كاتب الموضوع :
SHELL
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 243 - الحلم المتزايد قوة - كوين وايلدر - عبير مكتبة مدبولى ( مكتوبة )
ابتسم وامكنه تذوق مرارة تلك الابتسامة
قالت انها بسب حبها للابتسامة
وقد صدقها
وقد احضر لها هامبورجر عن طيب خاطر
تذكر ذلك الشعور من قبل عندما اكتشف ان والدها مريض
والدها سام ساندستون
ما زال يشعر انه غير قادر على تشغيل السيارة
ظل جالسا يسند رأسه على مسند المقعد
تذكر عندما كان شابا يتطلع الى مكانه فى العالم
ذهب الى الجامعة لمدة عامين لكنه اشتاق الى الحرية
فقد كره ان يكون محبوسا غير قادر على تفجير طاقته
كان اسعد وهو فى مواقع البناء التى عمل بها كل صيف عندما كان فى الرابعة عشر
أليست السعادة تساوى شيئا؟
هل ذهابه الى الجامعة ليتسنى له ان يجد عملا يكره القيام به فى باقى حياته؟
لقد تولى زمام الامور بيديه
ترك المدرسة رغم احتجاجات العائلة وعمل مع ساندستون
كان مشروعا ضخما , مراحله الاولى تتطلب اثنين وثلاثين مبنى مشتركا فاخرا
لم يستغرق بليز طويلا فى التأكد من ان سام ساندستون مخادع كبير ومتبجح وكان طموحه ان يسيطر على الموارد المالية
اغمض بليز عينه فى اول الامر للاقتطاعات الصغيرة
لم يكن يضع المواد المتطلبة فى ارضيات الاساس مما لا يتسبب فى مصرع اى احد
على وجه العموم
لكنه لاحظ فى يوم ان الاساس الذى اعده لأجل عملية الصب قد تم التلاعب فيه حيث تم ازالة قطع الحديد الصلب التى تعطى الاسمنت قوته
ظل يناقش طوال اليوم ماذا يفعل حيال ذلك
اراد ان يترك العمل
لكنه عرف انه لو اراد ان يعيش بنفسه فأن الابتعاد ليس احد خياراته
فقد ذهب لرؤية ساندستون تلك الليلة
شرح ساندستون موقفه المالى المتوتر وشعر بليز بالاسف تجاهه ولكنه لا يستطيع التنازل
انتهت المقابلة بصورة سيئة زساندستون وهو يجأر بانه سوف ينهار
ولقد انهار فعلا
فقد انهارت قلعة المبانى المشتركة الرملية قبل ان يتم تركيب الاسقف
مرض قلب سام ساندستون من جرّاء الضغط عليه
كان بليز يشعر دائما انه خسيس تجاه الموقف برمته
لكنه عمل الشئ الصحيح والوحيد
ولكن هذا لم يمنعه من تذكر الفتاة التى فتحت له الباب فى تلك الليلة
كان لها شعر طويل آنذاك
وكان لها وجه ضاحك
ولقد عرف ان الفتاة هى سبب طمع سام
وكان سام من النوع الذى يريد ما هو الافضل لابنته
افضل الثياب وافضل المنازل
الدروس , الرحلات بوفرة
لسبب ما شغلت الفتاة ذهنه لمدة طويلة بعد انتهاء الحادثة برمتها
ولم يكن سام قد شغل ذهنه
عرف بليز ان ما يقوم به سام سوف يؤثر على العائلة
هل ستدفع هذه الفتاة ثمن جشع سام؟
تلك الفتاة التى تصير امرأة بعد ذلك؟
لقد رأى بليز تلك الليلة حب وولاء الفتاة لوالدها فى عينيها
ولكن الولاء والحب قد جلبانها اليه
سعيا وراء الانتقام
هذا حظه
ان افضل عماله لديه مخرج للنيل منه
ثم قام بتشغيل السيارة
وكان ذاهبا للحاق بها
وما المانع ان يمضى نهاية الاسبوع جالسا امام ذلك المنزل ليلا بانتظار مجيئها ويدعو ربه ألا تحضر
جانى:
جوناثان , لست قادرة لأذهب معك الى السينما الليلة
كان خطيبها قد فرغ لتوه من العمل
واستدار حيث كان واقفا يغسل يديه على الحوض
وجففهما بعناية وخلع سترته البيضاء
شعرت جانى انها تنظر اليه بعين المنتقدة
حيث كانت تقارن بينه وبليز , وكرهت نفسها بسبب ذلك
جوناثان:
اختلاف مواعيد , الغاء الذهاب الى العشاء , يدان بهما بلاستر للجروح, هل شاهدت يا جانى ماذا فعل بك هذا العمل؟
ألم يشعر كيف انها تشعر بحالة جيدة؟
خاصة من الناحية البدنية فهى قوية على الاقل وصحتها جيدة
مليئة بالطاقة
شعرت بأنها على قيد الحياة
جانى:
ربما لا اقوم بالعمل مدة اطول من هذا
ما سبب شعورها بالخسارة؟
لقد وجدت العمل الذى احبته وهى تعرف ان عليها ان تتركه
ربما كان ذلك ثمن سعيها الى العدالة
ربما هذا هو الثمن الذى يدفع الواحد لأجل الانتقام
جوناثان:
ألم تقومى بذلك العمل بعد ذلك؟
يا سبحان الله!
ما الذى اعادك الى رشدك؟
جانى:
لقد قمنا بمعظم العمل فى تلك المنازل ولا اظن ان بليز سيريدنى لأجل منزل آخر
وان كانت تقضى كل ليلة امام ذلك المنزل تنتظر حضوره فليس هو بالكثير
وكانت تدعو ربها ألا يحضر
كانت هناك اوقات انسجام مع بليز
حيث علاقتهما تتسم بالضحك والاثارة والمغامرة
هل هو بليز او العمل الذى جعلها واعية بمدى روعة ان تكون على قيد الحياة؟
وشكت فى ان ذلك الامر مرجعه بليز
فلماذا يجب انهاؤه
جوناثان:
هل تودين تغيير سيارتك؟
جانى:
تغيير سيارتى
هل تكرهها؟
جوناثان:
لا اكرهها بالضبط
انا لا اعرف كيف تقودين سيارة كتلك وهناك ناس بلا مأوى فى هذه المدينة
جانى:
جوناثان!
يا لها من فكرة جيدة!
جوناثان:
لماذا تريدين تبديل السيارات وكنت تعارضين فكرتى؟
هل تحاولين ترك انطباع لدى احد؟
جانى:
لا وانما لا اريد ان يلحطنى احد
جوناثان:
حسن الناس تلاحظ سيارات الجاجوار!
جانى:
ليس كل الناس
واخرج لها المفاتيح
وشعرت بلحظة استرخاء
جوناثان:
اوه يا جانى
انظرى الى يديك
نظرت اليهما فوجدت بعض التغييرات فيهما من اثر العمل
ومنها تغير لونهما وظفر اصبع من الاظافر مكسور
ثم نظرت الى جوناثان حيث قال:
جانى كونى حريصة
فهذه السيارة تختلف عن سيارتك
جانى:
سأكون حريصة
قالت بهدوء
لكنها لم تكن تتحدث عن سيارته
جوناثان:
جانى هل تعتزمين شيئا احمقا؟
|