لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-19, 11:28 AM   المشاركة رقم: 121
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,509
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

السلام عليكم
حي الله الحامل والمحمول
نورتي الحته ياوطن 💃💃
تدرين اهم شي صار اليوم واحسه بيحرك الاحداث القفله الخطيره او نقول الخطوه الاولى في الانتقام ..رساله خطاب لبدر .. واخيييرااا ياخطااب هرمنا حتى هذه اللحظه ..من رأيي لو خطاب يلعب بأعصابهم وكل يوم يرسل لهم رسايل لين تحترق اعصابهم ويجيهم انهيار عصبي وينهبلون ويمشون بالشارع يكلمون انفسهم ههههه

وطن ..تسلم يمينك الجزء اليوم راااائع مثل ماعودتينا ..تسلمين يارب

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر   رد مع اقتباس
قديم 30-01-19, 03:01 PM   المشاركة رقم: 122
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183220
المشاركات: 458
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 933

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الذكـرى ينااجيني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

سلام مساء الخير ♥

صار لي يومين أحدث الصفحه مو كأن البارت تأخر
وطن نوره إن شاءالله انك بخير ♥

 
 

 

عرض البوم صور همس الذكـرى ينااجيني   رد مع اقتباس
قديم 30-01-19, 11:22 PM   المشاركة رقم: 123
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

مساء الخير جميعاً
أهلا وسهلا فيكم كلكم ردودكم تسعدني جداً وأعترف إني مقصره بحقكم كثير لكن لي عودة إن شاءالله للرد عليكم وحده وحده
أنا حاليا في سباق مع الزمن لذلك أعتذر منكم على التاخير الغير مقصود وهذا هو الفصل السابع عشر وصل أتمنى يعجبكم ويرتقي لذائقتكم ♥

ألف شكر مقدماً ♥.


< ما أدري ليه أحس إني قامطه العافية

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،   رد مع اقتباس
قديم 30-01-19, 11:36 PM   المشاركة رقم: 124
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

◇ أنْت مِثلْ أحْزانِي ،، قِدرْ ◇

.
.


# (١٧) الفصل السابع عشر ،،
°
°

كَيف احْتمَلتَ فِكْرةَ أنَكَّ
وَضعْتَ ثَغْرةً مُؤلِمةً فِي صَدرِ أحَدهِمْ
سَتُرافِقُه طُوَالَ حَياتِه ،
وَمضَيْتَ هَكذَا دُونَ أَنْ تَكتَرِثَ لِشَيءْ؟
كيَفْ؟

*منقول*
.
.


بعض الخيارات تأتي منتحلةً الصواب.. ترغمك على أن تختارها فلا يوجد بيدك حيله.. تضطر لأن تفعلها لأنك عندما فتشت عن بدائل لم تجد شيئاً.. الخيار الأول ليس دائماً هو طوق النجاة.. ففي بعض الأحيان ، لا بأس من الغرق ..
الغرق قد يكون حلاً..

ابتسمت ترجع بعض خصل شعرها القصيرة التي دفعها الهواء للأمام.. تراقب بعينيها مجموعة من الحمامات تلتقط قطع الخبز الصغيرة التي نثرتها على الأرض..
اتسعت ابتسامتها وهي ترى حمامتين تتعاركان على قطعة واحدة صغيره.. لتقطع الخبز بين يديها وتلقيه فأخذته إحداهن بسرعه وحلقت تهرب به بعيداً..

مضى أسبوعان منذ اليوم الذي استيقظت فيه تشعر بفراغٍ في جمجمتها وكأنها فقدت جزءاً منها. تتلفت ببؤبؤها بشكلٍ محدود بسبب الألم الذي شعرت به عندما حاولت تحريكهما في اتجاهات مختلفه.. تغمض عينيها تبتلع ريقاً جافاً شعرت به يمزق بلعومها.. لم تكن تعلم أنها كانت تتأوه حتى سمعت صوتاً ثقيلاً يلمس كتفيها بحذر: دانة.. دانة تسمعيني؟
كان الصوت مألوفاً محبباً لقلبها.. قد كبرت عليه ،، رافقها طيلة حياتها نامت عليه واستيقظت حتى أصبح ترنيمتها الوحيدة..
فتحت عينيها بوهن لترى وجهه مخضباً بالدموع.. ينظر لها بعدم تصديق الدموع تتساقط من عينيه وكأنها مطر..
كانت بعد أن استيقظت تداهم عينيها الاضاءات الساطعه وأصوات الأجهزة الرتيبة، قد آمنت أن أجلها سيكون داخل مركبة.. فهذه المره الثانية.. انفجرت تبكي بهلع وهي ترى وجهه موسوماً بملامح العطف والخوف.. رفعها يحتضنها بكل قوة يبكي معها.. حتى غطى صوته صوتها.. يقبل رأسها يتمتم : أنتي بخير يا عين جدك أنتي..
أنتي بخير لا تخافين.. لا تصيحين ياروحي. ألف لا باس عليك..
رفعت يدها تتشبث بجيب ثوبه العلوي.. تحاول أن تتكلم فلم يخرج معها شيء سوى أنينٌ موجوع.. غير مصدقة أنها عادت له تراه أمامها يبكي خائفاً عليها..
ابعدها عنه يمسح دموعها بكفه يضحك بين دموعه بعدم تصديق : خوفتيني عليك يا الدلوعة..
ثم تابع وهو يتأمل وجهها بقلق : فيه شي يوجعك؟
هزت رأسها بالنفي فلا قدرة لديها لتحديد موقع الألم.. كل مافيها يؤلمها من رأسها وحتى أخمص قدميها.. وضعت يدها على صدرها : وش صار فيني ؟
أعاد إراحتها على السرير يمددها ويغطيها بحنو : انتظري بنادي الدكتور أول وأجيك..
لتهز رأسها تعاود إغماض عينيها بتعبٍ واضح..
.

كانت تتذكر تماماً ماحدث قبل أن تدخل سيارة خطاب باللوح الصلب.. تتذكر صرختها التي خالطت صمته المرعب.. كانت تبكي قبل هذا كله واستيقظت الآن ولازالت تبكي.. تنظر لجدها ينظر لها مبتسماً وكأنه يرى الدنيا فيها..
" جدي سامحني " .. كان ماهتفت به بعد أن خرج الطبيب يخبرها بضرورة القيام ببعض الأشعة للتأكد من أن كل شيءٍ بخير..
ابتسم لها يقبل كفها بين يديه : لا تتعبين نفسك بالكلام..
هزت رأسها بالنفي : لا جدي أنا آسفه.. سامحني..
منيف بهدوء : أنا ماعمري زعلت عليك يا دانة .. أنا مالي غيرك..
ارتعش صوتها : وأنا بعد مالي غيرك.. أنا أدري إني غلطت.. وندمت،، والله ندمت.. أنت ماتتخيل كيف مرت علي الأيام اللي فاتت وأنت مو معي.. والله كنت أموت باليوم مليون مره ياجدي وأنا أدري إنك مو راضي علي..
أخذ نفساً وأطلقه : حصل خير يا دنِّي.. حصل خير.. أهم شي إنك قدامي الحين،، ومعي.. بخير ومافيك إلا العافية.. خلاص بعد ما تطلعين من هالمكان بننسى كل شي صار قبل لا تدخلينه.. كأني أنا وأنتي ولدنا من جديد.. تدرين وين ناوي أوديك؟
ابتسمت : وين؟
منيف بحماس : بنسافر للتشيك.. فيها منتجع خرافي ياخذك لدنيا ثانية.. نحتاج نغير جو أنا وأنتي ومنها أطمّن قلبي عليك..
دانة : أنا بخير يا جدي مايحتاج.. أبي أروح البيت بس..
منيف : أدري إنك بخير.. بس ما يمنع نتطمن أكثر ولا أنتي ماتبين تروحين معي؟..
هزت رأسها تسايره وسكتت.. لا طاقة لها بأن تجادل فيغضب منها وهي التي لم تصدق رضاه عنها بعد الذي حصل..
.

مضى اليوم الأول بعد استيقاظها وهي محرومة من النوم أو حتى الراحة.. كانت تغمض عينيها تتظاهر أنها في نومٍ عميق حتى نام جدها المرافق لها بنفس الغرفة..
عندما تأكدت من نومه فتحت عينيها تنظر للسقف تتنهد بضيقٍ يكاد يخنقها.. لا أضواء سوى التي تتسلل من الخارج بين طيات الستارة البلاستيكية.. كان السؤال في بالها ملحاً منذ أن استوعبت ما حل بها وتشربت واقع أنها كادت تنتهي.. تفكيرها وقلقها يأخذها قسراً له.. تتمنى لو أن تعرف ما الذي حل به بعد هذه الحادثة التي جعلتها تغيب عن الوعي لأيام.. ابتلعت ريقها وكأنها تبتلع جمرة وهي تتخيل إن كان لاقى مصرعه ومات!! تتمنى أن تعرف أي شيءٍ عنه لكن لا جرأة لها بأن تسأل جدها الذي لم يفارقها دقيقة واحدة منذ أن استيقظت..
.

مررت لسانها تبلل شفتيها.. تنظر لجدها يدخل في نقاش حاد مع الطبيب يخبره بأنه سيأخذها الآن وسيتحمل كامل المسؤولية.
ليزفر الطبيب بصبر : يا خالي الله يطولّي بعمرك ما يصير.. بنتك لازالت تحتاج رعاية طبية و..
قاطعه بإنفعال : أنت تفهم الكلام ولا لأ؟ أقولك أنا بطلعها على مسؤوليتي.. رحلتنا بكرة وباخذها لمكان أفضل وأنت اقعد بمستشفاك الزبالة ذا..
وها هي الآن بعد خروج الطبيب غاضباً تجلس على السرير تنظر لجدها يجلس على الكرسي يشتم السائق الذي تأخر ..
عادت تمرر لسانها على شفتيها وقالت بتردد بعد أن أصبح السكوت عن السؤال مستحيلاً : جدي أبي اسألك سؤال،، من صحيت وأنا أبي أسالك بس متردده.. لكن أوعدني ماتعصب علي..
رفع بصره لها وابتسم : أوعدك.
ابتلعت ريقها تهتف بارتباك : خطاب مامر يسأل عني؟
تلاشت ابتسامته وتجهم وجهه : وإن قلت لك إنه مات!!
همست بهلع : مات؟
نظر لها ببرود وضيق وعدم رضا وهو يراها تنخرط في بكاءٍ مرير بعد نظرة الهلع التي نطقت بها عينيها.. : وش هالبكى كله؟ ارتاحي الواطي حي يرزق اللهم خشمه انكسر .. وليتني كسرت راسه ذاك اليوم .
نظرت له برجاء : جدي جد تتكلم ؟ تكفى لا تلعب بأعصابي..
بتهكم : بسم الله على أعصابك يابنتي.. لك عين بعد اللي صار تسألين عنه؟ أنا ما أدري أنتي وش شفتي فيه هالزلابة عشان تكسرين كلمتي وتعصيني وتاخذينه؟
غصّت بعد كلماته فهو يعاتبها بحاجبين مقطوبين مع ذلك قالت بأمل تمسح دموعها : ما سأل عني؟
منيف : ولا طل عليك حتّى وكأنه ما صدق.. هذا واحد مافيه خير لو فيه خير كان ما جاك من وراي بعد مارفضته.. يابنتي يا دانة واحد مثل ذا ارتباطك فيه يقلل من قيمتك وأنتي قيمتك ماتنقاس..
أرخت بصرها بخذلان فما معنى أن يكون لم يكلف نفسه عناء السؤال عنها؟
وقفت بعد أن سمعت جدها يتحدث مع السائق ليغلق منه يوجه حديثه لها بنبرة متهكمه : مشينا..

يومها كانت تمشي مع جدها كالمبرمجه.. سألها عن مكان إقامتها طيلةx الأيام الماضية لتخبره و رأت عدم الرضا والاحتقار على وجهه عندما قال : هذي آخرتها حاذفك بشقة مفروشة كأنك بنت ليل!
دانة بتعب : جدي..
ليتأفف منيف لازال مقهوراً مما فعلت لكنه لا يستطيع أن يطيل الزعل عليها كلما تذكر أنها كادت تموت..

.

منذ أن ركبت الطائرة واستقر جسدها على المقعد ، وهي تدير رأسها عنه تنظر للأرض البعيدة عنها وأنوارها من النافذة.. لم يخفى عن منيف سرحانها ولا تناهيدها التي أشعرته وكأن هناك مايطبق على صدرها..
سأل باقتضاب : من اللي ماخذ عقلك ؟
التفتت له تعقد حاجبيها بابتسامه صغيرة جداً مستنكرة.. لم يستطع إلا أن يبتسم لها وهو يرى وجهها والإنارة أعلى رأسها جعلت منه كالقمر يضيء في عتمة المكان : من ركبنا وأنتي صاده عني.. تفكرين بمين؟
دانة بتنهيدة : ما أفكر بأحد.. بس إلى الآن ماني قادرة استوعب إني دخلت بغيبوبة وصحيت منها. قاعدة أفكر لو إني مت فعلا وش بيكون حالي بالقبر الحين؟
منيف بسرعة : بسم الله عليك .. الله لايذوقني مرارة فقدك..
ابتسمت : حبيبي أنت..
قالتها وعادت تلتفت عنه ومنيف يراقب جانب وجهها حتى نطق بجمود : صار بينك وبينه شي؟
حركت رأسها ببطئٍ شديد حتى وقعت عينيها على وجهه الجامد : وش؟
منيف بنفس الجمود : صار بينك وبينه شي؟ بينك وبين اللي اسمه خطاب..
ابتلعت ريقها تشعر وكأن حبات عرقٍ كبيره بدأت تتشكل على جبينها.. : وش؟
منيف وهو يرى تلون وجهها وتقطيبة حاجبيها : دانة قصدي واضح.. يا إيه يا لأ.. صار بينك وبينه شي؟
عادت تبتلع ريقها الذي جف تشعر وكأنها ستموت من الإحراج.. على أن علاقتها بجدها متينة لكنها لم تصل لهذا الحد من الشفافية.. وعت على صوته بنفاذ صبر : صار شي؟
هزت رأسها تنفي وبصعوبة : ماكان يقعد عندي أساساً..
ارتخت ملامحه : زين.. أول ما نرجع السعودية تروحين معي المحكمة وتخلعينه..
اتسعت عينيها بهلع : أخلعه؟ ليه!
رفع حاجبه : كيف ليه؟
بتوتر : أقصد.. عشان أخلعه لازم يكون فيه سبب مقنع يقنع القاضي وخطاب مافيه سبب أو عيب شرعي عشان أطلب الخلع منه!
منيف بهدوء مرعب: إلا فيه..
ثم أردف عندما نظرت له باستنكار : إنه موب قادر يقوم بواجباته الزوجية.. وفيه دليل .
انخفض معدل نبضات قلبها وشعرت به سيتوقف : جدي!!!
منيف : شكلك باقي تبينه؟
بسرعة : لا والله مو عن إني أبيه أو لا.. بس الرجّال كان جدًا محترم معي وطيّب وماشفت منه شي شين أبد.. مستحيل أظلمه وأتبلّى عليه.. جدي إذا أنت تبيني انفصل عنه أبشر باللي تبي أنا مستعدة أتركه وتحرم علي العيشة معه طول ما أنا حيّه.. لكن مو بالطريقة ذي ..
ثم مررت لسانها على شفتيها قبل أن تقول بتردد : أول ما نرجع السعودية أنا بطلب منه الطلاق..
منيف بقوة : يعني تبين تقابلينه؟
دانة : والله العظيم ياجدي ماعاد صرت أتمنى يجمعني فيه شي بعد اللي صار كله.. بطلب منه يطلقني بهدوء بدال دوخة المحاكم أنت تدري إن قضايا الخلع تجلس شهور إذا ماكانت سنين. والله عقلت،، خلاص بعد اللي صار أتوب أطلع من شورك. والله..
زفر بغضب : يصير خير لا رجعنا!
.

أغمضت عينيها تستسلم هذه المره لقوة دفع الهواء لخصل شعرها.. المنظر أمامها من شدة جماله وكأنه قطعة من الجنة لكنها مع ذلك كانت تراه بعينين رماديتين.. لا شيء في حياتها أصبح له طعمٌ أو معنى.. لا المنتجع باهظ الثمن الذي كانت تنعم به هي وجدها ولا حتى المساحات الخضراء الواسعة أمامها.. هناك شيءٌ مفقودٌ في قلبها تشعر به ولا تعرف مكانه أو هويته.. ابتسمت وهي تتذكر خطاب كالخيال مرّ على بالها.. تقطع قطع خبزٍ صغيرة تنثرها أمامها.. تتذكر ملامح وجهه والتماع عينيه عندما كانت تتحدث عن جدها.. و وجهه و التماع عينيه عندما أخبرها عن زوجته و ابنه.. و وجهه والتماع عينيه و نبرة صوته عندما أخبرها عن أهله.. كان بين كل التماعٍ وآخر اختلافٌ واضح وكأن خلف كل واحدٍ منهم قصة.. تنهدت وهي تنهر نفسها فلا فائدة من التفكير به وهي تنوي الانفصال عنه.. رغم عدم رغبتها بذلك فخطاب رجل يجبر النفس على حبه واحترامه والتعلق به.. إعجابها به لم يكن مؤقتاً بل كان اعجاباً عميقاً تغلغل في أعماقها من نبرته الباردة ونظرته الجامدة وثقله وارتباطها به زاد من ذلك..
التفتت عندما وصلها صوت جدها ينادي : دانة؟..
ابتسمت له ترفع كفها بشكلٍ عرضي أعلى رأسها في محاولة لحجب أشعة الشمس : أنا هنا جدي..
كانت تتأمله يخطو نحوها.. و في كل خطوة يتقدمها كانت تتسع ابتسامتها.." لا خطاب ولا عشرة مثله بيغنوني عن هالزول وهو جاي لي ".. كانت عينيها لازالت تتأمله حتى جلس جوارها يضع يده على كفها : وش تسوين هنا؟
دانة بهدوء مقبلةً كفه : أبد يا قلبي الحمَام أغراني أطلع..
منيف : رضيتي عن المكان أخيراً!!
ابتسمت : أنا من أول راضيه.. وأنا معك كل شي بحياتي يرضيني وأحس إنه مكتمل لو بغرفة متر بمتر .
ضحك بأمل : إذا تبين نقدر نمدد كم أسبوع.؟
دانة بسرعة : لا جدي يكفي.. أبي أرجع !
أخذ نفساً وأطلقه : طيب مثل ماتبين ،، اسمعيني. أنا كلمت واحد أعرفه وقلت له يشوف لك مكان موقعه مناسب عشان تبدين فيه شغلك.. تذكرين يوم أقولك بفتح لك مكتب باسمك..؟ خلاص من اليوم و رايح أنتي بتصيرين مديرة نفسك والناس تحتك..
لم تعجبها نبرة التعالي بصوته فقالت بهدوء : الشغل في شركة أبو مبارك كان ممتع،، ومريح.
منيف بقرف : أبو مبارك مين؟ أقولك مكتب خاص فيك ولا لأحد فيه عليك كلمة .. وهذا اللي المفروض يصير من أول بدل لا أخليك تحتكين باللي يسوى واللي مايسوى..

.
.

كانت عينيه موجهةً ناحيتها بقوة وكأنه يحاول أن يجد فرقاً.. تجلس على أريكة منفصله أمامه تضع قدماً على الأخرى و تسند رأسها بيدها تنظر للتلفاز بسرحان. كان متأكداً بأن عقلها في مكانٍ آخر تماماً ربما خارج حدود الأرض فلو كانت تعلم أن والده -والذي ناداها من معتكفها يطلب منها أن تجلس معهم- قد ترك المكان لأكثر من نصف ساعة لكانت لحقت به فوراً فهي عندما أتت وقبل أن تلمحه قالت ببشاشة : آمرني عمي..
ولكنها ما إن رأته حتى وتلاشت الابتسامه تماماً وانعقد حاجبيها بضيق..
تحركت عينيه ببطئٍ عليها.. ترتدي -ترينق- من المخمل لماركة معروفة كان حرفها متلامعاً باللون الذهبي يتدلى من سحّاب الجاكيت تربط جزءاً من شعرها للخلف لتترك الباقي منثوراً على أكتافها.. كان حاجبيها مقطوبين وكأن الأفكار التي تشغلها في هذه اللحظة و تدور في بالها لا تروق لها..

مضى على زواجه منها عقدٌ من الزمن.. كان فيه جامداً ناحيتها فالحقيقة هي أن لا مشاعر تجمعه بها سوى أنها أم أبناءه والمرأة التي اعتاد على رؤيتها في وجهه أغلب الوقت تُذلل نفسها له وتشعل أصابعها شموعاً فقط لترضيه.. لكن ماحدث مؤخراً من تمرد وعصيان وقوةٍ وتمنّعٍ منها كان شيئاً جديداً أشعل حياتهم الباردة.. وهذا ما اكتشفه في تلك الليلة عندما كان ينتظرها غاضباً في غرفتها بعد مكالمة منيف له وقلقه على الجميلة التي سرقت أنفاسه مما زاد من غضبه عليها عندما عاد ولم يجدها.. كانت نبرتها الباردة في الهاتف تستفزه وكان يتوعدها وعيداً شديداً شعرت به حنين عندما فتحت باب غرفتها تدخلها وتغلقه خلفها لتجده يجلس على سريرها نظره مصوّب نحو الباب.. ارتعبت عندما انتبهت له : وش تسوي هنا؟
رفع حاجباً ينظر للأكياس الكثيرة التي تحملها : الحمدلله على السلامة يامدام.. ما بغيتي تجين طال عمرك!!..
اعتدلت واقفه : قلت لك بنرجع بدري..
وقف يقول ببرود يتقدم نحوها ببطئ : أنتي ماخذتني ولا ماخذه أبوي؟
ابتلعت ريقها تعود خطوة للخلف فنظرة عينيه لا تبشر بخيرٍ أبدا : بدر خلينا نتفا..
صرخت رغماً عنها بخوف عندما تقدم نحوها بسرعة لتلتفت تحاول فتح الباب والهرب ولأول مره منه.. لكنه امسكها من يدها يدفع الباب مغلقاً إياه بكل قوة والذي أصدر صوتاً شعرت بسببه وكأنها فقدت حاسة السمع..
حنين برجفة : اذكر الله يا بدر.. خلينا نتفاهم أنا دايم أروح مع عمي ذي مو أول مره..
رفع حاجبيه يلصقها بالباب يكبّل معصميها بيد واحده وبالأخرى نزع غطاء شعرها : مم.. وبعد؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وكأن الواقف أمامها ذئبّ كشّر عن أنيابه ليس زوجها : والله ماعاد أعيدها...
جفلت واغمضت عينيها بقوة وهي تشعر بأصابعه تتخلل شعرها وتسحبه لأسفل بقوة .. يهمس قائلاً بملل : خلصتي هذره ولا باقي؟
فرّت دموعها من عينيها رغماً عنها : بدر الله يخليك لأ! تكفى لأ..
بدر بضحكة متهكمة : أوف ياحنين قوية.. أجل لأ!! يبدو لي إني أعطيتك وجه بما فيه الكفاية وجاريتك بالسخافة ذي لين مصخت..
ثم احتدت نبرته وهو يسحبها : أقول اصحي بس . اصحي..

أنزل أقدامه لتلامس البلاط البارد يتحسس بأصابعه الخدش الذي وَسم ذراعه نتيجة غرس أظافرها الطويلة في جلده.. ضمّ كفيه بالقرب من فمه يزفر متنرفزاً يسمع صوت بكائها المكتوم خلفه..
ضمّت الغطاء عليها بقوة حتى كادت تختنق به.. تحاول أن تبتلع شهقاتها ولكن لا جدوى فكل شهقه كانت أكبر من الأخرى . تشعر بالقرف ينتشر في جسدها حتى باتت تقرف من أنفاسها وكم تتمنى لو أن تكتمها علها ترتاح.. بدأ نحيبها يرتفع عندما أصبحت السيطرة على الإحساس بالألم الذي يذيب قلبها ، مستحيلة. الم الروح الذي لا دواء له.
حاول أن يتحكم بنبرة صوته فقال بهدوء : خلاص حنين .
ثم أردف بنبرة أعلى ونفاذ صبر عندما لم يصله سوى نشيجها : قلت خلاااااص..
حنين بقهر وصوت متقطع بين شهقاتها : خليني.. وش تبي فييني خلاص خليييني.
التفت لها بسرعة غاضباً ليراها تعطيه ظهرها جسدها يهتز وكأن ماساً كهربائياً ينفضها : ليه الصياح ذا كله؟ وش سويت أنا؟
حنين : وتسأل وش سويت بعد؟
بحدة : ايه وش سويت؟
التفتت له فبان وجهها مخضباً بالدموع متورماً من شدة البكاء : أنت دمرتني.. يالله ماتتخيل وش كثر أنا قرفانة من نفسي الحين.. ومنك..أنت.. أنت.....
ثم تابعت بعدم تصديق تغص بعبرتها ودموعها تكدست بعينيها : أنت اغتصبتني!!. حرام عليك بدر والله حرام عليك..
بدر بغضب يضرب بيده المساحة الفارغة بينه وبينها بكل قوة : على كيف أهلك اغتصبتك؟ اتركي عنك الكلام اللي ما يدخل العقل كيف اغتصبتك أنتي زوجتي أجيك متى ما أبي.
حنين بقرف : أنت أخذت شي بدون رضاي. إذا تبي تعاقبني فيه الف طريقة غير ذي.. أنا موب جارية عندك ولاني أمَه عشان تستبيح جسمي بالشكل ذا.. الله حسيبك.. الله حسيبك منيب مسامحتك يا بدر على فعلتك ذي لو تموت..
.

كانت وكأنها عنَت ماقالته فبعد تلك الليلة تجاهلته تماماً حتى عندما كان يتعمد قطع طريقها.. إن كانت جالسةً ودخل تقوم بهدوء خارجةً من المكان.. وإن مرّ من أمامها توقفت واستدارت لتأخذ الطريق المعاكس لطريقة تماماً.. كانت كقطعة الخشب تتحرك في المكان وكأن روحها سُلبت منها.. وفي نظرة عينيها فراغٌ رهيب مرعب يناقض نظرة حنين البشوشة المملوءة بالحياة.. لازال بدر يؤمن أنها تبالغ بردة فعلها فعلى ما يبدو أن حنين تندرج تحت مقولة (يتمنعن وهن الراغبات).. فلا معنى لزعلها وغضبها منه فهي زوجته شاءت أم أبت..
لا ينكر بدر أنه طيلة فترة غيابها عنه افتقد الاهتمام الذي كان يجده منها.. لم يفتقدها بل افتقد الإحساس بأن يكون الرجل الوحيد الذي تحاول إرضاءه ومن تفعل المستحيل كي يعطف عليها بابتسامه صغيرة.
على الرغم من أن شخصية حنين -المتمنعّه- هذه تجعله مشتعلاً دائماً،، يجد نداً له رغم عنادها الواهي.. لكنه يفتقد نسختها القديمة. حنين المسالمة حنين (سمعاً وطاعة)..
لم يدرك بأنه كان مشغولا بالتفكير حتى سمع صوت ابنه سيف يخالطه صوتها متذمره.. : قلت بكرة أوديك .
سيف : أنا أبي اليوم . قووومي...
اعتدلت بجلوسها تتأفف : والله العظيم يا سيف شوفني مو طايقة نفسي إن ما رحت عن وجهي الحين بحط حرتي فيك..
ضرب الأرض بقدمه ثم ارتمى على الأريكة الأخرى يدفن وجهه بين المخدات الصغيرة يبكي.. رفع بدر حاجبيه مستنكراً وهو يراها تحرك يدها بعدم رضا بالقرب من رأسها ثم تقف لكنها قبل أن تبتعد تكلم : وش فيه سيف؟
نظرت له بقرف لتقول من طرف أنفها : مافيه شي..
كادت تمشي لكنه قال بنبرة قوية اوقفتها رغماً عنها : وش فيه الولد؟ ليه يبكي؟؟
حنين دون أن تنظر لوجهه وصوت بكاء سيف المكتوم بدأ يستفزها : آيباده خربان يبي يوديه يصلحه..
بدر : طيب يروح!
نظرت له هذه المره بقوة : يروح لحاله؟ ينطق موب لازم يلعب فيه اليوم..
سكت بدر ينظر لها تنظر له وللتو انتبه أن لعينيها أهدابٌ طويلة وكثيفة كأنها ريش يستطيع رؤيتها من هذا البعد : لا أنا بوديه.. وين المكان؟
خرجت منها رغماً عنها ضحكة مستهينه : أنت!
عقد حاجبيه بجديه : ايه أنا .. وين المكان؟
ضحكت : لا موب معقول ياربي بيضة من ديك.. من وين طلعت الشمس اليوم؟
تجاهلها بدر ونظر لابنه : قم يا سيف بدل ثيابك أنا بوديك..
رفع رأسه من بين الوسادات ينظر لوالده باستنكار ثم لأمه يهتف بتردد : أروح؟
حنين : حتى الولد خايف من حركتك ذي..
زفر بضيق : حنين اقصري الشر ولا تطلعيني من طوري..
حنين : وش بتسوي يعني.
وقف يرفع حاجبه : أنتي أدرى!!
تبدلت نظرتها واستحقرته : مقرف..
ضحك بصوتٍ مرتفع يتعمد اغاضتها وهو يراها تبتعد. عاد ينظر لسيف الذي كان ينظر له باستنكارٍ واضح : وش فيك ماتبي تروح؟
اعتدل جالساً يمسح دموعه : إلا..
بدر بتودد : ناخذ سارة معنا ؟
سيف بسرعة : لالا خليها مانبيها.. نبي نروح أنا وأنت لحالنا..
.

كان الوضع غريباً نوعاً ما على بدر.. ينظر بطرف عينه لابنه الجالس صامتاً في مقعد الراكب بجانبه.. يربط حزام الأمان وينظر للطريق من نافذته..
كانت -وبدون مبالغة- هذه المره الأولى التي يأخذه معه في مشوارٍ كهذا.. فعلاقته بأبناءه وبسبب انشغاله الدائم لم تكن بتلك القرابة فحنين هي المسؤولة عن كل شيء في حياتهم من الألف للياء..
كان الصمت مستفزاً فسأل بدر بعد وقوفه للإشارة : أنت أي صف ياسيف؟
نظر له وبهدوء : ثاني...
ارتفع حاجبيه وعاد ينظر للأمام بتعجب.. معلومة جديدة تعلمها اليوم! هو يعلم أن ابنه في المرحلة الابتدائية ولكن في أي صف بالضبط هذا مالم يكلف نفسه عناء السؤال عنه.. كما أن حنين لم تطلعه عن أي شيء يخص دراسته..
بدر : يوم إنك ثاني ورجّال تصيح مثل البنات قبل شوي ليه؟
ليكون تصيح بالمدرسة قدام العيال بعد؟
تغيرت نبرته : لا ما أصيح..
بدر بابتسامه : ايه خليك رجال دمعتك ما تنزل أبد..
شعر سيف وكأنه سيبكي لذا قال بصوت مهزوز وهو يفرك عينه : طيب.
شعر بدر بذلك لذا قال بتودد : بعدّي ولدي والله. تعرف وين مكان المحل اللي تبيه؟
سيف : لأ أمي بس اللي تعرف..
ضحك لا يعلم لماذا : ايه ماشاءالله على أمك أم العرِّيف تعرف كل شي..
سيف ببراءة دون أن يعي نبرة السخرية في صوت والده : ايه تعرف كل شي.. دق خليها تعلمك..
بدر : تؤ.. بشتري لك واحد جديد وش رايك؟ اليوم بشتري لك كل اللي تبيه..
.

وضع بدر رأسه على وسادته ليلاً.. وحيداً في غرفته بالدور العلوي.. على ثغره ابتسامه بسيطة فاليوم كان لطيفاً برفقة سيف اكتشف فيه أن ابنه مهووس بالأجهزة الإلكترونية ويعرف عنها الكثير.. تلاشت ابتسامته تماماً عندما مر في باله شكل حنين التي ما إن رأتهم يدخلون مع الباب حتى و ركضت تقطع ساحة المنزل بقلق تمسك بسيف وكأنها تتفقده ..
بدر بتهكم : لا تخافين ما أكلته!
نظرت له بإحراج : أنا بس، قلقت عليه يوم تأخر.. بكرة عنده مدرسة والساعة قريب ١٠..
استوت شفتيه بخط مستقيم وهو يمد الأكياس لسيف ويصرف بصره عنها : خذها وادخل ..
أخذ سيف ماناوله والده وعينيه تتحرك بقلق بينهما..
بدر : أدخل أشوف ولا تنسى تعطي سارة اللي شريناه لها.
هز رأسه ودخل بخطى سريعة أقرب للركض..
فركت حنين أصابع يدها اليمنى بارتباك واستدارت لتدخل فنظرات بدر القوية مربكه.. وهي رغم القوة التي تتصنعها لازالت ضعيفة هشّه من الداخل ومثل هذه النظرات ترعبها.. لكنها توقفت عندما قال : ماله داعي لمثل الحركات ذي.. تبين ولدي يكرهني أنتي؟
التفتت تنظر له : ماسويت شي لا تفتعل مصيبة..
بدر بانفعال : جايه تتفقدينه تقولين خاطفه!
حنين بهدوء مصطنع : قلت لا تفتعل مصيبة.. سيف صغير مستحيل يحط في باله..
بدر بإنفعال : صغير وييين؟!! أنا توني أدري إنه صف ثاني!
رفعت حاجبيها : وهذي غلطة مين إن شاءالله ؟
بدر بقوة : غلطتك..
ابتسمت ابتسامه صغيرة جداً أقرب لكونها سخطاً : صح عليييك يا بدر أنا أتحمل كل غلطة في حياتنا من يوم تزوجتك إلى الحين..
ثم استدارت مبتعده عنه بخطى سريعة ..
.

تأفف وهو يرفع هاتفه من على الطاولة بجانب السرير يحاول طرد وجهها من خياله.. يعتدل متمدداً على ظهره عابساً بعد أن شعّ ضوؤه في الظلام.. فتح على الرسالة التي وصلته من فترة قريبة وأشغلت تفكيره منذ ذلك الحين وحتى الآن..
كان محتواها غريباً لذا أرسل لنفس الرقم يسأله [مين؟].. ومنذ ذلك اليوم وإلى هذه اللحظة لم يجد رداً.. حتى أنه حاول الاتصال به مراراً وتكراراً دون فائدة فالرقم مغلق وعندما طلب بياناتٍ عنه أخبره موظف الاتصالات بأنها شريحه بدون اسم..
ظنّ في بادئ الأمر أنه شخصٌ (فاضي ويبي يتسلى) ولكن في كل يوم يمر عليه يجد نفسه يفتحها ويقرأها بتعجب..

لذا ما إن استيقظ صباحاً حتى وعزم أمره وذهب حيث شركة والده وشريكه حمد.. لديه من الأعمال ما الله به عليم كان على رأسها لقاء مع المدعو خطاب لكنه اسقطه من قائمة مواعيده فيبدو أن منيف سيجبره على تغيير بعض النظريات في عقله..
دخل على والده دون أن يقرع الباب قائلاً باستعجال : يبه خلي عمي حمد يجي.. أبيكم بموضوع..
ياسر بقلق : وش جايبك أنت؟ خير فيه شي؟
جلس على الكرسي المفرد أمام المكتب : ايه.. كلمه يجي الحين ضروري..
ياسر : حنين فيها شي؟
بامتعاض : وش حنينه يبه؟ دق عليه تكفى خلينا نخلص من السالفة ذي..

دقائق مرت قبل أن تنتقل عيني بدر من وجه والده القلق لوجه حمد البارد..
حمد : وش موضوعك؟ وأحسن لك يكون ضروري صدق.
بدر بهدوء : ضروري جداً الله وكيلك..
تكلم والده بقلق : تلفت أعصابي يا ولدي تكلم.. وش عندك!
سكت قليلاً يبحث عن طريقة يطرح بها سؤاله : فيه واحد اسمه فواز أحمد العبدالكريم....
"مين؟؟" كانت الكلمة التي خرجت بهلع من فم والده.. على عكس حمد الذي كانت عينا بدر تراقبه بحرص... لم يصدر منه أي صوت بل احتدت نظرته حتى شعر بدر بأن عينيه ستخرج من مكانها..
بدر : تعرفونه؟
ياسر بقلق : أنت من وين جبت الاسم ذا؟
في نفس الوقت الذي قال فيه حمد بهدوء : لا ما نعرفه..
سكت بدر يتنقل ببصره بين والده الذي كان ينظر لحمد بخوف.. وحمد الذي كان ينظر له ببرود رغم بروز عِرقٍ في جبينه الذي تشكلت عليه حبات العرق واشتداد فكّه الذي كان يضغط عليه بقوة وحتى قبضة يده على المكتب.. وقتها عرف بدر أن ماوصله لم يكن لغرض التسليه فقط بل أن هناك شيءٌ فعلاً..
حمد بملل : الحين هذي سالفتك؟
رفع حاجبيه وعاد ينظر لوالده الذي كانت ملامحه تشرح حرفياً مقولة (وكاد المريب أن يقول خذوني). لطالما كان ياسر ضعيفاً مهزوزاً لا يجيد التصرف وما حدث في حياته بالآونه الأخيرة زاد على هذا كله،، والأهم أن ضميره لازال حيّاً، ربما بين الحياة الموت ولكنه لازال موجوداً على الأقل ..
حمد : يعني نمشي ولا شلون ؟ ورانا أشغال وأنت عطلتنا بلعب البزارين ذا..
بدر : تحسبوني ما أدري شلون مات؟
القى بهذه الجمله 'يجرّب حظه' ولم يتوقع أنها ستصيب الهدف..
ياسر بسرعة نطق بهلع : شلون دريت ؟
حمد وملامح وجهه تجهمّت والبرود تلاشى تماماً : وأنت مصدقه يا ياسر؟ ما عنده سالفة..
بدر بابتسامه : لا تستهين باللي عندي ، الكلام جاني من واحد ثقه..
ياسر بدون وعي هامساً بصوت مرتفع فمعرفة بدر باسم فواز بحد ذاته يعد كارثه : معقولة منيف قال له؟
اتسعت ابتسامة بدر..جداً.. حتى كاد فمه يخرج من حدود وجهه ، يغطي بذلك الدهشة التي أصابته ويمنع فكّه من أن يقع على الأرض.. يبدو أن الثلاثة بينهم قصة،، شعر بذلك من المره الأولى التي التقى فيها بمنيف والآن أصبح متأكداً .. كانت عينيه على حمد الذي التفت بإنفعال وغضب ناحية ياسر : ومنيف وش دخله؟ مجنون أنت!
بدر : كيف وش دخله؟؟ هو اللي قال لي.. ولا أنا من وين أعرف فواز ولا أعرف كيف مات!!.. منيف نذل وإن كنت تظن إنه خويّك فاسمح لي أنت غلطان .
حمد بانزعاج : أقول إبلع العافية واسكت أحسن لك ولأبوك.. أنا ما أعرف عن وش قاعد تتكلم بس نصيحتي لك انشغل بتربية عيالك و ابعد عن المواضيع اللي مالك فيها ..
وقف ثم التفت لياسر المبهوت تماماً.. يقول بنبرة : عقّل ولدك يا ياسر..
قالها وخرج يغلق الباب خلفه بقوة..
أطلق بدر نفساً لم يكن يدرك بأنه كان يحبسه.. ثم التفت لوالده ليرى نظرته الغريبة..: وش؟
ياسر بعبرة : أنت وش طيحك بطريق منيف؟
بدر بعد صمت وهو يرى وجه والده يمور بألف تعبير : يبه ترى منيف ماقال لي شي ولا شفته وصار له فترة جواله مقفل.. بس أنا أعرف إن فيه شي يخص وفاة واحد اسمه فواز العبدالكريم. والحين بعد ما تأكدت إن فيه شي بينكم يالثلاثة منيب طالع من هنا إلا وأنا عارف وش هو ..
تهدج صوت ياسر : تلعب بي يابدر؟!
بدر بإصرار : يبه اترك عنك الحركات ذي.. ويمين بالله ما أطلع إلا وأنا عارف الموضوع كامل ولا مايردني إلا منيف وإني أسأله بنفسي.. وأنا أدري إن السالفة كايدة مهيب شي هيّن..
ياسر بسرعة وهلع : لأ.. منيف لأ تكفى يا ولدي.. تكفى الله يخليك لأ.. أنت ماتعرفه هذا لا يحلل ولا يحرم بيمحي ذكرك من الدنيا..
بدر بجمود : أجل علمني.
.
.

مضى اسبوع منذ أن عادت من التشيك هي وجدها.. كانت تعتكف في غرفتها أغلب الوقت يسيطر عليها الخمول والكسل وكأن لا رغبة لها بمواجهة الحياة.. بالأمس وصلتها رسالة من عمها فارس يتوسلها بأن ترد على اتصالاته لكنها لم تتجاوب معه وكانت في المرات التي تلت رسالته يحاول الاتصال بها تتجاهل حتى يئس وأرسل لها صورة كرت دعوة لحفل زفافة وموعده القريب جداً كاتباً تحتها (تكفين تعالي.. لا تكسرين بخاطري)..

وصباح اليوم قررت التحرك والتخلص من كل هذا فأرسلت لخطاب رسالة بعد تردد وشد وجذب مع نفسها (ممكن أقابلك اليوم ضروري. الموضوع ما يتأجل ياليت أشوفك).. لكن لم يصلها رده مع أن ما كتبت قد وصله وقرأه لكنه لم يكلف نفسه عناء الرد سوى قبل نصف ساعة راسلاً لها موقع أحد مقاهي القهوة كاتباً (أشوفك هنا الساعة ٧ العشاء)..
زفرت بضيق بعد أن ارتدت عباءتها ولفت حجابها على رأسها.. تحمل نقابها بيدها وتنزل الدرج بتردد فلا تعلم كيف ستكون ردة فعل جدها..
كان يجلس في صالة المنزل يتحدث بالهاتف ولكن ما إن رآها تقف أمامه بعباءتها حتى وأنهى الاتصال بسرعة : على وين؟
ابتلعت ريقها وحاولت أن تقول بثبات : جدي أنا ما أبي أسوي شي من وراك وبدون رضاك.. بس أنا أرسلت له... لخطاب أبي اقابله..
صرخ : دانة !!
دانة بخوف : جدي افهمني.. أنا حلفت لك والله مالي حاجه فيه غير إني أطلبه يحل اللي بيني وبينه بدون شوشره وبهدوء ويرجع وضعي أنا وأنت مثل ماكان أول.. والله منيب مطولة.. احسب لي!
نظر لها نظرة مطولة لا شيء فيها سوى عدم الرضا ليقول بعدها بغضب مكتوم : تدرين دانة ، أنا تعبت منك.. سوي اللي تبينه،، روحي.. وبشوف وش آخرتها معك أنتي وهالزفت..
.
.

كان مُتعب الخطى منهك الجسدِ غارقٌ باليأس.. يبدو أن لا شيء مما خطط له يعمل .. حتى رسالة بدر يبدو أنها لم تأتي بنتيجة.. لذا ما إن وصلته رسالتها قضى وقته يفكر إن كانت دانة رغم براءتها من كل هذا تصلح بأن تكون وسيلةً سهلة يستخدمها ضد جدها.. هو مؤمنٌ متيقنٌ أنه أضعف من أن يثأر لنفسه بنفسه.. لن يستطيع فعل ذلك مهما بلغت قوته.. سيجعل ممن يحيطون بعدوه يأخذون حقه و سيجعلهم يلتهمون بعضهم بعضا..

دخل خطاب المقهى المكتض بالزبائن.. يبحث بعينيه عنها وقلبه يكاد يخرج من مكانه.. يشعر بتوترٍ فضيع لا يعرف سببه.. عندما لم يجدها رفع هاتفه ليتصل عليها.. لازال يبحث بعينيه حتى وصله صوت رنين أحد الهواتف.. تحركت عينيه بشكلٍ أسرع وتقدم للتي تجلس في زاوية المكان الصوت يصدر من جهتها و تعطي الجميع ظهرها وما إن وقف خلفها ورأى الهاتف بين يديها يشع بإتصال دون أن تجيب،، أنزل هاتفه من أذنه وقال بهدوء : دانة؟
التفتت بذعر وضح في عينيها التي كادت تخرج من فتحة غطاءها..: خطاب.
تتبعته دانة ببصرها يضع هاتفه في جيب ثوبه العلوي ويمشي بملامح جامده ليجلس أمامها ..
مضت أكثر من عشر دقائق لا أحد فيهم نطق بكلمة حتى قررت أن تنهي الصمت وترفع عينيها له لتجده ينظر بالاتجاه الآخر : وش أخبارك؟
زفر والتفت ينظر لها : مثل ما أنتي شايفه .. الحمدلله..
ثم بتردد : أنتي وش صار عليك بعد الحادث؟ وين اختفيتي؟
ابتسمت تحت غطاءها ابتسامه صغيرة وهي تتأمل وجهه لم يعد هناك أثر سوى لاصق على عظمة أنفه فقالت بضحكة ساخرة : تقريباً هربت..
خطاب باستنكار : هربتي؟!
أخذت نفساً عميقاً : سالفة طويلة جداً.. لكن عموماً وإن كنت مهتم أنا بخير والحمدلله الحادث ما أنهى حياتي والحين صحتي ممتازة.
ولم تستطع أن تمنع عتبها : بس حز في خاطري إنك ماكلفت نفسك تسأل.. مهما كان أنا أعتبر زوجتك وكنت معك واللي صار كله بسببك..
ارتفع حاجبيه بتعجب : أنا ماسألت عنك؟
ابتلعت ريقها تشعر بمرارته : اسمعني خطاب.. الله يشهد إن في اليومين اللي عرفتك فيها ماشفت منك شي شين أبد.. لكن خلاص.. أنا تعبت أحس إني قاعدة أغرق.. من جيت على الدنيا وأنا أدري إني منبوذه لكن اللي حسيت فيه قبل الحادث وبعده كان أسوأ بمليون مره..

نزعت غطاءها تحت نظرات خطاب الصامت عندما شعرت بأنها ستختنق وتابعت دون أن تنظر إليه : خطاب أنا ما دخلت حياتك عشان احوسها لك ولو كنت أدري إن لك زوجه وعندك ولد كان ولا تجرأت حتّى.. طلقني خطاب..
ارتفع حاجبيه : أطلقك؟
هزت رأسها تختنق بعبرتها : إن ماطلقتني جدي بيروح المحكمة يرفع قضية خلع..
خطاب بإنفعال وكره : وجدك ذا يظن إن الناس مملوكين له؟
دانة: أنا مستعدة أسوي أي شي بس ما أخسر جدي خطاب.. أنت عندك بيتك وعايلتك بس أنا ماعندي غير جدي.. هو عايلتي الوحيدة..
هو الشي الوحيد الثابت بحياتي. أنا ما أبي لك المضرّه.. أدري إن زواجك مني كان لسبب.. وأدري إن انفعالك وعصبيتك الحين مو لأني طلبتك تطلقني.. لأني أدري إني شي ماله أي قيمة أو مكان بحياتك..

مسحت دموعها براحة يدها وتابعت بأسى : أنا تعبت من هذا كله خطاب.. خلاص أبي ارتاح ،، أبي لا جا الليل وحطيت راسي عشان أنام ما أقعد أفكر بقلق وش بيصير فيني بكرة.. أحس إني في سباق ولاني قادرة أوقف ركض..

سكتت بعد جملتها هذه وسكت معها خطاب الساكت أساساً.. فوضى عارمه في عقله تسيطر حتى على قلبه .. طال الصمت بينهما فنطقت دانة بصوت محتقن : خطاب ليه طلبت تتزوجني؟ خلاف بينك وبين جدي وتبي تقهره فيني؟
ابتلع ريقه مراراً وتكراراً قبل أن يقول بأسى : دانة أنا اللي بيني وبين جدك شي مايتصدق ، شي أكبر من خلاف.. أنتي مغشوشة فيه أنا إلى الآن منيب قادر أصدق كيف وحده مثلك راضية تعيش مع واحد مثله..
مرر لسانه على شفتيه قبل أن يقول بارتباك لا يعرف بماذا ستجني عليه هذه الخطوة فهو عندما ارسل لبدر كان مجهول الهوية أما الآن فهو يقولها بنفسه أمام دانة . . : شوفي دانة. اسألي جدك أو لأ.. لا تسألينه ،، لأنه بينكر.. لكن قولي قدامه فواز العبدالكريم وشوفي ردة فعله. وعلميني.. و وقتها أنا مستعد أسوي اللي تبينه..
عقدت حاجبيها تنظر له : مين فواز العبدالكريم؟
خطاب بهدوء : شخص أعرفه.. وذبحه جدك.. قدامي..
اتسعت عينيها بذهول لتقول بغضب : ايشش؟؟ مستحيل أنت.. أنت.. كذاب. اقسم بالله مجنون شلون تقول هالكلام؟؟ جدي مستحيل يسوي شي مثل كذا..
خطاب ولازال هادئاً : أسأليه..
بإنفعال وحدة ليس كأنها التي كانت منهارة تبكي قبل قليل : شلون أسأله.. إن سألته يعني أنا صدقت فيه وأنا لو شفته بعيني يسويها ما صدقت.. أنت واحد مجنون ومريض و لو سمحت ورقة طلاقي توصلني قبل لا يجيك استدعاء من المحكمة..
كانت تقول آخر كلماتها بغضب وهي تغطي وجهها برعشة واضحة في يديها .. تقف بقوة لدرجة أن الكرسي وقع محدثاً ضوضاء مرتفعة وابتعدت تخرج من المكان دون حتى أن ترفعه..

عادت دانة للمنزل وعينيها متورمة من كثرة البكاء الذي حاولت أن تكتمه طوال الطريق لكنها لم تستطع..
لذا ما إن رآها منيف الذي كان ينتظرها بقلق حتى وقف يقول بسرعة : سوّى بك شي؟؟
فتقدمت نحوه بسرعه ترتمي عليه تحتضنه بكامل قوتها تنهار باكية : جدي أنت أحسن شي حصل لي بحياتي.. الله لا يحرمني منك..
.
.

خرجت هلا من غرفتها عصر اليوم التالي بعد أن انتهت من صلاتها.. المنزل تقريباً يضج بصمتٍ رهيب لذا الصوت الغريب و المكتوم الذي يصل لمسامعها كان واضحاً جداً.. توقفت في خطاها بمنتصف الممر الذي يربط بين الصالة والمطبخ التحضيري الصغير تحت درج الطابق الثالث.. ترهف سمعها مستنكرةً أصواتاً كهذه فالجميع نائم بعد يوم عمل طويل حتى والدتها ربة المنزل.. أسرعت في خطاها عندما سمعت صوت ارتطام وتوقفت تنظر بذهول بعد أن اتضحت الرؤيا..

كان خالد يحاصر ضي في الزاوية بين الرف خلفها والحائط جوارها ينغز جوانبها بأصابعه مما يجعلها تقفز وتحاول إبعاده بغضب رغم ضحكاتها الموجوعة من أصابعه.. يهمس بشيء وكأنه يحاول أن يسترضيها..
هلا بشهقه : خويلد يالتعبان..
قالتها وابتعدت عن المكان بسرعة بإحراجٍ واضح..
دفعته ضي بكل قوتها وبصوت أقرب للبكاء : ياويلي شافتنا شافتنا..
خالد باستغراب يشير خلفه : ترى هلا.. وبعدين ماكنا نسوي شي سلامات!..
بدأت تلطم خديها : يافشلتي حسبي الله على عدوك والله قلت لك عن الحركات ذي..
أشار بسبابته وكأنه أتى باختراع : تكون هلا أهون من أبوي أو أمي؟
دفعته و وجهها يشتعل : تكفى روح شوفها أنا مالي وجه..
ابتعد بضحكة : طيب طيب لا تخافين الأمور تحت السيطرة..

دخل الصالة لازال يضحك ولكنه انفجر ضاحكاً من أعماق قلبه وهو يرى هلا تتمدد على الأريكة تضع يدها على رأسها ..
رمقته بطرف عينها : ضحكت من سرّك بلا.. مافيه شي يضحك ياعديم الحيا البيت فيه أطفال. احمد ربك مو أمي ولا أبوي اللي شافوكم..
خالد ولازال يضحك : إذا أنتي وبغت تموت كيف عاد لو أمي.. يابووي بتهج للمريخ..
هلا : أنا أدري بنت الناس ماتطلع منها العيبة هذي حركاتك أنت يا ابن فهرة. آه أحس نفسي اطلع عيوني من مكانها واغسلها بفلاش كود أنسى اللي شفته..
خالد بابتسامة وهو يرى ابتسامتها الخبيثة : سلامات هدِّي اللعب ترى كنت أحاول ادغدغها بس!.. خلصت إجازتي اليوم و عندي رحلة بكرة وهي متضايقة لأني بروح قلت أغير جوها شوي..
هلا بابتسامه وحاجب مرفوع : اهاا وداع يعني؟
خالد بإرتياع : بسم الله علي راجع إن شاءالله ..
ضحكت : الله يحفظك ماقلت شي.. عساها رضت طيب؟..
أسند رأسه على الأريكة يدلك جبينه : ما أدري ما أمدى أعرف طبيتي علينا وحنا في أوْج المهمة..
ثم رفع رأسه بسرعة عاقداً حاجبيه : صحيح هلا أبي أسألك قبل لا أنسى،، خطاب فيه شي؟
اعتدلت جالسة بارتباك : لا أبد.. ليه؟
ازدادت عقدة حاجبيه : ما أدري بس أحسه متغير.. من بعد ما رجعت وهو متغير.. فيه شي؟ يشكي من شي؟ وسألت زيد وقال لي نفس الكلام ..
ابتلعت ريقها : يمكن مشاكل بالشغل.. مضغوط هو اليومين ذي تعرف مدير كبير مشاكله مو مثل مشاكلك..
ضحك باستنكار : عجيييب اللي بازّه بشغل رَجلها.. عاد تصدقين والله إني شكيت قلت يمكن غيران لأني تزوجت؟
هلا بحاجبين ارتفعا : وش يعني غيران؟ قصدك يبي يتزوج وحدة ثانية؟
ضحك : الحاسه السادسة المعطوبة اشتغلت.. عاد لو يسويها فيك أذبحه..
ابتسمت له بقلق ليتابع : قلت غيران علي من حرمتي لأنها أخذتني منه.. والله أنا أعترف إني مقصر بحقه..
هلا بضحكة : وأنت الكل غيران عليك بسم الله عليك؟.. و الله مصدق عمرك محدٍ درى عنك..
رفع سبابته بتهديد : هذا إسقاط في حقي أنا ما أقبله نهاائياً..
حركت يدها باستهانه : ياشيخ فكنا بس..
خالد وحاجبه قد ارتفع بتحدي : هيّن ياهليِّل..

اخرج هاتفه واتصل بخطاب تحت نظرات هلا المستنكره واضعاً مكبر الصوت.. كانت ثواني حتى وصلها الصوت الذي عبث بمعدل نبضات قلبها بشكلٍ جنوني : الو..
خالد بصوت مرتفع يسند ظهره و يضع قدماً على الأخرى : مرحباً الف..
وتابع يغني مفخماً صوته : مرحباً هيل عدّ السيل.. مرحبّا مرحبّا.. شيلوهااا.
ضحك : هلا .
خالد : مهيب حولي ..
خطاب : وش اللي مهيب حولك؟
خالد بابتسامة سخيفة وهو ينظر لأخته : هلا حرمتك.. أنت كنت تناديها ولا تهلّي فيني؟
خطاب بملل : تبي شي أنت؟ ماش آدائك صاير ركيك من بعد ما اعرست..
خالد : حبيبي أنا للحين أحبك ومكانتك عندي مثل ماهي ماله داعي ترمي كل شي على ارتباطي بغيرك..
خطاب بضحكة : صاحي بسم الله عليك؟ وش تهذري به؟
خالد : مشتاق لك وينك؟ ليكون أخذت جنوبية وسحبت علينا ياخوي؟
خطاب : تهقى؟
خالد : خذ لك جنوبية و ريّح راسك أنا أعطيك الضو الأخضر..
ضحك : تقول ؟
خالد محركاً حاجبيه بمرح لهلا : أبد، وماجاك علي..
خطاب : ابعد ياشيطان عويذ الله منك.. أنت وين هلا عنك يامحراث الشر؟
خالد : هلا جنبي وتسوي حركات بيدها يعني بتجلدك.. وتراها سمعت كل شي خلك عند الجنوبية لا ترجع ..
خطاب بضحكة : مير الخبيث عندك هلا تعرفني زين.. ولا وش قولك يا حبيبة قلبي؟
اعتدل جالساً وهو يرى اشتعال وجه شقيقته : سلاماات ياخوي وش اللي يا حبيبة قلبي؟ آ يالهيس احترمني أنا أخوها.. إن كنت تقول هالكلام قدامي، وش تقول من وراي أجل؟..
تعالت ضحكات خطاب وهو يشعر بشوقٍ عارم لخالد : لازم نجتمع أنا وأنت وزيد وفارس نفس قبل.. كلٍ أعرس ولهى..

أغلق خالد هاتفه بعد مكالمة شبه طويلة على وجهه ابتسامه واسعة فمكانة خطاب في قلبه تجاوزت المعقول.. نظر لهلا تقف بعد أن رنّ هاتفها لتركض مبتعدة عن المكان بعد أن أخرجته من جيب بيجامتها وعرفت المتصل ليقول ضاحكاً : الله الله بالثقل وأنا أخوك..

دخلت غرفتها تغلق الباب خلفها بهدوء تخشى أن توقض سالم النائم.. أخذت نفساً عميقاً وردت بهدوء عكس الضوضاء التي سببتها نبضات قلبها : الوه
صوته ردّ روحاً غائبةً فيها شعرت وكأن ألوان الموجودات بالغرفة أصبحت زاهيه في عينيها..x تمددت على السرير تفتح شعرها تحرره من ربطته : وينك الحين؟
خطاب : في بيتنا..
كانت الكلمة رغم بساطتها رقيقةً عذبةً منه جعلتها تبتسم.. : أكيد في بيتنا ؟ ولاااا..
ضحك : إيه والله في بيتنا.. أنا صرت من البيت للدوام للبيت.. خبرك في أبها أخاف أصادف أحد. ليتك قايله بقيق ولا راس تنورة أقلها قريبات.. أما أبها عاد!
هلا بابتسامه ناعسه وكأنه يراها : خلّص شغلك اللي بأبها بسرعة عشان ماتضطر تتخفّى. . . مم. وش تسوي طيب؟
بهدوء : مم. أفكر..
هلا بابتسامه : تفكّر بإيش ؟
خطاب بعد صمت : فيك..
ضحكت : يا لئيم يابيّاع الحكي..
خطاب : لا والله إني أفكر فيك.. وفيني.. والوضع اللي حنا فيه..
سكوتٌ منها وسكوتٌ منه حتى قالت بهدوء وهي تتأمل وجه سالم النائم بجوارها : وش فيه وضعنا خطاب ؟
خطاب بعد صمت دام لدقائق : دانة تبيني أطلقها..
ثم أردف عندما لم يصله سوى صوت أنفاس هلا التي احتدت : بس أطلقها كذا بدون لا أوصل لشي من اللي أبيه من زواجي منها!!.. أنا كذا ما استفدت شي من هالسالفة كلها!
هلا بهدوء : وش اللي تبيه خطاب؟
بأسى : أبي أعيش إنسان طبيعي حالي حال العالم. أبي أرتاح من التفكير، من الهم ، من الحزن اللي أحسه يتقوّى على قلبي. أبي أعيشّك العيشه اللي تليق فيك أبي نجيب بنت وأسميها سلمى.. و ولد اسمه فواز وسند و...
ثم تنهد وكأنه سيختنق : أبي اللي ماتوا يرجعون.. أبي أشياء كثيره ياهلا..
هلا بنبرة شعر بها تتوغل لأعماقه تمسح على أوتار قلبه وتحييه : كل شي مقدور عليه وإن شاءالله كل اللي تبيه بيصير.. إلّا رجعت الأموات ياخطاب.. اللي راحوا مايرجعون أجلهم بالدنيا خلص.. والدور يمشي علينا كلنا.. الكل رايح محد مخلّد بس هم سبقونا لحكمة من ربك..
خطاب بحزن : وهذا اللي موجع قلبي، إن اللي راح ما يرجع..
تصدقين قعدت أفكر ليه أرضى على نفسي بالخسارة مرتين .. أول وأنا صغيّر خسرت أهلي لأن ماكان بيدي شي أسويه عشان أمنع منيف واللي معه.. لكن أنا الحين قاعد أخسرك وبيدي أمنع هالشي ليه ما أتحرك.. أحس إني مقيد.. مشلول تفكير ومشلول حركة أحتاج صفعه تصحيني..

هناك تقدم حتى وإن لم يلحظه خطاب فبعد أن كان يعاتب نفسه ويلومها أصبح الآن يجرد نفسه من هذا الخطأ.. ابتسمت براحة : أنا موجودة معك دايم مستحيل أسمح لك تخسرني وإن كنت بايع فأنا مشتريه.. أنا أبيك أنت تقرر من نفسك تاخذ قرارك وأنت مقتنع فيه عشان ما ترجع للطريق ذا مره ثانية.. خطاب أنا ما أقدر أتحمل إنك تتركها الحين عشان بس تسكتنّي لكن يبقى عقلك يفكّر لو كانت معك وش كان ممكن تسوي فيها وبجدها..
أنا أبيك ترجع لي كلّك، عقلك وروحك وكل شي فيك..
خطاب بنبرة تنطق حباً : هلا أنتي مكسبي الوحيد في هالدنيا.. وأنا منيب مجنون عشان أفرّط فيك.. أقسم بالله العظيم يا هلا بيجي اليوم اللي أعوضك فيه عن كل اللي سويته..

خطاب هو الاستثناء الوحيد.. هو الشغفْ هو التمنِّي هو الفرصة التي لا ندَم فيها والبداية السعيدة التي لا نهاية لها.. تنهدت تبتسم من أعماق قلبها : إن شاءالله..

.
.

إن كان منيف بركاناً لكان انفجر ليعدم كل من حوله..
يقف بكل غضب أمام حمد و ياسر الجالسين بقلق.. فعندما اتصل بهما يطلب منهم الحضور فوراً لمنزله كانت نبرته مرعبه مهددة تنبئ بكارثة قادمة..
نظر لهما بغيض، وغضب يتمنى لو أن يفجر المكان بما يحتويه فلا أحد يعلم بما حدث في الماضي سواهم.. والآن بدر الذي أتاه باكراً في هذا اليوم على وجهه ابتسامه خبيثة..
منيف بتوجس : وش عندك جاي؟
بدر : ناسي اللي بيني وبينك ولا كيف؟
منيف بملل : إيه صحيح خطاب.. أذكر قلت لك تصرف بس شكل ماوراك فزعه..
بدر بضحكة : انسى خطاب الحين.. أنا جايك عشان موضوع ثاني..

لا يعلم ماذا حدث بعدها سوى أنه امسك ببدر من تلابيبه بكل غضب... ينفضه وكأنه سيخرج روحه من مكانها.. كان الخبيث قد اسمعه مقطعاً صوتياً لوالده يحكي له ماحدث قبل ٢٥ سنه تقريباً.. يذكر فيها اسمه ويتهمه بأنه من حرضهم لفعلٍ كهذا.. بل وصلت به المواصيل بأن يحكي لبدر عن أفعال أخرى تخصه كانت سبباً في نبذ عائلته له.. كان مع بدر مايدينه والذي قال بابتسامه بعد أن انتهى التسجيل : فواز وأهله يسلمون عليك..

مع ذلك قال بدر بضحكة رغم الألم من قوة منيف المفرطة : بشويش لا يطيح جوالي..
دفعه منيف بكل قوة : أنت تظن لعب العيال ذا بيخوفني.. صحصح أنا منيف وأنت منت بقدي يا بدر..
بدر واضعاً هاتفه في جيب ثوبه يبتسم بثقه : وقد قلت لك أنا بدر.. وعندي بدل الشاهد اثنين.. لا تهددني أنت مابعد تعرفني..

نظر له منيف بغضب مدمر يشعر بأن نيراناً ستخرج من مقلتيه لتحرق الواقف أمامه يتحدث بكل ثقه : أنت بالتسجيل ذا بتنهي حياة أبوك وبس..
بدر رافعاً كتفاه : مصير كل مجرم ياخذ جزاه..
منيف : أنت وش تبي؟ تبي فلوس؟ تبي دانة ؟ وش تبي؟
سكت بدر ينظر له لثواني نظرة لم يفهمها منيف قبل أن يبتسم : تؤ،، خلاص أنا ما أبي منك شي.. تكفيني نظرة الرعب ذي اللي قاعد أشوفها بعينك الحين..
.

حمد بقلق : عسى ماشر يا أبو جابر و...
منيف بغضب قاطعه : أنت تدري يا ياسر أن ولدك ال* جاي لين بيتي معه تسجيل بصوتك تعترف على نفسك وعلينا كلنا؟
ياسر بارتباك : اعترف بوشو؟
منيف : تعترف بوشو؟ أنت شايفني بزر عندك أنت و ولدك هالنذل؟
حمد بسرعة فلا فائدة من الإنكار : هو جا لنا وعارف الموضوع كامل.. يقول أنت اللي قلت له..
صرخ من قمة رأسه : ثور أنت؟؟ وأنا ليه بحكي له سالفة مثل ذي؟؟
حمد بتلعثم : اقولك الولد جاي لنا وعارف كل شي..
سكت منيف يزفر هواءً ساخناً قادر على إحراق حقلٍ كامل : عرف من وين إن كان الموضوع مايدري عنه غيرنا يالثلاثة حتى أهل فواز مابقى منهم أحد .. شلون بدر درى؟
ثم صرخ بأعلى صوته : شلووون؟
نظر ياسر بسرعة وهلع ناحية حمد والذي تشنج وجهه وكأن سهماً اخترق قلبه .
منيف بشك بعد شحوب وجوههم أمامه.. صدره يعلو ويهبط بوضوح : وش فيه؟
حمد بارتباك : مافيه شي.. أنا ما أدري بدر شلون درى لكن تأكد الكلام ماطلع مني ولا أظن ياسر فاقد لدرجة يقول جريمة مثل ذي لولده.
منيف بصراخ سيجن لا محاله : أجل شلون درى؟
ابتلع ياسر ريقه وعينيه لازالت مثبته على جانب وجه حمد.. قلبه ينبض في منتصف حنجرته.. ثم التفت لمنيف يشعر بأن أجله قد دَنى : أوعدك أنا اشتري سكوت بدر.. بس أنت هد نفسك..
رفع سبابته المرتعشه بوعيد : يجي لين عندي.

.
.

زمت شفتيها بتفكير وهي تراقب خالد العائد تواً من رحلته.. يجلس على الكنبة منشغلاً بهاتفه..
منذ أن عادت البارحة من زيارة بيت أهلها وهي في تفكيرٍ عميق.. تتذكر حديثها مع أختها غالية وما حدث بعد ذلك : كلمتي أبوي؟
غالية: ايه.. وقال ليه ما قالت لي هي ..
ضي بضيق : وش قال طيب؟ بيوديني؟
ابتسمت بحنو : اكيد أنتي تعرفين أبوي ما يرد لك طلب وكلم الشيخ ممدوح وقال جيبها اليوم بعد صلاة العشاء.. بس أهم شي استأذنتي من خالد؟
ضي بتوتر : قلت له بروح مع غالية مشوار قال عادي روحي..
غالية : وطبعاً ما قلتي له وين المشوار !
ضي : اهم شي وافق..
غالية بتردد : ضي أنتي تدرين إن مافيك شي صح؟
ضي بضيق : خالد يدري.. أبوي قال له..
اتسعت عينيها بذهول : قال له وش؟
مسحت على شعرها المفتوح بهم : ما أدري.. بس أحسه يدري بشي.. غالية أنا.. أنا أحب خالد.. وفكرة إنه ممكن يمل مني أو يعافني عشان اللي فيني بتذبحني..

كان مشوارها مع والدها وأختها للشيخ ممدوح رجل عرف بالصلاح والرقية الشرعية.. لم تكن هذه المره الأولى التي يقرأ عليها فيها.. ف لضي باعٌ طويل في هذا الموضوع.. فقد قرأ عليها عدد من الرقاه علّ علتها وفراغ قلبها يبرأ.. كانت سابقاً تبكي كل مره متأثرةً من قراءته ولكنها هذه المره خالط تأثرها رغبة وأمنيات وحياة طبيعية خالية من الوساوس.. ما إن انتهى وخرجت من عنده حتى وبدأ كلامه لها قبل خروجها يتكرر في عقلها : يابنتي استعيذي بالله من الشياطين و وسوستهم.. الوسوسة باب إغلاقه أمر هيّن لكن يحتاج عزيمه مايبي منك استسلام ورضوخ.. أنتي مسلمة صلتك بالله تعالى فوق كل صلّه وأنتي قوية بإيمانك وتوكلك على ربك..
تحافظين على أذكارك يابنتي صح؟
هزت رأسها تختنق بعبرتها لذا تابع : ذكرك لله يومياً يقوي صلتك فيه ويحميك من وساوس شياطين الانس والجن، يعني مافيه شي تخافين منه وأنتي تحت حماية الله ، وملائكته تحرسك عن يمينك وعن شمالك.. خلي إيمانك بالله كبير واكسري شوكة الشياطين اللي توسوس لك لا تخلينها تكسرك .. ودائماً تذكري قوله تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)..
.

أخذت نفساً عميقاً وهي تشعر بهذه المره مختلفة عن كل مره.. هذه المره شعرت بكلامه يصهر حديداً طوّق قلبها.. هذه المره ذهبت وهي مملوءة بالحياة ترغب بذلك وليس بيأسٍ كالسابق فقط لتُرضي والدها.. ابتسمت وهي تتأمله منسجماً جداً بهاتفه وكأنه وحيدٌ في المكان.. لازال يرتدي زيّه ويبدو رائعاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من مدح..

هي تريد الحياة ،، تريد خالد وتريد الحب الذي أشعرها به أن يبقى ويزداد..

توجهت نحوه تجلس على الكنبة الأخرى أمامه تقول بتردد : خالد وش تقرا بعيوني؟
عقد حاجبيه ينظر لعينيها بعد أن أنزل هاتفه : وش أقرأ بعيونك؟
ضي وعينيها متسعه على أكبر مقاس : مو أنت تقول العيون لعبتي.. ركز ..
رفع حاجبيه وهو يراها تنظر له بقوة و ترمش ببطئ ليقول بقلق : بنت وش فيك ؟ دايخه بيغمى عليك؟
ابتعدت عنه بخيبة وضيق : إيه دايخه..
وتمددت مكانها تغطي نفسها تشعر بالإحباط..
ابتسم يرفع حاجباً و وقف من مكانه يهتف قبل أن يدخل لدورة المياة : بتروش جهزي لي ثيابي لو سمحتي..
تأففت وهي تسمع صوت إغلاق الباب وأخرجت له مايحتاج و وضعته على الكنبة التي كان يجلس عليها قبل أن تعاود التمدد في مكانها بإحباطٍ واضح ..
فرغ من استحمامه ليخرج ملتفاً بمنشفته يدندن بطرب. ارتدى بيجامته وهو يراها لازالت تعطيه ظهرها.. شعرها ينتثر خلفها بكل فوضوية وكأنه يخبره بأنها غاضبة.. وقف أمام المرآة لازال مبتسماً يدندن طرباً يرش من زجاجة عطره وهو الذي لم تفته تلميحاتها قبل قليل، لكن لا بأس من لعب دور المغفل أحياناً.. ابتلعت ريقها وهي تشعر بثقله جوارها.. شدت على أعينها بترقب.. تنتظر يده لتشدها ناحيته.. أو صوته يطلبها ذلك وهي وقتها ستكون أكثر من سعيدة لتلبية طلبه.. لكن الدقائق مرّت ثقيلة حتى سمعت صوت انتظام تنفسه.. التفتت برأسها لتجد وجهه ناحيتها يده تحت خده ونائم بتعبٍ واضح.. عبست : لعبتك طلْ..

.
.

سحبت سحّاب فستانها وهي تنظر لنفسها من خلال المرآه الطويلة.. عقدة حاجبيها لم تؤثر أبداً على جمال ملامحها رغم أنها لم تضع الكثير من مساحيق التجميل.. منذ أن قابلت خطاب تلك الليلة والنوم جافى عينيها تماماً.. يمر يومها عليها بتعاسه بين المكذب وبين (وهو وش بيستفيد لو تبلى على جدي؟).. باتت تشعر وكأن حياتها صفحة في كتاب تمزقت آلاف المرات حتى أصبح إلصاق قطعها ببعضها مستحيلاً..

لم يخفى عليها حال جدها بالأمس.. أو اليوم صباحاً.. كان صامتاً غضبه يتضح في صمته.. لذا عندما قرعت باب غرفته التي كان يعتكفها لم تترك دعاءً تعرفه إلا ودعت به كي لا يغضب منها.. دخلت بعد أن سمعت صوته لتجده يتمدد على سريره بوجهٍ ملامحه قد أظلمت بشكل واضح لذا قالت بقلق : جدي تحس بشي؟
نظر لها بكامل زينتها ترتدي فستاناً أنيقاً أحمر اللون.. صدره يرتفع وينخفض بأنفاسٍ تأبى أن تخرج فقال بإنفعال : وين بتروحين ؟
هذه المره الثانية بعد الذي حصل تطلب منه أن تخرج وترى في عينيه الشك وعدم الثقة حتى أنه صرح بها قائلاً عندما لم يجد منها ردًّا : إنطِقي وين رايحه بالوقت ذا؟
دانة وعينيها تلتمع بالدموع : خطاب طلقني خلاص..
منيف بشك : متى؟
اختنقت بعبرتها : اليوم الصبح.. دق علي وطلقني.. يعني لا تخاف ماني برايحة له..
أبعد بصره عنها قائلاً بضيق : أدري إنك منتي برايحة له.. ولا تصيحين واحد مثل ذا ماعليه حسوفه..
ثم أردف بضيقٍ أكبر : أنتي رايحة عرس فارس؟
ابتلعت ريقها : قال لك؟
بضحكة ساخرة : أنا دريت من نفسي.. ولد أمه ما فكر يعطيني خبر حتى..
دانة : ماراح تحضر ؟
زفر بضيق :x من حسن حظه لأ..
فركت كفها بتوتر و برجاء : طيب عادي أروح أنا؟
أشار برأسه بعتب : اشوفك جاهزه ومخلصه.. ما أظن إنك جايه تستأذنين أنتي جايه تعطيني خبر..
ثم أردف بدون نفس وهو يرى تغير لون وجهها وكأنها توشك على سَطر عدد لا نهائي من المبررات : سوي اللي تبينه يادانة..
ثم بنبرة وهو يصد بعينيه عنها : أنا واثق فيك.. لا تخليني أندم.. المره الأولى اوجعتني لكن الثانية أكيد بتذبحني..

.

دخلت قاعة الزفاف برعشة تسري في جسدها.. أنزلت عباءتها ومدتها للمسؤولة التي أخذتها واعطتها رقماً.. مشت حيث دورات المياه بتوترٍ واضح نظرها مثبت للأمام حتى التقت بصورتها تعكسها المرآه.. فتحت حقيبة السهرة السوداء الصغيرة تحاول إخراج أحمر الشفاه تنشغل به قليلاً ولكن ما إن قربته من فمها ولاحظت ارتعاش أطرافها حتى والغت الفكرة تماماً.. أخذت نفساً وخرجت تحاول أن تتصنع الثبات والقوة رغم أنها كل شيء إلا الثبات والقوة وكل ماتخشاه هو أن يلاحظن النسوة ميلان مشيتها بالكعب العالي فأقدامها بالكاد تحملها..
ابتلعت ريقها بارتباك وهي تدخل القاعة تداهمها الأصوات العالية جداً والأضواء القوية حتى كادت تعميها.. على يمينها صف من النساء لا تعرفهن وعلى يسارها صف آخر لم تعرف منه أحد سوى جدتها الجازي التي ما إن رأتها حتى وتهلل وجهها بعدم تصديق : يا هلا والله وسهلا..
أخذتها في حضنها تقبلها وتبعدها قليلاً تنظر لها غير مصدقة ثم تعاود ضمها مجدداً -تزغرط- ترحيباً بها وتقبلها..
ابتعدت عنها دانه تبتسم ابتسامه صغيرة بإحراج واضح وهي ترى نظرات الواقفات قريباً منها المستنكرة.. : ماشاءالله مين ذي ياعمه؟
ارتفع بصرها للواقفة خلف جدتها التي لازالت تطوقها بيديها بسعادة واضحة رغم شح التعبير والكلام.. كانت امرأة بالغة الأناقه بفستانٍ أسود وطقم ألماس يغطي نحرها..
الجازي : هذي دانة بنت جابر ..
عقدت حاجبيها : أي جابر؟
الجازي بقوة : جابر ولدي.. رجْلك..
اتسعت عينيها بصدمة : جابر زوجي؟
ابتسمت وهي تقرّب دانة منها : الله الله..
لا تحتاج دانة لشرح أو حتى ترجمة فالنظرة التي تلقتها من المرأة أمامها كفيلة بشرح كل شيء.. حتى ابتعادها الغاضب جداً كان واضحاً أن كارثة ما ستحدث.. وأن والدها و إن لم يقتلها صغيرة ، سيقتلها الآن لا محاله.
دانة بتوهان : شكلها زعلت!
ضحكت الجازي تقول : لا ماعليك هذي منال بنت أخوي ، أمون عليها وتمون علي .. تعالي أعرفك على أهل زوجة فارس..

.
.

كانت حنين تتمدد على سريرها تتصفح بهاتفها أحد المواقع بعد أن تأكدت من نوم أبناءها.. لازالت الساعة لم تتعدى العاشرة مساءً.. كانت تنعم بصمتٍ مريحٍ للأعصاب في مزاج جيد نوعاً ما حتى فُتح الباب دون أن يتم قرعه ويدخل بدر.. اعتدلت جالسة بسرعة ترفع الغطاء تحاول أن تغطي المكشوف من جسدها بغضب واضح : نعم خير وش تبي جاي؟ اط...
سكتت عندما تجاهل حدة صوتها وارتمى بجسده على السرير بجوارها يتنفس بقوة و وجهه لا يمكن تفسيره..
فقالت بقلق رغماً عنها : بدر وش فيك؟
سكت قليلا ثم أخذ نفسا ثقيلاً : ما أدري.. ضايق صدري أحسه بينفجر من الضيقة.. عجزت أنام..
بخوف : بسم الله عليك.. من وش؟. صاير شي سمعت شي؟
هز رأسه بالنفي يبدو وكأنه سيختنق فعلاً..
حنين بتعاطف : صليت العشا؟
نظر لها بضياع : هو أذن؟
حنين : من زمان.. قم توضى وصلي مابعد يطلع وقتها للحين..

أخذ نفساً آخر وتحرك متوجهاً لدورة المياة المدمجة بغرفتها.. توضأ وذهب حيث سجادتها ليفرشها ويكبر.. صلى أربع ركعات العشاء أتبعها بركعتي السنة ثم بالوتر. وحنين تنظر له من مكانها مستنكرة تراه يطيل السجود والركوع..
ما إن سلّم وانتهى حتى عاد ليتمدد بجوارها يمسد مكان قلبه عاقداً حاجبيه..
حنين باهتمام : أحسن؟
هزّ رأسه دون أن يجيبها يحاول أن يتجنب النظر لوجهها.. ولا شيء أمام عينيه سوى وجه والده الذي تحدث معه باكراً يبكي ويتوسل بأن يذهب معه لمنيف يخبره بأن موضوع وفاة فواز أصبح نسياً منسيّا.. كان يبكي بحرقة وخوف وكأنه سيفقد روحه يقبل رأسه برجاء : تكفى يا ولدي لا يطولك شره. أنت ماتعرفه مثلي.. تكفى يا ولدي..
بدر بتأثر من انهيار والده أمامه.. قبّل يديه التي كانت تتشبث بذراعه : يبه الله يهديك أنت ليه خايف منه؟ لا تخاف ما يقدر يلمس مني شعره..
ياسر بمراره : بدر لا توجع قلبي يكفي أخوانك.. بكرة تعال معي هو بس يبي يسمعها منك عشان يرتاح..
عاد يقبل كفيه يجاريه ليهدأ فقط فهو يعلم أن والده ضعيف على عكسه تماماً فهو لن يتنازل لمنيف مهما بلغت سطوته.. : أبشر ولا يهمك بس أنت هد نفسك الله يخليك لي يبه.
.

عبست حنين وهي تلمح التماع عينيه.. ابتلعت ريقها ما إن تحرك بؤبؤه ليحط عليها فحاولت أن تبتسم..
بدر بهدوء متأملاً وجهها وابتسامتها الصغيرة جداً : حنين أنا آسف..
حنين بعتب : آسف على وش بالضبط؟
عقد حاجبيه بضيق : على كل شي.. حتى ذاك اليوم.. يوم على قولتك اغتصبتك..
حنين بابتسامه فبدر كان يبتسم لها بأسى بعد أن انتهى من جملته : الله يسامحك ويسامحني.. اللي يجمعني فيك الحين عيالي و أبوك اللي أشوف إنه عزوتي وسندي.. مع إن أبوي موجود و أنت موجود.. لكن ما عمري حسيت إني بأمان معكم كنت متأكدة إني عنصر غير مهم بحياتكم ممكن تستغنون عنه بدون لا يرف لكم جفن..
مافيه أحد يكره شخص كان يحبه يابدر.. بس أنا قلبي ماعاد مثل أول.. أنا اعترف إني أحبك قبل وأحبك الحين بغض النظر عن كل شي سويته بي.. أنا مو ناكرة عشرة .. أنا ما أكرهك.. لا والله ،، لكن أكره تصرفاتك أكره الخذلان اللي أحسه وأنا معك أكره إنك دائمًا حاطني على الهامش أكره إنك تشوفني ولا شي.. مع إنك بحياتي كل شي..

بدر بعد صمت دام لثواني متأملاً وجهها وصوتها المخنوق، خنقه : حنين أنتي زوجة مثالية مهما لساني أنكرها قلبي ما يقدر.. كنتي تفرضين علي احترامك أطلع من بيتي وأنا مرتاح ومتطمن إن فيه وحده وراي بتحافظ عليه .. حتى عيالي أنا أدري انهم مايشوفون فيني الأب اللي كل الأطفال يتمنونه وأدري إني ما عمري كنت أبو زين لهم.. بس أحبهم.. هذول عيالي شايلين اسمي وأشوف فيهم مستقبلي .. وكل ما شفت سيف قدامي أقول متى يكبر و أعلمه شغلي و أخليه يمسك حلالي.. ولا يوم أشوف سارة،، يووه يا سارة..
ابتسم ابتسامه واسعة بعينين تلتمعان لم ترى حنين مثلهما قبلاً.. أبداً.. : احلف بيني وبين نفسي إني منيب مزوجها إلا للرجال الكفو اللي يدخل مزاجي أنا.. اللي أعرف إنه بيصون بنتي ولا بيضيمها، اللي بيحط لها القمر بيد والشمس بيد..

كان يتحدث وقلب حنين ينبض بضعف.. كانت ولأول مره تسمع هذه النبرة وهذا الخوف وهذا الأمل مجتمعين في صوته : وش فيك تتكلم كذا بدر؟ صاير شي؟
سكت قليلا قال بعدها مبتسماً لها : هذي بركات الوتر..
ضحكت من بين دموعها : طيب نام، نام أحسن لك..
.
.

دخلت دانة منزلها بابتسامة رضا على وجهها.. فما حدث اليوم كله يدعو للابتسام.. ضحكت كثيراً وكأنها نست كلّ ماهمّ قلبها وهي ترى جدتها الجازي ترقص تجاري من هن أصغر منها سناً حتى أصبحت المساحة المخصصة للرقص حكراً لها ولا يجرأ أحد على الصعود معها.. حتى تَهلُل وجه فارس الذي ما إن رآها حتى اتسعت ابتسامته بسعادة وكأنه ملك الدنيا وما عليها... يحتضنها بسعادة يردد : الله يفرحك مثل ما فرحتيني.. والله كنت خايف ماتجين ..

ليلة جميلة جداً لا تنسى.. حتى جدالها مع جدتها التي أصرت عليها أن تعود معها للمنزل لكنها رفضت كان جدالاً لذيذاً استمتعت به..
تلاشت ابتسامتها تماماً بعد أن نزعت غطاءها لترى جدها يجلس في الصالة المظلمة لا أضواء سوى ضوء الاباجورة بجانبه.. ما إن رأته حتى وتدافع كل شيءٍ لعقلها : ما نمت جدي؟
منيف بجمود : كيف أنام وأنتي برى البيت؟ كيف العرس؟
دانة بارتباك وهي تتقدم حتى جلست جواره : حلو.. ليتك حضرت.
لم يجبها بل ضحك ضحكة ساخرة واكتفى بها.. سكتت دانه تتأمل جانب وجهه بحزن واضح فكما يبدو أن جدها ليس على ما يرام فهو سارحٌ في تفكير عميق..
ترددت كثيراً قبل أن تقول : جدي!
التفت ينظر لها وعقد حاجبيه بتساؤل وهو يرى تجمع الدموع في عينيها.. أخذت نفساً تقوي به نفسها وقالت : أبي اسألك..
استوى فمه بخط مستقيم قبل أن يقول : اسألي.. أنا قايل أكيد الجازي هالجربَا عبّت راسك علي..
ابتلعت ريقها : جدتي ماقالت لي أي شي عنك.. أنا بس كنت أبسألك عن.. عن...
عادت تبتلع ريقها تتمنى بذلك أن تبتلع صوتها والكلمات.. السؤال أصبح ملحاً لدرجة أنها لا تستطيع السكوت عنه.. هي تثق بجدها تثق بأنه رجل صالح لكن الشيطان يوسوس لها وكل ما تحتاجه هو نفيه لكل هذا كي ترتاحx : كنت أبي أسألك عن واحد اسمه فواز العبدالكريم.. تعرف.....
قبل أن تكمل جملتها شعرت بيده تكاد أن تمزق عضدها عندما سحبها نحوه يهمس بغضب : مين؟ وش قلتي؟
تسارعت أنفاسها بخوف واضح : جدي..
نفضها بقوة : أنتي من وين تعرفين هالزفت؟
فتحت فمها تحاول أن تتجاوب معه لكن لا صوت خرج كانت وكأن نوبة هلعٍ أصابتها وهي ترى وجه جدها مرعباً هكذا لأول مره . يصرخ : تكلمي.. تكلمي يال*.
عندما طال صمتها وقف يرفعها معه وقد جنّ جنونه فعلاً فكيف لقضية الأموات هذه أن تخرج عن السيطرة هكذا؟ كان يراها وكأن الدنيا أصبحت حمراء في عينيه لدرجة أنه رفع يده يصفعها بكل قوة : انقلعي من قدام وجهي يال*.. انقققلعي ولا أشوفك طالعة من غرفتك فاهمة..؟ انقلعي..

.
.

أشرقت شمس يومٍ جديد استيقظت على أشعتها القوية حنين التي كان شعور القلق في قلبها ملحاً عظيماً. عدم الراحة وكأن هناك مصيبة.
استعاذت بالله وارجعت ذلك كونها استيقظت متأخراً عن صلاة الظهر فالساعة الآن الواحدة ظهراً ولم يسبق لها النوم لهذا الوقت من قبل..
كبرت وصلّت وما إن لامس جبينها الأرض سجوداً حتى وانفجرت تبكي عندما أصبح الإحساس بالفراغ في قلبها لا يحتمل .. انتهت من صلاتها وخرجت من غرفتها تنوي الصعود لغرفة أبناءها تتفقدهم فاليوم لم يذهب سيف لمدرسته..
لكنها قبل أن تصعد السلالم وعند مرورها بالصالة لفتها الجالس في الزاوية يغطي وجهه بشماغه يبكي.. ركضت حتى أصبحت تجلس بجانبه تهتف بهلع : بسم الله عليك عمي وش فيك؟ وش صاير ؟
نظر لها بوجهٍ مخضب بالدموع وجفون تورمت من شدة البكاء..
فارتعش فكها بخوف وتجمعت الدموع في عينيها حتى سقطت.. خرج صوتها بهمسٍ مقطوع من حالته : و.وش فيه؟
ياسر بعبرة : عظم الله أجرك ..
توقف قلبها تماماً وهي تضع احتمالاتها.. أمها.. أبوها.. من؟؟
تسارعت أنفاسها وهمست برعب تخشى من الإجابة : في مين؟
ياسر بصوتٍ أبح مليء بالعبرة وملامح وجهه تنهار مجدداً ببكاءٍ مرير : في ولدي.. ولدي بدر..



.
.
.

# نهاية الفصل السابع عشر ♡.
سبحان الله وبحمده،، عدد خلقه .. و رضا نفسه،، وزنة عرشه ومداد كلماته ..

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،   رد مع اقتباس
قديم 31-01-19, 02:46 AM   المشاركة رقم: 125
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183220
المشاركات: 458
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 933

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الذكـرى ينااجيني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

لا لا لا اااااا مو من جدك وطن
ليشششش كذا وش هالقفله اللي تقققققتل يعني بدر ماصدقنا انصلح حاله تذبببحينه
مسسسكيييينه حنين وش هالحظ ! وش هالقراده ان قلت يمكن بدر أنصاب. صار شي خفيف بس موووت معقوله منيف سسواها ياخي ياشين هالانسسسسان مايخاف الله كل شي عنده قتتتتل
آه والله صدعت ماعاد اقدر اتتتكللللم ش يصبرني للبارت الجاي بس !

 
 

 

عرض البوم صور همس الذكـرى ينااجيني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنت ، مثل ، أحزاني ، قدر
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:16 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية