عندما سمح لى أخيراً بالنهوض والخروج وذهبت إلى منزلى توقعت أن أنساك كونى ثرياً بشكل غير معقول عرفت أننى سأجد العديد من النساء ليجعلننى انسى ولكننى لم استطع...."
قاطعته هيلارى بدهشه :" هذا مبالغ فيه."
تابع يقول :"على , كل ما استطعت رؤيته فى تلك النساء هو عينيك وابتسامتك الواسعه. وبعد عده اسابيع قضيتها ملاحقاً من خيالك الجميل قررت ان آتى إلى انجلترا , كنت مقتنعاً اننى حالما اراك سوف اشفى مما انا عليه , فاتصلت باهلك وطلبت عنوانك...."
قاطعته :" ألم يطلبوا منك فعل ذلك ؟"
"
كلا..."
"
ولكنك قلت...."
"
أعرف ما قلت , ولقد كان ذلك بدافع الكبرياء."
ثم تابع يشرح مبتسما وقد تمكن من تهدئه حده غضبها بنجاح.
فقال :" بعد ذلك كتبت إلى جوين ادعو نفسى لقضاء عده اسابيع عندها. اعتقدت لجهلى ان بلده لوركمب فى نهايه طريق نورويش ,عندما اكتشفت ان المسافه تلتزم ساعه من القياده , لذا تمكنت من اقناع الكولونيل بأن يؤجرنى منزله."
سألته باستغراب :" هكذا وبكل بساطه , طرقت باب منزله وطلبت منه ذلك ؟"
"
طبعا , كان أكثر من مسرور ليفعل , خاصه عندما شرحت له السبب
تمتمت :" بالتأكيد , هذا ما يحصل عاده."
وافقها :" ربما."
"
إذا إلى أين طلبت أن يذهب ؟"
"
إلى منزلى , بالطبع رتبت رحلته , اتصلت بمدير أعمالى ليقابله و......"
سألته باستغراب منذهله :" تكبدت كل ذلك العناء من أجلى ؟ وكل تلك المصاريف ؟"
امتلأت عيناها بالدموع فجأه. وبدا لها كل ذلك غير مفهوم.
أخبرها بجدية : " كنت لأفعل أكثر من ذلك بكثير هيلى ألا تعتقدين انك تستحقين ذلك ؟ لقد أردتك , وما أريده عاده أحاول قصارى جهدى لأحصل عليه."
شعرت فجأه بالخجل , ونظرت إلى الأسفل ثم سألته بصوت أجش :"وبمقابل رحله إلى استراليا أخبرك الكولونيل كل شئ عنى."
شرح بلطف :" لم تكن غلطته , جعلته يعتقد اننى اعرف كل شئ ,وهو شرح ذلك فقط لأنه كان معجباً بك."
"
أعتقد انه ما كان عليك سوى ان تومض ابتسامتك بوجه نساء القريه لتجعلهن يخبرنك بكل شئ."
.
.
مازحها قائلاً :" هل تعتقدين إذاً أن أن النساء الأخريات ربما يجدن ابتسامتى رائعه ؟"
اعترفت :" نعم."
"
جيد. كنت شبه محضر لأن اكرهك من مجرد رؤيتك , ومقتنع ان مقابلتك سوف تبعد الأوهام عنى , ولكن فى نفس الوقت لم أرد ان يحدث ذلك أبداً. لكن الذى لم أكن مستعداً له هومظهرك فى البدايه حيث بدوت ضائعه وبائسه. وهاتان العينان الجميلتان مليئتان بالظلال حتى اننى وللمره الأولى فى حياتى المضنيه والممله , شعرت اننى وقعت فى الحب."
"
كلا...."
أصر بنعومه وهو يشدها إليه " نعم."
نظرت بسرعه إليه وحدقت فى عينيه , شاهدت الدفء والمرح والحب.
شعرت بالوهن عندما تذكرت بعض استفزازاته فعبست قائله :
"
هل توقعت منى أن أعرف ؟"
"
نعم , اعتقدت ان النساء على معرفه دائمه , وهل تعتقدين بصدق اننى عاده اسمح للنساء بصفع وجهى ؟ ليس مره بل مرتين ؟ ولأنك سلبت قلبى لم أعاقبك."
سألته ضاحكه :" سلبته ؟"
.
.
"
نعم ! فالحب يحتاج لأى سبب ليثبت وجوده ,فهو فوق أى تفسير ,وكل الاقتناعات عما تريدين او تحتاجين. وعندما رأيتك طارت من عقلى كل الأفكار عن الشقراوات الرائعات , وتعلقت بك وعرفت اننى لن استطيع تركك تذهبين.
كنت سأشرح عندها ولكننى شعرت بالجبن , عندما قوطعنا. اعتقدت اننى اعرف ما قد تكون رده فعلك , ولكن فكرت لشده كبريائى أننى إذا ما شرحت كل شئ عن البيع والأرض ومالك المرتجع , سوف تكونين ممتنه إلى درجه أن تقعى بين ذراعى."
وأصبح وجهه جدياً عندما اضاف بلطف :" هل ان مشاعرك هى نفس مشاعرى ؟"
أجابت :" أنت تعرف كيف أشعر."
"
كلا , لا أعرف." أمسك بوجنتها لكى يتمكن من التحديق بعينيها الجميلتين وسألها بهدوء :" هل بإمكانك أن تحبيننى؟"
رددت بارتباك :" بإمكانى ؟"
"
هل تعتقدين انه بإمكانى ان تحبيننى فى يوم من الايام ؟"
حدقت فيه , وقالت بوهن :" أوه , ياليو , كيف تسأل مثل هذا السؤال ؟ أنا أحبك كثيراً. كما لا شئ مما فعلته او قلته كان سيغير ما اشعر به تجاهك, لو لم أفعل. عليك ان تعرف ذلك."
لكن كيف له معرفه ذلك ؟ فهى نفسها لم تعرف حتى البارحه.
قال موضحا :" ما افهمه عن الحب , هو يجب ان ينمو مثل ورده رقيقه , عليه ان يسقى ويبقى دافئاً...."
"
أنا لا أذكر إطلاقاً أننى سقيت هذا الحب , فقد كنت اصرخ واستمر واهين واصفع !"
قال بابتسامه صغيره مرحه :" حسنا , هذا كان نوع من السقى لكن كان على ان ادفعك لذلك كى اخرجك من حزنك , لأننى كنت أريد هيلارى أن تعود إلى طبيعتها."
دمعت عيناها من جديد :"أوه ليو ! لقد سببت لك الألام المبرحه؟"
أجابها بحنان :" لقد كنت متألمه ويائسه وكان على أن أساعدك."
أصرت بنعومه :" ولكننى لم أعد كذلك , وانا أحبك حقاً , ليس لدى ادنى شك بذلك...."
"
ما الذى يقلقك إذا , العيش فى استراليا ؟"
"
لا , إنما لو كنت بالرجل العادى , لما كان هناك أيه مشاكل."
"
انا رجل عادى."
"
كلا , أنت لست كذلك ! ليس شخص يملك نصف استراليا هو رجل عادى , الزواج اكثر من الحب والاهتمام والقيام بالأشياء معاً. أنه التواجد جنباً إلى جنب , والمشاركه بروح مرحه وساخره ! هو ان تبقى على حبى حتى عندما أصبح عجوزاً شمطاء !"
قال محاولاً تهدئتها :" فتاتى عزيزه , لا يمكن لك ابدأ ان تصبحى مثل عجوز شمطاء أمامى , لا ؟ كنت نكره متغطرسه وقاسيه جدً فى أغلب المناسبات التى تقابلنا فيها وهذه هى نواحيك السلبيه , وادرك جيداً انه هناك ايضاً نواحى ايجابيه رائعه فيك , لذا من الصعب على ان أقع فريسه أى أوهام , أليس كذلك ؟"
.
.
أخذت تنهيده طويله بينما كانت تتساءل كيف ستفسر كل الأشياء الأخرى التى تزعجها.
اعترفت قائله :" ليس فقط ذلك , أنا تقريباً لا أعرف أى شئ عنك , وإذا كنت مهماً وثرياً , فأنا اتوقع أنك تستقبل العديد من الأصدقاء وشركائك فى العمل مما يعنى انك تحتاج إلى شخص يمكنك الاعتماد عليه , ولا أعرف إذا كنت استطيع !! أنا عاديه جداً ليو !"
"
أوه , هل يمكن أن تتوقفى عن هذه السخافات ؟ أصدقائى وشركائى ليسوا وجهاء أتعرفين , أنهم أشخاص عاديين مثلى , أننى لا أعيش بصوره مختلفه عن الآخرين ! حياتى كتاب مفتوح... أنا لست رجلا خارقاً , لكننى مأخوذ بافتراضاتك الحقيقيه اننى عاده مشغول جداً بالإجتماعات , صدقينى , حبيبتى بعد يوم عمل فى الخارج مع الأحصنه أنا..."
قاطعته مستفهمه :" أحصنه ؟ قلت أنك تعمل فى مجال الxxxxات !"
أصر متشدداً :" أنا كذلك , ولدى مزرعه للخيل."
حدقت فيه , فى القوه التى تبدو منبعثه منه دائماً على الرغم من مظهره البارد والهادئ , ولم تصدق شيئاً مما قاله.
سألها بلطف والإغاظه باديه فى عينيه :" ألا تحبين الاحصنه ياهيلارى ؟"
وافقته بوهن :" أجل أحب الأحصنه." وبعد ذلك لم تكن قادره على التفكير بأى شئ آخر لتقوله عن الأحصنه , سألته عن شئ بدا أكثر أهميه بكثير :" هل عرفت الكثير من النساء ليو ؟"
"
واحده او اثنيتن , هل يزعجك الأمر كثيراً ؟"
اجابت بصوت حاد :" نعم , ففكره معرفتك النساء الجميلات تمزقنى ارباً."
سألها متجهماً :" إذا تفهمين كيف اشعر حيال ريان , لا ؟هل تعتقدين اننى لم اسمع ما قاله لك ؟"
عارضته بدون تفكير :" ولكن ذلك مختلف ؟"
"
هل هو كذلك ؟ لماذا ؟"
"
لأنه , حسناً , لأن الأمر لم يكن كما كان معك !"
أصر بخشونه " أم يكن ؟"
نظرت إليه بطرف عينيها وقالت :" كلا, كلا , لم يكن."
كانت مسروره لأنه يشعر بالغيره سألته :" هل يزعجك ذلك حقاً ؟"
قال ببساطه :" نعم , فكره لمسه لك أولاً, ومحاوله ضمك بين ذراعيه , أمر سوف , يدفعنى للجنون."
"
ولكنك لم تضربه..."
"
ألم أفعل ؟"
رمته بنظره حاده وسألته :" هل فعلت ؟"
"
يالك من فتاه متعطشه للأذى ! ليس هكذا, كلا هناك أساليب أخرى للتعامل مع الجرزان مثل ريان , الأساليب التى لاتترك أثاراً."
سألته :" لم تخبرنى ابداً كيف تمكنت من الحصول على المال منه "
"
فعلت معه ما فعله معك , فى البدايه عندما وجدته , وهذا ما لم يكن صعباً , عرضت عليه خمس آلاف باوند مقابل الأرض..."
.