة ... دون أي التزام... كل ما وعدته به أنها ستصغي إلى عرضه ... ويمكنها الإصغاء بعناية هذه المرة , ثم تقرر ماذا ستفعل ... أما ألان ... فقد قالت بعناية هذه المرة ..ثم تقرر ماذا ستفعل ...أما ألان ..فقد قالت لنفسها : هيا ألان ...تحركي , فما أمامك ليس بالأمر السهل .
عملت يجهد وسعادة , طوال اليوم , وخرجت في المساء الباكر لتسقي الحديقة ... عيناها متعبتان ولن تتمكن من العمل أكثر من هذا , وإذا استمرت طوال الأسبوع القادم , تقسم وقتها بين العمل ,وعمل المنزل , والحديقة, فكل شيء سيكون على ما يرام.. عالمها لن يعود كما كان أبدا ... لكن , بالتدريج أخذت تستعيد حياتها الطبيعية .
المأساة التي حلت بها , هزت البلاد كلها ... ومنذ أسبوع فقط استطاعت اتخاذ قرار حول منزل والديها ... او ما كان منزل والديها ... وقبل هذا ... كانت تعيش في ذهول الصدمة , وفي ضباب نفسي وذهني بدا لتوه ينجلي ... حتى ألان ... لا زلت في حالة متوترة ... فظاعة الرعب الذي حل بها لموت والديها ...سيستغرق أكثر من ستة أشهر لتتغلب غليه ... الكارثة كانت تحطم الطائرة التي كان يستقلها وزوجته وعدة أفراد من العائلة , تقريبا كلها جرفتهم جميعا في لحظة واحدة, والصدمة لم تكن لها لوحدها بل هزت العالم .
من ناحية أخرى . لم تكن فيونا يوما غير مسؤولة ...لقد عملت جاهدة بالنسبة لتعليمها . ومرت في كل امتحانات بنجاح , وأصرت على أن يتوقف والدها هن مساعدتها , حال أن استطاعت إعالة نفسها ... كانت لهما ابنة طيبة , أحبتهما وأظهرت لهما هذا وكانت تزورهما باستمرار ... وضميرها مرتاح في هذا .
كان والداها يعيشا مع عمتها وزجها في بيرث , وكعادتهما كل سنة , كانا سيسافران لزيارة الأقارب في انكلترا ...لكن هذه السنة كان سيرافقما العمة وزوجها وابناهما الأكبران وزوجتيهما , إحداهن حامل في الشهر الرابع ... العائلة كلها ...بل عائلات ...ولم يبق لديها سوى ابن عم اصغر أنهى لتوه دراسته الجامعية .
كان هذا أول ما فكرت به صباح الأحد ... حياتها , الروتين ...لكن ماذا عنها ؟...
في المساء ... جلست تخلد لنفسها وتحاول جهدها أن تتوصل إلى قرار حول اقتراح جيم ... لكنها تحتاج إلى مساعدة ...إلى رأي خبير .
صباح الاثنين , اتصلت بمحامي أبيها ,صديق قديم للعائلة ... استمع إليها ثم أعطاها رأيه حين انتهت ... عضت شفتها دليل عدم الرضى ... فالسيد ألمان لم يساعدها كثيرا , بل قال أن القرار لها .. وهذا ما تعرفه!

هكذا إذن ... حسنا... يبقى مسالة أخرى سيد ألمان ...مسالة منزل والدي ...
لكنه يعرف بأمر قرارها بيع "روسدايل "فالسيد برونز اتصل به , والسيد روي غارليس الذي قدم أخر عرض للشراء , ووجدت نفسها مرتاحة لهذا . ولا تستطيع تصديق حظها ..وقالت له :
وهل ستنهي الأمر بأسرع وقت ممكن ؟متى يمكن أن أتوقع إكمال الصفقة ؟
كان الرد , في حوالي الأربعة إلى خمسة أسابيع ...حسنا هذا يكفي , وسريع .. فالمعروف عن المحامين بطء تقدمهم في أعمالهم كهذه .
هذا يعني أنها في منتصف أب تقريبا , لن تعود تملك منزل أبيها القديم "روسدايل " وعليها أن تأخذ منه كل الأشياء التي تريد الاحتفاظ بها ... وقد تحتاج.إلى استئجار شاحنة صغيرة .. وهذا شيء يجب أن تفكر به كذلك.
كانت قد سالت السيد روي غارليس :
لماذا أنت متقبل هكذا ؟ لماذا لا تجادلني بالسعر , لماذا لا تساوم ؟
أوليس السعر منصفا ؟
بكل تأكيد ... لكن المرء عادة....
عادة ماذا ؟ الوقت له ثمن. والوقت بالنسبة لي ألان اغلي من المال ..أريد ان استقر في أسرع وقت ممكن .ولدي أسبابي ...فهل اتفقنا ؟
اجل.
سأقول لك ما جعلني أوافق بسرعة ... المكان معزول . وفيه الكثير من المساحة , وبعيد عن الأنظار ...وأرجو أن لا يكون الجيران مزعجين ...ومن النوع المتطفل .
أظنهم لطفاء ,لكن لن يزوروك إذا لم تشجعهم.

أريد خلوتي ..فعملي يتطلب العزلة ..فانا عالم تاريخ وأريد تأليف كتاب عن الشعوب القديمة .
لماذا شراء منزل , هذه مبالغة .
لأنني لم أجد منزلا مناسبا للإيجار .
أتفضل زوجتك الأمكنة الهادئة ؟
لم تكن تريد أن تعرف ما إذا كان متزوجا أم لا ,بل كانت تظهر الفضول فقط ..لكنه قال متجهما :
ليس لدي زوجة .
وأقسمت بعدها أن لا تسأله أسئلة شخصية .
أخذت تكلم نفسها مرة أخرى :يكفي هذا فيونا , عودي إلى العمل يا فتاة !...لم تكن معتادة على هذا , لكنه يدل على أنها تعود إلى الحياة ,وتحاول أن تبقي عملها مستمرا ..لكن ’لم يعد أي شيء كما كان حتى في هذا المنزل الصيفي...الرضى الذي عرفته من قبل ...تغير ... وكأنه موجود وغير موجود لقد خسرت كل عائلتها ما عدا شخص واحد... ابن عم يعيش على بعد مئتي ميل عنها , ولا بد أن توماس يشعر بنفس الوحدة ألان ... ربما حين يقبل , وتستقر الأمور ستذهب لتقيم معه أسبوع أو اثنين ... ولا بد انه يدور في فراغ كبير داخل المنزل الذي تركه له والده ... بعد أن انه تعليمه ألان .
المطر يوم الثلاثاء والأربعاء منعها من الاهتمام بالحديقة ...والتزمت غرفة عملها لمعظم اليومين , وأمضت ما تبقى من اليومين في إكمال أعمالها منزلية مهملة ... صباح الخميس قادت سيارتها إلى اقرب سوبر ماركت لتشتري ما يملأ البراد والثلاجة ... حين عادت , نظرت إلى الحديقة مقطبة وهي تخرج من السيارة ... يومان من المطر وعادت الحديقة كما كانت بحاجة إلى العناية من جديد...رتبت مشترياتها في الخزائن ,وغيرت ملابسها ,ارتدت جينزا قوي وتى شيرت سميك ... وبدأت العمل في الجهة الجنوبية من المنزل .

كانت قد وصلت إلى الحديقة الخلفية حين وصل روي غاليس ... كانت الساعة تقارب السادسة . ولم تسمع اقتراب سيارته ... لأنها كانت تستمع إلى الراديو الصغير , ولم تحس أنها لم تعد لوحدها إلا بعد أن شعرت أن احد يراقبها .
ببطء شديد , استدارت .وهي في وضعية الركوع قرب مسكبة الورود , وقشعريرة ذعر تمر على ظهرها . حين استقرت عيناها عليه يستند إلى الجدار . خفق قلبها بجنون , كل ما استطاعت فعله هو أن تمنع نفسها عن الصياح في وجهه .. لكنها مع ذلك لم تكن راغبة في أن تحس بالرضى لرؤيته , ولا تريده أن يراها بهذا الشكل ألاشعت .
سيد غارليس ؟ماذا تفعل هنا ؟
حسنا ...ماذا لدينا هنا ...وآنا من كنت أظن نفسي رجلا متناقضا ... ما رأيك بهذا كتغيير للصورة ؟ لكنك تبدين جميلة فيونا ... جميلة جدا .
نظرت إليه بذهول ...لا تصدق انه يعني ما يقول ... لم يكن يبتسم ,عيناه الرماديتان جادتان . تتفرسان في وجهها ... وتتحركان ببطء على جسدها ... وقالت :
روي ...هل جننت؟
آووه... يعجبني هذا ... العودة إلى الطبيعة ... دون ماكياج ولا عطر ولا ... ملابس داخلية .
صاحت ساخطة :
أتسمح ...؟ماذا ...كيف وجدتني ...؟
فتشت عنك... لحقت صوت الموسيقى ,وها أنت .

اهتاجت فيونا , كان لا يزال ينظر إليها نظرات لها معنى ومع أنها لم تصدق ما سمعت , إلا أن إطراءه لها كان صادقا ...
أنت تعرف جديدا ما اعني ...
قبل أن تكمل مد يده يمسك شعرها المضموم إلى قسمين ويضحك:
لست واثقا من هذا ... مع أنني اعتقد أن هناك جاذبية مؤكدة ...
صفعت يده:
أتسمح أن تتوقف عن هذا ؟
كانت لا تعرف ماذا تفعل بنفسها ... كان قلبها يخفق بسرعة ووجهها يحمر كمراهقة ... ماذا دهاها ! تحس بسعادة غامرة لرؤيته ؟
بما انك هنا .. تفضل بالدخول إلى المنزل ...سأغسل يدي .
دخلت المطبخ ,تحس بخطواته اللينة خلفها .. كان يبدو مختلفا , يرتدي الجينز والتي شيرت الضيق الذي يبرز عضلات صدره القوية ... ووضعت يديها تحت الماء , تحاول التماسك ...ثم قالت :
بما انك هنا ...هل لي أن اعرض عليك قهوة أو أي شيء أخر... روي .
لكنه كان اختفى ...توجه إلى غرفة الجلوس , وكان يتفرج على المكان وكان منزلها الصيفي الصغير يشابه القصر .
هنا تعشين إذن ...! ياله من مكان رائع ...أحببته ! منذ متى وانت هنا ؟ وكيف وجدت مثل هذه اللقطة !
كانت قد جعلت من منزلها مكان دافئا حميما ...ووضعت طابعها الخاص فيه ..كان سؤاله التالي :
ممن ورثت اليد الخضراء ؟ هذه نماذج نباتات مفضلة لدي ..
ضحكت , بعد أن ردد لها اسما طويلا باللاتينية :
وهي مفضلة لدي أيضا ..لكنني اسميها السرخس .

ضحك :
وهذا ما قلته ..باللاتينية .
وجد بابا في زاوية الغرفة البعيدة . فاتجه إليه :
ماذا هناك ؟هل لي أن القي نظرة ؟
لحقت به ,فهو لم ينتظر ردها ولم يكن المكان سوى حمام .
حمام في الطابق الأسفل ؟ غريب قليلا لكنه مناسب ..وفوق ؟
هزت كتفيها ...
تفضل ...
فهو سيفعل على أي حال , كان السلم يتصاعد من ردهة هي الأصغر خلف الباب الأمامي , وتركته يتقدمها ...في الطابق الأعلى غرفتان فقط حولتا إلى غرفة عمل وغرفة نومها .
استكشف روي غرفة النوم أولا , يلقي نظرة على السقف المنحدر وعوارضه الخشبية المنحنية المفتوحة . السرير المزدوج والخزائن الثابتة ’ والبسط البيضاء على الأرض الخشبية ... وأعلن أن الغرفة " مبهجة "قبل أن يستدير إليها :

لكن , لماذا اخترت أن تعشي في منطقة ريفية بعيدة ...بعيدة عن المدينة ...فتاة شابة ..هذا لا يناسب ... أنت مليئة بالمفاجئات فيونا .
كانت ستجيب , لكنه تحرك ليرى الغرفة الثانية ..الأدوات والمواد الأولية التي تصنع فيها الحلي الفريدة من نوعها ومن صنع يدوي , كانت ملقية بترتيب فوق الرف العمل الذي بناه لها والدها تحت النافدة , لتحصل على كمية من النور... واخذ روي يتلمسها واحدة واحدة !
ماذا ...؟هل هي هوايتك فيونا؟
أسندت نفسها إلى الجدار زالت تضحك منه :
لست ادري لماذا مذهولا هكذا ...فهكذا اكسب عيشي ..أنا اصنع الحلي .
استطيع أن أرى هذا .
أشارت إلى طاولة أخرى عليها أطباق بيضاء ودهان وفراشي وسائل لترقيق والتنظيف :
وهذه هوايتي ...ارسم على الأطباق ..مع أنني أبيع منها الكثير ..إنها مريحة تماما في الواقع .
هز رأسه .
هذا ما ظننته ..تلك التي على الجدار في الأسفل , ظننتها من الأثريات ..إنها رائعة .
لست اعرف شيئا عم هذا ,لكن شكرا لك للإطراء ...اثري ؟ ..هيا بنا ,للنزل . لدي بعض العصير في البراد أتحبه ؟
كثيرا .
لحق بها إلى المطبخ , يطرح الأسئلة ويعلق طوال الوقت .

أنت مليئة بالمفاجئات ..لماذا لم تخبريني بكل هذا ؟ لماذا تركتني افهم انك سمسارة عقـارات ؟ ظننتك مدربة على هذا العمل , وانك توليت أمر مؤسسة حين ...
هزت رأسها توفر عليه بقية الكلام :
هناك مقاعد مريحة في السقيفة هناك أيمكن أن تخرجها لأجيء أنا بإبريق العصير؟فمن الأفضل أن نتمتع بما تبقى من شمس هذا اليوم .
حين دلسا مستقران غي الخارج , طفقت فيونا تخبره عن نفسها :ما تحبه ولا تحبه ...إنها تعيش بخيارها وكأنها الناسك معظم الأوقات ..فقال :
وأنا كذلك ..حين اعمل ,استغرق في عملي تماما ..وتمضي الساعات دون أن اشعر ... وحتى أياما ...فانا اعمل خلال الليل ..وأتوقع أن تفهمي كيف يحصل هذا .
افهم جيدا , وافهم انك لا تستطيع العمل سوى في منزل خاص بك ,حتى ولو كان مؤقتا !ولا استطيع أن اصف لك سعادتي حين وجدت هذا المنزل ...مع انه كان في حالة سيئة جدا ...أصلحته وأبي معا ...وأراد أن يشتريه لي لكنه مالكه لم يكن يهتم بالبيع لسبب ما .
وأكملا الحديث بتفاهم تام , ودون أن تفكر وجدت نفسها تخبره عن عرض جيم وايت لاستلام المؤسسة وإدارتها.. وقالت له عن البديل :لقد اتصل بها المدراء مؤسسة اكبر مركزها أيضا في نورثم , والتي كانت المنافس الوحيدة لمؤسستهم منذ سنوات يعرضون الشراء !.
لكن ما لي ضدهم هو ردة فعل عاطفي ...لديهم الكثير من المال ,لكنني لا استطيع إجبار نفسي على تسليمهم مؤسسة أبي , ليبتلعوها و...
هذا أمر غير منطقي ...أم انك تظني أن والدك كان سيكره الفكرة ؟
لست ادري في الواقع ...لقد كان في السابعة والأربعين فقط ...ويعرف أنني لن اتبع خطاه في العمل ...لكن , في مثل سنه لماذا يفكر بماذا سيحدث حين يتقاعد؟ وهو لم يتحدث يوما عن المدى البعيد, او البيع!
تابع طرح لأسئلة ,وتقديم التعليقات إلى آن انتهى أخيرا بالقول لها كما قال المحامي , لكن مع فارق بسيط ,فهو لم يقابل جيم بينما المحامي يعرفه جيدا .
أخيرا ابتسم !

