كاتب الموضوع :
سيريناد
المنتدى :
روايات غادة
رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة
مسكينه جين بدأت شهر عسلها في مستشفى , لكن يفترض ان تكون مسرورة لألهما تخلصا من اصابة خطيرة , ويجب ان تكون مسرور ايضا لأن القصة الكاملة اصبحت الآن في العلن .
وان لغزها قد انتهى الى خير .
يجب ان اكون مسرورة قالت لنفسها , يجب ان اكون , لكنني لست سعيدة .
انقلبت ودفنت وجهها في الوسادة .
- لو انهما فقط انتظرا عدة ساعات .. همست بألم .
- اوه لماذا قدما فقط في تلك اللحظة ؟ لماذا لم يدعاني استمتع الليلة ؟
استيقظت جوليت باكرا جدا في صبيحة اليوم التالي . هي لم تتوقع بان تكون قادرة على النوم , لكنها بدت قلقة نوعا ما .
كانت انونزياتا قد ظهرت الى جانب سريرها الليلة الماضية حاملة صينية مع كوب صيدلي في حمالة فضية الذي اخبرت جوليت بانه يحتوي على تيزانا .
كان ساخنا وله مذاق الاعشاب , لكنه كان منعشا وتحت عين انونزياتا المراقبة شعرت جوليت بضرورة شربه الى اخر قطرة .
ارتدت جوليت ثيابها وخرجت متجهة الى الشاطئ , وفيما كانت جالسة فوق صخرة غارقة في افكارها ,شعرت بأن سانتينو كان يقف خلفها .
وقبل ان تلتفت
- صباح الخير .
قال لها .
بذلت جهدا للوقوف على قدميها :
- اريد ان اطلب منك معروفا .
قالت باعياء :
- هل يمكنك ان ترسلني الى نابولي لرؤية جين ؟ ستكون قلقة وستكون بحاجة الى شخص ما .
- في هذه اللحظة هي في ايد امينة ... مع ذلك استطيع ان افهم قلقك . والدتي ايضا تخشى ان كارثة ما ستقع اذا لم تقم بزيارة ماريو في الحال . لكن هناك مشكلة .
نظرت اليه , خائفة واطلق هو عليها ابتسامة خفيفة ملتوية .
- انا لم اخبرك انني بحاجة الى مساعدتك .
قال :
- عندما تلقت والدتي الرسالة من المستشفى , كانت تقضي عدة ايام في فيلا في برنديزي مع شقيقة زوج امي . عندما قدما الى عندي , هنا الحث على مرافقتهما , لأسباب معروفة لديها .
توقف :
- عندما وصلوا لم يكن عندي فكرة بأنهما ليسا وحدهما , وانا بصراحة هلعت عندما اخبرتني امي ان فيكتوريا كانت تنتظر في السيارة . وقررت بوضوح مرافقتنا الى نابولي فيما بعد هذا الصباح , وليست هناك من طريقة لمنعها بدون اثارة شكوكها .
- لكن لماذا تريد مني ان امنعها ؟
وضع سانتينو يديه في جيوبه بغضب :
- لأنها ليست فقط سلفة امي ... هي ايضا المادرينا أي العرابة لفرنسيسكا خطيبة ماريو .
- خطيبة ماريو ؟
الانفاس غادرت جسم جوليت في شهقة لاتصدق .
ابتسم بخفة :
- الم تكوني تعلمين بأنه كان خاطبا ؟ شقيقتك اغفلت تلك التفاصيل الصغيرة من خطط زواجها ؟
- ذكرت شيئا ما حول زواج مرتب ... لكن كان عندي انطباع بأن كل شيء كان للمستقبل لا شيء محدد .
رفع حاجبيه :
- موعد الاحتفال كان قد تحدد ... من الطبيعي ان فرنسيسكا لا تعرف شيئا عن وجود شقيقتك . هي شابة جميلة جدا , وبريئة جدا , وهي تحب شقيقي الاحمق اكثر مما يستحق . من الطبيعي نحن لا نريدها ان تعرف كيف يبادلها محبتها .
- لا .
وافقت جوليت بخمول :
- لكن ما علاقة هذا بعرابتها ؟ بكل تأكيد هي لن ... ؟
بعد فترة صمت , سألت جوليت :
- كيف ستوقفها ؟
ومدت يديها عاجزة .
انني سأبتكر سحابة دخان ... بمساعدتك . هي تعرف شقيقتك بالطبع , لكنها لا تعرفك , ورغم انه ستكون هناك صعوبة طفيفة في معرفة الشبه عندما تلتقيان .
- اعتقد اننا التقينا خارج غرفة الحمام من قبل .
اعترفت جوليت .
هز كتفيه :
- لا يهم . كل ما عليك ان تفعليه عندما نعود الى القلعة لتناول الفطور هو ان تتقبلي بدون تعليق القصة التي سأخبرها اياها لتفسير وجودك وكذلك وجود جانينا في العيادة في نابولي .
- ماذا ستقول ؟
شعرت جوليت ببعض المرض .
- انك انت وانا مخطوبان وسنتزوج .
قال بلطف .
- ماذا ... صرخت ... هل انت مجنون !
- لا ... اسمعيني يا صغيرتي , ولا تكوني هيستيرية . الآن ستكون فيكتوريا قد رأت الصحف وعرفت ان هناك بعض الغلط لأنني لست مع جانينا وانني هنا معك . هي تستمتع بالفضيحة ولها انف في ثرثرة وقيل وقال . في الحقيقة هي ليست فوق الشبهات لتبيع قصصا حول اعز صديقاتها للصحف , ليس هنا فقط في ايطاليا بل في الخارج كذلك , حسنا , استطيع تفسير تلك القصة الخاصة .. مراسل صحيفة كان في عجلة من امره وارتكب غلطة , شقيقتان , كلتاهما بشعر احمر , وكلتاهما انكليزيتان وجميلتان , غلطة بسيطة في الهويتين . وهكذا اليوم , اعلن اننا سنتزوج , وانني قد رتبت حفلة عائلية ودعوت ماريو الى هنا وطلبت منه ان يحضر شقيقتك معه . وقبل ان اتمكن من توجيه الدعوات لبقية افراد العائلة .. بما فيهم فرنسيسكا .. تورطت سيارة ماريو في ذلك الحادث الفظيع .
( لن أقوم بذلك الدور!) وضعت جوليت يديها على جبنبيها .
( مساعدتك مقابل مساعدتي - هذه صفقة ) ذكّرها .
( لكنك لا تستطيع أن تساوم هكذا ) إعترضت .
( لماذا لا ؟) العينان النحاسيتان تركزتا على وجهها .
( أنت ممثلة ماهرة يا عزيزتي ، كما قلت لك . كل ما عليك أن تقومي به هو أن تمثلي دور خطيبتي المحبوبة
لعدة أيام - وأن تقنعي شقيقتك بالتعاون في قصتنا ).
( أنا - أقنع جين ؟) هزت جوليت رأسها . ( لا شك أنك تمزح !) .
أمسك ذقنها . ( أعتقد بأنها ستنجح ) أطلق ذقنها .
( ربما لم أكن لطيفاً معك ، يا جوليتا ، لكنني على الأقل لن أعيش مع المعرفة بأنني أغويتك ) إبتسم بلطف.
( في إيطاليا ، طهارة الفتاة وعذريتها قبل الزواج لا تزالان موضع تقدير كبير . أنني سعيد لأنني لم أخدعك ، ياعزيزتي ).
انتظر للحظة ، لكنها لم تجب ، عندئذ مد يده وأمسك يدها .
( هيا تعالي ) قال .
( دعينا نعود الآن ونزف إليهم - النبأ السعيد ).
وعندما لحقته جوليت عبر الصخور إلى الطريق والدرجات إلى القلعة ،
أدركت للمرة الأولى في حياتها أنه أحياناً أكثر الدموع ألماً التي لا يستطيع المرء أن يذرفها .
( عزيزتي ) كتبت الأم .
( أنني سعيدة لأنك استطعت تمديد اجازتك . ستتمكن من مشاهدة الكثير من ايطاليا .
الآن ألست مسرورة لأنني أقنعتك بالذهاب ؟
وكم هو جميل لأن جين أمضت بعض الوقت معك .
كم هم لطفاء أصدقاؤها الذي دعوكما للإقامة معهم .
( أخبار جين كانت مثيرة حقاً ) تابعت الرسالة .
( كانت سعيدة جداً عند دي لورتزو ، لكنني أستطيع أن أرى بأنه آن الأوان لها للتغيير ، وكم هو مدهش للتفكير بأن هناك حديثاً عن فيلم !)
أعادت جوليت بقية الرسالة إلى المغلف وحدقت بغموض خارج نافذة غرفة نومها ..
|