لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-18, 01:50 PM   المشاركة رقم: 161
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل الثلاثون والأخير ج3



حينما عادت مها أدراجها نحو منزلها المتهالك وصعدت درجات السلم لتصل الى شقتها الصغيرة , كادت أن تسقط مغشيّا عليها من هول المفاجأة التى وقعت على رأسها كالصاعقة ... فهكذا انتهى أمرها الى الطرد وكأنها حشرة لا قيمة لها ... أمسكت بين أصابعها بالشيك لتجرى عينيها فوق سطوره قبل أن ترفع حاجبيها اندهاشا فهذه هى المرة الأولى التى تقرأ بها المبلغ الذى قررت الشركة صرفه لتعويضها ... عدّت الأصفار أمام الرقم القابع فى سكون وحيدا ... خمسة ... أنه ليس مبلغا بسيطا , لقد تصوّرت أنهم سوف يسكتونها ببضعة آلاف أو على أقصى تقدير عشرة ,تنهدت بحرقة وهى تتساءل : لماذا يعطيها رفيق مثل هذا المبلغ ؟ هل استشعر مدى اجحافه بحقها لأنها كانت له طوال الأعوام الماضية نعم السكرتيرة فلم يشكُ منها مرة واحدة ولم يؤنبها الا مرة واحدة ... أنها تتذكرها كأنها بالأمس ... حينما طالبها باحضار هاتفا خلويا حديثا وأعطاها المواصفات المطلوبة دون أن يخبرها بأية تفاصيل سوى أنه هدية لشخص ما حتى لا تضيفه على حساب الشركة بل تضمه الى قائمة مصروفاته الشخصية وكانت لا تتأخر بأية خدمة له فامتثلت لأمره وقامت بلف العلبة الكرتونية بورق مفضض ملوّن ثم وضعت لمستها الخاصة النهائية بشريط من الساتان وقد خمّنت هوية المتلقى بأنها لا بد وأن تكون امرأة ,فلا يعقل أن يهدى شخصا مثل مديرها هدية كهذه الى رجل أو الى صديق ,حينما وقع بصره على الشكل النهائى انزعج بشدة ولكنه أخفى ضيقه ببراعة ثم اكتفى بتمتمة لا معنى لها ,ولكنه عاد فى اليوم التالى بوجه يفيض غضبا ليلقى على مسامعها أشد كلمات التأنيب قسوة واستفزازا كلما مرت الى جواره وكأنه يعاقبها على تصرف ما ,وقد أرجعت سلوكه هذا الى انشغال باله بكم المسؤوليات الهائلة الملقاة على عاتقه , ولشدة ذهولها فقد أحست بالاشفاق على حاله ... وحيدا فهو كان العازب العتيد بالعائلة وقد سار الرجلان الآخران على دربه ولأنه أكبرهم سنا ومركزا فكان بديهيا أن تحيطه الأنظار من كل جانب وهى بنفسها شهدت على مدى قوة جاذبيته وتأثيره على الجنس الآخر.