دعينا نلتزم الموضوعية, وأنت لا ترغبين في استيلاء الشركة الأخرى على عمل والدك ... ترغبين في أن يأخذها جيم ...وربما لا تحتاجين إلى المال ..لكنك ملعونة إذا عرضت للخطر ما هو من حقك , ما عمل جدك ووالدك , جاهدين لتحقيقه.
نظرت إليه مباشرة :
بالضبط ...هذا تماما ما اشعر به .
إذن أجيبي على هذا : هل جيم وايت رجل كفؤ؟
هل يعرف العمل جيدا؟ هل من الممكن أن يبقى منطلقا . ويحقق طموحه ... ثم يصبح قادرا على أن يدفع لك في الوقت المناسب حسب الشروط التي تقدم بها؟
اجل ...اجل...أؤمن انه قادر ..في الواقع كان والدي يفكر ان يجعله شريكا ...
لقد حصلت على الرد . وهذا ما كانت تشعر به ,لكنها كانت بحاجة إلى الدفع .لقد وصل المحامي ووصل روي إلى نفس الاستنتاج.
شكرا لك روي ...في الواقع أنا جائعة جدا ...ما رأيك ؟
وأنا كذلك.
حقا ؟...لدي بعض ...أوه ...يا الهي!
لقد وضعت قطع لحم الخاصرة وبعض البطاطس في الفرن قبل ربع ساعة من وصول روي ... ودون كلمة تفسير تركته راكضة إلى المطبخ , الذي لم يكن قد امتلأ بالدخان بعد لكن ساخن وملئ برائحة اللحم المشوي ..أمسكت قفاز فرن خاص ,وأخرجت الصينية التي كانت تحوي قطعة لحم ذاوية وبعض البطاطس السوداء :
أكان هذا عشاءنا ؟

التفتت لصوت روي , لا تعرف أتضحك أم تبكي ونظرت إلى الطعام المحروق :
هذا ما أخشاه ... لن تصدق كم كانت هذه القطعة كبيرة حين وضعتها في الفرن ... وكنت انوي تناول ما سيتبقى منها في الغد مع السلطة .
إنها غلطتي , غلطتي ..أظن أنني سأذهب لأقتل نفسي!
أرجوك كن جديا ..أتعرف كم نبعد عن اقرب محلات ؟ وهي لا تفتح في مثل هذه الساعة !
إذن فلنجعل الميتة شنقا...هناك ما يكفي من أشجار حولنا ..الديك حبل ؟
رويَ!
اعرف تماما أن لا مطاعم قريبة من هنا حتى نورثم..
مطعم ! ألا تنظر إلي...؟ سيلزمني ساعتين لأتحضر للمطعم !
لم يعد يستطيع كبح ضحكته ...
انظري إلى نفسك , قدماك سوداوان ! ومنفرجتان عن بعضهما بعناد ... وعيناه خضراوان تلمعان بلؤم .
أيها الأحمق...
ويدان على الخصر , قبضتان مشدودتان , وإضافة إلى كل هذا المشهد , تحملين ما كان من المفترض أن يكون عشائي ... قطعة مطاط وبعض الفحم ...
عشاءك...
وماذا تفعل مضيفتي ؟ تصيح بي مثل المرأة السليطة .
استدارت تلتقط قطعة قماش تنظيف مبللة بما يكفي ورمته بها ...لكنها لم تكن راضية حين التقطها , ورماها عليها بسرعة لتقع على وجهها.
أيها الجرذ الحقير ...سوف...

لم تتمكن من قول المزيد , فقد قفز يمسك بيديها ويرجعهما إلى خلف ظهرها .

أو...! حسن جدا ... حسن جدا .... اسحب كلامي ...واسترالية عنيدة ...حسنا ...أمامك ثانيتين سيدتي لتقولي لي أين أجد البيض ...!
حين أحست بأصبعه في ظهرها وكأنه يوجه إليها مسدسا انفجرت ضاحكة وانهارت ... وخفف روي من قبضته عليها لكنه لم يتركها.ثم سألها ما إذا كان لديها جبن , حليب , زبدة , خبز .كل هذا وهي لا تزال منهارة من الضحك , حتى أن ساقيها انهارتا واستندت إليه , فأدارها لتواجهه .
فجأة توقف كل شيء ...الضحك ...الحركة..الزمن ..أو هكذا بدا لها ... كانت مشدودة بقوة إليه , صدرها مضغوط على صدره القاسي . والتقت عيونهما وتشابكتا , تسجلان الدهشة والارتباك ..صدمة رغبة أعلنت عن وجودها في كل جسد فيونا ..في كل مكان يتصل به بجسده , حتى وحيث لا يتصل , وعرفت انه يشعر بنفس المشاعر ,دون شك .. للحظات طويلة ..نظرا الى بعضهما , دون حراك , أنفاسهما سريعة بعد تحركهما السريع ... وكان هو من قطع الصمت :
اوكي .... لماذا لا تذهبي وتنظفي نفسك بينما احضر أنا شيئا نأكله ؟

اجل ... أظنني سأفعل هذا .

خرجت من المطبخ على الفور دون طرح أسئلة ..فهي مصدومة أكثر من أن تفكر , او تقول له أين يجد كل شيء , وصعدت إلى غرفتها لتستحم وتغير ملابسها ...
هذه المرة الثانية التي تقابل فيها روي غارليس ...ومع ذلك ... كانت تقع في حبه ... صاحت بنفسها :لا تكوني سخيفة فيونا ..أنت منجذبة إليه فقط .. والأمر جسدي , لكنها لم تصدق هذا : إنها تقع في حبه ..وإلا ما تفسير خفتها ومرحها , والإحساس أنها منذ قابلته قد خطت من الضباب إلى نور الشمس ؟ ... لكن بكل تأكيد لن يدوم هذا ..لا يمكن أن يدوم , ولا تريده أن يدم , فالثمن سيكون غاليا جدا ...
نزلت إلى المطبخ رابطة الجأش تماما , نظيفة ورائحتها صابون ...ترتدي جينزا نظيفا ,بلوزة زرقاء :
مرحبا ...أهذه أنت حقا؟

ابتسمت :
اجل ...هذه أنا حقا أنا ...في مكان ما بين المتطرفتين اللتين شاهدتهما من قبل ...ماذا عنك ؟من أنت؟ وكيف يمكنك أن تجعلني أحس هكذا ؟ ...أنني لا أعرفك حقا!

على طاولة المطبخ الصغيرة ,وضع أمامها طبقا ساخنا من معكرونة بالجبن , يتصاعد البخار منه جلس قبالتها ...يبدو مسرورا بنفسه...وقال:
أسف على فوضى المغسلة ,أنا رجل فوضوي حين اطبخ .
هذا ما أراه.
رف المغسلة كان مليئا بكل مقلاة تملكها ,عدا الإطباق والملاعق ..لكن جهده أكثر من مرحب به ...والطعام طعمه لذيذ .
شكرا لك ... ألان لماذا لا تقول لي ما الذي جاء بك إلى هنا ؟
أوه ...اجل كدت انسي ,انا هنا لأطلب منك معروفا . قابلت المحامي السيد برون اليوم ...وهو من اخبرني بعنوانك واخشي أن أكون قد أزعجت محاميك ...السيد ألمان ..أليس كذلك؟
أزعجته ؟كيف؟ولماذا؟
الم يتصل بك بعد الظهر ؟ إذن من الأفضل أن اشرح لك ...سأشرح لك.... سأشرح أولا الأسباب التي تجبرني على الاستقرار في "روسدايل " في أسرع وقت ممكن ...أريد أن اختصر الوقت الذي أبقيه خارج المنزل إلى حد ادني .

المنزل أين كان منزلك ؟ومع من كنت ؟أكمل :
ومع موافقتك , لا داعي لان أؤخر انتقالي قبل إتمام إجراءات البيع ...ويمكنك تصور رد فعل المحامي على هذا !
لابد قال :هذا مخالف للقانون ....أو شيئا من هذا .
بالضبط ...وأدهش هذا السيد برونز , ورفض الاتصال بالسيد ألمان , وقال أن هذا قرار يعود إليك .
هزت كتفيها :
بالنسبة لي , يمكنك الانتقال ساعة تشاء .شريطة ...
شريطة ضمان حصولك على المبلغ , بالطبع ...لقد أعطيت السيد برونز شيكا مصدقا من المصرف ,وهذا ما هدا من روعه قيلا ...واظنه وضعه في حسابه , ليكسب عليه الفائدة إلى أن يعطيه إلى محاميك.
ضحكت :
يبدو انك ضليع بأساليب عمل المحامين ... أنت محق ,إنهم يحاولون الاستفادة متى استطاعوا.

في غرفة الجلوس صبت له القهوة , وقربت الطاولة الصغيرة بينما تمدد هو على الأريكة مرتاحا .
فيونا ؟اخبريني عنك ...أنت تثيرين اهتمامي .
لكن ما يمكنها أن تقول له ؟لقد أصبح يعرف قصة حياتها من خلال مقابلتين فقط. أخبرته كيف تركت منزل أهلها ,وكيف تعلمت حرفتها في الجامعة وكيف تحب أن تعيش لوحدها ....مستقلة ...وسألها :
هل هناك رجل في حياتك؟ وإذا لم يكن ,لماذا ؟

لأنها لم تقابل رجلا مثله من قبل ..لا ...هذا غير صحيح ! لقد ظنت نفسها تحب مرتين من فيل ... ظنت نفسها ...ربما هذا ما تشعره نجو روي غارليس ألان وتتمنى أن يكون !
لا ...ليس هناك رجل.. فانا لا اشعر بحاجتي لرجل .أنا مكتفية ذاتيا ...الم تلاحظ هذا ؟
هل افهم من هذا انك تعشين حياة عزوبية كاملة ؟

أحست بالاحمرار يحرق وجهها خجلا ...أيمكن أن يفهم لو شرحت له ؟على الأرجح لا .
أظنك قد تماديت كثيرا ...فهذا حقا ليس ...
ليس من شأني ؟أوه.... هيا ألان..لقد تجاوزنا هذه المرحلة ..فلا تحاولي الانغلاق في وجهي ألان ..تجاوبي ..تحدثي إلى ..تواصلي !
تواصلي ! التواصل مع الناس هو عمله ,الباحث في التاريخ يعرف الناس ويفهمهم...فهل اهتمامه بها عام أكثر منه شخصي؟
أجد من المزعج كيف أن الناس ,حتى والداي , يحاولون تصنيف الآخرين .لا شيء غريب حولي , إذا كان هذا ما تفكر به .
لا تظني أنني أحاول تصنيفك ..فإذا كنت تعيشين متغايرة قليلا فهذا لا يعني انك شاذة عن المجتمع , أو غير طبيعية .

هزت كتفيها ,وقالت متجهمة :
جين أحس بالحاجة ... سأخرج واجد لنفسي رجلا . وإذا احتجت للزواج فساجد لنفسي زوجا . بعد إن أحبه .

قالت كلمتها ولن تتراجع , فليغير الموضوع بنفسه ...فهذا أمر مهم لها ..هناك روموز تقليدية للتصرف اعتادت عليها وسألته :
أكنت تحب زوجتك قبل أن تتزوجها ؟
بجنون .

ولم تستطع أن تكمل ,فهو أرمل وليس مطلقا ..ولن تخاطر في النبش بالماضي . ثم لم تعد تريد سماع المزيد فغيرت هي الموضوع ...وأكملا الحديث بخفة ...حين دقت الساعة على رف المدفئة , نظرت إليه :
روي إنها منتصف الليل !
وان يكن ؟
يجب أن استيقظ باكرا في الصباح .
لماذا فيونا ..هذا مزعج منك !... لقد خيبت أملي ...ظننتك تتمتعين بصحبتي , فانا أتمتع .
وأنا كذلك ...لكن..

لكن ماذا ؟ على الأرجح لن تنام باكرا , وستبقى مستيقظة كعادتها حتى ساعات الفجر الأولى :
أنت محق ...سأصنع القليل من القهوة بعد...
كانت الساعة الثالثة إلى عشر دقائق حين قفز واقفا ....
أسف يجب ان اذهب .. تكادي أن تنامي وأنت جالسة .

وقفت فيونا :
اجل ... فانا متعبة .

ترنحت قليلا فوضع ذراعه على كتفيها :
اثبتي !

أبعدت نظرها عنه , تتجنب عينيه , فهمس باسمها :
فيونا ؟

لماذا لا تستطيع النظر إليه ؟ هل سيقبلها ؟ لماذا هذا التوقع يخيفها ؟.. لكنه تركها ..يقول شيئا عن رؤيتها يوم الاثنين بعد الظهر . بعد أن أوصلته إلى سيارته , وقفت تستند إلى الباب الموصد تصغي إلى صوت سيارته تبتعد ...تلعن نفسها لترددها ..انه رجل حساس وقرا ما في أفكارها تماما ..وتناغم معها إلى أقصى مدى بالرغم من تعارفهما القصير .
تناغم معها ...كما تناغمت معه تماما .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 02:21 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: الخاطفة _ روايات غادة _ مكتوبة

 

الفصل الثانى




حب أم تناسب؟
لساعتين تقريباً ،صباح يوم الأحد ،كانت فيونا تنقل الصناديق إلى سيارتها وتعود ثانية ..لقد حصلت على وقت يكفي لتعتاد فكرة وداع"روسدايل"وإلى الأبد .والليلة ستكون آخر ليلة تنامها هنا ،لتكون قريبة من المكتب فى الصباح ..مع ذلك ،عملية جمع الأشياء التى لن تستطيع فراقها ،كانت تحزنها ...الصور،المطرزات ،مجوهرات أمها..
أول مهمة لها كانت ملابس أبويها التى لا زالت فى الخزائن ،وضعتها فى أكياس بلاستيكية كبيرة،حتى آخر قطعة منها، وجمعتها فى الردهة ...وستأخذها إلى محل بيع الملابس العتيقة فى الغد ..أبقت حتى النهاية الأشياء التى تحتاج أن تفكر ما إذا كانت تريدها أم لا.مثل الكتب ...وهى تفتش فيها وصلت إلى ثلاثة كتب تاريخية بقلم روى غارليس ...مَن مِن ذويها كان يقرأ له؟ هل أعجبا به ؟هل التقياه ؟لا مجال أن تعرف .أحد الكتب كان مألوفاً لها،حوَّل إلى مسلسل تلفزيونى صوَّر فى أماكنه الأصلية فى المكسيك عن شعب الأزتكس...لكن للأسف لم تحضره كله...
ستقرأ كل شيء كتبه حتى الآن ،مع أنها لاتحب التاريخ كثيراً،وكأنها وجدت لقية ثمينة وسرية ، وضعت الكتب فى سيارتها ، تعد نفسها بقراءتها حين تصل إلى منزلها .
فى التاسعة من صباح الإثنين ،كانت فى مكتب والدها .لا...إنه مكتب جيم الآن ...وعمل جيم..فقد أبلغته لتوها بقرارها تسليم المؤسسة له،فمد يده لها يضحك بسعادة ..وارتياحاً .أخذ يصافحها وابتسامته من الأذن حتى الأذن :
لن تندمى على هذا فيونا ..! ثقتك بى لن تكون فى غير محلها..وسترين .

نظرت فى المكتب ..الطاولة الكبيرة التى كانت لأبيها ،وأبيه من قبله...
هذه نهاية...إنه عملك الآن..سأترك لك وللمحامى السيد آلمان أن تضعا شرط الإتفاق ،يجب أن يكون شيء قانونى وعلى الورق.
يجب أن نحتفل ...أيمكن لنا فيونا ...أن نتناول العشاء معاً ..للإحتفال ...أرجوك قولى نعم!
أحست بالأسف عليه ،وأدركت أنه معجب بها جداً ..وليس لهذا أى علاقة بدوافع العمل ،إذ لم يعد هناك أى منها الآن .
نعم!بالطبع سأفعل ! قل متى ..وأين.
عظيم ! قبل أى شيء ارتدى أفخر ملابسك،سنذهب إلى مكان أنيق ..سأمر لآخذك من منزلك..لا جدال ....سأحضر فى سيارة تاكسي ،تصورى الإنفاق! وستعودى إلى المنزل بنفس الطريقة .
ابتسمت له:
أرى ..أمراً مريباً..أيمكن أن أثق بك ..جيم وايت ؟
لسوء الحظ ..أجل ..أرجو أن تدركى تماماً أن اهتمامى بك أبعد من العمل فيونا .
ردت بخفة:
آه ..لابأس ،لا يمكنك كسب كل شيء .
يجب أن نجتمع للإحتفال هنا ،مع ليزا،شارل،ومانثا...
كما أرغب فى تقديم الموظف الجديد لك..لنقل يوم الخميس ...هنا فى المكتب بعد الإقفال .
اتفقنا.
لكن احتفالنا ،أنت وأنا سيكون لوحدنا ،لماذا لا نجعله هذا الليلة ؟
لا..بل الغد .بعد الظهر سالتقى روى غارليس فى منزل أبى ،ويجب أن أستأجر سيارة"فان"لنقل أغراضي ،ولست أدرى متى سأنتهى ..وسيساعدنى روى فى نقل قطع الأثاث التى أريد الإحتفاظ بها .
روى غارليس ،لا أصدق أنك بعت المنزل لشخص مشهور مثله ..كم أود أن اقابله .
تستطيع ،وسأدعوه إلى احتفالنا هنا يوم الخميس ، إذا كان هذا يناسيك .
عظيم! سيشرفنى هذا !

لم تبق فيونا هناك كثيراً..فأمامها الكثير لتنجزه ..وعليها تسليم الطلبات ،وخرجت من مكاتب أبيها ،التى سيستمر جيم باستخدام نفس الإسم لها،تحس بالحزن والسعادة معاً..
ووصلت "روسدايل " فى الثانية والنصف ،حيث كان روى بانتظارها فى سيارته فى الفناء الخارجى ..وقفز ليفتح باب سيارة"الفان" التى أستأجرتها فيونا .
وضع ذراعه حول كتفيها .
هيا بنا ،فلنبدأ العمل ..لا حاجة للتأخير !
لم يتأخر كثيراً فى تعبئة الفان ،وتكنيس المنزل ، ووضع بعض الغسيل فى الغسالة ..وأصبح البيت جاهزاً له، لينتقل إليه .
عادا إلى منزل فيونا ،وأفرغا الحمل ،ثم عادا إلى "روسدايل"ليأخذا سيارتها ..وتركت له أمر قيادة "الفان"العتيقة ..وهذا ربما غير قانونى ،لأنها لم تضع إسمه كسائق إضافى على عقد الإستئجار .حين انتهى كل هذا ، أحست بالإعياء ..وكانت آلة الغسيل قد أنهت مهمتها منذ مدة حين عادا ولم يبق سوى أن تعلق الغسيل ليجف ..وقالت ضاحكة:
سأترك أمر الكوي لك ..فهى لك الآن .
حين انضمت إليه فى المطبخ كان إبريق الماء على الغلاية ...
أدركت الآن لماذا خارت قواى ..فأنا لم آكل شيئاً طوال النهار أهناك شيء يؤكل هنا؟
وكيف لى أن أعرف؟
كان يقف وظهره لها ،وكتفيه منحنيان ، فسألت :
روى ...مابك؟ماذا جرى؟
مرت لحظات قبل أن يستدير إليها ،وكان وجهه صافياً،
لاشيء..سامحينى إذا بدوت جافاً ..لنتناول كوباً من القهوة ،ثم نخرج لتناول وجبة طعام لائقة.
موافقة !

تناولا وجبة سريعة فى مقهى قريب ،وعادا سيراً إلى روسدايل ،يتحدثان دون ملامسة،وتوقفا قرب سيارتها ..مد يده يلامس شعرها الفاحم بأصابعه:
ألن تدخلى ؟
الوقت متأخر.
توقف عن ملامسة شعرها ،ودس كلتا يديه فى جيبى الجينز.
وسأل:
متى سأراك مرة أخرى ؟
وهل ترغب فى رؤيتى؟
أكنت سألتك لو لم أكن أرغب ؟ أنا لست معتاداً على قول أشياء لا أعنيها .
أخبرته عن الإحتفال فى المكتب ،وأنها وعدت بأن يكون هناك:
أتمانع؟
هذا يتوقف .. على أى أساس؟
على أساس أنك رجل مشهور !آسفة لهذا ...ليزا وجيم تواقان لمقابلتك ،لقد قرأا كل ما نشرته ..ولم تصدق ليزا أنها لم تعرفك يوم جئت المكتب لتسأل عن المنزل!
ضحك لها:
أيتها المخلوقة المضحكة ..حسناً ..سأكون هناك ..لكن هذا يوم الخميس ،فماذا عن الغد؟
فى الغد سأخرج مع جيم..إنه موعد للإحتفال بالنسبة له ..صادق وبسيط.
أيجب أن تكونا لوحدكما ؟
أنا.. حسناً ..أجل،أظن هذا..
سأحترم قرارك.
ترددت قليلاً على أمل أن يقترح الأربعاء ،لكنه لم يفعل :
حسناً..ليلة سعيدة.
ومدت يدها إلى مقبض السيارة :
التفت ذراعاه حولها من الخلف:
ليس بهذه السرعة .

وأدارها نحوه ...وحدث هذا بسرعة ووجدت نفسها تعانقه ،ويده تضغط بقوة على رأسها تضمه إلى صدره، وكأنه مقتنع أنها ستبتعد عنه ..لكن هذه الفكرة لم تخطر لها ،فعناقه أبعد كل تفكير منطقى من رأسها ،والتفت ذراعاها حوله تبادله العناق وكأن هذا أمر طبيعى ..أبداً ...أبداً ،لم تستجب يوماً لرجل هكذا ..كان الأمر فورى ، غامر..وارتفعت يداها إلى رأسه تعبث بشعره..وتدرك ساعتها فقط كم كانت تتوق لفعل هذا .
وتحرك فمه من رأسها إلى صدغها ،فخدها ،ثم أذنها ،وهمس:
هل أنت واثقة أنك لا ترغبين بالدخول؟
ابتعدت عنه ،متذكرة أين يقفا ، ومنزعجة لافتراقه..وجهها كان أحمراً ..وأنفاسها متسارعة ...عيناها الخضراوان تلمعان بالإثارة والإنزعاج معاً.
عظيم !أنت لا تضيع وقتك !عناق واحد وتظن أننى أصبحت جاهزة لك؟
أجل...هذا بالضبط ما أظنه...لماذا أنت ساخطة ؟أنت ترغبين بى!
لم تستطع التفكير بماذا ترد ..فهل ترغب به إلى هذا الحد ؟
سأل بإصرار:
ما بك؟ ألست الفتاة التى تفعل ما يحلو لها ،والتى تكره قيود المجتمع ؟ الفتاة التى قالت إنها حين تحتاج إلى رجل ،ستخرج وتجده لنفسها ؟
ياإلهى !شيء ما فى داخلها أخذ يتراجع ويضعف ..كم خسرت نفسها بسهولة...! لقد قالت له هذا..بحرج حاولت الخلاص.
ليس الأمر هكذا .
ضحكته زادت الأمور سوءاً:
هاى..تعالى إلى هنا ..وانظرى إلى ..قلت أنظرى إلى !

حين فعلت كان يبتسم لها ابتسامة مختلفة ،وعيناه لطيفتان ممازحتان .ثم ضمها ثانية ،لكن دون إثارة :
دعينا لا نفترق متخاصمين ...إصغ إلى قليلاً ..أنت صغيرة جداً ..وأجدك مبهجة ،جذابة ،جذابة جداً ..أفكارك وطريقة نظرتك إلى الحياةمثيرة للإهتمام ،والإعجاب ..لكنها ليست واقعية بالكامل.
أنا ..لست أدرى ما تعنى .
لا..لكن إذا استمرينا فى رؤية بعضنا ..ستفهمى قريباً ،تصبحين على خير فيونا.
بشكل حتمى ..أبقتها كلماته صاحية تلك الليلة ،إضافة إلى السرعة المذهلة التى وقعت فيها فى حبه ..ولا شك لديها فى هذا..إنها تغرق.
وازدادت الأمور سوءاً بالنسبة لها ..كانت حفلة المكتب ناجحة .. ولو أن روى انزعج من الأسئلة التى طرحت عليه .فهو لم يبد احتجاجاً .فيما بعد ،وهما سائران نحوسيارتها ،شرح لها أنه لم يظهر نفاذ الصبر ،ولماذا يفعل والناس تظهر اهتمامها به ؟
عند السيارة ، لم يعانقها ،بل رفع يدها إلى شفتيه هامساً :
تصبحين على خير فتاتى الجميلة ..أنا فخور بك ..سأتصل فيما بعد.

مر أسبوع ،أيام تحولت فيها إلى الإلتهاء أكثر فأكثر .وكان روى باستمرار يحتل تفكيرها ..منذ نقلت الأثاث الفائض إلى منزلها الصغير ،أصبح مكتظاً،لماذا لم تفكر بهذا من قبل ؟المكان أصغر من أن يستوعب أى شيء زائد .هكذا بقى لديها صندوق كتب فى المطبخ ،وصندوق مليء بأشياء أخرى فى سقيفة الحديقة ،وطقم طاولات قهوة صغيرة فى الردهة الصغيرة ،مما جعل استخدام الباب الأمامى مستحيلاً.
كان الوقت بداية آب حين اتصل بها روى ..يعتذر لغيابه ،شارحاً أنه كان مشغولاً بترتيب المنزل..وقال لها :
ما رأيك بقضاء يوم غد معى؟
كل ما استطاعت أن تفعله هو الجهد فى أن تخفى غبطتها :
ألست مشغولاً؟
أجل..لقد بدأت بتسجيل النقاط الأساسية لبحثى ..وهذا هو السبب الأساسي لعدم اتصالى بك ..لكننى مضطر للسفر إلى بيرت فى الغد لمراجعة بعض الدراسات ..وظننتك قد تهتمى بالمجيء معى.
حسن جداً ..لم لا؟ فالطقس جميل !
لكنهما كانا مخطئان ،فالسماء كانت تمطر بشدة ..مع ذلك ،كان اليوم رائع لفيونا ..وبدا روى أنه متمتع بيومه كذلك ..أمضيا وقتهما فى مكتبة الجامعة ،ثم فى المتحف...ثم تناولا الغداء ،والعشاء فى طريق العودة،وكانت الساعة العاشرة حين أوصلها ،والسماء لا زالت تمطر..وأوصلها إلى الباب الخلفى .وقالت معلقة :
لقد وجدت نفسي محتارة بالأثاث الإضافى .
ربما عليك أن تجدى منزلاً أكبر.
تركها تدخل ثم ودعها فوراً.
لاشكر ،لا قهوة ..يجب أن أعود إلى عملى.
الآن ؟لكن الليل سينتصف قبل أن تعود إلى منزلك.
قلت لك..أنا أعمل حين يملى على مزاجى العمل.تصبحين على خير.

مر ما تبقى من شهر آب وهى تحس أنها على قمة العالم .كان روى يهتم بها جداً ،لا يصل إلا ومعه هدية ،شوكولا ،حلوى او زهور ..لكنه كان يتعمد أن يبقى مبتعداً عنها ..حتى أنها ظنت هذا.. لكن دون أن تعرف تاريخ حياته .ودخل أيلول إلى منتصفه قبل أن يثق أخيراً ليخبرها وقائع وظروف ماضيه ،حاضره ،ومستقبله.
كان هذا يوم إتصل بها صباح السبت ،حين وعت تماماً ذلك التغيير الذي كان على وشك الحدوث فى علاقتهما لم تكن عادة تشاهده فى نهايات الأسبوع ،ونادراً يوم الجمعة ،كانت تعرف أنه يسافر ..لكنه لم يذكر لها هذا يوماً .أحياناً كان يسافر يوم الجمعة ،وأحياناً يوم السبت باكراً ..لذلك حين إتصل صباح ذلك السبت ،ومن منزله"روسدايل" عرفت ما هو قادم :
أنا فى المنزل ..لابأس لو أتيت إليك ؟
بكل تأكيد ..تعال إلى الغداء .
ساد صمت قصير ..
فكرت أن أجيء باكراً ..حوالى العاشرة ..وفيونا ...لن أكون لوحدى ...هناك شخص أريدك أن تقابليه .
كانت تعرف ..تحس بهذا منذ زمن طويل .
عظيم! سأكون مسرورة ..أراك إذن ..
كانت فى مشغلها حين وصل روى ..مع طفله ..صبي فى الرابعة من عمره ..وماذا تعرف عن الأطفال ؟من النافذة الفوقية راقبتهما ،بقليل من التوتر ..واتجهت إلى السلم تدعو الله أن تتمكن من التعامل مع الموقف كما تريد ان تتعامل .
ابتسمت فيونا ،تسارع القول:
مرحباً ..كنت أنتظر لقائك أيها الشاب .وأنا مسرورة لمجيئك .مد الطفل يده روقار.
مرحباً..أنا توبي ،لكن الجميع ينادينى توب ..أنا فى الرابعة والربع من عمرى .

صافحت يده :
كيف حالك؟ انا فيونا ..وأنا فى الثانية والعشرين وثلاثة أرباع .
ساعتها فقط نظرت إلى روى ..والتقت عيونهما وتشابكتا ،تظهران الإتهام الذى لم تستطع إخفاءه ..لماذا؟لماذا انتظرت حتى الآن؟إذا لم تكن قادرة على أن تأتى به ،فعلى الأقل كنت تخبرنى عنه..إمنحينى الوقت .وقال توب:
لدينا مفاجأة لك..شيء لا تعرفى عنه ..لكننا لم نأت به معنا .
قال روى :
لا شيء مثير ..محتويات العلية فى روسدايل ..فأنت لم تفكرى بالتفتيش هناك ..أليس كذلك .
لم أكن أعرف أن هناك شيئاً فى العلية ...
قال لها توب:
ثلاثة صناديق ،كلها مربوطة بالحبال ..ولم يتركنى أبى أفتحها ..قال أنها خاصة .
نظرت إلى الطفل ،تعرف تماماً من أين جاء هذا الذكاء .هل كانت أمه ذكية أيضاً؟وأكمل سؤاله:
ماذا كان فيها فيونا؟
لست أدرى ..لكننى سأقول لك لو وجدت فيها شيئاً مثيراً .
هذا يعنى أننى سأراك ثانية ؟أنا مسرور بهذا !فقد أحببتك !
توب ..أنت لاتعرفنى بعد!
لا يهم ..فأنا أعرف أننى أحببتك ..هل أستطيع المجيء مرة اخرى ،حين يأتى بى والدى إلى منزله ؟
طبعا ..وستخيب أملى إذا لم تأت .

تحول إنتباهه إلى ما حوله ،ثم نظر من النافذة المطلة على الحديقة ليجد البركة .
هل هناك أسماك فى البركة .
فتحت فيونا له الباب الزجاجى ؟
لماذا لا تذهب وتفتش ؟
حين ركض توبى إلى الخارج ،إستدارت تواجه أباه :
لماذا؟
أنا ..لست واثقاً ..حقاً.
هذا ليس بالرد !
أعرف ..لكنها الحقيقة .
جلس على الكرسي والتوتر باد على جسده ..وقالت:
لا يهم..لقد ضمنت هذا على اى حال.
أعرف ..لكن الأمر يهمنى ..إجلسي فيونا .
لاأستطيع ..أريد مراقبة توبي ،فالبرك عميقة وستشكل خطراً على من فى مثل سنه .
وماهذا ؟ بروز غريزة الأمومة ؟
ربما ..إنه طفل رائع روى .
شكراً لك ،لكننى لا أستطيع إدعاء الفضل كله .
أين يعيش ؟ومن يعتنى به ؟
مع جديه ،والدا أمه .
أخرج إليه روى...لدى أشياء أنهيها فى المطبخ .
كانت زيارة ناجحة ..بقيا عندها حتى وقت متأخر من بعد الظهر ..واستجيب دعائها ،وتمكنت من التعامل مع الموقف كما ترغب أن تتعامل ،حتى أفضل..
قال لها روى :
سأراك يوم الثلاثاء .سأعيد توبى إلى جديه فى الغد ..وسأعود مساء الاثنين متأخراً .أتريدين أن احضر تلك الصناديق إلى هنا؟

لا ..فسأذهب إلى "نورثم" يوم الثلاثاء بعد الظهر ..أريد التبضع ،ورؤية كيف تسير الأمور مع جيم ..وسأزورك حين أنتهى ...إذا كان يناسبك .
بالطبع ،كنت أظنك لن تدخلى ذلك المنزل ثانية .
لكن الدخول إلى روسدايل ،لم يزعجها أبداً ..لكنها واجهت صدمة ..فالمنزل لم يكن غير مرتب فقط، بل تسوده الفوضى ..على أرض غرفة الجلوس تنتشر الكتب ،والمجلات والتسجيلات ،عدة فناجين وأكواب ،عدة أزواج من الأحذية ومنافض السكائر..
ياإله السماء!ماهذا؟
ماهذا ..ماذا؟
ضحكت عليه :
هذا ..هذه الفوضى القذرة !
هز كتفيه :
أوه ..هذه..أعتقد أنك محقة .
كان المطبخ أسوأ بكثير.
روى ..إذا كنت مضطراً للعيش على الطعام المعلب فعلى الأقل أرمى العلب فى سلة المهملات حين تنتهى منها !
تكرر كلامها ساخراً ،كلمة كلمة،دون شفقة أو رحمة ..
حسناً ..أنا نقاقة ...أنت تحتاج إلى مدبرة منزل .
أعرف .
وكيف يبدو الطابق الأعلى ؟
أصعدى وألقى نظرة .
ماكان غرفتها أصبح الآن غرفة توبى ،يحتلها دبان كبيران ،وأكثر من دليل على أنها أصبحت غرفة طفل .وماكان غرفة أبويها أصبح غرفة روى ،وغرفة الضيوف مكتبته .
لماذا اخترت العمل هنا؟هناك مكتبة فى الأسفل.
هذه الغرفة أكبر .
الصناديق !كادت تنسي .
رد على سؤالها :
نفضت الغبار عنها ووضعتها فى خزانتى .
لاشك عندى أنها مليئة بالخردة ..ما الذى جعلك تفتش العلية ؟
أنه توبى ،لقد لمح الباب المفضى إلى السطح ،ويمكنك تصور الباقى.

روى ..لماذا لا تخبرنى عن نفسك ..تخبرنى حقاً عن نفسك !ثق بى !لأجل السماء ..وسأشعر بالغرور لو وثقت بى .
أثق بك ؟أوه فيونا ..!الأمر ليس مسألة ثقة ..الأمر..حياتى كلها فوضى !
بهدوء قالت له :
بإمكانك البدء منذ البداية روى ..أرجوك
مرت لحظات دون أن يتكلم ..كان ينظر إليها دون أن يراها ..ثم مد يده إلى علبة السكائر ليشعل واحدة ويجلس :
البداية ..زوجتى إنكليزية ،إلتقينا فى لندن وكانت فى الثالثة والعشرين ..وكنت فى نفس العمر تقريباً ..والداى ،ومعظم عائلتى ،كانوا يعيشون هنا فى أوستراليا ،لكن فى ملبورن ،حيث ولدت ..لكننى كنت أرغب فى الإبتعاد عن المدن ،لأخلو إلى دراستى وأبحاثى ،وحين أدرك أبى كم أنا جاد فى هذا إشترى لى المنزل الذى عشت فيه فى "آلنى "على ساحل الهادئ.
حين إلتقيت باميلا،كنت فى رحلة دراسية إلى لندن ،ولم أدرك أننى أحببتها ألا حين عادت إلى أوستراليا .وأدركت أننى لن أستطيع العيش دونها ..وعدت إلى آلنى لاتصل بها بعد يومين وأطلب الزواج منها .
صمت طويلاً،فحثته فيونا .
روى..اتصلت بها وماذا؟
قبلت ..ثم تزوجنا ،وأمضيت معظم حياتى معها فى إنكلترا ..واشتريت منزلاً هناك ..وهذا كل شيء.
ابتسمت.
هذا بالكاد يكون نهاية قصة ..أكانت تعمل؟
ليس بعد الزواج .كانت تعمل مع والدها ..ودرست الآداب والتاريخ فى كامبردج ،لكنها لم تكن طموحة ،أبداً ..كانت تحب القراءة ،تمضى معظم وقتها تقرأ ،وتحب الطبخ ،وركوب الخيل ،والإبحار ...و..كانت الحياة رائعة بالنسبة لنا ...لكنها ماتت حين كان عمر توبى خمسة أ شهر .
ورأت الألم فى عينيه ،وأحست أن ألمه ألمها .
آسفة جداً روى ..ماذا حدث؟
حادثة ..مصادفة ..إحدى تلك الحوادث المجنونة التى لا تصدق تعثرت عن السلم ..
ياإلهى .
فقدت وعيها ،ولم تستعده بعدها ..بقيت فى المستشفى .تسعة أيام ..وماتت ..ماتت دون أن تستفيق.
أرادت يائسة أن تسرع إليه ،تضع ذراعيها حوله لكن شيئاً منعها ،شيء فى مزاجه قال لها أن لا تفعل.
وأكمل بهدوء :

أتذكرى يوم التقيتك ..وقلت لك أننى أفهم ما تشعرين به..كان هذا صحيح .كنت أعرف الصدمة التى تمرين بها ..يلزمك وقت لتتغلبى على ألمك وحزنك.وأظنك فعلت هذا بشكل يثير الإعجاب.
لكن الأمر مختلف،أنا خسرت والداى ..أما أنت فخسرت زوجتك ،أم طفلك! الأمر مختلف.
أعتقد هذا ،فلقد مر أربع سنوات على موتها ولم أستطع ترتيب حياتى ..وأتلقى دفعاً لأتزوج ثانية .
ممن؟
عائلتى ..أنا أتصل بهم باستمرار ..لدي شقيقان،وشقيقة ،كلهم متزوجون،وكلهم لديهم أولاد ..ولدى كذلك صديقان حميمان ..كلهم يستمرون فى القول لى بأن أجد زوجة .حتى والد زوجتى ،سألنى أخيراًما إذا كنت أفكر بالأمر ..بالطبع إعتمدت كثيراً على أنسبائى ،وهذا غيرإنصاف لهما .يعيشان على بعد نصف ساعة من منزلى فى "آلنى"..وهما يأخذان توبي لأربعة أيام فى الأسبوع لأستطيع أن أعمل ،لهذا أعود فى نهايات الأسبوع من هنا الى هناك لأعطيهما روبي.

ليست مشكلة ..فأحد أشقائي يملك مزرعة فى الشمال ولا يجد صعوبة فى قيادة سيارته مئات الأميال لحضور حفلة ..لكن بالنسبة لحمواى ،يجب أن أفعل شيئاً بحلول السنة القادمة .
السنة القادمة؟
أجل ..ببلوغ توبى الخامسة سيبدأ المدرسة ..ولن أتمكن من الإنتقال من منزل إلى آخر..ويجب أن أقرر هل أبقى هنا أم أعود إلى إنكلترا ..فلا زال لدى منزلى هناك ،وربما يجب أن أتزوج ثانية ..لكننى لا أعرف ما أريد ،لكن الزواج قد يحل الكثير من مشاكلى.
ياإلهى ..بالكاد يفكر بالزواج مع الدوافع الصحيحة !لكنها لا تستطيع منع نفسها من التفكير كيف ستكون الحياة معه !وأجبرت نفسها على قول شيء لنفسها :
هناك بديل لكما قلت لك سابقاً ،أحصل لنفسك على مدبرة منزل ..تعيش معك ..وأنا مندهشة لماذا لم تفعل هذا من قبل .
لست واثقاً أن الفكرة تعجبنى ..أما الزوجة فستكون ..
ابتسم لأول مرة هذا اليوم ؟
أ يستهويك الدور ؟
كان صعبا جداً أن ترد عليه بطريقة عفوية ،وسألت :
دور ماذا،زوجة أم مدبرة منزل ؟
كلاهما .

كان يمازحها ..لكن لا فكرة لديه كم يؤلمها هذا ..وقالت تغير الموضوع :
الصناديق ..نسيتها تماماً..لماذا لاتحضر لنا فنجان قهوة ثم نلقى نظرة عليها ؟
فهمت.فهذا لم يكن أمهر تغيير للموضوع شهدته منك !إبحثى فيها ،فقد تكون محتوياتها ...
مليئة بأسرار مظلمة ؟هيا الآن ،أرنى أين هى !
كانت الصناديق فى خزانة فى غرفة نوم روى..أخرج لها الصغيرة أولاً ،وضعها على السرير ،وجلست فيونا إلى جانبها ففك الحبل من حولها،لكن اهتمامها انجذب الى الاكبر حجماً التى كا ن يسحبها ..فقالت:
سأبدأبالكبيرة ،الديك سكين أو شيء ؟
عاد بمقص ،لكنها كانت قد فكت الحبل عن الكبيرة وفتحتها ..كانت تحتوى على ثوب عرس أمها،مختوم فى كيس بلاستيكى ..قديم الطراز لكن سليم دون أى اهتراء فيه..راقبها روى وهى تفتح الكيس ،وترفعه إلى الأعلى مع ياردات من الانتيل والشبك الحريرى حتى غطاء الرأس كان موجوداً،وزوج من القفازات البيضاء.
فيونا!
أنا بخير..
لكنها فى الواقع كانت على شفير الإنفجار باكية ..لكن الوقت غير مناسب للبكاء.
سأذهب لأحضر تلك القهوة .

حين عاد ،كانت تفتش فى محتويات الصنوق الثانى ولم تعهد الدموع تهددها :
إنها حسابات قديمة وملفات للعمل .أتظن أن على الإحتفاظ بها ،إنها تعودى إلى أيام جدى .
لا..إنها لا تهمك..وأعتقد أن عليك سؤال جيم ما إذا كان يريد الإطلاع عليها أم لا.
لو أن لها اهمية لأبقاها أبى فى المكتب.
الصندوق الأخير ..جعلها تبكى ..وفى أى وقت آخر ،ربما لم يكن سيسبب لها البكاء ،لكن كل ما قله روى عن زواجه من المرأة التى أحبها كثيراً ،جعلها تكون ضعيفة معرضة .
إنها كتبى المدرسية ..لاأصدق!
واحتوت الصندوقة على الدفاتر والتمارين ،الامتحانات ونتائج السنوات الأولى من دراستها ..حتى أول دفتر كتبته بقلم الرصاص ،وأول شغل إبرة لها .
والتفت ذراعا روى حولها .
وكان هذا بالضبط ما تحتاج إليه ،وتمتمت :
ضمنى إليك بشدة ..بشدة ..أرجوك!
وأقفل ذراعاه حولها وهما جالسان على حافة السرير بعد قليل تحركت،تعلمه أنها أصبحت بخير الآن .
أنا آسفة ..الأمر أننى ..
أعرف ..أفهمك .
أوه ..روى..أنت رجل رائع ...

دون تفكير قبلت هذه،وكأنما تعطى متنفساً لكل المشاعر فى نفسها ..وهذا ما قادهما إلى المزيد ..ما هى إلا لحظات ،حتى استلقى روى على السرير ،لا يزال يمسك بها ،ليمدد جسدها عليه ..الهجوم على أحاسيسها كان كثيفاً وسريعاً ..كان هناك عطره ،وعطر الفراش الذى ينام عليه ،ولمسة شفتيه على جبينها ..ثم أصبحت هى المطالبة ..تنضم إليه بشوق ،ويداها تمتدان إلى عنقه ،بينما يداه تستكشفانها ..وأحست بالإرتياح لملمسه ،ملمس عضلاته الضخمة ،وظهره الناعم المستقيم..
أوه..فيونا ...ياإلهى كم أريدك.
مع تصاعد سعادتها ..سمعت صوتاً..شيء من بعيد ،لكنه يزداد ارتفاعاً..كان صفارة سيارة إسعاف أو سيارة بوليس ..لا مجال لأن تعرف،لكنه مر وتلاشى بسرعة ...لكنه كان يكفى لأن تدرك أين وصلت بهما الأمور إنها على وشك الإستسلام له...
وهنا ..من بين كل الأماكن ! على فراش والديها ،وفى وضح النهار ،وقالت بلهفة:
روى ..دعنى ..أرجوك !
فيونا...
أرجوك ..أنا لا ..هذا كله خطأ ..أشعر ..
جذبت نفسها منه مبقية ظهره إليه ..كيف يمكن أن تقول له كم أن هذا كله غلط..وكيف تشعر ،فهذا كله لن يكون له رنة تعقل بالنسبة إليه .
أمسك كتفيها ،وأدارها نحوه:
للإيضاح فقط ..لم أكن أنا من بدأ هذا السيناريو !
أعرف ..لكننى لم أدرك أن الأمور...

أخرجى من هنا أرجوك ..إذهبى إلى المطبخ واصنعى لنا قهوة طازجة ..كيف يمكن أن تفعلى هذا بي؟
خرجت فيونا قبل أن ترد ،خجلة،محرجة،تحبه أكثر،لكنها كرهت غضبه منها ،وهى تفتح الباب سألته :
قهوة مع السكر والحليب؟
ورماها بوسادة .
حين لحق بها إلى المطبخ ،كان كل أثر للتوتر قد تلاشى ..وقال لها بهدوء:
أريدك ان تفكري بعرضي لك...إما مدبرة منزل أو زوجة ..لم أكن جاداً جداً ..لكن بتفكيرى مجدداً،تذكرت أنك قلت لى أن أهم مقومات الزواج هو التوافق ..ففكرى بنا ..منفردين ومعاً ..فالتوافق موجود ،فكرى بطريقة حياتك وحياتى ..يمكن أن ننجح ..
كانت تحدق به ذاهلة ..أيعرض عليها.. الزواج ؟
بهدوء ،قالت،وببرود:
لا يمكن أن تكون جاداً !
أوه ..أنا جاد فعلاً..لا..لا تقولى شياً الآن ..فكرى بالأمر ..انتهى الكلام فى الموضوع الآن ،وانزعى ذلك الإبريق من الكهرباء ..فسنخرج الآن ..هيا بنا أنا بحاجة إلى هواء نقي.

* * *
وصل ضيف فيونا فى نهاية الأسبوع ،كان روى مشغولاً فى التحضير لسيناريو مسلسل لكتابه الثانى الذى سيعرض على التلفزيون ..بينما كانت جدة روبى مريضة ..ولم يجد بديلاً عن الطلب إلى فيونا إستقباله .كان من الأفضل لو يتبادلا المنازل ،فمع ثياب توبي ،وسريره القابل للطوى فى غرفة الجلوس ،أصبح منزلها مكتظ فعلاً..لكنها وتوبى تخطيا العقبات كان طفلاً رائعاً ..لا يسبب لها المتاعب أبداً..وأحبت أن يكون معها ..خلال الأسبوع الأول ،كان "يساعدها"ف عملها ،مذهولاً بما تفعله ،ومحاولاً تقليدها ..وفى الأسبوع التالى ،جاء والده ،ليبقى معه ،بينما ذهب لتسلم بعض الطلبات لزبائن .
حين أصبح توبى قلقاً قليلاً فى الأسبوع الثالث ،ألبسته ثياباً سميكة وتركته يخرج ليلعب فى الحديقة وأخرجته معها فى نزهات فى السيارة ،مدركة حاجته إلى حوافز جديدة،وتغيير للمناظر ..يوم الأربعاء سأل:
متى سيعود والدى ليرانا مجدداً؟
هذا المساء حبيبى .
قبل أن اذهب إلى النوم ؟
طبعاً !لا تستطيع أن تراه وأنت نائم ..أتستطيع؟

ضحك لهذا وقال:
أنت مضحكة فيونا !أكثر من جدتى ..أنها لا تتصرف مثلما تفعلى ..لكننى لا أظن ان وجود الجدة مثل وجود الأم ..لم يكن لى أم ..لذا لا أستطيع أن أعرف
أوقفت فيونا السيارة ،تبتلع الغصة فى حلقها ..يا الله !إنه مثل روى ..جميل جداً ..وقال بلطف:
كل شخص له أم حبيبى ..لسوء الحظ ،لا يمكنها دائماً أن تبقى معنا.
وهل ذهبت أمك أيضاً إلى السماء ؟دادى قال لى هذا.
مضى على عودتها الى المنزل مع توبى ساعة ،وكانت تحضر وجبة طعام حين وصل روى ،وأصر أن يساعدها .وقال توبى معلقاً على عملهما معاً موجهاً الكلام لفيونا:
كنت أفكر..لو تزوجت دادى سيكون الأمر رائعاً..بإمكاننا أن نعيش معاً فى منزل واحد ،وستكونى امى ..يعجبنى هذا .

طارت عينا فيونا إلى أبيه ..لا شك أنه لم يضع هذه الفكرة فى رأس الطفل ؟ليس قبل أن يتناقشا بكل الأمور؟
دون كلمة ..قال لها بصمت ...أقسم لك أننى لم أقل له كلمة ..وأكمل توبى :
دادى ؟لماذا لاتقول شيئاً ..؟أليست فكرة جيدة ..؟
قالت فيونا:
إنا عندى فكرة جيدة ..لماذا لا تنام فى سريرى الليلة؟
إنها بحاجة للحديث مع روى ،والليلة ..لا يمكن الإنتظار أكثر من هذا .
ما أن أستقر الصغير فى الفراش حتى نزلا معاً الى غرفة الجلوس الصغيرة ..وقال لها .
جدة توبى تحسنت صحتها كثيراً..واقترحت على أن أعيده يوم الأحد .
وقفت بحدة :
لكن ..لقد وقعت فى حبه ..روى !وكنت تعرف أن هذا سيحدث ..أليس كذلك.
بالعكس ،كان يمكن أن يزعجك.وأستطيع القول أن هذا يريحنى .
سأتزوجك روى ..فهذا أمر منطقى جداً ..أنت وأنا متناسبان وهذا واضح جداً ..بإمكانى العمل فى أى مكان ،مثلك تماماً ..ولست مضطرة للعيش هنا ..أنا مولعة بك،وأظنك مولع بى.
لم يتحرك،لم يظهر شيئاً عما يجرى فى رأسه ..ثم قال بهدوء :
مولع بك ؟أجل..أستطيع قول هذا .
سألت .
متى ؟وأين؟

فى أى وقت مناسب ..هنا فى نورثم ..وهناك سبباً لهذا أصدقاءك هنا..و..حسناً.
أوكى ..أستطيع أن اقولها أفضل منك ..فليس من اللياقة أن يكون حمواك موجودان .
لست واثقاً من هذا فيونا..سأستشيرهما ..إذا كانا يرغبان...
ربما ..ولا مانع لى ،وأظن أن هذه ستكون إيماءة رائعة لهما ..قدمنى لهما أولاً ..قبل تقديمى كزوجة .
وتشاركا فى نقاش طويل وأقنعت فيونا الجزء من نفسها الذى لا زال معارضاً ..لازال غيرراضي .مرة واحدة طفا إلى السطح ،ليستجيب بلحظة ذعر حين قال :
فيونا .إما إن تكونى جاهزة للإلتزام أو لا ..أمامنا الكثير من التفكير ..لو فكرت فقط..
أفكر؟يا الله !لقد فكرت حين قلبت تفكيرها رأساً على عقب .
أنا مستعدة روى ..أردت فقط أن أتأكد من الزواج ..لأننى أخذه على محمل الجد ..ضمن وجهة نظرى الزواج دائم .
نظر إليها مباشرة :
ومن وجهة نظرى أنا أيضاً..لكن بالطبع ،لا تسير الأمور هكذا دائماً ..أليس كذلك؟.

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 02:23 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: الخاطفة _ روايات غادة _ مكتوبة

 

الفصل الثالث



البـديـلـة
تزوج روى وفيونا فى قرية صغيرة وفى كنيسة صغيرة ما بين مكان سكنها وبلدة نورثم..صباح أول يوم سبت من شهر كانون الأول ،وكان روى سعيداً بهذا،تاركاً كل الترتيبات لها ..والتزمت بالبساطة ببرءاً من الفستان الأبيض الذى اشترته لحفل الإستقبال ،الذى كان سيجرى فى منزل جيم وايت لإصراره على هذا.
كان حفل تهنئة بسيط،لكن كل أصدقاء فيونا كانوا هناك إضافة إلى موظفى مؤسسة أبيها،و،لكل سعادتها قريبها الباقى على قيد الحياة توماس .كان قد وصل فى بعد الظهر اليوم السابق من"كانا قون" حيث يسكن ..ولم يحضر حمو روى الى منزل جدته ،الآن روى وفيونا كانا سيذهبان الى منزل "آلبنى".

مضت المراسم بشكل مكتمل رائع ..لكنها تكونت بشيء من الحزن لسببين ..وكانت فيونا تأمل بالمزيد من مشاعر زوجها لها ،إضافة الى شخصين إفتقدت لهما ،وهما من يجب أن يحضرا هذا الزفاف.
خرج العريس والعروس الى شمس كانون الأول الشاحبة ليجدا نفسيهما فى مواجهة المراسلين ومصورى الصحف ،اللذين كانت كاميراتهم تبرق وتفاجئهما معاً..ورفض روى الإدلاء بأى تصريح ،مرافقاً فيونا الى السيارة المنتظرة ،قبل أن يستطيع مصورهما الخاص إلتقاط بضع صور سريعة.
لاحظ روى حزنها ..وعلم أنها تفكر بأبويها ..فأمسك يدها بشدة طوال المسافة من الكنيسة الى منزل جيم ،ولم يقل شيئاً،ولم يحتج لقول شيء ،ضد عمه ،وتفهمه يكفى .وضعت رأسها على كتفه مرتاحة لانتهاء المراسم ،ومتوترة خائفة من المستقبل .

كان أمامها الكثير تنظمه ،لها ولزوجها ..المنزل..روسدايل ..طرح للبيع مجدداً ..حسناً هذه بشرى سارة للمحامين !وجيم سيدبر أمر البيع لصالح روى ،كاملاً مكتملاً، ومع شيء من الحظ ،كما اشتراه تماماً ..وفكرت فيونا عشرات المرات كم أن الحياة مجنونة ...وكيف تقلبت الأمور..ها هى،متزوجة للرجل الذى باعته منزل أهلها ،لتصبح زوجة وأماً فى مدة لم تتجاوز الخمسة أشهر ..وكم بدا لها شهر أيار بعيد ..ذلك اليوم المشمس حين دخل روى الى مكتبتها يطلب رؤية المدير.
على الأقل ليست مضطرة للقلق حول منزلها ،فهو مستأجر ..محتوياته كلها ،مع طابعة روى الألكترونية ،شحنت الى "آلبنى"فى الصباح السابق ،ليستقبلها هنا حماه ،فهناك مساحة كبيرة فى منزله لأشيائها ،فحجمه صدم فيونا ،وهى تنوى بكل تأكيد تحضير غرفة عمل لها .فالكثير من السياح يزورون آلبنى ومنتجعاتها ،ولن يكون هناك نقص فى محلات الهدايا لتبيع مصنوعاتها .التهانى والتمنيات الطيبة ، الحديث ،والتقاط الضيوف للصور .للطعام والشراب ،الذى أجبرت فيونا نفسها عليه ..المزيد من الصوروالضحك والمزاح ..وكان حفل الإستقبال عادياً بما يكفى وناجحاً ..هكذا غادرا منزل جيم ليغيرا ملابسهما ويأخذا معهما من روسدايل ،ويقفلا الأبواب ..ويستقلا سيارة روى أخيراً بشيء من الإرتياح والتنهيد ..ليتجها إلى الشرق نحو "كلغورى"ومنها جنوباً نحو "آلبنى"..ومرت بضع دقائق قبل أن يتكلم أحد منهما .
ضحكت فيونا قائلة:
لم أسمع من قبل بعروسان مرهقان خلال ساعات من زواجهما .
نظر إليها يرفع حاجبه :
أتحاولين قول شيء لى سيدة غارليس ؟إذا كان الأمر فقد أصبت بالصمم فجأة .
سيدة غارليس ...سيدة روى غارليس .
لم تستطع أن تضحك على ما قاله لتوه ..ولا بد أنه لاحظ تغيير تعابير وجهها ،فقد امتدت يده إلى يدها تطمئنها :
لا تقلقى ..سنهرب من كل شيء ولبضعة أيام ..استرخى قليلاً.
أين سنذهب ؟

هذا سري ..وسرى لوحدى ..سنذهب إلى مكان دافيء حميم وفخم .. إلى فندق بالطبع ..أظن أننا نستاهل العناية بنا ..ألا تعتقدى هذا؟ ما آسف عليه أننا لن نتمكن من هذا لأسابيع ..فهذا مستحيل ..
طبعاً.
فهى لم تتوقع شهر عسل من أى نوع ..ووعدها روى :
سأعوض لك فيونا.. فى السنة القادمة ..سنسافر إلى إنكلترا لنقض عطلة فى منزلى هناك..أريد أن ترى المكان وأن ترى ما إذا كان من الممكن ان نستقر هناك ،فبقدر ما أحب أوستراليا إلا أننى أشتاق إلى بلدى الأصلى !
والد باميلا ،هنرى جيفسون ،كان ساحراً مع فيونا لدى استقبالها فى الشهر الماضى ..اعتنى بها بشكل خاص ،وقام بأقصى جهده ليجعلها تحس أنها فى منزلها ومرحب بها ..وللإنصاف ،هكذا فعلت الأم ،إيلين ،لكنها لم تنجح ،فقد أحست فيونا باستيائها الدفين ،ولو أنه مفهوم الأسباب ،مخبأ بحذر ..فى حديثها مع فيونا ذكرت ابنتها عدة مرات ..كانت تذكرها عرضا دون أن تقصد الجرح ،لكنها كانت تجرح ،ومرت لحظة صعبة حين تبللت عينا إيلين وهى تروى :بالأمس كانت سنوية موت باميلا ..أربع سنوات ..أعتقد أنك تذكرت هذا روى ؟
منزل روى لا يمكن أن يكون أقرب مما هو إلى البحر،ولم يكن ما توقعته فيونا أبداً ..فبعيداً عن التفكير به أنه كان يوماً بيتاً لباميلا لم تفكر به مطلقاً ..كان يبعد بضعة أميال عن أبعد منزل من آلبنى مبنى على جانب جرف صخرى ،له ممر يقود إلى فسحة من شاطيء رملى ،وجون صغير ،خاص،وتابع للمنزل .بالقرب منه مساكب أزهار لم تستطع الإنتظار لتضع يدها عليها ..فى الخلف مرجة كبيرة تقطعها أجمات من شجيرات صغيرة ناضجة .
من خارج المنزل كان يبدو كوخاً من جذوع الأشجار ،لكن بحجم كبير،واجهته يغلب عليها الخشب.الغرف واسعة ،مهوية كلها بنوافذ كبيرة ومناظر رائعة ..الطابق الأرضي منقسم المستوى المطبخ فى الؤخرة ،غرفة الجلوس تصل إلى البحر ..فى الطابق الأول ،أربعة غرف نوم ،ومكتبة روى فى الطابق الثانى ،حيث غرفتان أخريتان ،وكلاهما كبير ،وكلاهما فارغ .كانا الآن يتركان الطريق الرئيسية ..وتمددت فيونا قدر ما تستطيع فى السيارة .

لا يمكن التوقف لفنجان قهوة فى مكان ما روى؟
بكل تأكيد فالفندق يبعد ساعة.
كان فندقهما منزل ريفي معزول،يقف لوحده ضمن مساحات واسعة من أراض معتنى بها ،تبدا بطريق خاصة بعيدة عن الطريق العام ..من الداخل كان مرحباً ،متمكناً بطريقة ما أن يكون أنيقاً ،بيتوتياً فى نفس الوقت ..وردت فيونا على ابتسامة موظفة الإستقبال ،بينما وقع روى بإسم السيدة والسيد غارليس.

صعدت فيونا الى غرفتهما ،ممتنة للدقائق التى حصلت عليها لوحدها .وتوقفت مذهولة أمام الفراش الواسع الذى يحتل الغرفة .لم يكن بحجم ملوكى فقط،بل كان سبعة أقدام مربعة ،داخل فجوة مقنطرة فوقها كليلة نصف دائرية من نفس قماش الغطاء الحريرى ..الحمام كان من النوع الذى يتناسب مع زاوية وكبير بما يكفى لإثنين ..وقفت تنظر إليه ومخيلتها تجرى بجنون .
مبتسمة،وجزعة معاً،رفعت غلالة النوم الحريرية اللماعة وروب النوم المماثل لها ،مع أعلاه الذى لا وجود له تقريباً مع الدانتيل الذى يغطيه ..أوه ..لا يمكنها ارتداء هذا ،فمن الأفضل أن لاترتدى شيئاً ..هذا كثير! ستحس وهى ترتديه إنها تقصد الإغواءفقط!

سمعت روى يناديها ،فقد انتهت الخمس دقائق التى أعطاها لها قبل أن يصعد الى الغرفة وقال:
تعالى واسترخى ..فلنشرب سيكارة وشيئاً من العصير .
كان ممدداً على كرسي طويل ففى غرفة الجلوس التابعة للجناح ،وقد تخلص من سترته وربطة عنقه ،وفك أزرار قميصه العليا وانضمت إليه:
ما بك هل كدرك شيء؟
أبداً..يا لها من فكرة رائعة ،أن يكون فى الجناح مدفئة بنار حقيقية !
أحاديث خفيفة،خفضت من توترها ،مع أن روى لم يلاحظ هذا ..شربا العصير ،وتحدثا عن الفندق ،عن حفلة الزفاف ،حفلة الإستقبال ،والطريق الى هنا..أى شيء ..وقال روى أخيراً..
حسناً..سآخذ دوشاً قبل العشاء .الساعة الآن السادسة ،ولقد طلبت تقديم العشاء هنا..أمل أن يكون مناسب لك؟
عظيم! يا لها من فخامة .
ماذا تستطيع أن تقول وقد أتعب نفسه إلى هذا الحد؟
أتريدين الإستحمام قبلى؟
لا ..أنت أولاً.
حين خرج من الحمام كان يرتدى روب الحمام ،وربما لاشيء تحته.
الحمام لك.
ألن ترتدى ثيابك ؟
ولماذا أزعج نفسي ؟سنتناول العشاء هنا .
لم تكن تمانع ،فهذا سوف يحل عقدة التوتر فى داخلها ،ويساعدها على رؤية الجانب المضحك من الورطة ..فى الوقت الذى دخلت الحمام كانت تضحك.
وكانت تضحك ثانية حين واجهت روى أخيراً ،وسمعها تتحرك فى غرفة النوم.
آه ..أخيراً خرجت؟اتصلت بخدمة الغرف منذ دقيقة ليأتوا لنا بالعشاء.
كان العشاء لذيذاً .نسق روى الطلبات قبل وصولهما ..كل طبق كان من المفضل لدى فيونا .وأخذ روى يتفرس بها وعيناه الرماديتان لا تظهران أى أثر للمرح ،ومد يده ليضعها فوق يدها .
أنت متوترة ..ولا داعى لهذا .
روى.
لا..لاداعى لشرح شيء ..لا جدال ،ولا عرض أسباب ..أنهى وجبتك وكونى مرتاحة معى.
شكراً لعشاء ..كلها أطباقى المفضلة ..لقد تمتعت كثيراً .حين انتهيا أعتذر!
عفوك لحظات ..لقد نسيت شيئاً.
عاد وعليه علبة مخملية صغيرة فى يده ،ودون قول شيء وضعها على الطاولة أمامها ..فتحتها باهتمام ،تشهش حين شاهدت إلويثير ..الألماسي الجميل داخلها .
روى ..لا يمكننى ..لا يمكنك ..
بل يمكننى ويمكنك ..إنها خاتم زواجنا ..لم تتح لنا فرصة الخروج لشراءه !
وكان يناسب أصبعها تماماً.
إنه جميل .. كيف عرفت ؟لم تكن معى حين اخترت الخاتم .
لا ،لكنهم عرفوا مقاسك فى المحل ..وهذا شيء آخر عرفته عنك .

عاد الساقى ليدخل لهما القهوة ويأخذ الصحون الفارغة بعد أن خرج ،اكمل روى :
هناك أشياء كثيرة لا أعرفها عنك .
صحيح؟ مثل ماذا؟
مثل ما إذا كنت تعرفين الرقص.
الرقص؟بالطبع أعرف ؟ قد اكون قد عشت حياة الناسك خلال السنوات الأخيرة ،لكن كان لى سنوات مراهقة ،وتمتعت بها كثيراً .
ضحك:
ولا زلت هكذا ..ما أعنيه أتعرفين الرقص على الطريقة القديمة ؟
وقفت تدفع كرسيها إلى الوراء:
أحب التحدى ..أرى أنك لا تصدقنى ..قف على قدميك!.
الموسيقى المنبعثة من غرفة النوم كانت مكتملة لرقص وسألته متحدية :
أفهم من هذا إنك تعرف الرقص .

قسبت أن رقصة كثيراً عليها ،فقد كان رائعاً جداً ..أمسك بها بطريقة عملية ،بقوة لكن ليس بقرب ،وقادها الى خطوات لم تستخدمها منذ سنوات ..وقال ممازحاً:
فيونا! ظننتك قلت أنك لن تستطيعى الرقص !
هاى ..أعطنى دقيقة !لقد نسيت ..وأنت قلت أن رقصك له طراز.
هذا صحيح !وأنا راقص ماهر !
ضحكت ،لكنه لم يتراجع :
أرقصي ..وأرينى ما تستطيعى !
لعدة دقائق توافقت مع رقصه تماماً،وتمتعت بنفسها كثيراً ...ثم خطر ببالها فكرة ،وهذه المرة لم تستطع منع نفسها من الضحك :
أدركت لتوى ،كيف يبدو منظرنا ،ونحن نرقص رقصات ارستقراطية وأنت فى الروب وأنا فى ثوب النوم؟
سنبدوا سعيدين ..كل من ينظر إلينا سيرى أننا سعيدان .
وهل أنت سعيد؟
توقف عن الرقص ،ليضمها قريباً منه ،ومد يده يداعب شعرها ..وهمس:
أجل..أجل يا فتاتى الحلوة ..أنا سعيد .
اقفلت ما بينهما من مسافة لتدس ذراعيها حو لعنقه ..كل ما تبقى من التوتر يتلاشى..إنها تريده الآن ،بالقدر الذى يريدها تماماً ..بعد لحظة رفعها بين ذراعيه وحملها إلى السرير.
لكنه لم يكن مستعجلاً ابداً ..أخفض صوت الراديو إلى أن أصبح بالكاد يُسمع ..وأطفأ الأنوارقرب السرير يقبلها ،واحست بالإثارة الفورية .لكنه تمهل معها ،يأخذ وقته يداعبها يداه تستكشفان جسدها حتى لم تعد تحس بالزمان أو المكان ،أو أى شيء آخر ،ما عداه وعدا حاجتها إليه ..لو كان فى مقدورها الكلام لسألت كيف تمكنت من العيش طوال هذه المدة محرومة من هكذا سعادة .

كان روى يضمها بشدة وهو يحس بإسترخاء جسدها ..ثم قبلها بخفة ،منتظراً إلى أن تنتهى ردة فعلها ..وهى مغمضة العينين .
بعد ساعات ،استيقظت ..الراديو كان لايزال يبث الموسيقى والمصباح منطفئ ..لكنها لم تتحرك ..نظرت إلى وجهها وابتسمت لتذكر الساعات التى مرت بهما ..لحظات وفتح روى عينيه ،فقبلته بخفة ،عينيه،خديه،عنقه..وابتدأ الأمر من جديد.
كان الوقت صباح الإثنين ،وهما متوجهان على الطريق الرئيسية إلى "آلنبى"إلى البيت ..وكان صباح يوم من أيام شهر كانون الأول المتجلد الممطر ...حتى ساعات مضت ،حين نزلا لتناول الفطار فى غرفة الطعام فى فندقهما ،لم يخطيا خارج الغرفة أبداً..
وابتسمت ..وكيف لها أن تمانع فى هذا؟بالطبع لم تمانع ..
لكن ..من المهم أن لا تدع أى وهم يبدأ بالتكوين .فحتى خلال نوبات الهوى المشبوب ،ذلك الهوى الرائع ،الذى تشاركاه ،لم يتلفظ روى بكلمة حب أو دلال ،كلمة واحدة ،لم يقلها فى مناسبات أخرى ..إذن فهو إغواء صادق..مخطط له ..مفبرك ،لكن مع كل النية فى إسعادها ،فى مساعدتها على الإسترخاء ،فى إبعاد توترها عنها ،كى تتمكن من الإنجراف ،ولقد انجرفت ،لأن تتجاوب معه .

الفرق بينهما وبين أى عروسان جديدان هو أن تخطيطه ضرورى ..فهو لم يكن متأكداً منها ،لكن فى ضوء زواجهما هذا التقدير خاطئ..بكلمات أخرى لم يكن لديهما الحب يتكلان عليه ،فالحب عنصر رابط،الحب يجعل من الأعمال وردات الفعل شيء آلى ..ويجعل من تخطيطه ومن توترها غير ضروريان ..حبها له غير معروف ..وسيبقى هكذا .انجذابه بها أمل يقع فى المستقبل ..وربما سيتعلم حبها فى يوم ما .أما الآن فلا وجود له ،لقد عاشرها ،وسيعاشرها مجدداً،ليس كتعبير عن الحب،لكن لمجرد حاجة جسدية ،وهذا واضح وبسيط.
هناك المنزل لتتدبر أمره ..والتفتت إليه تسأله :
روى ..سبق وقلت لك أننى أريد شغلى أن يكون فى الغرفة الكبيرة التى تطل على مؤخرة منزلك .
من هناك يمكنها مراقبة روبى حين يلعب بالأرجوحة وبإمكانها الإطلال على الغابة .
إنه منزلنا فيونا...منزلنا ،وأنت لم تغيرى رأيك فى هذا؟
لا..وكنت سأضيف أننى سأضع أثاث منزلى القديم فى الغرفة المجاورة لها ..سأجعلها غرفة جلوس أخرى ،موافق؟
لست مضطرة للسؤال ..أنت سيدة البيت الآن ،وبإمكانك فعل ما شئت.
فكرت بالكلمات :
سيدة البيت ..أظن أننى سأعجب بهذه الكلمات .
ماذا ..سيدة المنزل ؟
روى ..أحاول أن أخطط للمستقبل!
هذا ما كنت أفكر به،القليل من المستقبل ،مثل ماذا سأفعل بك حين نصل البيت.
لم يكن من السهل أن لا تضحك :
أنا أقوم بتخطيط جدى ..كنت ..
صمتت حين شاهدت وجهه مقطبا:
ما الأمر؟
كنت أفكر بحمواى ..هل لا زالا يحملان هذه الصفة بعد أن تزوجتك ؟أم أصبحا "السابقين"؟
لست أدرى، على كل حال ،ماذا عنهما؟
هنرى العجوز مغرم بك ..لكننى لست واثقاً من إيلين.
موقفها مفهوم .
لك هل هو مفهوم لها؟ هل هو مفهوم !باميلا ماتت ولقد تفهمت أن هذا .
أعرف ..لكن أمها ترانى كمتطفلة ،أكان هذا منطقى أم لا ..ولسوف آخذ منها حفيدها الوحيد ..لا تقل ،أنا نوعية مجهولة لها فى الوقت الحاضر ،وستكون على ما يرام حين تعرفنى وأنت تفكر منذ الآن بعيد الميلاد ..أليس كذلك؟.

أجل..وسيكون من الصعب رفض دعوتها بما أننا فى آلبنى .
كانت تعلم حين قبلت الدعوة إنها امتحان لها،فلو رفضت لاعتبر رفضها عدائياً ،ودليل على أنها ستتولى كل شيء كما تفعل أى عروس جديدة ..والأمر الثانى،البسيط أن إيلين تريد رؤية حفيدها ..والموقف لا شك صعب لروى كما هو صعب لإيلين .وما من شك أنه كلما رأى حماته سيفكر بباميلا .ولا بد أن يكون الأمر مؤلماً.وصلا المنزل مع المغيب ..منزلها الجديد، لدهشتها كان دافئاً ومرتباً فسألت:
كيف يمكن أن يكون دافئاً؟
هنرى فكر بالأمر ،وكان هنا لملاقاة الفان الذى يحمل أغراضك .
وأظن أنهم وضعوا أغراضي فوق ؟كما آمل؟
لماذا لا نصعد ونرى؟
كان هناك مفاجأة تنتظرها،نسخة مماثلة لغرفة عملها كانت هنا:رف العمل ،والرفوف على الجدران،الجوارير، والأقسام المنفصلة عن بعضها .
روى ..!لا أصدق !
ابتسم لها :
بل صدقيه ..طلبت من صديقى جيف أن يفعل هذا ..ميلاد سعيد فيونا .
وهل تذكرت ؟ لم أكن واثقة أنك ستعرف .
أكملت الثالثة والعشرين اليوم ..وبينما أنا يائس لفنجان قهوة ،يائس أكثر لآخذك إلى الفراش ،يا فتاة عيد الميلاد !
مرت أجيال قبل أن يتناولا فنجان القهوة ،والساعة تجاوزت السابعة ،فسألت :
متى ستأتى بروبي ؟
تجاوز الوقت موعد نومه ،وقلت لجدته إذا لم أكن هناك فى السادسة ..فستبقيه حتى الصباح .
تذكرت شيئاً فجأة :
كيف يكون هذا المنزل نظيفاً مرتباً بينما روسدايل كان قذراً وكله فوضى ؟
إنها السيدة داريل ،التى تنظفه ..إنها سيدة جيدة .وللأسف لا تأتى كل يوم ..فالمكان بعيد عن حيث تسكن ..تأتى مرة فى الأسبوع ،يوم الخميس ،وتمضي اليوم كله ..بإمكانك تغيير الموعد إذا شئت ،أو طردها إذا وجدت نفسك قادرة على العمل كله .
لم ترد عليه،علمت أنه يمزح ..إنه منزل كبير،والمساعدة مره فى الأسبوع أمر أكثر من مرحب به وقالت:
فى الصباح ،سأذهب لآخذ روبى ،والتسوق فى المدينة ،وعلى نطاق واسع ،فالمنزل فارغ من أى طعام .
ضرب روى جبهته :
المال ..أنه أمر لم أستطع يوماً تنظيمه ..سأحضر لك دفتر شيكات لحساب مشترك .
لدى مالى روى..

لديها دخلها الخاص،ليس من بيع الحلى فحسب بل من مدخول المكتب ،الذى سيستمر إلى أن يتمكن جيم وايت أن يدفع الثمن كاملاً ..وقال بخفة :
ألسنا محظوظان ..هذا يجعلنا اثنان ؟سأضع حسابي بإسمك وإسمى ،ويمكنك استخدامه لمصروف البيت وأى شيء آخر ترغبيه ..المال ليس عائقاً ..أقلت ما يكفى؟
هنرى وإيلين جيفسون ،كانا فى أوائل الستين .كلاهما رمادى الشعرمفعمان بالحيوية ،نحيلان،صغيرا الجسم ،مما جعل فيونا تتساءل عن باميلا ..لا بد أنها كانت صغيرة الجسم ،وربما أقصر من روى بكثير،سوداء الشعر ،فشعر روبى كان أسوداً كشعر أبيه .فهل ساهمت عوامل الوراثة بسواد شعره ؟
وجدت طريقها إلى المنزل ببعض الصعوبة وضاعت مرة بالرغم من الخريطة المكتملة التى رسمها لها روى ..واستقبلها هنرى :
هاه..هذا أنت فيونا ! بدأنا نعتقد أنكما قررتما تمديد شهر العسل!
لم نفكر بمثل هذا!
كانت إيلين فى أعقابه تبتسم بينما دخلت فيونا إلى الردهة ،وقالت:
أدخلى عزيزتى ،لا تشعرى بالإحراج لما قاله هنرى..شهر عسل حقاً!
نظرت إلى زوجها ساخطة .
زواج فيونا من روى زواج تناسب ،هى قالت لنا هذا بنفسها .
لكن لم يكن هذا بالضبط ما قالته ،ولم تستخدم أبداً كلمة زواج تناسب ،وأكملت إيلين قبل أن تتاح لفيونا فرحة الرد.
على أى حال عزيزتى ..كيف كان الزفاف ؟أرجو أن يكون كل شيء تم بنعومة ..أنت تفهمين سبب عدم وجودنا هناك،أليس كذلك؟إنها مسافة طويلة حتى نورثم .
أجل إنها مسافة طويلة ..وأنا أفهم ..ولقد تم الزفاف بنعومة شكراً لك ..أين توبى؟
إنه فى المنزل المجاور ؟فالسيدة غارديان لديها حفيدها وهو فى نفس عمر توبى ،وهما يلعبان معاً.

هذا جيد ..هل أذهب لأحضره أم تفعلين هذا بنفسك؟لقد تأخرت فى الوصول إلى هنا ،ولدى الكثير من المسواق للكثير من الأشياء .
سألها هنرى :
بكل تأكيد لديك وقت لفنجان شاى؟
أوه..أجل..شكراً .
إجلسي إذن ،وارتاحى.
جلست فيونا لا تستطيع منع نفسها من أن تنظر حولها ،واستقرت عيناها على صورة زفاف تحتل مكانها بفخر فوق رف المدفئة ،ولاحظت إيلين هذا على الفور.
هل ارتديت الثوب الأبيض فيونا؟
طبعاً ..بذلة بيضاء ،لا شيء فاخر .
وقفت المرأة لالتقاط صورة لباميلا وروى وأعتطها لفيونا قائلة :
ثوب باميلا كان فيه إثنان وعشرون يارداً من القماش ..لقد أوصت عليه خصيصاً ..وكان جميلاً ..ألا تظنى هذا؟
أجل ،جميل ..وهذه صورة رائعة .
أعادت الصورة ،غاضبة من نفسها ،اللعنة ،إنها تقارن نفسها ،بصاحبة الصورة الآن .وأضافت إيلين :
لقد أبعد روى كل صورة لباميلا بعد أن ماتت ، لم يتحمل أن ينظر إلى الصور ..لقد كانا سعيدين معاً.
عاد زوجها مع الشاي:
بماذا تهذرين الآن إيلين؟
فى صوته رنة تحذير بدت واضحة لفيونا..وأجابت زوجته وكأنها تدافع عن نفسها :
رغبت فيونا فى رؤية ثوب زفاف باميلا ..وأنت لن تفهم هذا هنرى ،فالنساء دائما ً فضوليات حول أشياء كهذه .خاصة فى ظروف كهذه .

تركت فيونا المنزل تحس بالكآبة ،وإلى جانبها روبى ،يهذر بسعادة ،يتطلع شوقاً إلى مغامرة المسواق معاً ،يسأل إذا يستطيع المساعدة فى دفع العربة فى السوبر ماركت مضيفاً :
جدتى دائماً تسمح لى بهذا .
ردت بحذر :
أجل،يمكنك دفع العربة ،وسأكون مسرورة لمساعدتك لى ..لكن ..روبى ،هذا لا يعنى أننى سأسمح لك دائماً بأن تفعل أشياء كانت تسمح لك جدتك بها .
أعرف هذا! وأنا أفعل معك أشياء كثيرة لم تكن تسمح لى بها..أوه..سيكون من الرائع أن تكونى لى أماً ! هل أناديك ماما الآن؟
هذا عائد لك حبيبى .لماذا لا تفكر بالأمر قليلاً؟
بدأت فيونا تعتاد على أن يخاطبها الناس أينما ذهبت بالسيدة غارليس ،خاصة خلال الأيام التى توصل إلى الميلاد ،عاملة التنظيف ،والناس فى المحلات فى القرية القريبة ،اللذين عرفوا من هى قبل أن تقول لهم...التبضع فى القرية لأشياء صغير عادية كان يناسبها أكثر من التبضع فى المدينة .

اعتادت على هذا كما اعتادت على مغازلة زوجها لها كل ليلة ..كان روى يخلد إلى الفراش بعد وقت طويل من نومها ،حوالى الثالثة أو الرابعة صباحاً ،ويوقظها ببساطة بأن يضمها إليه .ذات صباح استيقظت لتجده ينام على الأريكة فى مكتبته لكنها لم تكن مريحة كالفراش.
لامست كتفه ،توقظه،وقالت:
روى ..ستسبب لنفسك ألماً فى العنق وأنت تنام هكذا !
ولم يكن يجب أن تقول شيئاً ولا أن تصحيه ،فقد وصلتها بسرعة ،رسالة أنه يعتبر هذا تدخلاً.
هكذا أنا ..أنام ،أعمل وأعمل ولا أنام .أستلقى هنا لساعة ،ويجب أن تحترمى هذا فيونا ..أحياناً أتصرف حسب مزاجى ،لكننى فى الوقت الحاضر لاأملك خياراً ،ولا يمكننى توفير وقت كثير للنوم .
تراجعت بلياقة ،وفوراً ..وهما متفاهمان جداً فى هكذا أمور،ولا يحاولان الجدال ،ولا يتطفلان على خلوة بعضهما البعض ولا على حرية أو نظام حياتهما .
آسفة ..ظننت فقط..
أننى بحاجة إلى نوم مريح ..معك حق..
وأمسك بخصرها مبتسماً ،ومكرراً:
معك حق ! وسأحصل على نوم مريح حال أن أستطيع ،كم الساعة الآن؟
السادسة ،خمس دقائق بعد السادسة .
لهذا تبدو الدنيا ظلاماً فى الخارج!لم أنت مستيقظة باكراً؟
ابتعدت عنه مبتسمة :
لأننى أفتقدتك ..لم أر دليلاً على وجودك فوق الوسادة .
تعالى إلى هنا ..سأصلح هذا على الفور.
لا ..أنت مستيقظ الآن،ومن الأفضل أن تستخدم وقتك فى شيء مفيد !
قلت تعالى إلى هنا ،أنت أيقظتنى أيتها الخبيثة ،ولسوف أستغل الفرصة .تعرفين جيداً أنك دائماً تلهينى..لا يمكنك الدخول إلى هنا ترتدين قميصاً من قمصانى ،ولا تتوقعى أن يحدث أى شيء .
إذن سأشترى قميص نوم اليوم،وروب،لطيف ومعتدل.
من الفانيلا الأحمر؟
إذا كان هذا ما يثيرك.
لكننى أحبك بهذا القميص أكثر.

جاء الميلاد ،ورأس السنة ،ومضيا ،ليس بالسرع الكافية لفيونا ..يوم الميلاد مع أسرة جيفسون كان فظيعاً..كان روى هادئاً،واضح أنه متعب ومتوتر،بسبب الساعات الطويلة التى يقضيها فى وضع السيناريو لكتابه ..كان قريب الإنتهاء لكن لم ينته بعد ،وهذا ما لم يرضه .كان لازال بحاجة إلى بضعة أيام .
إيلين وهنرى ،كانا قد تجشما متاعباً للتحضير :زينة الميلاد،شجرة كبيرة ،ديك رومى ضخم مع كل المتبلات حوله..عملا معاً وبجهد على إتمام كل هذا ،وسارعت فيونا لذكر هذا والتعليق عليه ،وكان تقديها لجهدهما صادقاً.وكان يمكن ليومهما أن يسير على ما يرام ،لولا الدقائق القلية التى أفسدته فى مطلع بعد الظهر.
كان الرجلان فى غرفة الجلوس مع روبى ،وكانت فيونا تخرج من الحمام حين واجهت إيلين ،التى قالت باهتياج.
فيونا ..يجب أن أكلمك لوحدك ..الأمر حول ..حسناً ..يقول هنرى أن من الغلط أن أذكرباميلا أمامك ..يقول أنك قد تظنى أننى أقارنك بها ..وقلت له أن هذا أمر سخيف ..ولا يمكن أن تغارى من ..من إمرأة لم تعد حية ،وأنا افهم وضعك أكثر مما يفهمه هو ..وأعرف أنك لا تتصورى أن بإمكانك احتلال مكان باميلا فى عواطف روى ..أنت أكثر واقعية من هذا ..كما أنك فتاة عاقلة ..ولقد تشاجرت معه حول هذا ،وقلت له إذا كان يتوقع أن لا أذكر إسم إبنتى أمامك ،فهو يطلب الكثير ..
لم تحس فيونا بمثل هذا الإرتباك فى حياتها ..إيلين كانت تنظر إليها متوقعة رداً ..وتبدو متكدرة ...فماذا يمكن لفيونا أن تقول ؟إيلين كانت إمرأة لطيفة حلوة ،ولا تريد أن تكدرها ،فقد يحول هذا الجو إلى نكد فظيع .

أوافق معك !من غير الطبيعى أن أتوقع منك عدم ذكر باميلا..
وضعت إيلين يدها على ذراع فيونا :
ولا يزعجك هذا؟
لم يكن سؤالاً بل فخاً ..لكنها ابتسمت لها مطمئنة :
لا ..إنه لا يزعجنى .
وتنهدت بإرتياح لتقدم إيلين تنزل السلم وتسبقها إلى غرفة الجلوس..وبهذا انتهى الموضوع.
لكن آخر رد لفيونا لم يكن صادقا .فالأمر يزعجها ..لأنها فى أعماق قلبها كانت تشعر أن روى لا يزال يحب زوجته الأولى ،وأن ذكرى حب باميلا هو الذى يمنعه من حبها ..صحيح أنه توصل إلى تناسب مع فكرة موتها ،أكثر مما توصلت إليه أمها ،لكن هذا لا يشكل فارقاً لمشاعره ..فيونا مجرد بديل ،بديل يجده جذاباً .صحيح أنه لم يستخدم كلمة ،تناسب ،مع أن الكلمة بالنسبة إليه هى بالضبط ما هو هذا الزواج له ..ويجب أن تواجه هذا الواقع .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 02:25 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: الخاطفة _ روايات غادة _ مكتوبة

 

الفصل الرابع




اول الخصام
خلال اول الاسبوع من شهر كانون الثاني كان لدى فيونا الاسباب الكافيه للتساؤل عن صحة ظنونها ...روي انهى اخر فصل من سيناريو كتابه وارسله الى الوكاله ..وستمر ايام قبل البدء بالتصوير وهذا لحسن الحظ لا يلزمه ان يسافر مع بعثة التصوير .لكنه امضى بضعة ايام بعد رأس السنه مباشرة مع البعثه كان يترك المنزل باكرا ولا يعود حتى وقت متأخر ما عدا يوم الاربعاء من الاسبوع .
دون ان تدرك انه سيعود باكرا امضت فيونا معظم يومها في آلبني ..بينما تركت توبي مع زوجة جيف التي اصبحت الان صديقتها الحميمه ..حين عادت الى المنزل وجدت روي في غرفة الجلوس سيكاره بين اصابعه وابريق قهوة امامه ..وكانت الساعه حوالي الرابعه وقبل ان تعتم .وعرفت على الفور ا شيئا قد حدث لا تعرف ماهو ولماذا كان ينظر اليها بغضب ..وسألها :
_اين توبي ؟

دون تحيه او اي شي اخر وقالت :
_عمت مساء..توبي عند باولا ..مررت لتوي لاخذه ولم اجد احدا ..لابد انهم ذهبوا الى القريه او الى مكان اخر .
_واين كنت ؟
كانت تخلع ملابسها المعطف القبعه القفاز والحذاء .
_اتسوق ..يا الهي الطقس بارد اليوم !لماذا انت نكد هكذا ؟ما بك ؟
_لماذا لا تقولي لي انت ؟
_روي اشرح لي ماجرى ارجوك ؟
انفجر بها .
_انت اشرحي لي ..عدت الى البيت لاجده فارغا لا رساله ولا شيء ..وها انت تعودين الى البيت دون توبي وتقولي لي انك كنت تتسوقين ..حسن جدا ..اين مشترياتك ؟
لم تصدق فيونا اذنيها ولا عينيها .
_ياللسماء ..ماذا دهاك ؟
لقد تغاضت عن تعبه لاسابيع الان ..منذ عادا من شهر العسل في الواقع ..كان يعمل جاهدا وتعرف ان هذا سيؤثر على اعصابه..لكن هذا ؟واحست بالحيره :
_لم اشتر شيئا ..كنت ابحث عن معطف من جلد الخراف .اوه ..لست ادري اعتقد انني لم اركز جيدا ..كنت ملهيه طوال اليوم .
رد بصوت ساخر :
_وهل هذا صحيح ؟متى خرجت هذا الصباح ؟
جلست فيونا :
_في التاسعه .

_اذن كنت تتسوقين دون ان تشتري شيئا طوال النهار؟
_ما الامر ؟
_سؤال بسيط ..اجيبي عليه !
_اتطلب مني ان اقدم حسابا على تحركاتي روي ؟اذا كان الامر هكذا اريد ان اعرف السبب.
_اجيبي على سؤالي فقط فيونا .
تمسكت باعصابها تتسامح :
_حسن جدا ..ذهبت الى عدة محلات تناولت الغداء ثم امضيت ساعه في الكنيسه .
_في الكنيسه ؟
_اجل في الكنيسه !
ووقفت على قدميها بحده :
مرت سنه الان منذ وفاة والدي وهذا هو السبب قبل ان تسأل.
ساد صمت مفاجئ لكنه مشحون يكاد يفرقع عبر المسافه التي تفصلهما ..وقطعت فيونا الصمت لتتفوه ان مزاجه متكدر بسبب ضغط عمله ..وقالت :
_اكان يومك ..متعبا ..او شيء من هذا ؟
لم يرد استمر ينظر الى السجاده ..فجأة وقف وخرج من الغرفه قائلا :
_سأكون في مكتبتي ..استدعيني وقت جهوز العشاء .
نظرت اليه فيونا ..كان يؤنبها لسبب ما يتجاهلها ثم يطلب ان تستدعيه وقت الطعام !ماذا ..او من يظنها ..خادمه ؟
تناولت فنجان قهوة قبل ان تتصل بباولا لتعرف اذا عادت .حين ذهبت لتأخذ توبي اخبرت باولا بما حدث لاتزال لا تصدق تصرف روي معها :
_لقد حصلت على اول شجار مع روي ..
ضحكت باولا !
_انت محظوظه ..طوال هذا الوقت وهذه اول مره تتشاجران ..هذا امر ليس شيئا .
_اعتقد هذا ..لكن صدقا لدي احساس انني لا اعرفه ابدا كنت كمن يتحدث الى غريب .
وسألت باولا باستغراب ماذا تعني فقالت :
_عدت الى المنزل حوالي الرابعه ..وكان في المنزل ولم اكن اتوقع وجوده ..ولم اعرف بماذا كان يفكر !طالب ان يعرف اين كنت وماذا افعل طوال النهار ..باولا ؟ما الامر ؟ايمكنك احتساب هذا ؟لم اشاهده يتصرف هكذا من قبل .

_كان يعمل جاهدا .
_هل هذا هو السبب؟هذا ما ظننته ..لكن ..
لم تكمل فيونا جملتها فقد لاحظت ان شيئا ما كان يدور في ذهن باولا ولن تقول لها ماهو ..وهذا ما خيب املها .واعطاها الاحساس بالنفور ..ما الذي تعرفه باولا ولا تعرفه فيونا ؟ام انها تتخيل الاشياء ؟ولكن الكبرياء لم تسمح لها بالسؤال ..ووقفت قائله :
_حسنا ..من الافضل ان آخذ توبي .
كان هناك نظرة اعتذار على وجه باولا وهي تقول :
_فيونا ..اسمعي ..لا تقلقي حول هذا انا لم اشاهد روي منذ زمن لكنني واثقه انه مشتت القوى والفكر تحمليه وسيمر هذا ..
تنهدت فيونا :
_اجل..لماذا لا تاتي انت وجيف يوم السبت ؟لنتعشى معا ؟نستطيع ان نضع ابنتك سوزي في احد الغرف لترتاح .
_عظيم !وبينما نحن في موضوع الاجتماع معا اريد ان اتاكد منك لحضور حفلة عيد زواجنا مع انها بعيده ..اول اسبوع من اذار ..لكنني اريد اعطائكما فرصه طويله كي لا تكون لكما عذر لعدم الحظور .
_باولا ! بالطبع سنحظر !
_ سنقيم الحفل يوم السبت مع الذكرى هي يوم الاحد لكن من يقيم حفله يوم الاحد ؟
لم تلحظ فيونا انه لم يكن عليها اصدار الدعوه قبل استشارة روي ..لكنه بكل تأكيد لن يعمل في المساء ...كان لا يزال في مكتبته حين وصلت واعدت توبي للنوم تحس بالتردد للانضمام اليه وهذا بحد ذاته ازعجها ..وقالت :
_تعال توبي ..ستدخل لتتمنى لوالدك امسيه سعيده .
لم يكن روي يعمل بل كان مستلقيا على الاريكه والى جانبه منفضة سكائر مليئه بالرماد واعقاب السكائر واتجهت عيناه فورا الى فيونا وفيهما اعتذار .

وقت العشاء وضع اعتذاره في كلمات :
_اسف لما حصل بعد الظهر ..اعتقد انني متوتر الاعصاب حاليا .
فكرت فيونا جيدا قبل ان ترد ..فالحادثه ازعجتها اكثر مما ادركت لكنها لا تريدها ان تخرج عن حجمها .
_لا بأس..انت متوتر لانك بحاجه الى الراحه ..وربما ستتمكن من هذا بعد انتهاء المسلسل ..لكن ..روي لمجرد تسجيل موقف انا لا يعجبني ان يُطلب مني تقديم حساب لوقتي ..فهذا ليس ..
وصمتت فقد ارتبط لسانها كانت على وشك ان تقول هذا ليس جزءا من اتفاقنا لكنها لم تستطع كانت تحب روي اكثر مع مرور كل يوم ..لكن المشكله كانت انها مع مرور كل يوم تصبح متطلبه اكثر عاطفيا ..في تفكيرها وفي قلبها ارادته ان يحبها ..اذا لم يكن بقدر ماتحبه ..او بقدر ما احب باميلا ..فعلى الاقل قليلا ..قليلا فقط .
واكمل لها كلامها :
_لم يكن جزء من اتفاقنا ..لقد اعتذرت ..الم افعل ؟هل تريدين الاعتذار كتابه ؟
اضطرت للوقوف كي لا تنفجر الدموع في عينيها :
_سأحضر الحلوى .
الان وبمرور الاعياد وقرب ذهاب توبي الى المدرسه لثلاثة ايام في الاسبوع ..فقد آن لها ان تفكر بالعوده الى عملها وان تبدأ بالتحضير لبعض المواد الاوليه لموسم الصيف عملها مهدئ لاعصابها شيء تحب ان تقوم به ولقد اشتاقت له كثيرا ..فكرة العوده اليه كانت تبهجها والسماء وحدها تعرف كم هي بحاجه الى البهجه الان ...
دس روي رأسه من باب مشغلها وقال :
_انا ذاهب الى الفراش الان فيونا ..اتعملين ؟
استدارت اليه :
_ليس بالضبط ..اضع لائحه بما احتاجه قبل ان ابدأ العمل .
_وهل ستتأخرين ؟

السؤال ازعجها ..بغضب استدارت اليه وهي لاتزال في كرسيها :
_هكذا اذن ! لا بأس في ان تزعجني وانا مشغوله لكن العكس غير مسموح .
_هاي ..!سألتك ببساطه ..
_حسنا ..لا تسأل ..يبدو ان هناك مجموعه من القوانين لك ومجموعه مختلفه لي ..متى سألتك كم ستتأخر ؟هذا اكثر مما اجرؤ عليه حين تكون منكبا على شيء ما !
_ وما الذي يزعجك ؟..لقد اعتذرت لك عما حدث بعد ظهر اليوم..الم افعل ؟
نظرت اليه فيونا بحده ..لاول مره لم تكن تتاثر فيها بمنظره يملأ الباب ..في العاده كانت نظره واحده كافيه لان تحس بانها ترغب به وهذا بالضبط سبب ارادته ان تعرف متى ستاتي الى الفراش ..ورمته بالاتهام دون اهتمام بما سيكون ردة فعله :
_ما الامر روي ؟اتحس بالاثاره ؟هل توقفت يوما لتفكر كم انت اناني ؟الم تتوقف يوما لتفكر كم اضطررت الى تكييف نفسي خلال الاسابيع الماضيه ؟بالطبع لا فهذا المنزل بما يحيط به يدور حولك فقط عملك رغباتك مزاجك ..مع ذلك لهذا انت تزوجتني ..انا مدبرة منزلك وام بالوكاله لطفلك ..انا حلاّلة عقدك ..ورفيقة فراشك ..حسنا ليس الليله ..لست في مزاج لهذا ..لذا اذا ظننت انك قادر على ان تدخل الى هنا ...

اذا كان روي غاضبا قبل قليل فذلك لا يقارن مع مايحس به الان ..قطع الغرفه بخطوتين يشدها بعنف لتقف !
ما الذي تقولينه بحق الجحيم ؟
_اقول :انك اناني واقول:اذا كنت تظن نفسك قادر على استخدامي طوال الوقت الذي يناسب رغباتك فانت مخطئ ...!
هزها الى ان اصطكت اسنانها .
_يا الهي ! اهذا ماتظنينه ؟انني استغلك ؟اهذا ماتظني انني تزوجتك لاجله ؟لمجرد غاياتي ؟وما يناسبني ؟
هاهي كلمة يناسب مجددا ..جذبت نفسها منه مندهشه من تصرفه الخشن معها .
_هذا مايبدو عليه الامر من وجهة نظري !
_وماذا عن هذا ؟
جذبها اليه بقوة حتى التصق جسدهما .
_اتشعرين انني استغلك حين اعاشرك ؟اتشعرين ؟
ضحكته لم تكن مستساغه واكمل :
_اذن ..انت لست في مزاج لهذا ..هه؟
قبلها بوحشيه وكان هذا هو الشيء الخاطئ ان يفعله في هذه اللحظات ..وقاومته يدها ترتفع اليه بسرعة البرق وتحط على وجهه بضربه تردد صداها .
حدقا ببعضهما بصمت ...لم تصدق مافعلت ..لم تصدق انهما تخاصما هكذا ..كان ينظر اليها بطريقه لم تشاهدها عليه من قبل وفي عينيه الذهول ..والغضب ..بكل هدوء قال :

_اذا حاولتي هذا مرة اخرى فستنالي اضعافا مضاعفه ..واكثر بكثير .
ولن تحاول هذا مرة اخرى ..ابدا ..فهي لم تصدق نفسها بما فعلت بقدر ما لم تكن تتحمل ما تراه في عينيه ..ودفعها بعيدا عنه بقوة ..وكان يكرهها ..وكانت تكره نفسها ..لماذا تصرفت بجنون هكذا ؟لماذا احتاجت لان تخفف الضغط من نفسها ؟ما الذي كان فيها اصلا ؟ما الذي فعله لها ..حقا ؟
الدموع تجمعت في عينيها تدحرجت على وجهها :
_روي ..اوه ..روي ..ما الذي جرى ؟
مرت لحظات لم يرد وظنته لن يرد ...
_لست ادري ..انا السبب ..انها غلطتي ..انا ..
_لا! اسمع ..انا اسفه على ما قلت ..على مافعلت ..
هز كتفيه متعبا واستدار نحو الباب بحيره :
_لا ...!لا تذهب !روي ..ارجوك ..ضمني اليك ..ارجوك قبلني ..لا استطيع ..انا لا ..
مع آهه ضمها بين ذراعيه وهي ترمي نفسها عليه ..يقبلها بعنف وكان في نفسه احساسا يود التخلص منه ..وعلى ارض الغرفه تعاشرا كلاهما يتجاوب وكأنهما يائسان وكأنهما كانا مبتعدان عن بعضهما لزمن طويل .

لكن عنصر الاهتمام والرعايه الذي كان دائما موجود بينهما اصبح مفقودا ..مهما كان لديهما من قبل ولو انه غير كاف لها كان افضل من هذا ..فجأة احست دونما ارتياح بخجلها منه شيء لم يكن من قبل بينهما منذ يوم زواجهما ..فنهضت عن الارض مملؤة النفس بقلق مؤلم التقطت ملابسها تحس بجسدها متصلب ويتألم ..فالرغبه والرغبه لوحدها دون حب تترك في الفم طعما مريرا وقالت :
_اذا كنت تحاول ان تُظهر لي الفرق فقد نجحت ياروي ..
كان كلامها بالكاد يكون همسا كانت مجروحه جسديا نفسيا وروحيا ..ولم يتحرك ولم ينظر اليها .
_في الواقع لم اكن احاول شيئا ..واذكر انك انت طلبت هذا ..ولا اذكر انك تصرفت كأمرأة مُستغله .
وكانت الحقيقه ..اتجهت الى الحمام دون كلمه اخرى جسدها الخوّان انكر تلك النقطه التي حاول هو ان يبرزها ..وبدا لها انها دائما مستعده للتجاوب مع روي بغض النظر عن اي ضروف .
ومضى وقت طويل قبل ان يأتي روي الى الفراش ..كانت فيونا مستلقيه في العتمه تتمنى لو انها لم تتكلم عن مسألة استغلالها ..مع ان جزء منها كان يحس ان هذه هي الحقيقه الا انها تذكرت نفسها لما لا عدد له من المرات انها كانت تعرف ما ينتظرها ..لكن ما لا تدركه هو مدى الانزعاج الذي ستحس به ان تعيش في ظل باميلا ..وانسل روي الى جانبها دون ان يضئ النور وقال بهدوء :
_فيونا ..هل انت مستيقظه ؟
عضت شفتيها ..هل تتظاهر بالندم ؟كانت قريبه جدا من البكاء وما تحتاج اليه هو ان ترمي نفسها بين ذراعيه وتقول له كم تحبه يائسه ..قالت :
_انا مستيقظه .
_يجب ان نتكلم .
التوتر في صوته لا يمكن تجاهله ..فأغمضت عينها بشده ضد الدموع المهدره ..لن تستطيع الثقه بنفسها ان تتحدث ليس الليله الان ...لكنها قالت :
_اعرف..لكن ليس الان .

تكلما في اليوم التالي بعد الفطار قبل ان يخرج روي الى عمله كان توبي في الخارج فوق ارجوحته يرتدي مايناسب ضد الطقس قال لها ببساطه :
_من اين حصلت له على هذه القبعه وكيف اقنعته ان يرتديها .
ابتسمت .
_اعرف ..يكره تغطية اذنيه ..اشتريتها من المدينه الاسبوع الماضي ...واتفقنا اذا سمحت له باللعب في الخارج في هذا الطقس فهذا مشروط بان يتسلح ضد البرد ...لكنه لن يبقى طويلا ..وسترى ..
استدارت اليه لتتلاشى ابتسامتها حين شاهدت الجديه في عيني زوجها .
_فيونا ..هناك اشياء كثيره يجب ان اقولها لك .
وكانت مستعده وتعرف ان هذا قادم ويمكنها مواجهته الان ..فالاشياء دائما تبدو مختلفه في ضوء الصباح وقالت :
_دعني اقول لك شيئا اولا روي ...بالامس كان ..لست ادري ما حدث ..لنقل انه كان مشحونا بالعاطفه بسبب الموعد ..كنت افكر بوالداي كما هو واضح رحلة تسوقي كان من المفترض ان تلهيني ..لكنها لم تفعل ..وانا اسفه قلت اشياء لا اعنيها .كنت غاضبه ..
_كلانا كان هكذا ..كنت في مزاج غريب ..لكن اعتذاراتنا المتبادله لن توصلنا الى اي مكان ..والكلمات لايمكن استعادتها وانت تعرفين المثل القائل :لا دخان من دون نار ..لذلك اخبريني هل انت تعيسه ؟
_لا ..انا ..لا!
_هذا لن ينفع فيونا ..قولي ماذا كنت ستضيفين ؟
تنهدت وصبت فنجان قهوة:
_كنت احاول القول انني بحاجه الى وقت لاتكيف ..فحياتي اصبحت صعبه جدا وبسرعه .
بدا عليه الرضى :
_لا استطيع مجادلتك في هذا ..والتوقيت كان تعيسا كذلك ..لم يكن امامي وقت لاقضيه معك ومع توبي ..لم تتح لنا فرصه ان نشعر اننا ..عائله ..اليس كذلك ؟
هزت رأسها تتساءل ما اذا كانوا يوما سيشعرون انهم عائله واكمل :
_حسنا ..آمل ان اغير هذا في القريب العاجل ..واذا كنت قد احسست انني استخدمتك ...
_روي ..حاول ان تنسى انني قلت هذا ..ارجو !

_اذا احسست انك مستغله لا الومك .لكن هذا لم يكن في نيتي اريد ان اسعدك فيونا ..صدقي او لا تصدقي اريد هذا كثيرا ..حين ينتهي هذا المسلسل ربما نسافر الى انكلترا ..نحن لم نتناقش امر المستقبل ويجب ان نفعل هذا .لكنني لا اتوقع منك رأيا بخصوص السكن هناك اذا لم تعرفي المكان .
كانت تركز على كل كلمه يقولها دون النظر اليه لم يكن يهمها كثيرا اذا بقيا في اوستراليا او استقرا في انكلترا ..كل ما تريده ان تكون معه..وليس لها اية صلاة عاطفيه هنا ..وسألته :
_اترغب في ترك هذا المنزل ؟
_ليس تماما فأنا احبه جدا ..ماعدا سنة ولادة توبي كنت اعود كل سنه الى انكلترا لبضعة اشهر ..لكنه سيبدأ المدرسه بوقت كامل هذا الخريف ..وهذا مايبدل الاشياء ..ولايمكننا ابعاده ثم العوده به ويجب ان نقرر اقامتنا الدائمه .
فهمت فيونا كل هذا ..لكن :
_لكنني كنت اعتقد ..ربما اعني هذا المنزل يحمل ذكريات كثيره لك ؟
امسك ذقنها ونظر الى عينيها :
_ماهو سؤالك بالضبط؟

_لا استطيع منع نفسي من السؤال ما اذا كان هذا المنزل يذكرك دائما بباميلا ؟
_افكر بها من وقت لأخر ..طبعا لكن المنزل لا علاقه لها بالامر ابدا .
_وذلك المنزل الاخر في انكلترا ..الذي شاركته معها ؟
_نفس الشيء ينطبق عليه والرد هو نفسه ..مايحيط بي لا يؤثر علي اذا كان هذا ماتفكرين به ..آه !فهمت الان الى اين يقودنا هذا ..انت تظنين ان المنزل يذكرني بباميلا وتتساءلين ما اذا كنت اقارن بينك وبينها صحيح ؟
احست انها خائفه فجأة ..خائفه انها اذا لم تكن حذره فسوف تجبره ان يضع بالكلمات ما لاتريد ان تسمعه ..واعترفت بارتباك ان الفكره خطرت لها ..فأجاب :
_انسي الامر اذن فانت وباميلا كالطبشور والجبن من المستحيل المقارنه ..ثم كم سيكون هذا مضيعه للوقت !باميلا ميته ولقد توصلت الى استيعاب الامر منذ مدة طويله .

صدقته فيونا ..في الواقع صدقته منذ اول مرة قال هذا فيها ..لكنها لم تستطع منع نفسها من التفكير ..زوجته الاولى ستقف دائما بينهما ..ولا تزال لها القدره على منعه من حب امراءة اخرى .
كان روي على وشك الخروج لوداع توبي لكن الصبي وفر عليه عناء الخروج فقد عاد الى المنزل راكضا وهو يرتجف فالطقس بارد جدا ..وقال ينظر الى الكبيرين :
_ثم ..لا مرح في اللعب منفردا ..لماذا لا تنجبان لي طفلا ؟..بامكانكما الان انجاب اخ او اخت صغيره ..اليس كذلك ؟
لم يبد على روي الارتياح للسؤال وتمتم شيئا عن :دعنا ننتظر لنرى ..وقبل توبي واعطى زوجته مايمكن وصفه بقبله رسميه ..
وهي توصله الى الباب قالت :
_روي ..
_اعرف من فم الاطفال ..لحظة مربكه اليس كذلك ؟
_في الواقع لم اكن اريد الاشاره الى هذا ..انت لا تشعر ,لا تشعر انك اخطأت ؟في هذه الحاله لا جدوى من بحث امر انتقالنا الى انكلترا او مناقشة اي مستقبل لنا معا ..ولأجل توبي سيكون الامر افضل لو انهينا ..
اسودت عينا روي وتغيرت معالم وجهه حتى انها تاكدت انها اغضبته ثانيه ..وقال باختصار :
_لا ..اردت ان اتزوجك فيونا ..ولو لم افعل لاستمريت في رغبتي هذه ..الرد انني ..لا ..لا اشعر انني اخطأت !
لقد قال لها انه رغب في الزواج منها فماذا يمكنها ان تسأل بعد ؟
_كنت سأقول لك انني دعوت جيف وباولا للعشاء يوم السبت وارجو ان لا تمانع .
_بل سأتطلع شوقا لذلك المساء ..اتصلي بمكتب خدمة الحاضنات سنأخذهما الى مطعم وهذا سيوفر عليك الكثير .
_لا ...لا مشكله ابدا .
انها لم تقنعه بعد ولم تمح الضرر الذي سببته ..لماذا لا تتعلم ان تقفل فمها وتحتسب الاشياء الايجابيه في حياتها ؟انها تتوقع الكثير وهذا يجب ان يتوقف :
_مامن مشكله ..وسأتمتع بان اطهو شيئا مميزا .
_اذا كان هذا ماتريدين ..لقد تأخرت ويجب ان انطلق .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخاطفة, دار العلم للجميع, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات غادة, روايات غادة المكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات غادة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية