لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-18, 09:19 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

عندما توجهت لبنى مع رفيق بسيارته الى الشركة حيث عرض عليها أن تشاهد كيف يعملون فربما تتعلم شيئا تملأ به وقت فراغها لعدم اعتيادها على حياة الكسل والرفاهية المبالغ فيها , فقد تأثرت كثيرا عندما وجدت أنه حتى كوب الماء تستطيع طلب احضاره من الخادمة المسكينة التى تقف طوال اليوم على قدميها لتتلقى الأوامر من كل فرد بالمنزل وتعمل كالنحلة بنشاط منذ الصباح الباكر وحتى نهاية اليوم حين تدق الساعة معلنة انتصاف الليل , وهى التى اعتادت أن تساعد خالتها فى كل عمل منزلى ولو بسيط حتى تخفف عنها من الأعباء ولم تتوانى يوما عن تحمل المسئولية.
طرأ عليها أن تسأله عما يشغل بالها:
-هل نحن ذاهبان مباشرة الى الشركة؟
أجابها رفيق بدون أن يرفع عينيه عن ملاحظة الطريق:
-بالتأكيد
-هل هذا هو الطريق اليها؟
-هل تريدين الذهاب الى مكان معين فى الساعة التاسعة صباحا ؟
-لا ,ليس هذا ما عنيته , كنت أتساءل عن الطريق فقط ,لا شئ.
وسكتت كأنها تحاول أن تخفى انفعالاتها الداخلية ومترددة من مصارحته بالحقيقة.
-ماذا هناك يا أميرة العائلة ؟ هل تخشين أن أختطفك مثلا؟
وضيّق عينيه قليلا ليعاكسها فازدادت سرعة ضربات قلبها كلما ينظر لها بمثل هذه الطريقة التى آلفتها بسرعة وحركت أطيافا من الماضى , كانت على يقين من أنه يحاول اخافتها فقط ولا يأخذ الأمر محمل الجد , وتأكدت من أن مخططها سوف يسير باتجاهه الصحيح حتى النهاية, لقد بدأت بالتنفيذ الفعلى هذا الصباح.
-لا أعتقد أنك تفعل ذلك , كما أنك قد أخبرتنى بأنك مشغول بالعمل.
قالتها وهى غير مقتنعة باجابتها الواثقة وكأنما تحاول أن تبث الطمأنينة فى نفسها
-من يدرى ؟ ربما أغير رأيى فى وقت لاحق فالفكرة تروقنى, وسوف أعيد النظر فى مسألة العمل
ثم أضاف بخبث:
-يمكن للعمل أن ينتظر حتى ... ننهى هذه المسألة بيننا.
-أى مسألة؟
-أظنك تدركين جيدا ما يجرى بيننا , هذا الانجذاب اللا ارادى الذى يشتد كلما حاولنا مقاومته.
كانت تدرك أن ما يقوله به بعضا من الصحة على الأقل بالنسبة لها , أما عن مشاعره هو فهى غير أكيدة من أى شئ بخصوصها.
-أعتقد أنك تبالغ قليلا , فعندما رأيتنى أول مرة لم تكن تطيقنى.
-هل هذا هو اعتقادك؟
-كما أنك أسميتنى بالقطة الشاردة , ألا تذكر؟
بدا عليه الانزعاج ولكنه نجح فى اخفائه بسرعة قياسية ليحل محله تعبيرا غامضا وهو يجيبها:
-أنت بالفعل تشبهين القطة , لا أنكر هذا بعينيك البنيتين الواسعتين اللتين تنظران لى بخوف ووجل الآن كقطة حبيسة ,ولكن هل حقا أطلقت عليك هذا اللقب فى أول لقاء بيننا؟
ألقى سؤاله الأخير وتركه معلقا فى الهواء الذى أصبح مشحونا بالتوتر المتصاعد بينهما فقد كان وراء كلماته نظرات أثارت شجنا واضحا لدى لبنى وتساءلت فى نفسها : هل يستحق ما تشعر به أن يجعلها تتراجع عما تخطط له ؟
-ها قد وصلنا ... يا حلوتى
لماذا يصر على تدليلها بهذه الطريقة المباشرة وكأنه حق أصيل لديه!
بينما يتجاهلها كليا عندما يراقبهما الآخرون وكأنما يراها لأول مرة.
-هل كريم وسيف متواجدان بالشركة؟
-طبعا , فكل فرد فى العائلة يشغل منصبا بالشركة ويتولى جزءا من الأعمال
-تترك لهما الفتات ,أما أنت ... فتتولى كل شئ ألست الريّس؟
تمنت لو قطع لسانها قبل أن تزل بهذه الكلمات الوقحة التى تلمّح الى استيلائه على الادارة وكأنه لا حق له بذلك.
-بدأت تسنين لسانك الحاد بمهارة , أهنئك على ذكائك الخارق فى الاستنتاج.
كانت تلوم نفسها ,فبهذه الطريقة لن تستطيع أن تتقرب منه أكثر اذا استمرت تقذفه بكلماتها الملتهبة ككرات نار مشتعلة وربما يعيد النظر الى مرافقتها له , وليس عليها الا أن تندم بعد ذلك على تسرّعها.




 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 21-10-18, 09:20 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



أخذت ريم تذرع غرفتها ايابا وذهابا وهى قلقة كأنها قطة على نار فما الذى قصده رفيق بقوله : أن لبنى ستظل أمام ناظريه فى العمل , ولماذا تستلم هى منصبا بالشركة بالرغم من حداثة عهدها بهذا النوع من الأعمال بينما هى أخته , شقيقته الوحيدة تظل جالسة فى البيت تتسكع طوال النهار تشاهد أفلاما سخيفة وتقضى وقتها بملل وضيق , فقد حاولت أكثر من مرة أن تقنع والدها بأن تعمل معهم كأبناء عمومتها ولكنه كان دائما ما ينصت لرأى رفيق بأفضلية بقائها بعيدا عن مجال ادارة العمل حتى لا تعرض نفسها للارهاق والمضايقات بدون سبب , كانت راضخة وقانعة بأن توافقهم على مضض , والآن لقد تغيرت الظروف المحيطة بهم وقد رحب أخوها بمشاركة ابنة عمهما الوافدة جديدا للادارة وحتى ولو تولت عملا صغيرا فهذا يعد ضربة لها , وقد تضايقت قليلا بسبب اهتمام الجميع بها حتى سيف اللا مبالى والذى لا يحلو له أن يستفزها على الدوام أصبح حملا وديعا عندما يتحدث الى لبنى وصارت ابتسامته البلهاء تملأ وجهه عندما ينظر اليها, فما السر وراء تغير كلا من رفيق وسيف ؟
انها ستثير عاصفة هوجاء حول هذا الموضوع , وقررت أن تناقش والدها من جديد برغبتها فى الذهاب الى العمل بدلا من البقاء بدون أى فائدة ترجى منها , ولكن عليها أولا أن تعرف كيف ستفاتحه وبأية طريقة ستلمح الى رغبتها بالمساواة بابنة عمها وهما تبلغان ذات العمر كما أنها خريجة جامعية مثلها , اضافة الى أنها تعد من الورثة الشرعيين حتى ولو بعد عمر طويل , حقيقة هى لا تسعى الى المال ولا تهتم به مثقال ذرة , الذى يكدرها أنها ظلت مقتنعة بابتعادها عن سوق العمل بناءا على نصيحة أخيها الذى يفضل طبعا أن تظل الفتاة حبيسة منزل أبيها وحتى تتزوج لتغير مكان السجن ليصبح بيت زوجها , وهى رافضة للزواج حتى هذا اليوم لم تجد من يقلب كيانها رأسا على عقب لن تكتفى بحب هادئ وشخص طيب يعاملها بلين ورفق , انها تعشق الاثارة وتحب أن تقضى كل يوم من حياتها برفقة شخص قوى الشكيمة يحب المغامرة ولا يخشى أن يخاطر فى سبيل ارضائها ويجعل كل يوم من حياتهما المشتركة ذكرى لا تٌنسى.
فيما هى تتآكل من الغيظ ولا تقوى على الانتظار حتى تتخذ خطوة نحو تنفيذ مرادها , وجدت هاتفها المحمول يرن بانتظام النغمة التى لا تميز اسم المتصل وصدق حدسها فكان رقما مجهولا غير مسجّل لديها , كادت أن تتجاهل هذا الاتصال ولكن شيئا غامضا دفعها للرد:
( آلو ...)
( آلو ... الآنسة ريم ؟ )
استغربت الفتاة من الشخص الذى يحدثها فيبدو أنه لا يعرفها وانما يستفسر عن هويتها , وكادت أن ترد بأنها هى الا أن الحذر قد تمكن من تهورها فى آخر لحظة فأجابت بثقة وقوة:
-أنا لست الآنسة ريم , أنا خادمتها وهى ليست موجودة , من المتحدث ؟
-صديق ,هل هى بالخارج؟
-نعم , لقد نسيت هاتفها , ما هو الاسم الذى أخبرها به عندما تعود
تردد الصوت قليلا وكأن صاحبه يفكر فيما يقوله:
-لا يهم , سأعاود الاتصال فى وقت لاحق
وأغلق الخط وقد وقفت ريم مشدوهة تفكر فى غرابة ما حدث , هذا اتصال يثير بداخلها الريبة فهذا الشخص ليس صديق كما يدعى والا لكان رقمه محفوظا على ذاكرة هاتفها أو على الأقل كانت تعرفت على نبرة صوته , ولكنه من يكون ؟
بالرغم من توتر الموقف الا أنه أضاف ليومها بريقا خاصا من الاثارة التى تعشقها فقد صار لديها ما يشغلها لتتعرف على صاحب الصوت المميز ذى الرنة الجميلة , وقامت بنقل رقم هاتفه على ورقة بيضاء صغيرة فى مفكرتها الصغيرة التى تحملها على الدوام تسجل بها مواعيد عرض الأفلام والبرامج المميزة لها , وقررت الاستعانة بسماح فى مساعدتها على تضليل هذا الشخص وكانت متحمسة للغاية وهى تقفز على درجات السلم هابطة الى القاعة السفلية وتوجهت نحو المطبخ حيث يتواجد كلا من الطباخ ( عم مصيلحى ) والذى يخدم العائلة منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما , كما أن له مساعدا صغيرا فى السن يأتى أحيانا ليمد له يد العون فكانت مهمته شاقة لخدمة عائلة مكونة من هذا العدد الكبير من الأفراد , وكانت سماح أحيانا تحدثها عن دماثة خلقه وطيبة قلبه فتكهنت على الفور بأن قلب الفتاة يميل له وكان اسمه ( سعد ) يبلغ حوالى السادسة والعشرين من عمره قمحى اللون نحيل له هيئة تذكرك بشكرى سرحان وقت أن كان الفتى الأول بملامحه المصرية الأصيلة .
كان العمل فى المطبخ الكبير يجرى على قدم وساق , اذا جاز التعبير لأنه يشبه ملعبا صغيرا فى اتساعه ويشتمل على جميع الأجهزة الكهربية الحديثة التى تساعد على منح الرفاهية لمن يطهو بهذا المكان كما أنه مقسم بطريقة عبقرية ليتسع لهذا الكم الهائل من الأغراض التى تحتل معظمه من طاولات ومقاعد وأحواض وخزائن , باختصار كان حلم كل سيدة منزل أن تمتلك واحدا مثله .
وجدت ريم ضالتها المنشودة وهى مشغولة بتجهيز الأطباق الخزفية فوق منضدة منعزلة جزئيا عن بقية المطبخ وهى تبتسم بخفة لنكتة ألقاها المساعد الصغير وهو يقطّع شرائح الخضروات الى قطع صغيرة بمهارة فائفة وسرعة قياسية وهو يتكلم بذات الوقت بدون أن يهمل عمله , الا أن عم (مصيلحى ) لم يعجبه الحال فبدأ بالتذمر والقاء العظات عليه طالبا منه الالتفات لعمله وترك المزاح جانبا لحين الانتهاء مما بين يديه.
كما أنه قد زجر ( سماح ) بصوت أهدأ قليلا ناعتا اياها بالكسولة , مما جعلها تبدى امتعاضها من هذه الاهانة التى وجهت اليها فى وجود ( سعد ) , وفجأة التفتت الى الباب حيث كانت ( ريم ) واقفة تراقب الموقف بتسلية وهى تشعر بأنهم على الرغم من ارهاق أعمالهم وطول يومهم فقلوبهم صافية وخالية من الهم الذى يحلّق فى سماء العائلة الثرية التى تعد واحدة من أعرق العائلات بمصر وأشهرها على الاطلاق , فيما تشعر هى بتعاسة غير محدودة لأنها لا تملك قرار العمل مثل ( سماح ) وهى مدركة تماما أن الخادمة مضطرة لهذا حتى تساعد اخوتها الصغار على المعيشة فهى تعد العائل الأساسى لهم بعد وفاة أبيها والذى كان يعمل ساعيا فى واحدة من شركات العائلة قبل أن يصاب بمرض عضال ويتوفاه الله تاركا ثلاثة أبناء غير سماح الابنة الكبرى,وشهقت الفتاة برعب:
-آنسة ريم ؟ هل من خدمة أؤديها لك ؟ نحن آسفون ان أزعجناك بأصواتنا المرتفعة.
وهرعت نحوها بخوف من أن تكون قد ألمّت بما حدث منذ دقائق قليلة , فهدّأت ريم من روعها وقالت مستبشرة:
-لا يوجد ما يسئ فى المزاح فهذا ينشر جوا من البهجة بداخل المطبخ وأنت تعملون طوال النهار , لماذا لا تعطيهما فترة من الراحة يا عم ( مصيلحى ) ؟
استطاع الرجل العجوز أن يستدير بخفة على الرغم من بدانته الواضحة ليجيب على استفسار سيدته قبل أن يعلن بصوت جهورى تميز به:
-أنهما بطيئان جدا فى العمل , الى جانب الثرثرة التى لا يملان منها فاذا أعطيتهما فترة للراحة فلن ينجزا ما هو مطلوب منهما ولو بعد أسبوع
تأففت سماح داخليا من تسلّط هذا الرجل ولكنها تحبه وتحترمه فهو من داخله شخص لطيف ومحب للعمل ويكره مخالفة أوامره فهو يعتبر نفسه سيد المطبخ , الذى لا يُقهر , فكانت دائما ما تشاكسه بمماطلة طلباته التى لا تنتهى , وشكرت ريم فى سرها على دفاعها عنهما أمام جبروته.
-لن يتأثر سير العمل من ربع ساعة يرتاحان فيها , بل هذا سيجدد نشاطهما ويعينهما على استكمال المطلوب بسرعة أكبر , هيا يا عم ( مصيلحى ) لا تكن متزمتا هكذا.
أمام اصرار ريم لم يجد بدا من أن يلتزم مصيلحى باعطائهما فترة راحة قصيرة جدا على ألا يغيبا طويلا وقد حذرهما من العقاب اذا تأخرا دقيقة واحدة عن الساعة الثانية, فشكرتها ريم على رأفتها بحالهما وأمسكت بسعد من ذراعه تدفعه الى الخارج حيث يتنفسان بعيدا عن جو المطبخ الخانق على الرغم من جودة تهويته الا أن يظل كالسجن بالنسبة لمن يعمل به.
وجدت ريم أن هذه فرصتها لتفاتح سماح فيما تريده منها وأخذتها الى جانب قصىّ من الحديقة المجاورة لباب المطبخ الخارجى , ثم بدأت تلقى عليها تفاصيل خطتها المدبرة بعناية حتى اتسعت عينا الفتاة بتفهم وذكاء وهى تنصت بامعان لسيدتها الصغيرة ولم تجرؤ على مجادلتها ولو بكلمة واحدة , فهى صاحبة فضل عليها وان طلبت منها القفز الى البحر وهى بكامل ملابسها فلسوف تنفذ بدون مناقشة.





 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 21-10-18, 09:22 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 




استقبل كريم أخته لبنى بترحاب شديد عندما رآها تتجه نحو غرفة المدير التنفيذى الذى يحتل رفيق منصبه هذا بجدارة , أما هى فقد ترددت قليلا قبل أن تنحنى على أذنه بهمسات قليلة تطالبه بمحاولة الانفراد به بعيدا فتفهم طلبها وقد سبق أن ألمحت لهذا عندما كانا بالبيت فقال لرفيق الذى كان كالجبل الذى لا تلين ملامحه ولا قليلا:
-بعد اذنك يا رفيق سأصطحب لبنى فى جولة بالشركة؟
ارتفع حاجبا رفيق وكأنه يدرس هذا الطلب المفاجئ وبدا للحظة أن سيبدى اعتراضا ثم تراجع فأومأ برأسه وقال بصوت خشن:
-لا بأس , ولكن لا ترهقها كثيرا.
اضطربت لبنى لدى سماعها لهجة رفيق المتصلبة ودق قلبها بسرعة عندما رأت اهتمامه بها.
ضحك كريم وابتعد قليلا عنها ليسمح لها بالمرور أمامه برشاقة:
-لا تقلق , فلبنى بالنهاية أختى ولن يخاف عليها أحد أكثر منى.
كان فى لهجته شئ من التحدى الخفى وكأنه لم يعجبه نصيحة ابن عمه للعناية بها.
ضاقت عينا رفيق بينما أخذ طريقه الى مكتبه رافضا أن يواجه كريم بحدة لكنه استوقفهما ثانية:
-ولكن لا تنس عليكما أن تحضرا الى مكتبى فى غضون ساعة, حتى نتناقش فيما يخص العمل.
-طلباتك أوامر أيها الريّس.
وتأبّط ذراع لبنى بمحبة وقادها نحو الطريق, بينما سار رفيق الى مكتبه فألقى التحية ببرود على سكرتيرته الحسناء التى ما أن لمحته حتى هبّت واقفة ترد التحية:
-سيد رفيق , سأوافيك حالا بالبرقيات المستعجلة.
ولكنه استوقفها بحركة من يديه وقال بحدة:
-ليس الآن يا هديل , فقط أسرعى بطلب قهوتى ولا تتأخرى ثانية واحدة.
التزمت السكرتيرة بأمر مديرها وقد استعجبت من حدة مزاجه فى هذا الوقت المبكر من اليوم , فليس من عادته أبدا أن يمنعها من اللحاق به الى داخل غرفته , وتساءلت يا ترى ما الذى عكّر مزاجه وجعله عصبيا؟



 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 21-10-18, 09:24 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 




ما أن ابتعدا عن مرمى بصر الرجل الصعب , حتى تملصت لبنى من ذراع كريم المسيطر وانتزعت نفسها بقوة جعلته يتساءل عن السبب , فربتت على كتفه مهدئة , فكريم يتعامل معها بألفة طبيعية:
-ستعرف فى القريب العاجل , ولكن هل يوجد هنا مكانا آمنا نستطيع التحدث فيه بدون أن يتلصص أحد؟
-أكيد , بمكتبى لا يوجد سوى سكرتيرة وهى بغرفة منفصلة فاذا أغلقنا الباب لن يصبح هناك مجالا للخطأ .
- حسنا , هيا بنا , فلنسرع اذن.
وتركته يقودها مجددا وبذهنه عشرات الاسئلة التى تدور وتدور حتى تكاد تعصف برأسه وعلى الرغم من قلقه الا أن لهفته كانت الأقوى فهو يتمنى أن يعرف سر هذه الأخت العجيبة وما الذى تخفيه ولا تريد أن يسمعه أحد سواهما.
دلفا الى مكتبه فوجدت فتاة جميلة ورشيقة تجلس خلف المكتب الزجاجى الأنيق تقوم بعملها على أكمل وجه وما أن رأتهما حتى وقفت وابتسمت بدبلوماسية وهر تلقى عليها التحية:
-مرحبا يا سيدتى.
قام كريم بتجاهل التعريف بينهما تاركا السكرتيرة تغرق فى دوامة الحيرة حول الصلة التى تربطهما , فهذه هى المرة الأولى التى تجد فيها مديرها يصطحب فتاة غريبة الى مكتبه ,أنه دائما منكب على العمل حتى يخيّل لها أنه لا يتعاطى أى نوع من المرح فى حياته.
-لا تجعلى أحدا يقاطعنا يا مها أيا كان الأمر مستعجلا.
أشارت له بالايجاب وهى تعود لتكمل ما بدأته قبل دخولهما الدرامىّ عليها.
تقدمته لبنى الى الداخل بينما تبعها وهو يغلق باب مكتبه الجرار باحكام , ثم يشير لها بأن تجلس على مقعد جلدى قريب من مكتبه الشخصى.
جالت لبنى ببصرها فى أنحاء الغرفة وهى تتأمل كل تفاصيلها الدقيقة والأثاث المكتبى الحديث المفروش بتصميم ذكى وقد أخذت وقتا لتعتاد على هذا الجو من الثراء الفاحش الذى يغمر النفس بالرهبة , فلأجل أشياء كهذه ظٌلمت والدتها , من أجل الميراث , من أجل المال , ألا لعنة الله على المال!
اتخذ كريم مجلسه خلف المكتب وهو يحاول الاسترخاء بلا فائدة فكانت أعصابه متوترة وكل عضلاته مشدودة ينتظر ما سوف تتفوّه به هذه الفتاة الجميلة والتى تشبه والده كثيرا , ولكن يوجد شئ غامض يسيطر على تصرفاتها منذ أن التقاها للمرة الأولى عندما انتقلت للمعيشة فى منزل العائلة الكبير ,ولم يستطع تفسير ازدواجية شعوره نحوها , فتارة يشعر بمحبة لها , وفى لحظة أخرى يتوجس منها.
كانت هى مدركة لانتظاره الصامت ولك تكن تقوى على المماطلة لوقت أكثر بالرغم من دقة ما ستقوله وما سيجعل حياتهما تتغير للأبد ولن يعود الأمر كسابقه الا أنه لا مفر من معرفة الحقيقة فشبكت اصابعها ببعضهما دلالة على شدة توترها مثله وازدردت لعابها بصوت خيّل اليها أنه مسموع:
-هل اتصلت بك والدتك اليوم ؟
ألقت عليه السؤال لتفتتح حوارها معه بصراحة نادرة الوجود فى زمن كهذا
فرك عينيه وأخذ يدّلك جبهته بطرف أصبعه وهو متحفز للرد:
-هل كل هذه الاحتياطات الأمنية المشددة ؟ وكل هذا التوتر من أجل سؤال تافه كهذا ؟
- لا . بالطبع , ولكننى أريد أن أعرف كيف سأبدأ , وهذا يتوقف على اجابتك لسؤالى ... التافه.
وشددت على كلمة ( التافه ) مما أوضح تبرمها من استنكاره الغاضب.
-لا , لم تكلمنى بعد , هل تريدين التحدث اليها وتأملين أن أفتح صفحة بينكما ؟
-لا , أخطأت الاستنتاج , حسنا فعلت والدتك فقد سبق وأن تحدثت اليها هذا الصباح ولا أحتاج لمساعدتك الا فيما أخطط له.
-ما تخططين له ؟ وما هو هذا الشئ ؟
-سأخبرك بكافة التفاصيل , فلنا كل الحق فى الانتقام ممن ظلمنا.
وسردت عليه ما جعله غير مصدقا وبذات الوقت كان مضطربا فما أخبرته به كان كالصاعقة التى وقعت على كيانه وهزته بعنف جعل الأرض تميد تحت قدميه ولولا أن كان جالسا على مقعده لوقع على الأرض منهارا.


 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 21-10-18, 09:32 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

انتهى الفصل الثامن


 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:09 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية