لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-18, 11:59 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,542
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

😭😭😭😭
لااااااااااا كتبت رد طوييييل وطاااار
وش هالحظ 😖😖😖
المهم خلاصة ردي ياسامعين ان هذا الجزء هو الهدوء الذي يسبق العاصفه
بس ارجع واقول خطاب وحنين يبي من يحشرهم بزاويه ويجلدهم 😠
وبس ..

وطن .. تسلم الانامل الذهبيه الي خطت لنا هالابداع .. بانتظار الغد بكل شووووق 💕💕

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر   رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 09:23 PM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها مشاهدة المشاركة
   شكراً لكِ مبدعتنا ( وطن نورة ) ....🍃


خطاب .. الحمدلله ، الخِطبة التي أرغم نفسه عليها لم تتم، لذلك تنفس الصعداء ، وكأنه كان يترقب الرفض منها ليوافق ذلك أمنيةً في قلبه..

دانة .. عجيبة تلك الفتاة ،،التي تراعي خاطر من ربّاها ، ولم تكسر له كلمة رغم أن قلبها يهوى خطاب.

حنين ... ربّاه ...🤭
لا أتصور أن يصل بكِ الخنوع أن ترتضي بالتخلي عن جزء من جسدكِ وتهدري صحتكِ ،من أجل أن تعيشي في هامش الحياة ...
ألم تفكري في أبنائك ؟ من سيقوم برعايتهم ؟ من سيلبّي حاجاتهم إن أنت تنازلتِ عن صحتك طواعية ؟؟ 😣
صحيح أن حنين قد امتهنت كرامتها في بيت بدر ، ولكنها في بيت سامي قد أهدرتها كليّة ،، لذا أرى أن تواجدها في بيت بدر هو حق لها ولأبنائها، لتحفظ ما تبقى لها من عزة نفس.
الحمدلله أن قدوم ياسر جاء في الوقت المناسب ، وحده من سيضع حدّاً لسفاهة بدر.

هلا وخطاب ... حاجة المرأة الفطرية تماثل حاجة الرجل ، والزوجة التي تنكر ذلك فهي بلاشك كاذبة ،،،هكذا خلق الله البشر.. بل وجميع الخلق .تلك سنة إلهية.
هلا يجب أن تعين خطاب في الذهاب لدكتور نفسي ، واضح جداً أن مشكلته نفسية بحتة، وليس من مصلحتهما أن تعِدَه بالصبر وعدم الاستعجال ، بل يجب أن يتداركا وضعهما معاً، يداً بيد .

ضي .. الآن أدركت معنى قول أختها أنها كذبت الكذبة وصدقتها 🤔
هي تعاني من إيذاء الشياطين لها، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..😞
ويبدو أنهم غير مصدقين لها..
تذكرت حالة إحدى قريباتي، ابنتها تشتكي والجميع يشكك في حالتها ،،كانت تعاني مثل ضي ، لزمت القرآن وتمسكت بالأذكار ،فأعانها الله عزّ وجلّ و شافاها الرحمن الرحيم.
ترى هل ستصارح ضي خالد بما تعانيه؟

فارس .. سافرت لترتب أفكارك، لكن يظهر أنك سببت فوضى ..
فها هي الجازي تكتسح بيت منيف كعاصفة هوجاء ..🌪
أعانكِ الله يا دانة ،، يبدو أن القادم ليس أجمل .😓

(عسى الجازي ما تعجن دانه ومنيف بإيدينها الثنتين 😬 متحمسة أشوف ردة فعل منيف &#128513)

شكرا من القلب وطن نورة، استمتعت جدا جدا بجزئية اليوم.💐

ياهلا وسهلا أبها
خطاب خطبها لمجرد يريح ضميره وكأنه يقول أنا سويت اللي علي بس ماتم الموضوع
لأنه فعلاً غير راغب بها

الحسنة الوحيدة بحياة منيف هي دانة واهتمامه فيها

حنين امتهنت عزة نفسها من البداية حتى أصبح شيء عادي عندها ورضوخها لسامي مجبراً أخاك لا بطل
الحمدلله على سلامة قريبتك والله يعافيها ويكفينا الشر
الله يسعدك أبها وشكرا لك أنتي لردك ومتابعتك والله إنه تسعدني جداً ❤❤❤

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،   رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 09:24 PM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة
  


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم الأنامل وطن نورة اللي خطت لنا هذا الإبداع

خطاب من البدايه واضح أن مشكلته نفسيه ماهي جسديه
وهلا يمكن ماعرضت عليه الذهاب لدكتور لأنه أخبرها
بأنه ذهب ولكن لم يستفيد شيء لكن ربما ما أستفاد لأنه
ماكان هناك من يقف بجانبه ويعينه على الشفاء بل العكس حصل وتضرر من زوجته الأولى اللي ماحاولت
تقف بجانبه بل زادت من مشاكله النفسيه بتصرفاتها والتشهير به

هلا الله يعطيك على قد نيتك ويبعد دانه عن خطاب
وتنحل مشاكله النفسيه على يدك

دانه ياقاعدين يكفيكم شر الجايين جاتكم الجازي وبتقلب
الدنيا على منيف وعليك والله العالم وش ناويه عليه
هل بتحاول تأخذ دانه ولو حاولت هل منيف بيسمح لها
ما أعتقد الله يعين دانه موقفها صعب لكن لو خيرت أظن بتختار جدها لأنها تضحي بعمرها من أجله هو اللي رباها وماقصر معها ومدلعها آخر دلع

جابر دور من يجبركسرك أمك ماراح تعدي عملتك
اللي أخفيتها عنها سنين وبتدفعك الثمن غالي

ضي الله يكون بعونها هل راح تصارح خالد بمشكلتها
أو أنها تخبي عليه وتفضل على تباعدها معه
خالد طيب وحبوب ولو عرف مشكلتها ما أتوقع يتخلى عنها ممكن راح يوقف معها ويتفهم وضعها ويسعى لعلاجها لكن الخوف إنه مايعرف بوضعها ويحس بنفورها منه وهذا صعب على خالد وممكن يتصرف تصرف متهور وقتها

حنين يالله وضعها جد مؤلم لكن قهرتني بغباءها يعني
هي متصوره إن لما تتبرع لولد سامي بيحفظ لها الجميل ويشيلها على راسه هذا اللي مثله ماله أمان
أول ماياخذ اللي يبغى منها بيرجع يعاملها مثا أول
وأخس ويمكن يطردها

الحمد لله ياسر رجع وإن شاء الله يهتم فيها وتفتك من النذل سامي وعياله لكن والله ماعجبني إنه بيرجعها
لبدر غصب لكن إن شاء الله إن بدر مايرضى وهو اللي يخرج من البيت وهي تعيش مع ياسر أو ياسر يأخذ لها
شقه لها ولأولاده ويوفر لها كل اللي تحتاجه وتعيش مرتاحه لأن راحتها في البعد عن أمها وأبوها وبدر

بدر ماراح يسكت وبيعمل المستحيل حتى يأخذ دانه
وإن شاء الله بيوقفه عند حده منيف ويفكنا منه لو حس
أنه سبب أدنى مشكله لدانه

بارت ممتع وطن نوره منتظرين بقية الأحداث
يعطيك العافيه ولا خلا ولا عدم منك يارب


هلا والله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والله يسلمك ويسعدك على كلامك ❤

الفرق بين هلا وزوجتة الأولى أن هلا تحبه جدا وهي من تبدأ بالمبادرة دايما ويكفيها وجوده معها عن أي شي والثانية ماحاولت تحبه يوم ماشافت منه أي مبادرة وكملتها يوم شهرت به
خطاب حياته مشربكة كل مشكلة تؤدي لمشكلة أكبر منها

دانه مستحيل تتخلى عن منيف لكن منيف هل بيرضى عن فعل دانه ؟
منيف اخفاءه لدانة ومجاراته لولده هو خوف من إن دانه تختارهم وتفضل العائلة على بقاءها معه

بدر مثل الدبور اللي يدور على خراب عشه مستهين بمنيف على مايبدو

الله يسعدك فيتامين مثل ما اسعدني ردك جداً ❤
لاتحرميني متابعتك ❤

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،   رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 09:28 PM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر مشاهدة المشاركة
   😭😭😭😭
لااااااااااا كتبت رد طوييييل وطاااار
وش هالحظ 😖😖😖
المهم خلاصة ردي ياسامعين ان هذا الجزء هو الهدوء الذي يسبق العاصفه
بس ارجع واقول خطاب وحنين يبي من يحشرهم بزاويه ويجلدهم 😠
وبس ..

وطن .. تسلم الانامل الذهبيه الي خطت لنا هالابداع .. بانتظار الغد بكل شووووق 💕💕

حسافة عاد بس ماعليه ان شاءالله خيره يمكن لا شفته رد طوييييل يوقف قلبي من الفرحة ههههه
افا وش فيك على خطاب عاد الولد تعبان يختي بس ماعليه أضبطه لك
وحنين تستاهل أجلديها

الله يسعدك ياشيخة ويرفع قدرك شكرا لك والله كلامك أثلج صدري إن شاءالله يعجبك

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،   رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 09:37 PM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: > أنت مثل أحزاني ،، قدر .. / بقلمي ..

 

ليلتكم سعيدة ،، أتمنى لكم قراءة ممتعة وعذرأ مقدماً على أي تقصير
.
.


◇ أنْت مِثلْ أحْزانِي ،، قِدرْ ◇

.
.



# (١٢) الفصل الثاني عشر ،،
°
°

وبقيتُ وحدِّي..
كَما لو أننّي ،،
لم أكنْ برفقةِ أحدهمْ مِن قَبل.

*منقول*
.
.

بردت أطرافها وتنملت عندما مرّ من جوارها يتعداها بسرعة يدفعها من طريقة بغضب.. كان الصوت مألوفًا لمسمعه لكنه خوّن أذنيه فلا يمكن أن تكون في منزله وهي التي نفتهُ من حياتها وحياة أبناءها وكأنه شيءٌ لم يكن..

كانت دانه مرعوبةً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من شعور.. تجمعت الدموع في عينيها وتبعت جدها حيث ذهب متوجهاً لصالة المنزل القريبة من الباب.. خطواتها السريعة المتخبطة توقفت خلفه.. تنظر من فوق أكتافه للمرأة فارعة الطول، تستر ملامحها بنقابها والذي على الرغم من ضيق فتحته إلا أنه لم يستطع أن يخفي حدة نظرتها..
يقف بجوارها فارس.. ما إن رآها حتى وارتبطت عينيه بعينيها ونظرتها المرعوبة..
منيف بأنفاس ثائرة : أشوف دارت بك الدنيا وجيتي لي!! خير وش جايب محارمك لبيتي يا فارس؟
الجازي بحدة وصوت مرتفع كانت نظرتها لمنيف حاقدة وكأن بين أهدابها سهاماً ستطلقها عليه : صدقني لو إنها عادت علي كان ماجمعتني بك ديرة وحدة.. شوفتك غمّت قلبي أعوذ بالله من هالوجه اللي يطرد الملائكة ..
ثم حركت بصرها لتقع نظرتها على دانة.. ثم عادت تنظر لمنيف تشير برأسها : ماجابني إلا اللي أوهمت عيالك إنها حرمتك..
منيف : أنا منيب مجبور أبرر لأحد.. مهوب ذنبي لا صارت عقول عيالك متركبه شمال.
الجازي بقرف : أنا ما أدري شلون إستأمن بنته عند واحد واطي مثلك!! ماخاف على عرضه؟
كانت صرخة منيف في وجهها وبإسمها مدويةً قادرةً على تكسير الزجاج.. مع ذلك لم تحّرك بها ساكناً بل قالت ببرود : ولاّ شياطينك معميين بصيرتها؟ ولاّ شكلها ماتدري!
كان يسمع لهيث أنفاسها المرعوبة خلفه : فارس كانك شاري عمر أمك خذها من قدام وجهي قبل لا تندم أنت وهي على جيتكم ذي..
لكن الجازي عادت تنظر لدانة تتأملها بتفحص : بنت جابر من متى وهي عندك؟
منيف بنبرة : أنا مستغرب إنه تجرأ وقال لك وهو اللي مخفي الموضوع وخايف إنك تدرين!!
الجازي : ما أخفاه عبث.. أكيد أنت لك يد بالموضوع..
ابتسم ببغض : تدرين عاد وش مشكلتك يالجازي؟ إنك لازلتي تظنين إنك مدّركه كل شي بينما كل شي يصير وأنتي يا غافلين لكم الله.
اعتدلت بوقفتها : وش تقصد؟
منيف: اسألي جابر.. ومنصور.. كل واحد من عيالك وراه مصيبة دريت عنها وأنا بعيد عنهم وأنتي يا أمهم اللي معهم مثل الصورة بينهم.
فارس وهو يرى ارتعاش والدته : خلاص يمه خلينا نمشي..
الجازي : منيب ماشية إلا وبنت ولدي معي..
منيف : ولدك لو كان يبيها تحت يدينك كان ماجابها لي وهي أم شهر وأخفاها عنك ٢٤ سنة وتوه يعترف لك..
الجازي بقوة : مادريت من جابر ..
التفت منيف ينظر لدانه التي اتسعت عينيها بوجهٍ شاحب.. ثم عاد ينظر للأمام يهتف بشك : مين؟
الجازي بحقد : دانة هي اللي دقت تصيح وتستفزع بفارس عشان يخلصها منك ومن شرك ،، مايندرى وش شافت في بيتك! مير ذيل الكلب أعوج أكيد إنك للحين على ظلالك القديم..
كانت ترشقه بالكلمات والعبارات وكأنها وجدت نقطة ضعفه.. لكن منيف لم يكن معها أبداً..
كان ينظر لفارس من فوق كتف دانة التي أصبحت تقف أمامه.. تمسك كفه تبكي وتهزه : جدي خليني أفهمك..
أرخى بصره.. ينظر لها غير مصدق : أنتي داقه عليه؟
دانة برعب : لا جدي الموضوع مو مثل ما أنت فاهمه..
ثم التفت لفارس تبكي برجاء : عمي الله يخليك تكلم قول شي لا تسكت.
الجازي بقوة : يتكلم وش يقول؟ جدك هاللي نافخه قلبك عشانه ملعون .. يلعنه ربي وملائتكة من يصبح لين يمسي...

كانت الكلمات تخرج من بين شفتي الجازي كطلقات الرصاص.. كانت كل كلمة محملّة بالكرة والحقد الذي تضاعف برؤية منيف بعد كل هذه المدة..
مر كل شيءٍ بسرعة.. دفْع منيف لدانة من أمامه لتسقط ثم خطواته السريعة جداً حتى أصبح يقف أمامها يلصقها بالباب خلفها ويحاول خنقها بيده..

جحظ بصرها وعين منيف الحمراء مسلطة على عينيها بشكل مرعب.. شعرت بأن روحها ستخرج من مقلتيها فيده كانت تضغط بكل قوة.. انحنت تكح بكل قوتها تضع يدها على حلقها تتحسسه تنظر بعينين مملوءة بالدموع لظهر فارس الذي دفع والده بعيداً عنها مكتفاً يديه للخلف يتكلم بغضب : مجنون أنت تلمس أمي يالنجس!!..
منيف بغضب مدمر يحاول التحرر منه : فكني يال*.. طلع هال* من بيتي يا فارس.. اطلع من بيتي أنت وهال* يافااارس ..
الجازي بتحدي : منيب طالعة إلا ودانة معي.. مستحيل أتركها في بيت واحد مثلك..
دفع فارس منيف بعيداً عنه عندما تشبثت دانة بكتفه بقوة.. تترجى بصوت أبح تحاول سحب يده : اتركه.. شيل يدك عنه.. وخر.. اتركه..

منذ دخوله كان منتبهاً لها ولخوفها ونظرة الخذلان في عينيها.. كانت مسكتها له كفيلة بأن تضرم النار في أطرافه.. يعلم أنه أدخلها في مشكلة كبيرة لكنه متيقن بأنها ستكون ممتنه له فيما بعد عندما تتحرر من محيط والده الذي تجهله فلا خير في بقائها معه..
التفت منيف مفاجئاً فارس بلكمه في منتصف بطنه جعلته يئنْ ويقع على ركبتيه..
بدأ منيف يدفع دانه للخلف باتجاه الجازي حتى اختل توازنها فسقطت لتسقط فوقها الأخرىx : خذيها.. كانها تبيك خذيها..
لا بارك الله فيمن جمعكم.. خذيهااا..

الجازي بألم اعتدلت ترفع دانة عنها والتي بدأت تبكي بصوت مرتفع: بسم الله عليك جاك شي؟
وقفت دانة بسرعة تتجه لجدها تتشبث بيده : جدي خليني أفهم..
قاطعها بغضب يدفعها بعيداً عنه مجدداً : ماعاد أبي أشوفك قدامي. اذلفي..
الجازي بصرامة : دانة جيبي عبايتك وتعالي..
هزت رأسها تنفي عادت تتشبث به مجدداً : جدي والله انك فهمت غلط.. انا ما أبي أحد غيرك.. أنا مالي أحد غيرك..
فارس ويده على بطنه حيث يشعر بأن لكمة والده أحدثت فجوة : دانة امشي معي.. مالك قعدة في بيته.. أنتي ماتعرفينه..

كانت تنظر لملامح جدها الغاضبة.. الغاضبة منها.. لأول مرة..
كانت تشعر بعالمها ينهار حولها من نظرة عينيه.. نظرته كانت خليط من الصدمة والغضب الهادر وخيبة الأمل والغضب والغضب والغضب وكأنها بتصرفها قطعت حبال الثقة بينهما..

كل الأصوات حولها أصبحت عائمة بلا حدود .. غير مدركة لما يقولون ترى شفاه جدها تتحرك بغضب .. صوت فارس و والدته خلفها حاد يكاد يصمها.. يدفعها جدها بعيداً عنه لتمسك بها ايدي من الخلف قبل أن تسقط لتعاود دفْع نفسها للأمام تتشبث بذراع جدها تتوسل بدموعها أن يفهم ما حصل..

هدأت الأصوات بعد صوت الباب الذي أُغلق بقوة..
هدأ كل شيء ماعدا صوت أنفاس جدها الثائرة .. ينظر لها وكأنها شيءٌ لا يخصه..
دانة برجاء : جدي خل..
ليقاطعها واضعاً سبابته التي ترجف أمام فمه.. يهتف بنبرة غريبة شعرت بها تنسف الأربع وعشرين عاماً التي قضتها معه : لا عاد أسمع لك نفَس..

تابعت ببصرها ابتعاده عنها.. صعوده السلالم مستنداً على الدرابزين بتثاقل.. وكأنه لا يستطيع أن يحمل ثقله..
وقتها أدركت دانه أنها خسرت جدها،، للأبد..

.

الجازي لم تهدأ.. كانت تشتم بكل غضب.. تشتم الجميع بكل غضب تهدد و تتوعد بقهر مدمر..
فارس بضيق لازالت دانة ونظرتها أمام عينيه : يمه الله يهديك ماكان المفروض تقوليني شي ما قلته..
الجازي بعدم تصديق : أنا ما أدري المجنونة ذي شلون راضية تقعد معه كل هالمدة؟ والكلبة لازالت متمسكه به مو براضية تتركه.. متمسكة فيه ورافضتني.
فارس بندم يبدو أنه -بدل لايطبها عماها- : دانة ما تدري عن شي..
الجازي بصراخ : أبوك من وجهه تعرف إنه مغضوبٍ عليه.. وأخوك هال*.. شلون يصير كل ذا ولا يعلمني؟؟ أنا مو قادرة أصدق شلون يسلّم بنته لمنيف وهو اللي يعرف كل مصايبه؟؟ الله يصيبك يامنيف. الله يصيبك وينتقم منك يامنيف .. الله يصيبك ويسلط عليك جنود الأرض والسماء....
فارس بقلق يقاطعها : يمه لا تخليني أندم إني قلت لك..
الجازي بحدة : أقول دق على هالتبن جابر خليه يجيني.. إن ما قطعتَه بأسناني على فعلته ذي ما أكون الجازي..
فارس بقلق : مسافر ما أظن يقطع سفرته ويرجع..
بدأ كفها يضرب -الطبلون- أمامها بكل قوة حتى أن الدُرج انفتح : أقولك تدق الحين يعني تدق.. دق أشوف.. دق..

.

لم يستطع النوم.. كان يتقلب على سريره وكأنه يتقلب على جمر..
لازالت نظرتها المرعوبة تستهدف ذاكرته.. كان يريد المساعدة.. يقسم أنه لم ينوي بها شراً أبداً.. دانة تجهل والده حرفياً.. تراه كالملاك بينما هو في الحقيقة أبعد من أن يكون كذلك.. هو أخبث من الشياطين و أقسى من الصخر.. و دانة لا تعرفه كما يعرفه أبناؤه..
كان يريد انقاذها لكن يبدو أنها انسابت من بين أصابعه.. ضاعت بين غضب والدتها -والتي يقسم بأنها أخذت الموضوع بشكلٍ شخصيٍّ تماماً- وبين غضب والده والأكيد غضب جابر الذي سيطولها..
زفر أنفاسه بضيق ورفع هاتفه مستقبلاً اتصالاً للمره العاشرة هذه الليلة من جابر والذي أصابه الهلع بعد أن أخبره فارس بأن والدته علمت بموضوع دانة وتريد منه العودة وإلا ستعرف كيف تأتي به حتى وإن كان جثة هامدة (والدته تقول).. هذا فقط بدون أي تفاصيل أخرى..
وكما تجاهله منذ الاتصال الثاني .. تجاهله هذه المرة أيضاً..

دخل عليه عامر يفتح الباب بكل قوة ويغلقه بنفس القوة وجهه مبهوت : صدق اللي صار؟
فارس بهمْ : والله مالي خلقك ياخي.. اتركني بحالي يرحم أمك .
جلس على السرير لازالت عينيه متسعه : أمي تحت ترعد وتبرق والله خطر تولع فينا كلنا.. حتى منصور صرخت عليه وسفلّت فيه..
ثم تابع بذهول يشير بيده : مستوعب؟؟ حتى منصور فتى الأنابيب اللي ما ترضى الذبانة تمر من قدامه صرخت عليه و زين ماضربته..
فارس بضيق : يالله..
سكت عامر قليلاً يتأمله ليهتف بعدها بتوجس : أنت شلون دريت إنها بنت جابر؟ أبوي قالك؟
بقرف : لا تجيب طاريه تكفى والله تحوم كبدي..
عامر : جابر؟
حرك يده بالقرب من رأسه دلاله على فقدان الأمل: اوهوو قال جابر قال.. ليه تظن أخوك هالزلابة رجّال عشان يعترف ببنته؟
عامر : أجل كيف؟
فارس بضيق : دانة قالت لي..
ارتفع حاجبيه ولم تخفى عن فارس نظرته ذات المغزى : دانة! فجأة كذا؟
فارس : وش تبي توصل له بالضبط؟
عامر : أبد بس أنا بعد دانة قالت لي إنها بنت جابر..
فارس عاقداً حاجبيه : متى قالت لك؟
جابر بابتسامه : علمني وأعلمك..
سكت متردداً خصوصا مع ابتسامة عامر التي تحثه بأن يصمت.. يبدو أن ماوراء عامر شيءٌ أكبر مما لديه لذا قال دون أن ينظر له : قبل أكثر من ثلاث شهور تقريباً..
عامر بضحكة : لا أجل خبَرك بايت.. قالت لي قبلك..
نظر له بسرعة: ليه؟
رفع حاجبيه بمعنى -أنت اللي ليه؟- فتابع فارس مكرهاً ينظر للمكان خلف أخيه : يوم دريت أنها موب زوجة أبوي....ما أدري وش جاني بس إني كلمتها و...خطبتها..
لم يكن يتوقع أن تكون ردة فعل عامر بهذا الشكل. توقع كل شيء إلا أن ينفجر عامر ضاحكاً وكأنه سمع نكته وليس حدثاً كارثياً كهذا...
عامر لازال يقهقه : ياويلي لادرى جابر والله إن يذبحني ويذبحك..
فارس بانفعال : ماكنت أدري إنها بنته.. غلطته وغلطت أبوك أنا مالي ذنب..
عامر لازال صوته ضاحكاً : وأنا قلت شي؟ حالي من حالك اللهم إني تحمست شوي.
ثم تابع بابتسامه رداً على الاستفسار بملامح فارس : كنت قاعد ليلة عند أبوي ونزلت بنت الذين تمشي قدامي..
بهت وجهه متوقعاً ما حصل : ايه؟
عامر: البنت كيكة فارس لدرجة إنك أنت بعد ماقدرت تفكر فيها بشكل سَوي.. جيت..يعني تعرف الأفكار المجنونة اللي تجيك لا صار الشيطان ثالثكما.. بس بنت الذين عليها كوع بغى يكسر فكّي..
فارس بعدم تصديق : يالحيوان!! أنت شلون..
ليقاطعه عامر واقفاً : أنا بعد ما كنت أدري إنها بنته.. ولا هي بغلطتي..

جلس فارس نصف ساعة بعد خروج عامر.. ينظر للفراغ أمامه لازال غير قادرٍ على تصديق ماسمع..
رفع هاتفه محاولاً الاتصال بدانة.. الله وحده يعلم أن خوفه عليها الآن هو خوف حقيقي من عم لابنة شقيقه.. يعلم أنه أدخلها في دوامة لا مخرج منها..
لكنه أغمض عينيه بخيبة عندما وصله أن هاتفها مغلق ..
.
.

أن يكون لك سندٌ تعلم أنه سيكون خلفك يراقبك يحرص على أن تكون مستقيماً بوقوفك لا شيء يحني ظهرك أو يكسرك هو شعورٌ لم تجربه حنين حتى وقت متأخر من عمرها..
احتضنت والدتها تبكي بصمتٍ على كتفها. حقيبتها بجانبها تنتظر اللحظة التي تخرج فيها من هذا السجن..
شيخة تربت على كتفها : الله يسعدك ويكبر حظك دنيا و آخرة. ماعليه يابنتي.. ماعليه..
ابتعدت عنها تقبل رأسها تحاول أن تبتسم : اعذريني يمه ثقلت عليك بجلستي عندك..
بعتب : وش هالكلام عيب عليك!
عادت تقبل رأسها على عجل وهي تسمع سامي يصرخ باسمها.
وضعت غطاءها على وجهها على عجل : أشوفك على خير يمه.. ادعي لي.
شيخة بعبرة : الله يسخر لك الخير ويطمنك.. اتركي الشنطة بقول لواحد من العيال يشيلها..
سحبتها خلفها : لا تكفين منيب ناقصة كلمة تضيق صدري ..
خرجت معها شيخة للصالة.. تنادي أحفادها تحتضنهم وتودعهم بشفقة وشوق..
سيف : بابا ياسر ينتظر.
قالها وخرج يركض تتبعه أخته .. تحركت بلهفه خلفه تحاول أن تتجاهل نظرات سامي الواقف ينظر لها بازدراء.. لتهتف قبل خروجها مجبره : مشكور بيض الله وجهك. ما قصرت واعذرني...
سامي بضيق يقطع كلامها : الله يستر عليك..

ما إن خرجت من حدود المنزل حتى وأُغلق الباب خلفها بكل قوة.. قفزت بذعر والتفتت تنظر للباب الصدئ خلفها..
الشمس ساطعة والجو عليل جداً جعل رئتها تتوسع عندما استنشقته..
التفتت للأمام عندما وصلها صوته : فقدناك يا أم سيف..
توجهت له بسرعة حتى استقرت بين يديه تحتضنه بكل قوة.. : الحمدلله على سلامتك ياعمي.. نورت.
ربت على كتفها بحنان بالغ : الله يسلمك.. وامسحيها بوجهي يابنتي..
ابتعدت تقبل رأسه ثم تنزل تقبل يده: الله يرضى عليك ياعمي ويخليك لي ياعزوتي..
ابتسم يشد على كفها : مشينا أجل؟..

بدأت سيارته تطوي الطريق أمامه.. الصمت يلفهم بشكل مريب حتى قطعته حنين بتوتر : حطني في بيت أبوي الله يعافيك..
ياسر ونظرته مثبته للطريق أمامه : وليه أحطك في بيت أبوك وبيتك موجود؟
حنين بضيق : عمي بدر طلقني وما عدت أحل له.. الله يرضى عليك لا تحرجني معه يكفي ماجاني منه .
ياسر : ولدي غلط وحسابه بيكون معي أنا ولا تظنين إني أرخصك بس إنه ندمان ويبيك ويبي عياله.. و محد معصوم من الخطأ وأنا عمك.
حنين بعد صمت : هو قالك؟
ياسر : وابشرك الشيخ بيجي بعد المغرب.. وأبشري بالمهر اللي يطيّب خاطرك يا أم سيف..
حنين بعبرة : ياعمي أنا والله ما أبي شي.. بس طلبتك إن كان بدر مايبيني وأنت أجبرته يرجعني ترا والله إن بيت ابوي و زوجته أرحم مليون مره من الذل والمهانة..
ياسر بأسى : الله يسامحك.. تهقين أنا برضاها عليك أرجعك وهو مايبيك؟ حنين أنتي بنتي..
صمتت وعبرتها تكاد تخنقها.. ليردف ياسر بتنهيده : وش قلتي؟
حنين بحزن : موافقة بس عندي شرط.
زفر براحة : ابشري باللي تبين..
حنين : ماعاد ينقفل علينا باب ولا تجمعني فيه غرفه وحدة..
نظر لها ثم عاد ينتبه لطريقة بعدم رضا دون أن يعلق..
.
نظرت حنين لياسر يحتضن أحفاده ، انقلب حاله مئه وثمانون درجة بعد أن عادت لابنه حتى أن ابتسامته لا تكاد تفارق وجهه. ثم نظرت لوالدها الذي ينظر لها ببرود وينطق بصرامة : انتبهي لبيتك ورجلك.. منتي بلاقيه رجّال مثل بدر يصونك ويخاف عليك..

عقدت حاجبيها تتجنب النظر لوجهه وتتلهى بورقة الشيك بين يديها.. توقيع بدر وخطه الذي كتب لها مبلغاً يفوق مهرها الأول بالضعفx .
كل الذي يدور حولها يدعوها للضحك.. أن تنفجر ضاحكة في وجه الجميع..
أي جنونٍ هذا؟ بدأت تشك حقاً بأن والدها يفهم الأمور بالعكس.. أو أنه يرى شيئاً غير الذي تراه.. أو يعرف بدراً غير الذي تعرف..
هل يوصيها على بدر الذي لا أثر له بينهم الآن وكأنه أتى رغمًا عنه فقط ليؤدي دورة في هذه المسرحية ثم يرحل ؟؟
هل يدافع عنه ويمجده بدلاً من أن يحذره من أن يخطئ بحق ابنته مجدداً؟. تكاد تقسم أن ردة فعل ياسر كانت أعظم من ردة فعل والدها.. فالرجل ثار وانفعل وشتم ابنه وتوعّده.. أشعرها بأنها عزيزة لديها من يدافع عنها ويحفظ كرامتها..

زفر ياسر بضيق يتابع ابتعاد حنين بعد أن استأذنت منهم.. تخرج من المكان بخطى ثقيلة شعر وكأنها تخطوها على قلبه..
يتذكر حديثه مع ابنه هذا الصباح.. غاضباً على وشك أن يقتله..
ثم تحول الغضب لرجاء و توسل عندما -عانده- ورفض أن يعيدها.. قبل رأسه : تكفى يابدر .. لا تردني يابوي طلبتك حنين أم عيالك ومالها غيرك.. تكفى لا تردني..
بدر بضيق يبعد والده : يبه..
عاد يقبل رأسه : عشاني يا ولدي.. تكفى..
بدر على مضض امسك بكتف والده قبل أن يقبل رأسه مجدداً : سو اللي تبي يبه.. بس من الحين أقولك ماعاد لي دخل فيها أنا مارجعتها إلا عشانك..

ثم حديثه معه عندما أخبره بشرط حنين.. وقتها ضحك بدر بصوت مرتفع : أنهبلت ذي؟ متعززه بنت حمد؟
ياسر : ماعليه البنت شايله بخاطرها منك ..
بدر بضحكة : تشيل ولا تقعد طال عمرها .. مير جات منها أبرك الساعات والله.
ياسر : الله يصلح حالك وينور بصيرتك عشان تعرف قدرها زين قبل لا تندم..
بدر ببرود : إيه إن شاءالله..
ياسر : المهر ب..
ليقاطعه بإنفعال : وتبي مهر بعد؟ معصي تشوف منّي شي..
ياسر بطولة بال : استغفر الله العظيم.. يابدر مايصير يا أبوي حسسها إنك شاري رضاها على الأقل وأنا أوعدك إني أرجعه لك وفوقها ثلاث أضعافها .. بس تكفى لا تحسس البنت إنك موب راضي..
.

وقع بصره على المكان الذي كانت تجلس فيه ليرى شيك مهرها وقد تركته خلفها كأنها كانت تعلم أن بدر نزعه من دفتره مكرهاً..
.
.

ينظر للصفوف التي تشكلت أمامه،، يصدحون بأهازيج طربية فرحاً لفرحه.. يتمايلون والأضواء الساطعة تنعكس على السيوف بين أيديهم وعلى أكتافهم..x ليس من طبعه أن يرى هذا النوع من اللعب (الرقص) دون أن يشارك به فهو -وسيع صدر جداً- ويبدع فيه .. لكنه كان مشغولاً بانتظار الوقت الذي سيراها فيه حتى أنه لم يستطع أن يتحرك من مكانه..
ابتلع ريقه متوتراً.. يصرف بصره لخطاب الجالس بجواره يحاول تعديل شماغ سالم -والذي اعتذر والده عن الحضور متعللاً بعمله- ..
كان سالم يعبث -بالمحزم- المثبت على كتفيه.. ليهتف خطاب بتعب وصرامة : سالم يابوي وبعدين؟ ترى أوديك عند الحريم الحين..
زفر خالد يحرك بصره للموجودين أمامه مجدداً يحاول أن يتلهى بأي شيء..


ابتسمت هلا وهي تراقب اقترابه تنتظره أمام باب غرفة العروس كما طلب منها عندما اتصلت عليه .. بشته الأسود على أكتافه.. يده اليسرى مثنيه لتثبت تحتها طرفيه الأيمن والأيسر..
كانت ابتسامته شيء يفوق الوصف.. ابتسامه هادئة يخلطها توتر خفيف.. اتسعت أكثر عندما وقف أمامها يقبل رأسها ..: هلا بالعريس .
زفر : هلا بك.. وين أمي أبيها تدخل معي..
ضحكت تعدل بشته : الحين عريس وش كبرك وخايف تبي أمك؟
خالد : الصدق والله إن قلبي يرقع وبطني يوجعني..
هلا : إذا أنت كذا أجل وش تقول المسكينة اللي داخل؟
خذ نفس ياخي والله لا شفتها بيروح كل التوتر..
خالد بلهفه : حلوة؟
غمزت : موووت.. بسم الله عليها تهبل بس ياعمري مرتاعه وهنا يجي دورك يا بطل هديها وضحكها و وسع خاطرها مو تقعد تتنافض قدامها..
ثم أردفت بتأثر وهي تراه يضع يده على قلبه يأخذ نفساً عميقاً : الله يوفقك ويسعدك ويسخركم لبعض..
ابتسم لها بامتنان يقبل رأسها مجدداً : حبيية قلبي أم سالم.. تدرين إنك أحسن أخت عندي؟!
ضحكت : على أساس عندك غيري الحين..
اتسعت ابتسامته : للأسف إنك خياري الوحيد..x بس اووف والله، طالعة صاروخ اليوم..
فتحت الباب : أقول وفر كلامك للمدام.. سم بالله..

ارتفعت يده يتأكد من حدّة مرزامه بإبهامه وسبابته .. نظّم أنفاسه ثم مشى بخطى ثابته معاكسه لتوتره متقدماً للأمام..

كانت ضي تعيش هلعاً رهيباً.. سمعت صوته خلف الباب يتحدث مع هلا أخته التي أخبرتها بأنه سيأتي الآن لرؤيتها قبل الزفة..
لم يخفى عليها لطف هلا أبداً ،، ودودة جداً تعاملها كأنها تعرفها لسنوات الحديث معها مريح وسلس وممتع انساها قليلاً من وساوسها التي تعبث بها.. لكن كل شيءٍ عاد لعقلها عندما خرجت..
رفعت قارورة الماء التي قرأت عليها غالية ونفثت فيها أمامها.. تحاول أن تسيطر على رعشتها وأن تشرب منها دون أن يتناثر الماء..

كانت قد تشبثت بأخواتها كي يجلسن معها لكن لن يكون وجودهن مريح لخالد إن دخل لتبتسم لها هلا تهتف بلطف : أنا معك ضي.. لا تخافين..
كم تمنت أن تكون والدتها معها الآن.. في هذه اللحظة. تقف بجانبها تخبرها بأنها أجمل عروس رأتها في حياتها وأن زوجها محظوظ بها..

تجمعت عبرتها بحلقها وبالكاد أغلقت القارورة و وضعتها جانبها عندما فُتح الباب.. دخلت هلا يمشي بجوارها رجل بقامه طويلة وابتسامة زادت من عذوبة ملامحة ..
أخفضت رأسها بسرعة تغمض عينيها بقوة وهي تسمع سلامه بصوتٍ جهور.. كان صوته جهوراً بما يكفي ليُسكت جميع الأصوات في عقلها..
شعرت به يقف أمامها.. شيءٌ ما ظللها ورائحة عطر قوية ومميزة زاحمت ذرات الهواء حولها.. رفعت رأسها تلقائياً لتقع عينها بعينه.. اتسعت ابتسامته بشكلٍ ملحوظ لينزل لها يقبل جبينها بخفه يهتف هامساً قبل أن يبتعد: مبروك..
كانت عينها لازالت معلقة به وكأنها تراه لأول مره حتى بعد أن استقام جسده واقفاً.. تشعر بأن الكون بأكمله قادر على أن يسمع نبضات قلبها السريعة..
وقفت عندما اوقفتها هلا.. أقدامها ترتطم ببعضها بالكاد تحملها.. كان خالد لايزال يفوقها طولاً حتى مع ارتدائها كعباً عالياً.. لازال مبتسماً ينظر لها وكأن لا أحد بالمكان سواها..
تلفتت بذعر تبحث بعينيها عن هلا عندما سمعت صوت إغلاق الباب..
عادت تنظر لخالد بفزع و الذي هتف بقلق عندما بدأ فكها يرتجف وعينها تغرق بالدموع : بسم الله عليك..
زادت رعشتها عندما شعرت بيديه تلمس ذراعيها الباردين جداً بكل رقه.. اجلسها وجلس جوارها : ارتاحي.. هلا راحت شوي وبترجع..
هزت رأسها تتحسس الأريكة الطويلة تبحث عن قارورة الماء حتى وجدتها.. رفعتها لفمها بعد أن فتحتها وخالد يرى كيف تهتز بين يديها بقلق واضح يتوقع حدوث كارثة فالقارورة غير ثابته بيدها أبداً... كانت رجفتها تمنعها من أن تشرب منها بشكلٍ صحيح و عيني خالد ونظراته التي تشعر بها لم تزد الوضع إلا سوءاً..
شهقت بهلع وفجعة عندما وقعت من يدها لحضنها للأرض أمامها..
فز خالد متفاجئاً من الماء البارد الذي تناثر عليه بعد سقوط القارورة.
التفت لها بخوف عندما بدأت تشهق بشكل متقطع : بسم الله طاح الشر.. بقولهم يجيبون لك ثانية.. اهدي.
مد لها علبة المناديل وبدأ يمسح ثوبه بعد أن أخذ مجموعةً منها.. رفع بصره ليراها مطأطأة الرأس تشد على يديها بقوة واضحة. اكتافها تهتز..
زفر يعبس بضيق لا يعلم ايعقل أن يكون خجلها وتوترها كارثياً هكذا ؟ : خلاص أنا بطلع.. هدي نفسك وخذي راحتك يابنت الحلال..

.
.

وضع سالم النائم بين يديه على سريره.. متعباً منهكاً بعد انتهاء زفاف خاله.. فالساعة الآن تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل والصغير لم يعتد أن يسهر حتى هذا الوقت ..
جلس على السرير بجوار جسده ينظر له.. ابتسم يرفع الغطاء لمنتصف صدره وشعورٌ دافئ يغزو أطرافه متذكراً أحداث اليوم وكيف أن الفتى كان ملتصقاً به كأنه ابنه..
نظر للباب المفتوح أمامه بحيرة ونبضات قلبه تتسارع.. تشوقاً ولهفةً للتي تنتظره بالغرفة المجاورة.. لم يخفى وجهها وسحره عنه عندما نزعت غطاءها ما إن دخلوا للمنزل.. كانت فاتنة بابتسامة خجولة وكأنها للتو عرفته..

زفر علّ مايجثو على صدره يتبدد.. اتجه لغرفته ببطءٍ شديد.. يجر أقدامه بتساؤل.. هل مايتمناه سيحصل ؟ هل يتحرر من قيوده الليلة؟
تحرك لسانه بدعاءٍ صامت ودخل بعد أن قرع الباب الموارب ينبهها بقدومه .. يفتح أزرار ثوبه العلوية وهو الذي يشعر بأنه سيختنق من توتره ..

كانت تجلس على السرير نظرها مثبتٌ على الباب الذي ما إن قرعه خطاب حتى وشعرت به وكأنه يقرع جدران قلبها.. ليست أفضل حالٍ منه فالنظرة التي لمحتها في عينيه عندما رآها أخبرتها شيئاً..
بدأت تفرك كفيها تحاول أن تحدّ من ارتعاشها.. تجلس بكل رقة وعذوبة بفستانها القرمزي تجمع شعرها بنعومة على كتفها الأيمن وحولها هالةٌ من نور..
ما إن دخل حتى و وقفت كالملسوعة تحاول أن تبتسم.. تشعر بتوترٍ فضيع وكأن زفاف خالد اليوم أعاد لها مشاعر أول يومٍ جمعها بخطاب..
بادلها الابتسامة.. يقترب منها في عينيه شيءٌ مختلف.. كلام.. تَعبٌ واضحٌ أتعبها،، تساؤلٌ يتراقص في نظرته..
كان لوقوفه أمامها بطوله وثوبه وشماغه سطوةٌ زلزلتها.. كان كما جرت العادة،، وسيماً لا تمل العين من تأمله.. وكأن هناك قصةً خلف لمعة عينيه وابتسامة شفتيه وتجويف خديه..
ابتلعت ريقها تخفض رأسها بخجل.. تهرب من عينيه التي بدأت تتأملها ببطء..
مشاعر .
مشاعر .
مشاعر .
خطاب بهدوء متأملاً شعرها المنسدل على كتفها الأيمن بلفاته العريضة : مساء الخير..
ضحكت بخفوت تنظر له.. الظلال البنية جعلت من نواعسها شيئاً لا يوصف.. هتفت برقه : مساء الورد.. أهلاً..
خطاب بابتسامه : وش هالحلاوة؟
ثم امسك يدها يديرها ليتحرك معها فستانها المتناغم بعذوبة مع لون بشرتها.. يهتف بصدق وأنفاس مذهوله : وش الحلاوة ذي كلها؟
.

كان يقبلها بشغفٍ واضح ورغبةٍ جامحة لدرجة أنه لم يدرك بأنه كان يبكي.. يرتعش ويبكي تحت سطوة عقله ونَهره.. كان يدفعها بيد ويتشبث بها بالأخرى بكل قوة وكأنه يحارب شعورين داخله.. لم يعي بأن قوته كانت مفرطة على جسدها الغض حتى بدأت تتأوه تشعر بالألم..
ابعدته عنها.. بقوة.. تدفعه حتى وإن كانت تتمنى أن تغلق عليه داخل قلبها..x
همست بصوت مرتجف أنفاسها تسابق بعضها تمسح دموعه بأصابعها المرتجفة ونظرة الهلع في عينيه جعلت العبرة تتجمع لتسد حلقها : هد نفسك خطاب.. أوجعتني..
ترك عضدها بسرعة كالملسوع.. نظر لها يهتف بصعوبة.. وأسى مر : آسف.. ما قصدت..

قالها وخرج ونظرات هلا الحزينة تتبعه.. وقلبها معه.. كانت الدموع متكدسةً في عينيها وما إن أنزلت بصرها لعضدها حيث أصابع خطاب وأظافره تركت أثراً حتى واجهشت بالبكاء..

كان خروجه من الغرفة سريعاً متخبطاً وكأن الأرض تميد به.. يشعر بأن قلبه سيخرج من مكانه من تسارع نبضه.
دخل لدورة المياة يغلق بابها خلفه قوة، وخوف.. كأن روحاً شريرةً تطارده.. فتح -الدش- ودخل تحته دون حتى أن يخلع ثوبه.. أسند ثقله على ذراعيه الممدودة تلامس الحائط أمامه.. أخفض رأسه تاركاً الماء البارد يسقط عليه بكل قوة وكأنه سهامٌ تخترق جمجمته.. كأنه يريد من برودته أن تجمّد دموعه التي بدأت تنساب بضعف.. و من صوت سقوطه أن يبتلع صوت بكائه وشهقاته المرتفعة..x

.
.

تجلس على أريكة الجناح الفندقي الذي سيقضيان فيه الليلة قبل سفرهم غداً.. عباءتها مطوية بترتيب جانبها.. بفستانها الأبيض تبتلع ريقها بشكلٍ متواصل تنظر ليديها تحاول أن تتلهى بخواتمها عن النظر لخالد الجالس على الأريكة الأخرى عندما وجد أن فستانها غطى الأريكة التي تجلس عليها كاملة ..
كانت تحاول السيطرة على أنفاسها السريعة ونبضات قلبها المستنفرة وارتجافة أطرافها.. تردد داخلها "بسم الله.. بسم الله.. بسم الله...."..

كان خالد راضياً.. ينظر لها بعين الرضا يشعر بقبولها في قلبه وما زاد على ذلك حقاً هو خجلها وخوفها الذي لم يخفى عليه.. كان منتبهاً لها تحاول أن تسيطر على ارتجاف أطرافها بالضغط على أصابعها حتى أصبحت أناملها شديدة الاحمرار قريبةً من لون طلاء أظافرها..

تنحنح.. يريد منها أن ترفع راسها كي يبدأ بتأمل ملامحها التي وإلى هذه اللحظة لم يتأملها كما ينبغي فنظراته لها في جميع المرات السابقة كانت سريعة تشمل وجهها بشكلٍ عام.. يريد أن يتأمل رسمة حاجبيها الكثيفين.. حدة عينيها وسحبة طرفها وبريقها الآسر.. دقة أنفها واستقامته بعنفوان.. ثم ينتهي به المطاف ليستقر بؤبؤه على شفتيها الصغيرتين بامتلاءٍ واضح..
كانت -وعلى الرغم من ذبولها وشحوبها ونحولها- تمتاز بملامح أسطورية.. رسمةً كما وصفتها والدته..
ابتسم بتودد كبير عندما نظرت له بتوجس بعد أن نادى باسمها مجدداً : وش رايك نقوم نصلي ركعتين تهديني وتهديك ترى حتى أنا مرتبك..x
ثم رفع كفه المرتجف أمام وجهها : شوفي.
هتفت بصعوبة بعد صمت طويل : ماعلي صلاة.
عقد حاجبيه ينظر لها ببلاهه : شلون يعني؟
ثم بسرعة بعد أن اصطبغ وجهها باللون الأحمر مخفياً شحوبها تحته.. ضحك بارتباك : اهاا.. فهمت فهمت. مافيه مشكلة انا بدعي عني وعنك.. فيه دعوة معينه في بالك؟ تبين تدعين لي؟ أو علي؟
انهى جملته وغمز لها .. حاولت أن تبتسم فمن الواضح خالد يحاول أن يجتهد ويبذل مابوسعه كي يخفف عنها ما تمر به.. همست : شكراً.

ليلتها عندما خرج خالد لصالة الجناح كي يعطيها فرصةً تلتقط بها أنفاسها وتبدل فستانها الثقيل.. لم يكن يدرك بأنه فور خروجه أغلقت باب الغرفة خلفه بالمفتاح..x وعندما أدرك ذلك -متأخراً-x حاول أن يستجديها لتفتح له.. لكنه في النهاية اضطر بأن يتخذ من أريكة الصالة الغير مريحة سريراً له.. يتمدد على ظهره ثم على جانبه الأيمن ثم الأيسر يتأفف بضيق في محاولة فاشلة لإيجاد وضعية مريحة له.. وبينما كان خالد يشتم حظه ،، كانت ضي ترتمي على السرير لازالت ترتدي فستانها تعض الوسادة بكل قوتها كي لايخرج صوت أنينها الموجوع له..

.
.

مر يوم من عمر دانة شعرت فيه أنها كبرت عشرين سنة فوق عمرها..
كانت تحبس نفسها في غرفتها تمتنع عن كل شيء.. لا قدرة لها لمواجهة جدها مجددا بعد الذي حصل فهي لا تقوى نظرة الغضب في عينيه.. قضت اليوم كاملاً تتمدد على سريرها تنظر للفراغ بذبولٍ رهيب تشعر بأن عظامها هشه لا تستطيع حملها.. كان هناك بصيص أمل يتسلق حائط يأسها المرتفع بأن يدخل عليها في أي لحظة يخبرها بأن كل شيء عاد كما كان.
لكن اليوم بدأ وانتهى ولم تلمح ظلاله تتسلل من تحت الباب حتى..
في منتصف اليوم الثاني دخلت عليها العاملة تخبرها بأن منيف ينتظر رؤيتها بالأسفل..
قفزت تسالها غير مصدقة.. وما إن أكدت لها حقيقة ما سمعت حتى خرجت من غرفته بسرعة.. شبة تركض تهمس بعبرة : يا حبيبي يا جدي.
تعلم أنه حنون يحبها جداً لن يخذلها ولن يتخلى عنها مهما غضب منها..

كانت تنزل السلالم بسرعة غير مكترثه بشعرها القصير المتطاير.. أو بملابسها أو حتى شحوب وجهها.. كان اهتمامها يسبقها لجدها الذي طلب رؤيتها ولم يتحمل شوقه لها حتى أنه طلب رؤيتها متجاهلاً زعله منها وغضبه..
ما إن وصلت الطابق السلفي حتى تفاجأت بالصفعة التي استقبلتها وأشعلت ناراً بخدها لتسقط للخلف من قوتها..
رفعت بصرها بهلع وصدمة للذي يقف أمامها ينظر لها بكرهٍ شديد.. كان والدها،، بعينه التي تنفث دخاناً أسوداً وفمه المستوي بخطٍ مستقيم هو صاحب الصفعة.. حركت عينيها التي ترقرقت منها الدموع تنظر لجدها تستنجده لكنه كان جالساً على الأريكة يضع قدماً على الأخرى ينظر لها ببرود.. كأنها شيءٌ لا يعنيه..
عادت تنظر لوالدها برعب تصرخ بألم عندما شعرت به يرفعها من ذراعها بقوة.. ينفضها بقرف يصرخ بها يكيل الشتائم والسباب.

كان منيف ينظر للمنظر أمامه يحاول أن يقوي قلبه.. دانة لم تكن شيئاً بسيطاً في حياته.. كانت عينه الثالثة وبفعلتها قتلت شيئاً فيه..
لم تخفى عليه نظرتها عندما تلقت صفعةً من والدها.. كانت في حماه ٢٤ عاماً لم يسمح حتى للرياح القوية من أن تجرح خدها لكنها جحدت كل ذلك عندما استنجدت بعائلةٍ غيره و كأنه وحده لم يكفي..
صرخ رغماً عنه عندما ارتفع صوت بكائها بعد صفعة والدها الثانية : جاابر .
جابر بقهر وأنفاس تلهث : خليني اربيها هالحيوانة..
كانت تنظر لوالدها ثم لجدها بخوف.. ليستبدل الحزن خوفها عندما هتف منيف بجمود : خذ بنتك عندك وربيها مثل ماتبي.. ماعاد أبيها .
اتسعت عينيها برعب وعدم تصديق..: لأ ..
جابر بانفعال: الله ياخذها آخذها وين؟ أنا ناقص مشاكل يكفي اللي جاني من ورى راسها..
منيف : بصرك فيها.. بنتك..
ثم التفت ينظر لها ببرود : لمي أغراضك وروحي معه.
دانة بهلع : وين أروح؟
جابر بضيق: يبه وين أوديها؟ من جدك أنت؟ ..
منيف : خذها لأمك.. ولا لأحد أخوانك. المهم تطلع من بيتي..
تحررت من يد والدها واتجهت لمنيف تقع متعثرة عند قدميه : لأ جدي لأ.. الله يخليك أنا مالي مكان غير بيتك.. تكفى والله أسفه.. سامحني.
أنا غلطت .. والله أسفه..
حرارة اشتعلت بجوفة وهو يرى توسلها وبكاءها.. دانة في حماه كانت دمعتها أغلى من روحه .. خرج صوته متحشرجاً : وش.. عقبه آسفة؟
وصله صوت جابر يهتف : أقوول اسمعني ،، أنت رضيت من البداية تاخذها كمل معروفك وخليها عندك لين تدفنك أو أنت تدفنها.. مشاكلي من ورى راسها ال* تكفيني منيب ناقص مشكلة زيادة..

قال كلماته وخرج يغلق الباب خلفه بقوة.. تاركاً منيف ونظرته متعلقةً بعيني دانة الدامعتين ..x بيأس: جدي..
دفعها بعيداً عنه.. وقف ليقول بقسوة قبل أن يبتعد : ليتني تركتك له يتصرف فيك ولا أخذتك كانك بالاخير بتختارينه علي..

.

وكأنه كان يعني كل حرف نطقه في جملته.. تجاهلها وكأنها غير مرئية.. مر أسبوع كانت دانة فيه كالطيف في منزل جدها.. تمشي أمامه تتحرك تقع تريد أن تلفت انتباهه أو على الأقل أن ترف عينه باتجاهها لكنهx كان يتجاهلها وكأنه لا يراها حالها كحال ذرات الهواء حوله..
حاولت أكثر من مره أن تناديه أن تعتذر منه أن تبرر أن تشرح لكن خروجه من المكان كان رد فعله الوحيد..
كل يومٍ يمر عليها يأخذ من طاقتها وصحتها ويستنزف مشاعرها..
كان حزنها هادراً وعينها لا تبخل بأن تشارك بدموعها حتى جفتx .
اعتزلت الجميع واتخذت غرفتها قبراً لها حتى قررت أن تذهب لعملها يوم الأربعاء بعد ثلاث أيام تغيبت فيها خوفاً من أن تموت تحت وطأت أفكارها ونفسها اللوامة وسطوة (اللو)..
.

طلبها لمكتبه ما إن علم بحضورها اليوم.. كان يتحدث في العمل.. العمل فقط يعطيها الذي تراكم عليها أثناء غيابها بكل مهنية دون حتى أن ينظر لها.. كان جاداً كعادته لا شيء جديدٌ عليها مع ذلك كانت دانة تنظر له بحزن عميق وكأن نبرته الجافة جاءت كالزينة فوق أحزانها..
لم تدرك بأنها كانت تسرح به وأنه انتهى من حديثه حتى هتف بجمود : وبكذا خلصنا.. تقدرين تتفضلين على مكتبك..
لكنها لم تتحرك.. كانت تنظر له بعينين لامعتين وعقلٍ غائب..
خطاب باستنكار عاقدا حاجبيه وبنبرة أعلى : أستاذة دانه خلاص تقدرين تتفضلين على مكتبك..
لكنها لم تتحرك أيضا.. بل أرخت بصرها وكأنها لاتسمعه..
نظر لقبضة يدها على مكتبه.. كانت تشد عليها بكل قوة لدرجة ان مفاصلها قد ابيضت.. هتف بقلق: أستاذة دانة؟
ثم أردف بغرابة عندما نظرت له بذبول : دانة؟
كان لتلك النبرة تأثيرٌ عليها.. تأثيرٌ امتد لروحها ربت على رأسها ولملم بعثرتها.. انفجرت تبكي تشعر بالأمان يحيط بها لازالت على وضعها ترخي بصرها غير أنها هذه المره بدأت تضرب بقبضتها سطح المكتب بشكل متواصل..
دفع كرسيه للخلف و وقف بتوتر : اذكري الله يابنت الناس .. وش فيه؟
غطت عينيها بيدها الأخرى.. تسند رأسها للخلف وشهيقها أصبح واضحاً..
خطاب بارتباك : إنّا لله.. فيه شي يوجعك؟. أنادي لك أحد؟
هزت رأسها بالنفي تعدِل رأسها وتمسح عينيها بيدها..
خطاب بقلق وهو يرى أنفاسها سريعه كأنها ستختنق : اهدي.. خذي نفس.. تبين مويه؟
هزت رأسها تنفي تحاول ان تسيطر على تدافع شهقاته في حلقها..
جلس مجدداً يبتلع ريقه بقلق.. ينظر للباب المفتوح ثم يرجع نظره عليها: إن هديتي تقدرين تتفضلين على مكتبك..
أغمضت عينيها حتى سكنت الضوضاء داخل عقلها.. تحاول أن تتحكم بأنفاسها ونجحت.. لا تعلم الصواب من الخطأ.. كل الطرق باتت مغلقه.. كل الأبواب أصبحت مؤصده.. ولأول مرةٍ يحث عقلها قلبها لفعل ما يريد.. يجبره بقول ما يريد... كل الاحتمالات تلاشت حتى أصبح احتمال واحد..

كل ذلك كان يحدث تحت مرأى من خطاب.. ينظر عاقداً حاجبيه مستنكراً حالتها الغريبة.. هتف بتوجس : دانة ؟
تابع حركة أهدابها عندما فتحت عينيها بسرعة وكأنها بندائه عادت للواقع..
خطاب : تقدرين تتفضلين على مكتبك؟.
أخذت نفساً ثقيلاً هتفت بعده بصعوبة : أنا فكرت.
عقد حاجبيه : فكرتي بإيش؟
ارتعش صوتها : يوم طلبت تتزوجني.. أنا فكرت.. و... وافقت.
بهت وجهه ولم تخفى عن دانه نظرته المصدومة وكأنها هي التي طلبته الزواج وليس العكس..
كان وجهه يمور بألف تعبير لم تميّز منهم شيئاً لكن الأكيد الفرح والسعادة بهذا الرد لم يكونا من ضمنهم..

أخذت نفسا آخر.. كانت ستقول أعلم بأنه قرار متأخر.. مضت أشهر ربما تكون قد غيرت رأيك.. أو تزوجت.. لكن أنا الآن لست كما كنت في ذلك الوقت. وقتها كان لدي درع.. والآن حتى مع علمي بأنه لن يتخلى عني وعن حمايتي مهما حصل لكني أعلم بأن درعي لم يعد كالسابق.. أصبح متصدعاً صدأً.. أنا الآن أتمسك بقشّه.. وأريد حائطاً صلباً أتكئ عليه..
لكنه سبقها عندما قال بنبرة غريبة : جدك وافق ؟
بضيق : أبوي موجود.. تقدر تكلمه..
خطاب بتعجب : عندك أبو؟
استسخفت سؤاله فضحكت ضحكه قصيرة متهكمة : أكيد عندي أبو ولا كيف جيت؟
عادت ملامح خطاب تحتد : أقصد حي؟
ابتلعت ريقها بمراره : إيه.. اسأل عنه بمعرض الوهج للسيارات فرع الدمام.. اسمه جابر منيف الوهاج.
خطاب ويشعر بقلبه ينبض خارج صدره بين شدٍ وجذب وأموات وهلا و خالته وزوجها وزيد وخالد : يصير خير إن شاءالله.. تفضلي على مكتبك..
سكَن لثواني يحاول تنظيم أنفاسه ما إن خرجت وأغلقت الباب خلفها ..x ولم يلبث حتى و ألقى بكل الموجود على مكتبه أرضاً ،، بكل غضب ..

.
.

كانت حياتها مع خطاب سعيدة .. جداً.
بغض النظر عن كل شيء،، المد والجزر.. السكون والركود.. خطاب المتقلب فيوماً يكون في قمة سعادته متفاعلاً معها.. ويوماً حزيناَ صامتاً سارحاً وكأنه يضع هم العالم كله على عاتقه.. واليوم هو أحد هذه الأيام..
يجلس خطاب في الصالة.. جلوساً يشعرك بيأسه.. بأكتافٍ مشدودة ورأسٍ يسنده للخلف وعينين تنظر للسقف وكأنها تنتظر شيئاً من السماء..
أيام كهذه هي ما يقلق هلا حقاً.. فصمت خطاب وتقوقعه على نفسه يخبرها أن هناك عذاباً يشتعل في صدره.. هماً يدمي قلبه.. وألماً يمزق روحه.. حتى وإن كان يبتسم لها ابتسامة صغيرة لا تكاد ترى بين الفينة والأخرى.. هي تعلم بأنه لم يبتسم إلا مجاملةً لابتسامتها وتسكيتاً لسؤالها : خطاب فيك شي؟
لكن اليوم خطاب مختلف.. حزنه مختلف وسرحانة مختلف وكأنه يعيش همّاً جديدا اكتشفه للتو.. حتى عندما سألته تجاهل سؤالها دون أن يجيبها بابتسامه كما اعتادت.. أو دون أن يرد ابتسامتها بابتسامه صغيرة بالكاد ترى.. كما اعتادت ايضا..
كاان خطاب يتجنبها،، حرفياً!

خرجت من المطبخ تمشي على مهل بيدها كوب حليب لسالم الذي كان يتابع رسوماً متحركةً في التلفاز .. ما إن أخذه الصغيرx منها حتى واستدارت إلى أن وقفت أمام خطاب.. لم تستطع منع نفسها من أن تسأل برقه : حبيبي أنت.. وش فيك زعلان علي ؟ أنا ضايقتك بشي ؟
نبرتها تشده تجعل أنفاسه تتسارع وعقله يذوب في جمجمته. ابتسم بضيق وهو يرخي بصره حتى أصبح وجهها القلق واضحاً له : مين قال إني زعلان عليك ؟
همست بعذوبه ودلع يليق بها وهي تجلس بجانبه : كل شي.. تصرفاتك وكلامك معي.. كل شي.. خطاب أنا مو متعودة إنك تكون كذا لذلك استنكرت تصرفاتك.
وش فيك وش مكدرك؟ علمني ياقلبي،، والله ما أقول لأحد .
ابتسم بضيق من آخر جملتها .. البلا مو أني خايف أحد يدري. البلا أني مو عارف كيف أتكلم.
بجمود : مافيني شي..
بيأس : ماتثق فيني يعني؟
صمت قليلا ليقول بتنهيده : هلا خليني براحتي.
تغير لون وجهها ووقفت.. همّت بالذهاب لكنه أمسكها من معصمها لتعود جالسة بجانبه.. تتجنب النظر لوجهه والاحمرار يعتلي اذنيها..

اعتدل جالساً ليقابلها.. رفع يدها يضع كفها على صدره حيث قلبه ينبض وكأنه في سباق ..
وضحت له عقدت حاجبيها حتى مع طأطأتها لرأسها..
حاولت أن تسحب يدها لكنه لم يدع لها مجالاً لذلك..
ارتجف صوتها من قلة حيلتها : اترك يدي لو سمحت..
خطاب : واذا ماسمحت؟
ثم رفع يدها ليضع راحتها على خده .. بأسى : هلا أنتي الشي الوحيد الحلو في حياتي.. لا تروحين حتى لو طلبت منك هالشي..
تقوس فمها بعبرة : أنت مو مجبور تقول كلام ما تعنيه. أنا فعلا بديت اشك إنك بيّاع حكي..
ابتسم وشعرت بابتسامته : أفاا ترى ذي بحق ياهلا.. وبعدين مين قال إني مجبور؟
ثم تابع بحزن : هلا أنا شخص مضطرب.. رجلي موب ثابته على الأرض.. فيني خوف.. حزن وقهر وغبنة.. وكل هذا ما يخفى عنك،، شفتيه علي بعيونك.. عشتيه معي..
إن رحتي عنّي، مين بيبقى لي؟
تراقص الخوف في عينيها.. كانت لمعته واضحةً لم تخفى عليه : خطاب ليه تقول هالكلام؟ أنا ماني رايحه مكان..
ثم تابعت تتأمل وجهه بقلق : إن كنت تقصد عشان ال ..
قاطعها بهدوء : تذكرين اللي حكيت لك عنه؟ اللي شفته يوم ق.ق..
ابتلعت ريقها تقاطعه عندما بدأ يتأتأ : وأنت للحين تفكر فيه؟ ماقلت أنك نسيت موضوعه خلاص!!
خطاب بتعب : والله العظيم حاولت.. اقسم بالله حاولت لأني بقرارة نفسي أدري إني ضعيف ومانيب قادر أسوي شي.. بس ما قدرت.. ما اقدر أنسى هلا وأنا أشوف بنته يومياً قدامي..
هلا بتوهان: بنته!
خطاب بخفوت : أقصد حفيدته.. دانة.
برودةٌ سرت في أطرافها : وش ناوي تسوي خطاب؟ انتبه البنت مالها دخل..
كان صمته طويلاً ثقيلاً جعل من أنفاسها تتسارع ونظرتها تتوسل.. استنطقته بهمس عندما أطال يتهرب ببصره عنها: خطاب!
خطاب بصعوبة : أنا خطبتها من أبوها.. و وافق.
بردت ملامحها تماماً حتى شعرت بأن وجهها سيسقط من مكانه..
كان لتكدس الدموع في عينيها ألمٌ لا يضاهيه شيء في قلب خطاب الذي كان ينظر لها يائساً بائساً من الحياة.. وكأن اللون الاسود انتشر في حياته الرمادية.. حتى همس هلا المصدوم كان صريراً فجّر مسمعه : ... وش تقول خطاب؟ مافهمت!!
خطاب يجهل نفسه.. لا يميز الحروف التي ينطق بها وكأن صوته لا ينتمي له: آسف.
رمشت أكثر من مره عل عينها تصفى لكن ماحدث هو تكدس دموع جديدة بديلةً عن التي سقطت. بصوت مثقل بالعبرة : آسف على وش خطاب؟ آسف أنك بتتزوج علي؟؟
ثم بدأت تضرب صدرها بقبضة يدها بخفه وكأنها تريد أن تتأكد من أن قلبها لازال ينبض.. بقهر : آه.. آه.. ليش؟
والله حرام عليك.. ليش؟
كانت ضربات يد سالم الصغيرة على صدر خطاب هي الشيء الوحيد الذي يخبره بأنه لازال حياً.. لازال يشعر.. كان الصغير يبدي بغضب يضربه بقبضته بقوة يصرخ به : ليه خليت مما تبكي؟
ماما ليه تبكي؟؟
لكن خطاب كان يستقبل كل ضربه دون أن يتحرك.. كانت عينيه تنظر بأسى وضياع لهلا التي غطت وجهها بكفيها تبكي بحرقة.. يشعر بها تبكي عليه وكأنها سمعت خبر وفاته للتو..
حتى سالم الصغير كان غاضباً منه لأنه جعل والدته تبكي.. ربما إن كان أكبر قليلاً لكان قتل خطاب..

مرت نصف ساعة.. سكن فيها سالم أحضان والدته -حتى نام- والتي احتضنته بعينين دامعه.. لم تعد تعلم هل تبكي لبكائه أم تبكي على حالها.. أم على خطاب.؟ كانت تنظر له بعينين دامعه ينزوي على نفسه في طرف الأريكة. جالساً يحتضن ركبتيه يميل بجسده يسند رأسه على يد الأريكة جانبه..
ارتجف فكها لأن خطاب بهذا الشكل يشبه لحد كبير خطاب في الثامنة من عمره.. والتاسعة.. و العاشرة.. و الأربع وعشرين عاماً الفائته.. هو نفسه خطاب الذي كان يبكي غير مكترث بوجود الناس حوله . يضرب نفسه ويصرخ بالجميع بعد أن كان صامتاً لا يتحدث.. ومثلما كان بكاؤه يتعبها وهي طفلة لتهرب تشتكي على كتف والدها تسأله عما يحزن خطاب؟ وعما يبكيه؟ كان بكاؤه الآن أشد وطأة على روحها.. أكثر تأثيراً لأنها باتت تعرف ماسببه..

كان المكان أشبه بالحرب التي انتهت.. الجميع متعب.. الجميع حزين والجميع خرج بخسائر فادحه..
كان قلب خطاب ينبض بضعف.. يشعر به ينبض.. ولكن بضعف.. نبضاً اتعبه..
لن تشفع هلا فعلته.. كانت نظرة عينها تخبره بذلك.. يكفيه على الصدمة والخذلان التي رآها فيها!!.. أغمض عينيه بقوة يشعر بأهدابه المبلله محملةً بدموعة الباردة.. بات متخبطاً يشعر وكأن حياته كالماء الذي يحاول الإمساك به لكنه ينساب من بين أصابعه..
هلا بصوت محتقن وهي تمسح دموعها بكفها : تدري وش مشكلتنا خطّاب؟
فتح عينيه ..
أردفت بحزن عميق : إني أحبك أكثر مما أنت تحبني بكثير .. وتدري المشكلة الأكبر وين؟ إنك تعرف هالشي،، وتستغله .
يمكن عشان كذا مرخصني وتستهين بأي تصرف تسويه في حقي مهما كان كبير .
رفع رأسه بسرعه ينظر لها : ليه تقولين هالكلام؟ المشك..
لتقاطعته بهدوء وابتسامه لم تخفي لمعة عينها الحمراء : أدري المشكلة فيك مو فيني... وأدري إنك ماراح تخذلني.. والله أدري، قد قلت لي..
بس بالأخير شكل البلا فيني أنا.. ضربتين بالراس توجع.. والله توجع.
خطاب بتعب : والله العظيم إني ما أخذتها لأني أبيها.. هلا هذي جدها ذبح أهلي.
لتقاطعه بإنفعال : خطاب إفهم قربك منه ماراح يفيدك بشي بالعكس..
لا تعالج المشكلة بمشكلة أكبر منها.. اللي تحتاجه هو طبيب نفسي يساعدك مو جريمة تلبسك..
نظر لها نظرة غريبة ثم قال بهدوء مميت : طبيب نفسي؟؟ تصدقين أحس إني فعلاً مريض نفسي وأحتاج علاج..
هلا بسرعة : لأ خطاب أنا ما أقصد كذا.
خطاب : تقصدين أو ماتقصدين،، كلامك صح.. هذا إذا ماكنت مجنون.
هلا : الطبيب النفسي مو للمجانين بس ..
خطاب بضيق : إيه صحيح،، و للي فيهم علل نفسية بعد.
بيأس : لا تقلب الموضوع علي خطاب و تركبني الغلط...
سكت قليلاً ليهتف بعدها بحزن وصل لقلب هلا حتى أذابه : هلا لا تخليني..
بكت بوجع : حرام عليك.. والله تعبت.. تعبت،، ماعدت أدري وش المفروض أسوي؟.
تقوس فمه للأسفل وبعبرة : لا تخليني ..
كان صوت بكاؤها كفيلاً بإيقاظ سالم النائم والذي بدأ يبكي على والدته هو الآخر..
حملته واتجهت لغرفته لتترك خطاب الحزين و رجاؤه خلفها معلقين..

تلك الليلة كانت الأصعب.. والأمَر.. والأطول..
شعرت بالحزن كسحابة سوداء تظلل منزلهم.. باتت لا تعلم أي التصرفات صحيح.. وأيها خطأ.. كيف تتصرف؟؟ كيف؟!!
شعرت بباب غرفة سالم يُفتح.. وهي التي كانت تتمدد بجواره تحاول فيه أن ينام متجاهلةً اسئلته..
وصلها صوته مبحوحاً متعباً لازال يقف عند الباب: هلا متى بتنامين؟
هلا بهدوء دون أن تنظر له ..تربت على ظهر ابنها: إذا نام سالم..
فخرج مغلقاً الباب بهدوء بعد ردها هذا..
شعرت بالباب يُفتح مجدداً بعد عشرين دقيقة.. سالم نائم قبل أقل من عشر دقائق..
خطاب بتعب : هلا مابتجين الغرفة؟ سالم نام.
هلا بهدوء : شوي بس.. توه غفى..
وخرج مغلقاً الباب بهدوء خلفه.. للمرة الثانية..
مرّت عشر دقائق فتح بعدها الباب مجدداً : هلا...
لكنه أغلقه بكل أسى عندما وجدها تغطي نفسها بالغطاء لا شيء يظهر منها.
فهم رسالتها وخرج.

تلك الليلة كانت الأصعب.. والأمَر.. والأطول.. والأحزن.. كانت حزينةً جداً سوداوية وكئيبة حتى شكّت بأنها ستنقظي..

كان قلبها يؤلمها بشدة.. تسمع صراخ خطاب النائم بالغرفة الأخرى وتسمع بكاءه وتعلم أنه الآن يعيش كابوساً ..
وضعت الوسادة على رأسها تضغط عليها بقوة في محاولة لمنع الصوت من أن يصل لها لكن دون جدوى فصوتُ بكاءهِ كان مرتفعاً..
تحرك سالم النائم بضيق لتضغط على الوسادة أكثر ولم تستطع أن تمسك نفسها أكثر من ذلك فبكت بصوتٍ مرتفع خالط صوت بكاءه..

.
.
.

# نهاية الفصل الثاني عشر ♡.
سبحان الله وبحمده،، عدد خلقه .. و رضا نفسه،، وزنة عرشه ومداد كلماته ..

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنت ، مثل ، أحزاني ، قدر
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية