تتقدم الساعة في استراليا بحوالي العشر ساعات من توقيت انكلترا,وإذا اتصلت بهم الآن فان الوقت يكون في منتصف الليل.
خاب أملها, واستدارت لتعود ادراجها. ولكن فكرة البقاء مابين أربعة جدران لبضع ساعات جعلتها تشعر وكانها تنتحر فتنهدت بعمق واغلقت الباب. قررت أن تذهب في نزهة . ربما بعض الهواء المنعش سيجعلها تشعر بالتحسن فتنجلي افكارها.
سواء كانت بوعيها أولا, فقد وجدت نفسها بجانب الأرض حيث كان يوجد الكوخ الذي اشترته مع ريان ذات مرة.
منظر كئيب ومحزن يمكن أن يسبب بالذبحة القلبية, لكنها وجدت الآن أن المنظر لا يستطيع أن يوذيها أبداً.كان هناك يافطة كتب عليها كلمة مباع, وقفت تحدق للحظة وكأنها قد تجد الحل السري لكل مشاكلها.
قال فرانك جرين من ورائها اخبار رائعة, اليس كذلك؟ ابتسمت قائلة "نعم"
تابع:"من المحزن اننا لم نفكر بذلك بانفسنا, من دون شك فكر ليو في ظرف خمسة دقائق بتلك الخطة وأنا أدعو نفسي رجل اعمال! أوه, حسنا ً,من الأفضل أن اعودإلى الدكان والا سأجد طابوراً من الزبائن ينتظر في ثم ربت على كتفها وأضاف :"أنا حقا ممتن لك, ياأنسة وهكذا سوف يكون الكولونيل." حياها بيده وابتعد ناحية دكان مالذي لم يفكروا به بعد؟تساءلت متعجبة,أية خطة؟ لقد باعوا الأرض’ألم يفعلوا ذلك ؟ وحدقت بفراغ في الحجارة الصغيرة التي كانت كل مابقي من الكوخ.
حاولت أن تتذكر نفس الكلمات التي قالها ليو عندما سلمها الشيك او التي قالتها هي . لقد سألته باستهزاء إذا قام بخداع ريان ليجعلة يعيد المال, وقال نعم, هل كان هاذا ما قصده السيد جرين؟
مالت على بقايا حائط من طوب, وحاولت أن تستعيد كل ماحدث منذ أن جاء ليو. تصرفة, والأشياء التي قالها, تحاول بعد معرفة معلوماته الجديدة أن تجد خطأ في ما قاله, واستغربت بعد ذلك لماذا تهتم. هي تعرف من صميم قلبها بأنه قال الحقيقة. وغلطتها هي في قلة ثقتها بنفسها وبه عادت الى الكوخ مفكرة انه لا حاجة لها لأن تبقي في انكلترا الآن.. شكراً لليو فبامكانها الآن أن تتحمل نفقات العودة إلى استراليا.
.
وقفت تفكر في المطبخ الصغير’ لكنها استدارت فجاة وخرجت من جديد. سوف تتصل بالوكالة, لتبلغهم بما هي عازمة عليه, وما أن تصبح حرة سوف تسافر إلى اهلها. لم ترد البقاء هنا, ليس بدون ليو,اعترفت اخيراً. وعندما ترددت أمام الهاتف واجهت هيلاري مشاعرها,انها تحبه, ليس مثل حبها لريان, بل مختلف. وإذا ذهبت إلى استراليا,ألن تكون هناك اية فرصة ليتقابلا؟ فتحت باب غرفة الهاتف وتناولت السماعة لتطلب رقم مكتبها ثم تكلمت بسرعة وحماس مع مديرها.
عندما اعادت السماعة إلى مكانها شعرت بان عينيها تمتلأن بالدموع. لم تكن تستحق عطفهم وتمنياتهم الطيبة, بالكاد كانت صديقة مرحة مؤخرأ. ولم تكن حتى بحاجة لأن تبلغهم حتى, فبامكانها أن تذهب في اي وقت تفضلة وتجمع أغراضها الشخصية. أحست بشعور عميق بالندم لكونها خذلتهم بشان رحلة روما وأثينا, ولكن حتى ذلك تجاوزوه,وأخبروها بأن لاتقلق.
مشت ببط عائدة إلى الكوخ بعد أن أغلق باب غرفة الهاتف, كل ما بقي لها الآن هو ان تنتظر الوقت الملائم للاتصال بوالدتها.
في العاشرة مساء من تلك الليلة, مشت في ذلك الدرب مجدداً الى غرفة الهاتف ومعها بعض النقود المعدنية ثم طلبت الرقم ببطء.
في الواقع لقد بكوا أكثر مماتكلموا, اعتذروا كثيراً, وكان علها بعد ذلك أن تحي مايك, ووالتها مرة أخرى, بفرح ودموع ووعد بأنها ستعود إليهم .
نعم, قريباً جداً سوف تتصل الأسبوع القادم, نعم لديها المال الكافي للسفر, وسوف تشرح كل شيء عندما يلتقون. لقد قالت لها انها لم تعد ترى ريان لكن احداً لم يذكر ليو, أحاطت ذراعيها حواليها, وقفت في غرفة الهاتف لوقت طويل بعد أن اعادت السماعة وتساءلت لما لم تتصل بوالدتها من قبل, لقد كان كل شيء سهل بشكل غير معقول.
مشت ببطء إلى المنزل, ويديها في جيبي سترتها, سوف تراهم قريباً ولكن عليها أولا في الصباح, وقبل أن تحجز لرحلتها, وتجمع أغراضها, عليها أن ترى ليو, وتحاول أن تجعلة يفهم وتطلب منه السماح .
.