لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-19, 01:52 AM   المشاركة رقم: 96
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الذكـرى ينااجيني مشاهدة المشاركة
   ننتظر البارت
عاد من زمان عن أجواء الانتظار
توقعي بارت ناري باعتراف خطاب بعملته السوداء بزواجه من دانه وهلا بتطين عيشته اتمنى انها ماتشفق عليه وترحمه مثل كل مره ههههه :(

ههههههههه لا عاد كله ولا خطاب :(
ثواني وينزل الفصل يارب يكون قد توقعاتك وما اخيب ظنك ❤❤

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،   رد مع اقتباس
قديم 13-01-19, 01:53 AM   المشاركة رقم: 97
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

يسعد صباحكم عزيزاتي♡
أعتذر على التأخير ويارب الجزء ينال على أعجابكم :)
وعذراً على القصور ♡

.


◇ أنْت مِثلْ أحْزانِي ،، قِدرْ ◇



.
.

# (١٥) الفصل الخامس عشر ،،
°
°
وَعليَّ الإعْترافُ
أننّي لَسْتُ شُجاعاً
بلْ أَنا مِن فَرطِ خَوفِي
خَائفٌ منْ أنْ أَخَاف!


*منقول*

.
.

وضع صينية الإفطار بعد أن انتهى من تناول طعامه على رف المطبخ وخرج بخطى بطيئة يتجه لغرفته.. لم يستوعب إلى الآن أحداث الليلة الماضية يتمنى لو أن يغسل دماغه لينسى يوم الأربعاء وكأنه لم يأتي..
رغم ذلك استيظ وعلى وجهه ابتسامه يتأمل وجه هلا النائمة بعمق.. كانت تنام طيلة الليل بجواره.. بين يديه وهذا هو الجزء المفضل عنده.. أن تكون هلا هي واقعُه الذي يعيشه ويتمتع به هو الشيء الوحيد الذي يخفف عنه كل ضيقة تمر به.. حتى ضيقة ارتباطه بغيرها بالأمس!
مع أنه رأى في عينيها سؤالاً أول ما استيقظت لكنه حاول أن ينسيها ما رأت .. قبّل محاجر عينيها وكأنه يلقي تعويذة .. ونست!

ابتسم رغماً عنه عندما دخل ورأى هلا تقف أمام مرآة خزانة الملابس ترتدي تنورتها السوداء وقميصها أبيض اللون والذي أبرز تناسق جسدها بشكلٍ ملفت .. تفتح شعرها وأصابع يدها تتخلل مقدمته وكأنها تبحث عن شيءٍ ما..
رفع حاجبيه عندما وقف خلفها ورأى عدم الرضا على وجهها المنعكس بالمرآة : وش تسوين؟
هلا بضيق واندماج : تخيل خطاب وأنا أمشط شعري قبل شوي وش شفت؟
خطاب باهتمام وخفوت : قمل؟
اتسعت عينيها بصدمة مما قال.. وقبل أن تتكلم أدخل أصابعه بين خصل شعره يحركها يتصنع الضيق : يوه عاد أمس نمت وراسي لاصق براسك يافضحي الناس بتعايرني ، خطاب أبو القمل والصيبان جا وخطاب ابو القمل والصيبان راح !
هلا باستنكار : خطاااب وش قمل بسم الله علي!! ماجاني وانا بزر كيف عاد وأنا بهالعمر؟
ثم تأففت باستياء تتفحص مقدمة شعرها مجدداً : شفت فيه شيب..
و رفعت عينيها تنظر لانعكاس عينيه بقلق وكأنها تخشى من معرفته معلومة كهذه.. كان يرمش ببرود وكأنه لازال ينتظر سبب خوفها حقاً وعندما رأت ذلك مدت شفتيها بزعلٍ طفولي : صرت عجوز خطاب..
رفع حاجبيه عندما فهم وكأن مصباحاً أضاء فوق رأسه.. ضحك والربيع عاد يزهر في قلبه مجدداَ من نظرتها و نبرتها في وقتٍ مبكرٍ كهذا..
اقترب أكثر حتى أصبح خلفها يلف يديه حول خصرها ويسند ذقنه أعلى رأسها : أحلى عجوز شفتها بحياتي..
وكزته بكوعها في منتصف بطنه حتى كادت تخترق جدار معدته من قوة الوكزة : الموضوع ذا بالذات ما يقبل المزح..
تأوه بألم : حسيت.. شقيتي بطني ياشيخة زين كوعك ماطلع من الجهه الثانية ..
ضحكت من مجرد التصور ثم بتذمر وكأنها تذكرت : خطاااب..
كان مستمتعاً جداً بدلالها هذا الصباح لذا هتف بابتسامه : يختي مافهمت وين المشكلة؟ واذا طلع شيب يعني؟ الشيب وقار.
هلا : وقار لك لكن مو لي.. هذا دليل إني صرت عجيّز يالله حسن الخاتمة مابقى شي و أصير ثلاثينية جادة..
ضحك وهو يرى ابتسامتها الضائقة بعد الذي قالت ليعاود وضع ذقنه على رأسها يتأمل وجهها باطلالته الصباحية الناعمة البعيدة عن التكلف والقريبة كل القرب من القلب.. حافظت على ابتسامتها وهي ترى انعكاس نظرته وابتسامته الناعسة ليهتف بعدها بهدوء : الله يالدنيا الزمن يركض أنتي ٣٠ وأنا قربت من ٣٤!! من يصدق كأني أمس أشوفك قدامي وأنتي بزر وشوشتك فوق راسك ماترضين تمشطين شعرك بالأيام .
رفعت حاجبيها : وأنت ماتذكر مني إلا ذا الشي؟؟ وبعدين وش اللي أنتي ثلاثين؟ توني مابعد أدخلها بسم الله ..
خطاب بابتسامه : ٣٤ سنة مضت من عمري بدون أي شي يُذكر. حتى عيال ماعندي..
عبست : الحمدلله متمتع بصحتك وعافيتك وتعبد ربك وهذا أهم شي..
خطاب بتوجس : والعيال؟
هلا : ماكتبهم ربي للحين..
ثم بضيق وهي تحاول التحرر منه : أبو هالشيبات اللي خلتنا نجيب طاري الأعمار.. قال ثلاثين قال وخر عني أشوف.
لكنه لم يحررها : هلا أنا قد قلت لك إني بروح لطبيب نفسي صح!
سكنت حركتها ونظرت له بتوجس : رحت؟
خطاب بابتسامه صغيرة : أول جلسة الأسبوع الجاي..

ابتلعت ريقها وهي تحاول أن تمنع نفسها من أن تسأل عما كان يقلقها في الأيام الماضية..
تخشى إن سألته "وموضوع الخطبة اللي قلت عنه قبل؟" يجيبها بإثبات "أنا لازلت باخذ غيرك".. وقتها لا يمكن أن تتنبأ بمقدار الخيبة التي ستصيبها ،، لا داعي من السؤال عن شيءٍ إن عرفت إجابته اساءتها وهذا ماكانت تقنع نفسها به منذ أن أخبرها خطاب وإلى هذه اللحظة..
ضربها على بطنها بخفه عندما لاحظ سكونها وبعدها ابتعد : يلا لا نتأخر..

.

أوقف سيارته بالمواقف الخاصة واتجه لمدخل الشركة بابتسامه هادئة.. لازال تأثير هلا هذا الصباح مسيطراً عليه ليشغله عن كل حدثٍ آخر..
يتذكر كلامه معها عندما أوصلها لمكان عملها.. أمسك يدها بعد أن فتحت الباب لتخرج لكنها عادت تغلقه تلتفت ناحيته تنظر له باستنكار..
هتف لها بصدق وابتسامه عندما باتت الكلمات تحارب بعضها كي تخرج.. لا مفر منها ولا أمل من ابتلاعها والسكوت عنها : أنتي أعظم إنجاز في حياتي وأجمل شي حصل لي بالاربع وثلاثين سنة اللي فاتت..
التمعت نواعسها و وضح له أنها تبتسم عندما ضاقت عينيها وصغرت..
تابع بخفوت وكأنه يهمس سراً عندما أغلق سالم الباب الخلفي بعد نزوله : أوعدك اتعالج من اللي فيني و أعوضك عن كل شي..
هلا بصدق : وجودك بحياتي هو أكبر عوَض خطاب.. وبتلاقيني انتظرك ..إلى آخر يوم بعمري بنتظرك.. بس استعجل الله يعافيك شيباتي بدت تغزي راسي..
قالتها وغمزت له ممازحه.. تشرب قلبه المثقل بالأسى كلماتها شعَر بصوتها يتوغل لأعماق فؤاده وأنعشه ليهتف بابتسامة بعد صمت دام لثواني : طيب أحبك..
زفرت أنفاسها وبخجل واضح حاولت تبديده بمرح فتأثير هذه الكلمة عليها لا يحتمل : ولد،، اعتراف مثل هذا ماينقال هنا قدام الصرح التعليمي العظيم ذا..
ضحك : برضو أحبك..
.
توقفت خطاه بالقرب من المدخل وتلاشت ابتسامته وهو يرى التي تغلق باب الراكب لسيارة الكامري بيضاء اللون.. تثبت حقيبتها على كتفها وتمشي باتجاهه بعد أن عرفها!!
انطلقت السيارة وكما وضح له أن من يقودها رجل في مقتبل العمر يرتدي غترته البيضاء أعلى رأسه لينتقل بصره مجدداً لها حيث وقفت في خطاها تنظر له وكأنها صُدمت برؤيته..
زفر أنفاسه بغضب وتعمد أن ترى عدم الرضا في نظرته قبل أن يكمل طريقه للداخل ..
دخل المصعد ليراها تمشي بخطى سريعة تشد على سير حقيبتها حتى اختفت عندما أطبق المصعد بابيه..
عاد يُفتح قبل أن ينطلق لتدخل باندفاع.. زفر بثقلٍ مجدداً وكأن المصيبة التي يحاول تناسيها تلحق به تذكره بأنها وقعت فعلاً..

كان يقف متقدماً بالقرب من الباب يتجاهلها تماماً وهي خلفه تسند ظهرها على حائط المصعد خلفها تنظر لظهره بقلق بعد نظرته.. حاولت أن يخرج صوتها هادئاً فالواقف أمامها يكون زوجها الآن : صباح الخير.
لا اجابه بل أنه تقدم أكثر حتى شكّت بأنه يريد فتح الباب بيديه ليهرب..
خطاب بخفوت بعد أن توقف المصعد في الدور المطلوب : نتفاهم بعدين!
قالها وخرج دون حتى أن ينظر لها.

بقت في مكتبها القلق يأكلها. مرت ساعة منذ أن رأته ورآها وحتى هذه اللحظة لم يطلبها ليتفاهم معها على شيء لا تعرف ما هو!
زفرت بضيق وشدت خطاها نحو مكتبه.. يجب أن تضع النقاط على الحروف فكل ما يدور حولها بات غريباً لا يمكنها استيعابه.. ليلة الأمس مرت عليها مريرة ثقيلة كادت تقتلها ولم تصدق أن يطلع عليها الصبح حتى تترك كل شيء خلفها لتهرب من التفكير بعملها..
فُتح الباب قبل أن تقرعة لترى خطاب الذي كان ينوي الخروج يقف أمامها.. رجف قلبها عندما نظرت لوجهه كانت هيبته بهذا القرب طاغية وحضوره قويٌّ عليها وفكرة أنه أصبح زوجها الآن زادت من سطوة مشاعرها عليها .
وصلها صوته بارداً يعقد حاجبيه : نعم؟
دانة بتردد : أبي أكلمك.. ممكن؟
لا تعلم إن كانت قد سمعت تأففه فعلاً عندما أعطاها ظهره تاركاً الباب لتدخل أم أنها تتوهم ذلك..
دخلت وأغلقت الباب خلفها بعد تردد واضح ، لكن لا بأس فلا خلوة بينهما الآن كما أنها تحتاج لمكان يجمعها به علهّا تشعر بالأمان الذي تتمنى معه..

كان خطاب في طريقة ليجلس خلف مكتبه ولكنه ما إن سمع صوت إغلاق الباب حتى التفت بسرعة ليقول بحدة: وش تسوين؟
تسارعت أنفاسها بقلق من تجهم وجهه وبتردد : أبي أكلمك.. خطاب.
خطاب بغضب: أستاذ خطاب لو سمحتي. هنا ما أحد يعرف بالعلاقة اللي بيني وبينك لذلك التزمي حدودك.. وافتحي الباب..

لم تخفى عليه نظرتها المرعوبة.. ولا حتى رجفة كتفيها الواضحة تحت عبائتها.
ذكر الله تحت أنفاسه وهو يصرف بصره عنها.. فلا الحدة من طبعه ولا حتى هذا الأسلوب أسلوبه وهو يؤمن أن الفتاة المرعوبة أمامة لا ذنب لها بأي شيء..
حاول أن يخفف من حدة نبرته وهو يراها تتقدم ناحيته : مع مين جايه؟
وقفت أمامه دون أن تنظر له،، بخفوت : مع أوبر..
بغضب : نعم؟ من سمح لك!
نظرت له : شلون من سمح لي؟ أنا سمحت لنفسي.
مسكها من ذراعها بقوة يشد على أسنانه بغضب : شلون تركبين مع رجال غريب؟ دانة هالحركات ذي تسوينها هناك في بيت جدك قليل الأصل لكن عندي أنا غير مقبولة نهائي..
سحبت يدها بغضب أشد من غضبة : لو سمحت احترم نفسك لا جيت تتكلم عن جدي ولا عاد اسمعك تقول عنه كذا مره ثانية! وجيت مع اوبر لأن مافيه غيره يجيبني بعد ماتركتني لحالي أمس من غير حتى لا تعلمني إنك بتروح..

كانت ستسأله عن مرتبة الأريكة التي وجدتها مغسولة بالماء في دورة المياة لكن نظرة عينيه جعلتها تقول عوضاً عن ذلك بهدوء تحاول أن تمتص غضبه فهي تحتاجه معها لا عليها : أول كنت أجي مع السواق لحالي.. وش الفرق بين الإثنين؟
عاد يشد ذراعها بقوة وهو يشعر بأن غضباً لا يعلم سببه حقاً يتأجج في جوفه : فيه فرق.. ولا عاد اشوفك تعيدينها مره ثانية ولا حسابك بيكون عسير.. فاهمة؟؟

صرَخ كلمته الأخيرة ليشعر بجفولها من صوته.. كانت قريبةً منه للحد الذي جعل من عينيها تتعلق بعينيه.. لأول مره.. ينظر لها وكأن خيطاً منها اتصل بأهدابه يمنعه من أن يرمش أو يبعد بصره عنها.. لتتبدل نظرته وهو يرى لمعة الانكسار الواضحة .. الذبول وكأن دهراً مضى عليها ساهرة..
كانت حزينة فعلاً وهذا ما ترجمته دموعها التي تجمعت حتى شعر بها خطاب وكأنها ستجرفه..

تركها بسرعة كالملسوع وتحرك جالساً خلف مكتبه.. نزع شماغه يلقيه بعيداً عنه ويخلل أصابعه في شعره بعد أن أسند كوعيه على سطح المكتب.. يغمض عينيه يشعر بالتشتت والغضب والشفقة.. خليطٌ لا معنى له ولا حتى هدف سوى أن يعبث به أكثر..

كان نبض دانة سريعاً.. و الهواء الذي تتنفسه بالكاد يصل لرأتيها..
كانت عينا خطاب شيئاً آخر.. مختلف... شيءٌ عصف بها وشغورٌ تشعر به لأول مره جعل قلبها يتضخم .. ورغم الغضب الذي كان يطل من مقلتيه إلا أن عينيه كانت مختلفه.. كانت بحراً غرقت به دون حتى أن تقاوم..
جلست على الكرسي أمام مكتبه بعد أن شعرت بأقدامها هلامية ستوقعها في أي لحظة.. نزعت غطاءها وسحبت منديلاَ من أمامها تمسح من تحت عينيها الدموع التي تجمعت..

رفع رأسه يفتح عينيه بضيق ليراها قد جلست. تمسح أنفها بالمنديل تنظر أمامها ولا غطاء على وجهها الآن..
اعتدل جالساً وتنحنح لتلتفت ناحيته.. تحاول السيطرة على ثورة مشاعرها في هذه اللحظة.. فبين الغضب و الضيق كانت هناك رغبة جامحة تحثها بأن ترمي رأسها على صدره وتبكي همّها حتى ينجلي فما مامرت به في الأسابيع الماضية يعادل عمرها كاملاً ..
كان ينظر لها باتساع عينيه فاغراً بذهولٍ واضح وكأنه لم يتوقع فعلتها..
لم تستطع أن تبعد عينيها عنه حتى وإن كان عقلها يأمرها بذلك فعينها تأبى! تنظر له ولشعره الكثيف الذي أصبح مبعثراً نتيجة عبث أصابعه به فبدى أصغر من عمره كفتى في العشرين ينظر لها ببهوتٍ وكأنه ينظر لشيءٍ يخشى من أن يعاقبه أحد لرؤيته ..

بالأمس كانت لا تجرؤ على أن ترفع عينيها أمامه لتسترق نظرةً خاطفة ولكن اليوم وجدت أنها لا تستطيع أن تبعد بصرها عنه.. كان يشد جوارحها بكل عنف يجبر عينيها على أن تبحر بوجهه وكأنها تبحث عن أرضٍ صلبه تحط أثقالها عليها.

خطاب ليس فظاً.. أبداً!!
حتى وإن كانت لم تحتك به كثيراً لكنها متأكدة أنه ليس فظاً.. فلا النبرة هذه نبرته ولا الغضب المفتعل هذا هو غضبه..
همست بضعف وهي ترى عينيه تبتعد عن محيط وجهها : أنا اسفه إن كنت ضايقتك لكن أنا فعلا ماكان بيدي شي.. وما كنت متحمله أقعد لحالي، تعبت من التفكير..

كانت هذه اشارتها له.. ليسألها، لماذا؟ ماذا حصل؟
وطلبها المخفي له.. ليقترب يطبطب على كتفها يخبرها أن الأمور لازالت بخير فعلى الرغم من الزوبعة التي مرّت بها وعبثت باستقرارها لكنه أصبح موجوداً معها الآن،، بقربها ولن يدع شيئاً يعكر صفو حياتها بل أنه سيفعل المستحيل كي تعود المياه لمجاريها..
لكن خطاب لم يلتقط شيئاً من ذلك..
حاول أن يمنع بؤبؤة من أن يتحرك باتجاهها ولكنه فشل.. نظر لوجهها مجدداً ليهتف بضيق ونبرة أقل حدة : لو سمحتي أستاذة دانة غطي وجهك وتفضلي على مكتبك.. لازلنا في مكان عمل واللي حصل اليوم لا يتكرر ولا برفع فيك تقرير.. ماينقفل باب علي مع موظفة احترمي قوانين مكتبي ولا تجين إلا إذا طلبتك..

.
.

نظرت له يعطيها ظهره وينزل على الأرض يسند ثقله على ركبته ويتشاغل بإغلاق حقيبته بعد أن وضع حاجياته فيها..
تشعر بالقلق يحاصر قلبها.. تخشى أن يكون هذا آخر عهدها به وأن تكون استنفذت طاقة التحمل عنده..
بعد تلك الليلة وما حصل فيها لم تستطع أن ترفع عينها في عينه.. أو أن تفتح حواراً معه.. مع أن الرجل يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يبيّن لها أن ما حصل من بكاء وصراخ وتمنُع لم يؤثر عليه. بل أنه لازال ينام بجوارها - متصلباً - يتحدث معها ويضحك ويعاملها بكل لطف.. بل أنه من فرط لطفه لم يسألها عن حالتها عندما حل الصباح..
ترى الرغبة في عينيه كل ليلة لكنها تخشى من تبعات الأمر إن حدث فتعطيه ظهرها تهتف بهدوء تقطع أي أمل أو مبادرة : تصبح على خير خالد..
لتقضي الليل كله واعية تتصنع النوم وتشعر بعينيه تخترق جمجمتها..

تنهدت عندما وقف مستديراً ناحيتها. تلاشت ابتسامته وهو يرى إنعقاد حاجبيها : خلاص لميتي كل اغراضك؟ نبي نسلم الغرفة.
ضي بعبوس : ايه كل شي جاهز..
ضحك بتساؤل : وليه تقولينها من ورى نفس كذا؟
رفعت كتفيها بمعنى "ما أدري" .. رغم أنها تدري .
تخشى من أن يتركها في منزل أهلها يخبرها بأن ماكان بينهما قد انتهى فهو لا يطيق الحياة مع امرأة معقده تمنعه من حقوقه دون أن تطلعه على السبب على الأقل .
لا تريد لحياتها معه أن تنتهي عند هذه النقطة.. ليس هكذا!!
خالد بهدوء : مشينا أجل.

كان يلاحظ عبوسها طوال طريقهم للمطار.. تنهيداتها التي لم تتوقف منذ البارحة عندما أخبرها بأن غداً هو موعد عودتهم وكأنها تفاجأت بموعد العودة..

أن تقضي ليلة طويلة تتمدد بجوار أنثى كضي تمتلك من الملامح والمعالم ما لايمكن غض الطرف عنه دون أن تفعل شيئاً وتحاول قدر المستطاع أن تكبح قوتك وتمنع صراخك هو بحد ذاته جهادٌ مع النفس..
كان كلما شعر بأنه قاب قوسين أو أدنى من أن يضعف، يوبخ نفسه بأنها في أول مرةٍ اقترب منها دفعته وتمنعت عنه وبكت.. كانت تبكي وكأنه يجبرها ليس وكأنها هي من دعته.. ليقضي ليلته يردد هذه العبارات حتى ينام..
كان يتعمد أن ينام على نفس السرير دون أن يدع لها مجالاً لتصريفه خارج الغرفة.. وإن فعلت كان يتصنع عدم الفهم علّها تتأقلم على فكرة أنه قدرٌ لا مفر منه.. لكن ماكان يجده منها هو صوت هادئ يتمنى له ليلة سعيدة..

كان يجلس في المقعد الخلفي بجوارها.. والسيارة سوداء اللون يقودها رجلٌ من أصول تركية ما إن عرف بأنهم عرب حتى وبدأ يثرثر بعربية مكسورة عن قصة حياته وسبب هجرته من بلده الأم وبأنه الآن يجمع المال كي يستطيع الحج في السنة القادمة.. وأنه يعيش حياة صعبة هنا بسبب تعصب الألمان وعدم مرونتهم..
عند هذه النقطة انتهى النقاش عندما لم يجد تجاوباً من أي أحدٍ منهم ليلف الصمت المركبة وضي تجلس بجواره لكنه يشعر بتباعدها.. تنظر من خلال النافذة للمناظر التي يمرون عليها بسرعة..
همس : وش فيك مو على بعضك؟ توقعتك تفرحين برجعتنا وانك بتشوفين أهلك بعد هالوقت..
ضي بهدوء : اشتقت لأهلي.. بس بفقد المكان والجو هنا..
ابتسم : بس؟ إذا كذا بسيطة..
لا أوصيك عاد استري ماواجهتي.. و
What happened in Europe stays in Europe .
ضحكت ليتابع : إن شاءالله كنت رفيق جيد بالسفر؟
ابتسمت بعذوبة : أنت كنت رفيق جيد بكل شي.. ممنونة لك جداً على أحلى شهر مر علي بحياتي.. مستحيل أنساه.
شعر بقلبه يتسع من اطراءها : حبيبة قلبي أنتي ولا يهمك.. العمر قدامنا إن شاءالله و أوعدك بأيام أحلى..
ثم ضرب ابهامه بالوسطى : مع لودي مش حتقدر تغمض عينيك..

كان يتحدث بصدق شعرت به محملاً في نبرته.. كلماته خرجت بسلاسة وعفوية وكأنه لم يحتاج بأن يفكر بما يقول..
شعرت بقلبها سيتوقف من فيضان المشاعر الذي اجتاحها.. وشعرت وكأن غيمةً من أمل أمطرت عليها.. خالد كان يعطيها أملاً بالحياة دون أن يشعر..
أسندت رأسها على كتفه تلف يديها على عضده بتملك سيطر عليها.. عينيها تتلألأ تتنهد براحة : إن شاءالله..

.
.

ركبت هلا تغلق بابها بعد أن اركبت سالم في المقعد الخلفي والقت السلام ليرد عليها بهدوء وعلى ثغره ابتسامة صغيرة..
التفت لسالم فوجده متكتفاً هادئاً ينظر للخارج وقد لاحظ تغيره في الأيام الماضية.. كان يتجنبه على غير العادة.
خطاب : ها يا بطل كيف كان يومك اليوم؟
سالم بهدوء لازال على وضعه : زين..
رفع حاجبيه ونظر لهلا باستنكار والتي بادلته نفس النظرة ترفع كتفيها : أكيد ماشبع نوم أمس.
صمت عنها دون أن يقتنع من تبريرها فهناك ما يشغل عقله الآن أهم بكثير من تفكيره بتغير مزاج طفل لم يتجاوز السادسة..
أسندت ظهرها على الكرسي وهي ترى أنهم لازالوا بمكانهم : امش خطاب ليه واقف؟
تنهد متحركاً من مكانه يشعر بتأنيب الضمير مصاحباً لصوتها..
بدأ يسألها عن يومها يحثها على تفصيل كل حدث حتى وإن كان صغيراً لا تفصيل فيه.. يريد من صوتها وتجاوبها معه أن يشعرانه بأنها ليست غاضبة منه وأنها راضيه عنه حتى الآن ..
هلا : صدق خطاب دريت!! خالد بيرجع اليوم..
ابتسم من أعماق قلبه : لااه.. زين قرر يرجع طوّل الغيبة والله .
هلا بضحكة : مثلك عارف معاريس جدد وشهر عسل.
خطاب بتحسس لازال يبتسم لكن باقتضاب: الله يهنيهم..
لم تشعر بتبدل نبرته : عاد بكرة من بدري لازم أروح بيت أهلي.. اشتقت له والله.
خطاب بهدوء : إن شاءالله..
ثم تابع بتردد بعد فترة صمت : ترى مانسيت إني من أخذتك ماوديتك مكان حالك حال باقي الحريم.. لكن أوعدك نسافر أول ما أرتب أوضاعي..
هلا بصدق : خطاب تدري إن الأمور ذي آخر اهتماماتي.. لا تضغط على نفسك وحياتنا فيها أشياء أهم من السفر..
ثم بتوجس : متى أول جلسة لك؟
زفر بتثاقل : الإثنين.. و أحس ما ودي الإثنين يجي.
هلا : شدعوة عليك خطاب لا تبالغ. الموضوع أبسط من كذا اعتبر إنك رايح لصديق قديم وقاعد تفضفض له..
خطاب بيأس : بأحاول .
هلا : وش اللي مخوفك؟
خطاب بعد صمت : كل شي.. فكرة إني مريض ورايح اتعالج من علّه فيني عشان أعيش حياتي طبيعي وإني عشان أكوّن أسرة لازم أطلب مساعدة أحد.
هلا بعتب : أنت مو مريض خطاب.. أنت مصدوم وعايش تحت تأثير الصدمة إلى الحين وأي شخص طبيعي إن مر باللي أنت مريت فيه مستحيل يقدر يتحمل.. بس أنت بطل حقيقي لأنك صامد وتحاول تلقى حل..
كان لكلمة (بطل حقيقي) تأثير عليه حتى وإن كان وصفاً أو تعبيرا مبتذلاً الغرض منه هو تسكين ألمه.. لكن كان تأثيره عليه كبيرا جدا..
خطاب بتنهيدة : الله يعين.
هلا : تدري إني أحسدك على شجاعتك وقرارك هذا؟ لإني بفترة من فترات حياتي تمنيت لو أروح لطبيب نفسي.. بس أمي كانت حالفة علي..
ثم أردفت بضحكة : خالتك عليها معتقدات غريبة ياخي!
ابتسم يحثها على المتابعه فتابعت : وقتها كنت محتاجة أحد مايعرفني وأقعد أتكلم معه عن كل اللي صار لي.. شخص افضفض له وأنا متأكدة إني بمجرد ما أقفي عنه بينسى كل اللي قلته وبيلهى بقصص ناس غيري.. كان صعب أحكي لأمي لأني ماكنت أبيها تكرهه وهو أبو ولدي.. ومستحيل أقول لنجود لأنها أخته..
بغيره واضحة قاطعها : للدرجة ذي انفصالك عنه أثر عليك ؟؟
هلا بسرعة : لا والله لا تفهم قصدي غلط خطاب..
بس وقتها أنا كنت محتاجة أحد يقول لي إني ماكنت مغفله لأني خليته يستغفلني بسكوتي عليه وإن صبري سنة كاملة ماكان غلط..
ثم بتردد : وإن تفكيري بك وأنا على ذمته ماكان غلط.. وإني ماجنيت على ولدي لأني شتته و حرمته من حياة طبيعية حاله حال غيره.. وغيرها وغيرها أشياء كثير..
ثم بضيق : الخيانة صعبة خطاب مهما كان نوعها،، حتى لو كانت من شخص مابينك وبينه مشاعر..

كان لجملتها ألم يكاد يقسم أنه شعر به يشطر رأسه نصفين..
هل عرفت؟ هل بعبارتها هذه تخبره بأنها علمت خيانته لها بطريقة ما؟
تمنى في هذه اللحظة أن يعترف بكل شي.. يبكي ويعترف لها بأنه قد تورط ولا يعلم كيف يتصرف.. فعقله الذي وعده بإيجاد الحلول تركه الآن وحيداً في وجه المدفع.. لفهم الصمت بعد ذلك والقلق قد بدأ يأكل قلب هلا خوفاً من أن يكون ذكر طليقها قد أساء خطاب..
نظرت له بطرف عينها وكان وعلى الرغم من أن جانب وجهه هو الظاهر لها، لكنها استطاعت أن تستشف غضبه من فكّه المشدود.
زفرت بضيق تقرّع نفسها " يعني كان لازم أنا و وجهي أجيب هالسيرة؟؟ يقالك فاتحة سالفة الحين!! ياربي والله بصيح من غبائي "
استمر الصمت لا يتخلله سوى صوت فرقعة هلا لأصابعها إلى أن توقفت سيارته أمام عمارتهم..
نزلت هلا ونزل سالم وقبل أن تغلق الباب انحنت تسأله بحذر : موب نازل؟
ابتلع ريقه : لأ وراي مشوار ضروري..
ثم بسرعة : تغدوا لا تنتظروني..
رمشت أكثر من مره تنظر له وينظر لها لازال يبتلع ريقه كل ثانية..
بهدوء تعتدل واقفة : زين، انتبه على نفسك..
قالتها وأغلقت الباب ولم تخفى عن خطاب المعاني المقصودة خلف كلماتها.. ولا حتى نبرتها المحملة بالشك.. و الضيق.

زفر يفتح أول أزرار ثوبه يحاول أن يأخذ أنفاسه بانتظام يخفف من وطئ التأنيب الذي يجثو على قلبه..
انتظر لخمس دقائق قبل أن ينطلق في طريقة متجهاً لمقر عمله مجدداً حيث دانة تنتظره هناك..
.

زفرت وهي ترى سيارة خطاب تأخذ المنعطف بعد أن اتصل عليها ليقول بجمود قبل أن تتكلم حتى : انزلي..
كان قبل أن يحين موعد انتهاء العمل بثواني قد مر مكتبها يلقي عليها جملته وكأنها سكرتيرته لا امرأةً أصبحت زوجته: لا تتحركين من مكانك إلا إذا قلت لك.. انا رايح مشوار وبرجع لك أوصلك..

وهاهي الآن تقف أمام سيارته تنظر للبابين أمامها بتردد لا تعلم أين تركب ولكن ما إن وصلها صوت الهرن من خطاب دلالة على نفاذ صبره حتى وقفزت بذعر وفتحت الباب الأمامي وركبت..
سمعت تأففه واحتفظت بهذه المعلومة لنفسها قبل أن ينطلق بسرعة..
ربطت حزام الأمان وبارتباك : السلام عليكم..
خطاب باقتضاب: وعليكم.
دانة بقلق : خفف السرعة لو سمحت..
نظر لها نظرة خاطفة قبل أن يعود ببصره للطريق أمامه يخفف من سرعته.. كما طلبت!
حاولت أن تعتدل بجلستها : وين بنروح؟
خطاب : الشقة؟
دانة بتردد : طيب، بس اذا ممكن نمر سوبرماركت أو بقالة؟
الشقة فاضية!
خطاب : اكتبي اللي تبينه وارسليه لي.. أنا بجيب..
اخرجت هاتفها بتملل من حقيبتها تفعل كما طلب منها علّها تتلهى بذلك فكما يبدو خطاب ليس بمزاج جيد يسمح بالحديث..
اوصلها حيث الشقة ومضى في طريقة بعد أن أخبرها بأنه سيجلب كل ماتحتاج ويعود.. فقالت له قبل أن تغلق الباب : تكفى خطاب لا تسحب علي.. أحتاج كل اللي كتبته ضروري..
كانت نبرتها تميل للرجاء وماخلفها أعظم بكثيرٍ من حاجتها لما كتبت..
كانت تريده بأن يكون قريباً منها أن يتاقلم على فكرة ارتباطه بها أن يتقبلها وينسيها بعضاً مما أصابها وأن تضحيتها ليست خسارة..
.
كانت تحسب الدقائق منذ أن دخلت الشقة ونزعت عباءتها..
حاولت أن تتلهى وتضيع دقائق الانتظار الثقيلة بالاستعداد لحضور خطاب. بدلت ثيابها و وضعت القليل من المكياج وتأكدت من أن كل خصلة من شعرها موجودة في مكانها الصحيح.
إن كان خطاب رجلاً صلباً فهي ستعمد على صهره حتى وإن اضطرت بأن تضغط على نفسها..
وقعت زجاجة العطر من يدها عندما قُرع الباب وأفزعها .
رفعتها تتعطر مجدداً جزء منها مستنكرٌ أفعالها والجزء الآخر يحثها على المتابعة وهذا ما يرعبها.. تخشى أن تكون قد نزعت غطاء الحياء ويفهم خطاب جراءتها ودفع نفسها عليه (خفّه)..

خرجت من الغرفة بسرعة بعد أن قُرع الباب مجددًا بشكلٍ أقوى هذه المره.. تسحب ماترتدي من بلوزة قصيرة عله يغطي قليلاً من جزءها السفلي المغطى ببنطالٍ أسود بقصة واسعه..
فتحت الباب على مصراعيه تقف خلفه تسمع صوت الأكياس وماتحتوي يرتطم بالأرض.. وعندما توقفت الأصوات وصلها صوته دون أن تراه : أنا بمشي تبين شي ثاني بعد؟
ابتعدت من خلف الباب و وقفت أمامه : وين بتروح؟
أخفض بصرة عندما حطّ عليها : جبت كل الاغراض اللي تبينها..
إذا فيه شي ناقص دقي علي وأنا بج..
قاطعته بسرعة: أدخل اقعد شوي.. تكفى طلبتك .
نبرتها الرقيقة ورجاؤها أجبراه على أن يرفع عينيه وينظر لها لتبتسم باتساع : تكفى الله يخليك.. لا تردني..

"بنت اللّذين" هذا ما ردده بينه وبين نفسه وهو يستجيب لرجائها.
كانت فرحتها واضحة حتى أنها بدأت تقفز على أطراف أصابعها في مكانها بحماس..
أغلقت الباب وحملت بعض الأكياس تهتف بسعادة : اجلس شوي بحط هذولي بالمطبخ وأجهز الغدا واجيك..
خطاب بسرعة : ما أبي غدا.. شوي وبمشي!
لتهتف من فوق كتفها قبل دخولها للمطبخ ، بابتسامة: مو على كيفك.. اقعد..

ارتفع حاجبيه وتقوس فمه بحركة معناها (عجيييب!!) ، ومسح جبينه بكم ثوبه وهو ينزع شماغه.. يبدو أن دانة ليست سهلة كما يظن..

جلس على الأريكة التي كان ينام عليها البارحة وتصنع أن رؤيته لمرتبتها التي غسلها قد عادت مكانها شيءٌ طبيعي لا بأس به..
أخرج هاتفه يقضم شفته السفلية بقلق وحديث هلا ونظرتها قبل نزولها من السيارة هو ما يشغل عقله حالياً..
زفر بضيق وهو يفتح على القروب الذي انشأته وبدأ يكتب ويمسح لا يعرف ماذا يرسل..
ابتسم لا إرادياً وهو يسمع همهمات دانة في المطبخ و التي بدأت تغني أغنيةً لم يسمعها من قبل.. كان حماسها واضحاً -وإن كان مبالغاً به قليلاً- لكن صوتها كان رقيقاً عذباً جداَ ولا يمكن أن ينكر..

أرسل "وش تسوون؟" -مع ايموجي العينين التي تنظر جهة اليسار-
وبدأ يضرب بقدمه الأرض يترقب.. ينتظر منها إجابه فهي إن أجابته سينجلي كل القلق داخله.
مضت ربع ساعه وهو لازال يفتح المحادثه عينه متسمره على صندوق الحوار الأخضر واصبعه ينقر على الشاشةِ كلما ضعفت الإضاءة .. وهلا لم ترد عليه بعد..
مسح على شعره بيده الأخرى يقنع نفسه بأن الساعة الآن قاربت على الرابعة عصراً ويبدو أن هلا تأخذ قيلولتها..
القى هاتفه بجواره واسند رأسه على طرف الأريكة خلفه.. يغمض عينيه ويأخذ نفساً وصوت دانة لازال يصله..

فتح عينيه بسرعة عندما وصله همسها : خطاب..
ثم أردفت والسقف أعلى رأسه هو مايرى : نمت؟ معليش تأخرت عليك..
عقد حاجبيه مستنكراً يحاول ربط الأحداث ببعضها.. وما إن استوعب حتى واعتدل جالساً يبحث عن هاتفه.. فتحه بأمل عل هلا ردت عليه لكن لم يجد شيئاً. زفر بضيق وعينه ترى الساعة أعلى الشاشة الرابعة والنصف.. ربما لازالت نائمة..
التفت بعينيه للتي لا زالت تقف تحمل صينية بين يديها تنظر له باستنكار وعقد حاجبيه وشعر بقوةٍ تدفع أنفاسه خارج رأتيه..
ابتلع ريقه يعتدل جالساً يشعر بغرابة اللحظة التي تجمعه بها..
يوبخ نفسه على حقارته وقلة مرؤته.. يبعد عينيه عنها.. كيف له أن يتأمل امرأة غير هلا التي أخبرته قبل سويعات بعمق الأذى الذي طالها من خيانة زوجها السابق لها..؟؟ ابتلع ريقه يغمض عينيه عندما شعر باقترابها تضع الصينية أمامه لتجلس على الأريكة الأخرى: شكلك نمت.
خرج صوته قوياً مندفعاً : لا ما نمت..
دانة بغرابة وهي ترى احمرار عينيه : طيب!!
ثم تقدمت بخجل تضع طبقاً أمامه : اعذرني على الغدا المتواضع جداً بس قدراتي في المطبخ محدودة..
خطاب وهو يرى طبق الخضار المسلوقة وقطع البيتزا أمامه: وانا اقول ليه طلبتي بيتزا مجمدة!
دانة بضحكة عادت مكانها : الجود من الموجود.. بس طعمها حلو لا تخاف.
رفع حاجبه : جيل تعبان صحيح.. كيف بنت ماتعرف تطبخ؟
تخصرت بجلوسها : لا والله!!
رفع بصره ينظر لها بعد نبرتها الحادة.. لتعتدل بخجل واضح : أنا شاطرة بأشياء ثانية..

لم يجبها بل رفع شوكته يغرسها بقطعة الكوسة ويرفعها لفمه بحذر.. ودانة تراقب بتوجس.. وحماس.. كرر فعلته بملل دون أن يمدح أو يذم فاعتبرتها دانة مؤشراً جيداً لتبدأ طعامها..
كان الصمت المريب هو مايسيطر على المكان.. الصمت الذي من خلاله كانت تستطيع سماع صوت قطع البطاطس اللينة وهي تُسحق بين مطاحنه..
هتفت بتردد تحاول تبديد السكون الغير مريح : خطاب!!
نظر لها دون أن يجيب لذا تابعت تأخذ نفساً : وش بيكون وضعي معك؟
عقد حاجبيه : وضعك في وش؟
دانة : بكل شي.. أنا مو فاهمة ليه عدم الرضا واضح عليك مع إنك أنت من طلبت تتزوجني.. أنا ماجيتك من نفسي.. أحسك توهقت فيني؟.
تعلقت عينه بها بعد جملتها الأخيرة التي نطقتها بضحكة محدودة الأنفاس ومع ذلك خرجت منكسره جداً.. : أظن إني تارك كل اللي علي من التزامات ومسؤوليات وقاعد معك الحين.. وش تبين زود؟
نظرت له وبتردد وقلق : أنت متزوج؟
خطاب : ماتدرين؟
تسارعت أنفاسها وعقدت حاجبيها بضيق : عندك عيال؟
سكت قليلاً وسؤالها حط على جرحه : عندي.. ولد واحد .
مسحت على شعرها بضيق : يالله.. طيب كم عمره؟ كبير؟
خطاب : وش يفرق معك؟

لم تجبه بل بدأت تحرك حبات الخضار أمامها بتوهانٍ واضح..
بدأت عيني خطاب تتحرك قسراً عليها مستغلاً بذلك انشغالها.. لم يكن يتوقع أن هذه الملامح كانت تسكن تحت ذلك الغطاء. كان وجهها لا يشبه أي وجه قد رآه قبلاً. في عينيها الواسعه عسلية اللون قوة غريبة.. خليط بين الطفولة والنضج.. مرر عينيه على باقي ملامحها.. أنفها كان صغيراً مستقيماً.. فمها الصغير المقوس للأسفل الآن بتفكيرٍ عميق، شديد الإمتلاء وكأنها قضت عمرها كاملاً تحقنه.. ذقنها القصير وفكها الرقيق المجمّل بغمازة.. الشامة في منتصف خدها والوجه الدائري الصغير بحواجب مقوسة مازادتها إلا شغباً وبراءةً في نفس الوقت وما زاد على هذا كله هو شعرها الكثيف بتموجاتٍ شديدة النعومة بغرةٍ كثيفة تغطي جبينها .. كان قصيراً حدّ فكها مظهراً بذلك طول عنقها.. كانت شيئاً مختلفاً تماماً ولا يكاد يصدق أن كتلة البراءة والأنوثة هذه دمها ملوث بدم رجل يدعى منيف..
احتدت نظرته بعد هذه الحقيقة وتمنى لو أن يقتلع عينيه عقاباً على فعلته فهو لم يأخذها إلا لغرض واحد هو الوصول لجدها وليس تأملها والتفكّر بملامحها..
رن هاتفه معلناً عن وصول رسالة مما جعله يقفز مرعوباً تقفز معه دانة وكأن الفقاعة التي كانا داخلها انفجرت..
التفت مسرعاً يرفعه يتمنى أن تكون هلا لكن ماوصله هو رسالة من شركة الاتصالات..
تأفف بتذمر والقاه مجدداً.. يبدو أن هلا لازالت نائمة!!
رفع ناظريه لها عندما وصله صوتها هادئاً، كانت تتجنب النظر لوجهه وتتلهى بقطع الخضار أمامها : أنت ليه تزوجتني؟
بحدة : برايك ليه الرجال يطلب يتزوج مرَه؟
رفعت بصرها له : خطاب أنا مو غبية؟ أنت كارهني.
وكأنك مجبور علي.. أنت بينك وبين جدي شي؟؟ أخذتني عناد فيه؟ ندمان انك تزوجتني؟
بتوتر : اللي واضح لي أنك أنتي الندمانة.. إذا تبين نقدر ننهي كل شي الحين والوجه من الوجه أبيض .
دانة بسرعة : أنا ما أقصد شي.. وأنا عشانك كسرت كلمة جدي ولا تظن هالموضوع سهل عندي بس أنا ما أبي في النهاية أكون أنا الخاسر الوحيد.. خسارة وحدة تكفيني. والله إني إلى الآن مو مستوعبة اللي سويته وكأني أحلم..
ثم بتردد تبعد بصرها عنه : خطاب ممكن نروح لجدي؟
بقوة : نروح له وش نسوي؟
دانة بتوسل : نكلمه.. خطاب أنت شخص جيد وجدي إن عرفك زين بيرضى..
بغضب : يخسى وأنا موب ملزوم أقنعه..
وضعت طبقها أمامها واعتدلت لتقابله : أنت قلت إنك تعرف جدي قبل .. كان بينكم شي عشان يزعل هالزعل منك؟
خطاب بزفرة : ماتلاحظين إن أسئلتك كثيرة؟
اشتعل وجهها بإحراجٍ واضح وانكمشت على نفسها تعيد بعض خصل غرّتها خلف أذنها..
بهدوء : شوفي دانة..
رفعت بصرها لازالت تحني رأسها الذي شعرت به سيشتعل من شدة الاحراج.
سكت خطاب وهو ينظر لها لا يعرف ماذا يقول "تشوف وش يالثور!".
أخذ نفساً عميقاً : أنا أحب زوجتي..
بذهول : واو.. شكراً على هالمعلومة!..
خطاب بتردد : أنا.. أنا ما أبيك تظنين إني أخذتك قصوراً فيها.. لأن مجرد تفكيرك بالشي ذا يسيئني أنا.. هلا بنت خالتي والوحيدة اللي في قلبي .
استعرت أنفاسها غيضاً بغيرة لم تستطع أن تسيطر عليها.. بقوة : أجل ليه أخذتني؟ إن كان قصدك تتسلى فيني لا تظن إن ماوراي أحد خطاب..
خطاب : أنا منيب قليل مروءة للدرجة ذي.. وأنتي الحين زوجتي وعلى ذمتي..
دانة بغضب : أجل ليه أخذتني؟
وقف يرفع هاتفه معه : أنا بمشي..
وقفت معه : وين بتروح؟؟
باستنكار ينظر لها : بيتي؟
تبدل الغضب في ملامحها لرجاء : اقعد شوي..
خطاب : تأخرت دانة..
مسكت ذراعة بكفيها : تكفى بس شوي.. اخاف اقعد لحالي والمكان جديد علي.. بس شوي إشرب شاهي وبعدها روح..
نظر لساعته ثم نظر لها مجدداً..
دانة برجاء تمسح على ذقنها بيدها : الله يخليك..
زفر : طيب. جهزي شاهيك على ما أروح أصلي وأرجع.
.
.

كانت نظراته لشقيقه الجالس بجوار والدته قادرة على أن تذيب الجليد من حرارتها.. فبعد أن رفعت والدته الحظر عنه وطلبته أن يحضر لمنزلها بعد هذا الوقت الطويل .. وجد منصور يجلس بجوارها على ثغره ابتسامه وفارس يجلس بعيداً بوجهٍ متجهم.. كان منصور يتعمد أن يزيد النار حطباً عندما بدأت والدته توبخه.. كانت غاضبةً جداً جادةً جداً جداً حتى إنه عندما حاول تقبيل رأسها حال وصوله دفعته عنها..
جابر بقهر : مسوي طالع منها؟ أنت بعد وراك مصيبة لو درت عنها أمك بتنجلط..
منصور ببرود : ليه وش شايف أمي عندك عشان تصدق كلام أبوك؟
الجازي : وهو صادق، أبوك طلع يتبلى عليه الله يبلاه في نفسه..
آه بس ياحيف التربية وعمري اللي ضاع وأنا أداريكم... ولا واحد طلع فيه خير كلكم طلعتوا على أبوكم لا بارك الله فيه ..
جابر بقوة : إيه لأنه منصور ما صدقتي فيه و أشك إنك بتصدقين حتى لو شفتي بعينك.
الجازي : استح على وجهك كم عمرك عشان تقول ذا الكلام؟ كلكم عيالي وكلكم واحد عندي. ولو إني ما شفت بنتك كان ما صدقت فيك ياحبيبي. لكن أنا شفتها بعيني.
جابر بزهق : يمه خلاص الموضوع انتهى لا تقعدين تحاسبيني على شي صار وأنا صغير..
الجازي : فوق شينة قواية عينة انكتم أحسن لك..

سكت يزفر أنفاسه بضيق.. لا باس فأمه أمرها مقدورٌ عليه المهم ألا يصل الخبر لخاله وابنته والأهم من هذا كله أن حدود معرفتها هي ابنته دانة فقط ولم تشك بشيء آخر كزواجة سراً..
الجازي : بنتك لازم تطلع من بيت منيف.. نعنبو حيّك ما تخاف عليها عنده؟ عرضك وسمعتك ذي!
جابر : ارتاحي البنت و زوجتها خلاص وقدها في بيت رجلهَا..
فارس بقوة : زوجتها مين؟ ومتى؟؟
جابر ببرود : واحد اسمه خطاب..
فارس بعدم تصديق : عطني رقمه لأني أدق عليها ولا ترد..
تصنع اللا مبالاة : ماعندي رقمه ..
صرخ به : صاحي أنت كيف ماعندك رقم زوج بنتك؟؟
جابر بنرفزه : وأنا وش أبي برقمه؟
فارس : يمه ولدك انهبل.. جابر تتعاطى شي أنت؟ وش هالاهمال؟
الجازي بقهر : ماعاد أشره عليه أبد،، أنا من يوم عرفت إنه سلّم بنته وهي لحمه لابوه وهو عارف بسواياه غسلت يدي منه مره وحده..
جابر : الله ياخذها كانها بالشتني قريبة وبعيدة.. خلاص البنت بنتي ولا لأحد دخل ولا عاد اسمع طاريها مره ثانية ..
فارس : استغفر ربك حرام عليك ..
المهم جيب لي رقم زوجها أبي أكلمها. عرسي قرب وابيها تحضر..
جابر بإنفعال : ياخوي ما تفهم أنت؟ قلت لك بنتي انساها ما كأنها خلقت.. ولا أقولك ،، اعتبرها ماتت ياخي.
قالها يصرخ بها وخرج من المكان يضرب الأرض بقدمه بكل قوة..

.
.

كانت الساعة تشير للعاشرة ليلاً عندما أوقف خطاب سيارته تحت بناية شقته .
أغلقها وجلس فيها يلفه الصمت.. ينظر للمقود أمامه برغبةٍ عارمة بأن يضرب رأسه به حتى ينزف.. أو يفقد الذاكرة..
.
بعد عودته من المسجد وجد دانة باستقباله ترتدي شرشف صلاتها تفتح له الباب تبتسم في وجهه ابتسامه واسعه : باقي لي ركعتين اخلصهم وأجهز الشاهي..
ليجيبها بعدم رضا من نفسه قبل كل شيء فهي تستدرجه وهو بكل ضعف يستجيب : اذا مابعد يجهز خلاص مهوب لازم.. أنا تأخرت و..
بزعل : خطاب.. تكفى..
ليتأفف ويدخل.. لتمتد الربع ساعة التي وعد نفسه بأن يقضيها يشرب من كوبه ، لساعات مرت عليه دون أن يشعر عندما بدأت دانة تحكي له عن حياتها.. وغربتها.. وأنها قضت عمرها كاملاً خارج البلاد تشعر بغربة روح حتى وإن كانت لم تطأ أقدامها السعودية من قبل.. كان مستمعاً فقط دون أي تجاوب فهي لم تدع له مجالاً للتعليق.. كانت نغمتها وهي تتحدث تريح مسمعه وترخي أعصابه المشدودة.. طالت الساعات أكثر عندما بدأت تستعرض صوراً من هاتفها.. صوراً لها عندما كانت صغيرة.. واخرى عندما كبرت قليلاً.. وأخرى في حفل تخرجها.. كان يجد منيف في كل صورة.. يحتضنها ويبتسم بفخر.. كان يستمع لحديثها عنه وكأنها تتحدث عن شخصٍ آخر .. ليس كأنه الشخص الذي أباد عائلةً كاملة دون أن يرف له جفن.. كان يضغط على أعصابه يريد من مديحها له أن يشحنه بالغضب والحقد كي لا تأخذه بها رأفة.. فهي مع جدها قد وصلت أعلى مراتب الحب والذي لم تتوانى بأن تظهره..
وعندما قالت له بنبرة لطيفة : كلمني عن أهلك خطاب.. وش اسم أمك؟ كم عدد اخوانك؟ عندك أخوات؟
شعر بالدم يفور في عروقه.. وذكريات تعصف به لدرجة أن دانة شعرت بذلك من وجهه وملامحه التي تبدلت..
دانة : ها خطاب؟
بحنين خالط غضبه وخياله ذهب لما أبعد من المكان الذي يجمعهما : كان عندي أخت وحدة.. و ٢ أخوان..
دانة بتوجس : كان؟
خطاب بعد صمت : مم.. كان!!
عقدت حاجبيها : مافهمت؟
ابتلع ريقه : توفوا كلهم...
وضعت يدها على قلبها وبتأثر واضح : ياقلبي.. شلون؟
عبس بضيق و وقف لتقف معه بسرعة : أنا اسفه والله ماكان قصدي أضايقك بسؤالي.
خطاب دون أن ينظر لها : .. أنا ماشي..
دانة بسرعة : طيب أقدر أدق عليك؟
خطاب : لأ..
عبست : وإن احتجت شي طيب؟ ما تخاف علي بتتركني هنا لحالي؟
طيب بكرة جمعة مافيه دوام اقعد اسهر معي..
صرخ بحده : دانة!! اتركي عنك الحركات ذي وانا بمرك من وقت للثاني.. مع السلامة..
.

آآخ بس..
خرجت من أعماق قلبه وهو يصعد عتبات السلم. لا يعرف كيف يتصرف لكن يجب أن ينهي هذا العبث بسرعة،، يجب أن ينظف هذه الفوضى قبل أن يشعر بها أحد .. غدًا الجمعة اليوم الذي تجتمع فيه العائلة كيف سيضع عينه بعين خالته و زوجها؟ أو حتى زيد وخالد..
كيف يجلس بينهم وهو خائن لابنتهم للمرأة الوحيدة التي تحملت ماطالها منه.. من بكاء وشكوى و قلة رجولة؟ الوحيدة التي كانت ترى فراشة مبللاً مع ذلك تبتسم بوجهه دون أن تنفر منه أو تفشي سره . والأهم من هذا كله كيف يقابل هلا؟؟
فتح باب شقته بحذر و توقع أن يجدها أمامه تنتظره.. كان قد رتب سلسلةً من الأعذار إن سألته عن سبب تأخره.. لكن ما إن رأى أن الأنوار جميعها مغلقه فيما عدا نور المطبخ وهلا لا أثر لها زفر براحه..
اتجه لغرفته ليجد سريره مرتباً فشد خطاه حيث غرفة سالم ليجد هلا نائمة بجوار ابنها.. ليعرف لحظتها أنها مستاءة منه.. جداً!!
.
.

غالية بسعادة وهي ترى تورد خدي شقيقتها وامتلاءهما : ماشاءالله ماشاءالله اشوفك اصطحيتي..
ضي بخجل : خالد يجبرني آكل معه.. يقول ما أحب آكل لحالي .
غالية بنبرة ونظرة : هذا حب يا بنت ولا إيش؟
عقدت حاجبيها : وش؟
هديل وتورد خدي ضي يدعوها للضحك : وش النبرة الذايبة ذي وانتي تسولفين عنه؟
ضي بإحراج واضح : تهيؤاات..
غالية : أها بس خلي عنك وعلميني،، كيف تعامل أهله معك؟
ضي بابتسامة : أمه تهبل وأبوه كيوت يا بنات بشكل..
ولا أخته هلا أمس جات تسلم حبوبة مره وعلاقتها معه قوية تمنيت لو إن عندي أخ..
غالية : يعني مرتاحة؟
ضي بزفرة : جداً الحمدلله.. وخالد مو مقصر معي بشي أبد ماتوقعت فيه رجال غير أبوي بالحنيّة ذي كلها..
التفتت بسرعة لمصدر الصوت حيث والدها يقف خلفها يبتسم : افاا يعني انسحب البساط من تحتي خلاص؟
اشتعل وجهها : لا والله يا حبيبي أنت..
و وقفت تقبل رأسه : ماجا ولا بيجي من يسحب بساطك يابو ضي..
ابتسم براحة وهو ينظر لبناته من فوق أكتاف ضي. يبادلنه نفس الابتسامه فالكل لاحظ تغيرها وتغير نفسيتها..
ابو غيداء : كيف رجلك معك؟ إن شاءالله مرتاحة؟
ضي بخجل : الحمدلله يبه.. ادعي لي مالي غنى عن دعواتك..
بتأثر فلم يتوقع أن يأتي اليوم الذي سيرى فيه ضي تعيش عمرها حقاً سعيدة مبتسمة تستشعر نعمة الحياة : الله يوفقك ويسعدك ويبلغني أشوف عيالك حولك.. لا أوصيك بخالد يابنتي تراه ونعم الرجل، صالح و شهم وكريم ويخاف الله فيك..
هزت رأسها بخجل وقلبها يزدهر حباً خرج عن سيطرتها.. وقالت بصدق : أبشر..
قبل رأسها قبل أن يردف : ابطينا على الرجال يابنتي ، اطلعي له ينتظرك بالسيارة..


ركبت بجواره تسلم بخفوت ليبادلها السلام بهدوء وينطلق.. نظرت له بطرف عينها كان يرتدي ثوبه الشتوي كحلي اللون وعلى رأسه ينسف شاله الكشميري الرصاصي بطريقته المميزة..
ابتلعت ريقها تكاد تبتلع شفتيها من فرط الخجل.. خالد هنا مختلف.. بين أهله و أهلها جداً مختلف وكأن هواء أرضهم زاده علواً وشموخاً.. لم تنكر غبطتها البارحة عندما رأته يسلم على شقيقته.. كان سلاماً أخوياً خاصاً لم تحضى به من قبل.. كان احتضانه لها وتقبيله لرأسها وسؤاله عن أحوالها شيئاً عذباً.. حتى نبرة القلق بصوته عندما لاحظ سرحانها وسكوتها : هلا فيك شي؟ وش فيك متضايقة؟
هلا بابتسامه صغيرة : مافيني شي حبيبي.. تتخيل!
خالد بمزح : لا والله ما أتخيل ، شكلك غيرانه من ضي يا أم سالم..
وقف بعدها يجلس بجوارها يضم أكتافها يقربها منه : غلاك محفوظ ياخيتي لا تخافين..
كان لحركته تأثيرٌ تقسم ضي أنه طال قلبها قبل قلب أخته..

عادت تنظر له صامتاً ينظر للطريق أمامه و كأنه في تفكيرٍ عميق : عن وش حكيتوا أنت وأبوي؟
ابتسم ينظر لها بطرف عينه : صدق لقافة!
بدلع : خالد عن السخافة عاد.
شهق وتقلبت ملامحه بشكل درامي يضع يداً على قلبه : أنااا سخييف؟
ضي بهلع : مو قصدي والله..
عاد يكرر حركته بنبرة أعلى : تقولين عني أنااا سخيف؟ ذي بحق قسم بالله ياويلك من أمي..
ضحكت : خالد عااااد..
خالد : يكون بمعلومك أبوك تمزعت جنوبه من الضحك وهو معي..
وتكلمنا فيك عشان لا تصير حشّه..
اعتدلت جالسة بقلق : تكلمتوا عني وش قلتوا؟
حرك سبابته ذهاباً واياباً بسرعة : نو..
ثم حرك إصبعه على فمه من اليمين لليسار وكأنه يغلقه ..

.

أسدل الليل ستارة وتمددت في مكانها على السرير. تنظر لخالد الذي يعطيها ظهره وإنارة دورة المياة المدمجة بالغرفة هي مصدر الضوء الوحيد..
استدار بجسده ناحيتها فأصبح مقابلاً لها بعد أن ألقى خطاباً بينه وبين نفسه.. هو الرجل في هذه العلاقة ولابد من أن يضع حلاً لوضعهم هذا..
خالد : سلامات ياقلبي وش هالنظرة؟
عقدت حاجبيها توعت على صوته : أي نظرة؟
خالد : نظرة دايخة أشوف فيها دعوة للرذيلة..
اعتلت الحمره وجنتيها لترمش بسرعة تهرب بعينيها منه : صدق؟
هز رأسه بجدية : أجل أمزح معك!! العيون لعبتي..
وضعت يدها تحت خدها لازال الاحمرار يطغى على وجهها.. نظرت له مجدداً تبتسم وترفع حاجبيها بتحدي : بالله؟ طيب النظرة ذي وش تعني؟
خالد باستمتاع وهو يرى التماع عينيها : مم ،، رذيلة برضو..
ضحكت : تؤ،، يتهيأ لك..
صفّق باندفاع : شفتي الضحكة ذي بالذات؟ لعبتتتي.. والله لعبتي،، وضحكتك واضحة وصريحة رذيلة مافيها ون تو..
ثم تابع بنظرة : بس أخاف تضربيني نفس المره اللي فاتت.
حاولت أن تبتسم : مانيب ضاربتك..
ضوق من عينيه بتهكم ونبضه يتسارع : و إن ضربتيني؟
ضحكت رغماً عنها ضحكة حزينة رغم أنها تعلم بأنه يمازحها يحاول التخفيف عنها : إن ضربتك اضربني..
اقترب منها : اوف ياعيني،، وش الرومنسية ذي بشويش على قلبي لا يوقف..
ثم رفع سبابته بتهديد وابتعد برأسه : بس هاه انتبهي، ترى مايفصلني عن أمي و أبوي شي إن مديتي يدك بصرخ وشوفي عاد وش يسوون فيك بس لأنك ضربتي آخر العنقود.. ولا عاد المداهمه اللي بتصير،، يابووي ..
لكنها اسكتت ثرثرته بوضع يدها التي ترجف بشدة على فمه..
.

كان يجلس على طرف السرير يرمي برأسه بين يديه يغمض عينيه بقوة وأذنيه تكاد تنزف وهو يسمع أنينها الموجوع الذي خالط صوتها وهي في دورة المياة تستفرغ .. كانت نفسه تئن عليه كلما ارتفع أنينها..
حاول أن يكرر الحوار الذي دار بينه وبين والدها في مجلسهم هذا المساء.. علّ روحه تهدأ.. ويعذرها!
.
كان قد بدأها والدها عندما سأله عن ضي.. سؤالاً عادياً ليجيبه خالد ثم عم الصمت.. بعدها زفر وعاد يسأل إن لم تكن ضي قالت له شيئاً.. وعندما أنكر خالد ذلك وسأل بقلق : ضي فيها شي؟
اخبره بتردد : خالد يابوي ضي بنتي وانت ولدي وما أكبر من غلاها إلا غلاك.. بس باليوم اللي توفت فيه أم البنات، ضي كانت نايمة جنبها على نفس السرير.. ويوم صحت الصباح وحاولت تصحيها ماصحت ومن بعدها تعبت و ماعاد أكلت ولا شربت.. كانت تحس بخوف وقلق
ولا تنام إلا بصعوبة.. وصارت تتوهم أصوات وتتخيل ظلال ماهي بموجودة.

سكت أبو غيداء يخشى من أن يتابع فيفزع خالد.. يخشى من أنه إذا أخبره بأن ضي وبعد فترة من وفاة والدتها فقدت الوعي بدورة المياه وقت صلاة الفجر ولم يعلم بذلك إلا عند أذان الظهر عندما فقد وجودها.. وقتها دخل عليها ليجدها تتمدد على الأرض بوجهٍ شاحب ولم تتوعى إلا بالمستشفى.. منذ تلك الحادثة وضي لم تعد كالسابق.. كانت نظرتها فارغة تبدأ بالصراخ والبكاء تقول بأنها تسمع أصواتاً وترى ظلالاً وكأن هناك من يشاركها جسدها..

خالد بقلق : طيب؟
أبو غيداء والذي لاحظ توجم وجه خالد قال بثقة : لا تخاف ياولدي البنت مافيها شي ولو فيها شي كان قلت لك ماغشيتك. وأنا منيب عجزان عن بنتي. هي كل اللي فيها أوهام و وساوس والشيطان تسلط عليها بوقت كانت فيه ضعيفة وفاقدة أمها.. بنتي مصليه و مسمية وخاتمه المصحف حفظ وقراءة.. ماتترك فرضها ولا تفوت أذكارها
والله يشهد علي إني ما كذبت عليك بحرف.. أنا ماقلت لك عشان تنفر منها أو تخاف،، ضي مافيها شي بس إنها تعاني من وهم ذبحها وابليس لقى له مدخل يوسوس لها منه. وعشان تريّح قلبك قد قرأ عليها شيخ واثنين وثلاثة ، والحمدلله..
ثم تابع بتأثر وقليل من الندم على إفصاح مافي ابنته : خالد يا أبوي أنا ماقلت لك هالكلام إلا لأني واثق فيك وداري إنك أنت علاج بنتي بعد الله سبحانه.. ضي اللي راحت من بيتي قبل شهر غير عن ضي اللي جاتني اليوم.. والفضل بعد الله لك و إن شاءالله أني مانيب نادم على اللي قلته.
.

وقف بسرعة واتجه لدورة المياه ليفتح بابها الموارب بقوة.. لم تلتفت بل زاد نشيجها ليقترب منها.. كان منظرها كارثياً يرثى له.. تتمدد على المغسلة بذراعها شعرها المفتوح أشعثٌ فوق رأسها يتناثر على وجهها يلتصق بخدها و روبها الرقيق قاب قوسين أو أدنى من أن يقع من على أكتافها.. جمع شعرها بيديه يبعده عن وجهها لتهز رأسها بالنفي وتبكي.. ثم تنحني أكثر وتستفرغ..
خالد بهدوء بعد دقائق : خلاص؟
هزت رأسها ليفتح الماء لها بيده الأخرى بعد أن أحكم قبضته على شعرها بيده الأخرى : غسلي..
تعالت شهقاتها وهي ترشق الماء البارد على وجهها.. غسلت فمها واعتدلت واقفه ليديرها خالد بين يديه.. يراها تنكس رأسها وكأنها مذنبه.. أخذ نفساً يتجلد بالصبر ويرتب من وضع قميصها على أكتافها.. يشد على ربطته في وسطها ويسحبها معه للخارج..
تحررت من يده ومشت أمامه لكنه عاد يمسك معصمها بقوة : وين؟
ابتلعت ريقاً جافاً وخرج صوتها مبحوحاً مجروحاً : بنام..
خالد بصرامة : مافيه نوم قبل ما نتفاهم.. اجلسي أشوف..
تركها تجلس على السرير وخرج من الغرفة ولم يغب إلا ثواني ليعود وبيده قارورة ماء..
فتحها ومدها له.. فهزت رأسها رافضه لكنه قال بقوة : اشربي..
مدت يداً ترجف وما إن لامست شفتيها حدود القارورة حتى وانفجرت تبكي..
عقد حاجبيه موجوعاً على حالها وحاله.. جلس جوارها بعطف : اشربي وتعوذي من أبليس..
ضي ببكاء : ما أشتهي..
أخذ القارورة منها وشربها عوضاً عنها دفعةً واحدة علها تطفئ النار المستعرة في جوفه. كان بكاؤها لازال مستمراً شهقاتها تدافع بعضها بشكلٍ مؤلم..
خالد : خلاص ضي صحيتي البيت بصياحك..
كتمت نفسها عل شهيقها يتوقف وبدأت تمسح دموعها بكفوفها..
خالد متأملاً جانب وجهها : سؤال واحد بس يا ضي.. أنتي تبين الحياة معي؟
هزت رأسها لتندفع أنفاسها تتبعها شهقاتها..
خالد بصدق : وأنا أبيك..
ضي بتلعثم : أنا.. أنا
خالد بهدوء : أبوك قال لي كل شي...
التفتت له تتسع عينيها بذهول ونوعٍ من الخذلان.. تهتف بخوف : أنا مافيني شي.
ابتسم : أنا أدري إن مافيك شي.. قولي هالكلام لنفسك..
ارتعش فكها : ما أقدر.. أحاول بس ما أقدر..
خالد : حاولي أكثر.. اضغطي على نفسك..
بقوة : ما أقدر..
زفر بضيق : شلون يعني؟ تبين ننفصل خلاص؟
تعلقت عينيها به مذعورة : ليش ننفصل؟
عقد حاجبيه بجدية : لأن وضع مثل كذا ما يمشي معي..
ضي ساعديني عشان أساعدك. لا تسمعين غير صوتي و صوتك.. تجاهلي أي صوت ثاني مهما كان عالي..
هزت رأسها تمسح دموعها تهمس وهي تشعر بالضيق سيقتلها : أنا تعبت خلاص و أبي أنام..
وقف و اوقفها معه : أوكي ننام، ليه يعني ما ننام!
ضي بتردد : أبي أنام لحالي خالد..
رفع حاجبيه : إنسي ياعيني.. على جثتي.
مشى بها وأجبرها أن تنام قريباً منه يلف يديه حول جسدها المرتعش وكأنه يحميها من كل مخاوفها.. همس لها بنبرة خفيفة محاولاً زرع ابتسامه على ثغرها وهو يحتضن أصابعها بين أصابعه : متحدين نقف، متفرقين نسقط..
.
.

لا أحد يعلم ما الذي يعنيه أن تكون خائفاً قلقاً طيلة الوقت.. تغزوك نوبات الحزن تارة تلو الأخرى.. كأن قلبك قنبلة موقوتة لا الخلاص منها أمرٌ ممكن ولا انفجارها يعني النجاة .

فتح خطاب باب شقته مساء يوم الإثنين.. بتعب.. وأسى..
يحمل هموماً تهد الجبال فوق كتفيه..
آخر عهده بدانة كان اليوم عندما وضعها في شقتها بعد انتهاء العمل وهو الذي أقلها لعملها صباحاً بعد أن أوصل هلا..
وآخر عهده بهلا التي يعرف يوم الخميس،، عندما تركها ليعيد دانة من عملها .. رغم أنها معه في نفس المكان تطبق عليهم الجدران نفسها لكنها كانت بعيدة .. صامتة أغلب الوقت تقوم بمهامها كما اعتاد منها دون أن يتغير عليه شيء لكنه كان يشعر بتقوقعها على نفسها لا تتحدث معه إلا إن تحدث معها وتجلس معظم الوقت في غرفة ابنها..
يعلم أنها تحمل بخاطرها عليه الشيء الكثير ولكن لا جرأة لديه ليسألها.. ولا جرأة لديه بأن يخبرها.. هو شخصٌ جبانٌ وكفى..

تعلقت عينه بها ما إن قفزت من جلوسها تنظر له بترقب ولهفه وكأنها كانت تنتظره دهراً كاملاً..
زفر مبتسماً يغلق الباب خلفه : السلام.
هلا بقلق : وعليكم السلام.. بشر كيف كانت أول جلسة؟
رفع كتفيه يقوس شفتيه بمعنى "ما أدري"..
وقفت مكانها تقضم أبهامها بتردد وحيرة.. هجرته بما فيه الكفاية ورؤيته هكذا يقف أمامها بكل توهان العالم شيء يفوق طاقة التحمل عندها.. تقدمت نحوه مسرعة حتى أصبحت تقف أمامه تقربه منها وتلف ذراعيها حوله بتملك واشتياق عارم..
ابتعدت عنه تتأمل وجهه بلهفه تحاول أن تلاحظ التغيير الذي طرأ عليه في الأيام التي لم تتأمله بهذا القرب.. ابتسمت له بحنو أذاب قلبه تسحبه من يده خلفها : تعال احكي لي كل شي بالتفصيل..

مسحت على شعره تسمع حديثه الهادئ عن أول لقاء له مع الطبيب محسن العطار.. رجل مسن يرتدي نظارات طبية سميكة جداً..

لم يكن اللقاء هيناً بل كان مربكاً عنيفاً على قلبه.. كان يبتلع ريقه.. يفتح فمه ويغلقه..
يشعر بانعقاد لسانه وأن الحروف تأبى أن تخرج..
أخذ أنفاسه مجددًا.. أخذ وقته.. لم يضغط عليه الطبيب كي يتحدث..
صمت.. لربع ساعة .. أو ربما أكثر ..
ثم أغمض عينيه ليهتف بصعوبة وبعد تردد : اسمي خطاب.. وعمري ٣٣ سنة ....

صمتت هلا تتأمل جانب وجهه بعد أن صمت عن الحديث.. يحاول تنظيم أنفاسه القصيرة.
ابتسمت بهدوء تخفض رأسها وتقبل جانب رأسه الموضوع على فخذها.. تهتف قريباً من أذنه بعذوبة وبعينين امتلأت دموعاً لو رفع خطاب نظره قليلاً للأعلى للاحظها : أنا فخورة فيك خطاب بشكل ماتتخيله.. فخورة فيك وأحبك كثير..
.
.

تلقى أبو مبارك صباح يوم الثلاثاء اتصالاً من منيف..
كان الرجل غاضباً جداً يصرخ ويستخدم جميع العبارات والكلمات الموجودة في جعبته بعد رفض أبو مبارك طلبه..
زفر بصبر وصوت منيف قد خرم أذنه : يا أبو جابر بنتك أنت حر فيها و أبشر باللي تبيه لكن خطاب اسمح لي ما أقدر..
منيف بغضب : تردني وأنا طالبك؟
بتوتر : والله مو القصد وأنت تدري كلمتك عندي ماتُرد بس إلا ذي ياخوي، خطاب من الكفاءة عندي و ماسك شغلي ما أقدر أفرط فيه.
منيف : هذا آخر كلام عندك؟
بهدوء : خلينا نتفاهم.. تبيني أفصل دانة فصل..
لكن منيف قد أنهى الاتصال بفظاظة .

.

ارتشف من فنجان قهوته يتأمل منيف الغارق في تفكيرٍ عميق والذي طلبه مبكراً هذا اليوم.. لا يبدو على مايرام فوجهه شديد البياض مسودٌ بتعبٍ وإرهاق..
وضع قدماً على الأخرى وبدأ يتجول ببصره في ساحة المنزل الواسعة. وعقله يركض قسراً يتبع قلبه للموجودة خلف جدران المنزل..
ارتشف المتبقي من قهوته وهتف بهدوء واضعاً الفنجان على الطاولة : إذا ماعندك شي بمشي..
رفع منيف بصره له يتأمله لدقائق قبل أن يقول : كيف كانت آخر بيعة؟
اتسعت ابتسامته : زي الفل.. على إن الحبوب جابت مبلغ مو بسيط لكن اللي طلعناه من بيع الثقيل تعداه بمراحل! ماتوقعت إن فيه ناس ممكن تدفع مبالغ مهوله عشان إبره وحده بس أو كيس صغير..
منيف بابتسامه وتهكم : هذا وأنت فهيم يا رجل الأعمال ! كل ممنوع مرغوب..
بدر : هذاك قلتها رجل أعمال موب تاجر ممنوعات.. شغلي نظيف ماغاصت رجلي بالوحل إلا من بعد ماعرفتك..
ضحك : كأنك ندمان!
رفع يديه : أنا ماقلت كذا أعوذ بالله ..
سكت منيف بعد ضحكة قصيرة أطلقها يتأمل بدر الذي كانت عينيه تتحرك في المكان مجدداً وكأنه ينتظر شيئاً.. رأسه يتلفت بحذر وكأنه يخشى من أن ينتبه له منيف الذي لاحظه منذ البداية..
بدر شخص ذكي جداً فاق والده ذكاءً يستغل الفرص ويسعى لجنِي الأموال بأي شكل.. والأهم من هذا كله أنه لا يخاف أبداً..
نطق أخيراً والفكرة قد طرأت على باله للتو فهو منذ أن خرجت من بيته كان يحاول التفكير لكن دون فائدة فعقله مشوش ومنذ أن فارقته لم يهدأ هاتفه من اتصالاتها ورسائل الاعتذار والرجاء : علمني يابدر، أنت لازلت تبي دانة؟
عقد حاجبيه وأجاب بتوجس بعد صمت طويل : ايه؟
منيف : تدري إنها تزوجت؟
اتسعت عينيه بذهول : متى؟
منيف : قبل أسبوع..
سكت بدر قليلاً يشعر بالدم يغلي في قلبه من مجرد فكرة أن تكون دانة الآن مع رجلٍ غيره يتمتع بقربها.. نظر لمنيف بحقد : من أخذها؟
وش يطلع؟ وش فيه زود عني؟؟
منيف بقهر : التعبان راح لابوها بعد مارفضته وأبوها الزفت وافق.. ولا لو علي ما يحلم فيها لو يموت..
ثم أردف بحقد : عدوي وعدوك الحين واحد.. إن قدرت عليه اعتبرها جاتك من غير حتى لا ترجع لي.
بدر بغل يتمنى لو أن يقتل الجالس أمامه : شايفني بزر عندك تلعب بي؟ كم مره طلبتها منك ورديتني؟ وش تحت راسك أنت؟؟
تكلم بغضب وحقد مدمر : أبي الكلب اللي كسر كلمتي ولعب على بنتي يندم على الساعة اللي تجرأ يسوي فيها فعلته.. أبيه يخسر كل شي يجي لين عندي يطيح على رجلي يترجاني أسامحه وأنا أدوس راسه بجزمتي..
بدر بملل : قول إذبحه وريح نفسك وريحني..
منيف بقوة : ما أبيه يموت.. لا يموت، لأن الموت راحه له .. أبيه عايش يتمنى الموت ولا يلقاه.. فاهمني؟
بدر بعد فترة وبهدوء وهو يتأمل وجه منيف الغاضب جداً : أنت مجنون على فكرة..
ثم بسرعة عندما وصلته نظرة منيف : وش تبيني أسوي له بالضبط؟ أبشر وأنا أنفذ. .
منيف : سو اللي تقدر عليه.. أبيه ينتهي ،، لف على دانة طمعان لكن يخسى..
بدر : وبالنهاية وش لي؟
منيف بعد فترة : لك اللي تبي وفوقهم دانة حلال عليك ..
لكن مو قبل لا تبرد خاطري باللي اسمه خطاب..

.

عاد من منزل منيف عاقداً حاجبيه بعد الذي وصله من أخبار.. بدأ يشك إن كان يريد أن ينتقم من منيف أو من المدعو خطاب..
مشى في ساحة المنزل وقبل أن يدخل للداخل لفته من يجلس في الجلسة الجانبية..

حنين بعطف بعد أن فضفض لها ياسر بما في قلبه من حزنٍ وندم دون أن يذكر أي تفاصيل.. فقط قال " أنا سويت شي قبل أربع وعشرين سنة وقاعد أجني نتايجة إلى الحين.. أخذ مني كل شي وإن كان هذا تكفير لذنبي فالله يشهد إني راضي .. آخ ياحنين مستعد أدفع عمري و يرجع بي الزمن عشان أصلح غلطتي " .. : مستحيل أصدق رجال مثلك يغلط ياعمي.. فما بالك بغلط لا يغتفر؟
ابتسم بأسى : ليتني مثل ماتشوفين..
حنين متعمدة تغمز بمرح وهي ترى القادم باتجاههم : خلاص خلاص جا بدر نكمل كلامنا بعدين..
جلس يرفع حاجبه مع أنه لم ينوي أن يجلس أبدا لكن غمزتها ولمعة عينيها وضحكة والده تخبره أن هناك سر بين الاثنين ..
كانت تجلس تضع قدماً على الأخرى شعرها شديد النعومة يتحرك بأريحية مع الهبوب تعيد بعضاً من خصله التي تضرب وجهها للخلف بكفها الذي زاده الخاتم نعومه.. كانت ترتدي فستاناً حريرياً أحمر اللون انعكس على لون بشرتها وجعل منها تحفة لايمكن صرف النظر عنها..
بدر بتهكم : تتجمعون عند النبي إن شاءالله..
ياسر باستمتاع وهو يرى نظرات ابنه التي يقسم بأنها ستخترق جسد حنين : آمين أجمعين..
صرف بصره عنها عندما ابدت عدم الاهتمام ، ينظر لوالده : وش عندكم؟
ياسر : الجو زين والقعدة مع أم سيف مافي زيها.. أنت وش عندك وش فيه وجهك يقطع الخميرة من البيت؟
ارتفعت ضحكة حنين الحادة حتى وإن كانت بالغت فيها قليلاً.. شاركها ياسر يشعر بكيدها مستمتعاً بملامح بدر التي انقلبت بامتعاض : ماشاءالله عجبتك أشوف..
غطت فمها بيدها : والله حلوة..
بدر بدون نفس : الله يحلي أيامك يختي..
قالها و وقف بقوة ليسقط الكرسي خلفه مصدراً ضوضاء في المكان.. ابتعد عن المكان لداخل المنزل وما إن اختفى من أمامهم حتى وتلاشت ابتسامتها تنظر باتجاه المكان الذي اختفى منه .. انطفأ المرح في عينيها وتقلبت ملامحها بقلقٍ واضح لم يخفى على ياسر الذي شعر بما شعرت. فبدر لم يكن على ما يرام..
.
.

بداية يوم الأربعاء كانت عاصفة.. شعر بها خطاب تعصف قلبه لتجرده من كل شيء..
بدايتها عندما تلقى اتصالاً من أبو مبارك.. يخبره بوجود رجل أعمال أشهر من نار على علم في مكتبه ويريد بناء سلسلة من المنتجعات ويحتاج استشاره.. ومن أجدر من خطاب ليُؤخذ باستشارته؟

اتصل على دانة وطلب منها أن تلحق به لمكتب المدير، و التي وخلال الأيام الماضية احترمت رغبته باحترام قوانينه فبنهاية الأمر (بزنس إز بزنس)..
لا داعي لأن تخلط الأمور ببعضها.. يكفيها الجمود الذي يقتلها به خطاب.. منذ تلك الليلة اليتيمة التي جمعتها به لم تطأ أقدامه مكان اقامتها.. تراه يومياً يوصلها ويعود بها صامتاً كأنه سائق ولا شيء أكثر من ذلك..
هي أيضاً كانت تخوض معركة خاصة من نوعها كل ليلة،، تبكي على الأطلال.. تتذكر أيامها الماضية وحياتها قبل أن تُلقي بنفسها إلى التهلكه.. تستجدي عفو جدها باتصالاتها و رسائلها ولكنه و كما يبدو كان جاداً عندما لفظها من حياته..

قرعت الباب ودخلت لتحط عينيها على خطاب بوجه عبوس متوسم بالضيق.. يجلس على بعد مسافة خلف طاولة الاجتماعات الدائرية الصغيرة في زاوية المكتب.. يجلس بجواره أبو مبارك الذي عبس وجهه ما إن رآها وامامهم رجل يعطيها ظهره..
أبتلعت ريقها بهمس : السلام عليكم...
التفت الجالس واتضح وجهه مبتسماً رافعاً حاجبه بتحدي..
تجمد الدم في قلبها ما إن تعرفت على هويته ورفعت بصرها تنظر لخطاب الذي كان يستمع لأبو مبارك يهمس له شيئاً..
ابتلعت ريقها وعادت تنظر لبدر.. كان التماع عينيه مهيباً ونظرته حاده كأنه نسر يتحين الفرصة كي ينقض عليها..
لم تتقدم ولم ترجع للوراء.. لكن صوت خطاب الجامد جعلها تخرج من المكان مسرعة : أستاذة دانة اعتذر منك لكن تفضلي على مكتبك..

ابتسم بدر قبل أن يقابل وجه خطاب مجدداً.. كيف لا يذكره وهو الذي قد صرح قبلاً بأنه خطيبها!! يبدو أن ما يحدث ليس سوى لعبة قذرة من منيف فالرجل الآن زوجها وما قاله قبلاً وظن أنه كلام -فاضي- كان صحيحاً..

ما إن انتهى الاجتماع المصغر حتى وخرج خطاب من مكتبه مسرعاً يحاول ألا يمزق بطاقة أعمال بدر بين يديه.. يريد أن يتأكد فقط وإن كان مايشك به صحيحاً فهذه إشارة له من رب السموات بأن يتحرك بسرعة فأعداءه جميعاً أصبحوا أمامه.. إشارة بأن يتحرك قبل أن تغوص أقدامه أكثر ولا يستطيع إنقاذ نفسه..

جلس خلف مكتبه يسحب كرسيه ويرفع هاتفه..
يفتح صفحة إنترنت جديدة ويكتب في محرك البحث "مؤسسة الصايغ والبدر للتجارة والمقاولات"
ابتلع ريقه وهو يرى شريط التحميل حتى ظهرت له النتائج لينقر على تبويب الصور بإصبعٍ يرجف يتحرك بسرعة للأسفل عله يجد ما يبحث عنه لكن نتائج البحث لم تكن كما تمنى.. نقر على تبويب الفيديو فظهر له عدد لا نهائي من المقاطع اختار منها المعنون ب" افتتاح فرع مؤسسة الصايغ والبدر للتجارة و المقاولات بالرياض "..
أغمض عينيه بأمل متذكراً كلام أبو مبارك الذي عرّف بدر بأنه رجل الأعمال الذي لا غبار عليه وأنه خليفة والده ياسر البدر في السوق ونسيب حمد الصايغ أكبر تجار البلد وتدرب على يده..

كان الفيديو قد بدأ وهو لازال مغمضاً عينيه لكنه فتحها بقوة عندما وصله صوت شعر بأنه يعرفه جيداً..

.

كانت دانة تتحرك في مكتبها بقلق.. تمتره ذهاباً و إياباً تضم جسدها بخوف.. تراقب الباب بين الحين والآخر كأنها تخشى دخول بدر في أي لحظة..
رن هاتفها فقفزت مرعوبة .. رفعته وأجابت بسرعة عندما رأت أن المتصل هو (خ) : الو..
خطاب : أنا انتظرك بالسيارة.. انزلي بسرعة.

أوقف خطاب سيارته جانباً على الطريق بعد أن اشتد بكاء دانة التي ما إن علمت بأنه قد تم فصلها حتى وانهارت..
نظر أمامه وما بكاؤها إلا كالموسيقى على مسمعه. يتمنى لو يستطيع مشاركتها أن يبكي ويندب حظه ويلطم حياته .
ظلّ صامداً يستمع لشهقاتها حتى سكنت تماماً ولم يتبقى منها إلا القليل يخرج بين الفينة والأخرى..
خطاب بهدوء : كل هذا عشان وظيفة؟
دانة بصوت محتقن : عمر الوظيفة ماهمتني..
التفت لها : أنتي تعرفين بدر؟ إلا أكيد تعرفينه..
دانة بضيق : بدر يعرف جدي.. وأبوه صديقه..
ثم بقلق : جدي هو اللي طلب يفصلوني صح؟
رفع كتفيه : هو واسطتك الفاسدة..
بضيق : خطاب لو سمحت!
بغضب : باقي تدافعين عنه؟ صاحية أنتي؟ ما استبعد إنه يكون هو من ارسل اللي اسمه بدر بعد لأني متأكد إن جيته مو مشروع والسلام.. جدك هالمريض انا ما أستبعد عنه أي شي..
ارتجف صوتها : أنا مرعوبة.. جد مرعوبة،، وخايفة..
أحس إني قاعدة اتخبط في كل الجهات.. كأني أصارع الموت لحالي..
.
.

تأففت هلا بضيق وهي تنظر لساعتها مجدداً.. لم يبقى شيء على الثالثة والنصف وخطاب لم يأتي بعد. أو يتصل.. أو حتى أن يجيب على اتصالاتها.. كان القلق يأكل قلبها لدرجة أن زميلتها بالعمل سماح لازالت تجلس معها حتى بعد إصرار هلا عليها بأن تذهب لمنزلها فالوقت حقاً قد تأخر..
سماح بقلق : مارد؟
زفرت تبعد هاتفها عن اذنها و تشعر بأن عظامها ستذوب من شدة الخوف : لأ..
سماح : الغايب عذره معه يمكن ناسي جواله بمكان. قومي أوصلك سالم ياعمري عليه نام وهو جالس ..
تجمعت عبرتها في حلقها : لا سماح أنا بقعد أنتظر خطاب شوي ويجي.. روحي أنتي ياقلبي أخرتك على بيتك أكيد أمك ماتغدت تنتظرك..
سماح بابتسامه ممازحة : أمي بطلت تنتظرني من زمان تدري إني أسوي ريجيم.. جالسة معك ماعليه ومنها فرصة أشوف هاللي اسمه خطاب..
حاولت هلا أن تبتسم لها لكنها لم تستطع.. كانت تشعر بقلقٍ حقيقي سيقتلها لدرجة أنها لم تعد تشعر بنبضات قلبها..
اتصلت عليه مجدداً.. أكثر من مره.. وعندما رُفع الخط أخيراً بكت بخوف وبسرعة قالت : خطاب وينك؟؟؟
وصلها صوت غليظ : ألو..
جف ريقها و وضعت يدها على قلبها بتوجس.. فهذا ليس صوته : خطاب؟؟
ثم أبعدت الهاتف عن أذنها تتأكد من أنها طلبت رقمه ولم تخطئ.. وما إن تأكدت حتى وعادت تضعه على أذنها مجدداً لتسمع تكملة كلام الطرف الآخر : ... مستشفى الملك فهد الجامعي.. صاحب الجوال والمدام معه تعرضوا لحادث سيارة ياليت يا أختي تراجعين المستشفى أو إن كنتي تعرفين أحد من أهله تبلغينه بضرورة حضوره..



.
.
.

# نهاية الفصل الخامس عشر ♡.
سبحان الله وبحمده،، عدد خلقه .. و رضا نفسه،، وزنة عرشه ومداد كلماته ..

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،   رد مع اقتباس
قديم 13-01-19, 02:03 PM   المشاركة رقم: 98
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 609
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

السلام عليكم ...وطن نورة وجميع متابعاتها الكريمات .🍃

سلمت يمناكِ ..جزء اليوم جزء الجلطات 😁

خطاب.. الخطوة الوحيدة التي أصبت فيها هي زيارتك لطبيب نفسي.
أما باقي تصرفاتك ،فجميعها فاشلة، خاطئة، متخبطة، سمّها ما شئت، لكن ليس منها ما يسرّ .
( أبلشت روحك بزواجك من دانة) 😖.
لا أنت اللي متهنّي ولا هي اللي متهنيه ..
تركك لدانه في الشقة وحيدة ليلاً ، جريمة شنيعة😠

منيف ...واضح جداً أنه لن يترك زواج دانه يمر مرور الكرام .. واستعانته ببدر القرين السوء أولى خطوات الانتقام ( وانتقام منيف أقشر مثله ،الله يستر ). ليته فقط استقر على طرده من العمل ، لكن أن يتسبب في مقتله !!! 😨
هل حادث خطاب مخطط له من بدر ؟
لكن بدر يعلم أن دانه ستكون رفيقته في السيارة، وهو حتماً لا يريد بها أذىً !🤔
لذا نبعد هذا الاحتمال ...ربما من شدة غضبه وانفعاله بعد لقائه ببدر لم يركّز بالطريق ..فكان الحادث .

هلا .. يا عمري عليك يا هلا ستصدم صدمتين، الأولى بخبر الحادث والآخر وجود أنثى مرافقة معه .🤭 كان الله في عونك .

خالد... عجيب هالرجل .. شخصيتة ومواقفه وردود أفعاله .
أرجو أن يكون بلسماً ناجعاً لضي ( حالتها تحزن فعلاً&#128546

كل الشكر والتقدير لمبدعتنا ..🍃🌸🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها   رد مع اقتباس
قديم 13-01-19, 04:24 PM   المشاركة رقم: 99
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183220
المشاركات: 458
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 933

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الذكـرى ينااجيني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

بنهار كتبت رد طوله صفحتييين وانحذف :(

كل حماسي الكتابي طار ..

لي عوده ان شاءالله بس اروق واكتبه مره ثانيه ..

وطن نوره قتلتي توقعاتي بحادث خطاب ودانه ياقلبي على المسكينه هلا :(
وطن يعطيك الف عافيه وبانتظارك♥

 
 

 

عرض البوم صور همس الذكـرى ينااجيني   رد مع اقتباس
قديم 13-01-19, 06:45 PM   المشاركة رقم: 100
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 609
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الذكـرى ينااجيني مشاهدة المشاركة
   بنهار كتبت رد طوله صفحتييين وانحذف :(

كل حماسي الكتابي طار ..

لي عوده ان شاءالله بس اروق واكتبه مره ثانيه ..

وطن نوره قتلتي توقعاتي بحادث خطاب ودانه ياقلبي على المسكينه هلا :(
وطن يعطيك الف عافيه وبانتظارك♥

نصيحة همس ،، اذا كنت تكتبين من الجوال ، كتبي ردك في الملاحظات ثم انسخيه في الردود ، وباذن الله ما يروح تعبك هدر .👍🏼

 
 

 

عرض البوم صور أبها   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنت ، مثل ، أحزاني ، قدر
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية