تنهدت بنفاد صبر , مشى نحوها . وعندما حدق بعينيها الواسعتين والخافئتين سألها بقسوة : ((وأنا يا هيلارى ؟ ماذا تشعرين تجاهى ؟))
الحب , أرادت أن تصرخ , ولكنها لم تستطع .
سألها : ((ماذا ؟ أنت فى السابعة والعشرين . لست طفلة هل تنوين تمضية بقية حياتك مسجونة فى الوحدة مخافة أن تتأذى ؟ أو هل تنوين ان تمضى هذه الحياة متظاهرة أنه كل رجل قد تقابلينه هو ريان ؟))
صرخت مزعورة : ((كلا! كلا! قلت هذا بداف الغضب والإرتباك لأننى لم أرد أن تعرف كم أذيتنى !))
أجاب بغضب : ((لم أوذيك , تياً ! أنت أذيت نفسك بمخيلتك الواسعة))
وافقته بتعاسة : ((أنا أعرف ذلك الآن , ولكن ألا تستطيع ان تفهم لماذا؟ لم أعرفك . وقد بدا واضحاً أنك تعرف ريان , وأنك أتيت من أجل الأرض))
تابعت : ((بدا كل شىء مناسباُ . وكنت خائفة من الوثوق بحكمى فأنا لا أعرفك جيداً))
((وهل عرفت ريان جيداً؟ بالرغم من صداقتكما لبضعة أشهر .))
وافقته ببؤس : ((كلا .)) ولكن الأمر مختلف هذه المرة , أرادت أن تخبره , هذه المرة هى على ثقة .
لكنها تابعت تقول : ((هذا لن ينجح أليس كذلك , كل ما تريده هو ان تعاقبنى .))
وافقها بهدوء : ((نعم , أريد معاقبتك))
سألته : ((هل حقاً شاهدت أفلاماً منزلية عنى وهل أنا لا شىء ؟))
أنكر : ((كلا , لست لا شىء , لقد كنت غاضباً , ومتألماً , وهذا الصباح شعرت بالغيرة الشديدة , رأيته يحاول التقرب منك , وشعرت بغضب قاتل حتى أننى أردت أن أقتله . فكرت اننى تكبدت كل ذلك العناء من أجل أن أجلبك إلى , وأعدت المال إليك , فقط لكى أعيدك إليه , هل حقاً لم تشعرى بشىء تجاهه ؟))
أجابته بصدق : ((هو أيضاً لم يشعر بشىء تجاهى . لابد أن الأمر كما قلت , رآك آتياً فحاول التقرب منى عن فصد , واحدة بواحدة .))
قال أيضاً أنهى ثرى , ولكنها لم تعرف كيف تسأله . فى هذا الوقت الغير مناسب , لابد أنه سيتخيلها تبحث عن المال أكثر من أى شىء آخر .
تمنت لو أنها تستطيع التفكير بشىء تقوله لتجعله يثق بها , ولكن بعد سلوكها الغبى سابقاً , أعتقدت انه سيمضى وقتاً طويلاً قبل أن يبدأ بتصديقها من جديد . ماذا لو أخبرته أنها ستذهب إلى استراليا ؟
قالت بنعومة : ((لقد بعثت برسالتى أمس .))
سألها بحذر : ((وماذا ؟))
أجابت بلطف : ((سوف أذهب إلى استراليا لقد كنت على حق , كنت غبية جداً))
((نعم وريان لا يعنى لك شيئاً))
((كلا , حقاً يل ليو , لا يعنى لى شيئاً))
أومأ : ((حسناً))
سألته : ((سامحتنى ؟))
.
تمتم : ((لا يجدر بى , لقد اتهمتنى اننى أفضل بقليل من لص , غشاش كما لة أننى خططت كل ذلك فقط لأوذيك , هل هذا ما اوحيته إليك ؟))
اعتذرت بخبث : ((قلت اننى آسفة , وأنت كذبت على))
((حسناً , نعم , ولكن هل هذا لا يعنى أن تقفوى إلى كل أنواع الإستنتاجات الأخرى))
((حسناً , وماذا غير ذلك كان على أن أفكر به عندما قالت جوين كل تلك الأشياء ....))
استغرب : ((جوين ؟ وما دخل جوين بالأمر ؟))
((حسناً , قالت ....)) توقفت عاجزة عن المتابعة عندما أدركت متأخرة أن ليو لا يعرف بأمر حديثها مع شقيقته وعضت على شفتها . لو شرحت الأمر , فسوف تزج جوين بمشكلة .
حذرها بقوله : ((لا أكاذيب , يا هيلارى , ما دخل جوين بالأمر ؟))
حدقت فيه بتعاسة , شرحت بسرعة وبإختصار وذلك لصالح جوين , فتمتم بوهن : ((إذاً لهذا لم أستطع حقيقة أن أفهم كيف استطعت الربط بين معرفتى بأهلك ومعرفتى بريان . لذا أعتقد أننى أدين لك بإعتذار . ثم تابع بقسوة : ((مع أننى حين رأيتك عند باب المطبخ بكامل أناقتك بعد أن كنت مع ريان , أردت أى شىء عدا مسامحتك ))
نظر إليها متسائلاً وتابع : (( هل قالت شيئاً آخر ؟))
((كلا فقط أنها لا تراك كثيراً .....)) وفجأة تذكرت ما قاله الولد . لقد سألها ابن شقيقته إذا ما كانت هى سيتزوج خاله .
سألها : ((ماذا؟))
كان القلق يبدو من عينيها , فهى إذا لم تخبره سيعتقد أنها تخفى أمراً ما عنه ومن الأفضل ان يعرف كل شىء .
لم يقل ليو أبداً أنه يريد ارتباطاً دائماً , ولكن إذا كان فى نيته الزواج من أخرى فلم يتورط معها ؟
حذرها : ((هيلى , ماذا أيضاً ؟))
اسرعت : ((سألنى ابن شقيقتك إذا كنت من سيتزوجها وكنت أتسائل ....))
سأل بلطف : ((لماذا أكون معك إذا كنت سأتزوج من آخرى , ألم يخطر ببالك انه من كنت أقصد ؟))
((طبعاً . خطر لى ! ولكننى فقط لم أكن أجرؤ على الأمل بذلك .))
((ألم تتوقعين الزواج منى ؟ ماذا كنت تتوقعين إذاً ؟))
حدقت فيه بإرتباك واعترفت : (( كيف لى أن أعرف ماذا تريد لقد كنا غريبين فى الفترة الأخيرة ...))
أنكر بنعومة : ((ذلك لم يغير من مشاعرى , مع علمى أنك تمسكين بالنهاية الخاطئة للعصا ؟))
قالت ببساطة : ((لأنه , لم يخطر ببالى انك عازم على الزواج منى , أو على الأقل لم أجرؤ أبداً على الأمل بذلك , إلى جانب أننا بالكاد نعرف بعضنا البعض .))
نظرت إليه بنظرة جانبية وإبتسمت بإرتباك ثم همست : هل حقاً تريد الزواج منى ؟))
((نعم , أنا حقاً أريد الزواج منك لماذا تجدين ذلك غير معقول إلى هذا الحد ؟ بالنسبة إلى أننا لا نعرف بعضنا البعض لدينا بقية حياتنا لإكتشاف ذلك ))
سألته بحذر : ((هل أنت غير قلق من أنه لربما وجدت بعض الأمور التى قد لا تعجبك بى ؟ أشياء قد تغيظك ؟ مشاهدتك لى فى فيلم منزلى , ومعرفة غير عميقة عن شخصيتى لا تعنى أنك تعرفنى يا ليو فهناك العديد من الأمور عنى ...))
سألها بمرح : ((مثل؟))
فسرت له : ((حسناً لا أعرف ربما اترك دواء الأسنان من دون الغطاء !))
((حسناً هل تفعلين؟))
((كلا))
((إذاً كفى عن هذه الأعذار السخيفة .))
سألته بنعومة : ((هل حقاً وحقيقة تريد الزواج منى ؟))
((نعم))
توجهت إلى المطبخ لتجلب العصير من البراد . مع أن فكرة شرب العصير البارد على معدة خاوية لم تكن بالفكرة الحكيمة ولكن من يريد أن يكون حكيماً ؟