توجهت السيدة مديحة الى شقتها القديمة بعد أن عانت الأمرين مع ابنها وزوجته لتحاول اقناعهما بضرورة ذهابها الى هناك لتطمئن الى أن كل شئ على ما يرام فقد صارت مغلقة لعدة أيام اضافة الى أنها أرادت أن تجمع بعض من أغراضها التى نسيتها فى غمرة انشغالها بلملمة حاجياتها حتى تسكن مع ابنها بشقته الأوسع والتى تشغل مكانا أرقى بكثير من الحى الذى كانت تقطنه مع زوجها الراحل , لِمَ تشعر بأن منزل ابنها ينقصه الدفء والسكينة التى كانت تغمرها ببيتها القديم حتى بعد وفاة زوجها كانت لبنى تملأ عليها فراغ حياتها وتؤنس وحدتها , كانت مدركة تماما منذ البداية أنها ليست ابنة أختها ولا حتى ابنة زوجها ,وأنهما قد تبنيّاها مباشرة بعد وفاة وحيدتهما التى لم تبقى على قيد الحياة سوى سويعات قليلة بعد ولادتها ,وقبل أن تصير الحادثة الفظيعة التى راح ضحيتها كلا منهما اعترف وجدى لها بأن الفتاة تنتمى لعائلة الشرقاوية وأن أباها اسمه ناجى ولكنه لم يفصح عن اسم والدتها وهى لم تضغط عليه بالسؤال ,كانت علاقتها بنسيبها ودية للغاية , فقد كان يعزها وهى كانت تحترمه , كأنه كان يشعر بدنو أجله فأزاح عن كاهله سر ابنته - التى رباها وتولى رعايتها هو وزوجته - وكأنها ابنتهما الراحلة وجعلها الوصية عليها ,وتساءلت بعدها هل من الأفضل ابعادها عن أقاربها الأثرياء وحرمانها من التمتع بثروة تغنيها الى يوم الدين وتكفل لها حياة الرغد , ولكنها خشيت افتضاح أمرها ولم يشك أحد فى نسبها لوجدى حيث كانت تشبهه لدرجة مذهلة ومن يراهما سويا لا يشك ولو مثقال ذرة بأنهما والد وابنته , وهذا يعود لقرابته لها فهما يحملان فصيلة دم واحدة وهى نادرة,والآن اتصلت بها صديقتها المفضلة والتى كانت لا تفترق عنها فى الماضى لتطلب منها اللقاء لأمر ضرورى, كانت تخشى من مواجهتها لها فهى بالتأكيد لم تنس الماضى ولا أحداثه المريرة التى تركت مذاقا لاذعا فى نفسها لا يمكن تجاهله,ولم تستطع رفض هذه المقابلة فهى تعلم بأنها آتية لا ريب فيها فما الفائدة من ارجائها لما بعد , فكما يقال وقوع البلاء ولا انتظاره , وهل يوجد ابتلاء أشد من هذا ؟
كانت جالسة فى صالة منزلها تسترجع شريط حياتها وأحلى أيام عمرها التى قضتها مع رفيق عمرها الراحل وذكريات ابنها الذى صار رجلا والابنة اليتيمة التى ترعرعت فى كنفها بعد موت والديها بالتبنى,وبالرغم من المناوشات التى كانت تنشأ بين لبنى وبين ابنها حسام الا أنهما كانا يتصالحان بعدها لتعود المياه الى مجاريها وهى لا تنكر رغبتها فى عدم زواجه منها حيث أنها شعرت بميل طفيف فى تصرفاته نحوها فوأدت هذه المشاعر الوليدة فى مهدها حتى لا تطالهما المشكلات فيما بعد , يكفيها ما نال أختها مهجة من جراء زواجها من وجدى الشرقاوى , ان مجرد انتمائه ولو اسميا لهذه العائلة ذات النفوذ القوى كان شيئا مرعبا لها , فقد نجح أبوه السيد عبد العظيم فى منع استقراره بأى مكان ولا بأى وظيفة فصار كالرحالة هو وزوجته ولبنى لا يبقون بمكان واحد أكثر من شهرين أو على أقصى تقدير ثلاثة أشهر فقرروا السفر الى محافظة أخرى وقد استقر الثلاثة مدة لا بأس بها فى الاسكندرية حتى صارت الحادثة الأليمة التى تركت أثرا غائرا فى نفسية البنت المراهقة لفقدانها مصدر الوحيد للأمن والأمان وهى وحيدة بهذه الحياة محرومة من اهتمام عائلتها ومن حنان أبويها, فكان من المنطقى أن تستقر لدى خالتها ولم يكن معروفا لأيا كان أنها ليست ابنة أختها حتى ابنها حسام كان مقتنعا بأنها قريبتهم فقد كتمت هى السر وكان كالشوكة فى ظهرها تخزها من حين لآخر غير قادرة على التحمل وتريد الفضفضة لعلها تريح قلبها المثقل بالأحزان.
اعترفت للبنى بهذا السر يوم قررت الفتاة الذهاب الى عائلتها للاستقرار فى منزلهم , وقد خشيت عليها من هناء بالذات لا بد أنها تكرهها لأنها تذكرها بزوجها الذى نبذها وفضّل عليها مهجة ,وها هى هناء تود المجئ لرؤيتها بعد كل هذه السنوات وقد ظنت أنها نسيتها مع بعد المسافات وانقطاع سبل الاتصال بينهما ولا تعرف كيف حصلت على رقم هاتفها المحمول , لا فائدة من محاولة التخمين لسبب الزيارة , كلها دقائق قليلة وتتشرف بمعرفة الغرض من هذا اللقاء.
ارتعدت فرائصها وهى تستمع لرنين جرس الباب المتواصل بقوة , والذى ينبئ بقدوم الزائرة فى موعدها بالضبط , وترددت لبرهة قبل أن ترى أنه لا جدوى من الادعاء بعدم تواجدها أو محاولة تجاهل الرنين المزعج والذى أقلق راحتها وأخرجها من ذكرياتها المتدفقة لتواجه واقعا لا مفر منه , ما جدوى الاختباء فى قوقعة من وهم ؟ لتذهب وتواجه القادمة بثبات.
كان اللقاء غريبا , سيدتان متقاربتان فى العمر وقفتا الواحدة أمام الأخرى تتأمل آثار الزمان على الوجوه وعلى المشاعر المتبادلة , رحبت بها مديحة بعد أن أفسحت لها المجال لدخول منزلها وقد اعتادت على زيارتها له بالماضى ولم تنس هناء تفاصيله المختزنة بذاكرتها الحديدية , كل شئ فى مكانه لم تمتد اليه يد التغيير وهى تعرف عمق تعلق صديقتها بكل ما تملكه وكانت تدعوها بالمتملكة العتيدة لأنها ترفض مذهب التجديد ما دامت الأشياء على حالة جيدة ولم يصبها أى ضرر , واتخذت لنفسها مقعدا منفردا حيث تستطيع مواجهة المرأة التى كانت ذات يوم من أقرب الناس الى قلبها , حيث كانتا زميلتين منذ أيام الدراسة وحتى دخول الجامعة وكانت وقتها قد تزوجت من ابن عمها ولم يمنعها من استكمال دراستها وقد كانت بغنى عنها فهى تمتلك مالا يكفيها العمر , بينما أصرت على مواصلة تحصيلها العلمى فكان هذا هو قرارها الوحيد الذى نبع عن تصميم شخصى بعد أن تخلت عن حقها الأصيل فى اتخاذ القرارات منذ صار عمها مسؤولا رسميا عنها وعن أخيها ,واستسلمت بيأس له وهو يرسم مستقبلها بأصابعه القوية ويحركها كالدمية الخشبية بخيوط حريرية كانت أشد قسوة من القيود الفولاذية , تنهدت بعد أن صار الماضى ورائها ولا سبيل للعودة اليه لتغيير ما جرى.
الا أن القدر أبى الا أن يعلنها حربا على صداقتهما الوطيدة وينتصر بمعركته ضدهما وهى لا تلومها فقد كانت على حق وقت أن قطعت علاقتها بها فلا توجد واحدة تتحمل أن تصادق امرأة تزوجت شقيقتها بزوجها حتى ولو كانا شبه منفصلين قبل لقائه بها , كانت مهجة شقيقتها هى السبب فى التفرقة بينها وبين صديقة عمرها هناء .
-مرحبا بك يا هناء فى بيتى , مضى وقت طويل منذ آخر مرة رأيتك فيها.
قالتها مديجة بصوت مرحب وهى تحاول أن تبتسم ببشاشة فى وجه ضيفتها الغير مرغوب بوجودها.
-مرحبا يا مديحة,نعم مضى أكثر من خمسة وعشرين عاما.
كان صوتها باردا كالثلج يتسلل الى العظام يؤلمها ببرودته, وشعرت مديحة بتجمد الهواء الفاصل بينهما فأرادت الانتهاء من هذا الأمر بسرعة حتى تستطيع التقاط أنفاسها بحرية.
-لا أظن أنك أتيت لاسترجاع ذكريات الماضى.
تعجبت هناء من سخرية مديحة فلم تعهدها شخصية قادرة على جرح مشاعر أى انسان , كانت دوما البلسم الشافى لجراحها والصديقة التى تأمن معها على سرها , فما الذى غيّرها هكذا ؟ وفكرت أنها قد تغيرت أيضا وصارت لا تعرف نفسها حتى وهى تنظر الى المرآة تشعر بأنها ترى مجرد انعكاس لصورة امرأة غريبة كليا عنها , وبدأت تحاول الدخول الى صلب الموضوع فشبكت يديها فى أحضانها وهى تشعر بتوتر بالغ وقالت بصوت جاهدت لتخرجه قويا ثابتا:
-أنت تعرفين أن لبنى قد جاءت لتستقر معنا فى منزل العائلة .. وفى البداية .. كانت كل شئ طبيعى , الى أن حدثتنى اليوم بأمر غريب , ولا أدرى هل أصدقها أم لا ؟
تسللت الحيرة الى مديحة وهى تتساءل يا ترى يا لبنى ماذا فعلتى ؟ وأى تهور قمتى به ؟
سألتها مديحة وقد أثار انتباهها هذا الحديث:
-ما الذى دار بينكما ؟أرجوك لا تخفى عنى شيئا.
-لقد أتيت لسؤالك ...
تريثت لخمسة ثوانى ثم أكملت مباشرة بدون تردد:
-هل لبنى حقا متبناة ؟ أليست ابنة وجدى ... ومهجة ؟
أسقط فى يدها وشعرت بالدنيا تدور من حولها وبأن أثاث بيتها يطبق عليها من كل جهة ,لا يمكن أن تتصور أن جرأة لبنى وتهورها قد أوصلاها لهذا المدى البعيد ,وخطرت ببالها فكرة ربما كانت هناء تكذب وربما عرفت بالأمر من شخص آخر غير لبنى , وجاءت لتوقع بها وهى ساذجة تصدق أيا كان فهاجمتها بقوة:
-ما هذا الكلام الفارغ؟ انها ابنتهما رسميا, ويوجد لدى كافة الأوراق المطلوبة وقد اطلع عليها محاميكم .. ماذا كان اسمه .. آه اسمه مجدى العمراوى , أليس هذا هو اسمه؟
كانت تحاول حماية صغيرتها كأنها قطة تدافع عن ابنتها ومستعدة للنيل ممن يحاول أذيتها,قاطعت هناء ثورتها المتشددة:
-انها لبنى بنفسها من أخبرتنى بأنها ليست ابنة وجدى الحقيقية .. وطالبتنى بالتحالف معها من أجل الانتقام من العائلة التى ظلمتها وظلمت أمها , ولكنها لم تخبرنى من هم والديها الحقيقيين , هل تعرفين بشأنهما ؟
حسنا,يمكن للمتهورة التى تعرفها أن تقوم بعمل غبى كهذا وتحرق أوراقها فى أول أيامها بالفيلا , لقد أخبرتها من قبل بأنها تنوى الانتقام لأمها الحقيقية والأم الأخرى التى ربتها , وأنه لن يغمض لها جفن قبل أن يدفعوا الثمن غاليا.
ولكنها لم تطلع لبنى على اسم والدها واكتفت باخبارها بأنه ينتمى لعائلة الشرقاوية لذلك اعتنى بها وجدى لأنها تعد قريبته , ولهذا فهى متأكدة بأن هناء لا تدرك بعد عمق الصلة بينها وبين لبنى , واذا أرادت التأكد من حمايتها لها فعليها أن تعترف بالأصعب ولتواجه القدر فهى تشعر بثقل هذا السر على قلبها وتريد البوح به لأقرب شخص ومن أفضل لتشاركه حملها من صديقتها القديمة, أغمضت عينيها وكأنها تحاول استجماع شتات نفسها المبعثرة حين سمعت صوت هناء يستحثها بأمل:
-ألا تعرفين حقا من هم والديها ؟ أؤكد لك أننى لا أتمنى لها الأذى , كل ما يجعلنى أتكدر لرؤيتها أمامى أنها تذكرنى بوجدى حيث أنها تحمل ذات العينين ببريقهما اللامع وتشبهه فى الكثير من الملامح , كنت أعتقد بأننى قد نسيته وكرهته مع الوقت , الا أن صارت الحادثة وعلمت بنبأ وفاته , يومها لم أتمالك نفسى من البكاء والانهيار الذى أصابنى بعدها أكد لى أن مشاعرى نحوه لم تكن كراهية أبدا , ظللت أحبه حتى النهاية بالرغم من هجره لى وزواجه من شقيقتك , ظل زوجى حتى وفاته , هل تعرفين ... كان يمكن أن أطلب منه الطلاق بسهولة وكان سيوافق غير نادم على شئ الا أننى لم أجرؤ على الانسلاخ عن هويته .. تمنيت أن أظل حاملة لاسمه الى يوم تصل نفسى الى بارئها.
وأجهشت بالبكاء المرير وأخذت تشهق بقوة من بين دموعها المنهمرة كالأمطار الصيفية تتسابق لتصل الى خديها الجميلين حاملة معها لون كحلها الأزرق الذى زينت به عينيها, فأثارت التعاطف نحوها فى نفس مديحة وقامت لتربت عليها وتأخذها فى حضنها كما كانتا تفعلان فى الماضى , وكانت هناء فى البداية منكمشة على نفسها لا تتحرك ثم تباطأت ذراعاها وهى تلفهما لتحتضن الصديقة المخلصة التى كانت لها دوما السند فى الأوقات العصيبة.
ابتعدت عنها مديحة قليلا لتنظر الى عينيها الدامعتين وتحاول مواساتها فأبدت استعداد لتقبل هذه المشاعر الودية المتنامية نحوها:
-اسمعى يا هناء , لقد صدقتك لبنى الحديث ولم تكذب أبدا.
برقت عينا هناء بلمعان خاص وهى تستنجد بمديحة لتطلق رصاصة الرحمة التى تنتظرها:
-هل هى حقا ابنة ناجى؟
صدمت مديحة بما قالته صديقتها فكيف خمنت باسم والد لبنى , وهى لم تعترف به للفتاة الشابة , وجاء الدور عليها لتسألها باهتمام:
-هل لبنى من أخبرتك بهذا الاسم ؟
أومأت هناء برأسها ايجابا ثم قالت بارتعاش:
-ظننتها لعبة منها , وقد اعتقدت بأنها تحاول مضايقتى الا أنها كانت تتكلم بثبات ...ولكنها لم تعترف باسم والدتها , فعادت الشكوك لتساورنى بمرادها.
-انها ابنة ناجى ... أخيك , ولكننى لا أعرف حقا من هى والدتها, ربما وجدى كان يعرف.
-هل ... هل وجدى كان يعرف بأنها ابنة ناجى ؟
-طبعا , لقد قام بالعناية بها بسبب قرابتها له ولأخيك ,وأعتقد كرما لك أيضا.
أدركت هناء أنه لم يفعل هذا كرما لها أو لأخيها , ولكنه كان يقوم بواجبه تجاه ابنة أخته , وعادت لتتذكر بأن مسألة الزواج بين أخيها وفريال كانت سرية فلم يعرف بها الا القليلون حتى ابنها كريم وأبناء عمومته لا يدركون أن عمتهم كانت متزوجة من ابن عمها وأنها فقدت طفلتها الرضيعة قبل خمسة وعشرين عاما.
-حسنا,هذا يفسر الأمر تماما,ولكن هل توجد أوراق رسمية تثبت هذا النسب؟
ساورت مديحة الشكوك حول رغبتها فى الاطلاع على هذه الأوراق التى لا تملكها للأسف , ولكنها حاولت مسايرتها حتى تعرف بنيتها الحقيقية:
-هل تريدين انكار هذا النسب ؟
-لا , ولكن ما يذهلنى أنه باعترافها هذا تكون غير مستحقة للميراث , فلماذا أرادت أن تلعب هذا الدور الصعب؟
اذا علم الآخرون بهذا وخاصة سيف ورفيق سيكون كارثة بكل المعايير , ولن يرحمها أيا منهما , بل أعتقد أنهما سيقومان بطردها من البيت.
خبطت مديحة على صدرها براحة يدها وهى تشهق بفزع:
-أليست ابنة أخيك ؟ أليس لها الحق بالتواجد فى ذات المنزل؟
-بل لن تصدقى , بهذا سيكون لها النصيب الأوفر من الميراث , فعندما اختفى أخى واستصدر عمى شهادة وفاة له كان متيقنا بأنه لا وريث له على قيد الحياة , وهذا الاكتشاف سيسجل ضربة لهم , ضربة قاصمة حقا.
كانت تحدث نفسها أكثر مما توجه الحديث لمديحة وقد خشيت هى من تلاعبهم بمصير لؤلؤتها الجميلة , كل واحد له أغراضه الخاصة ويريد استغلالها فيها , وما يهمهم من مشاعرها ؟ لم يعد باستطاعتها حمايتها من غدر الزمان , وتمنت لو كان وجدى ما زال على قيد الحياة ليتولى الدفاع عنها كما أخذ دائما على عاتقه , لم يكن من النوع الذى يتخلى عن مسؤولياته , وآه من لو !
-اسمعى يا مديحة , أرجوك اذا ما وقع تحت يديك أى اثبات لما أخبرتنى به أن تبلغينى , ألم يترك وجدى وسط أوراقه أى شئ يمكن أن يساعدنا؟
هزت رأسها نفيا, وهى موقنة بأنه لم يعترف لها بالأمر من أجل الميراث ولكنها محاولة منه فى مشاركتها للسر حتى لا يدفن بموته,وحتى تعلمها به وقت اللزوم.
-لا لم يترك شيئا وراءه , أقسم لك أنه لو كان لدى ورقة واحدة كنت سلمتها للبنى.
ابتسمت هناء بالرغم من أحزانها :
-انها ليست لبنى ... هى أميرة ... أميرة الشرقاوية.
قالتها بغموض وودعت صديقتها وانصرفت بهدوء تاركة مديحة تتخبط فى حيرتها التى ازدادت الى حد مرعب.
***************