لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-18, 03:57 AM   المشاركة رقم: 156
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

لمحها وهى تستعد لمغادرة الشركة بينما تحمل صندوقا كرتونيا صغيرا مغلقا , كانت تسير الهوينى وعلى محياها ابتسامة متجمدة كمن لا روح فيه استقبلته بهذا الترحاب المصطنع وعيناها ترسلان نظرات مؤنبة بحدة فى حين لا تملك أن تشكو حتى لمعذبها ,ولكن هل تعلم أنه بات يتألم أكثر منها لمجرد أن يتخيّل رحيلها النهائى عنه والشعور بالحرمان يتغلغل فى أعماقه يحرّك كافة حواسه حتى يمنعها من الذهاب ,ولكنه اكتفى بجملة واحدة أطلقها فى لحظة ضعف أدرك أنه سيندم عليها لاحقا:
-أتمنى لكِ التوفيق وأن تنعمى براحة البال بعيدا عن دوامة الصراعات الانتقامية التى علقتِ بها ,وربما يوما ما تتقبّلين الحقيقة كما هى دون تزييف أو تجميل.
شمخت بأنفها فى تحدٍ واضح وهى تجيبه بعدائية:
-بالطبع أنتم آل الشرقاوى تتمتعون بهذه الطباع المتوارثة جيل بعد جيل ,تظنون أنكم فوق مستوى البشر , ولكننى أعدك بأن يوم الحساب آتٍ لا محالة ... مهما تأخر أو تأجل ,,, فلن أترك حق أبى وأمى.
ابتسم لها باشفاق على غير عادته فأذهلتها رقته الغير متوقعة حينما اقترب منها بهدوء ليربت على ذراعها بحنان وهو يهتف محترقا بنيران حقدها الظاهر فى زمردة عينيها:
-مها ... خذيها منى نصيحة لوجه الله ... اتركِ الماضى يرحل ولا تنبشى فى قبور الأموات ... ربما لن تعجبك الحقيقة الكاملة اذا عرفتها وستؤلمك أكثر ,ولن يعيد انتقامك الوهمىّ من رحل الى الحياة مجددا ...
-هل تنصحنى حقا لوجه الله ؟ أم لأنك تخشى على عائلتك ؟
نظر لها آسفا على حالها ليقول بصوت مهيب استرد كامل قوته وثقته:
-لا يٌعقل أن أخشى منكِ أنتِ يا حلوة ,أنا أخاف عليكِ مما تورطين نفسك فيه , فلن يجلب لكِ سوى التعاسة والشقاء ... ارحلى بهدوء دون اثارة مشكلات.
انتفضت بقوة وقالت بشراسة بينما عيناها ترسلان شررا نحوه:
-سأرحل الآن ,وأعدك بأننى سأعود ولن يردعنى أى شئ بعد اليوم فكما ترى لم يعد لدىّ ما أخسره .
-وداعا ...
وراقبها وهى تغادر عالمه الى الأبد كما كان يظن واستطرد لنفسه بصوت غير مسموع :
- يا ... غاليتى.
والتف على عقبيه متوجها نحو مكتب كريم , أنه بحاجة اليه ليبثّه همومه وضيقه ,لقد رحلت مها أخيرا بيد أنها أخذت جزءا منه لن يقدر على استرداده ,ولم يعد هناك مفرا من الاعتراف بأنها سرقت نبضات قلبه الخائن بعد أن أقسم على ألا يعيد الدخول فى هذه التجربة مرة أخرى ,ألم يكتفِ من وجع الفراق بعد ليلى ؟ وحينما تراءت لها صورتها الى جانب صورة مها بدت لها باهتة متضاءلة حتى ليخيّل اليه أنه لم يعد يذكر ملامحها بوضوح ,فقط احتلت الفاتنة ذات العينين الخضراوين ساحة ذكرياته وكأنها صاحبة الحق الوحيد فى ذلك.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-11-18, 03:59 AM   المشاركة رقم: 157
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

كان جاسر حانقا بشدة لسبب مجهول لديها فقد صارت تصرفاته فى منتهى الغرابة بالنسبة لها وهى التى تعرفه حق المعرفة منذ نعومة أظفارهما بحكم صلة القربى بينهما ونظرا لأنهما نشآ سويا ببيت العائلة وحيث كان لجدهما أكبر الأثر فى تربيتهما على الرغم من وجود آبائهم على قيد الحياة , هذا الرجل الذى زرع فيهما الكبرياء وغرس نبتة وليدة ترعرعت واشتد عودها بمرور الأيام وها قد حان الوقت لجنى ثمار مجهوده بعد طول انتظار ... ولكنها تساءلت لمَ يبدو عليه هذا الوجوم الرهيب ,باتت تتجنّب الاصطدام به خشية أن ينفجر غضبا بوجهها ,صار على حافة الهاوية بانفعاله المنذر بالشر ,لجأت الى زوجها المستقبلى كما تفعل دوما فى الآونة الأخيرة ,ما أشد الاختلاف بينهما فهو صبور حليم لا يؤنبها بكلمة واحدة مهما كان رافضا لأفعالها ,وابتسمت لنفسها بسعادة قبل أن تدلف الى غرفة مكتبه الجديد وهى تتمايل باغراء واضح تجيده ببراعة ... وتعالت ثقتها أكثر حينما ارتسمت على وجهه دلائل الارتباك الواضح وهو يشاهدها بثوبها الأنيق الذى يحتضن جسدها الممشوق ترنو اليه بنظرة تجعل الطنين مرتفعا بأذنيه فتلعثم وهو ينهى مكالمته الهاتفية بسرعة قياسية حتى يتفرغ بكليته للقادمة ثم قال بترحاب بالغ:
-أهلا وسهلا , أشرقت الأنوار متأخرة هذا الصباح , ترى ما الذى عطّلها حتى هذا الوقت ؟
ازدادت ابتسامتها اتساعا باشراقة جميلة وهى تقول بدلال بينما تقترب من مقعده:
-كنت أنتظرك حتى تفرغ من عملك , فلا أريد أن أتسبب فى اثارة مشكلات بينك وبين السيد جاسر , يكفينى ما نلته منه حتى الآن.
كانت تشكو اليه بمهارة دون أن تشعره بهذا ,ويبدو أنها نجحت فى مسعاها فقد ضاقت عينا خالد تلقائيا وهو يتأملها بروية قبل أن يسألها باهتمام بالغ:
-ماذا فعل جاسر ؟ هل ضايقك بكلمة ؟
ترنحت قبل أن تجلس مقابلا له وتمسكّت بذراع المقعد وهى تعدّل من خصلات شعرها المنسابة لتزيحه عن عينيها قبل أن ترفع بصرها نحوه فى لمحة حب وهى تتصنّع البؤس قائلة:
-بل قل كلمات , يبدو أنه نافد الصبر هذه الأيام ولا يطيق أن تمر الى جواره ذبابة ,فما بالك بى وأنا التى أصطدم به يوميا عشرات المرات ,يبدو أنه علىّ أن أشكوه الى جدى ,فهو الوحيد الذى يملك زمام السيطرة على غضبه المنفلت , أم أنك سوف تقوم بهذا الدور نيابة عنه ؟
أسقط فى يده فهى تستحثه على الاقدام على خطوة جريئة غير محسوبة العواقب .. هل يملك أن يجابه صديق عمره من أجلها ,والأهم أنه يعد الآن رئيسه بالعمل , تزايدت دقات قلبه مع كل لفتة مقصودة منها .. أنها تتدلّل عليه واعية لما تثيره من مشاعر جمّة فى نفسه وهى الآن أقرب اليه من ذى قبل ,لا ينقصهما سوى الاعلان الرسمى وتبادل خاتمى الخطبة ليصبح الأمر واقعيّا تماما ,يعرف أن ارجاء هذا الأمر جاء تلبية لرغبة الجد لغرض فى نفسه ,وهو كبير العائلة الذى لا يجرؤ أحد على تخطّيه أو محاولة معاندته ,فاستسلم مضطرا على الرغم من شوقه الحارق الى الاستحواذ على كامل اهتمامها وأن تصبح زوجته فى أسرع وقت , كفاه ما ضاع منه منذ سنوات وهو بالانتظار ,,, لن يكرر خطأه فى المرة السابقة حينما ترك لمحبوبته الحرية فى الانفلات من قيد الارتباط به سامحا لها باتخاذ القرار فى الوقت الذى يناسبها فما كان منها ال أن طعنته بالصميم .
حينما وجدته ليلى ساهما متخلطا فى حيرته أشفقت عليه من ضغطها المتواصل عليه ليتغيّر ويصبح شخصا آخر ,فتنهدت بمرارة وهى تنعى حظها فى الحب والزواج ... خالد ... لا يمكنه أبدا أن يتغيّر فينقصه الطموح الزائد وعدم القدرة على التسلّط أو المراوغة ,ولكنها تعشق بساطته ونزاهته وشفافيته الواضحة.
تنحنح خالد مجليا لحنجرته وهو يقول بتردد بينما أصابعه تقبض على سماعة الهاتف مجددا:
-سوف أحادث جاسر حتى لا يضايقك بعد الآن.
هبّت من مقعدها لتتجه اليه على الفور تختطف من بين يديه السماعة وهو مذهول من تصرفها بينما اندفعا أصابعها تعمل بجد لتعيد الهاتف الى وضعه الثابت قبل أن تقول بمماطلة مقصودة:
-لم أقصد أن تفعل هذا , سيعتقد أننى جئت أشكوه اليك , وعليك أن تحزر بأن الأمر لن يروق له أبدا.
نظر لها بحيرة واضحة وهو يتساءل بخيبة أمل:
-وكيف ترين اذن التصرف الملائم ؟
ابتسمت له باغراء قاتل وهى تتمايل نحوه لتلفحه رائحة عطرها النفّاذ المثير للأعصاب قائلة بغنج:
-ننتظر حتى تحين الفرصة ,فلنصبر قليلا ... أنت تعرف أن الأمر يعد مسألة وقت , سينشغل حينها عنّا بعمله الجديد ونتفرّغ نحن لهذا المكتب.
تراجع مرغما الى الوراء حتى لا يستسلم لضعفه وهو يزدرد ريقه بصعوبة قبل أن يغمغم مستفسرا:
-نحن ؟
أرخت جسدها على ذراع مقعده متحاشية أن تلمسه وهى تقول مضيفة:
-نعم أنا وأنت.
وأشارت بسبابتها الى صدرها ثم اليه وهى تغمز بعينيها بشقاوة مرحة ,فانتقلت اليه عدوى الابتسام على الرغم من توتره البادى على ملامح وجهه فتنشق الهواء بعمق وهو يقول بارتياح:
-أنتِ محقة على الدوام , يعجبنى تفكيرك السليم.
زوت ما بين حاجبيها بضيق وهى تقول مغضبة:
-تفكيرى فقط ؟
سارع الى تصحيح خطئه فقال متلهفا:
-كل شئ فيكِ يعجبنى , كل شئ.
هتفت بسعادة:
-أعرف , وأنا أيضا معجبة جدا.
وقررت فى ذات اللحظة أن تبتعد وهو يتحرك بجسده ليعدّل وضعيته فتلامسا سويا لثانية أو أكثر كانت كفيلة باحداث ارتباك لكليهما فحاولت أن تحرّك ساقها بعيدا الا أن طرف كعب حذائها المرتفع اشتبك بشئ ما مما جعلها تنجذب نحو جسده وهو يجاهد حتى ينهض فوقعت فوقه بينما ذراعاه تحاولان امساكها من خصرها حتى لا تصبح فوق حجره.
دلف جاسر الى الداخل وهو يدير عينيه فى أرجاء المكان قبل أن تجحظا باندهاش وعدم قدرة على التصديق فصاح حانقا:
-ما الذى يدور هنا ؟
نظر له خالد مصدوما بدوره وبدلا من أن يزيح يديه عن جسد ليلى المتشنّج وجدهما تشددان من تطويقها بردة فعل لا ارادية عكسيّة ,بينما ألجمت الصدمة لسان ليلى ففتحت فاها لتنطق بشئ ما قبل أن تغلقه عدة مرات دون جدوى ,فاتخذ جاسر وضعية الهجوم رافعا ذراعيه قبل أن يتعالى صوته بأمر صارم:
-ابتعدى عنه على الفور يا ليلى .
ثم أردف محنقا:
-يبدو أنكما كنتما منشغلان للغاية فلم تسمعا صوت طرقاتى على الباب.
حاولت ليلى أن تخلّص كعب حذائها من اشتباكه وهى تجاهد فسمعت صوت تمزق لقماش قبل أن تقع فردة حذائها على الأرض فقامت لتبتعد عن خالد وهى تعرج نظرا لسيرها بفردة حذاء واحدة بينما اقترب جاسر مهددا وهو يحادث صديقه بغضب جارف قائلا:
-هيا انهض أنت الآخر , وتعالَ لتواجهنى.
نظر خالد الى أسفل حيث بنطاله الذى تمزّق جزءا كبيرا منه وهو يصدر حركة امتعاض واضحة قبل أن ينهض بدوره محرجا وهو يتجنّب النظر الى عينى صديقه قائلا بتلعثم:
-ليس الأمر كما تظن يا صديقى , أقسم لك.
هزّ جاسر رأسه عدة مرات وهو يهتف بسخرية مريرة:
-نعم , نعم ... وأنا أصدقك يا صديقى , هل هذا جزاء أننى أئتمنتك على عملى وعلى ابنة خالتى ؟
-أكررها مرة أخرى لم أفعل شيئا ولا هى , هذا كله فقط سوء تفاهم كبير.
وسبقته لكمة قوية الى فكه أسقطته فوق مقعده مرة أخرى فأخذ يصيح متألما وهو يقول لجاسر برجاء:
-اهدأ يا صديقى ...
ولكن جاسر عاجله بلكمة أخرى فى أنفه جعلت الدم بنزف بغزارة وهو يزيح ذراع ليلى بخشونة بعد أن حاولت منعه هاتفة:
-جاسر , توقف عن ضربه فهو ليس مذنب.
التفت اليها ينظر باحتقار قبل أن يقول بصوت كالرعد:
-خطأ كهذا يستلزم اثنين ,وأنتِ دورك قادم لا تقلقى , فلن تفلتى من عقابى ولكن ليس الآن ,يكفينا ما أثرتماه من فضائح.
كان خالد ممسكا لأنفه المتورم يحاول ايقاف نزيفه المتجدد بمنديب ورقى وهو يهتف فزعا:
-اهدأ يا رجل ... لم يحدث أى ضرر أقسم لك.
استفزه أكثر محاولته لتبرير الموقف بعدم حدوث أضرار فاقترب مجددا منه وهو يمسك بتلابيبه فقام خالد بوضع يديه أمامه لحماية وجهه من تلقى المزيد من الضربات من صديقه الهائج دون أن يحاول الافلات من قبضته بينما قامت ليلى باجراء مكالمة هاتفية عاجلة دون أن ينتبها لها ثم قالت بصوت مهتز تخاطب ابن خالتها:
-جاسر , جدى على الهاتف يود محادثتك.
تطاير الشرر غضبا من عينيه وهو يتوعدّها بصمت قبل أن يختطف الهاتف الخلوى من بين أصابعها المرتعشة وهى كل همها أن تخلّص خالد من بين براثنه وسارعت لتطمئن على حاله فيما أخذ جاسر يتكلم بصوت خفيض وهو بهز رأسه عدة مرات قبل أن يلجم غضبه وهو ينفّذ أوامر جده باحترام , فقال أخيرا باستسلام:
-حسنا , نرجئ الحديث لما بعد , لا تقلق.
ثم رفع نبرة صوته متعمّدا لتصل الى مسامعهما:
-حسنا سنؤجل وقت الحساب , ولكن لن يفلت من عملته هذه على خير.
ثم أردف بتقدير:
-الى اللقاء يا جدى.
ثم قذف بالهاتف على سطح المكتب فانحدر حتى كاد يقع على الأرض ال أنه استقر على الحافة بالضبط وهو يشير الى ليلى بسلطوية وأمر نافذ قائلا :
-اذهبى من هنا , اغربى عن وجهى الآن والا أقسم أننى لن أصبح مسؤولا عن تصرفاتى.
نظرت الى خالد وكأنها تستأذنه للانصراف فأومأ لها برأسه لتطيع جاسر المستشيط غضبا وهو يطمئنها:
-لا تشغلى بالك فكل الأمور ستصير على خير ما يرام.
-حسنا , اهتم بنفسك.
ورنت بنظرة خاطفة نحو ابن خالتها قبل أن تنصرف مسرعة وهى تحمل فردة حذائها المخلوعة بيدها فلم تنتظر حتى ترتديها أمام نظراته القاتلة ,وحينما أغلقت الباب خلفها أطرق خالد برأسه أرضا وهو يتمتم:
-ألن تسمح لى حتى بالشرح ؟ والله لم يصدر منى أى تصرف خارج , ألا تهدأ وتنصت الىّ ؟
حينما لم يتلقّ ردا على سؤاله رفع نظره ببطء نحو صديقه الذى كان يجلس على مقعد قريب محاولا استعادة هدوءه وتنظيم أنفاسه المتلاحقة ,وهو يقول نافيا:
-لا يمكن أن يمر هذا الموقف بسلام . ثم ماذا تنتظر منى وقد رأيتكما بعينىّ ,لم يخبرنى أحد بما شاهدته لكان أهون وأبسط ... كنت سأكذب ايا كان اذا تجرّأ وألمح الى وجود شئ كهذا بين صديقى وابنة خالتى , أيها الأبله ألا تستطيع أن تلجم نفسك لتنتظر , فقد كان زواجكما وشيكا ...
-أقسم لك ثانية أننى لم أقدم على هذا الأمر , على الأقل أنا لم أتحرك قيد أنملة من مكانى هذا منذ دخلت هى.
أخذ جاسر يمرر يديه على وجهه عدة مرات يستغفر الله وأخيرا صاح:
-أتعنى أنها هى التى ؟؟
ثم بتر عبارته بغتة وهو غير قادر على الاستيعاب.
-أرجوك لا تقفز الى مثل هذه الاستنتاجات الغير منطقية , لم أقصد شيئا سيئا عنها.
ثم أردف محاولا استعادة ثبات صوته وهو ما زال ممسكا بأنفه الذى ينبض بألم صارخ:
-لقد اشتبك كعب حذائها ببنطالى وهذا ما جعلها تتعثر فى خطواتها لـ . تسقط وكأنها ..... فى أحضانى كنما رأيت أنت.
قطب جاسر جبينه قبل أن يطلق سؤالا منطقيا:
-وما الذى جعلها قريبة منك الى هذه الدرجة من الأساس ؟
ابتلع خالد ريقه وهو يقاوم رغبة فى تعنيفها فى هذه اللحظة على تهورها وما آلت اليه الأمور بسببها فقال مترددا:
-كانت ... كانت تخبرنى بأمر ما.
رفع جاسر حاجبا بطريقة ساخرة قبل أن يقول هازئا:
-فهمت الآن ... لم تتغير ليلى ولن تتغير , تحب أن تدير اللعبة بطريقتها الخاصة وتصرّ على الاستمتاع حتى ولو ألحقت الأذى بالآخرين.
ثم أردف بلهجة أقل حدة:
-وأنت ... هذه المرة صرت ضحيتها , لقد وقعت فى شرك يا صديقى ولن تخرج منه أبدا سالما .. كان الله بعونك.
نظر له خالد محاولا تقييم عبارته وهل هو جادا فى حديثه ؟ أيعنى هذا أنه قد صدّقه ؟
فقال بصوت خفيض وكأنه لا يصدق حسن طالعه:
-هل أنت متأكد من كلامك ؟ ألا تسخر منى ؟
ابتسم له ببطء وهو يحاول تجنّب الاعتذار الصريح لصديقه فقال مؤازرا:
-هل تتألم كثيرا ؟ أعنى هل يوجعك أنفك ؟
قال خالد بمرح مصطنع:
-يا لها من لكمة قوية , احذر يا صديقى فأنت لا تعى مدى قوتك فلا تحاول المزاح مع أحد , أعتقد أن أنفى لم ينكسر ولكنه يضج بالألم ... لا تبتئس فقد توقف النزيف ويكننى أعتقد أنه سيكون علىّ المكوث بالمنزل لأسبوعين على الأقل حتى يخفّ هذا التورم الرهيب.
-لا بأس ... يمكنك أن تضع بعضا من الدهانات المخففة للتورم وسوف تصبح أفضل حالا.
-هكذا ببساطة ... تنهال علىّ باللكمات ثم تنصحنى فينتهى الأمر ,, يا لها من صداقة عميقة !
ثم أخذ يضحك بهستيرية وقد شاركه جاسر نفس الانفعال حتى دمعت أعينهما قبل أن يتلفّظ جاسر صراحة:
-أنا آسف حقا يا خالد , ولكن الأمر خرج عن سيطرتى فالموقف ما زال يستفزنى حتى الآن.
وكوّر قبضته مجددا حتى تراجع خالد بمقعده لا اراديا وهو يهتف:
-كفاك ضربا يا رجل , لن أتحمل لكمة أخرى,, آى.
بسط جاسر كفه وهو يقول بأسى:
-لا أعرف حقا ماذا دهانى , أصبحت أتصرف بغرابة شديدة ,ويبدو أننى لم أعد أتعرّف على نفسى حتى حين أنظر لوجهى بالمرآة أتعجّب كثيرا من نظرات عينىّ.
قال خالد بلهجة ذات مغزى:
-أنه الحب يا صاحبى , فهو يصنع المعجزات ,,, أنت عاشق !
حدّق جاسر بوجهه للحظات مرت بطيئة وكأنه يتعرّف على السبب لأول مرة ,ثم اشاح بوجهه بعيدا ينظر للفراغ من حوله ... نعم الفراغ منذ لقائهما الأخير وهو يشعر بخواء نفسىّ رهيب وكأنه لم يعد كما كان من قبل ,عليه أن يتهيّا للأسوأ فى حياته منذ الآن فصاعدا ... وغابت بسمة الأمل عن شفتيه.



***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 23-11-18, 02:50 AM   المشاركة رقم: 158
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل الثلاثون والأخير ج2



لحق بها كريم وهو يحث الخطى مسرعا بأقصى جهده ليصل اليها ,وقد انفطر قلبه من أجلها ... ابنة عمه , آخر العنقود الأميرة المدللة , ريم ... لا يصدق أنه يراها تبكى بحرقة لأسباب مجهولة بالنسبة له ... أكل هذا الانتحاب من أجل نقل سكرتيرة من موقع عملها الى آخر , ثم ما دخلها بالأمر ؟ لا بد أن يفهم ما يدور حوله , أحاط بكتفيها بحركة أخوية بريئة وقرّبها اليه لتدفن رأسها فى حضنه وهو يسألها باهتمام:
-ما الذى يجعلك تتأثرين هكذا بموقف عابر يا ريم ؟
أجابته دون أن ترفع رأسها نحوه لتقول بصوت متقطع :
-ربما لا تشعر مثلى أنت أو رفيق فأنا أميل الى الضعفاء مثلى وهديل فتاة رقيقة لا تستحق ما يحدث معها.
زوى كريم ما بين حاجبيه وهو يدير كلماتها فى عقله مفكرا اذا كانت ريم تبالغ فى ردة فعلها من أجل هديل ولكنه فضّل أن يتم استجوابه بهدوء حتى يحصل على الاجابات النموذجية التى ترضى فضوله فقال يستحثها متلطّفا:
-وكيف تعرفين اذا كانت تستحق أم لا ؟ عزيزتى ,,, كما سبق وقلنا فالقرارات التى تتعلّق بالعمل لا تؤخذ بالعاطفة ,ولا يمكنك أن تنظرى للأمر على أنه ظلم لها ,كما أنكِ تجهلين تفاصيل علاقتى بها , يجوز أنها تصرفت بشكل خاطئ لا يرضينى ... أليس كذلك ؟
أدارت رأسها لتواجهه وبقايا دموعها ما زالت عالقة برموشها الكثيفة لتقول ببطء وتصميم:
-أنا أعرفها جيدا وموقنة من أنه لا يمكن أن يصدر عنها تصرف مشين عن عمد فلا داعِ لمحاولة تشويه صورتها أمامى يا كريم , وأنت بنفسك قد اعترفت أنها تجيد عملها على أكمل وجه ..
كان الحوار دائرا بين الاثنين سجالا يتناقشان بموضوعية وتحضّر دون أن يعى أيا منهما لزوج العيون الذى يراقبهما مصدوما مبهوتا وقد تساءلت وهى تتراجع للخلف بذهول تام : لماذا يا كريم تصر على ابعادى عنك بهذه الصورة ؟ ومن هذه الفتاة التى تضمها اليك فى محبة دون أن تعبأ بالمكان ولا نظرات المحيطين بكما ؟
دفنت وجهها ببؤس بين يديها وهى تستجمع قواها المنهارة لتحادث نفسها بمرارة : ألهذا لم تعد تهتم بى كما فى السابق ؟ هل تربطك بها علاقة جديدة أم ربما هى حب قديم بحياتك دون أن أدرى ؟
يا ربى ! رحماك من هذا العذاب وهذا الألم النابض بقلبى ؟ كيف يمكننى أن أحتمل كل هذا ؟
تراجعت للخلف بخطوات متعثرة قبل أن تطلق لساقيها الرياح دون أن تجرؤ على اعادة النظر الى الثنائى المنسجم فقد بدا لها أنهما يتناجيان بهمس عاشق ,فعادت أدراجها محبطة الى قسمها الجديد وقد أيقنت أنها خسرت حربها مرتين فالأولى حينما طردها من جنة قربه والثانية بعدما تأكد لها أنه مشغول البال بغيرها.
تناثرت أشلاء قلبها الممزق وقد آلمها بشدة أن تفكر به ليلا نهارا حتى أنها باتت نفسها تعاف الطعام وقد لاحظ والدها انعدام شهيتها الملحوظ الا أنه قد آثر التزام الصمت حتى تهدأ جراحها قبل أن يفاتحها بالأمر كعادته ,هل تستسلم لرغبته المعاندة فى اقصائها ببساطة دون قتال وما بيديها أن تفعل ولمَ لا وهو فهو صاحب الأمر والنهى هنا ,ولاحت لها كلمة النهاية مشتعلة بنيران الغيرة تتآكلها جزءا بجزء ... ولكنها لن تحتمل رؤيته عاشقا لفتاة أخرى أمام عينيها أبدا .


**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 23-11-18, 02:53 AM   المشاركة رقم: 159
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

توقف كريم عما يفعله للحظة وهو يزيح ريم عن صدره برفق فشعوره بأنهما مراقبان كان ينغز صدره وأجال ببصره يمينا ويسارا عدة مرات قبل أن يتأكد من أنه كان واهما فى تصوره , الا أنه ارتأى ضرورة استكمال حديثهما بمكتبه حيث يمكنه أن يستجوبها بحرية فى خلوة دون أن يكونا مثارا للعيون الفضولية والأحاديث الغير اعتيادية فقد انفلت زمام الأمر من بين يديه , هل فقد عقله ليحتضنها بهذا الشكل دون أن يهتم باثارة الأقاويل حولهما , على الرغم من أنهما أصحاب الشركة ولا يحق لأى موظف مهما كانت درجته أن يعلّق بحرف واحد أمامه الا أنه لا يملك القدرة على منع تداول الهمسات بعيدا عنه فأمسك بمرفقها ليقودها نحو مكتبه القريب فيما نفضت عنها أية محاولة لمقاومته فهى تحتاج الى الفضفضة معه شخص موثوق به ومقرّب منها ,لا تستطيع أن تبوح بمكنونات صدرها الى أخيها ,لقد صار منشغلا عنها هذه الفترة منذ ظهرت أميرة بحياتهم وسيف لن يتفهم مشاعرها أبدا فهما متضادان كالماء والنار ,,, كريم هو الشخص الأقرب اليها.
ما أن أغلق باب غرفته حتى أشار لها لتجلس فأطاعته بصمت فيما اقترب منها عاقدا ذراعيه ليسألها بفضول لم ينجح فى اخفائه:
-قلتِ أنكِ تعرفين هديل جيدا ... أريد ان اعرف كافة التفاصيل , هيا تكلمى.
تلاعبت ريم بخصلات شعرها وهى تلفها على اصبعها تارة ثم تزيحها للخلف تارة أخرى قبل أن تنظر للأمام وكأنها لا تراه قائلة:
-كما سبق وقلت أنها كانت تسبقنى بعام فى الكلية ,كانت فتاة رائعة فالجميع يتسابق لخطب ودها ...
سكتت لبرهة قبل أن تنظر اليه مستنجدة وهى تقول بخجل:
-أنت تفهم طبعا الشباب فى مثل هذا السن يتأثرون بالجميلات ,ويحاولون أن يرتبطوا بهن فى علاقات واهية ..
قاطعها بحدة وهو يشعر بعدم راحة لمجرد تصوره أن هديل كانت محط أنظار زملائها:
-وهى ؟ أعنى هل كانت توافق على مثل هذه العلاقات ؟
نفت ريم بشدة وهى تحرك رأسها بعنف:
-كلا , هديل كانت ترفض باصرار فهى ذات شخصية جادة ملتزمة , كانت تعرف كيف توقف أى شاب عند حدوده بمنتهى الأدب واللياقة دون أن تجرح مشاعره.
خفّت ثورته قليلا ليقول بعناد:
-ولكن هذا لا يمنع أنها بالتأكيد كانت فخورة بما يحدث.
نظرت له ريم غاضبة من قوله لتصيح:
-أنت تتجنّى عليها الآن , ما ادراك أنها كذلك , ومن أنت لتحكم عليها , تبا لكم أيها الرجال ,تسمحون لأنفسكم أن تنصبوا لنا المحاكمات وتقيّدون تصرفاتنا أما أنتم فأحرار تتصرفون كيفما تشاءون دون أن يجرؤ أحد على محاسبتكم ,واذا حدث فالمبرر الوحيد الجاهز .. هو أننى رجل فأنا حر أفعل ما أريد ... أف , لم أكن أظن أنك منهم يا كريم.
منحها ابتسامة عذبة محاولا تلطيف الأجواء فقال مازحا:
-لم تكن تظنيننى منهم ! أتقصدين أننى لم أكن رجلا مثلا ؟
حاولت كتم ضحكتها الا أنها انسابت من بين شفتيها لتقول بأريحية:
-أنت تفهم مقصدى يا كريم فلا تحاول تشتيتى عما أقول , كنت أعتقد أنك تختلف حتى عن رفيق وسيف , فهما من هذا النوع من الرجال ,,, أما أنت ... أنت رجل مختلف بكل معانى الكلمات يا كريم ,,, حنون متفهم متحضر , ما الذى جعلك تتغيّر بهذا الشكل ؟
حادث نفسه قائلا : آه لو تعرفين يا ريم , أن ذات الفتاة التى تتبارين فى الدفاع عنها هى نفسها السبب فيما تشكين منه الآن.
أعاد رسم البسمة على شفتيه قبل أن يشير لها أن تقترب كمن لديه سرا لا يرغب بأن يسمعه غيره ,وهمس فى أذنها بمودة:
-أنتِ السبب يا عزيزتى.
ابتعدت عنه قليلا لتحدّق بوجهه بذهول وهى تتساءل:
-أنا ؟ كيف ؟
-أنا أيضا أراكِ تتصرفين على غير طبيعتك المعهودة , لم أعد أعرفك كما كنتِ يا ريم ,ما سبب عصبيتك المبالغ فيها فأنتِ تثورين لأتفه الأسباب كما أن دمعتك صارت قريبة للغاية ,ماذا بكِ يا غاليتى ؟
نظرت له بامتنان واضح ثم أطرقت نحو الأرض لتعترف بخجل ووجها قد تلوّن بالوردى:
-أتعرف أنك الوحيد منهم الذى سألنى مباشرة عما بى ,فالجميع مشغول بحياته الخاصة دون أن يبدر منهم أدنى قدر من الاهتمام أو على الأقل الفضول تجاهى.
لم يفته احمرار وجنتيها فأيقن أن بالأمر شيئا خفيّا ,استعاد هيئته المبتسمة قبل أن يسألها بحنان:
-هل أفهم من حديثك أنه قد طرأ شيئا ما على حياتك أو لنقل شخصا ما ؟
اعترفت دون مواربة بحزن:
-نعم ,كان هناك شخص ما.
زفر بعمق وهو يتمسك بالصبر قبل أن يقول لائما:
-ولمَ تخفين الأمر عنا يا ريم ؟ ولماذا ألمح فى صوتك رنة حزن ؟
ابتسمت دون رغبة حقيقية لتهتف بحرقة:
-لا يستحق الأمر كل هذا العناء , فقد انتهت العلاقة.
-وهل كان شخصا جادا ؟ أعنى هل شعرت بأنه يحبك حقا أم كان يتلاعب بمشاعرك ؟
ثم استطرد بحدة بالغة وهو يكوّر قبضته:
-لأنه ان كان قد أذاكِ فسوف ألقنه درسا لن ينساه بعمره ؟
شعرت ريم بتعاطفه الواضح ودغدغت كلماته وترا حساسا بنفسها فاستعادت بسمتها وهى تقول بسعادة:
-لا تشغل بالك يا كريم , فكما أخبرتك لقد انتهى الأمر قبل أن تتطوّر العلاقة لأكثر من مجرد صداقة عادية ومقابلات بريئة.
هتف بها بحنق:
-مقابلات !! ريم ,,, أكنتِ تقابلينه ؟ وعدة مرات , أين ؟ ومتى كان يحدث هذا ؟
قلبت شفتيها اعتراضا وهى تهتف:
-ها قد عدت لمنصب القاضى يا عزيزى ,لا يمكن أن تستمر فى الادّعاء بأنك رجل ذى تفكير راقِ ,نعم كنت أقابله بمكان عام ...
قاطعها محتدا بغضب بيّن:
-وكيف تعرفتِ عليه ؟
-كنا نتبادل الحوار على برنامج المحادثة الالكترونية و...
-ماذا ؟ تعرفتما على النت ؟ لا أصدق يا ريم تهورك هذا , كان يمكنه أن يستغل محادثاتكما معا لغرض دنئ , كان يمكنه أن يخطط لاختطافك مثلا , ألا تملكين ذرة عقل واحدة تفكرين بها ؟
استشاطت هى الأخرى غضبا فهبت واقفة لتصيح بوجهه المنتفخ:
-فلتهدأ قليلا واترك لى مجالا لأوضح لك الأمر بصورة صحيحة ,ما حدث أنها كانت مجرد صداقة عابرة وأحاديثنا كانت فى منتهى البراءة , أقسم لك لم نتطرق لأى موضوع خارج ,كما أننى قد قابلته كثيرا ولم يصيبنى مكروه فأنا أقف أمامك سليمة معافاة تماما.
ضرب قبضته فى باطن يده وهو يتوعد شخصا مجهولا:
-آه لو يقع تحت يدى ذلك الحقير , فلن يفلت حيا منى.
اقتربت ريم منه تحاول تخفيف ثورته لتقول ببطء ودون اقتناع حقيقى:
-أنا لم أتأذى ,,, وسأظل كما أنا ريم ابنة عمك التى تعرفها .
ولكنها بداخلها صاحت : كاذبة يا ريم , أنتِ تعرفين أنكِ قد تألمتِ كثيرا ولن تعودى أبدا كالسابق , فلا تدّعى البراءة.
التمس منها عدم التصديق بادعائها الكاذب قال بتصميم:
-أخبرينى من هو يا ريم , ما اسمه ؟
أشاحت بوجهها تنظر للفراغ دون أن تجرؤ على اجابته فهزها بعنف وهو يقبض على كتفيها حتى صاحت ألما فتركها مجبرا ,بينما قامت هى بفرك موقع لمسته لتخفف من نبض الألم الذى أخذ ينتشر فى ذراعيها وهى تحاول المماطلة فى الرد لتقول بصوت خفيض:
-وما تفيدك المعرفة الآن ,لقد انتهى الأمر , لم أعد أراه.
كانت تتألم بشكل مزعج من جراء اعترافها فأخذته بها الرأفة ليقول ببراءة مزيفة:
-حسنا يا ريم ,سأصدقك ولكن بشرطين.
نظرت له تستجديه أن ينقذها من هذا العذاب فأضاف بجدية:
-أن تعديننى بأنكِ لن تقدمى على مثل هذا التصرف ثانية ,وألا تخفى عنى أى شئ يحدث لكِ يا ريم.
نبرة الرجاء التى رنت بأذنيها وهو يهتف باسمها ارتجف لها كيانها كله فهو على الرغم من ثورته البالغة وحدته فى معاملتها تعرف بأنه يحبها ويبالغ فى حمايتها لذلك فقد انصدم باعترافها ,فقالت بأسى:
-أعدك ,وأرجوك ألا تخبر أحدا بما سمعت ولا حتى رفيق ,هل تعدنى ؟
ربت بحنان بالغ على ذراعها وهو يقول بحماية:
-لا تخشى شيئا من الآن فصاعدا لن تغيبى عن ناظرىّ ,ولا تقلقى فلن يعرف أى مخلوق سواى هذا الأمر.
واستطرد بحماس فاتر:
-هيا الآن الى مكتب أخيكِ ,فلنبدأ بمباشرة العمل ... لم يعد لدينا ما يشغلنا سواه.
أطاعت رغبته دون أن تبدى أية مقاومة وان كانت قد شعرت براحة كبيرة بعد أن انزاح عن كاهليها ثقل هذا الاعتراف ,وقد وجدت أخيرا من تستند اليه وقت الحاجة.


********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 23-11-18, 03:00 AM   المشاركة رقم: 160
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

اجتمع الخمسة بمكتب رفيق وقد اتخذ كل منهم مقعدا على طاولة الاجتماعات المستديرة وقام رفيق بشرح تفاصيل العمل بدقة متناهية وايجاز بليغ حتى تفهم كلتا الفتاتين طبيعة عملهم ,وللحقيقة أنهما قد أظهرتا ذكاءا غير محدودا وألمحية نادرة ,حتى أن ريم قد التقطت طرف الخيط من شقيقها لتكمل حديثه مما جعلت أوداجه تنتفخ فخرا بها وأشعت من عينيه نظرات الحنان والمودة حينما علّقت أميرة بتفهم على نقطة اثارها كريم تخص ادارة الشركة التى يتولاها رفيق بالكامل على عاتقه متيحا الفرصة لتقاعد أبيه كما كان يأمل فى الآونة الأخيرة.
حينما انتهى الحوار الخاص بالعمل استقبل الرجال الثلاثة سيل الاستفسارات المنسابة من بين شفتى الفتاتين والتى كانت تشف عن حماس غير عادى وروح مقاتلة لا تستسلم بسهولة , وأجاب كل منهم بما يختص به فى مجال عمله حتى عم الصمت بينهم , فابتسم رفيق متنحنحا وهو يقول بمرح:
-حسنا اذا كنا قد أنهينا الاجتماع المتعلق بمسألة العمل فاسمحوا لى لأنها فرصة نادرة لا تتكرر كثيرا أن أستشيركم فيما يخص حفلة عقد قراننا أنا وحبيبة قلبى.
ثم أشار بسبابته اليمنى الى قلبه ثم الى أميرة الواجمة أمام ناظريه فهذه هى المرة الأولى التى تراه مظهرا لمشاعره الخاصة نحوها على مرأى ومسمع من أقاربهم وفى مثل هذا المكان ,,, غمز سيف بعينيه بشقاوة مرحة ليقول بغيرة:
-يا سيدى على الحب , ربنا يوعدنا زيك.
فهتف كريم متحمسا:
-وخاصة أن الاثنين ينتميان لعائلة الشرقاوى فهو حب أسطورى.
وشاركتهما ريم الضحك دون أن تنسى آلامها الداخلية ووجع قلبها فقالت منتشية بسعادة من أجل أخيها وزوجته:
-اتركا لى أمر تنظيم الحفل فهذه لعبتى ... كنت مسؤولة عنها منذ أيام دراستى بالكلية.
منح رفيق زوجته ابتسامة جذابة أذابت عظامها وهو يقول بحبور:
-وقد سبق ووعدنى عمى عادل برحلة شهر العسل ,وهو رجل خبير بالسفر فتأكدى منذ الآن بأننا سنقضى أحلى أوقات فى البلد الذى اختاره لنا.
قال سيف مؤمنا على حديثه بفخر واعتزاز حديثين عليه:
-نعم أبى هو ملك التنقل والسفريات , فقد أخبرنى أنه قد لف نصف العالم وما زال يحاول استكشاف النصف الآخر.
قالت أميرة بابتسامة صافية تنبع من القلب:
-يحق لخالى هو الآخر شهر عسل جديد مع تنت منى.
فأضافت ريم ببراءة:
-وحتى أمى فهى تنتظر تقاعد أبى بفارغ الصبر حتى يعوّضها عن الايام الماضية ,,, أعتقد أنهما سيجددان حبهما مرة أخرى.
غرق رفيق فى الضحك وهو يقول يصوت متقطع :
-ربنا يستر من هذا الكم من شهور العسل , واحذرى يا ريم فقد يتصادف وأن يأتى لنا شقيق صغير من جراء هذا.
علّق كريم بخبث وهو يشير اليه:
-لا يا صديقى فنحن ننتظركما أنتما الاثنين ... فلا تجعلا انتظارنا يطول.
التهبت وجنتا أميرة من هذا الحوار العلنى الذى أصاب صميم خصوصياتهما ولكنها تقبّلت الأمر بصدر رحب لتقول بهدوء يتناقض مع اشتعال قلبها:
-حسنا اذن علينا أن نمد اجازتنا لفترة طويلة ,وسيلقى بكامل المسؤولية على عاتقكم فهذا تحذير منى ألا تتعجلا عودته للعمل.
ابتسم سيف حتى ظهرت أسنانه البيضاء ليلكز رفيق فى خاصرته قبل أن يهتف:
-يا لك من شخص محظوظ ! فها قد قامت زوجتك بأخذ اذن لك بالتغيّب عن العمل لفترة طويلة ,سوف تنعم بالراحة والاستجمام فيما نحن نعانى من ضغوط العمل .
قالت ريم باندفاع:
-اذا كنت تغار منهما فعليك بتقليدهما.
نظر لها سيف متعمدا وهو يحيطها باهتمامه البالغ قبل أن يقول بمغزى:
-اذا فهل تسعدين قلب رجل وحيد حزين بالموافقة على المساعدة فى تقليدهما ؟
احمرّت أذنيها وقد فهمت مقصده وعلى الرغم من معرفتها بأنه يشاكسها بغرض المزاح الا أنها فوجئت بنفسها تقول بصوت ثابت لا يهتز:
-وهل أعتبر هذا عرضا للزواج ؟
انتبه كريم للحوار الدائر بينهما وهو يتساءل ما الذى جعل الأمر يتطوّر الى هذا الحد فقد فوجئ بسيف يقول بجدية لا يمكن أن تخطئها أذن:
-واذا كان فهل توافقين يا ابنة عمى ؟
قطب رفيق جبينه ليستعلم بفضول:
-ما هذا الكلام ؟ هل أنت جاد يا سيف ؟
أدار سيف وجهه اليه بيقول ببطء:
-وهل فى هذا الحديث مزاح ؟ أننى أتقدم طالبا ليدها وعلى مرأى ومسمع من الجميع , فهل توافق على زواجى من أختك ؟
تطلّع رفيق اليه بعدم تصديق قبل أن ينقل بصره نحو شقيقته باستفسار ذاهل , ثم يقول بثبات:
-ريم , ما قولك فيما يعرضه عليكِ سيف ؟
انتبهت لتحديق أربعة أزواج من العيون نحوها فى انتظار ما ستنطق به شفتاها ثم تطلعت بترقب نحو سيف لتحاول أن تستنبط اذا ما كان يعنى كلامه أن أنه يبالغ فى سخريته منها كعادته لتوجه له سؤالا بعينه:
-هل تعنى فعلا أن تعرض علىّ الزواج ؟
هز كتفيه باستسلام ليقول بتصميم:
-ولماذا لا أعنى كلامى ؟ هل تريننى أمزح فى أمور كتلك ؟ أنا رجل جاد جدا فى عرضى وأنتظر اجابتك يا ريم.
سحبت ريم نفسا عميقا لتدفع الهواء الى رئتيها بعد أن شعرت بتوتر بالغ أثار ضيقا فى تنفسها , ثم قالت بتلعثم ظاهر:
-لا أدرى , فهذا العرض مفاجئ لى ,,, ولا يمكننى اتخاذ قرار متسرع كهذا ...
ابتسم سيف بدبلوماسية لردها الرزين وهو يقول براحة:
-لا يهم ,, فلتأخذى وقتك كاملا للتفكير بروية ,,,أما أنا فسوف أكون بالانتظار ... وستكون موافقتك هذه من حسن طالعى .
رنت ريم بنظرها نحو كريم حتى لا يتهوّر بنزق ليفسد هذا الجو العائلى بعد أن شعرت به يكاد ينفجر فى وجه سيف وهى تقول بمغزى حتى لا يفهم الأمر سواه:
-سوف أفكر بهدوء وروية كما قلت , ولن أتخذ قرارا متسرعا ,فعلى الجميع أن يتصرف دائما هكذا فى مثل هذه الأمور , أليس كذلك ؟
هزت أميرة برأسها علامة الموفقة على حديثها وهى تقول فى تناقض:
-هذا ينطبق على التفكير السليم ولكن حينما يتعلّق الأمر بالمشاعر فاسمحى لى أن أعارضك.
قالت ريم وهى تشبك اصابع يديها فى حضنها حتى لا تفضح توترها أو ارتباكها:
-حتى لو كان الأمر يخص مشاعرنا , فعلينا ألا نسير على هداها دون أن نستمع لصوت العقل.
قالت أميرة بمثابرة عنيدة:
-لو كنت فعلت بالمثل حينما عرض علىّ رفيق الزواج ما كنا وصلنا لحالنا هذا الآن , فربما كنا افترقنا للأبد وذهبت مشاعرنا أدراج الرياح.
رفعت ريم حاجبا باعتراض ولكتها قالت ببساطة:
-ربما.
قال رفيق مقاطعا حوارهما لينهى هذا الجدل القائم:
-لكل قاعدة استثناء يا أميرة ... ونحن كنا هذا الاستثناء.
التزم الجميع الصمت وكأنهم شعروا بمدى التوتر المسيطر عليهم يتملّك فألجم ألسنتهم عن الرد ,وظل كريم حائرا :ما الذى جعل ريم توافق على التفكير بأمر الزواج من ابن عمه ؟ كيف تفعل هذا وجرحها ما زال غائرا ؟ عليه أن يقنعها بالرفض ليس لأنه لا يحب الخير لهما ولكن لأنه لا يريدها أن تتهوّر بقرار تندم عليه لاحقا ,كما لا يريد لابن عمه أن يقع بين مطرقة مها وسندان ريم,, والقلب حينما يكون متألما فلا وجود للمنطق باتخاذ القرار , والأمر ليس بهذه البساطة ,,, فهو قرار بالارتباط مدى العمر.

***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية