بدأ شعور بالعجز يغمرها . هي بكل بساطة لم تكن مستعدة لهذا . جين لم تذكر لا رسالة ولا أي عرض مشروط , تحدثت فقط عن تهديدات غامضة , مختلسه نظرة الى سانتينو فالوني
استطاعت جوليت ان تصدق انه سينفذ أي تهديد يتفوه به . الوجه الاسود ارتدى ملامح اشمئزاز رب اسرة عندما حدق اليها , لكن كانت هناك قسوة قلب حول خطوط وجهه القاسية لدرجة ان من المستحيل تجاهلها .
قهار كانت الكلمة التي نادرا ما استعملتها , لكنها تنطبق عليه .
جاءت لها فكرة ان جين كانت تتوقع هذه الزيارة وقد تكون غيبت نفسها بأمعان , لكنها اغفلت هذه الفكرة .
لقد ذهبت جين لكي تتزوج , وهذا الرجل جاء الى هنا ليضع العصي في دولاب خطط زفافها ان استطاع . فقط هو فكرة انها كانت جين ,
ومن الواضح انه ليس لديه فكرة بأنها زواجها من شقيقة كان وشيك الوقوع .
كل ما كان عليها ان تفعله كان ان تشرح له , وتريه جواز سفرها من محفظة يدها في غرفة النوم وهو سيغادر .
لكنه سيغادر ليبحث عن جين وماريو وقد كان ممكنا , وحتى محتملا , انه سيجدهما وربما حتى منع حدوث الزفاف . لقد كان واضحا ان جين كانت منزعجة كثيرا من نفوذ اكثر مما باحت .
والا فلماذا كانت منزعجة كثيرا من نفوذه اكثر مما باحت , والا فلماذا كانت مغادرتها السريعة والسرية ؟
لكن اذا تركته يستمر في اعتقاده بأنها كانت جين فإن بامكانها ان تتمكن من ابقائه مربوطا بخيط لعدة ايام حتى يكون الزفاف قد انتهى ولن تكون هناك اهمية لتدخله .
على الاقل هي تستطيع اعطاء جين وماريو دمعه الى الامام .
مالت برأسها الى الوراء ورفعت ذقنها . ومضت عيناها نحوه :
- أوامر يا سنيور ؟ من الذي اعطاك الحق لإصدار الأوامر ؟.
قام بإيماءة تبرم :
- نحن لسنا لنتحدث عن الحقوق , يا سنيوريتا ... لقد جئت لأقدم لك لأخر مرة الشروط التي ذكرتها في رسالتي . لقد فهمت من واجبك انك راغبة في اخذها بعين الاعتبار , لكنني لست مستعدا لأخضع الى أي مزيد من الاحتيال من جانبك .
هضمت جوليت كلماته بصمت ودماغها يدور بشكل محموم . لقد بدت بأنها دخلت في المياه العميقة فعلا . ما الذي يمكن ان يعنيه ؟ هل كتبت جين اليه , واذا كان الامر هكذا فهي كانت فقط تدعى الموافقة على شروطه كسبا للوقت ؟
بكل تأكيد كان ذلك هو الجواب .هي لا يمكن ان تكون قد اخذت بعين الاعتبار عرضة لشرائها . جوليت لن تصدق ذلك . جين لن تسمح لمثل هذا الاعتبار بالدخول الى عقلها
ناقشت جوليت نفسها بحماس . بكل بساطة يجب ان شقيقتها كانت تلعب كسبا للوقت .
هزت كتفيها قليلا :
- يبدو واضحا انك اعتدت على جعل الناس ينصاعون لأدنى رغبة لديك , ياسنيور , انا كنت اخشى ما قد تفعله بك الصدمة اذا انا قلت ما فكرت به في الواقع .
العينان النحاسيتان مسحتا فوقها وهي كانت شاعره بالوهج الرهيب في اعماقهما .
- حقا , يا سنيوريتا ؟
قال بصوت اجش :
- اظن ان جهازي يستطيع تحمل الجهد . ماهو الخطأ في عرضي ؟ ألم يكن يحتوي المال الكافي ؟
تملك جوليت غضب بارد . مهما كان لدى جين من اخطاء فهي شقيقتها , وليس هناك من ذكر ايطالي متغطرس , مهما كان ثريا , يمكن ان يدس لها خنجرا ذهبيا رخيصا متشوقا لشراءها بمبلغ رخيصا من المال النقدي .
كانت نغمتها رخيمة , لكن ابتسامتها كانت خطرة عندما قالت :
- انت لديك المال الكافي , يا سنيور . ان ماريو هو الذي اريده , وليست هناك من رشوة مهما كانت تستطيع ان تبدل ذلك , لذا ارجوك لا تحاول .
تجمدت شفتاه :
- انا معجب بنغمة الاتهام , يا سنيوريتا , لكنني لا اصدقها . انا ايضا عندي اتهاماتي , واحداها هي ان معظم الرجال لديهم اسعارهم , وكل النساء . انني فقط انتظر سماك سعرك .
هي اشتاقت للقيام بشيء ما لا يليق بسيدة , مثل صفعة بقوة او جرف اظافرها في خده الاسمر الناعم ,لكنه كان عليها ان تنسى دوافعها الغاضبة وتلعب الدور كأنها كانت جين .
رجال مثل سانتينو فالوني المتغطرس هم خارج فريقها تماما . مع ذلك فعليها ان تحاول اذا كانت ستستمر في اقناعه بأنها كانت جين .
- هل خانتك الكلمات , يا سينيوريتا ؟... ام انك مشغولة تضربين اخماسا بأسداس في رأسك من اجل المبلغ ؟
جعلت نفسها تبتسم له :
- في الواقع يا سنيور , انا كنت فقط افكر بانني وجدت رأيك المنحط بالنساء بوجه عام وانا بوجه خاص انه كان نوعا ما مكدرا .... انني لأعجب ماذا يمكنني ان افعل لإصلاح الميزان .
رفع حاجبيه بسخرية :
- اذن الطائر الصغير قرر تغريد نغمة مختلفة . برافو! ومع ذلك انت ساحرة جدا عندما تكونين غاضبة , او على الاقل تدعين ان تكوني . لاعجب في ذلك فلديك تأثير مدمر على شقيقي الساذج . لكن تلك اللعبة الصغيرة انتهت الآن , او كانت عندما قررت خرق القواعد , لذا دعينا لا نضيع المزيد من الوقت .
- انا آسفة .
هزت جوليت كتفيها , وشعرت بروب الحمام ينزلق عن احد كتفيها , كانت فطرتها سريعة ان تعيده الى مكانه وتمالكت كل سيطرتها الذاتية لترك الطيات الكاشفة من القماش حيث كانت .
استطاعت ان تشعر بعينيه عليها تحومان فوق الخط المكشوف من حنجرتها ... وهي استطاعت ان تشعر بعقدة من الخوف في صدرها خوف من شيء ما مثير خطير يقترب .
اتخذت موقف الدفاع :
- لكنني لاافهمك تماما , يا سنيور . اية لعبة تشير اليها واية قواعد يفترض انني خرقتها ؟
- بريئة تماما , عندما يناسبك ان تكوني . اللعبة هي الحب , والقاعدة هي ان امرأة مثلك لا تتوقع من الرجل ان يتزوجها .
هي نصف توقعت ما كان يقوله لكن صدمة سماعها تلفظ بوحشية كانت مقيته . شعرت كأن قبضة انصبت فوق معدتها , وتسارعت انفاسها .
كلماته لم تكن تنطبق عليها , هي عرفت ذلك وانها يجب ان تقلل من ترسيخها , مع ان ذلك كان مستحيلا لأنها تنطبق على جين بدلا منها . كيف تجرأ ؟
هي فكرت حالما الألم والارتباك تقاتلا مع الغضب في داخلها . كيف تجرأ على قول مثل هذه الاشياء , وصنع مثل هذه التلميحات حول جين ؟
ابتسمت اليه ورموشها الطويلة مسحت خديها :
- نقاشك يجب ان يكون مع ماريو يا سنيور . على كل حال , كان هو الذي اقترح الزواج مني , وليست تلك الطريقة الاخرى الملتوية .
- لكن انا فقط لدي كلمتك على ذلك .
قال بنعومة مع لسعة تحت كل كلمة .
هي ادعت بأنها جفلت وضحكت قليلا وهي تفعل هكذا وسيطرت على غضبها واحتقارها :
اووش انت تلعب لعبة قذرة يا سنيور , وهذه ليست في القواعد ايضا .
- مسكين ماريو ... هو لن ينتهز الفرصة , اليس كذلك ؟ اين هو ؟ مختبيء في غرفة النوم , خائف من اظهار نفسه ؟
- اوه , لا .
ذهلت من السؤال المفاجي . من الطبيعي ان يتوقع منها ان تعرف مكان ماريو , لكن هل تستطيع ان تخدعه :
- انا .. انا لم اره اليوم .
هو لم يعد يضحك , وجمع حاجبيه في عبوس قاتم :
- هذا غريب . افتقدته في المكتب فقيل لي بانه جاء الى مقابلتك هنا .
- حسنا ... ربما بدل رأيه .
سارت مبتعده وبدأت تعبث على غير هدى بالورود.
- ربما بدل رأيه حول كل شيء ويجب ان لا تقلق اكثر . هل اخذت ذلك بعين الاعتبار , يا سنيور ؟
- انا اشك في ذلك .. لسبب واحد هو انك لا تجدين الموضوع مقلقا . اذا كانت لديك مخاوف من ان يهجرك ماريو , لكنت توصلت الى اتفاق معي منذ فترة طويلة .
ادعت بانها تتثاءب :
- حسنا , لقد فات اوان العشاء , وانا جائعة , لذا ارجو ان تعذرني ... .
نظر الى ساعته . كانت من البلاتين , هي لاحظت وهكذا كانت ازرار القميص الحريري .
- اذهبي وزيني نفسك يا صغيرة .
قال بسرعة :
- ساخذك للعشاء .
تراجعت جوليت . هي لم تكن تقصد ان يتفاعل هكذا . المجهود في تمثيل هذه المسرحية بدأ ينصب عليها , وهي تامل بان يغض النظر وينصرف .
- لكنك لا تريد ان تتعشى معي .
قالت غير متاكده . لقد كانت جوليت هي التي تتكلم الان , وكل التظاهر بالشجاعة تساقط عنها كالمعطف .
- انا لا اريد . هذا صحيح , لكنني وجدتها فكرة لكسب كل دقيقة تمر .... هيا اسرعي وارتدي ثيابك , يافتاة بينما اتصل هاتفيا واحجر طاولة لنا .
كانت على وشك ان تعترض لكنها ترددت . انه سيشك بالامر . هي كانت جائعة تماما .
هي استطاعت ان تصدر ضحكة خفيفة :
- حسنا , اشكرك يا سنيور . لكنني لأعجب مما سيقوله الصحفيون الثرثارون عنك وانت تتعشى جنبا الى جنب مع سلفتك المستقبلية .
كانت السماعة في يده وكان على وشك ان يدير القرص , لكنه التفت قليلا ونظر اليها من فوق كتفه .
- اتصور بانهم سيخططون الاستنتاجات المناسبة .
قال بنعومة :
- واسمحي لي بأن اذكرك ثانية , ياجينا العزيزة , بانه ليس لديك مستقبلا كسلفتي .
حول انتباهه الى مخابرته الهاتفية وجوليت هربت .
عندما اصبحت في غرفة النوم , القت نظرة سريعة على طول الخط القصير للثياب المعلقة في قسمها من خزانة الثياب , وهزت رأسها . كانوا جميعهم ثياب جوليت , ولا احد منها يليق بالدور الذي كانت تلعبه .
القت نظرة طويلة على ثوب جديد كانت قد احضرته لهذه الاجازة , مفصل من طراز امبراطوري الذي يظهر نحافتها ويعطيها جوا من الهشاشة .
لكن بالنسبة لأمسية في مطعم انيق في روما مع سانتينو فالوني , الهشاشة هي التأثير الاخير الذي ارادت انجازه .
دفعت الباب المنزلق وحدقت الى رفوف الثياب العائدة على جين . كانت هذه محصورة بشيء ما هنا هي تستطيع استعماله .
تعجبت الى اين سيأخذها انتينو , وتمنت بحرارة ان لايكون مطعما تكون فيه جين معروفة . هي لا تستطيع الاستمرار في الخداع مع شخص ما يعرف جين لدى رؤيتها ,
رغم انها افترضت بان هناك تشابه سطحيا من بعيد . لقد كانتا بنفس الطول والبنية ولونهما متشابه , وافترضت ان هذا كان السبب في عدم استجواب سانتينو لها عن هويتها .
لقد توقع ان يلتقي بفتاة انكليزية حمراء الشعر في الشقة , وتوقعاته تحققت , رغم انها لم تكن تماما بالطريقة التي اعتقدها . هي اعطت لنفسها نظرة واحدة اخيرة واستدارت لتصل الى ثوبها الذي تركته على السرير .
من المدخل قال ببرود :
- ساحرة , مع احترامي لحكم ماريو .
لم تستطع جوليت كبت صرخة هلع ارتفعت الى شفتيها :
- كيف تجرؤ على الدخول بدون ان تقرع الباب !
رفع حاجبيه :
- لماذا ادعاء الحشمة , ايتها الصغيرة ؟ انك ترتدين ثيابا تكشف عن الكثير كل يوم وانا متاكد من تلك المشيئة التي تسبه مشيئة القطة عند دي لورنزو مع مزيد من العوين التي تحدق اليك اكثر من عيني , ولا حاجة لذكر العرض الخاص الذي كان لي شرف القاء نظرة عليه في حفلة الكونتيسة ليونتانا منذ عدة اشهر .