كان يطلق عليه فى ريعان شبابه الأول حينما استلم زمام العمل وهو بعد فى أوائل العشرينات من عمره لقب (( الفتى الذهبى )) ربما لأنه ينتمى لأكثر العائلات ثراءا ونفوذا ,وربما يعود ذلك لسبب آخر : ذكائه الحاد وقوة بصيرته اضافة الى شخصيته الفذة المعقدة ... أما كريم فهو نموذج للشخص المثالى بتصرفاته وطريقة ادارته للمواقف ... ثم سيف ... يا له من رجل ! رجل التناقضات ... يبدو ودودا ولطيفا ثم ينقلب بلمح البصر الى مخلوق شرس لا يأبه بأحد , للوهلة الأولى حينما استلمت وظيفتها بالشركة وكان لا بد أن تجرى مقابلة معه لاختبار مدى جاهزيتها للعمل لديهم كادت أن تهرب من حصار عينيه القوى فقد بدا لها أنه يراقبها بشكل مريب أثار القلق فى نفسها حينما توقف أمام اسمها الثلاثى وصارت أنفاسها حبيسة بصدرها لا تجرؤ على اخراجها حتى أخذ يسألها باستقصاء عن مؤهلاتها وخبراتها على ارغم من أنها قدمت كافة الأوراق المطلوبة والتى تحتوى على سيرتها الشخصية فأجابته دون تردد حتى نطق بالموافقة على توظيفها بكلمات مقتضبة دون زيادة أو نقصان : يا آنسة مها كمال الراوى ... لقد حصلتِ على الوظيفة.
يا له من زمن طويل , تتذكر هذه الأحداث بأصغر تفاصيلها , لا تجرؤ أن تنسى شيئا يتعلّق به , فى كل مرة تراه أو تتحدث اليه لا بد وأن ينتهى الأمر بكارثة محققة ,ولكنها آثرت أن تغمى عينيها عن الحقيقة الواضحة ... انكشف أمرها وربما منذ وقت أطول مما تتخيّل ,كان يدبّر لها فى الخفاء بطريقة ذكية حتى يتخلص منها دون أن تأخذ حذرها من كيده ,وها هو الآن يطالبها بمنتهى البساطة أن تنسى وتعيش حياتها دون أن تنظر للخلف , وابتسمت لنفسها بسخرية وهى تقول بصوت مسموع : وهل تركت لى ما أعيش من أجله يا ابن الشرقاوى ,ماضىّ وقد تم تشويهه وحاضرى وقد حطمته أما مستقبلى فسوف أحيا لأجعلك تدفع الثمن نيابة عن عائلتك الظالمة المتكبرة ,, أعدك بأن تندم كثيرا يا سيف.
وأخرجت هاتفها الصغير من حقيبة يدها لتقلّب بسجل المكالمات بأصبعها الرشيق حتى وصلت الى مبتغاها ... أجرت الاتصال وحينما سمعت صوت محدثها قالت بهدوء:
-نعم أنا مها ... أريد لأمر ضرورى ولن ينفذه سواك ... حسنا ألقاك بعد نصف ساعة ... نعم بذات المكان , سوف أحضر لك المبلغ الذى سبق أن طلبته , لا لن أتراجع هذه المرة , صدقنى هذه كلمة شرف ,,, الى اللقاء.
وأغلقت الهاتف بحركة عنيفة قبل أن تنظر الى الشيك بحقد وهى تدمدم بكراهية شديدة:
-اذا كانت لنقودكم اللعينة فائدة واحدة فسوف أستخدمها لتدميركم ,,, أنت لم تترك لى خيارا آخر يا حبيبى.
وانسابت عبرة خائنة على وجنتها قبل أن تمد يدها لتمسحها بعنف وهى تقول لنفسها : لم تعد هناك فائدة من الدموع , وفات أوان التراجع يا مها.



******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 25-11-18, 01:52 PM   المشاركة رقم: 162
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

أشار عادل لزوجته خفية حتى تتبعه فقد كانت منهمكة بالحديث مع النساء فى غرفة الجلوس المتسعة ,وفجأة لمحت ابتسامته المحببة تتراقص فى عينيه قبل أن يغمز لها وهو يحرك سبابته نحو الأعلى دون أن تلمحه غيرها كما توهمت فتنحنحت لتقطع حديث فريال المتحمسة وهى تقص عليهم كافة التعديلات الى قامت باجرائها على جناح العروسين الذى يجرى تجديده فقالت بتردد:
-آسفة يا فريال للمقاطعة , أستمحيكم عذرا فلا بد أن أصعد الى غرفتى الآن.
نظرت لها هناء التى كانت تتكأ بقدمها على وسادة بالرغم من أن حالتها قد تحسنت كثيرا وقد اندهشت من سرعة تغيّر مزاجها قبل أن تسألها الجدة شريفة باهتمام:
-ما بك يا بنيتى ؟ أتشعرين بتعب ؟
قالت منى تتصنّع الاجهاد لتهرب من حصار الأعين المحيطة بها:
-لا شئ يا ماما , مجرد ارهاق بسيط , سوف أذهب لأستريح قليلا.
رفعت فريال حاجبا قبل أن تقول بمكر:
-اتركيها يا أمى لتذهب وترتاح , فهى ترهق نفسها كثيرا هذه الأيام ,,, مشغولة بمتابعة أعمال البيت اضافة الى مساعدتى فى الاشراف على العمّال ...
ومنحت زوجة أخيها ابتسامة خاصة وهى تقول بمغزى:
-كما لا بد وأن تكون فى أبهى صورة حينما يعود عادل من الخارج.
ضيّقت منى عينيها فى نظرة ادراك واضحة لما تشير اليه فريال ففهمت أنها قد رأت زوجها ,بينما قالت سوسن باشفاق وحنو:
-طبعا عزيزتى , هيا اصعدى الآن ونحن سنتكفل بالمتابعة ومساعدة فريال حتى نهاية اليوم.
ابتسمت منى باشراق للسيدات وهى تهب واقفة بسرعة وحماس يتناقض مع ما كانت تزمع من اظهاره من تعب وهى تتمتم بكلمات الشكر للجميع مع اعتذار واهِ قبل أن تنهب درجات السلم برشاقة ولهفة حتى وصلت الى غرفتها المغلقة فسحبت المقبض الى أسفل قبل أن تدفع الباب برفق لتجد الغرفة غارقة فى ضوء خافت ينساب من اضاءة جانبية وقد كان هذا هو وقت مغيب الشمس ثم تناهى الى مسامعها صوت موسيقى هادئة كلاسيكية يتسلل ببطء حتى يتوغل فى أعماقها , هذا الشعور الذى بدا وكأنها لم تعد تتذكره عاد ليدغدغ حواسها برقة ,ثم فاجأها عادل بظهوره من الباب الجانبى وهو فاتحا ذراعيه ليستقبل جسدها اللين فى أحضانه وقد مد ذراعه ليستقر على خصرها بينما أمسك بيده الأخرى أصابعها المرتعشة ببهجة وليدة وهو يهمس بحب فائق:
-حبيبتى .. طال انتظارى لهذه اللحظة منذ سنوات.
ثم أخذها بين ذراعيه يراقصها بمهارة على أنغام الموسيقى وهى ترمى برأسها على كتفه مغمضة العينين ,لا تصدق ما تشعر به فى هذه اللحظات الثمينة من عمرها الذى ضاع فى الأوهام والضلالات حتى قررات استعادته كاملا فقد أصبح زوجها شخصا مختلفا يحاول تعويضها بشتى الطرق عما مضى وهى سعيدة راضية بين يديه.
حينما توقف صوت الموسيقى أبعدها عادل بحنان عنه قليلا ليتأمل فى عينيها بشغف فصدرت عنها أنة اعتراض واهن على حرمانها من دفئه قبل أن يقول بوله:
-حبيبتى ... انتظرى فقد أعددت لكِ مفاجأة ,, أتمنى أن تنال اعجابك.
ثم أمسك بمرفقها ليقودها الى جانب الفراش ثم انحنى بقامته المديدة ليفتح جارورا فى الخزانة الصغيرة قبل أن يخرج منها بطاقتى سفر ويلوّح بهما أمام ناظرى زوجته التى أذهلتها المفاجأة فابتسم لها ملء فيه قبل أن يتشدق بعنجهية أمامها:
-ما رأيك باجازة طويلة لندور حول نصف العالم ... سويا ؟
ارتعشت أهدابها وهى تهز رأسها عدة مرات كمن لا يصدق نفسه قبل أن تغمغم :
-أنا وأنت ؟ فقط ؟
سحب يدها الى صدره ثم لثم أطراف أناملها بشفتيه وهو يعيد تأمل ملامحها وجنتها المتوردة فكأنها عادت عشرات السنين الى الوراء ,,, بأول يوم وقع بصره عليها ... كانت مرتبكة تنظر حولها بخجل ... أسرت قلبه من يومها ولم يعد ملكه أبدا ... تنهد ارتياحا وفخرا قبل أن يؤكد لها ببساطة:
-نعم ,وهل نحتاج الى أحد آخر معنا ؟
كادت أن توافق الى أنها توقفت بآخر لحظة لتهتف ملتاعة:
-وسيف ؟ هل سنتركه وحيدا ؟
قهقه عادل عاليا وهو يحيطها بذراعيه قبل أن يصيح:
-أنه ليس طفلا صغيرا يا حبيبة قلبى , لقد صار رجلا.
وأشار الى شاربه مؤكدا ,فأشاحت هى بوجهها بعيدا وهى تتحسّر بحرقة:
-أعرف أنه بات رجلا ,ولكن قلبى لا يطاوعنى على تركه ,أنذهب لنتمتع بالسفر وهو هنا منهمك بالعمل ...
قال عادل باصرار:
-لا تعتقدى أننى سأتركك تفلتين منى , سوف نذهب وفورا بعد عقد القران ,,, لقد تم تأكيد الحجز ولن أتراجع.
وضعت يدها على صدرها قائلة:
-كما أن قلبى ليس مرتاحا فأنا أراه كثير الشرود هذه الأيام لا أعرف ما الذى أصابه ؟
انتفض ضاحكا من سذاجة زوجته الواضحة وهو يشير بأصابعه صانعا شكل قلبين قبل أن يقول:
-ماذا به يا امرأة ؟ أنه الحب ,ألا تذكرين أول نبضات القلب حينما يقع غارقا فى العشق ؟
شحبت وجنتاها وهى تشهق بقوة قائلة:
-الحب ؟ أتقصد أنه عاشقا لفتاة ما ؟
-بالتأكيد , لن يكون ولدى ان لم يحب حتى الآن ... فأنا وقعت غارقا حتى أذنىّ بحبك وتزوجتك وأنا أصغر منه عمرا بكثير ,لقد تأخر هذا الفتى وعليه أن يسرع حتى لا يفوته القطار.
عقدت جبينها قبل أن تتساءل ببلاهة:
-أى قطار ؟
-قطار الزواج بالطبع , ألا تتوقين لرؤية أحفادنا يملأون علينا البيت فرحا وسعادة ؟
سرحت بأفكارها وقد بات قلبها يخفق بشدة حينما تخيّلت طفلين صغيرين يشبهان ابنها يقفزان من حولها بمرح ووجدت نفسها جالسة تراقبهما بسعادة وحبور يملأها الفخر والاعتزاز ,فقالت هامسة:
-أتمنى من كل قلبى أن يعثر على ابنة الحلال التى تناسبه وتسعده وتكون من عائلة , أتكون واحدة نعرفها ؟
قاطعها زوجها باستياء:
-ما هذا الكلام ؟ تناسبه ومن عائلة ! كلا ,المهم أن تسكن قلبه وتجعله يشعر بالحياة الى جوارها ,,, أن تكمل روحه ,,, ولا يهم من تكون ولا ابنة من ,هذا حديث لا جدوى منه.
قالت مؤمنة دون أن تكون لديها رغبة باثارة المشكلات بينهما:
-لديك كل الحق , المهم أن تريحه و... ولكن كيف تكون واثقا هكذا من الأمر ؟
غمز لها بعينه قائلا:
-أنا رجل ذو خبرة , أم نسيتِ ؟
-كلا , لم أنسَ ,ولكن لا بأس ان ذكرتنى .
وتصاعدت ضحكاتهما سويا آملين فى أن تتحقق أمنيتهما ... باستقرار ابنهما بالزواج , دون أن يعرفا بنيّته مطلقا.


*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 25-11-18, 01:54 PM   المشاركة رقم: 163
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

بالطابق الأرضى عادت النسوة لثرثرتهن المرحة بعد انصراف منى عنهن فقالت فريال بابتسامة صافية وان ظلت عيناها تعكس حزنا دفينا :
-أرى أن هذا البيت قد عاد الى ازدهاره فصار الحب مرفرفا بأنحائه ,ويبدو أن عادل ومنى قد تصالحا أخيرا.
قالت أمها بثقة بينما تلتمع فى عيونها نظرات الامتنان والثناء على ابنتها:
-كل هذا بفضل الله ثم بفضلك عزيزتى ,,, فقد أعدتِ الحياة الى أخيكِ بتسامحك وغفرانك ... ليتكِ تفعلين بالمثل مع أبيكِ - رحمه الله - حتى تكتمل فرحتك وتستأنفين حياتك مجددا ,فالدنيا لا تتوقف على أحد ... من ذهب فقد ارتاح وأراح ,دعى الماضى ورائك يا فريال.
نظرت لها فريال بصمت غير قادرة على الكلام فقد اختنقت الحروف بحلقها مشكّلة حاجزا منيعا بينما قالت سوسن لتخفف من أحزانهما المتجددة:
-ماما لديها كل الحق يا فرى ,فالوضع الآن صار مختلفا ,فقد التم الشمل والأولاد جميعهم باتوا فى أحضاننا ,ومن يراهم معا يدرك مدى الترابط بينهم فلن يفرقهم أحد بعد اليوم كما أننا نحتفل بزفاف ابنتك وابنى فلا تجعلى شيئا ينغص علينا سعادتنا التى نحمد الله عليها ونسأله أن تدوم .
لا تدرى لمَ ذكّرتها بلفظة التدليل الخاصة بوجدى فهو الوحيد الذى كان يحلو له أن يناديها ( فرى ) فهذه وحدها كفيلة باثارة الذكريات المريرة ,بينما عادت لتسترجع موقفها الأخير من أبيها قبل أن يرسلها بعيدا الى منفاها الاجبارى فقد ظلت ترجوه مرارا وتكرارا أن يجعلها ترى ابنتها ولو لمرة واحدة بل لقد سقطت راكعة على قدميها تلثم أصابع يده القاسية تغرقها بدموع اللوعة التى تحرق ضلوعها أسفا على فراق رضيعتها وهو على شموخه وكبريائه اللذين لا يفارقانه حتى فى أحلك المواقف ,ظل متماسكا بهدوء وثقة حتى النهاية وهو يلقى على مسامعها بالكلمة التى لم تفارقها ليلا نهارا بل ظلت ترن فى أذنيها بصوته العميق :
-انسيها.
أخذت تذرع الغرفة ذهابا وايابا كليث جريح وهى تردد بصوت يكاد يكون مسموعا:
-أسامحه ... أسامحه ... نعم ... نعم ولمَ لا فقد سامحت أخى من قبل , لا , لا ... ولكننى لا أستطيع حتى ولو من أجلك يا أمى , لااااااا.
وانهارت باكية تبتعد لاهثة لا تريد لأحد أن يشهد على عذابها بينما حاولت سوسن أن تلحق بها الا أن شريفة قد منعتها باشارة متسلطة من يدها المتعرقة وقالت بترفع:
-اتركيها تنفث عن غضبها بعيدا عن العيون ,فهى تحمل كبرياء آل الشرقاوى ولن ترحب بوجودك شاهدة على ضعفها.
ثم غامت عيناها مشيحة بوجهها الى الصورة المعلّقة على الجدار تحتل جزءا كبيرا منه بينما استقرت شارة الحداد السوداء على ركن الاطار المذهب وهى تخاطبه بسرها: سامحك الله على ما فعلت بى وبأخيك وبأبنائك وبأحفادك أيضا ,,,
استسلمت سوسن لارادة حماتها برضا نفسى وليس قسرا فهى تحبها كأم لها وتحترم قراراتها بينما أشارت لها هناء بمعنى أن تنسحب الواحدة تلو الأخرى تاركتين السيدة العجوز مبحرة فى غياهب الذكريات.
انسلت كلتاهما بالتوالى لتباشرا الاشراف على الأعمال فى المنزل فتوجهت هناء الى المطبخ بينما ارتقت سوسن للطابق العلوى حيث الجناح المجهز حديثا لابنها وعروسه.



*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 25-11-18, 01:58 PM   المشاركة رقم: 164
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 


هكذا انتهت الفصول وبقى فقط الخاتمة

ان شاء الله أنزلها فى أقرب وقت

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 26-11-18, 10:09 AM   المشاركة رقم: 165
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

مباااااارك انتهاء الرواية


بتقدم لك بالشكر الجزيل لإنتظامك وإحترامك لقرائك رغم انعدام الردود

وبتمنى لك التوفيق والسعادة دايماً


*تم تثبيت الرواية*



لكِ ودي

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية